دور المنتديات الإسلامية في الإصلاح :: شبهة الإختلاط ::

[أبو مصعب السلفي]

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على النبىّ الأمين, وعلى آل بيته الطاهرين, وعلى أصحابه الغر الميامين, وعلى كل من اتبع هداهم إلى يوم الدين أما بعد,

فلا يخفى على أحدٍ من العقلاء مدى الغزو الذى أحدثته الشبكة العنكبوتية التى جعلت من العالم بحق قرية صغيرة, بل قل إن شئت حجرة صغيره! ونسأل الله السلامة,
فلا يكاد يخلو بيت من الحاسب الآلى المُوَصَّل بالإنترنت, وأصبح الكل يذهب ويجيئ وينام ويستيقظ على النت, وهذا وحده بلاء فى ذاته,
ولكن مما يزيد البلاء سوءاً أنه انتشر فى هذه الشبكة العنكبوتية شَيْئَيْن يُلَخَّص فيهما حال هذه الشبكة, ألا وهما:-
-الشبهات والشهوات
فهناك من ينشر على هذه الشبكة الشبهات التى تعصف بمن ليس عنده قوة علم,
وهناك من ينشر على هذه الشبكة الشهوات التى تعصف بمن ليس عنده عبادة وحال مع الله تحول بينه وبينها(1),
ومما يزيد البلاء سوءاً فوق ماهو عليه=أن السواد الأعظم من المسلمين أصبح يعتاد هذه الشبكة العنكبوتية, ولكل منهم له طلبه وغرضه الذى يدخل من أجله,
فإن مما قيل يُفهم أن الإنترنت أصبح واقع يفرض نفسه على الجميع بأنه كائن,
فوجب على المسلمين المُصلحين أن يجعلوا فى وسط هذا الغُثاء والمواقع الآسنة الآثمة الموجوده بعض البساتين التى يفوح منها نقاء الإسلام فى عقيدته السليمة التى تُصلح حال من وقع فى الشبهات وتقى وتُعلم من لم يتنجس بهذه التُرَّاهات –التى ليست بشئ عند التحقيق-, وأن ترتفع بالنفوس المسلمة إلى تزكيتها والرقى بها عن الشهوات التى تنخر فى جسد الأمة,
وإن المُصلحين هؤلاء منهم الرجال ومنهم النساء, بعد أن عرفوا خطورة الأمر, عزموا على أن يدخلوا لهؤلاء كى يَمِدُّوا لهم يد العون لإنتشالهم مما هم فيه,
فقد دخل الرجال كى يأخذوا بيد إخوانهم, ودخلن النساء كى يأخذن بيد أخواتهن,
ومن ضمن هذه الوسائل التى تقوم بهذا الدور الذى أعتبره فرض كفاية تأثم الأمة إن لم يقم به أحد! هذه المنتديات المسلمة المباركة –أسأل الله تبارك وتعالى أن يُكثر من سوادها-,
وهنا أبدء التكلم عن هذا المنتدى –أسأل الله أن ينفع به-
فإنه يتكون من جنسين لا ثالث لهم:-
أولهم الرجال, وثانيهم النساء, ويتم التعامل بينهم على نصين شرعيين,
أولهما " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ "
والثانى " فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً "

ففى الآية الأولى نصٌ شرعى على جواز سؤال الرجل المرأة حاجة من وراء حجاب(2) وقد وصف الله تبارك وتعالى هذا بأنه "أطهر" فهذا يفيد أنه لا بأس به مادام فى حدود الشريعة الغراء, فإلى من يقول بأن هذا الصرح مختلط وعليه فلا يحوز المشاركة فيه, آلله يقول أن السؤال من وراء حجاب أطهر للقلوب, أفتقولون أنتم أن هذا ما ينبغى وأن الحل الوحيد فى الترك..؟! أليس هذا معارض للتشريع الربانى..؟! لِمَ تُحَجِّرون واسعا..؟! الله المستعان
إن من قال بهذا على وجه الورع الشخصىّ لا يُلام عليه وجزاه الله خيراً ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ نساء المسلمين, ولكن لا ينبغى أن يدعوا لهذا! ويقول به على الملئ!
ووالذى نفسى بيده إننى أود أن يكن كل نساء المسلمين خارج هذه الشبكة العنكبوتية, ولكن الحاصل أنهن بالداخل, أننفرهن من هذا المكان الذى فيه الخير والله أعلم بأين سيذهبن..؟!
فيجب التفريق بين الحكم الشرعىّ, والورع الشخصىّ
نسأل الله أن يفقهنا فى الدين, وأن يرزقنا الحكمة

الحاصل أيها الأفاضل وأيتها الفضليات,
أن هذا المنتدى يخلوا بفضل الله تبارك وتعالى من أى مخالفة فى التعامل بين الجنسين, والأصل الذى هو قائم عليه أصلٌ شرعىٌ ليس هوائىٌ,
ومن رأى أى مخالفة فليتفضل إلى قسم الشكاوى وبإذن الله نستدرك مابه خلل ونُصلح مابه اعوجاج,

ونرجع ونكرر, أن من تريد أن تخرج خارج النت نهائياً واستطاعت أن تقنع بقية أخواتها بالخروج من النت نهائيا –يوضع تحتها ألف خط-ً فنسأل الله تبارك وتعالى أن يُكثر من هذه النوعية, وهل نريد فوق ذلك شيئا..؟!
أما أن تُزَهِّد البقية من هذا المنتدى..؟!, فتتقى الله فإنها تُفسد من حيث تريد الإصلاح, لأن الله أعلم إذ خرجن من هنا فأين يذهبن..؟! هناك واقع يجب أن نفقه "وهو أنه يكاد من المستحيل أن يخلو النت من النساء إلا بانقطاع النت نهائياً من على وجه الأرض", فما الضير من استخدام المشروع فى الإصلاح..؟!

وهنا الكفاية ونحمد الله على نعمة الهداية ونستعيذ به من الغواية,
وما قيل كان بإيجازٍ شديد أخشى أن يكون مخل, ولكن حسبى أنّى نقلت قول ربى الفصل فى المسألة,
والحمد لله رب العالمين

---
(1) ولست فى موضع البسطت لهذين الأمريا الجليلن
(2) يُرجع لتفسيرها لأى تفسير معتمد