انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى اللغة العربية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-16-2009, 07:24 PM
طالب النجاة طالب النجاة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي حديث مثل القائم على حدود الله دراسة لغوية

 

حديث مثل القائم على حدود الله دراسة لغوية

عبد الآخر حماد

الحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد

فهذه دراسة موجزة حول الجوانب اللغوية في حديث (مثل القائم على حدود الله) قصدت منها بيان بعض ما يتعلق بـهذا الحديث الشريف من الجوانب البلاغية والنحوية وغيرها مما يتعلق بالدراسات اللغوية، وقد قدمت لذلك بإيراد نص الحديث وتخريجه تخريجاً مختصراً وبيان معناه الإجمالي، ثم شرحت بعض مفرادته ثم ذكرت بعض ما فيه من الجوانب النحوية، ثم بينت ما فيه من الجوانب البلاغية، أسأل الله تعالى الإعانة والتوفيق آمين.

أولاً: مقدمات

1 - نص الحديث الشريف:

روى الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في كتاب الشركة من صحيحه: (باب هل يقرع في القسمة والاستهام فيه) من حديث النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا).

2 - تخريج الحديث:

الحديث أخرجه البخاري كما مر في كتاب الشركة (2493 )، وأخرجه أيضاً في كتاب الشهادات، باب القرعة في المشكلات ( 2686)، بلفظ: (مثل المدهن في حدود الله والواقع فيها...) وأخرجه الترمذي في الفتن ( 2173) وأحمد (4/268)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/91)، (0/288)، وفي شعب الإيمان (7576) (6/91 - 92).

وأخرجه ابن حبان[(297) (1/532) - إحسان)]، وفي [(298) (1/533-534)] بلفظ: (المداهن في حدود الله والراكب حدود الله والآمر بـها والناهي عنها كمثل قوم استهموا...)، وفي [(301) (1/537)] بلفظ: (مثل المداهن في حدود الله والآمر بـها والناهي عنها كمثل قوم استهموا سفينة...).

3 - شرح إجمالي للحديث:

هذا مثل عظيم يُشبه فيه الرسول r حال الناس وموقفهم مما يكون في المجتمع من منكرات بحال قوم ركبوا سفينة فاقتسموا أماكنهم فيها بطريق القرعة، فكان من نصيب بعضهم الجزء الأعلى من السفينة، وكان من نصيب الآخرين الجزء الأسفل منها، وكان لابد لأهل السفل من الماء، فكانوا يصعدون لأعلى السفينة ليستقوا الماء، ولما كان ممرهم على أهل العلو فقد تأذوا بـهم؛ إذ ربما أصابـهم شيء من رشاش الماء أو أُقلقوا وقت راحتهم أو غير ذلك، فلما رأى أهل السفل تأذي أهل العلو بـهم عزموا على أن ينقبوا في نصيبهم نقباً يحصلون منه على الماء دون الحاجة إلى إيذاء من فوقهم، ولم يدر هؤلاء أن هذا الخرق الصغير سيؤدي إن تُرك إلى هلاك الجميع ويكون معنى (أصغر خرق) هو - كما قال مصطفى صادق الرافعي - أوسع قبر.[ وحي القلم :3/8].

ويبين الرسول الكريم r أن الأمر لا يخلو حينئذ من إحدى نتيجتين: إما أن يقوم أهل العلو بواجبهم في منع هذه الكارثة فينجو الجميع؛ وإما أن يتركوهم وشأنـهم بدعوى أن هذا نصيبهم يفعلون فيه ما يشاءون، وحينئذ تكون النتيجة الحتمية هي هلاك الجميع.

والحديث الشريف يبين أنه هكذا تكون حال الناس في المجتمع فإنه لا يخلو مجتمع من بعض صور المنكر والفساد التي يقدم عليها ضعاف الإيمان، وقد يلتمس بعضهم لنفسه مبرراً في ما يفعل كأن يقول هذه حرية شخصية، وأنا حر أصنع في ملكي ما أشاء، فإن قام أهل الرشد بواجبهم في إنكار هذه المنكرات والأخذ على أيدي الظالمين صلح المجتمع ونجا الجميع من غضب الله عز وجل، وأما إن تقاعسوا عن هذا الواجب وغلبت كلمة المداهنين فإن العقوبة الإلهية تعم الجميع، وتلك سنة إلهية لا تتغير، قال الحافظ: "وهكذا إقامة الحدود يحصل بـها النجاة لمن أقامها وأقيمت عليه، وإلا هلك العاصي بالمعصية والساكت بالرضا بـها" [فتح الباري:5 /296]، ومصداق ذلك قوله تعالى: ((واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب)) [الأنفال:25]، وقوله r : "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب"[1].

ثانياً : الدراسة اللغوية

1- معاني المفردات[2]:

المثَل والِمْثل والمثيل: واحد ومعناه الشبيه.

