انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > الفقه والأحكــام

الفقه والأحكــام يُعنى بنشرِ الأبحاثِ الفقهيةِ والفتاوى الشرعيةِ الموثقة عن علماء أهل السُنةِ المُعتبرين.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 12-12-2007, 07:40 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


الدرس العشرون: معاملة المريض والمصاب
يولي الإسلام اهتمامه بجميع الناس، ويرعى شؤونهم، في الحضر والسفر والرخاء والشدة والصحة والمرض، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء.
فالمريض الذي ابتلاء الله بالمرض، واعتلت صحته، وتغير طبعه ومزاجه، بحاجة إلى من يعامله بالرحمة والعطف والرعاية، والمصاب في نفسه أو ولده أو أهله بحاجة إلى من يواسيه ويسري عنه ما أصابه، والمسلم مطالب أن يتعامل مع الناس جميعاً بالمودة والرحمة فالراحمون يرحمهم الله ومن لا يَرحم الناس لا يُرحم. وقد جاءت توجيهات الإسلام بإشاعة معاني الخير بين المسلمين، من زيادة وعيادة وتفقد ومواساة، ليصل مجتمع المسلمين إلى مستوى الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
وقد ورد في حق المسلم على أخيه المسلم ، ما جاء في صحيح الجامع (( ثلاث كلهن حق على كل مسلم : عيادة المريض، وشهود الجنائز، وتشميت العاطس إذا حمد الله )).
وتتخلص آداب عيادة المريض، ومواساة المصاب في الأمور التالية :
1- عدم الإطالة في الزيارة لئلا يثقل على المريض.
2- أن يكون الزائر طيب الرائحة نظيف الثوب لأنه أنشط لصحة المريض.
3- أن لا يخبر الزائر المريض بما يسؤوه من خير.
4- أن يدخل السرور عليه بهدية خفيفة.
5- أن يدعو الزائر للمريض بخير.
6- إذا أردت إخباز عزيز بمصاب له أو ميت، فيحسن أن تلطف وقع الخبر عليه وتهمد له تمهيداً يخفِّفُ نزول المصاب عليه فتقول مثلاً إن فلاناً كان مريضاً مرضاًُ شديداً وزادت حالته شدة، وسمعت أنه توفي رحمه الله. وهذا خير من أن تقول أتدري من توفي اليوم ؟
7- ومن الأدب تخير الوقت المناسب للإخبار عن المصيبة، فلا يخبر المصاب وهو على طعام أو قبل النوم أو في حالة المرض.
8- إذا أصيب قريب لك أو عزيز عليك بموت أحد من أسرته فلا تنسى تعزيته بمصابه ولا تتأخر عنها، وأظهر له المشاركة في أساه وحزنه، وإذا أمكن تشييع الميت إلى قبره، فهو الأفضل. وتدعو لمن مات بالمغفرة، وتعزي أهل الميت بقولك (( أحسن الله عزاءكم وأعظم الله أجركم )).
9- يحسن أن يكون الحديث مع المصاب مواساة له.
10- من مواساة المصاب بمصيبة الموت، تقديم الطعام له خاصة في اليوم الأول.
وهكذا يرفع الإسلام من قيمة الإنسان صحيحاً كان أم سقيماً، حياً كان أو ميتاً.
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 12-12-2007, 07:40 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس الحادي والعشرون : معاملة الخدم
الخادم إنسان دفعت به الظروف والحاجة إلى خدمتك وراحتك مقابل أجر يتقاضاه، وقد يكون من أهل ملتك ودينك، وقد يكون غير ذلك. ومن أدب المسلم مع خدمه وعماله، أن يعاملهم بالمعاملة الإسلامية التي تعطي كل ذي حق حقه.فمن هذه الآداب :
- ترك القسوة مع الخادم، ومعاملته بالحسنى. فقد جاء في مسند أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادماً له قط ولا امرأة ولا ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئاً قط إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا خيّر بين أمرين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثماً فإذا كان إثماً، كان أبعد الناس من الإثم، ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه حتى تنتهك حرمات الله عز وجل فيكون هو ينتقم لله عز وجل )).
