انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى اللغة العربية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 09-24-2007, 12:35 PM
البتار البتار غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

طه حسين، توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، سلمان رشدي، حيدر حيدر، وغيرهم من الكتاب: لماذا يتهجمون على الإسلام؟

بقلم مصطفى فرحات




هو سؤال يتبادر إلى الذهن عندما نجد هذا الكم الهائل من الذين تصدروا ساحة الأدب العربي و الإسلامي – والذين أريدَ لهم أن يكونوا حاملي رايته في العصر الحديث – وهم يحملون هما موحدا وقاسما مشتركا جمعهم على اختلاف أوطانهم وتعاقب أزمانهم، ألا وهو الطعن في الإسلام، فلماذا هذا التهجم؟ ولماذا تبنى أمجاد أمثال هؤلاء على بقايا الإسلام الجريح الذي لا زال يئن و ينزف، و لا زالت عواصف الفتن والكيد تنخر في جسده الطاهر المتماسك على الرغم من شدة وقع الحوادث والخطوب؟ ولماذا تحفل وسائل الإعلام العربية والغربية بأمثال هؤلاء بينما تسعى إلى تهميش كل أديب لا زال يحمل بين ضلوعه قيما وأفكارا أرضعها مع مبادئ الإسلام و منهجه؟


بين العقاد و طه حسين


لعل أحد الأمثلة البارزة فيما نحن الآن بصدد ذكره ما حدث للأستاذ العقاد و طه حسين، فإنه على الرغم من تبحر الأستاذ العقاد في ميادين الأدب العربي وغيره، وفي ميادين الفلسفة والفكر بمختلف أنواعه، مما جعله يتقدم طه حسين وجل طبقته في مصر والعالم العربي، إلا أن التفخيم والتشهير اللذين نالهما الدكتور طه حسين كانا أكثر مما ناله الأستاذ العقاد، بل إنه لم يتحصل – حسب علمي – على أية جائزة جديرة بالذكر والاعتبار، بينما حصل طه حسين على العديد من الجوائز في مصر وأوروبا، ولُقب بعميد الأدب، وأُبرز للناس على أنه رائد الثقافة والأدب العربيين دون منازع. ولعل المتأمل لما يحدث في الساحة الإعلامية اليوم يدرك سر التعتيم الذي مورس على الأستاذ العقاد، فنزعته الإسلامية التي تحكمت في كثير من كتبه بشكل جلي وواضح، إضافة إلى دفاعه المستميت على الموروث الثقافي العربي والإسلامي، وتهجمه العلمي على كثير من الآراء والأفكار الغربية ونقدها نقدا قويما مما خلق له العداء مع كثير من المثقفين في زمنه، كل ذلك كان له الأثر الواضح في سياسة تجعل من التبعية إلى العالم الغربي مفتاح كل نجاح وسر كل فوز.
ومن كان في شك من ذلك كله، فليقرأ كتبه التي خلفها شاهدة على منهجه، ليقرأ "حقائق الإسلام وأباطيل خصومه" ليعرف زيف الشبه المثارة حول الإسلام، ثم ليقرأ سلسلة العبقريات في ترجمة بعض أعلام الصحابة، وليقرأ بعدها كتبه في الإسلاميات، ثم ليقارن بما تركه طه حسين بين أيدينا، ليقرأ آراءه حول الشعر الجاهلي في كتاب يحمل هذا العنوان، وينظر بجلاء كيف يشكك في وجود تراث شعري مثل هذا التراث، فيقرر أنه من وضع الأدباء بعد الإسلام، وهو بذلك يكرر أسطوانة المستشرق "مارجوليوث" التي ذكرها قبل طه حسين بسنة واحدة. ومن تأمل أفكار طه حسين عرف سر سطوع نجمه، كيف يقرر أن القرآن حوى جملة من الأساطير ككون إسماعيل وإسحاق عليهما الصلاة و السلام أخوة، وأنه لا يمكن لنا التقدم والرقي حتى نأخذ ما في الحضارة الغربية بحذافيرها خيرها وشرها، إلى غير ذلك من الآراء التي تخالف الإسلام جملة وتفصيلا. وهذا لا يعني أننا نصنف طه حسين في مصاف الجهال، بل إن كتاباته تشهد أنه على قدر كبير من المعرفة، وإنما ذكرنا هذا لنعلم سر المفارقة بينه وبين من هو أفضل منه، ولماذا يُشهّر هو ويُقبر ذاك.



