انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-08-2011, 03:49 PM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




3agek13 اخطر مرض ممكن ان تراه بعينك

 

اتكلم اليوم عن مرض خطير جدا منتشر بيننا

وخطورته انه هذا المرض يولد مع الانسان ويعانى منه طيل عمره الى وفاته

والمشكلة انه اشد مرض موجود فى عصرنا الحالى

اشد فتك من السرطان وغيره من الامراض المستعصية


ولكن لا ننياس لانه يوجد له علاج ولكنه صعب

مر الطعم ولكنه مجرب وفعال

والخير فى هذا العلاج انه عندما يستعمل يكون له فائدة عظمى وخيرا كبير على الانسان

اظن ان منكم من تشوق ليعلم هذا المرض وخطره حتى يبعده عن نفسه واهل بيته ومن يحبهم

انه مرض


اللسان

نعم انه السان قد يقول البعض وهل هذا مرض اقول نعم مرض يدخل الجنة ان وقفته لله ويدخل النار ان وقفته للشيطان

واى شر يبقى بعد دخول النار وخسران الدنيا والاخرة

بل اقول ان اللسان عندما يكون للشر ادعى واسرع تجد صاحبه حزينا مغموما مريضا لا يعلم

فرحا ولا سرور ولا يرضى بخيرا ولا ينعم فهو ينتهك عرض هذا ويتعرض لهذا فتجده مذموما من الخلق
لا يحس براحة ولا ينعم بسكنة

وهذا حال من اعرض عن ربه بمعصيته

اللسان

إن اللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة فإنه صغير جرمه، عظيم طاعته وجرمه، إذ لا يستبين الكفر، والإيمان إلا بشهادة اللسان وهما غاية الطاعة والعصيانفهذا المخلوق الصغير يعبر الإنسان عن بغيته ويفصح عن مشاعره، به يطلب حاجته ويدافع عن نفسه ويعبر عن مكنون فؤاده، يحادث جليسه ويآنس رفيقه، به السقطة والدنو وبه تظهر الهمة والعلو.



قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية
ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى الرجل ليشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول

وقال تعالى عنه عن حفظ اللسان

قال تعالى: }مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ{
[ق: 18].
وقال جل وعلا: }وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا{ [الإسراء: 36].

ومن الأحاديث ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" رواه البخاري ومسلم.
وعنه r أنه قال: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" رواه الترمذي وابن ماجه.
وحين سئل رسول الله r عن أكثر ما يدخل النار؟ قال: "الفم والفرج" وعندما سأل معاذ بن جبل رسول الله r عن العمل الذي يدخله الجنة ويباعده من النار، أخبره النبي r برأسه وعموده وذروة سنامه، ثم قال: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟" قال: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: "كف عليك هذا" فقال: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: "ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" رواه الترمذي.



اخطر مرض فى اللسان

اعلموا وفقكم الله ان اخطر مرضين وافتين تصيب اللسان هما

آفــه الكلام
وهى ان يتكلم بالحرام من سخط الله ولا يلقى لها بال يتكلم فى حق هذا وفى عرض هذا مفتاح للشر مغلاق للخير لا تجده الا لسان يفري فى اعراض الناس

سمع احد السلف رجل يخوض فى عرض اخيه فجاءه وقال له هل غزوت فارس قال لا

قال هل غزوت الروم قال لا

قال سبحان الله سلمت منك فارس والروم ولم يسلم منك عرض اخيك المسلم

وبالحديث وان الرجل يتكلم بالكلمة لا يلقى لها بالا يهوي بها فى النار ما ابعد بين المشرق والمغرب) سلم يا رب سلم
لعمرك ما للمرء كالرب حافظ




ولا مثل عقل المرء للمرء واعظ



لسانك لا يلقيك في الغي لفظه



فإنك مأخوذ بما أنت لافظ])





وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا كتب عليه حتى أنينه في مرضه،
فلما مرض الإمام أحمد فقيل له: إن طاوسًا كان يكره أنين المرض، فتركه

البداية والنهاية (9/ 272).