حدود الله: المراد بالحدود هنا ما نـهى الله عنه، وأصل الحد في اللغة المنع والفصل بين الشيئين، ومنه حد الدار وهو ما يمنع الغير من الدخول فيها، والحداد الحاجب والبواب.

المدهن: من الإدهان وهو المصانعة والمحاباة في غير حق، ومنه قـوله عز وجل: ((ودوا لو تدهن فيدهنون)) [القلم:9].

استهموا: اقترعوا، والسهم في الأصل واحد السهام التي يضرب بـها في الميسر وهي القداح، ثم أطلق على ما يأخذه الفائز في الميسر، ثم كثر حتى سمي كل نصيب سهماً.

خرقنا في نصيبنا خرقاً: الخرق هو الشق أو الثقب.

ينقر: من النقر وهو الحفر سواء كان في الخشب أوالحجر أو نحوهما، ونقر الطائر الشيء ثقبه بالمنقار.

أخذوا على أيديهم : أي منعوهم.

2 - مسائل نحوية:

من المسائل النحوية التي يمكن الوقوف عندها في هذا الحديث ما يلي:

1 - قوله : (مَثَلُ) مرفوع بالابتداء، وأما الخبر فإننا إذا اعتبرنا الكاف في قوله: (كمثل) اسماً فإنـها تكون هي الخبر، وأما إذا اعتبرناها حرفاً فإن الخبر يكون محذوفاً تقديره مستقر أو موجود، وذلك مثل ما قيل في إعراب قوله تعالى: (مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً) فقد ذكر القرطبي في تفسيره (1 / 211) أنه يمكن أن يكون الخبر في الكاف فهي اسم كما هي في قول الأعشى:

أتنتهون ولن ينهى ذوي شططٍ كالطعن يذهب فيه الزيت والفُتُلُ

أراد مثل الطعن، قال : "ويجوز أن يكون الخبر محذوفا تقديره: مثَلُهم مستقر كمَثَل، فالكاف على هذا حرف".

وقال العكبري في إعراب القرآن: (1/20 ): "والكاف يجوز أن يكون حرف جر فيتعلق بمحذوف، ويجوز أن يكون اسماً بمعنى مثل فلا يتعلق بشيء".

2 - قوله: (لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً): أسلوب شرط جوابه محذوف تقديره: لكان خيراً أو نحو ذلك، أو يكون قولهم (لم نؤذ) هو الجواب، وتكون الواو زائدة.

وذلك كما قيل في قوله تعالى: ((فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون)) [يوسف:15]، فقد ذكروا أن جواب لما محذوف تقديره (فعلوا به ما فعلوا)، وقيل إن الجواب (أوحينا) والواو مقحمة، ومثله قوله تعالى: ((فلما أسلما وتله للجبين)) [الصافات:103]، أي (ناديناه ).[فتح القدير للشوكاني : 3/10].

3 - قوله: (فإن يتركوهم): إن شرطية جوابـها هلكوا، وضمير الرفع (الواو) عائد على أهل العلو في السفينة، وضمير النصب (هم ) عائد على أهل السفل.

4- قوله: (وما أرادوا)، الواو بمعنى مع، و(ما) مصدرية أو موصولة، فعلى الأول يكون المعنى: (وإرادتـهم)، وعلى الثاني يكون المعنى: (والذي أرادوا).

5 - قوله: (هلكوا جميعاً)، الواو في (هلكوا) تعود على الفريقين معاً، و (جميعاً) حال.

6 - قوله (نجوا ونجوا جميعاً)، الواو في (نجوا) الأولى عائد على الآخذين، وفي نجوا (الثانية) عائد على المأخوذين، كذا قال الكرماني(1)، وذكر العيني أن الذي في الثانية عائد على الفريقين معاً(2).

7 - قوله في كتاب الشهادات: (فكان الذي في أسفلها يمرون )، وكذا ما جاء في بعض الروايات في كتاب الشركة (فكان الذي في أسفلها إذا استقوا مروا)، فيه إشكال من حيث أن قوله: (الذي) مفرد، فكيف قال في شأنه يمرون أو مروا، ولم يقل يمر أو مر؟ ويمكن أن يجاب عن ذلك بأحد الأجوبة التالية:

أ - أن يقال إن (الذي ) يقع عند بعض العرب للواحد والجمع؛ أي تكون بمعنى: من وما فيعود الضمير إليه تارة بلفظ المفرد وتارة بلفظ الجمع، قال القرطبي: "قال ابن الشجري هبة الله بن علي: ومن العرب من يأتي بالجمع بلفظ واحد، كما قال الشاعر:

وإن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم يا أم خالد

وقيل في قول الله تعالى: ((والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون)) [الزمر:33]، إنه بـهذه اللغة، وكذلك قوله: (مثلهم كمثل الذي) قيل: المعنى كمثل الذين استوقدوا، ولذلك قال: ذهب الله بنورهم، فحمل أول الكلام على الواحد وآخره على الجمع) [تفسير القرطبي: 1/211].

