انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > القرآن الكريم

القرآن الكريم [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها] .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 12-13-2008, 03:54 PM
سترك ربى سترك ربى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

{يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(168)إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ(169)
لما بين تعالى انه لا اله الا هو وانه المستقل بالخلق شرع يبين انه الرزاق لجميع خلقه فذكر فى مقا الامتنان : انه اباح ان يأكلوا مما فى الارض فى حال كونه حلالا من الله طيبا اى : مستطاب فى نفسه غير ضار للابدان والعقول ونهاهم عن اتباع خطوات الشيطان وهى طرائقه ومسالكه فيما اضل اتباعه فيه
وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ : قيل : كل معصية لله فهى من خطوات الشيطان وقيل هى نزغات الشيطان وقيل خطاه
وقوله تعالى : إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ " تنفير عنه وتحذير منه
إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ: اى انما يأمركم عدوكم الشيطان بالافعال السيئة وأغلظ منها الفاحشة كالزنا ونحوه وأغلظ من ذلك وهو القول على الله بلا علم فيدخل فى هذا كل كافر وكل مبتدع ايضا

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ(170)وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلاَ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ(171)}.
يقول تعالى : واذا قيل لهؤلاء الكفرة من المشركين اتبعوا ما انزل الله على رسوله واتركوا ما انتم عليه من الكفر والضلال قالوا فى جواب ذلك : بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا اى ما وجدنا عليه اباءنا من عبادة الاصنام والانداد
قال تعالى منكرا عليهم " أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ الذين يقتدون بهم ويقتفون اثرهم لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ اى ليس لهم فهم ولا هداية
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا :اى فيما هم فيه من الغى والضلال والجهل كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلاَ دُعَاءً وَنِدَاءً" كالدواب السارحة التى لا تفقه ما يقال لها بل اذا نعق بها راعيها اى دعاها الى ما يرشدها لا تفقه ما يقول ولا تفهمه بل انما تسمع صوته فقط
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ : اى صم عن سماع الحق بكم لا يتفوهون به عمى عن رؤية طريقة ومسلكه
فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ: اى لا يعقلون شيئا ولا يفهمونه


{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ(172)إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(173)}.
يقول تعالى امرا عباده المؤمنين بالاكل من طيبات ما رزقهم وان يشكروه سبحانه على ذلك ان كانوا عبيده
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّهَا النَّاسُإِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَالْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُكُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌوَقَالَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِإِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌوَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ
ولما امتن تعالى عليهم برزقه وارشدهم الى الاكل من طيبه ذكر انه لم يحرم عليهم من ذلك الا الميتة وهى التى تموت حتف انفها من غير تذكية وسواء كانت منخنقة او موقوذة او متردية او نطيحة او عدا عليها السبع
ثم اباح تعالى تناول ذلك عند الضرورة والاحتياج اليها عند فقد غيرها من الاطعمة فقال : فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغ : اى فى غير بغى ولا عدوان وهو مجاوزة الحد فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ اى فى اكل ذلك إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(174)أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ(175)ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ(176)}
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ: اى اليهود الذين كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم فى كتبهم التى بأيديهم وكتموا ذلك لئلا تذهب رياستهم وما كانوا يأخذونه من العرب من الهدايا والتحف على تعظيمهم اباءهم
وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً : وهو عرض الحياة الدنيا
أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَ النَّار: اى انما يأكلون ما يأكلونه فى مقابلة كتمان الحق نارا تأجج فى بطونهم يوم القيامة
وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : وذلك لانه تعالى غضبان عليهم لانهم كتموا وقد علموا فاستحقوا الغضب فلا ينظر اليهم ولا يزكيهم اى يثنى عليهم ويمدحهم بل يعذبهم عذابا اليما
قال تعالى مخبرا عنهم : أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى اى اعتاضوا عن الهدى وهو نشر ما فى كتبهم من صفة الرسول ، استبدلو عن ذلك واعتاضوا عنه الضلالة وهو تكذيبه والكفر به وكتمان صفاتهم فى كتبهم
وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ: اى اعتاضوا عن المغفرة بالعذاب
فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ : يخبر تعالى انهم فى عذاب شديد عظيم هائل يتعجب من رأهم فيها من صبرهم على ذلك مع شدة ما هم فيه من العذاب والنكال والاغلال : ويعنى ايضا فما ادومهم لعمل المعاصى التى تفضى بهم الى النار
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ: اى انما استحقوا هذا العذاب الشديد لان الله تعالى انزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى الانبياء قبله كتبه بتحقيق الحق وابطال الباطل وهؤلاء اتخذوا ايات الله هزوا فكتابهم يأمرهم بإظهار العلم ونشره فخالفوه وكذبوه ولها استحقوا العذاب والنكال : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ

{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ(177)}.
لما امر الله تعالى المؤمنين اولا بالتوجه الى بيت المقدس ثم حولهم الى الكعبة شق ذلك على نفوس طائفة من اهل الكتاب وبعض المسلمين فأنزل الله بيان حكمته فى ذلك وهو ان المراد امتثال اوامره وطاعته سبحانه والتوجه حيثما وجهفهذا هو البر وليس فى لزوم التوجه الى جهة من المشرق او المغرب بِر ولا طاعة ان لم يكن عن امر الله وشرعه ولهذا قال لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
والايه جامعة لجميع انواع البر وهو الايمان بالله وانه لا اله الا هو والتصديق بوجود الملائكة والكتب المنزلة من السماء على الانبياء والايمان بأنبياء الله كلهم
وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ: اى اخرجه وهو محب له راغب فيه
ذَوِي الْقُرْبَى : وهم قرابات الرجل وهم اولى من اعطى من الصدقة
وَالْيَتَامَى : هم الذين لا كاسب لهم وقد مات اباؤهم وهم ضعفاء صغار دون البلوغ والقدرة على التكسب
وَالْمَسَاكِينَ: وهم الذين لا يجدون ما يكفيهم فى قوتهم وكسوتهم وسكناهم
وَابْنَ السَّبِيلِ : وهو المسافر المجتاز الذى قد فرغت نفقته فيعطى ما يوصله لبلده وكذا الذى يريد سفرا فى طاعة فيعطى ما يكفيه فى ذهابه وايابه
وَالسَّائِلِينَ: وهم الذين يتعرضون للطلب فيعطون من الزكوات والصدقات
وَفِي الرِّقَابِ : وهم المكاتبون الذين لا يجدون ما يؤدونه فى كتابتهم
وَأَقَامَ الصَّلاةَ :اى واتم افعال الصلاة فى اوقاتها بركوعها وسجودها وخشوعها
وَآتَى الزَّكَاةَ : يحتمل ان يكون المراد به زكاة النفس وتخليصها من الرذائل ويحتمل ان يكون المراد زكاة المال
وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا : كقوله تعالى " الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق"
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ: اى فى حال الفقر وهو البأساء وفى حال المرض والاسقام وهو الضراء وَحِينَ الْبَأْسِ: اى فى حال القتال والتقاء الاعداء
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا : اى هؤلاء الذين اتصفوا بهذه الصفات هم الذين صدقوا فى ايمانهم لانهم حققوا الايمان القلبى بالاقوال والافعال فهؤلاء الذين صدقوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ، لانهم اتقوا المحارم وفعلوا الطاعات

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ(178)وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(179)}.
يقول تعالى كتب عليكم العدل فى القصاص ايها المؤمنون حركم بحركم وعبدكم بعبدكم وانثاكم بأنثاكم ولا تتجاوزوا و تعتدوا كما اعتدى من كان قبلكم وسبب ذلك قريظة والنضير فكانو بنو نضير قد غزت قريظة فى الجاهلية وقهروهم فكان اذا قتل النضرى القرظى لا يقتل به بل يفادى بمائة وسقِِ ِِ من التمر واذا قتل القرظى النضرى قُتل وان فادوه فدوه بمائتى وسق من التمر ، فأمر الله بالعدل فى القصاص
بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ: فالعفو ان يقبل الدية فى العمد او اخذ الدية بعد استحقاق الدم وذلك العفو : فعل الطالب اتباع بالمعروف اذا قبل الدية
وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ: يعنى : من القاتل من غير ضرر ولا معْك يعنى المدافعة
ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ : انما شرع لكم اخذ الدية فى العمد تخفيفا من الله عليكم ورحمة بكم مما كان محتوما على الامم قبلكم من القتل او العفو
وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ: وفى شرع القصاص لكم وهو قتل القاتل حكمة عظيمة لانه اذا علم القاتل انه يُقتل انكف عن صنيعه فكان فى ذلك حياة للنفوس
يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ: يا اولى العقول والافهام والنهى لعلكم تنزجرونوتتركون محارم الله ومأثمه والتقوى اسم جامع لفعل الطاعات وترك المنكرات
رد مع اقتباس
  #52  
قديم 12-14-2008, 12:39 AM
محبة الرسول الكريم محبة الرسول الكريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


جزاكِ الله خير الجزاء

ونفع الله بكِ

يا حبيبة
رد مع اقتباس
  #53  
قديم 12-18-2008, 03:29 PM
سترك ربى سترك ربى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة الرسول الكريم مشاهدة المشاركة

جزاكِ الله خير الجزاء

ونفع الله بكِ

يا حبيبة

اللهم امين واياكى
نتابع ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #54  
قديم 12-18-2008, 03:30 PM
سترك ربى سترك ربى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي


