رفرفت السعادة في بيت خديجة فقد وجدت الطاهرة في زوجها محمد خير الأزواج
فهو لطيف المشعر,سابغ العطف,يحيط به كل إنسان
ومن وفائه صلى الله عليه وسلّم:أنه لم ينس المرأة العظيمة التي كانت له أمًّا بعد أم أيمن رضي الله عنها فأخذها معه على دار الزوجيّة فأكرمها وغمرها بحنانه ولم يكن لدى خديجة أيّ اعتراض على هذا بل كانت تحب من يحب زوجها وتكرمهم.
وقد كان النبي ميمونا خلوقًا كريمًا ضربت فيه خديجة أروع الأمثالِ
للبرّ والكرمِ والوفاءِ والصبرِ والجودِ فو لله ما سمع منها النبي ما يكرهه قطّ !!
ولا كلمة تبغضه فاستمعن أيّها الأخوات نرى الآن في زمننا من تؤذي زوجها بالكلام والغضب المتواصل وتصبّ عليه الهمّ والغمّ صبّا وتعكّر صفو زوجها أين انتنّ عن خديجة الزوجة المخلصة الوفيّة الكريمة العطوفة الحنونة إنها الزوجة المثاليّة الزوجة القدوة لبناتِ المسلمين فقد ملأت حياة النبي سعادة وفرحا وسرورا وأمانا وسكينة وهدوء وإيمانا واطمئنان
كان النبيّ قد عمل عندها يومًا من الأيّام فهل ذكرت له ذلك هل ذكرت أنكَ كنت تعمل عندي؟
فأين الموظفات الآن يمنّون على أزواجهنّ ليل نهار؟
تعلّمن من خديجة ما قالت : له قط! كلمة تجرحه ولا كلمة تؤذيه بل سعدت وفرحت بزواجها منه صلى الله عليها وسلّم ووضعت مالها كلّ بين يديه وأسلمت له قلبها ورحها واستقرارها عنده
وبذلت بكلّ جهدها لتعد النبيّ وقد أخذت قلبه كيف لا وهي من آوته
وأعطته وجعلته يعيش أجمل حياة وزينت له كل ما يتمنّا
فنعمَ هذه الزوجة ونعم هذه المعيشة
فأين نساء اليوم عن أمّهن ألا يأخذن منها شيئا
ما شاء الله عليك اختى ام حذيفة زادك الله علما
اسال الله ان يحشرنا مع النبى (صلى الله عليه وسلم)وازواجه واصحابه اجمعين
اسالكم الدعاء لى بالثبات وحسن الخاتمه
متابعه ان شاء الله
لقد كانت أمّنا الطاهرة خديجة في غايةِ الكرم والجود وكانت تحبّ كل من يحبّه زوجها صلى الله عليه وسلّم
وتضحّي بكلّ ما تملك لإرضائه
فقد كفلَ النبيّ صلى الله عليه وسلّم ابن عمّه علي ابن أبي طالب
فوجد عليّ في بيتِ الطاهرة الرحيمة قلبًّا حانيًّا وأمًّا عطوفا جعلته يشعر أنّه مع أمّه فكانت تحسنُ إليه غاية الإحسان "وتكرمه غاية الإكرام
فلمّا أحسّت خديجة بأن محمّدا بحبّ مولاه زيد بن الحارثة وهبته له فزادت مكانًا ومقاما في قلبِ النبيّ صلى الله عليْ وسلّم
فكانت صاحبة قلبٍ رحيم
وفي جلسةٍ غمرتها أنوار ربانية كان محمّد صلى الله علي وسلّم
يتحدّث مع خديجة رضي الله عنها :
فكان صوته الصحل يمسّ أوتار فؤادها وتلكَ الحكمة المتدفّقة
من بينِ شفتيْه فأحسّت روحها بسعادة عامرة تسمو بها فوق وجودها الملموس
في تلكَ اللحظات جاءت مولاة خديجة وقالت: مولاتي إنّ حليمة بنت عبد الله الحارث السعدّية تودّ الدخول ولمّا سمع النبيّ بحليمة السعديّة خفق قلبه الشريف حنانا وراحت ذكريات الحبيبة والحانية الدافئة تطفوا على سطح ذهنه, كانت اللحظات مفعمة بالمشاعر الناعمة لحظة_في مثل لمح البصر وأسرع_
قامت خديجة لتدخل حليمة ,فطالما ما حدّثها عنها النبيّ
وعندما وقعَ بصره الشريف عليها مسّ سمع خديجة صوته اللطيف وهو ينادي بلهفةٍ (أمّي أمّي)