- معاملة الخدم بالرحمة والعطف، فهذا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : خدمت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين (( فما قال لي : أفٍ قط وما قال لشيء صنعته لم صنعته؟ ولا لشيء اركته لم تركته؟ )) رواه الترمذي.
- ترك سباب الخادم وشتمه، فإن ذلك ليس من الأخلاق. جاء في صحيح البخاري عن أبي ذر رضي الله عنه قال : (( كان بيني وبين رجل كلام وكانت أمه أعجميه فنلت منها فذكروني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: أساببت فلاناً؟ قلت : نعم قال: أفنلت من أمه؟ قلت : نعم قال : إنك امرؤ فيك جاهلية. قلت على حين ساعتي هذه من كبر السنِّ؟ قال نعم هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن جعل الله أخاه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا يكفه من العمل ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه )) وقد شوهد أبو ذر بعد ذلك ومعه خادمه وعليه حلة وعلى غلامه حله، فلما سئل عن سبب ذلك .. ذكر الحديث الذي فيه قصته مع الخادم.
- ومن الأدب مع الخادم، إطعامه من طعامك وعدم النفور من مجالسته. روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكله أو أكلتين فإنه ولي علاجه )).
- ومن حسن معاملة الخادم إن كان غير مسلم، أن لا يسب دينه لقول الله تعالى : ( وَ لاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدوَا بِغَيرِ عِلمٍ ) والواجب أن يدعى أمثال هذا الخادم إلى الإسلام برفق ولين، وأن يجادلوا بالتي هي أحسن، ويحرص ولي الخادم أن يخرج زكاة الفطر عن خادمه، وأن يرلزم المرأة الخادمة بالحجاب، وأن يمنع دخول الخادم على النساء.
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 12-12-2007, 07:41 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس الثاني والعشرون : من أخلاق التجار
التاجر المسلم الذي آتاه الله من فضله ***ر له ما في البر والبحر له رسالة سامية في المجتمع فهو ينفق مما آتاه الله، ويعمر الحياة، ويغيث المهلوف، ويواسي المنكوب، ويعين على نوائب الدهر، ويبذل المعروف في أهله وفي غير أهله. وتتجلى رسالته في الأعمال الصالحة، وفي المعاملات الحسنة والتي منها:
- إنفاق المال في وجوه الخير كالجهاد في سبيل الله، والإنفاق في الحج والعمرة، وصلة الأرحام، والصدقة على الفقراء والمساكين، والإنفاق في مرافق البر كعمارة المساجد والمدارس ونشر العلم. قال الله تعالى : ( الَّذِين يُنفِقُونَ أَموَالَهُم بِالَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وعَلاَنِيَةً فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم ).
- إغناء الفقراء والمحتاجين والمساكين والمؤلفة قلوبهم والأرقاء والغارمين وأبناء السبيل. وفي سبيل الله، وهو أعضاء في المجتمع، ضاقت بهم السبل وقعد بهم العجز. قال العلماء في شأن الفقراء والمساكين: فيعطون من الزكاة ما يكفيهم وعائلتهم لمدة سنة كاملة حتى يأتي حول الزكاة مرة ثانية ويعطى الفقير لزواج يحتاج إليه ما يكفي لزواجه، وطالب العلم الفقير لشراء كتب يحتاج إليها، ويعطي من له راتب لا يكفيه وعائلته من الزكاة ما يكمل كفايتهم لأنه ذو حاجة.
- ومن الأخلاق الحسنة للتاجر المسلم إعانة المعسر وذو الحاجة بالقرض الحسن، وهو من القرب التي ندب إليها الشرع لحديث ابن مسعود رضي الله عنه، فيما رواه ابن ماجه (( ما من مسلم يقرض مسلماً قرضاً مرتين إلا كان كصدقة مرة )). وهذا من باب التيسير على المعسر والتفريج على المكروب.
- ومن المعاملات الحسنة التي يلتزم بها التاجر المسلم البعد عن أكل أموال الناس بالباطل عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (( لا يحل مال إمرىء مسلم إلا بطيبة من نفسه )).