{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ(180)فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(181)فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(182)}.
اشتملت هذه الاية الكريمة على الامر بالوصية للوالدين والاقربين
إِنْ تَرَكَ خَيْرًا: اى مالا
ِبالْمَعْرُوفِ: اى بالرفق والاحسان والمراد بالمعروف ان يوى لاقربيه وصية لا تجحف بورثته من غير اسراف ولا تقتير
فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ : فمن بدل الوصية وحرفها فغير حكمها وزاد فيها او نقص ، ويدخل فى ذلك الكتمان لها بطريق الاولى فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ اى وقع اجر الميت على الله وتعلق الاثم بالذين بدلوا ذلك ِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ: : اى قد اطلع على ما اوصى به الميت وهو عليم بذلك وبما بدله الموصى اليهم
فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا - الاية : الجنف : الخطأ وهذا يشمل انواع الخطأ كلها ، بأن زادوا وارثا بواسطة او وسيلة ، كما اذا اوصى ببيعة الشىء الفلانى محاباة او اوصى لابن ابنته ليزيد او نحو ذلك من الوسائل ، إما مخطئا غير عامد بل بطبعه وقوة شفقته من غير تبصر او متعمدا اثما فى ذلك فللوصىِّ – والحاله هذه- ان يصلح القضية ويعدل فى الوصية على الوجه الشرعى وهذا الاصلاح والتوفيق ليس من التبديل فى شىء

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183)أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(184)
يقول تعالى مخاطبا للمؤمنين من هذه الامة وامرا لهم بالصيام وهو الامساك عن الطعام والشراب والوِقاع بنية خالصة لله وذكر انه كما اوجبه عليهم فقد اوجبه على من كان قبلهم ولهذا قال : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ لان الصوم فيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان
ثم بين حكم الصيام على ما كان عليه الامر فى ابتداء الاسلام فقال فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ: اى المريض والمسافر لا يصومان فى حال المرض والسفر لما فى ذلك من المشقة عليهما بل يفطران ويقضيان بعدة ذلك من ايام اخر
واما الصحيح المقيم الذى يطيق الصيام فقد كان مخيرا بين الصيام وبين الاطعام فان افطر اطعم عن كل يوم مسكينا فإن اطعم اكثر كان خيرا وان صام فهو افضل من الطعام ، قاله عدد من السلف : ولهذا قال تعالى : وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
ثم ان الله انزل الايه الاخرى شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ الى قولهفَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ فأثبت الله صيامه على المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر وثبت الاطعام للكبير الذى لا يستطيع الصيام

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(185)}
يمدح الله تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهن لانزال القرأن العظيم فيه وقد ورد الحديث بأنه الشهر الذى تنزلت فيه الكتب الالهيه على الانبياء
هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ: هذا مدح للقرأن الذى انزله الله هدى لقلوب ممن امن به وصدقه واتبعه وَبَيِّنَاتٍ اى ودلائل وحجج بينة واضحة
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ: هذا ايجاب حتم على من شهد استهلال الشهر اى كان مقيما فى البلد حين دخل شهر رمضانوهو صحيح فى بدنه ان يصوم لا محاله ونسخت هذه الايه الاباحة المتقدمة لمن كان صحيحا مقيما ان يفطر ويفدىولما خُتم الصيام اعاد ذكر الرخصة للمريض وللمسلفر فى الافطار بشرط القضاء فقال : وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر
ومعناه : ومن كان به مرض فى بدنه يشق عليه الصيام معه او يؤذيه او كان على سفر فله ان يفطر فإذا افطر فعليه عدة ما افطره من الايام ولهذا قال : َ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ: اى انما رخص لكم فى الفطر فى حال المرض والسفر مع تحتمه فى حق المقيم الصحيح تيسيرا عليكم ورحمة بكم
وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ: وانما امركم بالقضاء لتكملوا عدة شهركم
وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ: اى ولتذكروا الله عند انقضاء عبادتكم ولهذا جاءت السنة باستحباب التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات المكتوبات
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ: اى اذا قمتم بما امركم الله من طاعته بأداء فرائضه وترك محارمه وحفظ حدوده فلعلكم ان تكونوا من الشاكرين بذلك

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ(186)
ان الله تعالى لا يخيب دعاء داعٍ ولا يشغله عنه شىء بل هو سميع الدعاء وفى ذكره تعالى هذه الايه الباعثة على الدعاء متخللة بين احكام الصيام ارشاد الى الاجتهاد فى الدعاء عند اكمال العدة بل وعند كل فطر

أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(187)}
هذه رخصة من الله تعالى للمسلمين ورفع لما كان عليه الامر فى ابتداء الاسلام فأنه كان اذا افطر احدهم انما يحب له الاكل والشرب والجماع الى صلاة العشاء او ينام قبل ذلك فمتى نام او صلى العشاء حُرم عليه الاكل والشراب والجماع الى الليلة القابلة فوجدوا من ذلك مشقة كبيرة والرفث هنا هو الجماع
هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ: يعنى هن سكن لكم وانتم سكن لهن اى رخص لهم فى المجامعة فى ليل رمضان لئلا يشق ذلك عليهم
وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ: اباح تعالى الاكل والشرب مع ما تقدم من اباحة الجماع فى اى الليل شاء الصائم الى ان يتبين ضياء الصباح من سواد الليل ورفع اللبس بقوله مِنَ الْفَجْرِ
ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ: يقتضى الافطار عند غروب الشمس حكما شرعيا ونهى عن الوصال بأن يصل يوما بيوم اخر ولا يأكل بينهما شيئا
وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ: لا يقربها وهو معتكف ولو ذهب الى منزلة لحاجة لابد له منها وليس له ان يقبل امرأته ولا ان يضمها اليه ولا يشتغل بشىء سوى اعتكافه
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ: اى هذا الذى بيناه وفرضناه من الصيام واحكامه وما ابحنا فيه وما حرمنا وذكرنا غاياته ورخصة وعزائمة حُدُودُ اللَّهِ : اى شرعها الله وبينها بنفسه
فَلا تَقْرَبُوهَا: اى لا تُجاوزوها وتتعدوها
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ : اى كما بين الصيام واحكامه وشرائعه وتفاصيله كذلك يبين سائر الاحكام على لسان عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ: اى يعرفون كيف يهتدون وكيف يطيعون
رد مع اقتباس
  #55  
قديم 12-25-2008, 03:24 AM
فارس السنه فارس السنه غير متواجد حالياً
مُحب لله والرسول
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #56  
قديم 01-03-2009, 03:34 PM
سترك ربى سترك ربى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

{وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(188)}
هذا فى الرجل يكون عليه مال وليس عليه بينة فيجحد المال ويخاصم الى الحكام وهو يعرف ان الحق عليه وهو يعلم انه اكل الحرام وقيل : لا تخاصم وانت تعلم انك ظالم
حكم الحاكم لا يغير الشىء فى نفس الامر فلا يحل فى نفس الامر حراما هو حرام ولا يحرم حلالا هو حلال وانما هو ملزم فى الظاهر فإن طابق فى نفس الامر فذاك والا فللحاكم اجره وعلى المحتال وزره


{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(189)}.
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ : جعلها الله مواقيت لصوم المسلمين وافطارهم وعدة نسائهم ومحل دينهم
وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا : عن البراء قال : كانوا اذا احرموا فى الجاهلية أتوا البيت من ظهره
وقال ايضا كانت الانصار اذا قدموا من سفرهم لم يدخل الرجل من قِبل بابه فنزلت هذه الاية
وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ: اى اتقوا الله فافعلوا ما امركم به واتركوا ما نهاكم عنه
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ: غدا" اذا وقفتم بين يديه فيجازيكم على التمام



{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ(190)وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ(191)فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(192)وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَ عَلَى الظَّالِمِينَ(193)
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ : تهييج واغراء بالاعداء الذين همتهم قتال الاسلام واهله اى كما يقاتلونكم فاقتلوهم انتم
وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ : اى قاتلوا فى سبيل الله ولا تعتدوا فى ذلك ويدخل فى ذلك ارتكاب المناهى من المثُله والغلول وقتل النساء والصبيان والشيوخ الذين لا رأى لهم ولا قتال فيهم والرهبان واصحاب الصوامع وتحريق الاشجار وقتل الحيوان لغير مصلحة
وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ: اى الشرك اشد من القتل وقيل ما انتم مقيمون عليه اكبر من القتل
وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ : كما جاء فى الصحيحين " «إنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَّمَهُ اللهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّموَاتِ وَالْأَرْضَ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلَمْ يَحِلَّ لِي إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَإِنَّهَا سَاعَتِي هذِهِ حَرامٌ بحُرْمَةِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، لا يُعْضَدُ شَجَرُهُ، وَلَا يُخْتَلىَ خَلَاهُ، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ بِقِتَالِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلّم، فَقُولُوا: إنَّ اللهَ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُم» يعنى بذلك صلوات الله وسلامه عليه – قتاله اهله يوم مكة فإنه فتحها عنوة
حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ : يقول تعالى : ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام الا ان يبدءوكم بالقتال فيه، فلكم حينئذ قتالهم وقتلهم دفعا للصائل
فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ : اى : فإن انتهوا عما هم فيه من الشرك وقتال المؤمنين فكفوا عنهم فإن من قاتلهم بعد ذلك فهو ظالم ولا عدوان الا على الظالمين او يكون تقديره : فإن انتهوا فقد تخلصوا من الظلم وهو الشرك فلا عدوان عليهم بعد ذلك والمراد بالعدوان هاهنا : المعاقبة والمقاتلة
رد مع اقتباس
  #57  
قديم 01-10-2009, 03:53 PM
سترك ربى سترك ربى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي




الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ(194)وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(195)}