نظرت خديجة إلى النبيّ فألفته قد فرش لها رداءه ومرر يده عليها بحنان دافق,وقد تألق في عينيه سعادة غامرة كأنما كان يحتوي في أحضانه أمه آمنة بنت وهب وقد بعث من مرقدها
وراح النبيّ يسألها عن حالها فراحت تشكوا إليْه قسوةَ قومها والجدب الذي نزل ببادية بني سعد ثمّ شكت ضيق العيشِ ومرارة الفقر,فأفاض عليها من كرمه
وبعد ذلك حدّث النبي زوجته خديجة_في تأثر واضح)
بما ألّم فيه بما حلّ بمرضعته حليم ومن ضيق لها
وما حالَ بقومها من كرب
فأفاضت خديجة بكرمها فأعطت حليمة عن خاطر أربعين رأسا من الغنم كما وهبتها بعيرا يحمل الماء وزودتها بما تحتاجه في رجوعها إلى باديتها
فكانت خديجة متأهبة في الدوام لتجود بكلّ أموالها إرضاء لزوجها فشكر لها النبي ثم راح يضع بين يديه ما جادت به خديجة
فكانت كريمة تجود بأموالها لإسعاد حبيبها فرحم أمّ المؤمنين وأسكنها فسح جنّاته
وهكذا كان هذا البيت المبارك قائما على المودّة والرحمة والعطفِ والحنان
وفي يوم من الأيّام عاد النبي صلى الله عليه وسلّم إلى البيت وكانت الزوجة العطوف تحمل له البشرى الجميلة التي يسعد بها كل الأزواج فكانت البشرى أنّها حامل فاهتزّ قلبُ الحبيب فرحًا بتكَ البشرى الجميلة
وكانت خديجة في غاية السعادة لأنّها ستنجبُ لزوجها الحبيب أوّل مولدٍ له..
ولتحمل هوَ وهيَ نفس اللقب
ومرّت الأيّام والنبيّ وخديجة ينتظرون الوقت الحاسم
وجاءت اللحظة السعيد الذي ينظروها فولدت خديجة للحبيب وكانَ اسمه( القاسم بن محمّد) وهو الإسم الذي كنّيَ به الحبيب صلى الله عليهِ وسلّم
ثم ّتتابعت بعد ذلكَ هذه الذريّة المباركة فولدت له زينب,وأم كلثوم,وفاطمة,وكان ذلك قبل النبوّة ثمّ ولدت له بعد النبوّة عبدا لله الذي كان يسمّي بالطيّبِ الطاهر
وقد مات بنو النبيّ كلّهم في صغرهم أمّا البنات فكلهنّ أدركن الإسلام وأسلمنَ وهاجرنَ فرقيّة وأم كلثوم تزوجتا عثمان بن عفّان رضي الله عنه
وزينب تزوّجت أبي العاص بن الربيع بن عبْد الشمس
وفاطمة تزوّجت علي ابن طالب رضي الله عنه وأرضاه
وقد أدركن بنات النبي وتوفين في عهده إلّا ابنته فاطمة فقد توفيّت بعده بستة اشهر .
وكان النبي يحبّ أسرته كيف لا وهم فاطمة وخديجة وعثمان وعلي
رضيَ الله عنهم.
وقد بينت الكثير من الحديث فضل أهل البيت
فكانوا جميعا يعيشون حياة هادئة جميلة في غاية السعادة
فخديجة زوجة مثالية سعت بكلّ ما تملك لتدخل السعادة على قلبِ أهلِ بيتها
فمن هذا البيت المبارك خرجت فاطمة التي أضحت فيما بعد سيدة نساء أهل الجنّة وأمّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة وزجت واحد من العشرة المبشرين بالجنة فيا له من بيت مبارك نشر البركة وعبير َ الإيمَانْ على الكونِ كلّه
كان محمّد يهجر مكّة كلّ عام ليقضي شهر رمضان في غار حراء
كان محمّد يأخذ زاد الليالي الطوال ثمّ ينقطع عن الناس متجهًّا إلى ربّ العالمين
في هذا الغار المهيّب الحجب,كانت نفسٌ كبيرة قد تركت الدنيا وما فيها ولجأت إلى ربّها تتلوى حسرةً وحيرة لأنّها لا تدري من ذلك مخرجا ولا له علاجا!!!