سبحان الله عندما ارى هذا ان الامام احمد يترك الانيين من شدة المرض خوفا ان تكتب عليه اكاد اموت خوفا من كلمات فى القيل والقال ولا حول ولا قوة الا بالله

قال عمر بن عبد العزيز: من علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه وينفعه
الافه الثانية السكوت

نعم ان السكوت عن الحق مصيبة كبرى وكما ان الساكت عن الحق شيطان اخرس فان المتكلم بالباطل شيطان ناطق

قد تري البعض يري ظلم فلان ولا ييتكلم بكلمة تنصر مظلوم يخاف على منصبه او وظيفته ونسى ان الرازاق هو الله

يخاف ان يتكلم بكلمة بحق اخيه تنصره ويخشى ان يقتل او يسجن وبالحديث انصر اخاك ظالما او مظلوما قالو هذا مظلوما فما بال ظالما قال تدفع عنه لمه )


اين نحن من هؤلاء


ساذكر كلمات مضيئة ومواقف من حياة السلف فى حفظ السنتهم

لما ذكر عند عمر ابن عبد العزيز رجل تكلم فى عرض اخيه قال له ان شئت نظرنا فى امرك فان كنت كاذبا فانت ممن قال الله فيهم ان جاءكم فاسقا بنبا فتبينوا )
وان كنت صادقا فانت ممن قال الله فيهم (همازا مشاءا بنميم )

وان شئنا عفونا عنك فقال الرجل بل العفو )

وكان لفضيل بن عياض يقول في ذلك: والله ما يحل لك أن تؤذي كلبا أو خنزيرًا بغير حق، فكيف تؤذي مسلما؟

أخي:
تعهد نفسك في ثلاثة مواضع: إذا علمت فاذكر نظر الله تعالى عليك وإذا تكلمت فانظر سمع الله إليك، وإذا سكت فانظر علم الله فيك


قال سلمة بن دينار: ينبغي للمؤمن أن يكون أشد حفظا للسانه منه لموضع قدمه


وكان عمر بن الخطاب يقول: من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه ومن كثرت ذنوبه كانت النار
أولى به

ومن اشد المصائب على العبد فضول الكلام الذى لايفضى الى خيرا قط ويودى الى الهلكة

قال ابن مسعود: إياكم وفضول الكلام حسب امرئ ما بلغ حاجته

قال بعض السلف: يعرض على ابن آدم يوم القيامة ساعات عمره، فكل ساعة، لم يذكر الله فيها تتقطع نفسه عليها حسرات.
من هنا يعلم أن ما ليس بخير من الكلام فالسكوت عنه أفضل من التكلم به، اللهم إلا ما تدعو إليه الحاجة مما لا بد منه([

وما أدري وإن أملت عمرًا



لعلي حين أصبح لست أمسي


ألم تر أن كل صباح يوم



وعمرك فيه أقصر من أمس)









قال ابن عباس رضي الله عنهما: يا لسان قل خير تغنم، أو اسكت عن شر تسلم



اللسان والاحداث الجارية

لعل من اخطر شيى الان يجرى على سا حة العالم التكلم بغير علم والكلمات التى تردد للاثارة الفتنة ومقتلة المسلمين وغير المسلمين

فقد تقوم حرب بكلمة او تخمد اخرى بكلمة فهل اتقينا الله بالسنتنا قبل ان يختم على هذة الالسنة ويتكلم شيئا اخر اتدرى ما هو قال ربى وخير الكلام كلام ربى ({حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }فصلت20

الى دعاة الفتنة الى مصعرين الحروب الى من لايريدون اقامة شرع الله الى من ابى الله الا ان يفضحهم ويفضح مكرهم بالسنتهم اتقوا اله فى دماء المسلمين واعراضهم من اجل عرض قليل تبيعوا دينكم والله سيفضحكم الله ولن تجدوا يوم القيامه من دونه وكيلا قال تعالى


قال تعالى ({وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ }محمد30

قال يحيى بن معاذ: القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغارفها، فانظر إلى الرجل حين يتكلم فإن لسانه يغترف لك مما في قلبه، حلو وحامض، وعذب وأجاج، وغير ذلك، ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه، أي كما تطعم بلسانك طعم ما في القدور من الطعام فتدرك العلم بحقيقته، كذلك تطعم ما في قلب الرجل من لسانه فتذوق ما في قلبه من لسانه كما تذوق ما في تلك القدور بلسانك(






عن سفيان قال: طول الصمت مفتاح العبادة


نعم فإن في طول الصمت تفكرًا وكفًا عن ما لا ينبغي، واستفادة من الأوقات.. ومحاسبة للزلات.

