منتديات الحور العين


انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين
 

العودة   منتديات الحور العين > .:: المجتمع المسلم ::. > ( نِــــدَاءُ الإِسْعَــــافِ )

( نِــــدَاءُ الإِسْعَــــافِ ) فازَ رجُلان .. " طبيبُ القُلوب ، وطبيبُ الأبدان " .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-09-2008, 10:37 PM
الشافعى الصغير الشافعى الصغير غير متواجد حالياً
لا تهاجم الناجح وتمتدح الضعيف .. لا تنتقد المجتهد الذي يعمل وتربت علي كتف الكسول
 




Tamayoz ١.٥ مليون مصري مصابون بـ«اكتئاب جسيم»..

الدكتور أحمد عكاشة في ندوة بـ «المصري اليوم»: ١.٥ مليون مصري مصابون بـ«اكتئاب جسيم».. و١٥% يلجأون لـ«الانتحار»

أعدتها للنشر وفاء بكري



«الاكتئاب الجسيم أشد أنواع الأمراض النفسية وأكثرها ألماً، ونسبة المصابين بهذا المرض في العالم تخطت ١٤٠ مليون شخص، بينما يقدر عدد المصابين به في مصر بنحو ١.٥ مليون شخص».. بهذه الإحصائية العلمية بدأ الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي، حديثه خلال ندوة عقدها بـ«المصري اليوم»، مؤكداً أن ١٥% من المصابين بـ«الاكتئاب الجسيم»، يلجأون للانتحار للتخلص من معاناة هذا المرض.
عكاشة أجاب في الندوة عن العديد من التساؤلات، كما قام بإجراء بعض التحليلات النفسية - المشهور بها - للكثير من الشخصيات ذات العيار الثقيل بدءاً من رؤوس الدولة في مصر وبعض دول العالم، ومروراً بالمرؤوسين أو المسؤولين التابعين للقيادات العليا في بلدانهم، وانتهاءً ببسطاء القوم، موضحاً أن بلداً مثل مصر تقوم استراتيجيته علي «رد الفعل»، ولافتاً في الوقت ذاته إلي أن الكتب والأبحاث العلمية لا تعترف بكلمة «الجنون».
عكاشة تحدث أيضاً عن ظاهرة الوزراء من رجال الأعمال، حيث شخّصهم بـ«المضطربين في الهوية»، وقال إنهم «غير محتاجين للشعب»، كما خصَّ جانبًا من الحوار للحديث عن أداء الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة والسكان، الذي قال إنه رجل «ليس سيئاً»، لكنه كوزير «لم يفعل شيئاً»، وكذلك تحدث عن الدكتور ناصر لوزا.
«هناك ٢٠ نقطة وراء تدهور مصر».. هذا ما رصده عكاشة في إحدي الدراسات التي طُلبت منه بغرض إصلاح البلد، والتي أخذت الدولة - حسب قوله - ببعض نتائجها وأدخلتها حيز التنفيذ، كما سرد عكاشة جزءاً من ذكرياته مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، تناول فيه تحليلاً لشخصية الرئيس الأسبق، وبعض المواقف التي تعرض لها أثناء فترة حكمه.. وإلي نص الندوة..
* ماذا عن الدراسة التي أعددتها عن الطب النفسي..؟
- أولاً، يجب أن يعرف الجميع أنه لا توجد صحة دون صحة نفسية، فالصحة النفسية تعني جودة الحياة كالرضا النفسي والسعادة، فالمرض النفسي يحدث إعاقة للحياة بشكل عام، سواء في العمل أو الدراسة أو الزواج أو العلاقات الاجتماعية، والمرض العضوي كالسرطان أو الفشل الكلوي مثلاً يستطيع الإنسان أن يتكيف معه ويتعايش، لكن تعاسة ومعاناة المريض النفسي تضاعف معاناة المريض الجسدي بنسبة ١٠٠%،
ومن ناحيتي أعتبر المريض النفسي «أكثر سمواً» من المريض البدني، فالحيوانات لا تصاب بمرض نفسي، لكنها تُصاب بأمراض عضوية، عدا الحيوانات التي تتميز بالوفاء مثل الكلب والحصان، حيث تُصاب باكتئاب، وأتذكر في إحدي زياراتي لمدينة «أدنبرة» في أسكتلندا أنني شاهدت ميداناً يسمي (ميدان الكلب)، ويطلقون عليه (ميدان الوفاء)، حيث توفي أحد الأشخاص في هذا الميدان ورفض كلبه أن يتناول طعاماً، أو شراباً وظل صامتاً حتي «توحد» ومات، وأقاموا له تمثالاً رمزاً للوفاء، فأكبر قيمة إنسانية في حياتنا هي (الوفاء)..
ونعود للنسب الخاصة بالصحة النفسية في مصر والتي يتم إجراؤها بالتزامن مع منظمة الصحة العالمية ومصر، حيث وجدنا أن ما بين (٢٠-٣٠%) من مجموع أي شعب في العالم يعاني من إحباط نفسي، ولا يذهب سوي ٢% من هذه النسبة إلي الطبيب النفسي، وهناك ١٠% منهم يلجأ إلي العلاج بالطرق الشعبية،
فهناك اعتقاد بأن من يعاني مرضاً نفسياً يكون وراءه السحر، وهناك مجموعة تذهب إلي أطباء الباطنة، خاصة أن ٧٠% من الأمراض النفسية تبدأ بشكاوي عضوية، كالآلام المبرحة في الكبد أو الصُداع أو الدوار، ودائماً يكون تشخيص طبيب الباطنة خاطئاً.
