انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-28-2008, 08:16 PM
سلسبيله هارون سلسبيله هارون غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Tamayoz الايمان بالقدر

 

بسم الله الرحمن الرحيم
استغفر الله الذى لا اله الا هو الحى القيوم واتواب اليه
لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
الإيمان بالقدر
معنى القدر:
شاء الله أن يخلق الخلائق وقضى أن تكون بأقدار وأوصاف محددة، قال تعالى: ( وخلق كل شيء فقدره تقديرا ) سورة الفرقان 2
" فقدره ": فهيأه لما يصلح له ويليق به بإحكام وإتقان بديع.

وهو العليم بما سيكون في مخلوقاته فأمر القلم أن يكتب في اللوح المحفوظ ، ما هو كائن إلى يوم القيامة، قال تعالى: ( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير ) سورة الحج 70
وكل ما في الوجود من حركات وسكنات ما يشاء إنما هو كائن بمشيئة الله سبحانه قال تعالى:
( يخلق وهو العليم والقدير) سورة الروم 54
ولا يحدث شيء إلا بقدرة الله ومشيئته قال تعالى:
( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً * إلا أن يشاء الله ... ) سورة الكهف 23 – 24
فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

الإيمان بالقدر :
والإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان كما بينه الرسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل بقوله: ( و أن تؤمن بالدر خيره وشره ) ولا يستطيع الإنسان أن يحيط علماً بأسرار اله سبحانه، إلا إذا كان علمه كعلم الله – وهذا أمر مستحيل – ألا ترى إلى ما يقوم به الأطباء و الخبراء و المهندسون من أعمال ، لا يعرف غيرهم تمام الحكمة منها إلا من بلغ في علمه درجة علمهم.
ولو رأى الجُهَّالِ مثلا طبيباً يفتح بطن مريض ويقص الأمعاء ، لكان من أشد الناس اعتراضاً، لكنه عند ما يعرف أن الطبيب حكيم في تصرفاته خبير في عمله فإنه يتنازل عن رأيه واعتراضه معترفاً بجهله أمام علم الطبيب.
والمؤمن يعرف لربه الكمال الأعلى فتراه مؤمناً بأن كل عمل لا يحدث إلا وله حكمة ، وإذا غابت عنه الحكمة الإلهية في أمر من الأمور جهله أمام علم الله وترك الاعتراض على الحكيم ، الخبير ، العليم ، القائل: ( لا يُسأل عما يفعل وهو يُسألون ) سورة الأنبياء 23
من ثمار الأيمان بالقدر :
من آمن أن الله خلق كل شيء بقدر تراه حريصاً على معرفة أقدار الخير ليدفع بها أقدار الشر، فهو يدفع قدر الجوع بقدر الطعام ، وقدر المرض بقدر الدواء وقدر الفقر بقدر السعي في طلب الرزق.
ومن آمن بقدر الله سبحانه تراه لا يأسى على ما فاته ، ولا يصيبه اليأس بسب كثرة المصائب ولا يفتخر أو يتكبر مهما أوتي من حظوظ ، مؤمناً بقوله تعالى:
( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مُختال فخور ) سورة الحديد 22 - 23
" نبرأها": نخلقها
" لا تأسوا": تحزنوا
" ولا تفرحوا": فرح بطر واختيال.
" مختال": متكبر مباه متطاول بما أوتي من فضل الله .

ومن آمن بقدر الله سبحانه وقدرته ومشيئته ، وعرف عجزه، وحاجته إلى خالقه ، تراه صادقاً في توكله على ربه يأخذ بالأسباب التي قدر الله أقدارها ، ويطلب من ربه العون على ما أعجزه منها ، يردد في يقين قول الله : ( قل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون) سورة التوبة 51

إلى أعلى الصفحة
من كتاب الإيمان
للشيخ: عبد المجيد الزنداني

:ozkorallah: :anotherone:
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-29-2008, 04:41 AM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

بارك الله فيك
جعله الله في ميزان حسناتك
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-29-2008, 10:15 PM
راشا رمضان راشا رمضان غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

سبحان ربى وبحمده... سبحان ربى العظيم
بورك في حبيبتى وجعله فى ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-29-2008, 10:45 PM
رحمتك يارب رحمتك يارب غير متواجد حالياً
(رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
 




افتراضي

سبحان ربى وبحمده... سبحان ربى العظيم
بورك في حبيبتى وجعله فى ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-30-2008, 12:32 AM
أم البراء أم البراء غير متواجد حالياً
.:: لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ::.
 




