الـزفــة
وهي ابتداع جديد أخذته المسلمات من الغرب ومن أجواء المسلسلات والأفلام حيث يدخل العروسان أمام الحاضرات، وعلى أنغام الموسيقى، ويجلسان في المنصة، والعريس ينظر إلى النساء اللاتي قد احتجب بعضهن، وبعضهن تساهلوا في ذلك، وثم يتناولان شيء من الشراب وتلتقط لهم الصور التذكارية.. وقصور الأفراح تختلف في اختراع أشكال زفة العروسين تقليداً مضحكة للغرب.. ليس من الدين في شيء.. وليس من العادات والتقاليد في شيء.
الاستهزاء والسخرية بعباد الله
هناك الكثير من الناس لا متعة لهم إلا بالحديث في أعراض المسلمين والمسلمات، والبحث في جوانب حياتهم الماضية والحاضرة، والسخرية والاستهزاء ببعضهم وخصوصاً في المناسبات العامة والخاصة والاجتماعات سواء في مراكز الدراسة أو العمل وغيرها..
فمثلاً: نرى ونسمع بعض النساء في حفلات الزواج تستهزيء بغيرها، فلا يكفيها ما نالته من لهو ونميمة وغيبة فتركت عيوبها ومساوؤها واشتغلت بعيوب وأخطاء المسلمات الغافلات ثم تبدأ تتهكم على تلك القصيرة والبدينة والنحيلة والفقيرة..!
وتسخر من فستان تلك التي احتشمت وترميها بالتخلف والتعقيد! تظن هذه السفيهة أن التطور والتقدم في العري وقلة الحياء!
ثم تبدأ في إشراك من حولها في الضحك والتقليد على بعض الحاضرات.. انظري إلى مشيتها!! انظري إلى تسريحتها! وانظري، وانظري حتى تنهض بكل وقاحة تقلد مشيتها!!
انظروا سفاهة بعض العقول يا عباد الله!
وصدق القائل حين قال:
إذا لم تخشى عاقبة الليالي ولم تستحي فاصنع ما تشاء
وهاهي تخبر صديقاتها.. هل تعرفن فلانة؟!..
انظرن إنها تلك ذات الفستان الأحمر المخملي!
إن أسرتها فقيرة معدمة فكيف لها بمثل هذا الفستان الساحر؟!
لا شك إنها استعارته من صديقتها فلانة!
يا لها من شحاذة!
سنعرف خبرها غداً في المدرسة!!
قال الرحيم الحليم في كتابه العزيز:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ َ} (11) سورة الحجرات
وهكذا بعض النساء هن طوال الحفل.. تافهات.. يتسلين بما يرونه من أخواتهن المسلمات وإني لأعجب من هذا السلوك؟!
ألا دين لهم فيردع!
آلا عقل يزجر.. آلا تربيه فيهن تثمر!..
أختاه احذري غيبة الأنام.. لفظاً وتعريضاً مدى الأيام. الهمز واللمز مع النميمة فإنها ذخائر ذميمة.
ثم نأتي إلى بعض الفتيات اللاتي يضحكن ويعلقن على كبيرات السن، وينكرون حضورهن إلى الحفلات أو الزيارات.. وكأنهن من سقط المتاع!.
وقد جاء في اقتراحاتهن العجيبة أن تكتب على بطاقات الدعوات ممنوع دخول كبيرات السن "العجائز"، فلا داعي لتشريفهن ولا نفع لوجودهن!!
والله إنها لمهزلة أن يصل تفكير بعض المسلمات الشابات لهذه الدرجة!
اغترت هذه الشابة بصغر عمرها وحيويتها وقوتها ونضارتها.. فتندرت على ملابس تلك العجوز وعلى طريقة سيرها!.. وعلى..!!
وكأنها هي ستبقى طوال حياتها شابة.. قوية.. نشيطة.. جميلة.. لن تفقد نضارتها.. ولن تفقد حلاوتها.. وجاذبيتها!
لن يظهر في شعر رأسها الشيب!!
ولن ينحني ظهرها.. ولن تشكو وجع ركبتيها، وإنه فعلاً لمن السفاهة والحماقة الاستهزاء بالعجوز التي شاب شعر رأسها أو الرجل الكبير الذي شاب شعر رأسه ولحيته..
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
"إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم "
(أخرجه أبو داود في سننه وقال الشيخ آلألباني: حسن، كما في صحيح الجامع. )..
وإن الشيب لوقار للإنسان،
ونذير له والكبر والهرم هي مصير ابن آدم ما دام حياً على وجه هذه الأرض.. وقد قال أحدهم مفتخراً بالشيب:
عيرتني بالشــيب وهو وقار ليتها عيرت بما هو عار
إن تكن شابت العوارض مني فالليالي تزينها الأقـمار
وإن التي دائماً تضحك وتسخر من كبيرات السن فإن الأيام ستخبرها أنه سيأتي ذلك اليوم الذي ستجد فيه من يضحك عليها من الشابات، وسينكرون عليها حضورها وأشياء هي قد فعلتها بغيرها!
طالت بها الأيام أو قصرت!
ثم ألا تعرف هذه الفتاة وغيرها من اللاتي لا إحساس ولا احترام لديهن أن هذه المرأة الكبيرة أو "العجوز" عزيزة.. محترمة..
عند بناتها وأبنائها.. عند حفيداتها وأحفادها.
عند قرابتها ومعارفها.. فهم يتمنون طول بقائها ويفخرون بها ويسعدون بفرحها وحضورها، ويتمنون رضاها وخدمتها.. فمكانتها لديهم جليلة..
ولما لا وهي الأم الكبيرة الشريفة؟!..
ولن تعتلي هذه المكانة عندهم إلا من هي في مثل عمرها وشرفها!
فهل تتوقع هذه الفتاة المستهترة وأمثالها أن كل الناس مثلها أو مثل أهلها لا يحترمون كبارهم ولا يخدمون عجائزهم ولا يعرفون قدر بعضهم!
ألم تسمع بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
"ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا "
(أخرجه أحمد وصححة الألباني) وفي رواية " حق كبيرنا "؟!.
وجاء عنه صلوات ربي عليه وسلامه أنه قال:
"ما أكرم شاب شيخاً لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه ".
( رواه الترمذي)
فعلى من هذا فعلها وهذه طريقتها أن ترتدع وتعيد حساباتها، فتترك وتتجنب الاستهزاء بغيرها وتبتعد عن السخرية بكبار السن أو كبيرات السن حتى ولو على سبيل الدعابة والمزاح فوقروا كباركم يوقركم صغاركم..
فعلينا احترامهم ورفع مكانتهم فهؤلاء الكبار من نساء ورجال لهم شرف وقدر عند كل من له عقل، فيه وعي وفهم وكل من له قلب ينبض بالحب والحنان، وكل من لديه أخلاق تعتلي به إلى المكارم والمعالي..
وقد قال حكيم لابنه: يا بني وقر الشيوخ فهم مواطن الوقار ومعادن الآثار ورواة
الأخبار وحفظة
م ن ق و ل