* إذن يجب التوجيه عن طريق طبيب الباطنة نفسه حال ذهاب المريض النفسي إليه..؟
- لدينا تقصير شديد للغاية في تعليم طلاب الطب أعراض المريض النفسي، وإن كانت كلية طب عين شمس تهتم بذلك الآن، وهذا هو الفرق بيننا وبين بعض الدول، ففي أمريكا مثلاً ٣٠% من أسئلة بكالوريوس الطب تدور حول الطب النفسي، لأنهم يعرفون الأعراض جيداً.
* وماذا عن نسب المرض النفسي في مصر؟
- منذ فترة قصيرة قمنا ببحث، ووجدنا أن نسبة الأعراض الاكتئابية - أي ليس المرض نفسه - تتراوح بين ٣٠ و٣٨%، ووجدنا النسبة في الريف تزيد علي الحضر، حيث كانت ٣٨%، وفي الحضر ٢٨%، وكانت نسبة المصابين نحو ٤% من مجموع الشعب.
* وما أصعب الأمراض النفسية..؟
- الاكتئاب الحاد هو أشد الأمراض وأكثرها ألماً، ونسبته تصل إلي ١٤٠ مليون شخص علي مستوي العالم، وفي مصر نحو ١.٥ مليون شخص، وهذا المرض الأكثر ألماً للمرأة بعد مرض القلب، ورقم (٥) بالنسبة للرجل، ولهذا يأتي هذا المرض بعد السرطان مباشرة من حيث أكثر الأمراض ألماً،
فإذا عُولج الشخص من الاكتئاب يتحالف مع الشيطان للعلاج من أي مرض، حتي لو كان السرطان، وللعلم الذي يجعل أي مريض بمرض عضوي ويقدم علي الانتحار هو الاكتئاب وليس المرض نفسه.
* وما نسبة الانتحار حال الإصابة بالاكتئاب..؟
- نسبة الانتحار تصل إلي ١٥%، وهذه النسبة لا توجد مثلاً في السرطان، وهناك مقولات كثيراً ما تتردد حول الإنسان الذي يقدم علي الانتحار مثل «إنت ماعندكش إيمان كفاية»، هذا الكلام خاطئ، فالاكتئاب يسلب الإيمان، وأتذكر منذ سنوات كنت أشارك في ندوة مع الدكتور سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، والبابا شنودة عن (قتل الرحمة) عقدت في مراكش، وأجمع الاثنان علي أن المنتحر مصيره جهنم،
فسألتهما عن المريض، خاصة المكتئب، فأكدا أن الاكتئاب ضعف إيمان، ولكني فسرت لهما أنه مرض، وأن المريض هذا قد أذهب الله عقله وتفكيره فكيف يحاسب، فتفهما الموقف واعتبرا من يقوم بذلك لن يحاسب عليه، ولا يوجد مكتئب مسلم أو مسيحي أو يهودي،
فهو مكتئب فقط، أي لا يستطيع الصلاة، وهناك قضية أخري طلب فيها الشيخ طنطاوي معرفة رأيي وتفسيري لها، وكانت إحدي القضايا الشهيرة عن التحويل إلي جنس آخر، وسألني إذا كان هذا مرضاً أم لا فأجبته بالإيجاب، وتمت العملية، ولكن رفض الأزهر دخول هذا الشخص الجامعة مرة أخري.
ونعود لنسبة المرض في مصر، التي تقدر بنحو ١٦ مليون مريض نفسي أي حوالي ٢٠%، ومن يعالج منهم ليس كثيراً، وهذه هي المشكلة الأبدية في مصر، حيث كل اهتمامات وزارة الصحة تركز علي مستشفيات الخانكة والعباسية والمعمورة،
وهذه المستشفيات يدخلها نحو «نصف في المائة» من هذه النسبة، والباقي يتواجدون بيننا، ويعالج بعضهم لدي أطباء الباطنة، ولا أحد يفهم سواء أكان وزيراً أم غفيراً أن بيننا مرضي يحتاجون للعلاج غير الموجودين بالمستشفيات الحكومية.
* وما الأمراض التي تُعاني منها هذه النسبة..؟
- أكثرها انتشاراً «القلق النفسي»، وهذا مؤلم للغاية، نشعر به مثلاً أثناء دخول امتحان أو مقابلة مع شخص مهم، لكن هذا يكون موجوداً باستمرار عند المريض به دون سبب، وهناك خوف من المرض أو الموت أو ألزهايمر، وأعراض الوسواس القهري، فتأتي للإنسان أفكار وطقوس يعلم أنها خاطئة، لكنها تُسيطر عليه،
وإذا ذهب هذا الإنسان إلي شيخ مثلاً، سيقول إنه الشيطان، وللعلم لغتنا العربية هي الوحيدة التي تُطلق علي الشيطان (الوسواس الخناس)، إذن الوسواس القهري يعني «مرض»، ومنهم من يظل يتوضأ أكثر من ساعة، وهناك الأمراض التحويلية أو الهستيرية والتي تأتي نتيجة مشاهدة منظر سيئ مثلاً، أو الخوف الشديد من شيء، ومن الأمراض أيضاً الهذيان وهو يصيب الشيوخ والعجائز،
بحيث يفقد القدرة علي تمييز الخطأ والصواب وتجعله لا يدرك الزمن، وهناك أمراض في المخ أو الكبد أو الكلية قد تؤدي إلي أعراض نفسية وعقلية، وأمراض الشيخوخة وألزهايمر تتبع الطب النفسي، فهناك ٤٤٤ مرضاً نفسياً توجد في التصنيف العالمي وفقاً لدراسات منظمة الصحة العالمية.
