انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-27-2010, 07:18 PM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




3agek13 كيف نحاسب أنفسنا

 

قال ابن القيم -رحمه الله- في إغاثة اللهفان :


:: محاسبة النفس بعد العمل ثلاثة أنواع ::


أحدها : محاسبتها على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي .

وحق الله تعالى في الطاعة ستة أمور وهي :

الإخلاص في العمل
والنصيحة لله فيه
ومتابعة الرسول فيه
وشهود مشهد الإحسان فيه
وشهود منة الله عليه
وشهود تقصيره فيه بعد ذلك كله

فيحاسب نفسه : هل وفى هذه المقامات حقها وهل أتى بها في هذه الطاعة .

الثاني : أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيرا له من فعله .

الثالث : أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد : لم فعله وهل أراد به الله والدار الآخرة فيكون رابحا أو أراد به الدنيا وعاجلها فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به....


وجماع ذلك :

أن يحاسب نفسه أولا على الفرائض فإن تذكر فيها نقصا تداركه إما بقضاء أو إصلاح ثم يحاسبها على المناهي فإن عرف أنه ارتكب منها شيئا تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية ثم يحاسب نفسه على الغفلة فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله تعالى ثم يحاسبها بما تكلم به أو مشت إليه رجلاه أو بطشت يداه أو سمعته أذناه : ماذا أرادت بهذا ولمن فعلته وعلى أي وجه فعلته ويعلم أنه لابد أن ينشر لكل حركة وكلمة منه ديوانان : ديوان لمن فعلته وكيف فعلته فالأول سؤال عن الإخلاص والثاني سؤال عن المتابعة
وقال تعالى : { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ{92} عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ{93}
[ الحجر : 92-93]

وقال تعالى :
{ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ{6} فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ{7}
[ الأعراف : 6-7 ]

وقال تعالى :
{ لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ }
[ الأحزاب : 8 ]


فإذا سئل الصادقون وحوسبوا على صدقهم فما الظن بالكاذبين

قال مقاتل : يقول تعالى : أخذنا ميثاقهم لكي يسأل الله الصادقين يعني النبيين عن تبليغ الرسالة .

وقال مجاهد : يسأل المبلغين المؤدين عن الرسل يعني : هل بلغوا عنهم كما يسأل الرسل هل بلغوا عن الله تعالى
والتحقيق :
أن الآية تتناول هذا وهذا فالصادقون هم الرسل والمبلغون عنهم فيسأل الرسل عن التبليغ ويسأل المبلغين عنهم عن تبليغ ما بلغهم الرسل ثم يسأل الذين بلغتهم الرسالة ماذا أجابوا المرسلين
كما قال تعالى :
{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ } القصص65

قال قتادة : كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون :
ماذا كنتم تعبدون وماذا أجبتم المرسلين فيسأل عن المعبود وعن العبادة
وقال تعالى :
{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }
[ التكاثر : 8 ]

قال محمد بن جرير :
يقول تعالى :
ثم ليسألنكم الله عز و جل عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا : ماذا عملتم فيه من أين وصلتم إليه وفيم أصبتموه وماذا عملتم به


وقال قتادة :

إن الله سائل كل عبد عما استودعه من نعمه وحقه والنعيم المسئول عنه نوعان : نوع أخذ من حله وصرف في حقه فيسأل عن شكره ونوع يأخذ بغير حله وصرف في غير حقه فيسأل عن مستخرجه ومصرفه
فإذا كان العبد مسئولا ومحاسبا على كل شىء حتى على سمعه وبصره وقلبه
كما قال تعالى :
{ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }
[ الاسراء : 34 ]
فهو حقيق أن يحاسب نفسه قبل أن يناقش الحساب

وقد دل على وجوب محاسبة النفس
قوله تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ }
[ الحشر : 18 ]
يقول تعالى : لينظر أحدكم ما قدم ليوم القيامة من الأعمال : أمن الصالحات التي تنجيه أم السيئات التي توبقه

قال قتادة : ما زال ربكم يقرب الساعة حتى جعلها كغد
والمقصود أن صلاح القلب بمحاسبة النفس وفساده بإهمالها والاسترسال معها
وفي محاسبة النفس عدة مصالح منها : الاطلاع على عيوبها ومن
لم يطلع على عيب نفسه لم يمكنه إزالته فإذا اطلع على عيبها مقتها في ذات الله تعالى .

