انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى اللغة العربية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2007, 08:58 PM
قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Hasrean البحر السابغ والنهر النابع في رسالة التوابع والزوابع

 

البحر السابغ والنهر النابع في رسالة التوابع والزوابع

بسم الله المجتبي من خلقه رسلا ملائكةً و بشرًا منزل القرآن نذرا و بُشرا كتابا تبيانا للحق معجزا لاهل الفصاحة مبكما فلن يأتوا و لو اجتمعوا بمثله ولو للعشر عشرا

والصلاة والسلام على خير الخلق خلقا وفعلا وافصحهم نطقا و قولا و على آلـه و صحبه و من اقتفى الأثر الأجلا




فهي مقتطفات من رسالة التوابع والزوابع لصاحبها ابن شهيد الأندلسي يروق السامع بجميل لفظها و نظمها و حسن عبارتها و براعة كاتبها أبي عامر أحمد بن أبي مروان بن عبد الملك من شهيد، ثم من أشجع وهم بطن من غطفان. ولد أبو عامر بقرطبة في خلافة هشام بن الحكم بن عبد الرحمن الناصر، وفي عهد عبد الرحمن المستظهر تولى مناصب هامة في الدولة، غير أن السياسة لم تشغله عن ملذات قرطبة وملاهيها، فقد كان من أولئك الشباب الذين يتهافتون على ارتشاف عسيلات الحياة.

كما ولم تشغله السياسة عن تدوين الشعر والنثر، الذي دفع من مكانته الأدبية في قصور الأمراء، فأوت إليه جماعة المعجبين به تلف لغة وتشيد بذكره فنال بذلك ما ينال الأدباء من الزهوِ والاعتداء بالنفس فتنكر له جماعة من أبناء طبقته وأهل حرفته، وحسدوه على نعمة من خفيض العيش يتقلب فيها فراحوا يسعون به لدى الملوك، وينتقضون شعره وأدبه وأخلاقه، وهذا ما أقلق مضجعه، وكرر صفو حياته السياسية والاجتماعية... ومن يقرأ رسائله التي صنفها في تلك الفترة يلحظ فيها سخطه وغضبه منهم، ورسالة التوابع والزوابع التي نتناولها بالمطالعة مع اخوتنا في منتدانا الطيب... هي واحدة من الرسائل التي صنفها للرد على معارضيه ومبغضيه من العامة والشعراء، وفيها عرض ابن شهيد لمغتابيه عند المستعين، مندداً بضعفهم وعجزهم عن لحاقه، وألمح بالإزراء على أبي القاسم الإقليلي، فنفس عليه بعلمه ومعرفته، ودعاه إلى مباراته بالوصف شعراً ونثراً. وسخر بأدباء بلده، ونسب الغباوة إلى أهل زمانه، وعراهم من صحة اللغة، وحسن البيان.

ونقض أقوالهم في أدبه،... وبالتالي كيفما سرنا في رسالة "التوابع" نجد أبا عامر شديد الإنحاء على خصمائه، شديد المباهاة بأدبه ونبوغه، يناقش الشرق والغرب، والقديم والمتحدث، ويدفع حملات النقاد والمتعنتين، لا يرضى أن يجاز إلا شاعراً وخطيباً على السواء. ....