- ومن صور أكل أموال الناس بالباطل : الربا الذي جاء تحريمه بنص القرآن والسنة ومنه القرض بالفائدة. وأكلها كذلك بالقمار الذي هو الميسر، وأخذ الرشوة، والغش في المعاملات، ومنع الأجير أجره، وبخس المكاييل والموازين، وأخذ الأموال بالخصومة الباطلة والأيمان الفاجرة. ومن أكل أموال الناس بالباطل الاستيلاء عليها بالغصب.
- ومن صفات التاجر المسلم، تحبيس المال وإيقافه على جهة برٍّ وخير ليكون نافعاً لصاحبه بعد وفاته، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا في ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )).
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 12-12-2007, 07:41 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس الثالث والعشرون : إنزال الناس منازلهم
في حديث المسلم مع الناس، ولقائه بهم ينبغي أن ينزل الناس منازلهم، ويعاملهم بما هو أليق بهم ولهذا جاء في الحديث الذي رواه أحمد (( ليس منا من لا يُجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه )).
وورد في صحيح مسلم قول عائشة رضي الله عنها : (( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم )) إذ الناس طبقات، فيهم الغني والفقير، وفيهم الكبير والصغير، وفيهم الراعي والرعية. ومن أدب المسلم تجاه الجميع أن يعطي كل ذي حق حقه، فيوقر الكبير وذي السلطان والشيبة ويرحم الصغير ويخاطب الناس على قدر عقولهم ولما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن داعياً ومعلماً وقاضياً، أوصاه (( إنك تأتي قوماً أهل كتابِ ..)) الحديث رواه البخاري ويدل على مراعاة المخاطب والحديث معه بما يناسب معتقد هو منزلته. قال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : (( يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لنقضت الكعبة وجعلت لها بابين باب يدخل الناس منه وباب يخرجون )) – رواه البخاري – فترك الرسول صلى الله عليه وسلم هذه المصلحة لأمن الوقوع في المفاسد.
ومن أجل الترفق بالناس ومخاطبتهم على ما هم عليه من منزلة كانت تسمية القرآن الكريم لكبار القوم (( بالملأ )) قال الله تعالى ذاكراً قصة نوح مع قومه ( فَقَالَ المَلَؤُا الَّذِينَ كَفَرَوا مِن قَومِهِ مَا هَذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثلُكُم يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّل عَلَيكُم ) قال المفسرون : الملأ هم أشراف القوم وقادتهم ورؤساؤهم وسادتهم، وإطلاق كلمة الملأ على هؤلاء بهذا المعنى هو من قبيل بيان الواقع لا من قبيل بيان استحقاقهم فعلاً للشرف والسيادة والقيادة والرئاسة ويشبه هذا الإطلاق ما ورد في رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى رؤساء فارس والروم ومصر، فقد جاء في بعض هذه الرسائل مخاطبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى رئيس الروم بعبارة (( إلى عظيم الروم )).فإطلاق هذه العبارة على رئيس الروم من قبيل بيان واقعه وهو أنه عظيم في نظر الروم ارئاسته لهم، وليس بياناً لاستحقاقه هذا الوصف.. وهذا الأسلوب من حكمة الدعوة والخطاب.
ونظير ذلك التلطف في الخطاب عند مخاطبة كبير الناس. قال الله تعالى مخاطباً موسى وهارون ( اذهَبَآ إِلَى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغَى "43" فَقُلاَ لَهُ قَولاً لَّيَّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشَى "44" ) و كان من حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم الترفق مع الناس، ومراعاة المخاطب. ورد في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قال : دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام عليك. قالت عائشة : ففهمتها ، فقلت : وعليكم السام، واللعنة. قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلاً يا عائشة إن اللع يحب الرفق في الأمر كله، فقلت يا رسول الله! أو لم تسمع ما قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قد قلت وعليكم )).
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 12-12-2007, 07:41 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس الرابع والعشرون : علاج الأخطاء والعثرات
يقع بعض الناس في أخطاء ومخالفات تضر بأنفسهم وبغيرهم، ونقصد بأصحاب هذه الأخطاء من عندهم أصل الإيمان.
بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولكنهم لا يقومون بحقوق هذه الشهادة كاملة فهم بخالفون بعض أوامر الشرع، ويرتكبون بعض نواهيه ومنهم المكثر من المعاصي، ومنهم المقل، ومنهم بين ذلك على درجات كثيرة.