قال الفضيل بن عياض: ما حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان، ولو أصبحت يهمك لسانك، أصبحت في هم شديد


: اعلم أن الكلام ترجمان يعبر عن مستودعات الضمائر ويخبر بمكنونات السرائر، لا يمكن استرجاع بوادره، ولا يقدر على رد شوارده، فحق على العاقل أن يحترز من زللـه، بالإمساك عنه أو بالإقلال منه



اللسان والخير



اعلم ان الله لم يعطك هذا اللسان لتتذوق به فقط بل هو وسيلة لتحصيل الخير والذكر

فلا تجعله يفتر عن ذكر الله واشغله دائما بالتسبيح والتهليل فان لم تشغله بالحق شغلك هو بالباطل

قيل للقمان الحكيم: ما حكمتك؟ قال: لا أسأل عما كفيت ولا أتكلف ما لا يعنيني

هذا عبد الله بن أبي زكريا يقول: عالجت الصمت ثنتي عشرة سنة، فما بلغت منه ما كنت أرجو(
وقال: مورق العجلي: أمر أنا أطلبه منذ عشر سنين لم أقدر عليه ولست بتارك طلبه، قالوا: وما هو يا أبا المعتمر؟ قال: الصمت عما لا يعنيني
أخي الحبيب: أين نحن من هؤلاء؟
قوم جاهدوا أنفسهم وحاولوا سنوات طويلة، أفلا نفكر ولو أيام معدودة في الصمت عما لا يعنينا؟ ولو لساعات فقط؟



ولكن الأمر كما قال محمد بن واسع لمالك بن دينار: يا أبا يحيى حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدينار والدرهم([.
مع أنه ما من أحد من الناس يكون منه لسانه على بال إلا رأيت صلاح ذلك في سائر عمله



يصاب الفتى من عثرة بلسانه



وليس يصاب المرء من عثرة الرجل


فعثرته بالقول تذهب رأسه



وعثرة بالرجل تبري على مهل([





انظر يا أخي إلى قول الأوزاعي: من أكثر من ذكر الموت كفاه اليسير ومن علم أن منطقه من عمله قل كلامه.
ومن قل كلامه فيما لا فائدة فيه.. استكثر مما لا ينفع في الآخرة.. وحدد محمد بن عجلان الكلام بأربعة أن تذكر الله، وتقرأ القرآن وتسأل عن علم فتخبر به، أو تتكلم فيما يعنيك من أمر دنياك















رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-08-2011, 04:07 PM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وواقعنا اليوم مثل رجل قال لسلمان الفارسي: أوصني قال: لا تتكلم، قال: ما يستطيع من عاش في الناس أن لا يتكلم، قال: فإن تكلمت فتكلم بحق أو أسكت

وهذه النصيحة تصلح لكل زمان ولزماننا خاصة ولكن يبقى فقط أن نطبقها في واقع حياتنا وفي مجالسنا، ومكالمتنا الهاتفية

عن عبد الله بن مسعود قال: والله الذي لا إله إلا هو ما علىوجه الأرض شيء أحوج إلى سجن من لسان

فإن لم يسجن وأطلق له العنان فإنه كما وصف طاوس: لساني سبع إن أرسلته أكلني
وهو والله أشد يأكل الحسنات ويجلب السيئات، تفاجأ يوم القيامة بذنوب كالجبال، من آفات وسقطات اللسان.
يتعلق بك من بهته ويمسك بك من اغتبته. . ويقبض على رقبتك من استهزأت به قال تعالى: }أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ{ حديثك تنساه بمجرد إطلاق الكلمة وانتهاء المجلس.. ولكنه محصى عليك.. موقوف أنت حتى يقتص منك.. يؤخذ من حسناتك لهم فإن فنيت حسناتك أخذ من سيئاتك فحطت عليك...!
مصيبة أن تفجع في ذلك اليوم بمثل هذا وأنت أحوج ما تكون للحسنة الواحدة.
لنرى تحفظ من سبقنا.. وكيف كانوا يملئون صحائفهم؟
قيل للمعافي بن عمران: ما ترى في الرجل يقرض الشعر ويقوله؟ قال: هو عمرك فأفنه بما شئت.
وسئل مسروق عن بيت من شعر فكرهه، فقيل له؟ فقال: إني أكره أن يوجد في صحيفتي شعر
هذا الشعر ضرب من ضروب الكلام حسنه حسن ورديئه رديء، ولكن أصحاب الهمم ومن يرى أن تسبيحه وتحميده خير له، حفظ سطور صحائفه إلا في رفع درجة وحط خطيئة.
وقد قال رجل للربيع بن خثيم ما يمنعك أن تمثل بيتا من الشعر فإن أصحابك قد كانوا يفعلون ذلك؟ قال: إنه ليس أحد يتكلم بكلام إلا كتب، ثم يعرض عليه يوم القيامة، فإني أكره أن أقرأ في كتابي يوم القيامة بيت شعر
ويا أخي الكريم: هو لسانك، وهذه صحيفتك.. فأمل ما شئت، وقل ما شئت.
اجتمع قس بن ساعدة وأكثم بن صيفي، فقال أحدهما لصاحبه: كم وجدت في ابن آدم من العيوب؟ فقال: هي أكثر من أن تحصى، والذي أحصيته ثمانية آلاف عيب، ووجدت خصلة إن استعملها سترت العيوب كلها، قال : وما هي؟ قال: حفظ اللسان
أخي الحبيب:
للسان آفات كثيرة، ومزالق خطيرة وسأقتصر على أربع آفات فقط.
الآفة الأولى: الغيبة.
الآفة الثانية: النميمة.
الآفة الثالثة: الكذب.
الآفة الرابعة: الاستهزاء

