انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-19-2011, 05:19 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي الملح والنوادر.

 

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
السلامُ عليكم ورحْمةُ الله وبركاتُه.

فراسةُ الشَّافعي.


قال أبو نعيم: حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد بن حمدان، حدَّثنا أبو محمّد بن أبي حاتم، حدَّثنا أحمد بن سلمة بن عبد الله النّيسابوريّ قال: قال أبو بكر ورّاقُ الحميديّ: سمعت الحميديّ يقول: قال: محمّد بن إدريس الشّافعيّ: خرجتُ إلى اليمن في طلب كتب الفراسة، حتى كتبتها وجمعتها، ثمّ لمّا حان انصرافي مررتُ على رجل في الطّريق، وهو محتب بفناء داره، أزرق العين ناتئ الجبهة سناط، فقلتُ له: هل من منزل؟ فقال: نعم. قال الشّافعيّ: وهذا النّعت أخبث ما يكون في الفراسة، فأنزلني، فرأيتُه أكرم ما يكون من رجل، بعث إليّ بعَشاءٍ وطيبٍ وعلفٍ لدابّتي وفراشٍ ولحافٍ، فجعلتُ أتقلّب اللّيلَ أجمعَ ما أصنع بهذه الكتب إذا رأيتُ النّعت في هذا الرّجل، فرأيتُ أكرم رجلٍ، فقلتُ: أرمي بهذه الكتب، فلمّا أصبحت قلتُ للغلام: أسرِجْ، فأسرَجَ، فركبتُ ومررتُ عليه، وقلتُ له: إذا قدمتَ مكّةَ، ومررتَ بذي طوى، فاسألْ عن محمّد بنِ إدريسَ الشّافعيِّ، فقال لي الرّجل: أمولى لأبيك أنا؟ قال: قلت: لا. قال: فهل كانت لك عندي نعمة؟ فقلت: لا، فقال: أين ما تكلّفتُه لك البارحة؟ قلت: وما هو؟ قال: اشتريتُ لك طعامًا بدرهمين، وإدامًا بكذا وكذا، وعطرا بثلاثة دراهم، وعلفا لدابّتك بدرهمين، وكراءُ الفرش واللّحاف درهمان! قال: قلتُ: يا غلام أعطِه، فهل بقي من شيء؟ قال: كراء البيت فإنّي قد وسّعتُ عليك وضيّقتُ على نفسي.
قال الشّافعي: فغبطتُ بتلك الكتب، فقلتُ له بعد ذلك: هل بقي لك من شيء؟
قال: امضِ أخزاك الله، فما رأيتُ قطّ شرًّا منك!.
[«الحلية» لأبي نعيم: (9/ 143)]
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-19-2011, 06:28 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا

تردد ثقيلٌ على ظريفٍ وأطال ترداده عليه حتى سئِمَ منْه ، فقال له الثقيل : من تُراه أشْعَرُ الشُّعراءِ؟ فأجاب الظَّريفُ:هو ابن الوردي بقوله:


غِبْ و زُرْ غبًّا تزِدْ حبّا***** فَمَنْ أَكثرَ التَرْدادَ أضْناهُ المللْ


فقال الثَّقيلُ: أخطأتَ ،فإن النجاريَ أشعرُ منه بقوله:


إذا حقـّقتَ مِـنْ خِلٍّ ودادًا***** فزُرْهُ ولا تَخفْ منهُ ملالاَ


وَ كُنْ كالشَّمسِ تطلعُ كلَّ يومٍ *****ولا تكن في زيارته هلالا


فأجاب الظريف: إن الحريري أشعر منه بقوله:


ولا تزُرْ مَنْ تحبُّ في كل شهرٍ***** غيرَ يومٍ ولا تزدهُ عليه


وإن لم تصدِّقْني فقد وهبْتُكَ الدَّارَ بما فيها، وخرج وهو يقول:


إذا حلَّ الثقيل بأرضِ قومٍ *****فما للسَّاكنينَ سوى الرَّحيلُ

[«العقد الفريد» لابن عبد ربه: (1/39)]
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة








التعديل الأخير تم بواسطة نصرة مسلمة ; 03-19-2011 الساعة 06:32 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-19-2011, 08:46 PM
أم سُهَيْل أم سُهَيْل غير متواجد حالياً
" منْ أراد واعظاً فالموت يكفيه "
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اقتباس:
وَ كُنْ كالشَّمسِ تطلعُ كلَّ يومٍ *****ولا تكن في زيارته هلالا

أضحك الله سنكِ صديقتي

ماشاء الله

موضوع جميل وكثير الفوائد

جزاكِ الله خيراً

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-21-2011, 11:39 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

