روعة التوبة

[عمار سليمان]

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المتفرد بالبقاء و الصلاة و السلام على سيد البشر و أمام الأتقياء محمد بن عبد الله و على أصحابه النبغاء و أله الطاهرين الأصفياء....

أن من كرم الله علينا أن أغدقنا في نعمه و فضله و أرسل لنا أنبيائه و رسوله لنزول عند طاعته و اجتناب نهيه و مع كل هذا إلا أن الإنسان لا يسلم من ذنوبٌ تجتمع عليه لتفسد روحه و تُخسره نفسه....

و ما هذه الذنوب إلا نكتةً سوداء تقطر قطميرا على القلب لتسوده بطول الأمل و عدم التفكير بالهم و الأجل , و من أفاتها تسويف التوبة فالذنب على الذنب هلاكة و التوبة على أختها ملكة لا يملكها إلا المفلحون:

{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

فالفلاح في إلحاق الذنب ما يمحوه و الفطن من سارع في غسله بدمعة الإنابة و كثرة السجود.

إلهي لست للفردوس أهلاً *** ولا أقوى على نار الجحيم

فهب لي توبةً واغفر ذنوبي *** فإنك غافر الذنب العظيم

فأن الذنوب بكتيريا عفنة تبذر خبثها في قلب صاحبها فأن سقاها في المعاصي و المنكرات أردته إلى عالم الويلات و ظلام الشهوات و أما أن طهرها بماء العيون و دماء القلب الحزون برفقة دمعةٍ في ليل السكون هنا تأخذ مغفرة كم رب الحراك و السكون......(غفرانك ربي بدمع العيون)....

((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ))آل عمران135

ما أرحمك يا رحيم ما أكرمك يا كريم شرنا إليك طالع و رزقك و حبك إلينا نازل فأن كانت ذنوبنا أغرقتنا فرحمتك و محبتك قد غسلتنا و طهرتنا ما أعدلك ألهي كيف لا نحيا بحبك و أنت الحب كله وكيف لا تدمع العيون و فيها الشوق جله.

الهي ماهي الكلمات التي تقال أذا شعر عبدك بحبك و عطفك هل تسعفه الكلمات أم تكفيه العبرات الهي دموعي إليك و قلبي خاشع ذليل بين يديك ألهي فاغفر لي ذنبي و إسرافي على نفسي ,

فهذا نور التوبة قد بان إشراقه من بين تلال البكاء و أسدل ضيائها بعطفٍ على تلك الليلة الظلماء , فنور التوبة جلاء و صفاء و نهر و عطاء و حب و بهاء......

أبشر أيه التائب أذا يناديك الجبار:

أحببتنا فأحببناك ..


تركتنا فتركناك ..



عصيتنا فأمهلناك ..



وإن رجعت إلينا قبلناك ..

ما أسعدنا ربي بكلماتك فيا بشرنا بفضلك و عطائك كيف يا حبيبي غفل عن حبك الغافلون كيف يا حبيبي عصاك أهل الأهواء و أرباب المجون أما علموا يا حبيبي أن رحمتك سبقت عقابك و كرمك سبقك غضبك و جنتك أقرب من نارك , حزين أنا لحالهم ما دمعت أعينهم أليك و لا لمس قلبهم لذت الإقبال عليك .........
ألم يسمعوا قولك يا حبيبي:

((نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الحجر49

يا الله ما أروع آياتك فأن تغزلت بها و طارت عيني فرحا بها و أشبع قلبي نظر لها و كيف لي أن أزيد و خيرك علينا كريم مديد كيف للكلمات أن تبوح بحبها أن ألجمتها المعاني و أن لاحقتها الثواني فكل لحظة في حبك عمر مزيد و فجر تليد و عزٌ أكيد و كيف للكلمات أن تنشر فرحها بكتابة أياتكم .

و أختم كلماتي بسيد الاستغفار أليك:

{ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت}

اللهم أغفر لي و أرحمني و من يقراء هذه الكلمات و أجعلها له جلاء من البلاء و عزة و ارتقاء و روضة و صفاء.

[نصرة مسلمة]

اللَّهم آمين
بارك الله فيكم ونفع بكم .

[جمال حمزة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمار سليمان

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم أغفر لي و أرحمني و من يقراء هذه الكلمات و أجعلها له جلاء من البلاء و عزة و ارتقاء و روضة و صفاء.

اللهم آمـــــــــين
جزاكم الله خيراً

[سماصافيه]

جزاكم الله خيرا
ووفقنا واياكم لتوبه ترضيه عنا