انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-18-2011, 10:33 PM
صاحب السيف المعوج صاحب السيف المعوج غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




I15 أنت من يؤخر النصر عن هذه الامة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد الله رب العالمين معز الإسلام والمسلمين ومذل الشرك والمشركين وقاهر أعدائك أعداء الدين والصلاة والسلام على القائد الأمين الغر المحجلين وقائد الغر الميامين وإمام المجاهدين الضحوك القتال أما بعد:



بينما كنت مهموماً أتابع أخبار المسلمين وما أصابهم من مصائب، خاطبتني نفسي قائلة: يا هذا، أنـــــت من يؤخر النصر عن هذه الأمة، بل وأنــــــــــت سبب رئيسي في كل البلاء الذي نحن فيه!

قلت لها: أيا نفسي كيف ذاك وأنا عبد ضعيف لا أملك سلطة ولا قوة، لو أمرت المسلمين ما ائتمروا ولو نصحتهم ما انتصحوا…

فقاطعتني مسرعة، إنها ذنوبــــــــــــــــك ومعاصيـــــــــــــــك ، إنها معاصيك التي بارزت بها الله ليل ونهار… إنه زهدك عن الواجبـــــــــــــــــــــات وحرصك على المحرمــــــــــــــــــــــات…

قلت له:وماذا فعلت أنا حتى تلقين علىّ اللوم في تأخير النصر؟

قالت: يا عبدالله والله لو جلست أعدُّ لك ما تفعل الآن لمضى وقت طويل، … فهل أنت ممن يصلون الفجر في جماعـــــــــــة؟

قلت: نعم أحيانا، ويفوتني في بعض المرات…

قالت مقاطعة: هذا هو التناقض بعينه، كيف تدّعي قدرتك على الجهاد ضد عدوّك، وقد فشلت في جهاد نفسك أولاً،
في أمر لا يكلفك دما ولا مالاً، لا يعدو كونه دقائق قليلة تبذلها في ركعتين مفروضتين من الله الواحد ا لقهار…كيف تطلب الجهاد، وأنت الذي تخبّط في أداء الصلوات المفروضة، وترك صلاة الجماعة، وضيّع السنن الراتبة، ولم يقرأ ورده من القرآن، ونسي أذكار الصباح والمساء، ولم يترك الغيبـــــــة، ولم يكن بـــــــارّاً لوالديه، ولا واصلاً لرحمه؟ واستمــــــرأ النظــــــــــــــــــر إلى محرمات في صحف أوشاشـــــــــات، وأدخـــــــــــــل المفسدات، وقصر في واجـــــــــــــــــــــــب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعـــــــــــــــــــوة إلى الله، وانشغل بالترهـــــــــــــــــات.

واستطردت: كيف تطلب تحكيم شريعة الله في بلادك، وأنت نفسك لم تحكمها في نفسك وبين أهل بيتك،
فلم تتقِ الله فيهم، ولم تدعهم إلى الهدى، وتبعــــــــــــــدهـم عن المحرمات، ولم تحرص على إطعامهم من حلال,، وكنت من الذين قال الله فيهم: "يحبون المالَ حباً جماً"، فبعت ما فيه منكرات، وكذبت وغششت وأخلفت الوعد فاستحققت الوعيد…


قلت لها مقاطعاً: ومال هذا وتأخيــــــــــــــــر النصر؟ أيتأخر النصر في الأمة كلها بسبب واحد في المليار؟

قالت: آه ثم آه ثم آه، فقد استنسخت الدنيا مئات الملايين من أمثالك إلا من رحم الله… كلهم ينتهجون نهجك فلا يعبؤون بطاعة ولا يخافون معصية وتعلل الجميع أنهم يطلبون النصر لأن بالأمة من هو أفضل منهم، لكن الحقيقة المؤلمة أن الجميع سواء إلا من رحم رب السماء…أما علمت يا عبد الله أن الصحابة إذا استعجلوا النصر ولم يأتهم علموا أن بالجيش من أذنـــــب ذنبا… فما بالك بأمــــة واقعة في الذنوب من كبيـــــرها إلى صغيـــــرها ومن حقيرها إلى عظيمها… ألا ترى ما يحيق بها في مشارق الأرض ومغاربها؟؟؟

بدأت قطــــــــرات الدمع تنساب على وجهي، فلم أكن أتصور ولو ليوم واحد وأنا ذاك الرجل الذي أحببت الله ورسوله وأحببت الإسلام وأهله، أنني قد أكون سببــــــــــــــــــــــاً من أسباب هزيمة المسلمين…وأنني قد أكون شريكـــــــــــــــــــــاً في أنهار الدماء المسلمة البريئة المنهمرة في كثير من بقاع الأرض…
لقد كان من السهل علي إلقاء اللوم. على هذا أو ذاك… لكنني لم أفكر فـــــــــــي عيبي وخطئي أولاً…ولم أتدبــــــــــر قول الله تعالى( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

فقلـــت لنفسي: الحمد لله الذي جعل لي نفساً لوامةً، يقسم الله بمثلها في القرآن إلى يوم القيامة… فبماذا تنصحيـــــــــــــــــــــن؟

فقالت: أبدأ بنفسك، قم بالفروض فصلِّ الصلوات الخمس في أوقاتها في الجماعة، وادفع الزكاة وإياك وعقوق الوالدين، تحبّب إلى الله بالسنن، لا تترك فرصة تتقرّب فيها إلى الله ولو كانت صغيرة إلا وفعلتها، وتذكر أن تبسّمك في وجه أخيك صدقة، لا تدع إل شيء وتأت بخلافه، ولا تطالب برفع راية الجهاد وأنت الذي فشل في جهاد نفسه، ولا تلقِ اللوم على الآخرين تهرّباً من المسؤولية، بل أصلح نفسك وسينصلح حال غيرك، كن قدوةً في كل مكان تذهب فيه…إذا كنت تمضي وقتك ناقداً عيوب الناس، فتوقف جزاك الله خيراً فالنقاد كثر وابدأ بإصلاح نفسك ودعــــــــــــــــــــــــــــوة غيرك واجتهد في ذلك…وبعدها اسأل الله بصدق أن يؤتيك النصر أنت ومن معك وكل من سار على نهجك، فتكون ممن قال الله فيهم: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)...واعلـــــــــم أن كـــــل معصية تعصي الله بها وكــــــل طاعة تفرّط فيها هي دليل إدانـــــــــــــــــة ضدّك في محكمــــــة دمــــــــــــــاء المسلمين الأبرياء…

فرفعت رأسي مستغفراً الله على ما كان مني ومسحت الدمــــع من على وجهي… وقلت يا رب…إنهـــــا التوبة إليك…لقد تبت إليك.
ولنفتح صفحـــــــــــــــــــــــــــة حياة جديــــــــدة…بدأتها بركعتين في جوف الليل…أسأل الله أن يديم عليّ نعمتها…

اللهم آمين


لا تنسوا عبد الفقير
من دعواتكم الصالحة
صاحب السيف المعوج
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
من, أنت, الامة, النصر, ينير, عن, هذه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 11:28 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.