أشكر لكِ تواجدك صديقتي
جزاكِ الله خيرًا.
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-22-2011, 01:47 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

بَدَاهةُ الحريري

كان الحريري من ذوِي الجاهِ واليَسار يمْلِكُ بالمشَانِ أكْثرَ منْ ثمانية عشرَ ألفِ نخلةٍ يغلها، وكان له منزلٌ بالبصرة يقصِده الأدباءُ والعلماءُ يقرؤونَ عليهِ أو يفِيدونَ من عِلْمه، وخُصوصا بعدَ أنْ ألَّفَ المقامات وذاعَ أمرُها بين النَّاس، وكان مُرْهَفَ الشُّعورِ صادقَ الحِّسِ والتَّخمِينِ.
وكان الحريريُ ضئيلَ الجِسم زريَ المنْظرِ عصبي المزاج، ينْتِفُ شعرات لحيته إذا اشتغلَ بالتَّفكير والكِتابة، ولكنَّه مع هذا كان موْضِعَ تقْدير النَّاسِ وإكبَارهم، ويُحْكى أنَّ شخصًا زاره، وأرادَ أن يتلقى عليه شيئا مِنَ العلْمَ لذُيُوعِ شُهْرتِه، فلما رآه اسْتزْرى منْظره، فأدْرك الحريري ما دار في نفسه، ولما طلبَ هذا الشَّخصُ إلى الحريري أنْ يُمْلي عليه شيئا منَ الأدبِ قال له: اكتبْ! وأملاه هَذيْن البيتين:
مـا أنتَ أول سارٍ غرَّه قمـر
ورائــدٌ أعجبـته خضـرة الدِمنِ

فاختر لنفسك غيري إنني رجل مثل المعيدي فاستمـع بي ولا تََرَنِي
فخجل الرجل وانصرف عنه.
[«مقدمة شرح مقامات الحريري»: (6)]
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-26-2011, 11:15 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

الأسماء لا تغيِّر الحقائق.


لقي الشاعر ثابت بن جعفر المعروف ﺑ:«تأبّط شرا» ذات يوم رجلا من ثقيف يُقال له أبو وهب -وكان جبانا- وعليه حلّة جيدة، فقال أبو وهب لتأبّط شرا: بم تغلب الرجال يا ثابت، وأنت كما ترى ذميم ضئيل؟ قال: باسمي، إنما أقول ساعة ألقى الرجل: أنا تأبّط شرا، فينخلع قلبه حتى أنال منه ما أردت، فقال له الثقفي: أبهذا فقط؟ قال: فقط، قال: فهل لك أن تبيعني اسمك؟ قال: نعم، فبم تبتاعه؟ قال: بهذه الحلّة وبكنيتك قال له: أفعل، ففعلا، وقال له تأبط شرا: لك اسمي ولي كنيتك؟ وأخذ حلّته وأعطاه طمريه، ثم انصرف، وقال في ذلك يخاطب زوجة الثقفي:

ألا هل أتى الحسناء أنّ حليلها تأبّط شرًّا واكتـنيتُ أبـا وَهْبِ
فَهَبْه تسمَّى اسمي وسمّاني اسمه فأين له صبري على مُعظم الخطبِ
وأين له بأسٌ كبأسي وسوْرتي وأين له في كـل فادحةٍ قلبِــي
[«الأغاني» للأصفهاني: (8/ 211)]
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-28-2011, 12:26 AM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

كِتاب الجمهرة لابن دريد مرجعٌ من مراجعِ أهل الأدب، أمْلاه بحلَب تلميذه أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه المتوفى سنة 370ﻫـ على جهابذة مشاهير منهم أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس، وكانت عند تلميذه أبي علي القالي بمنزلة الروح من الجسد، حتى إنه أعطِيَ فيها ثلاثمائة مثقال ذهبا فأبى! فلمَّا اشتدت حاجته إلى الإنفاق على عياله باعها بأربعين مثقالا!!!
وكتب عليها هذه الأبيات:

أنِسْتُ بها عِشرينَ عامًا وبِعْتُهَا وقد طَال وُجْدِي بَعْدَها وحَنِينِي
وما كان ظنِّي أنَّني سأبيعُهـا****ولو خلَّدْتنِي في السُّجونِ ديوني
ولكن لِعَجزٍ وافتِقـارٍ وصِبيةٍ****صِغـارٍ عليهـم تستهلُّ شؤوني
فقُلْتُ ولم أَمْلِكْ سوابِقَ عَبْرَتِي****مَقالةَ مَكْوِيِّ الفـؤادِ حَـزينِ
وقد تُخرجُ الحاجاتُ يا أمَّ مالِكٍ****كرائِـمَ مِنْ ربٍّ بهنَّ ضَنِيـنِ
فلما رأى الذي اشتراها هذه الأبيات كاد يذوب أسًى وعطْفًا على صاحبها، ثم أرسلها إليه ومعها أربعون مثقالا ذهبا أخرى، فلما وصلته كان كأنما رُدَّتْ إليه روحه.