* وهل للاكتئاب أنواع؟
- بالطبع، فهناك نحو ٤٢ نوعاً من الاكتئاب، منها ما يتصل بالأمراض العضوية، فمثلاً ٤٠% ممن يصابون بجلطات في المخ أو القلب معرضون للاكتئاب، ونحو ٣٠ إلي ٤٠% من المصابين بالسرطان يأتي لهم اكتئاب مصاحب، بالإضافة إلي الاكتئاب الجسيم الذي يصاحبه أعراض مستمرة كالإحساس بالدونية أو الغباء، أو أن النجاح وليد الصدفة، وهذا النوع يعد أحد أنواع الاكتئاب الكيميائي الشديد جداً، وعكسه الهوس أو المرح، وهو نشاط وكلام وصراحة زائدة أو سلوك زائد،
والخوف يعد أحد أنواع الاكتئاب أيضاً، ومنه الخوف من الأماكن المرتفعة أو الضيقة أو المغلقة، ففي الأماكن المغلقة كالطائرة مثلاً يحدث زيادة في التنفس ويتم طرد ثاني أكسيد الكربون، فيتغير الدم ويكون قلوياً وعلي إثره يقل الكالسيوم فيشعر الإنسان بما يشبه الشلل فتزيد ضربات القلب، وهناك نوع يسمي (الرُهاب الصومعي) (رُهاب الساحة) وهو الخوف من الأماكن الواسعة، لكن أشد أنواع الخوف هو الخوف الاجتماعي، والذي يطلق عليه البعض (الحياء)،
وهذا قد يجعل الإنسان يصل ليكون شخصية اجتنابية، ولا يحب الاختلاط بالآخرين، حتي لا يقولوا كلمة تجرح مشاعره أو تُهين كرامته، ويوجد فرق بين الخجل والحياء والرُهاب الاجتماعي، فهذا مرض داخل الإنسان وهو يرغب في الاختلاط بالآخرين لكنه لا يستطيع، مثل الشباب في البلاد الإسلامية وخوفهم من التحدث مع الجنس الآخر بسبب تربيتهم الإسلامية.
* يقال إن الاكتئاب مرض المثقفين والمفكرين والكتاب، فما العلاقة إذن بين الاكتئاب والعمل الإنساني والفكري..؟
- الاكتئاب يزيد بالفعل عند المهنيين خاصة الكتاب والمثقفين، ولكن ليس معني ذلك أنه لا يظهر لدي الأشخاص العاديين، فهناك نوع له علاقة بالإبداع والفن ويسمي (ثنائي القطب)، والذي يظهر لديه هذا النوع نجد لديهم الإبداع والابتكار أكثر من غيرهم،
فالله يخلق الإنسان قد يكون «عقله» يعطي عبقرية وإبداعاً أو يعطي الانبساط - الاكتئابي، ومن أكثر الأمثلة علي ذلك الفنانة داليدا، حيث كانت ذائعة الصيت وناجحة، لكنها انتحرت بسبب ذلك النوع، وكذلك (أرنست هيمنجواي)، وهو الوحيد الذي حصل علي نوبل مرتين وانتحر بالرصاص.
* وهل كانت سُعاد حسني تُعاني من ذلك الاكتئاب.؟
- سُعاد حسني أصيبت باكتئاب شديد في أواخر أيامها، حيث كان مظهرها يبدو غريباً، وعرضت عليها العلاج مجاناً، إلا أنها رفضت، وأكدت أنها لن تعود إلي هيئتها السابقة، وبعدها دخلت أحد المستشفيات في لندن ويقال إن دخولها كان بمساعدة أحد الأمراء العرب، إلا أنها لم تستجب للعلاج، والله أعلم بما حدث بعد ذلك.
* وكيف نفرق بين المريض النفسي ومريض الاكتئاب..؟
- الاكتئاب يكون بتغيير في سلوك الحياة، كرسوب طالب مجتهد أو صمت شخص خفيف الظل، أو تبول طفل علي نفسه ليلاً فجأة، أو رفضه الذهاب إلي المدرسة بسبب الخوف منها، وقد يكون هذا بداية اكتئاب الطفولة، والاكتئاب يجعل الإنسان لا يستطيع التركيز، وينهي علاقات الأصدقاء وعلاقات الزوجية، ويجب معرفة أن هناك سوء استخدام لكلمة الاكتئاب، فمن يعلن مثلاً أنه كان سينتحر بالأمس ولكنه تراجع فهذا ليس مكتئباً، وإنما هذا يسمي (ذبذبات مزاجية)، ويجب أن يعي الإنسان ذلك ولا يذهب للطبيب النفسي، فهي ليس لها علاج.