ب - أن يقال إن الذي هنا مخففة من الذين، وقد قال الزمخشري ما حاصله أن الذي لكونه اسم موصول يحتاج إليه في وصف كل معرفة بجملة، ويتكاثر وقوعه في كلامهم فإنه يقبل التخفيف، فكذا يقبل جمعه (الذين) التخفيف، كما أن الياء والنون في (الذين)، ليستا كالياء والنون في جمع المذكر السالم في قوة الدلالة على الجمع، لذا ساغ حذفها ولم يمتنع كما هو الحال في جمع المذكر السالم وأشباهه. [الكشاف :1/196]

ج - غير أنه يمكن توجيه قوله (الذي) في الحديث الذي بين أيدينا توجيهاً آخر، وهو أن تكون (الذي) هنا صفة لموصوف مفرد اللفظ، ولكنه جمعٌ في المعنى وذلك كلفظ (الجمع) فكأنه قال: (فكان الجمع الذي في أسفلها يمرون) فلما اعتبر لفظه وصف بالذي، ولما اعتبر معناه أعيد عليه ضمير الجماعة، أفاد ذلك صاحب المصابيح، وقال فيما نقله عنه القسطلاني في شرحه على صحيح البخاري: "وهو أولى من أن يجعل الذي مخففاً من الذين بحذف النون"[3].

3- نظرات بلاغية

لا يخفى أن الرسول الكريم r هو أفصح البشر لساناً وأبلغهم بياناً، فقد كان كلامه كما قال الجاحظ: "هو الكلام الذي قل عدد حروفه وكثر عدد معانيه وجل عن الصنعة ونُزه عن التكلف... فكيف وقد عاب التشديق وجانب أصحاب التعقيب، واستعمل المبسوط في موضع البسط والمقصور في موضع القصر، وهجر الغريب الحوشي ورغب عن الهجين السوقي... لم تسقط له كلمة ولا زلت له قدم، ولا بارت له حجة، ولم يقم له خصم، ولا أفحمه خطيب...ثم لم يسمع الناس بكلام قط أعم نفعاً، ولا أصدق لفظاً، ولا أعدل وزناً، ولا أجمل مذهباً، ولا أكرم مطلباً، ولا أحسن موقعاً، ولا أسهل مخرجاً ولا أفصح عن معناه، ولا أبين عن فحواه من كلامه r"[4].

ووصف الرافعي رحمه الله كلامه r من الناحية البيانية بأنه: "حسن المعرِض، بيِّن الجملة، واضح التفصيل، ظاهر الحدود، جيد الرصف[5]، متمكن المعنى، واسع الحيلة في تصريفه، بديع الإشارة، غريب اللمحة، ناصع البيان، ثم لا ترى فيه إحالة ولا استكراهاً، ولا ترى اضطراباً، ولا خطلاً[6]، ولا استعانة من عجز، ولا توسعاً من ضيق، ولا ضعفاً في وجه من الوجوه "[7].

وقد حق علينا أن ننظر في هذا الحديث الشريف من الناحية البلاغية، لنحاول أن نكشف بحول الله عن بعض ما تضمنه من جوانب البلاغة الراقية التي تعجز عن أن تدانيها فصاحة الفصحاء وبلاغة البلغاء.

وسوف ننهج في هذا المضمار نـهج علماء البلاغة في تقسيمهم إياها إلى ثلاثة فروع: المعاني والبديع والبيان، حيث نذكر ما في الحديث من هذه العلوم الثلاثة.

أولاً :المعاني:

الأسلوب في هذا الحديث أسلوب خبري يخبر الرسول r فيه بحال الناس، ويشبههم براكبي سفينة، غير أن هذا الأسلوب الخبري قد خرج على خلاف مقتضى الظاهر، فليس المراد من الخبر هنا مجرد إفادة السامع بالخبر، ولا إفادته أن المتكلم عالم بالخبر، وإنما الغرض منه الحث وتحريك الهمة نحو القيام بواجب الأمر والنهي.

ثانياً: البديع:

في الحديث من المحسنات المعنوية: الطباق في جمعه بين (القائم ) و (الواقع)، وبين: (أعلاها) و (أسفلها)، وبين: (هلكوا ) و (نجوا).

والطباق هنا من نوع طباق الإيجاب، وهو الذي يُعرِّفه البلاغيون بأنه ما جُمع فيه بين الشيء وضده؛ فالقائم ضد الواقع، والأعلى ضد الأسفل، والهلكة ضد النجاة.