عن جابر بن عبد الله قال " لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو فى الشهر الحرام الا ان يغزى او يغزوا فإذا حضره اقامم حتى ينسلخ
ولهذا لما بلغ النبى صلى الله عليه وسلم وهو مخيم بالحديبية ان عثمان قُتل وكان قد بعثه فى رسالة للمشركين بايع اصحابه وكانوا الفا واربعمائة تحت الشجرة على قتال المشركين فلما بلغه ان عثمان لم يقتل كف عن ذلك وجنح الى المسالمة والمصالحة فكان ما كان
فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ: امر بالعدل حتى فى المشركين
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ: امر لهم بطاعة الله وتقواه واخبار بأنه تعالى مع الذين اتقوا بالنصر والتأييد فى الدنيا والاخرة
وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(195)
عن حذيفة قال نزلت فى النفقة
و عن أسلم أبي عمران:كنا بالقسطنطينية - وعلى أهل مصر عقبة بن عامر؛
وعلى أهل الشام رجل - يزيد بن فَضَالة بن عُبَيد- فخرج من المدينة صَف عظيم من الروم، فصففنا لهم فحَمَل رجل من المسلمين على الروم حتى دخل فيهم:ثم خرج إلينا فصاح الناس إليه فقالوا:سبحان الله، ألقى بيده إلى التهلكة. فقال أبو أيوب:يا أيها الناس، إنكم لتتأولون هذه الآية على غير التأويل، وإنما نـزلت فينا معشر الأنصار، وإنا لما أعز الله دينه، وكثر ناصروه قلنا فيما بيننا:لو أقبلنا على أموالنا فأصلحناها. فأنـزل الله هذه الآية.

وقيل : ان يذنب الرجل الذنب فيقول : لا يغفر لى فأنزل الله "
وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ


{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(196)
لما ذكر الله احكام الصيام وعطف بذكر الجهاد شرع فى بيان المناسك فأمر باتمام الحج والعمرة
وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ: قيل : ان تحرم من دويرة اهلك وقيل : اتمامها ان تحرم من اهلك لا تريد الا الحج والعمرة وتُهل من الميقات وقيل اتمامها إنشاؤهما جميعا من الميقات وقيل اى اقيموا الحج والعمرة
استحصرتم: اى ُصددتم عن الوصول الى البيت وُمنعتم من اتمامها
فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ: قيل ان هذه الايه نزلت سنة ست اى فى عام الحديبية حين حال المشركون بين رسول الله وبين الوصول الى البيت وانزل الله فى ذلك سورة الفتح بكاملها
وانزل لهم رخصة ان يذبحوا ما معهم من الهدى وان يحلقوا رؤسهم وان يتحللوا من احرامهمإحرامهم فعند ذلك أمرهم -عليه السلام- أن يحلقوا رؤوسهم، وأن يتحللوا، فلم يفعلوا انتظاراً للنسخ حتى خرج فحلق رأسه، ففعل الناس وكان منهم من قصّر رأسه ولم يحلقه، فلذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: ((رحم الله المحلقين)) قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ فقال في الثالثة: ((والمقصرين)) وقد كانوا اشتركوا في هديهم ذلك كل سبعة في بدنة، وكانوا ألفاً وأربعمائة، وكان منزلهم بالحديبية خارج الحرم، وقيل: بل كانوا على طرف الحرم، فالله أعلم.

قال الثوري: الإحصار من كل شيء آذاه، ثبت في الصحيحين عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل على ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب فقالت: يا رسول الله إني أريد الحج وأنا شاكية، فقال: ((حجِّي واشترطي أنَّ محلي حيث حبستني))
فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ: قال بن عباس الهدى من الازواج الثمانية من الابل والبقر والاغنام والمعز والضأن وقيل : شاة وهو قول الجمهور
وقوله: ( وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ) معطوف على قوله: ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ) وليس معطوفًا على قوله: ( فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ) كما زعمه ابن جرير، رحمه الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عام الحديبية لما حصرهم كفار قريش عن الدخول إلى الحرم، حلقوا وذبحوا هديهم خارج الحرم، فأما في حال الأمن والوصول إلى الحرم فلا يجوز الحلق ( حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ) ويفرغ الناسك من أفعال الحج والعمرة، إن كان قارنًا، أو من فعْل أحدهما إن كان مُفْردًا أو متمتعًا، كما ثبت في الصحيحين عن حَفْصَةَ أنها قالت: يا رسول الله، ما شأن الناس حَلّوا من العمرة، ولم تَحِلّ أنت من عمرتك؟ فقال: "إني لَبَّدْتُ رأسي وقلَّدت هَدْيي، فلا أحلّ حتى أنحر"
"ُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ" :
.عن كعب بن عُجْرَةَ : حُملْتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم والقملُ يتناثر على وجهي. فقال: "ما كنتُ أرَى أن الجَهد بلغ بك هذا! أما تجد شاة؟ " قلت: لا. قال: "صُمْ ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين، لكل مسكين نصف صاع من طعام، واحلق رأسك". فنـزلت فيّ خاصة، وهي لكم عامة
قلت: وهو مذهب الأئمة الأربعة وعامة العلماء أنه يُخَيَّر في هذا المقام، إن شاء صام، وإن شاء تصدّق بفَرق، وهو ثلاثة آصع، لكل مسكين نصفُ صاع، وهو مُدّان، وإن شاء ذبح شاة وتصدّق بها على الفقراء، أيّ ذلك فعل أجزأه. ولما كان لفظ القرآن في بيان الرخصة جاءَ بالأسهل فالأسهل: ( فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) ولما أمَرَ النبي صلى الله عليه وسلم كعبَ بن عجرة بذلك، أرشده إلى الأفضل، فالأفضل فقال: انسك شاة، أو أطعم ستة مساكين أو صم ثلاثة أيام. فكلّ حسن في مقامه. ولله الحمد والمنة.

