انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > القرآن الكريم

القرآن الكريم [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها] .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-09-2014, 03:40 PM
نور الماجد نور الماجد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي تفسير جزء عم - الدرس الثالث : الشيخ زيد البحري

 

تفسير جزء عم ( الدرس الثالث )
لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحابته وسلم تسليماَ كيراً إلى يوم الدين أما بعد
مما تبقى من الفوائد تحت الآيات الكريمات [ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ) إلى آخر السورة
· أن هذا النعيم المذكور هو من رب السموات والأرض فلا يملك أحد أن يوصل هذا النعيم إلا الله عزوجل.
· أن هناك مخلوقات ليس في السماء ولا في الأرض لقوله تعالى (رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا) . وصدق إذ قال [وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ] {النحل:8} .
· أن اسم (الرحمن) مذكور هنا في سياق البعث والنشور وذكره كثير في هذا السياق مما يدل على أن رحمة الله عزوجل سبقت غضبه فهنا قال (رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا) وقال تعالى [المُلْكُ يَوْمَئِذٍ الحَقُّ لِلرَّحْمَنِ] {الفرقان:26} وقال تعالى [وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ] {طه:108},فهذا يدل على ما ذكرنا ولا أدل من الحديث الوارد من أن الله عزوجل خلق مئة رحمه أنزل منه رحمه إلى الأرض فبها يتراحمون حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشي أن تصيبه فإذا جاء يوم القيامة كمل بها هذه المئة.
· أن الأرض في كتاب الله عزوجل لم تذكر إلا مفرده بينما السموات تذكر أحياناً بالإفراد وأحياناً بالجمع ولعل الفائدة من هذا أن مصلحة الخلق لها ارتباطٌ بمن في السموات السبع كلها إذ قال عزوجل عن الملائكة كما سيأتي في سورة النازعات [فَالمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا] {النَّازعات:5} بينما الأرض ليس لنا فيها حاجة إلا هذه الأرض العليا.- والله أعلم-
· بيان عظمة لله عزوجل إذ لا يصدر خطاب من الخلق ذلك اليوم إلا بإذنه عزوجل.
· بيان قيام الخلق لله عزوجل يوم القيامة إذ قال (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالمَلَائِكَةُ) وقال عزوجل عن الناس [يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ] {المطَّففين:6} .
· بيان فضل جبريل عليه السلام إذ خص بالذكر في قوله (الروح) مع أنه داخل ضمن الملائكة وإفراده بالذكر تنبيه على رفعة مكانته ولا أدل من قوله تعالى [ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي العَرْشِ مَكِينٍ] [مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ] {التَّكوير:21} وهذا كثير في كلام الله عزوجل تذكر الملائكة ويذكر جبريل مفرداً كما في سورة القدر [تَنَزَّلُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ] {القدر:4} .
· أن خضوع الملائكة في ذلك اليوم بما فيهم جبريل مع عظمت هؤلاء الملائكة يدل على ضعف من سواهم من المخلوقين فكيف يكون حال بني آدم في ذلك اليوم.
· بيان كيفية مقام الملائكة عند الله عزوجل وأنهم صفوف ولذا قال تعالى [وَالمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ] {الحاقَّة:17} وكما قال تعالى مقسمَّا بالملائكة [وَالصَّافَّاتِ صَفًّا] {الصَّفات:1} قد يكون في الصلاة وقد يكون في هذا اليوم للإطلاق.
· بيان أن الشفاعة هي القول الصواب المذكور في هذه الآية (وقال صوابا) ما الذي أدرانا؟ وجود الإذن (إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ) وفي هذا دلالة على أن الشفاعة لا يمكن أن تحل لأحد إلا بأمرين:
1. إذن الله للشافع أن يشفع.
2. رضاه عن المشفوع له .
وقد جمعت في آية [وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى] {النَّجم:26} .
· بيان أن ذلك اليوم هو اليوم الحق الثبت العدل الذي تتحقق فيه الأمور وتظهر ولذا قال تعالى [الحَاقَّةُ] {الحاقَّة:1} .
· أن المرجع الحسن والمآل الطيب للإنسان لا يكون إلا باتخاذ طريقٍ إلى الله عزوجل وهو طريق الدين ولذا قال (فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا) ولذا قال الله عزوجل آمراً نبيه صلى الله عليه وسلم [قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا] {الفرقان:55} .
· إثبات المشيئة للعبد (فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ) لكن مشيئته تابعة لمشيئة الله عزوجل.
