رسالة الى مكلوم

[بارق الصيف]

 

فلتعش ايها الاخ وحيدا, ولتكن في مجتمع مليئ بالفتن فريدا .
اترك ما حل بك من المحن وراءك, وانظر الى المستقبل , وحدد اتجاهك.
لا تقف على عتبات اليأس بل أعبر الى ظل أمان الفرج ومن طلب الفرج لا يخيب ومن جد في طلبه ودعا ربه, فإن ربه قريب مجيب .
لقد عايشت ألمك وشعرت بحزنك لكن سبل الخلق تقطعت وتمزقت وبقي الرجاء الاعظم والأمل الأمثل, بقي الحبل المتين مع رب العالمين.
ألا إن أعظم أنواع الفرج وأوسع أبواب السعادة والأنس أن تعيش راضياًُ بقضاء الله عالماً أن ما أصابك لم يكن ليخطئك, وأن رعاية الله معك.
قف على عتبات الدعاء شاكياً وباكياً فلن تجد بعد ذلك معادياً.
اذا كان الأصحاب خذلوك والأقارب ضيعوك فلا تسأم ولا تيأس فإنك وهم تحت نظر ملك الملوك (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا).
وسيوفي كلا بعمله إن خيرا فخير وان شراً فشر .
لا يشغلك المرض, ولا يرهقك الحزن والالم, فالمرض زائل والحزن منتهٍ والالم لا يدوم .
اجعل من المرض طريقاً تسلكه الى الله فالمريض منكسر القلب, تدخل الموعظة اليه بإرتياح, فيطير قلبه الى الله مع أدراج الرياح.
عيش مع الحزن في احضان الرحمات, فإنه لها جالبٌ وصاحبه للأجر حائزٌ.
وداوِ الألم بانتظار الفرج, فإن انتظاره عبادة يورثك في آخرتك السعادة.
صغ من قلبك المكلوم اسطورة عنوانها (إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ثم ارسله الى ادْعُونِي تأتيك على أطباق أَسْتَجِبْ لَكُمْ
لاتقف أبداً عند ما أغلق باب الحزن في طريق سيرك, ابحث جادا عن طريق توصلك الى بغيتك, فلم يقف السير عند هذا الطريق فقط, بل كل الطرق تؤدي الى هدفك الجاد .... ماعليك إلا أن تبحث وستجد لا محالة.
أريد منك ان تصنع من مرضك وضعف حيلتك قصة تسطرها بدموع أحزانك, وتمدها بحبر آلامك, ولا يصدنك عبث العابثين وكلام المخذلين.
عش دائما مع كتاب الله حفظاً وتلاوةً وتدبراً ستجد هناك السعادة, وستشعر بالأنس حينما تخلو بالله وبالوحشة حينما تختلط بالخلق.
أخرج الهم من قلبك بالعزيمة الصادقة, ودمر جنود الحزن, واهدم مشاريع الالم التي بدأت تؤسس قواعدها على جدار قلبك.
أنت مع الله والله معك مادمت تعظم شعائره, وتحترم حدوده, وتقف خاضعا ذليلاً عند أوامره ونواهيه... فاحذر أن يجدك الله حيث نهاك, أويفقدك حيث امرك .
كن دائما في ذكر, لا يفتر لسانك, ولا تسأم جوارحك,و إذا لم تكن ساجداً فكن ذاكراأو صائما أو مستغفرا أوتاليا لكتاب الله .
لاتضيع وقتك قي الخزعبلات ...... أو في تمتير الطرقات..... ومع أصحاب البلايا والسيئات ... فأنت مسؤل لا محالة عن وقتك, ومحاسب على عمرك .
أرجوك!
لا تسمح لأحد مهما كان أن يحول بينك وبين عبادتك لربك, ولاتأذن له ان يجلبك إلى معصية مولاك .
استجب لمن يوجهك, واكتسب الفوائد حتى من عدوك, فإن الدرة الجميلة الثمينة قد توجد بين القاذورات فيبقى جمالها وتحفظ قيمتها .
اجعل قلبك واسعاً لكل الناس ...فهناك مهمومون يبحثون عمن يحتويهم, ومحزونون ينتظرون من يمسح دموعهم, هناك مرضى
أقعدهم المرض من شدته, وأضعفهم من قوته, يحتاجون من يواسيهم ويرفع يده داعياً الله ان يزيل مآسيهم.
هذه كلمات ألقيتها بين يديك, سطرتها لمحبتك أيها المكلوم وكتبتها حتى تنهج بها حياتك فالله الله في المحافظة عليها والعمل بها.
كن وافيا معي ومع أحبابك, ولا تنس أننا معك بدعائنا فكن معنا بدعائك..............ولك عاطر الحب ووافر التقدير:004111:
بارق الصيف

[أبو أنس الأنصاري]

ما شاءَ الله !
نَفَعَ اللهُ بِكُمْ

[أمّ يُوسُف]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بارق الصيف

ألا إن أعظم أنواع الفرج وأوسع أبواب السعادة والأنس أن تعيش راضياًُ بقضاء الله عالماً أن ما أصابك لم يكن ليخطئك, وأن رعاية الله معك.
قف على عتبات الدعاء شاكياً وباكياً فلن تجد بعد ذلك معادياً.
عيش مع الحزن في احضان الرحمات, فإنه لها جالبٌ وصاحبه للأجر حائزٌ.
وداوِ الألم بانتظار الفرج, فإن انتظاره عبادة يورثك في آخرتك السعادة.

أريد منك ان تصنع من مرضك وضعف حيلتك قصة تسطرها بدموع أحزانك, وتمدها بحبر آلامك, ولا يصدنك عبث العابثين وكلام المخذلين.
عش دائما مع كتاب الله حفظاً وتلاوةً وتدبراً ستجد هناك السعادة, وستشعر بالأنس حينما تخلو بالله وبالوحشة حينما تختلط بالخلق.
بارق الصيف

ماشاء الله رَبّ العالمين

جَزَاكُم اللهُ الحُسْنَى و زِيَادة