شيطان الحكيم!!





ثم نعرج إلى ذكر مثل آخر.. ألا وهو مثل توفيق الحكيم، فإنه كذلك من الأدباء الذين كان لهم دور بارز في حركة الأدب العربي في القرن العشرين، إلا أنه كسابقه كان يصطاد في الماء العكر الذي أهله – ربما – لأن يكون من الأسماء العربية اللامعة في مجال الأدب. الشيطان عند توفيق الحكيم يبرز بوجه غير الوجه المذكور في الكتب السماوية، بل وحتى في أذهان الناس، فهو عنده كائن مظلوم لا يستحق ما ألصق به من الصفات والألقاب. يصوّر توفيق الحكيم في إحدى قصصه الشيطان بهذه الصورة.. يندم على عصيانه أوامر ربه فيذهب ليستفتي شيخ الأزهر إن كانت له توبة، ولما كان علم شيخ الأزهر محدودا ولم يكن يتصور وقوع نازلة كهذه، فإنه يحيله إلى من هو أرفع منه، فيذهب إلى جبريل سائلا هل له من توبة، وجبريل كغيره لا يمكنه الإجابة عن سؤال مثل هذا فيكل ذلك إلى رب العالمين، فلمّا يصعد الشيطان إليه، يُلعن ويُطرد ويُعلَم أنه ليست له توبة.و تأخذ الشيطان حالة من اليأس والشعور بالألم والظلم، فينادي:
أنا الشهيد، أنا الشهيد، فتناديه السماوات والأرض والجبال: أنت الشهيد، أنت الشهيد. فتخبطات الصرع من أمثال هذا الكلام الذي لا زال الكثير يصر على إدماجه في ميدان الأدب الواسع لدليل على سبب اشتهار أولئك الكتاب عند العام والخاص في الدول العربية والغربية، لا لبراعتهم في الكتابة والأدب، بل لكونهم من الذين ساهموا في تحطيم كل القيم والرموز الثابتة التي تقض مضجع المستعمر وتُعيق إحكام قبضته الحديدية على العالم بأسره، وصدق قول أحدهم فيه: "لا توفيق ولا حكمة"!


نجيب محفوظ... أديب بلا أدب



يظن البعض أن هذا المقال يهدف إلى تحطيم كل رموز الأدب العربي في العصر الحديث، كما يظنون أن التحامل والإجحاف سببا كل ما نذكره هنا، إلا أننا نقر بهدوء ويقين أننا أبعد ما نكون عن ذلك كله، وحسبنا أن نقدم الدلائل المنطقية التي تؤيد صحة ما ذكرنا ولا ضير أن نخالف كائنا من كان بعد ذلك. يعد نجيب محفوظ نقطة من نقاط التحول في تاريخ الأدب الحديث، فهو العربي الأول الذي يحظى بنيل الجائزة التي يحلم الكل بأخذها ليسطر اسمه في صحائف التاريخ. وعلى الرغم من كون نجيب محفوظ من الذين يتميزون بعبقرية التصوير الفني والكتابة القصصية، إلا أن الذي يقرأ رواياته يدرك أن هذا لم يكن المعيار الوحيد لنيله جائزة دولية كهذه، وذلك لوجود من هو مثله أو أفضل منه، إلا أن الفارق بينه و بين غيره هو تلك الأفكار التي يبثها في رواياته، ولا نريد أن نتكلم هنا عن بعض المقاطع التي تلهب الغريزة البشرية لأن المعترض له أن يقول أنه بصدد تصوير واقع لا غير، ولكن الذي يهمنا هنا هو هجومه الصارخ على القيم والثوابت الإسلامية، ونرى معه عبر صفحات قصصه قوله مبررا ردة أحد أبطال رواياته وتخليه عن الإسلام: "وأين الدين؟ ذهب يوم ذهب رأس الحسين"، ناهيك عن نصوص الشك في الإسلام وقيمه التي حشا بها كثيرا من كتبه، بل صرح هو نفسه أن شخصيات قصصه إنما كانت تعبر عما يدور هو في نفسه. وذكر في تصريح صحفي أنه قد قال عبر قصصه كل ما يريد قوله، وسئل مرة عن من كان يمكن له استلام جائزة نوبل للأدب غيره، فذكر أن أحق أحد بها هو الأديب المفكر سيد قطب – رحمه الله – لولا أنه انحرف!! (بمفهوم نجيب محفوظ طبعا). فنحن نرى أن كاتبا كهذا هذه أفكاره وتوجهاته، ثم إنه لم يظهر العداء للكيان الصهيوني الذي طالت يده أجزاء من مصر، لجدير أن ينال كل تكريم وجائزة، ونردد نحن ما قاله القاضي عبد الوهاب المالكي البغدادي:
أصبحت فيمن لهم دين بلا أدب
ومن لهم أدب عار عن الدين
أصبحت فيهم وحيدا (لا أنيس معي)
كبيت حسان في ديوان سُحنون