في غار حراء كان محمّد عليه السلام يتعبّد ويصقل قلبه وينقي روحه ويقترب من الحق جهده ويبتعد عن الباطل وسعه حتّى وصل إلى مرتبة عاليه فأمسى الحبيب لا يرى رؤيةً حتّى جاءت كفلق الصبح
من رواية للسيدة عائشة أم المؤمنين عن بدء الوحي بقولها :
(( أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي : الرؤيا يا الصالحة في النوم ، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه ، - وهو التعبد الليالي ذوات العدد - قبل آن ينزع إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة ، فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق - وفي رواية : حتى فجأة الحق - وهو في غار حراء ، فجاء الملك ، فقال : اقرأ ، قال : قلت : ما أنا بقاريْ ، قال : فأخذني فغطني ، حتى بلغ منى الجهد ، تم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت ما أنا بقاريء ، قال : فأخذني فغطني ثانية حتى بلغ منى الجهد ، تم أرسلني ، فقال : اقرأ : فقلت : ما أنا بقاريْ ؟ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ منى الجهد ، تم أرسلني ، فقال :" و اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم " ( 96/ 1-5 ) . فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد ، فقال : زملونى ، زملونى ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة - وأخبرها الخبر - : لقد خشيت على نفسي ، فقالت له خديجة : كلا ، أبشر ، فو الله لا يخزيك الله أبدا ، أنك لتصل الرحم ، و تصدق الحديث ، وتحمل الكلَّ ، وتكسب المعدوم ، و تقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق .
فانطلقت به خديجة ، حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قص - وهو ابن عم خديجة ، أخي أبيها- وكان امرءأ تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني ، فكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخاً كبيراً قد عمى ، فقالت له خديجة : يا ابن عم ، اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يا ابن أخي ، ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى ، فقال له ورقة : « هذا الناموس الذي نزل الله على موسى ، يا ليتني فيما جذعاً ، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك » . فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : أو مخرجي هم ؟ قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وان يدركني يومك حياً أنصرك نصراً مؤزراً ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي ، وخر الوحي )) 4 .
فكان موفق أمّنا خديجة من اشرفِ المواقف فقد طمأنته وأراحته وخففت عنه وواسته
*وبعد أن سمعت خديجة من ابنِ عمّها ماذا سيفعل قومها بزوجها وهي تعرف صلابتهم وقوّتهم ولكن مع هذا قررت الوقوف في وجه العاصفة المتوقّعة ورضيت أن تتحمّل الأذى والمشقّة من قومها ولكن أيّ وقوف هذا إنها ستقف أمام قريش!
فإنها والله لوفيّة الخصال آزرت زوجها ليتمّكن من حمل هذه الدعوة ونشرها بين قومه وليقيمَ دولة الإسلام..
يتبع..
قامت السيّدة خديجة على مواقفٍ كثيرة دلّت على رجاحة عقلها وسموّ خصالها
فكانت تزداد مكانا في قلبِ النبي صلى الله عليهِ وسلّم حبا وتعظيما وتقديرا
فكانت تطيّب خاطره بكلماتٍ رقراقاتٍ تؤازره بها وتقوّيه وتنصحه وتثبّته كلمات الحق والثبات
فيا الله ما أجملها من زوجةٍ للحبيب
فقد مرّ على النبيّ موافق فكانت خديجة تصبّره وتعينه وتثبته على الحق وتعطيه رأيها وقد كانت خديجة أهلا لذلك,
والآن نقف مع عبرات تتكلّم بها فمُ خديجة الطاهر كلماتٌ أُلقيت على النبيّ كـ السهام
*عندما جاء النبيّ يشكوها عن ما حصل معه في غارِ حراء
قال:(لقد خشيت على نفسي)
فقالت: خديجة للنبي ( "كلا والله! ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" رواه البخاري واللفظ له, ومسلم وزاد تصدق الحديث. البخاري -الفتح- كتاب بدء الوحي, باب بدء الوحي (1/30) رقم (3) ومسلم, كتاب الإيمان, باب بدء الوحي إلى رسول الله رقم (1/139) رقم (160). وقفة مع هذه الكلمات!
الكلمة الأولى:تقل:(وتصِل الرحم) فمن قطعك وصلته، تغني القريب الفقير، وتقوّي القريب الضعيف، أنت سند أهلك، ووتد أقاربك، لم يسمعوا منك إلا كل خير، ولم يروا منك إلا كل صلاح.. أنت لكبيرهم ابن، ولصغيرهم أب، ولصاحبهم أخ.
فأنتَ يا أبا القاسم وصول للرحم تقرب البعيد وتدني القصي وتغسل الأحقاد وتزرع الألفة والمودّات, وهذه وتجمع القلوب على الصفاء والود,وصلة الرحم هذا أصل الأصول مكارم الأخلاق الّتي من سجاياك
الكلمة الثانية (إنّك لتصدق الحديث ) فأرادت أن تقول: وأنتَ الصدوق المصدّق وأنت الصادق الأمين فصدق الحديثِ عندك سجيّة,إذا قلت شيئا قالت: الموجودات من حولك وهتف الدنيا صدقت..
