انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > الإعلامي وأخبار المسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-03-2011, 11:16 AM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




3agek13 رسالة الشيخ هانى حلمى على احداث الفتنة الاخيرة فى مصر

 

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
أما بعد ..

فهذه رسالتي الأولى إليكم في ظل هذه الأحداث التي تمر بها بلادنا ( مصر ) ، وأسأل الله تعالى أن يحفظنا بحفظه الذي لا يرام ، وأن يكلأنا بعينه التي لا تنام ، وأن يرد عنا كيد الكائدين ، وأن يدفع عنا الأذى ، وأن يحقن دماء المسلمين ، وأن يهيئ لهذه البلاد أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ، ويذل فيه أهل معصيته .
أولا : نحن بخير ، لكل الأحبة في الله ، اطمئنوا ، ونسأل الله العافية ودوامها .

ثانيًا : بلا ريب الأحداث مليئة بالدروس والعبر، وهذا ما سنركز عليه في هذه الرسائل ، لأن الدرس عميق في أثره
ثالثا :سيكون على الموقع سلسلة مهمة تجيب عن أسئلتكم بعنوان ( لا للفتنة ) كان يتم تسجيلها قبل هذه الأحداث .
رابعًا : أعرف أن في أذهانكم كثيرا من التساؤلات وسنجيب عنها - بإذن الله تعالى - تباعًا .
خامسًا : أرى أن دوركم - شباب مصر - لابد أن يكون ميدانيًا في خدمة كل المتضررين من جراء هذه الأحداث سواء من التواجد الفعال في اللجان الشعبية ، أو إعانة المحتاجين من الفقراء ، أو تقديم الخدمات الطبية ، وعلى رأس ذلك دعوة الناس للتوبة العامة لنحفظ من هذه الفتن المهلكة .
سادسًا : لابد أن يتعلم الناس أهم درس وهو ( فهم السنن الربانية ) فالله تعالى قال : " من يعمل سوءا يجز به " وما ينزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة ، وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : إنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ فِي أَصْلِ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ وَقَعَ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا فَطَارَ ، فمن لم يقل في ظل هذه الأحداث ( أنا السبب ) فعليه أن يراجع نفسه ، وليجدد توبته .





سابعًا : إنني أعتقد أن أهم شيء ينبغي أن نركز عليه الآن ( فقه الفتن ) لأنَّ الفتنة تذهب بعقول الناس . روى نعيم في الفتن وصححه الهندي في كنز العمال عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تكون فتنة تعرج فيها عقول الرجال ، حتى ما تكاد ترى رجلا عاقلا" . فالفتنة غرارة ، وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء " ويقول : " وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله " [ منهاج السنة (4/343) ]


ثامنًا : إن موقف المسلم السديد من الفتنة أن يجتنبها ما استطاع لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن السعيد لمن جنب الفتن " [ رواه أبو داود وصححه الألباني ] إن اختلاط الرايات ، وتحقق المضرة واحتمال المصلحة يدفعنا للقول باعتزال تلك الفتن ، وسترون في ( لا للفتنة ) مواقف الصحابة والسلف الصالح من فتن مشابهة ، وأخص بالذكر موقف سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من فتنة ( الجمل ) و( صفين ) ، وفتنة الحرة وموقف ابن عمر رضي الله عنه ، وموقف العلماء من الحسين رضي الله عنه وخروجه للعراق ، وموقف الحسن البصري من فتنة ابن الأشعث ، وأنا أعرف جيدا أن الناس سيخرجون عليَّ بأقوال بعض العلماء الذين لهم وجهة نظر أخرى ، ولكني لا اصدر عن وجهة نظري وحدي ، ولكن ذلك موقف مشايخنا وعلمائنا ، وفي الفتنة تختلط الأوراق ، والاختلافات ، ولكل وجهة هو موليها ، لكني لا أصادر رأيا ، ورأيي صواب في نظري يحتمل الخطأ ، ورأي مخالفي خطأ في نظري يحتمل الصواب ، لأن الخلاف سائغ ، فعلينا بأدب الخلاف ، والبعد عن التراشق بالاتهامات ، لأن المسألة تنبني على اختلاف شاسع في قراءة الواقع ، فليفهم الشباب ذلك ، وليحترم علماؤه ، ويعرف حرمتهم . تاسعًا : لا يعني هذا الاعتزال للفتنة وعدم دخول ( النفق المظلم ) كما أسميت هذه الأحداث ، أن تكون سلبيا ،ولذلك دعوتكم من البداية للتفاعل الميداني في إغاثة الناس ودعوتهم ، فبالله دعوكم من الغلو تفريطًا وإفراطًا .