وقد أبان r الغيبة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول
الله
r قال: "أتدرون ما الغيبة؟" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال"ذكرك أخاك بما يكره" قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته" رواه مسلم.


وبهذا يبين r الفرق بين الغيبة والبهتان وأن الكذب عليه بهتًا له، فالكذب على الشخص حرام كله سواء كان الرجل مسلمًا أو كافرًا، برًّا أو فاجرًا، لكن الافتراء على المؤمن أشد. بل الكذب كله حرام والغيبة تعد على أعراض المسلمين والنبي r قال في خطبته يوم النحر بمنى في حجة الوداع: "إن دماءكم وأموالكم، وأعراضكم، حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت" متفق عليه. وفي الحديث الآخر
قال
r: "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه" رواه مسلم.


قال الحسن: والله للغيبة أسرع في دين المؤمن من الآكلة في جسده(
.
وقال سفيان بن عيينة: الغيبة أشد من الدين، الدين يقضى والغيبة لا تقضي


واعلم أخي: أن مجالس الغيبة ليست بمجالس خير وهي مجالس تؤكل فيها لحوم المسلمين.
روي عن حاتم الزاهد رحمه الله تعالى أنه قال: ثلاثة إذا كن في مجلس فالرحمة عنهم مصروفة: ذكر الدنيا، والضحك، والوقيعة في الناس

وقال بكر بن عبد الله: إذا رأيتم الرجل موكلاً بعيوب الناس، ناسيًا لعيبه، فأعلموا أنه قد مكر به

أخي: اعلم أن أحسن أحوالك أن تحفظ ألفاظك من جميع الآفات وتتكلم فيما هو مباح لا ضرر عليك فيه ولا على مسلم أصلاً، إلا أنك تتكلم بما أنت مستغن عنه ولا حاجة لك إليه فإنك تضيع به زمانك، وتحاسب على عمل لسانك وتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.. ولو هللت الله سبحانه وسبحته لكان خير لك، فكم من كلمة يبني بها قصرًا في الجنة، ومن قدر على أن يأخذ كنزا من الكنوز، فأخذ مكانه قذرة لا ينتفع بها كان خاسرًا خسرانًا مبينًا،

قال يحيى بن معين: إنا لنطعن على أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة من أكثر من مائتي سنة

دع عنك ذكر فلانة وفلان



واجنب لما يلهي عن الرحمن


واعلم بأن الموت يأتي بغتة



وجميع ما فوق البسيطة فان


فإلى متى تلهو وقلبك غافل



عن ذكر يوم الحشر والميزان(1])








ذكر عن إبراهيم بن أدهم.. أنه دعي إلى طعام فلما جلس قالوا: إن فلانا لم يجئ فقال رجل منهم: إن فلانا رجل ثقيل، فقال إبراهيم: إنما فعل هذا بي بطني حين شهدت طعامًا، اغتبت فيه

مسلما، فخرج ولم يأكل ثلاثة أيام
أخي: والحال هذه، أعمارنا تجري، وألسنتنا تنطق وصحائفنا تسجل، كيف الخلاص من تلك الآفة التي تفتك بالحسنات وتأتي بالحسرات، هذا أحد من حرص على مجاهدة لسانه ومحاسبته، يروي لنا كيف تخلص من هذه الآفة.
قال ابن وهب: نذرت إني كلما اغتبت إنسانا أن أصوم يوما، فأجهدني فكنت أصوم وأغتاب، فنويت إني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم، فمن حب الدراهم، تركت الغيبة
أخي المسلم:
لو هللت الله وذكرته وسبحته لكان خيرا لك فكم من كلمة يبني بها قصرًا في الجنة، ومن قدر أن يأخذ كنزًا من الكنوز فأخذ مكانه مدرة لا ينتفع بها كان خاسرًا خسرانًا مبينًا، وهذا مثال من ترك ذكر الله تعالى واشتغل بمباح لا يعنيه، فإنه وإن لم يأثم فقد خسر حيث فاته الربح العظيم بذكر الله تعالى، فإن المؤمن لا يكون صمته إلا فكرا ونظره إلا عبرة ونطقه إلا ذكرا