سلمان رشدي، لا سلم و لا رُشد !!


وحكاية سلمان رشدي أشبه ما تكون بقصص الخيال التي نادرا ما تتجسد على أرض الواقع. إنها قصة رجل مغمور لا يسمع به، احترف مهنة الكتابة في زمن كثر فيه المدعون، وذات يوم قرر أن يكتب عن الإسلام، فكتب "آيات شيطانية" التي رفعته إلى مصاف الرجال المشاهير، وبين عشية أو ضحاها، لفت أنظار العالم كله إليه، وأصدرت الجمهورية الإيرانية فتوى بقتله ورصدت لذلك مكافأة تقدر بملايين الدولارات، وأنكر العالم هذا التصرف، مطالبا بضرورة احترام الحريات الفردية ولكل كاتب أن يكتب ما يريد، فصار سلمان رشدي حينئذ من أشهر الناس على الإطلاق لدرجة أنه استدعي من طرف الرئيس الفرنسي في قصر (الإيليزيه) بباريس قصد تكريمه، مع العلم أن فرنسا نفسها أصدرت قرارا بمنع كتاب المفكر "رجاء غارودي" المعنون بـ: "الأساطير المؤسسة للدولة الإسرائيلية" من الصدور وفرضت على كاتبه غرامة مالية بتهمة "العداء للسامية" مع أن كتابه جار على النسق العلمي!! وهكذا كان الإسلام مطية يتخذها الطاعنون ليبلغوا قمة المجدوالشهرة بالرغم من تفاهة مؤلفاتهم وضعف مستواهم العلمي والأدبي.


"حيدر حيدر" يقدم نفسه وليمة لأعشاب البحر ! !



وتكرر نفس السيناريو مرة أخرى مع كاتب سوري يزاول مهنة التعليم في الشرق الجزائري، لم يسمع أحد به إلى اليوم الذي أصدر روايته "وليمة لأعشاب البحر"، والتي طارت به في سماء الشهرة والأضواء.وكسابق المشاهد المتكررة، يُتخذ الإسلام غرضا للطعن والتشويه، كما تتخذ القيم والثوابت موضوع كتابة يجمع الغث
والسمين، وعلى حد تعبير شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"لحم جمل غث على جبل وعر، لا سمينا فينتقى، ولا سهلا فيرتقى".وينساق الكاتب المغمور في هذيانه المحموم حتى يتطاول على الله سبحانه وتعالى، فيصفه بكونه فنانا فاشلا، لأن أنف حبيبته طويل!ولو أنصف الجاهل نفسه لعلم أنه هو الفاشل حقيقة، لا يحسن غير الإساءة لله والإسلام، وأن وجود أمثاله ممن يكتبون لدليل على فشل الأمة التي صار كل شيء فيها حمى مستباحا لكل من هب ودب، اللهم إلا الحكام الذين صاروا أقدس !