وليس من شك في أن هذا الطباق قد أبرز المعنى وزاده وضوحاً، فإن الضد -كما يقولون - يُظهر حسنَه الضد، ويزيد من حسنه أنه أتى في كلامه r عفواً لا يحس المرء فيه شيئاً من التكلف المذموم، فإنَّ تكلف المحسنات البديعية وتعمدها مما يفقد الكلام سلاسته ويحبس المعاني والأفكار.

ثالثاً: البيان:

اشتمل الحديث من الصور البيانية على ما يلي:

1 - الاستعارة في قوله: (القائم على حدود الله )، وهي استعارة مكنية، شبهت فيها المعاصي بوهدة من الأرض محدودة بحدود وحولها رجال يحرسونـها، ويمنعون الناس من الوقوع فيها،ثم حذف المشبه به وأتى بلازمة من لوازمه وهي الحدود.

ونفس الشيء يقال في قوله : (الواقع فيها).

وهذا تعبير يوحي بمدى الهوة السحيقة التي يهوي إليها أصحاب المنكر المخالفين لأمر الله، ومدى خطورة الواجب الملقى على عاتق المصلحين في الأمة فهم حراس الفضيلة القائمون على حدود بئر الرذيلة،مانعين الناس من التساقط فيها.

2 - الكناية في قوله r : (أخذوا على أيديهم)، فإن الأخذ على اليد كناية عن استعمال الشدة والقوة، والتعبير بعلى يفيد الاستعلاء والفوقية، كما ذكر الحافظ ابن حجر في حديث: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً )[8]، حيث قال:

"قوله (تأخذ فوق يديه) كنى به عن كفه عن الظلم بالفعل إن لم يكف بالقول، وعبر بالفوقية إشارة إلى الأخذ بالاستعلاء والقوة"[9].

3 - التشبيه التمثيلي في قوله: (مثل القائم على حدود الله...) إلخ، وهو تشبيه معقول بمحسوس؛ شبهت فيه الهيئة الحاصلة من قيام المسلمين بواجبهم في تغيير المنكر بالهيئة الحاصلة من قيام أهل السفينة بمنع من يريد خرقها من الإقدام على ما يريد، كما شبهت الهيئة الحاصلة من التقاعس عن تغيير المنكر بحال أهل السفينة إن تركوا من يريد خرقها يفعل ما يشاء.

ووجه الشبه هنا صورة منتزعة من متعدد؛ وهي منتزعة في الحالة الأولى من هيئة النجاة المترتبة على قيام قوم بما يجب عليهم، وفي الحالة الثانية من هيئة الهلاك الناجم عن تقصيرهم في ما يجب عليهم؛ فكما أن أهل السفينة سينجون إن أخذوا على يد من يريد خرقها، فإن النجاة ستكون مصير الجميع في مجتمع يأخذ أهله على يد العابثين، وكما أن الغرق سيكون مصير أهل السفينة إن تركوا مريد الخرق يفعل ما يريد فإن مجتمع المداهنين الساكتين عن أهل المنكر سيؤول إلى هلاك محتم.

ومن أجل هذا قلنا إن هذا التشبيه هو من نوع تشبيه التمثيل، وذلك جرياً على اصطلاح جمهور البلاغيين الذين يرون أن التشبيه التمثيلي ما كان وجه الشبه فيه منتزعاً من متعدد[10] .. للبحث صلة





--------------------------------------------------------------------------------

[1] - أخرجه أبو داود (4338) والترمذي (2168)، (3057) وقال: حسـن صحيح، وابن ماجـه 4005، وأحمد (1/2،5،7،9)، وابن حبان (304، 305 - إحسان )، وأبو يعلى (128،131)، = = الطبراني في الأوسط (1886) والحميدي في مسنده (3)، كلهم من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والحديث صححه الشيخ الألباني في الصحيحة (1564).

[2] - منتخب من كلام أهل اللغة وشراح الحديث.

[3] - إرشاد الساري (4/288).
[4] - البيان والتبيين (2/44).

[5] - الرصف : الشد والضم،والمعنى أن كلامه r حسن التركيب،قد ضُمَّ بعضه إلى بعض بحكمة وإتقان.

[6] - الخطل : المنطق الفاسد المضطرب.

[7] - إعجاز القرآن والبلاغة النبوية ص: 325.

[8] - أخرجه البخاري (2465)،(6229) ومسلم (2121) وأبو داود (4815) من حديث أنس.

[9] - فتح الباري (5/98).

[10] - انظر الإيضاح للقزويني (2/371-373)، ومعجم المصلحات البلاغية لأحمد مطلوب ص :333.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-18-2009, 02:03 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا ونفع بكم .
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-28-2009, 11:22 PM
أبو يوسف السلفي أبو يوسف السلفي غير متواجد حالياً
" ‏مَا الْفَقْرَ ‏أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي‏ ‏أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ "
 




افتراضي


جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 12:38 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.