وقد روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتا....

وذكر عن مسلم بن سعيد الواسطي قال : أخبرني حماد بن جعفر بن زيد : أن أباه أخبره قال : خرجنا في غزاة إلى كابل وفي الجيش : صلة بن أشيم فنزل الناس عند العتمة فصلوا ثم اضطجع فقلت :
لأرمقن عمله فالتمس غفلة الناس حتى إذا قلت : هدأت العيون وثب فدخل غيضة قريبا منا فدخلت على أثره فتوضأ ثم قام يصلي وجاء أسد حتى دنا منه فصعدت في شجرة فتراه التفت أوعده جروا فلما سجد قلت : الآن يفترسه فجلس ثم سلم ثم قال :
أيها السبع اطلب الرزق من مكان آخر فولى وإن له لزئيرا أقول : تصدع الجبال منه قال : فما زال كذلك يصلي حتى كان عند الصبح جلس فحمد الله تعالى بمحامد لم أسمع بمثلها ثم قال :
اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار ومثلي يصغر أن يجترىء أن يسألك الجنة قال : ثم رجع واصبح كأنه بات على الحشايا وأصبحت وبي من الفترة شىء الله به عالم ....





ومن فوائد محاسبة النفس :
أنه يعرف بذلك حق الله تعالى ومن لم يعرف حق الله تعالى عليه فإن عبادته لا تكاد تجدى عليه وهي قليلة المنفعة جدا .

وقد قال الإمام أحمد :
حدثنا حجاج حدثنا جرير بن حازم عن وهب قال : بلغني أن نبي الله موسى عليه السلام مر برجل يدعو ويتضرع فقال :
يا رب ارحمه فإني قد رحمته فأوحى الله تعالى إليه : لو دعاني حتى ينقطع قواه ما أستجيب له حتى ينظر في حقي عليه
فمن أنفع ما للقلب النظر في حق الله على العباد فإن ذلك يورثه مقت نفسه والإزراء عليها ويخلصه من العجب ورؤية العمل ويفتح له باب الخضوع والذل والانكسار بين يدي ربه واليأس من نفسه وأن النجاة لا تحصل له إلا بعفو الله ومغفرته ورحمته فإن من حقه أن يطاع ولا يعصى
وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر

فمن نظر في هذا الحق الذي لربه عليه علم علم اليقين أنه غير مؤد له كما ينبغي وأنه لا يسعه إلا العفو والمغفرة وأنه إن أحيل على عمله هلك فهذا محل نظر أهل المعرفة بالله تعالى وبنفوسهم وهذا الذي أيأسهم من أنفسهم وعلق رجاءهم كله بعفو الله ورحمته


وإذا تأملت حال أكثر
الناس وجدتهم بضد ذلك ينظرون في حقهم على الله ولا ينظرون في حق الله عليهم ومن ههنا انقطعوا عن الله وحجبت قلوبهم عن معرفته ومحبته والشوق إلى لقائه والتنعم بذكره وهذا غاية جهل الإنسان بربه وبنفسه .


التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-27-2010, 08:46 PM
أم حبيبة السلفية أم حبيبة السلفية غير متواجد حالياً
« عَفَا الله عنها »
 




افتراضي



قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا،
فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم،
وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ).



قال الحسن رحمه الله : رحم الله عبداً وقف عند همه،
فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر.





جزاكِ الله خيرا أختي الغالية أم حفصة السلفية

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-24-2010, 05:05 PM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم حبيبة السلفية مشاهدة المشاركة


قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا،
فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم،
وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ).
قال الحسن رحمه الله : رحم الله عبداً وقف عند همه،
فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر.
جزاكِ الله خيرا أختي الغالية أم حفصة السلفية
وخيرا جـــــــــــــزاك وشكر لك اختي أم حبيبة
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أنفسنا, وخاصة, كيف


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:13 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.