يتعامل المسلم الصادق مع أصحاب هذه المخالفات، بروح المشفق الرحيم بهم. فهو يراهم كالواقفين على حافة واد عميق سحيق في ليلة ظلماء يخاف عليهم من السقوط، ويعمل جهده لتخليصهم من الهلاك، وهو في سبيل هذه الغاية يتجاوز عن إساءتهم إليه إن كانت معصيتهم في حقه، ولا يعيرهم ولا يشمت بهم ولا يحتقرهم افتخاراً بنفسه عليهم، وإدلالاً بطاعته. ولكن له أن يستصغرهم لمعصيتهم وتجاوزهم حدود الشرع، وأن يغضب لهذا التجاوز لا لنفسه. جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قال : (( وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم بها لله )).
ويسلك المسلم في معاملته مع هؤلاء سلوكاً إسلامياً يبتغي من ورائه عودتهم إلى رشدهم وصوابهم. من ذلك :
- تذكيرهم برحمة الله الواسعة ومغفرته الكثيرة لقول الله تعالى : ( قُل يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِم لاَ تَقنَطُوا مِن رَّحمَةِ اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ). وقوله عز وجل : ( وَ إِنّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثّمَّ اهتَدَى "82" ).
- تذكيرهم بالتوبة عن الأخطاء الظاهرة والباطنة والمعلوم منها والمجهول لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم (( اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله خطأه وعمده سره وعلانيته أوله وآخره )).
- تذكيرهم بأن التوبة من الذنوب سبيل النجاة والفلاح، وهي مطلوبة في كل الأوقات. وسواء علم العبد ذنبه أو لم يعلمه قال الله سبحانه وتعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ ) فإذا أصر العبد على معصيته ولم يتب، فقد ظلم نفسه. قال الله تعالى : ( وَمَن لَّم يَتُب فَأُولآءِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أتقى الناس وأخشاهم لله يقول : (( فوالله إني لأتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة )) كما روى ذلك مسلم .
- ومن لوازم التوبة التي ينبغي أن يذكر بها أهل الخطيئة، الاعتراف بالذنب والندم عليه، وعدم العودة إليه ورد المظالم إلى أصحابها.
- و أن يذكروا أن للتوبة علامات، ومن علاماتها أن يكون العبد بعد التوبة خيراً مما كان عليه قبلها وأن يكون خوفه من الذنب وندمه عليه مستمراً.
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي

يتبع بإذن الله
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 12-12-2007, 07:42 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس الخامس والعشرون : من آداب الدعوة إلى الإسلام
بما أن الدعوة إلى الإسلام واجب من واجبات المسلم في الحياة، إلا أنه يلزم القائم بها حسن العرض وجمال الطرح، حتى تكون أرجى للقبول. قال الله تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم : ( ( وَلَو كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلبِ لاَنفَضُّوا مِن حَولِكَ ). ومن أجل تبليغ رسالة الإسلام وتوصيلها إلى الناس ليتقبلوها قبولاً حسناً، لزم الداعي إلى الإسلام التخلق بجملة آداب وأخلاق وصفات. من ذلك :
1- تقوى الله وإعطاء القدوة الحسنة في القول والعمل قال الله تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفعَلُونَ "2" ).
2- العلم ، وأدناه العلم بالحلال والحرام، وأعلاه العلم بدقائق المسائل، وتمييز المتفق عليه من المختلف عليه، ومعرفة الراجح مقروناً بدليله.
3- الرفق، كما قال الله تعالى : ( ادعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةٍ وَجَادِلهُم بِالَّتيِ هِيَ أَحسَنُ ) وقال تعالى مخاطباً موسى وهارون عليهما السلام : ( فَقُولاَ لَهُ قَولاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشَى "44" ).
4- الصبر والتحمل لقوله تعالى : ( وَمَن أَحسَنُ قَولاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسلِمِينَ "33" وَلاَ تَستَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ، ادفَع بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَينَكَ وَبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيُّ حَميمٌ "34" وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ "35" ).
5- ومن صفان التي ينبغي أن يتحلى بها الدعاة وهم يخالطون الناس الإخلاص وترك الرياء وحب الظهور والسمعة وأن يكون يكون عملهم خالصاً لوجه الله وابتغاء مرضاته وإعزاز دينه عملاً بقول الله تعالى : ( فَمَن كَانَ يَرجُوا لِقَآءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَملاً صَالِحاً وَلاَ يُشرِك بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا ).