* هل كل الأمراض النفسية لها علاج؟
- للعلم العلاج النفسي أفضل من أي علاج آخر، فمثلاً مرضي السكر والضغط والكبد والكلي لا يمكن شفاؤهم من المرض تماماً، لكن قد تقل الأعراض، أما المريض النفسي فيشفي تماماً، وجميع النتائج التي ظهرت علي مدار الـ٤٠ عاماً الماضية في الطب النفسي أثبتت أن هناك تحسناً أفضل كثيراً من الأمراض العضوية، فالأمراض النفسية عضوية أيضاً ومركزها المخ، وليس مرضاً غيبياً، وكلمة نفسي تعني «روح»، والأمراض النفسية تشمل الاضطراب في التفكير والسلوك والعواطف.
* وما الفرق إذن بين المرض النفسي والمرض العقلي؟
- قديماً كان هناك فرق بينهما، لكن الآن أصبح الاثنان تحت مسمي الطب النفسي، وللعلم فكلمة (مجنون) ليست طبية بل هي كلمة قضائية، وجاءت في المادة ١٤٢ من قانون العقوبات، التي تنص علي ألا يتحمل مسؤولية الجريمة من لديه عاهة في العقل أو اضطراب في الإدراك بسبب جنون، فهذا اللفظ لم يذكر في الكتب العلمية الطبية.
وهناك كلمة (التخلف العقلي) ونسبتها تتراوح بين ٢ و٣% من الشعب المصري، وهذا المسمي تم تغييره مرتين، الأول سموه (عجز تعليمي) وبعدها غيروه إلي (عجز معرفي)، ومن رأيي أن يتم قياس حضارة الأمم بعنايتها بالضعيف وهو الطفل والمسن، ولا نقيسها بقوة السلاح أو المال.
* وكيف يتم ذلك؟
- الأمة غير الحضارية هي التي لا تقدم خدمات للمسنين، ففي المدن الأوروبية المواطن الذي تعدي سن الستين يسمي (مواطن متميز)، ويحصل علي الكثير من الخصومات علي السلع وتذاكر الطيران والسينما، ويركب المواصلات مجاناً، فلابد أن يكون هناك احترام للكبير ومراعاة للصغير، فمستشفي سرطان الأطفال مثلاً كم سيعالج من الأطفال المرضي،
فالدولة تحولت إلي مستثمر، وهذا يعني أنها ستبحث عن المكاسب وتقلل من الخسائر، وهو ما يعني أنها لن تنفق علي المواطنين وإنما ستأخذ منهم، وهذه هي فلسفة الشركات، وأيضاً عندما يعلن وزير الصحة أن أسوأ مستشفي في مصر هو شبرا الخيمة وهو في الوزارة منذ ٣ سنوات، فبم نجيب، هذا المكان لا يوجد فيه لا تعليم ولا علاج للفقير.
* إذن كيف تري العلاج النفسي التابع لوزارة الصحة، خاصة أن لك دوراً في مشروع القانون الذي توضع بنوده حالياً؟
- الدكتور ناصر لوزا لم يعمل في مستشفي حكومي من قبل، ولم يدرس في الجامعة أو يصدر بحثاً، ولا يعرف معني (فقير)، فكيف يكون مسؤولاً عن الصحة النفسية لفقراء مصر، وعندما تم تعيينه استعان بالقانون الإنجليزي بالرغم من عدم صلاحيته أو اتفاقه مع الطبيعة المصرية، ولهذا اعترضت علي بنود القانون،
ووقعت أنا ولوزا منذ عدة أيام علي تغييره في الجمعية المصرية للطب النفسي وأرسلنا التعديلات لوزير الصحة ليتم إرسالها إلي مجلس الدولة لمراجعتها وتغيير البنود إذا لزم، علي أن يرسل إلي لجنة الصحة في مجلس الشعب للموافقة عليه، وأود أن أسأل الوزير لماذا ترك جميع الكفاءات التي تعمل في مصر وعين لوزا، والصحة النفسية ليست الوحيدة،
فهناك سيارات الإسعاف الجديدة، التي عالجت ١٢٠٠ شخص كانوا في حوادث علي المحور ومارينا، فمن يصدق ذلك، سيارات إسعاف لمارينا، فأين جرجا وقويسنا، وماذا فعل حاتم الجبلي خلال ٣ سنوات في الوزارة؟! وهذا لا يعني أنه سيئ، ولكنه لم يفعل شيئاً يذكر، فالمشكلة أنه لا يوجد استراتيجية لأي شيء،
فلدينا سلوك رد الفعل فقط، نحن نعيش اليوم بيومه،
فسلوك الوزراء - ومعظمهم رجال أعمال - مختلف عن السياسي المسؤول عن الأغلبية، فالسياسي هو المسؤول عن الأغلبية الصامتة التي تعطي الأصوات في الانتخابات، ولكن الوزراء الحاليين غير محتاجين للشعب.
 
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-10-2008, 12:56 PM
الشافعى الصغير الشافعى الصغير غير متواجد حالياً
لا تهاجم الناجح وتمتدح الضعيف .. لا تنتقد المجتهد الذي يعمل وتربت علي كتف الكسول
 




افتراضي

الدكتور أحمد عكاشة في ندوة بـ «المصرى اليوم» (٢-٢): عبدالناصر عولج نفسياً بعد النكسة علي يد طبيب نمساوي.. ولم يكن «سيكوباتياً» أو مصاباً بـ«البارانويا»

أعدتها للنشر وفاء بكري
كشف الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي، عن أن الرئيس جمال عبدالناصر تلقي علاجاً نفسياً علي يد أحد الأطباء النمساويين عقب نكسة ١٩٦٧، مؤكداً أن عبدالناصر أصيب باكتئاب، ولم يكن مصاباً بالبارانويا، وكذلك لم يكن سيكوباتياً.
