|
|||||||
| ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف |
 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
11-09-2009, 11:31 AM
|
|||
|
|||
حين بكت آلاء فأبكتني
جاء بي غضبي ! حملتني إليكم غيرتي ! غيرة على أمة بكيتها يوما بدمعي ، ويوما بقلمي ، وإنّي لأجدني اليوم لا أفقه من المشاعر شيئا ! لا أفقه سوى أنّي قد فجعت في أمتي ! لازلت أذكر يوم سطرت بيد تدثّرها أثواب الحرمان خاطرة كان عنوانها ذات حزن لعلي أقطف لكم بعضا من كلماتها الباكية: " هم قتلوا البسمة في شفاهي حين حرموني من نقابي حين كشفوا وجهي للذئاب" ولست أخفيكم أنّي أراود القلم منذ نعيت في النقاب وبلغني خبر الطالبة المنتقبة والشيخ ...! أراوده فأجد فيه قوة أعجب لها ، فأبتعد خوفا أن أكون من الخائضين... ولازلت كذلك إلى أن جالت بفكري المتعب آية من الذكر الحكيم فأراحت ما بي من تعب : " يا أيّها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثّاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل" الآية 38 من سورة التوبة لا وأيم الله لن أتثاقل إلى الأرض و قد مسّ ديني ! لا لن أصمت وأرضى ! لا أبدا ، ليس بعد أن تكلم بالجهل ثغر من نظنه عالما ! قال : ويحك اكشفي النقاب فالنقاب عادة! قال وقد نال ما أراد : أنا أعلم من الذين ألزموك بالنقاب! قال ويا ليته ما قال : منع النقاب في الأزهر ! صرخت حناجر أعداء الدين : خيرا فعلت يا حامل لواء الدين ! وتعالت من هنا وهناك زفرات علماء قد نالهم من الأسى ما نالهم : ما هكذا الأمر ، ماهكذا الأمر! وأطرقت أنا باكية وقد تساقطت بين يدي أطلال زمن جميل وأنا أتذكر نساء الأنصار كيف خرجن و كأن على رؤوسهن الغربان بعد نزول آية الحجاب... كفكفت تلك الدموع وسارعت إلى جرائد عدة أتصفحها ، إحداها كتبت بيد علمانية تهنئ الشيخ لاهتدائه إلى سواء السبيل بإصدار القرار وأخرى بيد نصرانية تعظّم منهج الشيخ بل وتدعوه بطنطاويوس إشادة بسدادة تفكيره! وجزعت حينها أشد الجزع وشخص بصري بما كنت أقرأ وظللت كالذي عجّل له بأمر يكرهه ، فما أدرك من القول إلاّ "إنّا لله وإنّا إليه راجعون" وما أدرك من الفعل إلاّ أن يفكر ويفكر ويفكر... ثم انتفض وقام .... كذلك انا! جاء بي غضبي وهو صارخ! القول بأنّ النقاب عادة هو قول باطل فما كان اختلاف العلماء إلا بين وجوب واستحباب وماقال عاقل عارف بالدين أنّه بدعة! ثمّ إنّي احترت كما أحتار دوما وأنا أدرس تصرفات البشر حين علمت أنّ تفسيرالدكتور الطنطاوي الذي يدرّس في جامعات الأزهر يقول بفرضية النقاب! دعوني أقول أن هذا تناقض صنعته يد سياسية بحتة! *** لكم أخاف أنّي أرى بعيني التاريخ وهو يعيد نفسه بصورة اختلفت فيها الألقاب فقط ، وفي الحقيقة لست أرى بين الحادثتين بونا كبيرا ، فنحن في عصر بات فيه اللقب فارغا من معانيه! تذكّروا معي سعد زغلول يوما دعا الحاضرات إلى كشف النقاب ، تذكروا كيف رفعت هدى الشعراوي الغطاء عن وجهها وانطلقت هي ومثيلاتها في رحلة " اهرف بما لا تعرف " أسألكم أما تخشون أن يفتي لكم ذات يوم أحد ممن تظنونهم أولي علم أنّ الصلاة مستحبة او أنّ الصوم بدعة! أمّا أنا فإني لحديث النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أخشى ذلك... روى عبد الرزاق قال : قال معمر أخبرني أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن أبي أسماء [ ص: 299 ] الرحبي عن شداد قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم { إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين فإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة } إسناد جيد ، ولأحمد ومسلم والترمذي وصححه مثله من حديث ثوبان *** بني أمّتي ألفيت حالنا لا تسر وجاءني من الذاكرة طيف حزن وأنا أسترجع الرؤيا التي رآها أحد الفضلاء بعد حادثة الرسوم الدنماركية المسيئة لشخص رسول الله عليه الصلاة والسلام ، قال ذلك الرجل باكيا : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حزينا فقال لي : قل لأمتي ، قل لأمتي ، قل لأمتي أليس لي عليهم حق ان يفدوني بأنفسهم! بلى فداك روحي بأبي وأمي أنت يا رسول الله *** أرانا قد أكثرنا من السؤال : مابالهم ينادون بتطليق العفاف من إماء الله ؟ ما بالهم ينهشون جسد الدين ؟ مابالهم يحاربون الصالحين؟ بينما سيكون لنا في هذا السؤال فائدة أعظم لو كنا نعلم كيف نستنصر الله؟ والجواب : " ولينصرنّ الله من ينصره" أناشدكم أن تقوموا قومة رجل واحد إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام قوموا إلى علم صحيح لا تشوبه آراء أنصاف المتعلمين ولا تكدره ابتداعات الجاهلين قد آن الآن قبل أن لا يكون آن أن نعود عودا حميدا إلى طلب العلم الشرعي من منابعه الصافية ، لا من وديان تجري سيولها بين جنبات سبلنا وأخاف أن تفيض ذات يوم فتغرقنا ! *** قالوا تفتئين تذكرين النقاب حتى تكوني حرضا أو تكوني من الهالكين فقلت : إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون فكفوا عني لومكم ما كنت لأكتب في موضوع النقاب وأنا قليلة علم إلاّ بعد أن لمست ضرورة لذلك... حين بكت آلاء فأبكتني... *** كما أحب أن يكون لي من الختام عبير فأل ، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم... كذلك قد بلغني أن جمعا من الفتيات والنساء ارتدين النقاب مؤخرا اقتناعا بفرضيته، ورأيت مسارعة أخريات إلى إصلاح حجابهن وصدق من قال : إذا أراد الـلـه نشــر فـضـيلـة *** طـُويـت أتـاح لهـا لسـان حسـود لولا اشتعال النار فيما جاورت *** ما كان يُعرف طيبُ عَرف العود ... لن ينالوا من إسلامنا خردلة ! لايزال في أمة الخير غيرون ، ثائرون ، غاضبون بالعلم دامغون للأباطيل! يقولون أننا نعيش في ليل بهيم... أجل وليكن ! ليلنا ظلام أسدافه هي جهلنا ، فماذا لو نزعت تلك الأسداف؟ حينها ستشرق شمس النصر لامحالة إنّي أرى من قريب صبح يوم تكون فيه أحكام الله قد تربعت على العروش ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قد لبست أثوابا وأفعالا وأقوالا إنّي أرى من قريب صبح يوم تأخذ فيه صيحة الحق أعناق الباطل! إنّ موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب ؟ سبحانك اللّهم وبحمدك أشهد أنّ لا إله الاّ انت أستغفرك وأتوب إليك 
|
|
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| أمام, بكت, حين, فأبكتني |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
العرض العادي