· إقامة الحجة على الخلق فإنهم يتلون هذا القرآن العظيم ومن بين ما فيه (الإنذار من هذا اليوم) لقوله (إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا). الإنذار في هذا القرآن [وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا القُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ] {الأنعام:19} يعني من بلغه هذا القرآن.
· إثبات قرب هذا اليوم و ما كان قريباً فما أسرع حصوله ومجيئه قال تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ] {الحشر:18} وقال تعالى [وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ البَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ] {النحل:77} قال تعالى [وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالبَصَرِ] {القمر:50} .
· اطلاع العبد يوم القيامة على محصلة عمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر (يَوْمَ يَنْظُرُ المَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ) والآيات في هذا المعنى كثيرة قال تعالى [فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ(7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(8) ]. {الزَّلزلة}. قال تعالى [وَوُضِعَ الكِتَابُ فَتَرَى المُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا] {الكهف:49} قال تعالى [يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ] {المجادلة:6} نسأل الله لطفه .
· تمني الكافر للموت يوم القيامة إذا رأى ما قدمت يداه [وَيَقُولُ الكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا] وذلك إذا رأى البهائم إذا اقتص بعضها من بعض فصارت ترابا تمنى أن يكون كهي أو يتمنى بأنه لم يخلق من الأصل لأن أصله من تراب أو تمنى أنه لما تحلل جسمه في الأرض في قبره تمنى أن لا يبعث في هذا اليوم .
· تنبيه القرآن لقارئه للأمور العظام ولذلك قال (يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا) (يا) هنا لتنبيه لأنها لم تدخل على اسم , فإذا جاءت (يا) وبعدها ليس اسماً فهي للتنبيه.
· بيان الوحدة الموضوعية للقرآن في السورة ما معنى هذا الكلام ؟ الجواب:معناه أنك لو تأملت السورة كلها لوجدت أن هناك ارتباطاً قوياً بين أولها وأوسطها وأخرها, في أولها ذكر لإنكار الكفار للبعث بعدها علامات على قدرة الله على البعث بعدها ما أعده الله للكفار وللمتقين في يوم البعث في آخرها الإنذار المبين من هذا البعث ولذا لو أخذنا بعض التأملات اليسيرة نجد مثلاًً (الأرض) ذكرت مثلاً في أول الآيات فما هو حالها في البعث؟ لها حال آخر نجد الجبال وأنها أوتاد ما حالها في البعث؟ تكون سراباً النوم عبارة عن موته صغرى للتذكير بالموتة الكبرى السماء في هذه الدنيا كيف تكون يوم القيامة؟ مذكورٌ في هذه السورة ذكر الليل والنهار من علامة قدرة الله عزوجل يوم القيامة فهما ينعدمان فليس هناك ليلٌ ولا نهار إنزال المطر به تحيى الأرض ففيه إيذان وإشعار بأن هناك إحياء لهذه الأجساد يوم القيامة ولو تأملت لوجدت ووجدت لكن هذه إطلاله سريعة ويستفاد منها في باقي سور القرآن, فلو نظرت مثلاً إلى سورة البقرة لوجدت أن الإيمان مذكورٌ في أول السورة وفي أوساطه وفي آخره, لو رأيت إلى الإنفاق لوجدت أنه مذكور في أول السورة ومذكور في ثنايا السورة في مواضع متعددة وفي آخر السورة أيضاً. وعلى هذا فقس تجد أثناء التأمل أن هناك وحدة موضوعية لسور القرآن وهو فن من فنون التفسير لفهم كلام الله عزوجل لأن بعض العلماء يفسر القرآن إما بمفرداته و إما بوحدته الموضوعية ونحو ذلك .
سورة النازعات
[وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا(1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا(2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا(3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا(4) فَالمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا(5) ]. {النَّازعات}.
معاني الآيات
النَّازِعَاتِ: الملائكة تنزع أرواح الكفار.
غَرْقًا: بشدة وعنف.
النَّاشِطَاتِ: الملائكة تسل أرواح المؤمنين.
نَشْطًا: برفق ولين.
السَّابِحَاتِ: الملائكة تسبح بأمر الله عزوجل حيث أراد وشاء.
السَّابِقَاتِ: الملائكة تسبق إلى أمر الله عزوجل ولا تتأخر عن طاعته.
المُدَبِّرَاتِ أَمْرًا: الملائكة تدبر أمور الخلق بأمره عزوجل.