وقال عكاشة - في الجزء الثاني من الندوة التي عقدها بـ«المصري اليوم»: وفقاً للطب النفسي، فإن عبدالناصر كان يتمتع بما يسمي «الذكاء العاطفي» أو الجاذبية الجماهيرية، وهي القدرة علي نقل الانفعالات والعطف والإخلاص للآخرين، موضحاً أن شقيقه المفكر والسياسي ثروت عكاشة، كان وراء عدم مساس «ناصر» بعائلة «أبوالفتح» بعد خروجها من مصر، خاصة أن أحمد أبوالفتح كان زوج شقيقتهما.
وعن تحليله للأوضاع السياسية في مصر والعالم العربي، ولشخصيات الزعماء والوزراء، قال عكاشة: «إن مصر تسير بسياسة رد الفعل، ووزراءها مصابون باضطراب هوية»، وأنه رصد في أحدث دراساته ٢٠ نقطة عن أسباب تدهورها، مؤكداً أن الوجود المستمر في السلطة سبب الركود وجمود القرارات، وأن ما قاله سيف الإسلام القذافي عن توحد الحكام العرب مع كراسيهم صحيح.
وإلي نص الندوة..
* هل يعني هذا أن الوزراء في مصر يعانون مرضاً نفسياً..؟
- أعتقد أنهم يعانون «اضطراب هوية»، فقد كانوا ناجحين جداً في عملهم، وعندما شغلوا بعض المناصب الوزارية لم ينجحوا بنفس درجة النجاح السابق، فحدثت لهم أزمة هوية، وأشك أنهم بعد أن أصبح لديهم المال والنفوذ والسلطة أصبحوا أكثر سعادة.
فالآن لا يوجد وزير عبقري ولكنه كان كذلك قبل الوزارة، أثناء حكومة الدكتور عاطف صدقي عُرضت علي الوزارة ولكني رفضت وسألته بعض الأسئلة التي أعتبرها غريبة ومنها: لو جئت وزيراً هل سأنجح بشكل أكبر من مهنتي كرئيس لأطباء العالم النفسيين؟ فأجاب ضاحكاً: لا بالطبع، وسألته عن المدة التي سأمضيها في الوزارة وكم سأكسب، فضحك أيضاً، وأعتبر رفضي هبة من الله عز وجل، فالابتعاد عن السلطة أفضل خاصة أنها تغير الشخصية.
* وماذا عن الزعماء العرب؟
- أعتقد أن ما قاله (ابن القذافي) وضح ذلك جليا، فقد أكد أن الزعماء العرب توحدوا مع المكان طوال فترة حكمهم، وأن جميعهم يريدون استكمال أبنائهم مسيرتهم، لكنهم يدعون عكس ذلك، ويدعون أيضًا أن هناك ضغوطًا شعبية تجبرهم علي تولي أبنائهم زمام الأمور.
* وماذا يعني «التوحد» مع الكرسي؟
- الاعتقاد بأن رأيك هو الصحيح، وأن رسالتك شبه سماوية، ولا تستطيع أن تتقبل أي حوار به نوع من المساس بشخصيتك، وتتجه كل الأفكار بعد مدة معينة إلي العمل علي البقاء في السلطة، ففي النظام الشمولي دائمًا نجد الحاكم يخدع نفسه ويخدع الناس، ومن الممكن أن يذهب للصلاة في الأعياد ويقبل الأطفال ويقوم بإعدام معارض في نفس الوقت وقد يكون قريبًا منه، فلا ننسي أن تيتو والحبيب بورقيبة قاما بحبس زوجتيهما.
* وهل المتوحد مع السلطة من الصعب أن يتنازل عنها لابنه؟
- نعم، ولم يحدث في التاريخ عكس ذلك، والدليل مثلاً الملكة اليزابيث، تعدت ٨٠ عامًا، وترفض التنازل لابنها الذي تخطي الـ ٦٠ عامًا.
* وهل أمراض السلطة تظهر أعراضها قبل الوصول للسلطة أم بعده؟
- ليس أي سلطة، ولكن لو زادت علي مدة معينة، فهناك كثيرون يحكمون لفترات ويخرجون من السلطة بأحسن من ذي قبل، فإذا كان الحاكم سياسيا مخضرمًا يتولي السلطة ويخرج منها بسهولة، لكن إذا كان معينًا وليس سياسيا يصاب بالصدمة، ومن النادر أن يكون السياسي «شموليا»، فالشمولي هو من قام بانقلابات.
* ولكن هل يصيبه التوحد نتيجة إصابته بأمراض نفسية معينة قبل السلطة؟
- لا، فقد يكون غير قادر علي إعطاء المزيد، فمثلاً إحدي الشركات الأمريكية الكبيرة يعمل لديها شخص عنده ٤٥ عامًا وناجح جدًا، وتعرض عليه ما يقرب من ٥٠ مليون دولار ليترك موقعه في الشركة، فهم يريدون التجديد دائمًا، ولا يوجد من يبقي طوال العمر، إذن الوجود المستمر يجعل هناك جمودًا وركودًا وعدم قدرة علي اتخاذ قرارات جديدة.