عاشرًا: إن أهم دروس الأحداث هذا التفاعل الإنساني الذي كان مهجورًا والترابط الأخوي بين الناس ، وعلينا أن نحافظ على ذلك ، وبالله أزيلوا شبهات الناس عن الإسلام ، ودافعوا عن شريعته التي يتصور بعض الناس أنها سجن وضيق ولا تصلح لكل زمان ومكان ، بالله كونوا حراسًا لهذا الدين ، ودعوكم من المناقشات الجدلية حول بعض الفروعيات ، ولنجتمع بداية على المسلمات ، ادعوا الناس للصلاة والصدقة والصيام والذكر والتضرع وترك المحرمات وفعل الخيرات ، للأخلاق الحسنة والسلوكيات الطيبة ، اجعلوهم يحبون الدين ، يتقربون بحب الرحمن ، تجتمعون على حب النبي العدنان صلى الله عليه وسلم ، ابتعدوا في الفتن من الجدال والمراء والمشاغبات الفكرية والفقهية ، ولا أقول : في الدين قشور ولباب ، ولكن أقول في الدين ( فقه للأولويات ) و (فقه للدعوة ) و( أدب للخلاف ) و ( رحابة صدر ) و( قبول للخلاف السائغ ) فاهتموا بذلك - رعاكم الله -


حادي عشر : تبين لي في الأحداث الجارية بما لا يدع مجال للشك أنَّ الشباب يحتاجون نوعًأ جديدا من التثقيف الواقعي ، من الفهم الجيد للواقع ، من شمولية النظرة ، من الحكمة ، من البعد عن الحماسات القلبية دون القناعات العقلية ، نحتاج للاثنين معا ( حماسة قلبية + قناعة عقلية ) في إطار (الضوابط الشرعية ) لنسلم من هذه الفتنة ، ولذلك أحثكم إلى وضع هذا على أولويات طلب العلم من الآن فصاعدا ، فمن الواضح أن فهمنا للواقع ضعيف للغاية ، وأنَّ معادلة التمكين غير مفهومة ( الإيمان + العمران ) فكثير منا يحقق ويفهم ( الإيمان) لكن للأسف نادر جدا من يحقق ( العمران ) ومن هنا في هذا الدرس والعبرة اكتشفنا ( غياب الكفاءات ) .
ثاني عشر : قضية ( الهدف في الحياة ) هل استشعرتموها وأنتم تشعرون بدنو الأجل ، وفجأة النقم ، وغياب الأمان ، واحتمالية الهلكة ، فعلى أي شيء ستموتون ؟؟ لأن عليه ستبعثون ؟ أن الذعر لما دخل بيوت المصريين هل تفكر واحد منهم في المصير ؟ وهل نحن كاذبون في هذه المشاعر وينطبق علينا ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) فهل من سمعته يصيح ( سأتوب سأتوب ) وهو يسمع الطلقات والصيحات وصراخ النساء من حوله ، هل سينسى الدرس ؟ ويعود بلا هدف إلا من حطام الدنيا مرة أخرى .




الدروس والعبر كثيرة ، والتغيير لا يتحقق إلا وفق المعادلة القرآنية ، فوالله لن يكون إلا بذلك ، وإلا فكل هذه اللوثات السياسية لا تغني ولا تسمن من جوع ، المعادلة القرآنية (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فابدأ بنفسك ، واكتب قائمة عيوبك التي عرفت من هذه الأحداث ، وفي الحال والتو واللحظة عليك بتغييرها ليتحقق ذلك في واقع الناس جميعًا. اللهم قد بلغت فاللهم فاشهد.


نصيحة النبي الجامعة لدورك في الفتنة :في صحيح مسلم عن معقل بن يسار أنَّ النب صلى الله عليه وسلم قال : " العبادة في الهرج كهجرة إليَّ "

وإلى رسالتنا القادمة استودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم .

وكتبه

هاني حلمي

من مصر المباركة
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مصر, الاخيرة, الشيخ, الفتنة, احداث, حملي, رسالة, على, في, هاني


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:33 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.