من فوائد هذه الآيات
· اقسام الله عزوجل بالملائكة وهذا يدل على عظمها ورفعة مكانتها فلا يقسم الله عزوجل إلا بعظيم ولله عزوجل أن يقسم بما شاء من مخلوقاته أما الخلق فلا يجوز لهم أن يقسموا إلا بالله عزوجل قال عليه الصلاة و السلام كما في حديث ابن عمر (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) والأحاديث في هذا كثيرة ويستوي في ذلك الملائكة والأنبياء والأولياء وغيرهم في تحريم الحلف بهم.
· أن هذه الكلمات فسرت بتفاسير أخرى ولكن أرجحها أنها في شأن الملائكة ولذلك أتى بالفاء لما ذكر النازعات والناشطات والسابحات عقب على ذلك بالفاء المفيدة للترتيب والتعقيب.
· بيان شدة عذاب الكافرين عند موتهم وهذه بشرى لهم بالسوء كما أن فيها بياناً لمكانة المؤمنين عند موتهم وأنهم يبشرون بالخير ولا أدل من حديث البراء الطويل هذا الحديث بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما يصيب المؤمن والكافر عند موته .
· أن (غرقا) عبارة عن الدخول في عمق الشيء ولذا قال عزوجل [وَالمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ] {الأنعام:93} كما أن النشطى يدل على اليسر ففي حديث البراء (فتخرج روحه كما تخرج القطرة من فيِّ السقاء) أليس في بعض الأحاديث (كأنما نشط من عِقال) يعني تحلل من هذا القيد.
· بيان سرعة الملائكة في امتثال أمر الله عزوجل[ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ] {التَّحريم:6}[لَا يَسْبِقُونَهُ بِالقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ] {الأنبياء:27} .
· أن تدبير هذا الكون عن طريق الملائكة لكنه بأمر الله عزوجل وقد جعل جل و علا لكل ملك ما يناسبه من التدبير فهناك من هو موكل بالريح وهناك من هو موكل بالوحي وهناك من هو موكل بالمطر وهناك من هو موكل بالنفخ في الصور وهذا يعيدنا إلى الفائدة السابقة من ذكر السموات بصيغة الجمع لأننا بحاجة إلى السموات كلها ومن الفوائد أن التأنيث هنا (النازعات, الناشطات, السابحات, السابقات) تأنيث للجماعة والطائفة يعني جماعة وطائفة الملائكة لأن الملائكة ليسوا بإناث فقد نفى الله عزوجل عنهم ذلك.
· أن القسم يحتاج إلى مقسم به ومقسم عليه أعطيك مثالاً (والله لأذهبن) المقسم به : الله المقسم عليه : لأذهبن. الذي يسمى عند البعض بجواب القسم , هنا فيه قسم حرف القسم (الواو) المقسم به (الملائكة) المقسم عليه: مقدر لدلالة السياق أقسم بالملائكة لتبعثن يا كفار مكة الذين أنكروا البعث أين الدلالة ما بعدها [يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ] {النَّازعات:6}
قوله تعالى
[يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ(6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ(7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ(8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ(9) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحَافِرَةِ(10) أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً(11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ(12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ(13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ(14) ]. {النَّازعات}.
معاني الآيات
تَرْجُفُ: تضطرب.
الرَّاجِفَةُ: النفخة الأولى.
الرَّادِفَةُ:التي تتلوا الراجفة وهي النفخة الثانية.
وَاجِفَةٌ:خائفة فزعة.
خَاشِعَةٌ: ذليلة.
الحَافِرَةِ:الرجعة مرة أخرى إلى الحياة.
نَخِرَةً: بالية.
كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ: رجعةٌٌ ذليلة خائبة.
فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ: يعني النفخة الثانية.
السَّاهِرَةِ: الأرض.
من فوائد هذه الآيات
· بيان أن النفخ في الصور يكون مرتين على الصحيح من أقوال المفسرين فالنفخة الأولى يفزع الخلق ويصعقون ثم يموتون إلا من شاء الله ثم تأتي النفخة الثانية وتكون الحياة قال تعالى [وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ] {النمل:87} الفزعة هنا هي الصعقة المذكورة في سورة الزمر [وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ] {الزُّمر:68} وهنا دلالتها يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ(6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ).
· أن الرادفة فيها معنى القرب من الراجفة لأن الردف فيه دلالة على القرب , وكفائدة لكم إذا فهمت معنى كلمة في كلام الله عزوجل فأنت لا تفهم فقط الآيات بل بهذا المعنى تفسر كلامات مفردة مثال: قال عزوجل [قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ] {النمل:72} ردف: يعني قرب وهذه إحدى الطرق في تفسير كلام الله عزوجل وسيأتي معنى في هذا الجزء طريقة أخرى نافعة جداً.