فمصر كلها تسير الآن بسياسة «رد الفعل»، فإذا وقع طفل في البالوعة يتم سد البالوعات، ومنذ فترة قريبة أعلنت الحكومة أن لديها فائضًا من القمح لمدة ٤ شهور هل هذا كلام؟!، من المفروض أن تكون هناك استراتيجية، المثير للدهشة أن جمال مبارك منذ فترة قصيرة أعلن في التليفزيون أن الاقتصاد بدأ في التحسن منذ ٣ سنوات.. يا خبر أبيض.. كنت أود أن أقول له إذن من الذي كان يحكم مصر طوال الـ ٢٥ عامًا الماضية.. «أبويا».
* وما الأمراض التي قد تصيب من تربي في كنف مسؤول ظل في السلطة لفترة طويلة؟
- سيصاب بعدة أمراض منها العزلة التامة عن الأغلبية الصامتة، وعدم التجاوب الانفعالي والمشاعر العاطفية، وانتفاخ الذات حيث إنه لا يوجد من ينتقده، ونحن لدينا في مصر مقولات غريبة ولا نستطيع ترجمتها إلي أي لغة أخري مثل (أحلامك يا فندم أوامر) أو (شخبطة ابنك يا فندم تخطيط للمستقبل)، وبالطبع هذا لا نجده في أي بلد في العالم إلا عندنا، والمثير أنه طوال ٢٧ سنة يوجد رئيس دولة وزوجته وأبناؤهما يقابلوا أي فرد من أفراد الشعب لخوفهم من أشياء كثيرة، والخوف يسلب الإنسان القدرة علي التغيير.
هناك شيء مثير آخر وغريب للغاية، هو ما يعلن عنه في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة عن الشقق والشاليهات في الساحل الشمالي وتصل إلي ٦ ملايين جنيه، رغم أن الذين يستطيعون شراء هذه الشاليهات لا يتعدون الـ ١% وهذا يعد استفزازًا، فمن يري الإعلان يشاهد أمامه حمام سباحة كبيرًا وهو ليس لديه حمام صحي، ففي اليابان مثلاً الرجل يعلم أن ابنه سيتعلم في المدرسة التي أقيمت في المصنع الذي يعمل فيه.
وبالتالي يتوحد مع المصنع، والوزير هناك ينتحر بعد احتراق مدرسة، وهذا لا نجده عندنا، لأنه لا يوجد سياسي واحد، فالجميع تم تعيينه، فهو يعرف من أتي به ومن سيخرجه، ولن يبقيه أحد لأنه أجاد ولن يخرجه أحد لأنه أفسد، وطالما لا توجد شفافية أو مساءلة أو تبادل للسلطة أو العدل، فلن نجد انتماء للبلد، وكثيرًا ما تأتي حالات ليست لديها ثقة في البلد أو انتماء إليها، فالشباب الذي يهاجر، ولا يهتم بالموت أثناء رحلته ليس لديه انتماء لهذا البلد.
* وما تحليلك لشخصية الرؤساء؟
- في فترة لاحقة، قمت بتقسيم الزعماء إلي ٣ أنواع أولها «الملهم»، وهذا يغفر الشعب خطاياه مثل فيدل كاسترو، ثم «النرجسي»، وهو يحب العظمة والظهور مثل ساركوزي وبيرلسكوني، وأخيرًا «الموظف» مثل رؤساء إسرائيل وسويسرا واكوادور.
* وماذا عن الملوك؟
- كل الملكية تتبع النظام الشمولي.
* من الواضح أن لديك تحليلاً للحياة المصرية حاليا؟
- منذ فترة، جاءني شخص من مركز المعلومات في مجلس الوزراء، وقال لي إنهم يحتاجون شخصيات لها فكر خاص حتي ولو كانت من المعارضين، لوضع أسس وخطوات لإصلاح البلد، فطلبت منه فترة من الوقت حتي ألخص الفكرة، فالمعروف أنه كلما اختصرت في الأفكار أصبحت قوة التركيز أعلي وفوق معدلاتها والعكس صحيح.
وأتذكر تشرشل أثناء الحرب عندما أرسل خطابًا إلي إيزنهاور من ورقتين، قال له: «اعتبر أنني متعب» فكان يمكن أن أقول ما أريده في نصف ورقة فقط وإسهابي هذا معناه أنني لا أستطيع التركيز واحتاج للراحة، المهم طلبت منه مهلة ٣ شهور، قمت خلالها بقراءة كتب عديدة وأخذت من بعضها أفكاراً وأضفت أخري من واقع خبرتي، وهذه ظهرت بالفعل مثل قانون الطفل وإلغاء المدعي الاشتراكي، ورأيت أيضًا أن عدم وجود (نائب) حتي هذه اللحظة موضوع خطير جدًا فهذا يعد أنانية مفرطة وكرهًا لمصر.
فالخوف يسيطر علي القيادة في هذا الشأن، وهذا يؤثر علي الإنتاج، خاصة أنه لا توجد هيبة للدولة، ومن ضمن الأفكار أيضًا رصدت ٢٠ نقطة عن أسباب التدهور وهي عدم الإحساس بالمواطنة، وانخفاض درجة التضحية في سبيل الغير والتمركز حول الذات، والفقر، والتفكك الأسري، والهجرة للبحث عن الرزق صباحًا ومساء، البطالة، الإزدحام، حال التعليم، عدم توافر العلاج للأغلبية، والفهم الخاطئ للدين، وعدم الشفافية، وعدم المساءلة، وغياب العدل أو الفرص المتساوية، إضافة إلي السماح بالرشوة العلنية، والغش، وعدم احترام القانون، وتدهور هيبة الدولة، وانتشار الفساد.