[«شرح مقصورة بن دريد» لعبد الوصيف محمد: (9)]
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-09-2011, 01:32 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي


أخبرنا أبو إسحاقَ الزجاج،قالَ:أنا أبو العباس عمر بن يزيد،عن أبي عثمانَ قالَ:جمعني وابن السكيت بعض المجالسِ،فقالَ لي بعضُ منْ حضرَ:
سله عن مسألة وكان بيني وبين ابن السكيت ودٌّ فكرهتُ أن أتجهمه بالسؤال لِعِلْمي بِضُعْفِه في النَّحْو،فلمَّا ألحَّ عليَّ .
قلتُ له:ماتقولُ في قوله عزوجل: (فأرْسِلْ مَعَنَا أخَانَا نَكْتَل)
ماوزن نكتل من الفعل،ولِمَ جزمه؟
قالَ: وزنه نفعل وجزمه لأنه جوابُ الأمرِ،قلتُ: فماماضيه ؟.
ففكَّر وتشور فاستحييتُ له،فلمَّا خرجْنا قالَ لي: ويحكَ ماحفظتَ الودَّ خجلتني بين الجماعة؟!
فقلتُ له: والله ما أعرف في القرآن أسهل منها،قال فإنَّ وزن نكتل نفتعل من اكتال يكتال،وأصله:نكتيل فقُلِبتِ الواو ألفا لتحريكها وانفتاح ماقبلها ثمَّ حُذِفتِ الألفُ لسكونِها وسكون اللام،فصار نكتل.
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-19-2011, 04:44 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

الكُسَعِيّ وقوْسُه:

الكُسَعِيُّ رجلٌ منسوبٌ إلى كُسع، قبيلةٌ باليمَن، واسْمُه محاربُ بنُ قَيْس، وبندامته يُضرَب المثل، يُقال: أنْدَمُ مِنْ الكُسَعِي.
ومن حديثه أنه كان يرعى إبِلا بوادٍ كثير العشب والخمْط، فبينما هو يرعاها بَصُرَ بِنَبْعَةٍ على صخرة، فقال: ينبغي أن تكون هذه قوسا، فجعل يتعهّدها ويُقوِّمها حتى أدركت، فقطعها، فلما جفّت اتّخذ منها قوسا، وأنشأ يقول:

يا ربِّ وفِّقنـي لنَحْتِ قوسي * فإنهـا مِـن لذّتي لنفسـي
وانفعْ بِقوسي وَلَدي وعِرْسـي * أنْحِتها صفراءَ مثل الورسِ
* صلْداءَ ليستْ كقسيِّ النُّكْسِ *
ثم دهنها وخطمها بوتر، واتَّخذ مِنْ بُرايتها خمسة أسهم، وجعل يقلِّبها في كفِّه ويُنشد:

هُنَّ وربِّي أسْهُمٌ حِسانُ * يلذ للرَّامِي بها البـَنـانُ
كأنّما قوَّمها ميـزانُ * فأبشروا بالخصب يا صِبيانُ
* إن لم يعقني الشؤمُ والحِرمانُ *
ثم أتى قُتَرَة على موارد حُمُر، فكَمَنَ فيها، فمرَّ به قطيع، فرمى عَيْرًا منها بسهم، فأنفذه وجازه وأصاب الجبل، فأَوْرَى (أشعل) نارا، فظن أنه أخطأه، فأنشد يقول:

أعوذ بالله العزيز الرحـمـانْ * مِن نكَد الجد معا والحِـرمانْ
ما لي رأيت السهم بين الصوّانْ * يُورِي شَرارا مثل لوْن العِقيان
* فأخلف اليوم رجاء الصبيان *
ثم مر به قطيع آخر، فرمى عَيْرا فأنفذه السهم فصنع صنيعه الأول، فأنشأ يقول:

لا بارك الرحمان في رمي القتر * أعوذ بالخالق من شر القدرْ
أأمخط السهم لإرهاق الضرر * أم ذاك من سوء احتيال ونظرْ
* أم ليس يغني حذر عنه قدر *
ثم مر به قطيع آخر فرمى عيرا، فأمخطه السهم، فصنع صنيعه الأول فأنشأ يقول:

ما بال سهمي يوقد الحُباحِبا * قد كنت أرجو أن يكون صائبا
فأخطأ العيْـرَ وولَّى جانبـا * فصـار رأيي فيه رأيا ختائبـا
ثم مر به قطيع آخر فرمى عيرا بسهم فأمخطه السهم وصنع ما صنع أولا فأنشأ يقول:

يا أسفـا والجـد النكـد * في قوس صدق لم تزين بأود
أخلف ما أرجو لأهل وولد * فيها ولم يغن الحذار والجلد
* فخاب ظن الأهل جمعا والولد *
ثم مر قطيع آخر فرمى عيرا بسهم فأمخطه السهم وصنع كما صنع أولا فأنشأ يقول:

أبَعد خمسٍ قد حفظت عدَّها * أحمِل قوسي وأريد ردَّها
أخزى الإله لينها وشـدَّها * والله لا تسلم منّي بعـدها
* ولا أرجِّي ما حيِيتُ رِفْدَها *
ثم أخذ القوس فكسرها على حجر وبات، فلما أصبح أبصر الأعيار الخمسة مطروحة حوله، فأسف وندم على كسر القوس، وعضّ على إبهامه فقطعها تلهّفًا، وأنشأ يقول:

ندمت ندامة لو أن نفسي * تطاوعني إذا لـقـطعت خمسي
تبيّن لي سفاه الرأي مني * لعمر أبيك حين كسرت قوسي
وبالكسعي يتمثل الفرزدق حين يقول:

ندِمت ندامة الكسعي لما * غدتْ منِّي مطلّقة نوارُ
وكانت جنتي فخرجت منها * كآدمَ حين أخرجه الضِّـرارُ
ولو أني ملكت يدي ونفسي * لأصبح لي على القدر اختيارُ
وكنت كفاقئ عينيه عمدا * فأصبح ما يضيء له نهارُ
[شرح مقامات الحريري للشريشي:1/258]
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-29-2011, 05:28 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي


الكلام الذِّي ضحكَ منه الجاحظ ضحكًا لم يضحك مثله قط .

قال أبو عثمان رحمه الله:

(صحبني محفوظٌ النقَّاشُ من مسجد الجامع ليلاً. فلما صرتُ قرب منزله -وكان منزله أقربَ إلى مسجد الجامع من منزلي- سألني أن أبِيت عنده، وقال: أين تذهب في هذا المطرِ، والبردِ ومنزلي منزلُك، وأنت في ظلمةٍ، وليس معك نارٌ، وعندي لِبَأٌ لم ير الناسُ مثلَه، وتمرٌ ناهيك به جودةً لا تصلح إلا له. فمِلتُ معه، فأبطأ ساعة، ثم جاءني بجام لِبَأ، وطبق تمر. فلما مددتُّ، قال: " يا أبا عثمان، إنه لِبَأ، وغِلَظُه، وهو الليل، وركودُه، ثم ليلةُ مطرٍ، ورطوبةٍ، وأنت رجلٌ قد طعنتَ في السِّنِّ، ولم تزل تشكو من الفالج طرفًا، وما زال الغليلُ يُسرِع إليك، وأنت في الأصل لستَ بصاحب عَشاءٍ. فإن أكلتَ اللِّبَأ، ولم تبالغ، كنتَ لا آكلاً، ولا تاركًا، وحرَشْتَ طباعَك، ثم قطعتَ الأكلَ أشهى ما كانَ إليك. وإن بالغتَ، بِتنا في ليلة سوء من الاهتمام بأمرك، ولم نعِدَّ لك نبيذًا، ولا عسلاً. وإنما قلتُ هذا الكلام لأن لاَّ تقول غدًا: كانَ، وكانَ. واللهِ قد وقعتُ بين نابَي أسدٍ، لأني لو لم أجئك به وقد ذكرته لك، قلتَ: بخِل به، وبدا له فيه. وإن جئتُ به، ولم أحذرك منه، ولم أذكرك كلَّ ما عليك فيه، قلت: لم يشفق عليَّ، ولم ينصح. فقد برئتُ إليك من الأمرين جميعًا. فإن شئتَ، فأكلةٌ، وموتةٌ. وإن شئتَ، فبعضُ الاحتمال، ونومٌ على سلامة"
.
فما ضحكتُ قطُّ كضحكي تلك الليلة. ولقد أكلته جميعًا، فما هضمه إلا الضحكُ، والنشاطُ، والسرورُ في ما أظنُّ. ولو كان معي من يفهم طِيبَ ما تكلمَ به، لأتى عليَّ الضحك، أو لقضى عليَّ. ولكنَّ ضحكَ من كان وحده لا يكون على شَطر مشاركة الأصحاب).

[البخلاء 123، دار المعارف]
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الألى, والنوادر.


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 09:44 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.