انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2010, 09:37 PM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي ابن الجوزي يحاسب نفسه !

 



قال رحمه الله في صيد الخاطر :
تفكرت في نفسي يومًا تفكر محقق، فحاسبتها قبل أن تحاسب، ووزنتها قبل أن توزن، فرأيت اللطف الرباني: فمنذ الطفولة وإلى الآن أرى لطفًا بعد لطف، وسترًا على قبيح، وعفوًا عما يوجب عقوبة، وما أرى لذلك شكرًا إلا باللسان!
ولقد تفكرت في خطايا، لو عوقبت ببعضها؛ لهلكت سريعًا، ولو كشف للناس بعضها، لاستحييت.
ولا يعتقد معتقد عند سماع هذا أنها من كبائر الذنوب، حتى يظن في ما يظن في الفساق؛ بل هي ذنوب قبيحة في حق مثلي، وقعت بتأويلات فاسدة فصرت إذا دعوت، أقول: اللهم! بحمدك وسترك علي اغفر لي!
ثم طالبت نفسي بالشكر على ذلك؛ فما وجدته كما ينبغي. ثم أنا أتقاضى القدر مراداتي، ولا أتقاضى نفسي بصبر على مكروه، ولا بشكر على نعمة.
فأخذت أنوح على تقصيري في شكر المنعم، وكوني أتلذذ بإيراد العلم من غير تحقيق عمل به.
أفٍّ لنفسي! وقد سطرت عدة مجلدات في فنون العلوم، وما عبق بها فضيلة، إن نوطرتُ، شمختُ، وإن نوصحتُ؛ تعجرفتُ، وإن لاحت الدنيا؛ طرتُ إليها طيران الرخم، وسقطتُ عليها سقوط الغراب على الجيف، فليتها أخذت أخذ المضطر من الميتى توقر في المخالطة عيوبًا تبلي، ولا تحتشم نظر الحق إليها، وإن انكسر لها غرض؛ تضجرت، إن أمدت بالنعم؛ اشتغلت عن المنعم!!
أفٍ والله مني، اليوم على وجه الأرض، وغدًا تحتها! والله، إن نتن جسدي بعد ثلاث تحت التراب أقل من نتن خلائقي وأنا بين الأصحاب!
والله، إنني قد بهرني حلم هذا الكريم عني، كيف يسترني، وأنا أتهتك،
ويجمعني وأنا أتشتت؟! وغدًا يقال: مات الحبر العالم الصالح، ولو عرفوني حق معرفتي بنفسي، ما دفنوني.
والله، لأنادين على نفسي نداء المكشفين معايب الأعداء، ولأنوحن نوح الشاكلين للأبناء، إذ لا نائح لي ينوح علي لهذه المصائب المكتومة، والخلال المغطاة، التي قد سترها من خبرها، وغطاها من علمها.
والله، ما أجد لنفسي خلة أستحسن أن أقول متوسلًا بها: اللهم! اغفر لي كذا بكذا.
فواحسرتاهُ على عمر انقضى فيما لا يطابق الرضا! واحرماني لمقامات الرجال والفطناء! ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله، وشماتة العدو بي! واخيبة من أحسن الظن بي إذا شهدت الجوارح علي! واخذلاني عند إقامة الحجة! سخر -والله- مني الشيطان، وأنا الفطن!!
اللهم، توبة خالصة من هذه الأقذار، ونهضة صادقة لتصفية ما بقي من الأكدار، وقد جئتك بعد الخمسين، وأنا من خلق المتاع، وأبى العلم إلا أن يأخذ بيدي إلى معدن الكرم، وليس لي وسيلة إلا التأسف والندم؛ فوالله ما عصيتك جاهلًا بمقدار نعمك، ولا ناسيًا لما أسلفت من كرمك، فاغفر لي سالف فعلي.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس الأنصاري ; 06-07-2010 الساعة 09:44 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-07-2010, 09:41 PM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي

كَانَ -رحمه الله - يقولُ وهو على المنبر في آخر حياته:
« كتبتُ بإصبعي هاتين ألفي مجلدة ، وتاب على يديّ مائة ألف ،
وأسلم على يديّ عشرون ألف يهودي ونصراني »
«ذيل طبقات الحنابلة» ( 1/410 ) .

ثُمَّ كان يقول في نفسه رحمه الله رحمة واسعة:
كيف بك يابن الجوزي لو دخل هؤلاء الجنة ( أي الذين أسلموا وتابوا عليه ) ودخلت أنت النار؟!!!
كيف بك يابن الجوزي لو نجى هؤلاء ودخلت أنت النار !!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟

( هكذا علمتني الحياة ) علي القرني .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-07-2010, 09:50 PM
ام الكتكوت وائل ام الكتكوت وائل غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اللهم آتِ نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
بارك الله فيك اخي

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس الأنصاري ; 06-07-2010 الساعة 09:59 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
!, الجوزي, ابن, يحاسب, نفسه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 11:56 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.