فضلاً عن عدم تطبيق القانون، والدستور الذي يتأرجح بين الاشتراكية والرأسمالية و٥٠% عمال وفلاحين، وتحول الدولة إلي قوة بوليسية، وعلي رأس كل ما سبق عدم وجود القدوة سواء في الأسرة أو المدرسة أو الحزب الحاكم، فهذه النقاط يمكن العمل علي حلها في حال وجود القدوة، وبدوري أسألكم عن اسم واحد يعتبره البعض قدوة في مصر.
* ماذا عن علاقتك بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر؟
- عرفت عبدالناصر من خلال تردده علي منزلنا كثيرًا، لمقابلة أخي الدكتور ثروت عكاشة، وأثناء تواجدي في البعثة طلب مني ثروت العودة بناء علي توصية من عبدالناصر، فسألته عن السبب.
فأجاب أنه يشاع أن أحمد أبو الفتح، مؤسس جريدة المصري في الأربعينيات وزوج أختي اشتري لي سيارة كهدية علي جمعي نكات عن عبدالناصر لإصدارها في كتاب، فأكدت له أن هذه السيارة اشتريتها بالقسط وثمنها ٣٠٠ جنيه، والضامن مدير المستشفي، الذي أعمل به، وعندما أخبر الرئيس بذلك قال له: اجعله يكمل دراسته.
وعندما عدت من بريطانيا قابلته مرة وقال لي: (إيه الأمراض النفسية دي، إنت عارف إن الاشتراكية لن تتسبب في وجود مريض واحد؟)، فقلت له: (وهل تعرف أن أكبر نسبة من الأمراض النفسية توجد في الاتحاد السوفيتي حيث لديهم أكبر نسب انتحار؟!)، فرد: وأنا لا أصدق هذا الكلام.
* ألم يكن عبدالناصر مريضًا؟
- بعد النكسة أصيب بالاكتئاب، وهذا ذكر في بعض الكتب بعدها بوقت قصير تقابلت مع أستاذ نمساوي، وأكد لي أنه قابل الرئيس وأعطاه دواء مضادًا للاكتئاب.
* وهل قابله في مصر أم في الخارج؟
- بالتأكيد شخصية مثل عبدالناصر، كان سيحرج أن يقابل طبيبًا نفسيا في مصر.
* كثيرون قالوا إن عبدالناصر انتهي بعد ٦٧؟
- لكنه استطاع أن يخرج منها، والدليل علي ذلك حرب الاستنزاف، حتي خطة السادات للعبور كانت من خطط عبدالناصر.
* وهل تقابلت مع عبدالناصر ولو مرة واحدة كطبيب نفسي؟
- لا، تقابلت معه كصديق لأخي فقط.
* طالما رأيته عن قرب، هل تستطيع تحليله نفسيا؟
- أُشيع عنه أنه (سيكوباتي) وهذا غير صحيح بالمرة، ولم يكن عنده بارانويا أو حب العظمة، ولكن كانت طبيعة الرجل الذي قام بتنفيذ شيء ويريد الاحتفاظ به، ودائمًا كان يفكر في أن مصر لا تستطيع العيش بمفردها ويجب أن يكون العرب بجوارها، فكان مؤمنًا تمامًا بالقومية العربية، ووفقًا لوجهة نظره كانت مصر صغيرة جدًا.
والغريب أن المنطقة العربية بأكملها وبشعوبها كانت تسانده، وكان لديه كاريزما غير طبيعية، ووفقًا للطب النفسي كان يتمتع بما يسمي الذكاء العاطفي أو الجاذبية الجماهيرية وهي القدرة علي نقل الانفعالات وعطفك وإخلاصك للآخرين، النوع الذي يقابله يسمي الذكاء الأكاديمي.
* وما الفرق بينهما؟
- الذكاء الأكاديمي هو أن تعمل وتنجح في عملك،، لكن نجاحك في الحياة يعتمد علي ذكائك العاطفي، و(٧٠%) من الطلاق الموجود في أوروبا بسبب أن الزوجين لا يستطيعان توصيل عاطفتيهما لبعضهما البعض، وإذا أردنا تحليل ذلك علي الرؤساء والزعماء، سنبدأ بمقاييس الذكاء، فمتوسط الذكاء ٩٠ - ١١٠ درجات، والذكي فوق ١٢٠ درجة، والعبقري فوق ١٤٠ درجة، وللعلم لدينا في مصر ما لا يقل عن ٧٥٠ ألف عبقري.
وهي ثروة قومية أهم من النفط، ونعود للرؤساء فنجد أن كيندي كان ذكاؤه ١١٠ درجات، لكن ذكاءه العاطفي عالٍ جدًا، وكارتر كان عبقريا ورجلاً مخلصًا ولكن لم يتمتع بالذكاء العاطفي، أما كلينتون فيتمتع بالاثنين، وعكسه جورج بوش الابن، ولكن من حوله استطاعوا استغلال ما حدث في ١١ سبتمبر.
وفي إحدي المحاضرات سألت الطلاب عن الرؤساء الثلاثة المصريين، وافترض نا أن نسبة ذكائهم الأكاديمي واحدة، فمن منهم يتمتع بالذكاء العاطفي، فأجابوا جميعًا: عبدالناصر، وأعتقد أن الوزراء الحاليين كنظيف أو غالي أو المصيلحي أو فاروق حسني، ليس لديهم أيضًا الذكاء العاطفي، فأهم شيء يسعد الإنسان هو ألا يكون زعيمًا أو وزيرًا.