فأنتَ لا تكذب أبدًا، لا تغش أبدًا، لا تزور شهادة، ولا تدلس مقالة، لم يُعهد عليك كذبة واحدة في حياتك، ولم تتلطخ لحظة واحدة في براثن الكذب
وقد قالها له قومه (ماجربنا عليكَ كذبا)فكانت هذه الشهادة الذي قد عرف بها النبي
الكلمة الثالثة (وتحمل الكل) وهو العاجز، لا تُعينه وفقط، بل تحمله! ولا تحمله فقط، بل تحمله وحاجته! لا ينزل عنك إلا وقد قضيت مسألته، ورحمت ذلته، وأسعدت قلبه.
فأنتَ تحمل حمل الكل حمل الضعيف الذي أعجته الأيّام والليالي وأذاقته من مرارتها
فنفسك الكريمة وقلبك الرحيم لا يرضيان أن يريا ضعيفا أثقلت عليهِ كاهلة الحياة
فأنتَ تحسن غلي بإحسان تنتعش من خلاف روحه وتحي في نقسه الآمال
ورابع الصفات من الكلمات الرائعات قولها:وتكسب المعدوم
فأنتَ تكسب المعدوم بجودك وإيثارك فقد فطركَ الله على مكارم الجود,فأنتَ أجود النّاس وأجود الخير من الريح المرسلة
والكلمة الخامس(وتقري الضيف) فإكرام الضيفِ من أعظم الفضائل الإنسانيّة ,ففيهِ عظم الأثر في قوّةِ اجتذاب القلوب وأسر النفوس, وخصوصا في قريش فقد كانت بيئة شحيحة لكل منهم مسعى في الحياة من اجل مصالح شخصيّة ومتطلبات معيشية
فما أكرم الناس إذا نزلوا بدارك! وما أعظمهم إذا حلوا بحضرتك! أوقدت القدور، وجهزت النمارق، وقضيت الحاجات، فإن بات الضيف بدارك بات آمنًا عزيزًا، وإن انصرف؛ فمُكرم مسرور.
الكلمة السادسة
(وتعين على نوائب الحق)
فإنّ من أحض صفاتك تعين على نوائب الحق إنّ ذلك فطرة أفطرك الله عليها وخليقة جبلك بها فهي أجمع بوادر الخير ومصادره
فمصائب الأيام كثيرة، وجراح الواقع كبيرة، فيأتيك طالب العون فتعينه على نائبته، ويأتيك المكروب فتعينه على كربته.. أنت الظَهر للبائسين، فأنت لجراحهم طبيب، وأنت ليتمهم أب.
فيا لها من أمّ عطوف خففت من همّ الحبيب بكلماتها
الجميلة....
أوّل خلقِ الله أسلمت...ورضيت بما أتاها الحبيب واقتنعت
هاهيَ من كرامتها ومن صفاتها أنّها أول قلب خفق في الإسلام ورضيت به على التمام
فكانت أوّل امرأةٍ أسلمت وملأ قلبها نورًا إيمانًا
قالَ الإمام عز الدين بن الأثير_رحمه الله_خديجة أوّل خلقِ الله اسلم,بإجماعِ المسلمين,,,
وما كانت هذه المرأة في سواء النساء بل لقد هيئ لها من جلال الحكمة,وبعد الرأي إلى زكاءِ الحسب ,وذكاء القلب ,ما عزّ على الأكثرين من الرجال
فلم تأخذ الدين مشايعة ولم تتلقه مجاملة بل أخذته عن تأثر به واظمأنان
فصدقت ما جاء به الحبيب واتبعته بما يقول وأسلمت لله ورضيت بقضائه وحكمه
وبعد إسلامِ خديجة ظلّت تلازم الحبيب مرحلة من الزمن تقارب ربع قرن
فكانت تأخذ من هدي النبي صلى الله عليهِ وسلّم وأخلاقه وعلمه وتطبقيه على الوجه الصحيح
فكانت في سعادةٍ غامرة لأنّها شعرت بالسعادةِ الحقيقة سعادة الإيمان والتقوى
فـ كانت خديجة تصلّي مع النبيّ صلى الله عليه وسلّم الصلاة التي كانت في هذه الوقت وهيَ ركعتان في الغداةِ..وركعتان في العشي ..وذلك قبل أن تفرض الصلوات الخمس في ليلةِ الإسراء
فـ خديجة رضي الله عنها لم تدرك الصلوات الخمس فقد أدركها الموت قبل فروضِ الصلواتِ الخمس
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه:أن النبي سئل عن خديجة أنهّا ماتت قبل أن تنزل الفرائض والأحكام ؟قال:أبصرتها على نهار الجنة في بيت من قصب لا لغوَ فيه ولا نصب
فقد صلّت خديجة من أول ما علّمها النبي الصلاة واتبعته لأنها هذا ما كانت تريديه زاد الإيمان الذي لا يستطيع أن يعيش قلب بدونه
فكانت كـ الباحثةِ عن الحقّ أحسّت أن الحق قريب ففرحت بما جاء به الحبيب وبدأت بالتقرب لله العليّ العظيم