وقوله: ( فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ) أي: إذا تمكنتم من أداء المناسك، فمن كان منكم مُتَمتِّعًا بالعُمرة إلى الحج، وهو يشمل من أحرم بهما، أو أحرم بالعمرة أولا فلما فرغ منها أحرم بالحج وهذا هو التمتع الخاص، وهو المعروف في كلام الفقهاء. والتمتع العام يشمل القسمين، كما دلت عليه الأحاديثُ الصحاح، فإن من الرُواة من يقولُ: تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وآخر يقول: قَرَن. ولا خلاف أنّه ساق الهدي
.
وقال تعالى: ( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ) أي: فليذبح ما قدر عليه من الهدي، وأقله شاة، وله أن يذبح البقر؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبح عن نسائه البقر

فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ: فمن لم يجد هَدْيًا فَلْيصمْ ثلاثة أيام في الحج، أي: في أيام المناسك
وقوله: ( وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ) فيه قولان:
أحدهما: إذا رجعتم في الطريق. ولهذا قال مجاهد: هي رخصة إذا شاء صامها في الطريق
وفى البخارى من حديث ابن عمر قال: تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَجَّة الوداع بالعمرة إلى الحج وأهدى فساق معه الهَدْي من ذي الحُلَيفة، وبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهلَّ بالعمرة، ثم أهلَّ بالحج، فتمتع الناس مع النبي صلى الله عليه وسلم بالعمرة إلى الحج. فكان مِنَ الناس مَنْ أهدى فساق الهَدْي، ومنهم من لم يُهْد. فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة قال للناس: "من كان منكم أهدى فإنه لا يَحل لشيء حَرُم منه حتَى يقضي حَجّه، ومَنْ لم يكن منكم أهدى فَلْيَطُفْ بالبيت وبالصفا والمروة، وَلْيُقَصِّر وليَحللْ ثم ليُهِلّ بالحج، فمن لم يجد هديًا, فليصُمْ ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله".
ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ : قال ابن جرير: اختلف أهلُ التأويل فيمن عُني بذلك بعد إجماع جميعهم على أن أهل الحرم مَعْنِيُّون به، وأنه لا متعة لهم، فقال بعضهم: عني بذلك أهل الحرم خاصة دون غيرهم. وقال اخرون هم اهل الحرم ومن بينه وبين المواقيت

وَاتَّقُوا اللَّهَ اى فيما امركم وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ اى لمن خالف امره وارتكب ما نهى عنه زجره
رد مع اقتباس
  #58  
قديم 01-11-2009, 03:54 PM
سترك ربى سترك ربى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ(197)}
اختلف أهل العربية في قوله: ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ) فقال بعضهم: [تقديره] الحج حَجُّ أشهر معلومات، فعلى هذا التقدير يكون الإحرام بالحج فيها أكمل من الإحرام به فيما عداها، وإن كان ذاك صحيحا، والقول بصحة الإحرام بالحج في جميع السّنَةِ مذهبُ مالك، وأبي حنيفة، وأحمد بن حنبل، وغيرهم
واحْتَجّ لهم بقوله تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّوبأنه أحد النسكين. فصح الإحرام به في جميع السَّنَةِ كالعمرة.
وذهب الشافعي، رحمه الله، إلى أنه لا يصح الإحرام بالحج إلا في أشهره فلو أحرم به قبلها لم ينعقد إحرامه به،والدليل عليه قوله تعالى: ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ )
وظاهره التقدير الآخر الذي ذهب إليه النحاة، وهو أن: وقت الحج أشهر مَعْلُومات، فخصصه بها من بين سائر شهور السنة، فدلّ على أنه لا يصح قبلها، كميقات الصلاة.
فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ: أي: أوجب بإحرامه حَجًّـا. فيه دلالة على لزوم الإحرام بالحج والمضي فيه. قال ابن جرير: أجمعوا على أن المراد من الفَرْض هاهنا الإيجاب والإلزام
فَلا رَفَثَ: أي: من أحرم بالحج أو العمرة، فليجتنب الرفث، وهو الجماع،
وَلا فُسُوقَ: الفسوقُ هاهنا السباب بما ثبت في الصحيح "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر"
والذين قالوا: الفسوق هاهنا هو جميع المعاصي، معهم الصواب، كما نهى تعالى عن الظلم في الأشهر الحرم، وإن كان في جميع السنة منهيًا عنه، إلا أنه في الأشهر الحرم آكَدُ؛ ولهذا قال: مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ [التوبة: 36]، وقال في الحرم: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الحج: 25]
وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ: فيه قولان : احدهما : ولا مجادلة في وقت الحج وفي مناسكه، وقد بينه الله أتَمّ بيان ووضحه أكمل إيضاح
والقول الثانى : ان المراد بالجدال هاهنا المخاصمة
وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ: لما نهاهم عن إتيان القبيح قولا وفعْلا حَثَّهم على فعل الجميل، وأخبرهم أنه عالم به، وسيجزيهم عليه أوفرَ الجزاء يوم القيامة.

وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى : عن بن عباس قال : كان اهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن المتوكلونفأنزل الله وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى
لما أمرهم بالزاد للسفر في الدنيا أرشدهم إلى زاد الآخرة، وهو استصحاب التقوى إليها،

وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ: واتقوا عقابي، ونكالي، وعذابي، لمن خالفني ولم يأتمر بأمري، يا ذوي العقول والأفهام

{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ(198)
عن ابن عباس، قال: كانت عكاظ ومَجَنَّة ، وذو المجاز أسواقا فى الجاهلية، فتأثَّموا أن يتجروا في المواسم فنـزلت: ( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ ) في مواسم الحج.
فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ: إنما صَرَفَ "عرفات" وإن كان علما على مؤنث؛ لأنه في الأصل جَمْع كمسلمات ومؤمنات، سمي به بقعة معينة، فروعي فيه الأصل، فصرف. اختاره ابن جرير
وعرفة: موضع الموقف في الحج، وهي عمدة أفعال الحج؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الحج عرفات -ثلاثا -فمن أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر، فقد أدرك. وأيام منى ثلاثة فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه".
ووقت الوقوف من الزوال يومَ عرفة إلى طُلُوع الفجر الثاني من يوم النحر؛ لأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع، بعد أن صلى الظهر إلى أن غربت الشمس، وقال: "لتأخُذوا عني مناسككم"
الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ: المشاعر هى المعالم الظاهرة وانما سميت المزدلفة المشعر الحرام لانها داخل الحرم
وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ: تنبيه لهم على ما أنْعَم به عليهم، من الهداية والبيان والإرشاد إلى مشاعر الحج، على ما كان عليه إبراهيم الخليل، عليه السلام؛ ولهذا قال (وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ) قيل: من قبل هذا الهدي، وقبل القرآن، وقبل الرسول، والكل متقارب، ومتلازم، وصحيح

ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(199)
"ثم" هاهنا لعطف خبر على خبر وترتيبه عليه، كأنه تعالى أمر الواقف بعرفات أن يَدْفَع إلى المزدلفة، ليذكر الله عند المشعر الحرام، وأمره أن يكون وقوفه مع جمهور الناس بعرفات، كما كان جمهور الناس يصنعون، يقفون بها إلا قريشًا، فإنهم لم يكونوا يخرجون من الحرم، فيقفون في طرف الحرم عند أدنى الحِل ، ويقولون: نحن أهل الله في بلدته، وقُطَّان بيته.
وقوله: (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) كثيرًا ما يأمر الله بذكره بعد قضاء العبادات؛ ولهذا ثبت في صحيح مسلم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الصلاة يستغفر ثلاثًا. وفي الصحيحين أنَّه ندب إلى التسبيح والتحميد والتكبير، ثلاثًا وثلاثين، ثلاثًا وثلاثين.
رد مع اقتباس
  #59  
قديم 01-17-2009, 06:19 PM
سترك ربى سترك ربى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202)

وقوله: ( كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ ) اختلفوا في معناه، فقال ابن جُرَيج، عن عطاء: هو كقول الصبي: "أبَهْ أمَّهْ"، يعني: كما يَلْهَج الصبي بذكر أبيه وأمه، فكذلك أنتم، فالهجوا بذكر الله بعد قضاء النسك.
والمقصود منه الحث على كثرة الذكر لله عز وجل؛ ولهذا كان انتصاب قوله: ( أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ) على التمييز، تقديره كذكركم آباءكم أو أشد منه ذكرًا. و"أو" هاهنا لتحقيق المماثلة في الخبر، كقوله: فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً [البقرة: 74]، وقوله: يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً [النساء: 77]، < 1-558 > وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ [الصافات: 147]، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى [النجم: 9].