افتراضي

بارك الله فيكِ
وجعله في ميزان حسناتكِ

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-30-2008, 04:20 AM
سلسبيله هارون سلسبيله هارون غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم وغفر لكم وفرح قلوبكم واسعدكم الله فى الدارين

اختى ام سراج واختى راشا رمضان واختى ام يوسف واختى ام البراء انى احبكم فى الله

يشرفنى وجودكم فى صفحتىدائما
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-30-2008, 05:02 AM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بارك الله فيكم و لي عودة إن شاء الله
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07-30-2008, 05:31 AM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


هذه مجموعة من أقوال أئمة أهل السنة في القدر كما وجدت في كتب العقائد و لعل الأمر يلتبس على بعض الإخوة فنتبع إن شاء الله هذه الأقوال بالشرح في مشاركة أخرى

قال الإمام الحميدي

السنة عندنا :

أن يؤمن الرجل بالقدر خيره وشره ، حلوه ومره ، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأن ذلك كله قضاء من الله عزوجل .


قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب{عقيدة الفرقة الناجية}

وأومن بأن الله فعال لما يريد ، ولا يكون شيء إلا بإرادته ، ولا يخرج شيء عن مشيئته ، وليس شيء في العالم يخرج عن تقديره ولا يصدر إلا عن تدبيره ، ولا محيد لأحد عن القدر المحدود ، ولا يتجاوز ما حط له في الوح المسطور .

قال الإمام ابن أبي زيد{العقيدة القيروانية}

والإيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، كل ذلك قد قدره الله ربنا ومقادير الأمور بيده، ومصدرها عن قضائه ن علم كل شيء قبل كونه، فجرى على قدره، لا يكون من عباده قول ولا عمل إلا وقد قضاه وسبق علمه به ألا يعلم من خلق وهواللطيف الخبير، يضل من يشاء فيخذله بعدله، ويهدي من يشاء فيوفقه بفضله، فكل ميسر بتيسيره إلى ما سبق من علمه، وقدره من شقي أوسعيد، تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد، أويكون لأحد عنه غنى، خالقا لكل شيء، ألا هورب العباد، ورب أعمالهم، والمقدر لحركاتهم وآجالهم.


قال الإمام أحمد

الإيمان بالقدر خيره وشره ، والتصديق بالأحاديث فيه ، والإيمان بها ، لا يُقال لِـمَ ولا كيف ، إنما هو التصديق والإيمان بها ، ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كُـفِيَ ذلك وأُحكِمَ له ، فعليه الإيمان به والتسليم له ، مثل حديث " الصادق المصدوق " ومثل ما كان مثله في القدر

قال الإمام أبو بكر الإسماعيلي{إعتقاد أئمة الحديث}



ويقولون إن الخير والشر والحلو والمر ، بقضاء من الله عز وجل ، أمضاه وقدره ، لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله ، وإنهم فقراء إلى الله عز وجل ، لا غنى لهم عنه في كل وقت .

قال الصابوني{عقيدة السلف أصحاب الحديث}
ويشهد أهل السنة ويعتقدون أن الخير والشر والنفع والضر بقضاء الله وقدره، لا مرد لهما، ولا محيص ولا محيد عنهما، ولا يصيب المرء إلا ما كتبه له ربه، ولو جهد الخلق أن ينفعوا المرء بما لم يكتبه الله له. لم يقدروا عليه، ولو جهدوا أن يضروه بما لم يقضه الله لم يقدروا. على ما ورد به الخبر عن عبد الله بن عباس عن الني صلى الله عليه وسلم. وقال الله عز وجل: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وإن يردك بخير فلا راد لفضله).