6- التواضع، وترك الكبر والاستعلاء على الناس بغير الحق. قال الله سبحانه وتعالى : ( وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدعُونَ رَبَّهُم بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجهَهُ وَلاَ تَعدُ عَينَاكَ عَنهُم تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنياَ ) قال المفسرون في أسباب نزولها إن قريشاً قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا لا نرضى أن تكون أتباعاً لهؤلاء من ضعفاء المسلمين مثل صهيب وعمار وبلال وخباب، فاطردهم عنك ولا تبقهم في مجلسك إذا دخلنا عليك، فإذا فرغنا وخرجنا فأدخلهم إن شئت. فأنزل الله بعد ذلك فوله تعالى : ( وَلاَ تُطِع مَن أَغفَلنَا قَلبَهُ عَن ذِكِرناَ ). ومن توجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر التواضع قوله : (( وما تواضع أحد إلا رفعة الله )) ويقول أبوبكر الصديق رضي الله عنه : (( لا يحتقرن أحدٌ أحداً من المسلمين فإن صغير المسلمين عند الله كبير )).
7- ومن أخلاق الدعاة إلى الله (( الصدق )) ويكون في القول والفعل والقصد. قال الله تعالى : ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ "119" ).
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 12-12-2007, 07:42 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس السادس والعشرون : مواقف في نجاح الدعوة
بالصبر الجميل، والأخلاق الحسنة، والاستمرار في التذكير والتبليغ، وحسن التعامل مع الأفراد والجماعات والأحداث والمتغيرات. استطاعت الدعوة الإسلامية في عصرها الأول أن تشق طريقها إلى النجاح والانتصار، رغم العقبات الكثيرة التي واجهتها.
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم الداعية الأول يأتيه عمه أبو طالب ليراجعه في أمر الدعوة الإسلامية، بعد أن واجه الضغط الشديد من قريش. جاء في السيرة النبوية الصحيحة للدكتور أكرم العمري: (( قال عقيل بن أبي طالب وهو شاهد عيان مشارك في الحرب: (( جاءت قريش إلى أبي طالب، فقالوا: إن ابن أخيك هذا قد آذانا في نادينا ومسجدنا فانهه عنا. فقال: يا عقيل، انطلق فائتني بمحمد صلى الله عليه وسلم فانطلقت إليه، فاستخرجته من كبسي – بيت صغير – فجاء به في الظهيرة في شدة الحر فجعل يطلب الفيء يمشي فيه من شدة الحر الرحض. فلما أتاهم قال أبو طالب: إن بني عمك هؤلاء قد زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم فانته عن أذاهم. فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره إلى السماء فقال: أترون هذه الشمس؟ قالوا: نعم. قال: فما أنا بأقدر على أن أدع ذلك منكم على أن تستشعلوا منها شعلة.
فقال أبو طالب: (( والله ما كذبنا ابن أخي فارجعوا )) سلسة الأحاديث الصحيحة للألباني، فما كان عمه بعد أن وجد منه الإصرار والثبات إلا أن وعده بالتأييد والإسناد والنصرة حتى الممات.
وهذا عمر بن الخطاب رغم شدته وقسوته، وخوف الناس منه ويأسهم في إسلامه، إلا أن معاملة المسلمين له أتت به مسلماً تائباً. قال ابن إسحاق: (( خرج عمر يوماً متوشحاً بسيفه يريد رسول الله عليه وسلم ورهطاً من أصحابة ... فلقيه نعيم بن عبدالله فقال له: من تريد يا عمر؟ فقال: أريد محمداً هذا الصابىء الذي فرق أمر قريش، وسفه أحلامها، وعاب دينها، وسب آلهتها فأقتله. فقال نعيم: والله لقد غرتك نفسك يا عمر .. أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمداً؟ أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟. فقال وأي أهل بيتي؟ قال: ختنك وابن عمك سعيد بن زيد عمرو وأختك فاطمة بنت الخطاب فقد والله أسلما وتابعا محمداً على دينه فعليك بهما. فرجع عمر إلى أخته وختنه فبطش بهما بعد أن تحقق من أمرهم، وقد تحدته أخته وصارحته بإسلامها وقالت له: قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله فاصنع ما بدا لك. فلما رأى منهما الجد ندم على ما صنع بهما من الضرب وطلب منها صحيفة القرآن ليقرأها فأبت عليه أخته حتى يتطهر، وفعل ثم ذهب إلى رسول الله بعد ذلك ليعلن إسلامه )) .. وكان من رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم به وشفقته عليه (( يدعو الله أن ينصر دينه به ))رواه الترمذي، فكان إسلام عمر فتحاً للمسلمين.
