انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-22-2008, 03:10 AM
احمد الخولى احمد الخولى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي انتبه فانت مراقب

 






أرخى الليل سدوله ومضى شطره الأول ولا زلت أتململ علىفراش نومي الوثير بعد يوم عمل شاق.. وفجأة خطر هاجسٌ في داخلي وشدني صوتٌ منأعماقي.. انتبه فأنت مراقب!! أفزعني من وضوح الصوت وأقض مضجعي توالي الأفكار وتحيرتفي أمري.. حاولت أن أمسك خيوط النوم الواهية وتقلبت على جنبي الآخر فإذا بالهواجسوالخواطر تتوالى وإذا بحديث القلب يسري في ليل مُظلم.. أنت مراقب!!

استرجعتشريط يومي كاملاً وتأملت أمسي فإذا بي لم أقم بأي نشاطٍ يوحي بالريبة والشك ولستصاحب توجه تطاله العيون.. قرأت صحيفتي ذلك اليوم بدقة وتأملتها بعناية.. فإذا بهاجلسة مع الزوجة.. ثم مع الأصحاب في أمسية لا دخل فيها لا من قريب ولا بعيد لأمورتدعو أن أوضع تحت المراقبة!!

أعدت صفحات عام مضى فإذا بي من قائمة رعاعالناس لا ناقة لي ولا جمل.. همي كله منصرف نحو حياتي وتدبير شئوني والبحث عن لقمةعيشي!! قلَّبت صفحات الماضي سنوات مضت حتى وصلت إلى مرحلة الدراسة الجامعية،وساروني بعض الشك ربما قلت وربما تحدثت.. طال ليلي وسريت مع رحلة عمر طويلة غالبتفيها النوم وغلبني الأرق حتى انتهى الصراع قبيل الفجر فنمت نومة المضطرب، وأخذتالأحلام تتوالى على مخيلتي فإذا بي مقيد في غرفة موحشة تحت التحقيق... ونال جسميبعض الأثر وصحوت فزعاً على صوت الجلاد.. اعترف!

رميت بردائي وقفزت من فراشيووقفت على قدمي.. تحسست جسمي وتأملت المكان!! فإذا بي في غرفتي ويداي طليقتان ولاأثر للسلاسل والأغلال!! أنصت استمع فإذا الهدوء يلف المكان بضوء خافت يدعو إلىالنوم ولكن الهاجس صاحبني إلى الصباح!! أنت مراقب!

استيقظت على عجل وأدرتمفتاح السيارة وانطلقت بي بين مئات من الطوابير المتجهة إلى أعمالهم.. سرت إلى أقربطريق اعتدته وعندما استوقفتني إشارة المرور الحمراء تأملت ألوانها فإذا بها توميءإليَّ بصلف وغرور ونظرة غريبة.. انتبه لمن خلفك وانظر من على يمينك.. تأملت.. سيارات من أنواع شتى ولكن أحدهم اعتدل في جلسته عندما رآني.. وإذا بالهاتف في داخليينبهني.. انتبه إنه هو.. فأنت مراقب!

دلفت إلى مكتبي وسلمت على الزملاءوارتفعت أصواتهم على غير العادة.. أما سمعت الأغنية الفلانية إنها رائعة وذات جمالفي اللحن وعذوبة في الصوت!! وكان ردي باهتاً.. ثم عرج أحدهم على إذاعة خارجية فإذابي افتح فمي مدهوشاً وهو يسألني عن رأيي فيها.. تبعثرت الكلمات على لساني وحاولت أنأجمعها بكل قوة لأعيد اتزاني.. لكن تعثر الجواب وأحسست أن أحدهم أمسك بطرف لسانيوهزه بقوة.. احذر انتبه.. فأنت مُراقب!

الكلمة محسوبة عليك وربما تلقيك فيزنزانة مظلمة شهوراً أو سنوات والجلاد ينتظر هناك.. فإياك وإياك!!
مضى يوميقلقاً كئيباً وعندما هويت على كرسي في صالة منزلي لاحظت زوجتي ما أصابني من شرودواضطراب فأشارت أن نذهب إلى نزهة برية في مكان قريب.. على غير العادة أجبتها بنعمهرباً مما أصابني.. وما أن القينا الرحال في تلك الروضة الخضراء لاح من بعيد طيفبدأ يظهر شيئاً فشيئاً فإذا سيارة بيضاء قد رأيتها من قبل حتى إذا قاربوا وكانواعلى مرمى النظر تنادوا بنصب خيمتهم بجوارنا.. صرخ هاجسي من جديد ألم أقل إنكمُراقب.. هاهم يعدون العدة لاصطيادك!!