لن اطيل التقديم و نبدأ متوكلين لا متكلين مع اول رسالة

بسم الله

******************************
المدخل زهير بن نمير

لله أبا بكر ظنٌّ رميته فأصميتَ، وحَدسٌ أملته فما أشويت أبدَيتَ بهما وجه الجليّة، وكشفت إن غُرَّةِ الحقيقة، حين لمحت صاحبك الذي تكسّبته ورأيته قد أخذ بأطراف السّماء، فألف بين قمريها، ونظم فرقديها، فكلما رأى ثغراً سدَّه بسُهاها، أو لمَح خرقاً رمَّه بزُباناها، إلى غير ذلك. فقلت: كيف أوني الحُكم صبياً، وهز بجدعِ نخلة الكلام فاساقط عليه رُطباً؛ أما إن به شيطاناً يهديه، وشيصباناَ يأتيه وأقسم أنَّ له تابعة تُنجدُه، وزابعة تؤيدّه، ليس هذا في قدرة الإنس، ولا هذا النفس لهذه النفس. فأما وقد قُلتها، أبا بكرٍ، فأصِخ أسمعك العجب العُجاب: كنت أيّام كُتاب الهجاء، أحِنُّ إلى الأدباء، وأصبُو إلى تأليف الكلام؛ فاتبعتُ الدَّواوين، وجلستُ إلى الأساتيذ، فنبض لي عِرقُ الفهم، ودرَّ لي شريانٌ العلم، بموادَّ روحانية، وقليلُ الالتماح من النظر يزيدني، ويَسييرُ المطالعةِ من الكتب يُفيدُني، إذ صادف شنٌّ العلم طبقة. ولم أكُن كالثلجِ تقتبس منه ناراً، ولا كالحمار يحملُ أسفاراً. فطعنت ثُغرة البيان دراكاً، وأعلقتُ رجل طيره أشراكاً، فانثالث لي العجائب، وانهالت عليَّ الرغائب. وكان لي أوائِل صبوتي هوى اشتدَّ به كلفي، ثم لحقني بعد مَلَلٌ في أثناء ذلك المَيل. فاتفق أن مات من كنتُ أهواه مدَّة ذلك المَلَل، فجَزِعتُ وأخذتُ في رثائه يوماً في الحائرِ، وقد أُبهمت علي أبوابُه، وانفردتُ فقلت:

تولى الحِمامُ بظبيِ الخُدُورِ،.......وفازَ الرَّدى بالغزالِ الغريرِ

إلى أن انتهيتُ إلى الاعتذارِ من المَلَل الذي كان، فقلت:

وكــنــتُ مَــلِـتُـكَ لا عــن قِــلـىً،.......ولا عن فـــسـادٍ جــرى فــي ضــمــيري

فأُرتجَ عليَّ القولُ وأُفحمتُ،فإذا أنا بفارسٍ ببابِ المجلِس على فرسٍ أدهم كما بَقَل وجهُه، قد اتكأ على رُمحه، وصاح بي: أعجزاً يا فتى الإنس؟ قلتُ: لا وأبيك، للكلامِ أحيان، وهذا شأنُ الإنسان! قال لي: قُل بعده:

كمِثلِ مَلالِ الفتى للنعيم،.......إذا دامَ فــيه، وحـالِ الــسُّـرورِ

فأثبتُّ إجازته، وقلت له: بأبي أنت! من أنت؟ قال: أنا زُهيرُ ابن نُمير من أشجعِ الجنِ. فقلتُ: وما الذي حداكَ إلى التصوُّرِ لي؟ فقال: هوى فيك، ورغبةٌ في اصطفائك. قلت: أهلاً بك أيها الوجهُ الوضاح، صادفن قلباً إليك مقلوباً، وهوى نحوك مجنوباً. وتحادثنا حيناً ثم قال: متى شِئتَ استِحضاري فأنشد هذه الأبيات:

والي زُهيرَ الحُبَّ، يا عز، إنـه.......إذا ذكرته الذَّاكـراتُ أتـاهـا

إذا جرتِ الأفواهُ يوماً يذكرهـا.......يُخيَّلُ لي أني أقـبَّـلُ فـاهـا

فأغشى ديار الذَّاكرين، وإن نأتُ.......أجارعُ مِنْ داري، هوى لهواها

وأوثب الأدهم جدار الحائط ثم غاب عني. وكنتُ، أبا بكرٍ، متى أُرتِجَ عليَّ، أو انقطع بي مسلك، أو خانني أُسلوبٌ أنشدُ الأبيات فيمثَّل لي صاحبي، فأسيرُ إلى ما أرغب، وأدركُ بقريحتي ما أطلُب. وتأكدت صًحبتنا، وجرت قصص لولا أن يطول الكتابُ لذكرتُ أكثرها، لكني ذاكرٌ بعضها.
***************
يتبع ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-04-2009, 04:26 AM
أم عبد الرحمن السلفية أم عبد الرحمن السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


جزاكم الله خيراً ونفع بكم .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-28-2009, 11:00 PM
أبو يوسف السلفي أبو يوسف السلفي غير متواجد حالياً
" ‏مَا الْفَقْرَ ‏أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي‏ ‏أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ "
 




افتراضي


جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 10:57 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.