ومن مذهب أهل السنة وطريقهم مع قولهم بأن الخير والشر من الله، وبقضائه، لا يضاف إلى الله تعالى ما يتوهم منه نقص على الإنفراد، فلا يقال: يا خالق القردة والخنازير والخنافس والجعلان، وإن كان لا مخلوق إلا والرب خالقه، وفي ذلك ورد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح " تباركت وتعاليت، والخير في يديك، والشر ليس إليك " ومعناه والله أعلم والشر ليس مما يضاف إليك إفرادا وقصدا، حتى يقال لك في المناداه: يا خالق الشر أو يا مقدر الشر، وإن كان هو الخالق والمقدر لها جميعا، لذلك أضاف الخضر عليه السلام إرادة العيب إلى نفسه، فقال: فيما أخبر الله عنه في قوله: (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون ي البحر، فأردت أن أعيبها) ولما ذكر الخير والبر والرحمة أضاف إرادتها إلى الله عز وجل فقال: (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما، ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك) ولذلك قال مخبرا عن إبراهيم عليه السلام أنه قال: (وإذا مرضت فهو يشفين) فأضاف المرض إلى نفسه، والشفاء إلى ربه، وإن كان الجميع منه.

ومن مذهب أهل السنة والجماعة أن الله عز وجل مريد لجميع أعمال العباد خيرها وشرها، لم يؤمن أحد إلا بمشيئته، ولم يكفر أحد إلا بمشيئته، ولو شاء لجعل الناس أمة واحدة، ولو شاء أن لا يعصى ما خلق إبليس فكفر الكافرين وإيمان المؤمنين بقضائه سبحانه وتعالى وقدره، وإرادته ومشيئته، أراد كل ذلك وشاءه وقضاه، ويرضى الإيمان والطاعة،ويسخط الكفر والمعصية، قال الله عز وجل: (إن تكفروا فإن الله غني عنكم، ولا يرضى لعباده الكفر، وإن تشكروا يرضه لكم).


قال الإمام الطحاوي{العقيدة الطحاوية}

وأصل القدر سر الله في خلقه، لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل. والتعمق والنظر في ذلك ذريعة للخذلان وسلم للحرمان ودرج الطغيان. فالحذر كل الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة. فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه ونهاهم عن مرامه كما قال تعالى في كتابه: {لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون}، فمن سأل: لم فعل؟ فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين.

فهذه جملة ما يحتاج إليه من هو منور قلبه من أولياء الله تعالى، وهي درجة الراسخين في العلم، لأن العلم علمان: علم في الخلق موجود، وعلم في الخلق مفقود. فإنكار العلم الموجود كفر، وادعاء العلم المفقود كفر. ولا يثبت الإيمان إلا بقبول العلم الموجود وترك طلب العلم المفقود.

ونؤمن باللوح والقلم، وبجميع ما فيه قد رقم. فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء قد كتبه الله تعالى فيه أنه كائن ليجعلوه غير كائن لم يقدروا عليه، ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله تعالى فيه ليجعلوه كائنا لم يقدروا عليه. جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، وما أخطأ العبد لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليخطئه.

وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه، فقد ذالك تقديرا محكما مبرما ليس فيه ناقض ولا معقب، ولا مزيل ولا مغير. ولا ناقص ولا زائد من خلقه في سماواته وأرضه، وذالك من عقد الإيمان وأصول المعرفه والإعتراف بتوحيد الله تعالى وبربوبيته،كما قال تعالى في كتابه: {وخلق كل شيْ فقدره تقديرا}، وقال تعالى: {وكان أمر الله قدرا مقدورا}.

فويل لمن صار لله تعالى في القدر خصيما، وأحضر للنظر فيه قلبا سليما، لقد إلتمس بوهمه في فحص الغيب سرا كتيما. وعاد بما قال فيه أفاكا أثيما.



قال الإمام ابن قدامة{لمعة الإعتقاد}

ومن صفات الله تعالى أنه الفعال لما يريد، لا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره ولا يصدر إلا عن تدبيره، ولا محيد عن القدر المقدور، ولا يتجاوز ما خط في اللوح المسطور، أراد ما العالم فاعلوه ولو عصمهم لما خالفوه، ولو شاء أن يطيعوه جميعا لأطاعوه، خلق الخلق وأفعالهم، وقدر أرزاقهم وآجالهم، يهدي من يشاء بحكمته، قال الله تعالى: {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون}، وقال الله تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}، وقال تعالى: {وخلق كل شيء فقدره تقديرا} وقال تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها}، وقال تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا}.