وعن الأحنف قال: قال لي عمر بن الخطاب: يا أحنف من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه

اغتاب رجل عند معروف الكرخي فقال: اذكر القطن إذا وضع على عينيك

هذا عبد الله بن أبي زكريا: يقول: مكثت اثنتي عشرة سنة أتحفظ من لساني
فمثل نفسك يا مغرور وقد حلت بك السكرات، ونزل بك الأنين والغمرات، فمن قائل يقول: إن فلانا قد أوصى وماله قد أحصى، ومن قائل يقول: إن فلانًا ثقل لسانه، فلا يعرف جيرانه ولا يكلم إخوانه، فكأني أنظر إليك تسمع الخطاب ولا تقدم على رد الجواب، ثم تبكي ابنتك وهي كالأسيرة وتتضرع وتقول: حبيبي أبي، من ليتمي بعدك؟ من لحاجتي؟ وأنت والله تسمع الكلام ولا تقدر على رد الجواب:
وأقبلت الصغرى تمرع خدها



على وجنتي حينًا وحينًا على صدري


وتمسك خديها وتبكي بحرقة



تنادي: أبي إني غلبت على الصبر


حبيبي أبي من لليتامى تركتهم



كأفراخ زغب في بعيد من الوكر([



ورحل بك من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة.. حملت أوزارك معك .. ورحلت وحيدًا حيث الحساب والجزاء، فرحم الله من حفظ لسانه ليوم فقره.. ورحم الله من استبدل مكان الشر خيرا فسرته صحيفته إذا رآها غدا.
قال سفيان الثوري: أقل من معرفة الناس تقل غيبتك


قال رجل للفضيل بن عياض: إن فلانًا يغتابني قال: قد جلب لك الخير جلبا

وقال: عبد الرحمن بن مهدي: لو لا أني أكره أن يعصى الله تمنيت أن لا يبقى في هذا العصر أحد وإلا وقع في واغتابني فأي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته يوم القيامة لم يعملها ولم يعلم بها
ويظن البعض أن الغيبة تقتصر على أناس دون آخرين وعلى مجتمع دون آخر بل هي تشمل الجميع وإنها لعمري في العلماء أعظم وأشنع كما أنها في غيرهم سواء.. يتساوى في ذلك من ارتفعت به درجات الدنيا ومن قصرت ممن ولاهم الله أمور المسلمين.
قال سفيان: لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان،
أكنتم تتكلمون بشيء؟ قلنا: لا، قال: فإن معكم من يرفع الحديث..
يعني الملكان الموكلان: }مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ{.
أخي الحبيب: إن من تغتابه غالبا تكرهه وتحمل عليه، ولكن انظر ماذا يصنع معك.. إنه يأخذ منك أكثر مما تأخذ منه. وأين؟ إنه في وقت الشدة وزمن الحاجة:
يشاركك المغتاب في حسناته



ويعطيك أجري صومه وصلاته


ويحمل وزرا عنك ضن بحمله



عن النجب من أبنائه وبناته


فلا تعجبوا من جاهل ضر نفسه



بإمعانه فينفع بعض عداته


ويحمل من أوزاره وذنوبه



ويهلك في تخليصه ونجاته([1])



من تريد تحقيره في هذه الدنيا.. ها هو الفوز اليوم .. أخذ من حسناتك.
فهلا ضننت بحسناتك لنفسك.
قال ابن مسعود: أنذرتكم فضول كلامكم، حسب امرئ من الكلام ما بلغ به حاجته


وقال الحسن: يا ابن آدم بسطت لك صحيفة ووكل بها ملكان كريمان يكتبان أعمالك فاعمل ما شئت وأكثر أو أقل

منقول بتصرف من كتاب احصاه الله ونسوه للشيخ عبد الملك القاسم

ارجو ان اكون افدت على هذة العجالة وارجو ان يتقبلها الله

اللهم اجعل لى فى قلوب عبادك ودا

اللهم لا تعذب احد دل عليك

اللهم لا تعذب عبدا خافك

اللهم اغفر لى مالا يعلمون واجعلنى خيرا مما يظنون ولا تخزنى يوم يجمعون يوم لا ينفع مالا ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-08-2011, 04:53 PM
المحتاجه الى الله المحتاجه الى الله غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




افتراضي

بارك الله بكم
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ممكن, أرض, اخطر, او, تراه, تعينك


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:05 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.