- وهذا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أبت عليه أمه أن يسلم وبقيت ثلاث أيام لا تأكل ولا تشرب فلما رأى سعد ذلك منها قال لها: يا أمه تعلمين والله لو كان لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني، إن شئت فكلي أو لا تأكلي، فلما رأت ذلك أكلت.
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 12-12-2007, 07:42 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس السابع والعشرون : مراتب الجهاد في الإسلام
الحكمة في المفهوم الإسلامي قد تكون بالرفق واللين والأساليب الحسنة الرقيقة .. وقد تكون بالجهاد والسيف والسنان. ولكن كل أسلوب يوضع في محله ويعامل به أهله. فالعاقل ذو الفطرة السليمة ينتفع بالبينة والبرهان، ويقبل الحق بدليله. أما الظالم المعاند والمعتدي، فلا يرده إلا السيف ولهذا يكون الجهاد في سبيل الله أعظم حكمة في حق هؤلاء. والجهاد في سبيل الله، من أعظم ما تقرب به العباد بعد الفرائض إلى الله تعالى لما يترتب عليه من نصر المؤمنين، وإعلاء كلمة الدين وقمع الكافرين المعاندين الظالمين والنافقين.
إلا أن مفهوم الجهاد في الإسلام، ليس في صورته الضيقة، القتال فقط كما يفهم بعض الناس ذلك. بل هو مفهوم شامل له مراتبه وله ضوابطه ويوصف بالرحمة والإنسانية .. وحتى في استعمال الجهاد في صورته القتالية يكون أشبه ما يكون بتأديب المربي لتلميذه، والأب لابنه بالضرب لا ليؤذيه، وإنما ليصلح من حاله ويؤدبه. فالضرب في حق الولد حكمة من الأب والمربي، ولهذا قالوا اللين في وقت اللين حكمة، والشدة في وقت الشدة، والشدة في وقت اللين فظاظة.
ولشمول الجهاد وأنواعه قال العلماء :
الجهاد له أربع مراتب: جهاد النفس، والشيطان، والكفار والمنافقين، وأصحاب الظلم والبدع والمنكرات. وتفصيل ذلك:
أولاً: جهاد النفس له أربع مراتب:
1-جهادها على تعلم أمور الدين والهدى.
2-جهادها على العمل به بعد علمه.
3-جهادها على الدعوة إليه ببصيرة.
4-وجهادها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق.
لقول الله تعالى : ( وَالعَصرِ "1" إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسرٍ "2" إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوا بِالصَّبرِ "3" ).
ثانياً: جهاد الشيطان وله مرتبتان:
1-جهاده على دفع ما يلقى إلى العبد من الشبهات والشكوك القادحة في الإيمان.
2-جهاده على ما يلقي من الشهوات والإرادات الفاسدة. فالجهاد الأول بعد اليقين والثاني بعد الصبر قال تعالى: ( وَجَعَلنَا مِنهُم أَءِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِئَايَاتِنَا يُوقِنُونَ "24" )وقال تعالى محذراً من الشيطان الذي يثير الشهوات: ( إِنَّ الشَّيطَانَ لَكُم عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ).
ثالثاً : جهاد الكفار والنافقين وله أربع مراتب:
1-بالقلب
2-باللسان
3-بالمال
4-باليد
وجهاد الكفار أخص باليد وجهاد النافقين أخص باللسان.