وروى ابن عمر أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (ما الإيمان؟) قال: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره))، فقال جبريل: (صدقت). رواه مسلم.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره)).

ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم - الذي علمه الحسن بن علي يدعو به في قنوت الوتر -: ((وقني شر ما قضيت)).

ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك أوامره واجتناب نواهيه، بل يجب أن نؤمن ونعلم أن لله علينا الحجة بإنزال الكتب وبعثة الرسل، قال الله تعالى: {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}.

ونعلم أن الله سبحانه وتعالى ما أمر ونهى إلا المستطيع للفعل والترك وأنه لم يجبر أحدا على معصية ولا اضطره الى ترك طاعة.

وقال الله تعالى {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}، وقال تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم}، وقال تعالى: {اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم}، فدل على أن للعبد فعلا وكسبا يجزى على حسنه بالثواب وعلى سيئه بالعقاب وهو واقع بقضاء الله وقدره.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية{العقيدة الواسطية}

وتؤمن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره، والإيمان بالقدر على درجتين، كل درجة تتضمن شيئين:

فالدرجة الأولى: الإيمان بأنّ الله تعالى عليم بما الخلق عاملون، بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلا وأبدا، وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال، ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق.

فأول ما خلق الله القلم، قال له: (اكتب) قال: (ما أكتب؟) قال: (اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة)، فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه جفت الأقلام وطويت الصحف، كما قال تعالى: {ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير} وقال: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير} وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة وتفصيلا، فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء، وإذا خلق جسد الجنين قبل خلق الروح فيه بعث إليه ملكاً فيؤمر بأربع كلمات فيقال له: (اكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد ونحو ذلك)، فهذا التقدير قد كان ينكره غلاة القدرية قديماً ومنكروه اليوم قليل.

وأما الدرجة الثانية: فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة، وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه ما في السماوات وما في الأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله سبحانه، لا يكون في ملكه ما لا يريد، وأنه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات، فما من مخلوق في الأرض ولا في السماء إلا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه.

ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته، وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، لا يحب الكافرين، ولا يرضى عن القوم الفاسقين، ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يحب الفساد.

والعباد فاعلون حقيقة والله خالق أفعالهم، والعبد هو المؤمن والكافر، والبر والفاجر، والمصلي والصائم، وللعباد القدرة على أعمالهم ولهم إرادة، والله خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم، كما قال الله تعالى: {لمن شاء منكم أن يستقيم، وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين} وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الأمة، ويغلو فيها قوم من أهل الإثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره، ويخرجون عن أفعال الله وأحكامه حكمها ومصالحها.

قال ابن أبي عاصم

ومما اتفق أهل العلم على أن نسبوه إلى السنة :


القول بإثبات القدر ؛ وإن الاستطاعة مع الفعل للفعل ، والايمان بالقدر خيره وشره وحلوه ومره ، وكل طاعة مع مطيع فبتوفيق الله له ، وكل معصية من عاص فبخذلان الله السابق منه وله ، والسعيد من سبقت له السعادة ، والشقي من سبقت له الشقاوة ، والأشياء غير خارجة من مشيئة الله وإرادته ، وأفعال العباد من الخير والشر فعل لهم ، خلق لخالقهم .

قال صديق خان{قطف الثمر}

والإيمان بالقدر على درجتين ، كل درجة تتضمن شيئين :
الأولى : الإيمان بأن الله عليم بما يعمل الخلق بعلمه القديم الذي هو موصوف به ، وقد علم جميع أحوالهم ، من الطاعات والمعاصي ، والأرزاق والآجال ، ثم كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلق ، و « أول ما خلق الله القلم وقال له : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة » (1) . وهذا التقدير تابع لعلمه سبحانه ، يكون في مواضع جملة وتفصيلا ، فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء . وإذا خلق الجنين ، قبل خلق الروح فيه بعث إليه ملكا ، فيؤمر بأربع كلمات فيقال : اكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، شقي أم سعيد ، ونحو ذلك (2) . فهذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرية (3) قديما ، ومنكره اليوم قليل .