الإسلاميون و الرقابة


وككل بادرة، وعند كل شاردة وواردة من أمثال هذه القضايا، يتعالى صوت الإسلاميين من كل حدب وصوب، بالحكم على المؤلف بالردة تارة، وبالمطالبة بسحب كتابه تارة أخرى، مما يجعل لقضية الكاتب أبعادا أخرى تختلط فيها السياسة بالقيم، فيعوي فرد من هنا ويصيح آخر هناك مطالبين باحترام حقوق الإنسان والحريات الشخصية.وإنه لمن الجدير بالذكر أن نقول أولا إن الضجة الإعلامية التي صار وراءها الإسلاميون قد زادت في السنوات الأخيرة مع انتشار الصحوة الإسلامية المباركة، وإننا نرى ذلك علامة من علامات الصحة لا المرض، ولنا أن نذكر أن كتابات أمثال أولئك الذين تشابهت قلوبهم قبل عشرين سنة لم تكن تلقى مثل هذه المعارضة التي تلقى اليوم، إلا أنه ينبغي لنا أن نعلم جيدا أن مسائل الأدب و الرقابة والانضباط بضوابط الشرع لا يمكن أن تنطلق من فراغ، فإن غياب الحكم الإسلامي الفعلي في الدول الإسلامية كان أكبر عامل لبروز أمثال هؤلاء الذين يتخذون الطعن في الإسلام مطية للبروز إلى فضاء الشهرة وعالم الأضواء.ولذلك كان لزاما على كل المتصدين ألا ينساقوا وراء هذه اللعبة القذرة، فإن كثيرا من الكتّاب الطاعنين يراهنون على اشتهارهم بمدى معارضة الإسلاميين لكتاباتهم، ولو تُركوا في ركن ركين لا يؤبه بهم لعادوا من حيث أتوا، و لما كان لهم ذكر في هذا الوجود الذي انقلبت فيه معظم الموازين. وثمة شيء آخر نحب التنبيه عليه، وهو أن كثيرا من أمثال هذه القضايا يراد لها أن تبرز إلى الوجود قصد تحوير الرأي العام وصرفه عن قضايا أهم من ذلك كان الأولى أن يلتفت إليها وتؤخذ بعين الاعتبار كقضية السلم المزيف في الشرق الأوسط وانتفاضة فلسطين وقصف العراق وأمثال ذلك من القضايا التي يراد لها أن تمرر في صمت رهيب سببه اشتغال المسلمين بقضايا أعقد وأخطر (أو أهون و أحقر) كقضية "حيدر حيدر" وأمثاله من المهزومين الذين لا وزن لهم، وعلينا جميعا أن نلتزم وصية الشاعر القائل:
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا لعزَّ هذا الصخرُ مثقالٌ بدينار



أدب ومأدبة



وعلينا أن نعلم كذلك أنه ليس كل من تصدى للكتابة كاتب، ولا كل من تبجح بكونه أديبا يعدُّ كذلك، فإن كثيرا من الذين تسموا بالأدباء إنما فعلوا ذلك ليشبعوا نهم بطونهم وينساقوا وراء غرائزهم، همهم الإطاحة بكل أصيل جميل، ولعمري لئن كان الفن جمالا، فإن الحق لهو ذروة الجمال ومصدره، والأديب الحق هو الذي يسعى لنشر الفضائل وطمس الرذائل، ينصر الحق ويعلي رايته، ويهزم الباطل ويُدحض حجته، أما تسويد الأوراق بالحبر، فإنه لا يعدو أن يكون هذيانا، وإن أصر أصحابه على التسمي بالأدباء فإننا نشد قول الشاعر:


تصدى إلى التدريس كل مهوَّس بلـيد تسمـى بالفقيه المُدَرِّس
فحُقَّ لأهل العلم أن يـتمثـلوا ببيت قديم شاع في كل مـجلس
لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها و حتى سامها كل مُـفلس
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 12-30-2008, 06:16 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي

الموضوع مختوم مثبت ياثبتَكَ الله على الحق
أحسنَ اللهُ إليكَ في الدنيا والآخرة كما تمدنا بهذه الموضوعات التي هي كالدرر .
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12-30-2008, 05:31 PM
احمد الزيني احمد الزيني غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




افتراضي

جزاك الله خيراً ..
مقالة رائعة
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 01-04-2009, 04:10 AM
أم عبد الرحمن السلفية أم عبد الرحمن السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


ما شاء الله .. تبارك الله .
جزاكم الله خيراً ونفع بكم .
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 12-28-2009, 10:58 PM
أبو يوسف السلفي أبو يوسف السلفي غير متواجد حالياً
" ‏مَا الْفَقْرَ ‏أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي‏ ‏أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ "
 




افتراضي


جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:20 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.