رابعاً: جهاد أصحاب الظلم والعدوان والبدع والمنكرات فيكون بالمراحل الثلاثة التي جاءت في الحديث الذي رواه مسلم (( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )). ولجهاد أعداء الله ضوابط منها إن لم يقدر عليهم وادعهم المسلمون أو صالحوهم، فإن قدروا عليهم عرضوا عليهم الإسلام فإن أبوا دعوا إلى بذل الجزية فإن امتنعوا عن ذلك كله استعان المسلمون عليهم بالله وقاتلوهم.
ومن ضوابط الجهاد في الإسلام ترك ما نهى عنه الشرع من المُثلة والغلول وقتل النساء والصبيان والشيوخ الذين لا رأي له ولا قتال، والرهبان والمرضى والعُمي وأصحاب الصوامع وذلك عملاً بقول الله تعالى: ( وَلاَ تَعتَدُوا، إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُعتَدِينَ ).
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم في وصاياه لامراء الجيوش والسرايا فيما يرويه مسلم (( اغزوا بسم الله في سبيل قاتلوا من كفر بالله واغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تُمثلوا لا تقتلوا وليداً وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ... )).
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 12-12-2007, 07:43 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس الثامن والعشرون : مراعاة المشاعر والأحاسيس (1)
ويصل التعامل في الإسلام مع النفس البشرية إلى قمته من الرعاية والاهتمام، فلا يكدر الخواطر ولا يسمح بالتعالي على الآخرين، ولا يدع الناس يتظالمون ولا يجرح أحد شعور غيره بسب أو شتم أو غمز أو إشارة أو سوء ظن. فكل ذلك مما يهدم الأواصر ويسيء العلاقة ويقطع دواعي المحبة والألفية.
ومن هذه الصور التي دعا إليها الإسلام والتي تراعي النفس البشرية وتراعي نفسية الآخرين :
1- إظهار المحبة ومعاملة الآخرين بها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه )). ولكي تكون المحبة متبادلة بين الطرفين لا بد من الإعلان عنها جاء في الحديث الصحيح (( إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه )) صحيح الجامع الصغير للألباني .
2- البعد عن ظلم الناس واحتقارهم. لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره )).
3- اجتناب الأذى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم (( كل مسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )).
4- إظهار التواضع واجتناب الكبر لقول الله تعالى: ( وَلاَ تُصَعِّر خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمشِ في الأَرضِ مَرَحاً، إِنَّ اللًَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُختَالٍ فَخُورٍٍ "18" ) وفي الحديث الذي رواه مسلم: (( وأن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد )).
5- ومن التواضع وحسن الأدب أن لا تقيم الرجل من مكانه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: (( لا يقيم الرجل الرجل من مقعده ثم يجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا )).
6- ومن حسن الأدب في التعامل أن لا تسخر من فرد أو تعيبه أو تحتقر الآخرين قال الله تعالى : ( يَآأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ يَسخَر قَومٌ مِّن قَومٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيراً مِّنهُم وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيراً مَّنهُنَّ، وَ لاَ تَلمِزُوا أَنفُسَكُم وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلقَابِ، بِئسَ الاِسمُ الفُسُوقُ بَعدَ الإِيمَانِ ).
7- البعد عن الحسد المفضي إلى البغضاء، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري: (( لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تجسسوا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخواناً )).
8- ومما يخدش المشاعر – والذي نهى عنه الإسلام – الهمز باللسان، والغمز بالعين، وذكر عيوب الناس، والإشارة إليها لغرض الطعن. قال الله تعالى: ( وَيلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ "1" ).
9- البعد عن النجوى والمسارة بالأحاديث المفضية إلى الأذى وسوء الظن، وخاصة بين اثنين وترك الثالث. لقول الله تعالى: ( يَآأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا تَنَاجَيتُم فَلاَتَتَنَاجَوا بِالإِثمِ وَالعُدوَانِ وَمَعصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوا بِالبِرِّ وَالتَّقوَى ).وفي الحديث رواه البخاري (( لا يتناج اثنان دون الثالث )).
10- البعد عن الألفاظ المفضية إلى جرح المشاعر والإساءة. قال الله تعالى آمراً المؤمنين بمخالفة اليهود: ( يَآأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرنَا وَاسمَعُوا، وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ "104" ) فكلمة راعنا، كان يقصد بها اليهود الاستهزاء، وكلمة انظرنا تعني فهّمنا وبيّن لنا.