أما الثانية : فهو مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهو الإيمان بأن ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، وما في السماوات والأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله سبحانه ، لا يكون في ملكه ما لا يريد . وأنه سبحانه على كل شيء قدير ، من الموجودات والمعدومات . فما من مخلوق في الأرض ، ولا في السماء إلا الله خالقه ، سبحانه لا خالق غيره ، ولا رب سواه ، ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته ، وطاعة رسوله ، ونهاهم عن معصيته ، ومعصية رسوله ، وهو سبحانه يحب المتقين ، والمحسنين والمقسطين ، ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ولا يحب الكافرين ، ولا يرضى عن القوم الفاسقين ، ولا يأمر بالفحشاء ، ولا يرضى لعباده الكفر ، ولا يحب الفساد .

والعباد فاعلون حقيقة ، واللّه خالق أفعالهم ، والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم ، وللعباد قدرة على أفعالهم ، ولهم إرادة ، والله خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم ، وهذه الدرجة من القَدَر ، يكذب بها عامة القدرية ، الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم: « مجوس هذه الأمة » (1) ، يغلو فيها قوم (2) من أهل الإثبات ، حتى يسلبوا العبد قدرته واختياره ، ويخرجون عن أفعال الله وأحكامه ، وحكمها ومصالحها . فالقدر ظاهره وباطنه ، ومحبوبه ومكروهه ، وحسنه وسيئه ، وقله وكثره ، وأوله وآخره من الله عز وجل قضاء قضاه على عباده ، وقدر قدره عليهم ، لا يعدو واحد منهم مشيئة الله ، ولا يجاوز قضاه ، بل كلهم صائرون إلى ما خلقهم له ، واقعون فيما قدر عليهم ، وهو عدل منه جل ربنا وعز .
والزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس وأكل المال الحرام والشرك والكفر والبدعة والمعاصي والكبائر والصغائر كلها بقضاء الله وقدر منه ، من غير أن يكون لأحد من الخلق حجة على الله .
وعلم الله عز وجل ، ماض في خلقه ، بمشيئة منه ، وقد علم من إبليس وغيره ، ممن عصاه من لدن عصي إلى أن تقوم الساعة ، المعصية وخلقهم لها ، وعلم الطاعة من أهل الطاعة ، وخلقهم لها ، وأن ما أخطأهم لم يكن ليصيبهم ، وأن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم .
ومن زعم أن الله سبحانه شاء لعباده الذين عصوه الخير والطاعة ، وأن العباد شاءوا لأنفسهم الشر والمعصية ، فعملوا على مشيئتهم ، فقد زعم أن مشيئة العباد أغلب من مشيئة الله ، وأي افتراء على الله أكبر من هذا .
ومن زعم أن الزنا ليس بقدر ، قيل له أرأيت هذه المرأة حملت من الزنا ، وجاءت بولد ، هل شاء الله تعالى عز وجل أن يخلق هذا الولد ؟ وهل مضى في سابق علمه ؟ فإن قال : لا ، فقد زعم أن مع الله خالقا آخر وهذا هو الشرك صراحا .
ومن زعم أن السرقة وشرب الخمر وأكل المال الحرام ليس بقضاء وقدر ، فقد زعم أن هذا الإنسان قادر على أن يأكل رزق غيره ، وهذا صراح قول المجوسية ، بل أكل رزقه الذي قضى الله له أن يأكله من الوجه الذي أكله .

ومن زعم أن قتل النفس ليس بقدر الله ، فقد زعم أن المقتول مات بغير أجله ، وأي كفر أوضح من هذا ؟ بل ذلك بقضاء الله عز وجل وذلك عدل منه في خلقه وتدبيره فيهم ، وما جرى من سابق علمه فيهم وهو العدل الحق الذي يفعل ما يشاء .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07-30-2008, 05:33 PM
سلسبيله هارون سلسبيله هارون غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاك الله خيرا اخى وبارك فيك ونفع بك وجعله فى ميزان حسناتك وفقك الله لما يحب ويرضى
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 09:18 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.