فليست هاهنا للشك قطعًا، وإنما هي لتحقيق الخبر عنه بأنه كذلك أو أزْيَد منه. ثم إنه تعالى أرشد إلى دُعَائه بعد كثرة ذكره، فإنه مظنة الإجابة، وذَمَّ من لا يسأله إلا في أمر دنياه، وهو معرض عن أخراه، فقال: ( فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ) أي: مِنْ نَصِيب ولا حظ. وتضمَّن هذا الذمّ التنفير عن التشبه

ولهذا مدح من يسأله للدنيا والأخرى، فقال: ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) فجمعت هذه الدعوةُ كلَّ خير في الدنيا، وصرَفت كلّ شر فإن الحسنة في الدنيا تشملُ كلّ مطلوب دنيوي، من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيء، وثناء جميل، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عباراتُ المفسرين، ولا منافاة بينها، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا. وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العَرَصات، وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة، وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات والحرام


وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)

قال ابن عباس: "الأيام المعدودات" أيام التشريق، و"الأيام المعلومات" أيام العَشْر. وقال عكرمة: ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ) يعني: التكبير أيامَ التشريق بعد الصلوات المكتوبات: الله أكبر، الله أكبر

وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوم عَرَفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدُنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب
وقيل الايام المعدودات : ايام التشريق اربعة ايام : يوم النحر وثلاثة بعده
ولما ذكر الله تعالى النَّفْر الأول والثاني، وهو تفرق الناس من موسم الحج إلى سائر الأقاليم والآفاق بعد اجتماعهم في المشاعر والمواقف، قال: ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) [أي: تجتمعون يوم القيامة] ، كما قال: وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [المؤمنون: 79].



وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)


عن ابن عباس: أنها نـزلت في نفر من المنافقينوقيل: بل ذلك عام في المنافقين كلهم وفي المؤمنين كلهم
وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ: ومعناها: أن هذا وإن أظهر لكم الحيل لكن الله يعلم من قلبه القبيح، وقيل معناه أنه يُظْهرُ للناس الإسلام ويبارزُ الله بما في قلبه من الكفر والنفاق،
وقيل معناه أنه إذا أظهر للناس الإسلام حَلَف وأشهد الله لهم: أن الذي في قلبه موافق للسانه
وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ: الألد في اللغة: [هو] الأعوج، وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا [مريم:97] أي: عُوجًا. وهكذا المنافق في حال خصومته، يكذب، ويَزْوَرّ عن الحق ولا يستقيم معه، بل يفتري ويفجر، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر".
وعن عائشة تَرْفَعُه قال: "أبغض الرجال إلى الله الألَدُّ الخَصم".
وقوله: ( وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) أي: هو أعوج المقال، سيّئ الفعَال، فذلك قوله، وهذا فعله: كلامه كَذِب، واعتقاده فاسد، وأفعاله قبيحة.
والسعي هاهنا هو: القَصْدفهذا المنافق ليس له همة إلا الفساد في الأرض، وإهلاك الحرث، وهو: مَحل نماء الزروع والثمار والنسل، وهو: نتاج الحيوانات الذين لا قوَام للناس إلا بهما.
وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ: أي: لا يحب من هذه صفَته، ولا من يصدر منه ذلك.
وقوله: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإثْمِ )أي: إذا وُعظ هذا الفاجر في مقاله وفعاله، وقيل له: اتق الله، وانـزع عن قولك وفعلك، وارجع إلى الحق -امتنع وأبى، وأخذته الحميَّة والغضب بالإثم، أي: بسبب ما اشتمل عليه من الآثام، ولهذا قال في هذه الآية: ( فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ) أي: هي كافيته عقوبة في ذلك.
لما أخبر عن المنافقين بصفاتهم الذميمة، ذَكَر صفات المؤمنين الحميدة فقالل ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ )
قال بعض اهل العلم : نـزلت في صُهيب بن سنَان الرومي، وذلك أنَّه لما أسلم بمكة وأراد الهجرة، منعه الناس أن يهاجر بماله، وإنْ أحب أن يتجرّد منه ويهاجر، فَعَل. فتخلص منهم وأعطاهم ماله، فأنـزل الله فيه هذه الآية، فتلقاه عمر بن الخطاب وجماعة إلى طرف
الحرّة. فقالوا: رَبح البيع. فقال: وأنتم فلا أخسر الله تجارتكم، وما ذاك؟ فأخبروه أنّ الله أنـزل فيه هذه الآية. ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "ربِح البيع صهيب، ربح البيع صهيب".
وأما الأكثرون فحمَلوا ذلك على أنها نـزلت في كل مُجَاهد في سبيل الله
رد مع اقتباس
  #60  
قديم 01-17-2009, 06:21 PM
سترك ربى سترك ربى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

يا الله بفضل الله نحن قريبين جدا ان نستكمل تفسير سورة البقرة

اسألكم الدعاء بالستر والنصر وان يكفينا والمسلمين الظلم

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 04:44 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.