11- البعد عن الإسراف في المديح، لكيلا تأخذ الممدوح نشوة الاختيال والإعجاب بالنفس. أخرج الشيخان وأبو داود عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: (( أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (( ويلك! قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبكَ )) ثلاثاً ثم قال: (( من كان منكم مادحاً أخاه لا محالة فليقل: أحسب فلاناً (( الله حسيبه ولا يزكي على الله أحداً أحسب كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه )).
12- البعد عن رجم الناس بالغيب، وإبهاتهم. يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه (( إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث )).
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 12-12-2007, 07:43 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس الثامن والعشرون: مراعاة المشاعر والأحاسيس (2)
13- ومن أدب المسلم وصيانته لمشاعر غيره، عدم تدخله فيما لا يعينه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعينه )) رواه مالك وأحمد والطبراني.
14- البعد عن رمي أحد من الناس بفسق أو كفر بغير حق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري (( لا يرمي رجل رجلاً بالفسق أو كفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك )).
15- ضبط النفس، وكظم الغيظ، وعدم الاستجابة لأي استفزاز. لقول الله تعالى: ( وَالكَاظِمِينَ الغَيظَ وَالعَفِينَ عَنِ النَّاسِ، وَاللَّهُ يُحِبَّ المُحسِنِينَ ). وفي الحديث المتفق عليه: (( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )).
16- ومن أدب المسلم في المجلس ولكي لا يجرح شعور أهل البيت، لا يحد نظره في بيت غيره لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم (( من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقؤوه عينه )).
17- ومن مراعاة الإسلام لمشاعر الناس النهي عن الشماتة بأحد، لأن الشماتة خلق وضيع جارح لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي: (( لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك )).
18- البعد عن الجدل والمزاح المؤذي والإخلاف بالوعد، لأن المراء والجدال لا يأتي بخير، والمزاح المؤذي كثيراً ما يؤول إلى النفور وسقوط المهابة، والإخلاف بالوعد يكدر النفس وينزع المحبة من القلب. والمسلم الصادق بعيد عن هذا كله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا تمار أخاك ولا تمازحه ولا تعده موعداً فتخلفه )) رواه البخاري في الأدب المفرد.
19- الرفق بالمؤمنين لدرجة تصل إلى الذل لقول الله تعالى: ( أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ ) وهذا النوع من التعامل قمة في اللين والتلطف وحسن المعشر.
20- ترك احتقار الناس والسخرية منهم، لما في ذلك من الكبر والاستعلاء بغير الحق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم (( بحسب امرىءٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم )).
21- ترك ترويع المسلم ولو بالإشارة مازحاً لما فيه من الضرر النفسي والتخويف، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (( من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه وإن كان أخاه لأبيه وأمه )) رواه مسلم.
22- إزالة الشبهات، وتصحيح ظنون الناس للحفاظ على سلامة الصدر وصدق الطوية وحسن السيرة. جاء في صحيح البخاري .. عن علي بن الحسين رضي الله عنهما أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان فتحدثت عنده ساعه ثم قامت تنقلب، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد أم سلمة مرّ رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: (( على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي )) فقالا: سبحان الله يا رسول الله. وكبر عليهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً )).
23- وكان من رحمته صلى الله عليه وسلم وتلطفه حتى مع الأطفال أنه لم يجرح شعور طفلة على ظهره وهو يصلي. فقد ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم (( كان يصلي وهو حامل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بنت ابنته زينب رضي الله عنها، إذ كانت جارية فكان إذا سجد وضعها وإذا قام رفعها )).
24- ومن أدب المسلم مراعاة أحوال الناس، وما يشق عليهم. جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري (( إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطوِّل فيها فاسمع بكاء الصبي فأتجوّز في صلاتي كراهية أن أثقل على أمه )).
25- ومن مراعاة المشاعر الإنسانية إشباع الرغبة البشرية المباحة، حتى في الترفيه وعدم التصادم معها.
جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها – رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد فزجرهم عمر رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( دعهم، أمناً بني أرفده )) يعني من الأمن.


تم بفضل الله وطبعا الموضوع كله منقول
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 04:27 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.