في طريق العودة وكنت على عجل أدرتمفتاح المذياع طمعاً في سماع ما يزيل سحابة يومي الكئيب.. فإذا بالخبر القاتل يأتيمن خلف البحار.. اعتقال عشرة أشخاص بعد متابعة طويلة من رجال الأمن.. تحسست قطراتمن العرق تملأ ساحة جبهتي بغزارة.. وانصت لما تبقى من أخبار فإذا الكون فوق بركانمن الاغتيالات والانفجارات وطرقني صوت الانفجار.. ربما تتهم أنك دبرت الانفجاروشاركت فيه!! عند أقرب محطة على الطريق الصحراوي وقفت متلهفاً لقطرة ماء باردة تزيلعطشي.. فإذا بالبائع يشير إليّ أنها هنا في الثلاجة المقابلة.. وإذا بمن جلس وغطىوجهه بصحيفة صدرت منذ شهور وظل يسترق النظر إليَّ بعينين صفراوين بارزتين أرهقهماالسهر والمتابعة.. قلت: هذا أحدهم.. وتجرعت ماءً بطعم الحنظل أو أشد..

دخلتمنزلي حائر الذهن مشتت الأفكار فتناولت سماعة الهاتف لأحدث أخي بما جرى لي وبتوقعيلاعتقال قريب.. ولكن أعدت سماعة الهاتف.. واسترجعت ذاكرة حديث المجالس.. فالهواتفمراقبة والإحصاء يشمل الهمسة والبسمة والكلمة والإشارة.. فأقسمت أن لا أتحدث فيالهاتف مطلقاً حتى تنجلي الكربة وتنقشع الغمة.. وتذكرت أصواتاً وتشويشاً في الهاتفسمعته مساء البارحة فأيقنت أنه من استراق السمع.. وأقسمت لما تذكرت ذلك أني مراقبوبدقة ولا مجال للهرب والمراوغة!!

تطاولت بي الساعات بين وهم وحقيقة.. وبدتشعيرات بيضاء تعلو مفرق رأسي فظننت أنها من تلك الأيام.. للخلوص من سواد الدنياوظلمتها قررت أن أذهب إلى مكانٍ آمن؟! وتساءلت بلهفةٍ: أين المكان الآمن في ظلالمراقبة الدقيقة؟! عندها أتى الجواب نقرات بأصبع غليظ على هامتي.. أفِقْ من سباتكواستيقظ من رقدتك فالأمة كلها مراقبة ولست وحدك!! ورغم كل ذلك لم يبقَ لي دار آمنةإلا ذلك الفيء الجميل والظل الظليل..

توضأت وأزلت ارهاق السهر وسحابة الوهمالقاتل بقطرات ماء عذبة طاهرة هجرتها زمناً طويلاً غفلة وسفاهة... أسرعت الخطا إلىالمسجد فإذا المراقبة الدائمة والإحصاء الشديد ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّلَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾[ق:18] وإذا بالسجلات الطويلة محصى فيها مثاقيل الذر { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ . وَمَنيَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة:8،7] وإذا المعلوماتلا يمكن اخفاؤها.. { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَاتُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر:19].
وافزعتني النهاية المحتومة { فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى:7].

أفقت من الغفلة فالمراقبة ليست وليدة أسبوع مضى بل هي منذ بدايةالعمر.. منذ أن صرخت صرختي الأولى ووطئت قدمي الثرى.. وهي رقابة طويلة مستمرة لاتكل ولا تمل إلى أن أوسد في قبري.. إنها رقابة عجيبة محصى فيها القول والفعل بلوحتى وسوسة النفس وخلجات الصدر.. { وَلَقَدْ خَلَقْنَاالإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} [ق:50].

هدأتالأصوات وخرجت من المسجد بخطى واثقة وطمأنينة في النفس وسعادة في القلب متأملاًالكون وعظمة خالقه.. علمت أني مُراقب وأيقنت أني متابع حتى أوسد في قبري.. أطلقتبصري نحو سيارة بيضاء واقفة بجوار المسجد كانت تفزعني من قبل.. أشحت بوجهي وقلتمعاتباً نفسي: أين أنت يا من تخاف مراقبة أهل الدنيا.. وهي رؤى ومنامات وتراكممعلومات وخيوط روايات وتنسى مراقبة العليم الخبير! أضاء نور الإيمان بين جوانحيوترددت كلمة عذبة كنت أخشاها زمناً طويلاً وهي اليوم حبيبة إلى قلبي تؤانس وحشتيوتنير دربي..

انتبه فأنت مُراقب.

أسأل الله الإخلاص فى هذا العمل وأن ينفع به الاسلام والمسلمين.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-22-2008, 04:13 AM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

اللهم آمين
جزاكم الله خيرا
وثبتنا وثبتكم الله على الحق والصواب
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 11:50 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.