· أن مجيء الرادفة بعد الراجفة ليس محدداً بزمن في هذه الآية لكن جاء عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال الرسول صلى الله عليه و سلم (بين النفختين أربعون) قيل لأبي هريرة أربعون سنة قال أبيت (رفضت أن أتحدث بشيء لا أعلم به) قيل أربعون شهرا قال أبيت قيل أربعون يوماً قال أبيت. فيكون حديث أبي هريرة أفادنا فائدة أن بين النفختين أربعين.وفائدة أخرى حتى لا تزعجوا أنفسكم بالبحث يقول ابن حجر رحمه الله لما ذكر الآثار بين النفختين هل هي سنة أو جمعة يعني أسبوعاً أو يوماً قال رحمه الله: كل ما ورد ليس بصحيح فيكون القول ما قاله أبو هريرة فهي مبهمة والله أعلم كم بين النفختين.
· أن الراجفة والرادفة تحتاج إلى ملك (فَالمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا) من هو هذا الملك اسرافيل عليه الصلاة و السلام كما مر معنا ما معنى الراجفة والرادفة النفخ في الصور أين مر معنا في سورة النبأ.
· بيان وجل وخوف الكفار في ذلك اليوم إذا جاءت الرادفة والأدلة على هذا كثيرة [مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ] {إبراهيم:43} .
· أن التنوين المذكور في (يَوْمَئِذٍ) يفيدنا بأن هناك قلوباً في ذلك اليوم ليست مثل هذه القلوب وهي قلوب أهل النعيم قال تعالى [لَا يَحْزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكْبَرُ] {الأنبياء:103} .
· بيان حال أبصار الكفار في ذلك اليوم وأنها خاشعة ذليلة قال تعالى [وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ] {الشُّورى:45} والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً.
· بيان استبعاد الكفار لوقوع هذا اليوم وهم في الدنيا لقوله تعالى[أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحَافِرَةِ] .
· أن من أسباب إنكارهم لهذا اليوم استبعادهم لقدرة الله عزوجل أن يعيد عظامهم النخرة البالية مرة أخرى وهذا مذكور في آيات كثيرة قال تعالى [وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي العِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ] {يس:78} .
· بيان استهزاء الكفار بهذا اليوم في قوله تعالى [قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ] هذا على وجه الاستهزاء والآيات في هذا كثيرة قال تعالى [أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا(77) أَطَّلَعَ الغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا(78) كَلَّا]. {مريم}.
· بيان سهولة بعث الخلق يوم القيامة[فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ] والآيات في هذا المعنى كثيرة قال تعالى [إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ] {يس:53} قال تعالى [فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ] {الحاقَّة:13} .
· بيان أن الأرض تكون موجودة يوم القيامة ولكن هل هي على حالها أو بمعنى آخر هل هي نفس الأرض فغيرت معالمها أو أنها أرضٌ أخرى قولان لأهل العلم في قوله تعالى[يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ] {إبراهيم:48} وعلى كل حال فالأمرُ جلل سواء كانت أرضاً من جنس آخر أو هي
الأرض الأولى فغيرت معالمها.

· أن تسمية الأرض بالساهرة يدل على أنه لا ليل في يوم القيامة لأن السهر ينبأ عن اليقظة وعدم الليل.
قوله تعالى
[هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى(15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالوَادِ المُقَدَّسِ طُوًى(16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى(17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى(18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى(19) فَأَرَاهُ الآَيَةَ الكُبْرَى(20) فَكَذَّبَ وَعَصَى(21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى(22) فَحَشَرَ فَنَادَى(23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى(24) فَأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الآَخِرَةِ وَالأُولَى(25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى(26) ]. {النَّازعات}.
معاني الآيات
حَدِيثُ:نبأ وخبر موسى عليه الصلاة و السلام .
الوَادِ المُقَدَّسِ: أي المطهر.
طُوًى: اسم لذلك الوادي.
طَغَى: تكبر و تجاوز الحد.
تَزَكَّى:تتطهر من الشرك وأدرانه.
فَكَذَّبَ:خبر الله.
عَصَى:عصى أمر الله.
أَدْبَرَ:تولى .
فَحَشَرَ:جمع.
نَكَالَ:عاقبة.
الأُولَى : الدنيا.
لَعِبْرَةً:لعظة.
من فوائد هذه الآيات
· أسلوب رفيع من أساليب القرآن إذ أتى بالاستفهام (بهل) لتشويق القارئ.
· أن الخطاب موجه للنبي عليه الصلاة و السلام ولمن يصح توجه الخطاب إليه.
وللدرس تتمة بإذن الله تعالى في الدرس القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 10:43 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.