* نريد العودة إلي علاقتكم بعائلة أبوالفتح خاصة بعد خروجها من مصر في ظل القيود التي فرضت عليها؟
- كنا نزورهم في جنيف، خاصة أن أحمد أبو الفتح زوج أختي، وكان هناك اتفاق مع الرئيس عبد الناصر بعدم المساس بهم، وتم هذا الاتفاق بسبب احترام الرئيس لعهوده.
* هل تري أن الالتحاق بمهن معينة يجب أن يصاحبه تحليل نفسي للشخصية؟
- أتذكر أن صلاح نصر كان يقوم بتأليف كتابين عن الحرب النفسية، وطلب مني الكثير من المراجع للعودة إليها، وعندما قرأها قال إنه لن يلحق أحدًا بالمخابرات إلا بعد إجراء فحص نفسي له، وبالفعل لم يدخل المخابرات طوال ٤ سنوات أي ضابط إلا بعد إجراء الاختبارات النفسية اللازمة، وكنت أعاونه في هذا الشأن، وعندما أنشأ ثروت عكاشة أكاديمية الفنون، قرر ألا يلتحق بها سوي خريجي الجامعة، وجاء بأكبر أساتذة للاختبارات النفسية في مصر والعالم عام ٧٧، وعمل «بطارية» لقبول الناس للفن، فلم يلتحق أحد بالمجموع، ولكن بالاختبارات.
فالثقافة العلمية معناها الانضباط والإتقان في العمل، والإنتاج يكون بالمجموع وليس بالفرد، ويجب أن يكون هناك باستمرار تبادل للمسؤولية في الدولة حتي يوجد تجديد، ولهذا لا أعرف حتي الآن الأسباب وراء خروج الدكتور زويل إلي بعض الدول العربية بعيدًا عن مصر.
* وما تحليك لمظاهر الشماتة والفرح بعد حريق مبني مجلس الشوري؟
- غالبية الشعب المصري تشعر بأن النظام الحاكم لا يمثلهم وأنهم لا يحصلون علي حقوقهم أو راحتهم، فالشعب عندنا (مغلوب علي أمره)، وفي الخارج يستطيع أي شعب أن يعترض ويقوم بمظاهرات أو يقوم برفع دعاوي قضائية، والشعب المصري عندما يجد ما يمكن تفسيره بأنه انتقام اللّه من الحكومة لابد أن يتعاطف مع هذا الانتقام الإلهي، لا سيما أن المسؤولين في الحكومة يتعاملون مع هذه الحوادث باعتبارها قضاء وقدر.
* تقوم بدراسة عن الضمير العام.. فماذا عنها؟
- الضمير العام هو ضمير الشعب، بينما الضمير الخاص هو ضمير كل فرد علي حدة، فالطفل في المدرسة ينشأ في الضمير العام، والبنت الصغيرة عندما ترتدي الحجاب في المدرسة تكون قد انتمت للضمير العام أيضًا، فهناك امتثال تام لهذا، بعد ذلك تأتي النخبة لتمتد وتتجاوز هؤلاء المواطنين، وبعدها أضع رأيي وضميري الخاص لأفكاري الخاصة، وبالتأكيد إذا نشأ الفرد في جو صحي يكون له ضمير خاص.
* نريد معرفة معني الصحة النفسية وهل تختلف عن المرض النفسي أم لا؟
- الصحة النفسية هي أن تعمل وتحب بكفاءة وإخلاص، وأريد أن أضع أمامكم بعض الأشياء والنقاط لتقولوا هل هذه الأشياء موجودة في مصر أم لا، فهل يوجد في مصر من يعمل وينتج ويحب من حوله، هناك أيضًا التواكب بين القدرات والتوقعات فهي إذا عملت بحق وضحيت تأخذ حقك، وكثيرون في مصر يأخذون بلا أي مجهود.
إضافة إلي القدرة علي الصمود أي التكيف مع الضغوط، والمصري الآن يكسر من أي شيء، فضلاً عن أن يكون لنا دور في المجتمع ونشعر بآدمية ومساعدة الغير، فكل ما سبق هو تعريف منظمة الصحة العالمية للصحة النفسية، وهذا غير موجود في مصر، وقال الدكتور بطرس غالي، عندما كان أمينًا عامًا للأمم المتحدة إن الدول النامية تحتاج إلي الصحة النفسية أكثر من البلاد الصناعية، فلا يمكن أن يكون هناك إنتاج وانتماء دون صحة نفسية، وأخذنا مقولته شعارنا في جمعية الطب النفسي.
* قلت إن هناك ١٦ مليون مصري مرضي نفسيون، فكم يمكن أن يصل هذا الرقم في مصر خلال المرحلة المقبلة؟
- للعلم مثل هذا الرقم موجود في كل بلاد العالم، لكن الفرق أن هذه البلاد تحسن صحتها النفسية وتعالجها، فكثير من أمهاتنا لديهن اكتئاب لكن الناس يقولون عنهن (بتاعة ربنا)، فأخشي أن يتسبب العجز واليأس في عدوان أو لا مبالاة أو اكتئاب وقلق وذلك من كثرة الكرابيج والألم والمعاناة، فعدم الانتماء ينعكس علي كل المشاعر والعلاقات الإنسانية.
 
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator


الساعة الآن 09:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.