تعلم فقه الصيام فى شكل سؤال وجواب ( 2 )

[محب لله ورسوله]

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم
أما بعد



فهذا شرح ميسر لفقة الصيام فى شكل سؤال وجواب وهو من كتاب



" زاد المستفيد من أحكام الصيام والإعتكاف وزكاة الفطر والعيد "



للدكتور / محمد إبراهيم منصور


حفظه الله



------------




كتاب عن حق رائع وبسيط فى اسلوبه وطريقة عرضه مع ذِكره لإختلاف العلماء وذكر الراجح فى كل مسأله



أسأل الله أن ينفعنا وينفعكم به إن شاء الله










س : ما مراحل فَرْضُ الصيام ؟ ومتى فُِرضَ ؟




ج : فرض صيام رمضان فى السنة الثانية للهجرة ، وقد مَرَّ تشريع الصيام بثلاث مراحل :


المرحلة الأولى :
إيجابه بوصف التخيير ، من شاء أن يصمه صامه ، ومن شاء أفطر وأطعم عن كل يوم مسكيناً حتى لو كان مطيقاً للصَّيام . فعن سلمة بن الأكوع رضى الله عنه قال : نزلت { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ } (184) سورة البقرة ، وكان من أراد أن يُفطر وافتدى حتى نزلت الآية بعدها فنسختها .




المرحلة الثانية :
تَحَتُّم الصوم ، ولكن إن نام قبل أن يطعم حرم عليه الطعام والشراب ووجب عليه مواصلة الصيام ، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى : { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ } (187) سورة البقرة .




المرحلة الثالثة :
وهى التى استقر عليها الشرع إلى يوم الدين : الإمساك من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس .



فعن البراء بن عازب رضى الله عنه قال : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائماً فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليله ولا يومه حتى يمسى ، وأن قيس بن صرمة الأنصار كان صائماً ، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها : أعندك طعام ؟ فقالت : لا ، ولكن أنطلق فأطلب لك ، وكان يومه يعمل فغلبته عيناه ، فجاءته ارأته فلما رأته قال : خيبة لك ، فلما انتصف النهار غُشى عليه ، فذكر ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية : {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ َ} (187) سورة البقرة ، ففرحوا بها فرحاً شديدًا ، ونزلت : { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ } (187) سورة البقرة . صحيح أخرجه البخارى





س : على من يجب الصيام ؟


ج : يجب الصيام على من اجتمعت فيه هذه الأمور :
1- الإسلام .
2- البلوغ .
3- العقل .
4- السلامة من المرض .
5- الإقامة .
6- ويزداد فى حق المرأة الطهارة من الحيض والنفاس .

أما اشتراط الإسلام : فالكافر لا نلزمه بالصيام حال كفره ، ولا بقضائه إذا أسلم ، ولو فعله حال كفره لم يُقبل منه .




قال الشيخ العثيمين رحمه الله : والدليل على ذلك قوله تعالى : {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ} (54) سورة التوبة ، فإذا كانت النفقات ونفعها لا تقبل منهم لكفرهم فالعبادات الخاصة من باب أولى .




وكونه لا يقضى إذا أسلم فلقوله تعالى : { قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ} (38) سورة الأنفال ، وثبت عن طريق التواتر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يأمر من أسلم بقضاء ما فاته من الواجبات .




ولكن يعاقب على تركها فى فى الآخرة وعلى ترك جميع الواجبات إذا لم يُسلم .



قال الله تعالى عن أصحاب اليمين : { فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ } (40- 46) سورة المدثر ، فهذا هو الذى أدخلهم فى سقر.




وأما عدم وجوب الصيام على المجنون وغير البالغ


فلحديث : " رفع القلم عن ثلاثة : النائم حتى يستيقظ ، والمجنون حتى يفيق ، والصبى حتى يحتلم " صحيح أخرجه أبو داود عن عائشة رضى الله عنها ، وصححه الألبانى .


فدل على عدم وجوبه على غير البالغ والمجنون ، وأما عدم صحته من الحائض والنفساء ، فلحديث " أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ..... " صحيح أخرجه البخارى ومسلم



فدل على منع الحائض من الصيام ، أما النفساء : فالإجماع على أنها كالحائض فى حرمة الصيام عليها ووجوب القضاء .






س : ما الحكم لو أن الكافر أو المرتد أسلم أثناء النهار ؟


ج : إذا أسلم الكافر أثناء النهار فعليه الإمساك بقية يومه ولا يجب عليه القضاء ، لأنه بمثابة من تجدد عليه الوجوب أثناء النهار ، ومن كان هذا حاله فحكمه لزوم الإمساك بقية اليوم ، لحديث سلمة بن الأكوع رضى الله عنه قال : " أمر النبى صلى الله عليه وسلم رجلاً ممكن أسلم أن أَذِّنْ فى الناس أن من أكل فليصم بقية يومه ومن لم يكن أكل فليصم فإن اليوم يوم عاشوراء " صحيح أخرجه البخارى .




وفيه دليل على أن من تجدد عليه الوجوب أثناء النهار فإنه يلزمه الإمساك ولا يلزمه القضاء ، لأن النبى صلى الله عليه وسلم أمر من لم يكن صائمًا بالإمساك ولم يأمرهم بالقضاء .






س : ما حكم الصيام لغير البالغين ؟


ج : غير البالغين لا يجب عليهم الصوم لكن يستحب لهم ، ويجب على أوليائهم امرهم به لتعويدهم عليه إن كانوا يتحملونه .



عن الربيع بنت معوذ رضى الله عنها قالت : ( أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عاشوراء إلى قرى الأنصار " من كان أصبح صائمًا فليتم صومه ، ومن أصبح مفطراً فلصم بقية يومه " ، فكنا نصومه بعد ذلك ونصوم صبياننا الصغار منهم ، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن ، فإذا ابكى أحدهم من الطعام أعطيناه إياه حتى يكون عند الإفطار) صحيح أخرجه البخارى ومسلم . وقد أمر النبى صلى الله عليه وسلم أولياء الأمور بأمر صغارهم بالصلاة إذا بلغوا سبعًا وضربهم عليها إذا بلغوا عشرًا ، فعن بن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين ، وفرقوا بينهم فى المضاجع " حديث حسن أخرجه أبو داود ، وصححه الألبانى .
ومثل الصلاة كل ما يقدر عليه الصبى من الواجبات ، ومن ذلك : الصيام .





*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
لا تنس الدعاء لى بظهر الغيب
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*