انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: مشروعات واصدارت المنتدى ::. > قِسْـمُ فَريقُ عَمَلِ تَفْريغِ الدُّروسِ > أرشيف قسم التفريغ

أرشيف قسم التفريغ يُنقل في هذا القسم ما تم الإنتهاء من تفريغه من دروس ومحاضرات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-16-2009, 03:53 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي النحو والصرف - الفرقة الرابعة - بتاريخ 14-4-2009

 

محاضرة النحو - الفرقة الرابعة - بتاريخ 14-4-2009
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..وبعدُ..

الحديث موصولٌ عن شرح أبيات الألفية بشرحٍ موجزٍ مختصرٍ مع قراءة الأبيات تُفهم المعنى ..
وسنبدأ درس اليوم إن شاء الله من أول باب الإبتداء :
قال بن مالك - رحمه الله - :

مبتدأٌ زيدٌ وعاذرٌ خبر إن قلتَ زيدٌ عاذرٌ مَن إعتذر
وأولٌ مـبتـدأٌ والثـــاني فاعلٌ أغنى فى أسارٍ ذانٍ
وقِس وكاستفهام النفىُ وقدْ يجوزُ نحوُ فائزٌ أولوا الرشد
والثانِ مبتداً وذا الوصف خبر إنْ فى سوى الإفرادِ طبقاً إستقرّ

فى هذه الأبيات الأربعة يُبيّن بن مالك المبتدأ بنوعيه ، فعندنا فى اللغة العربية مبتدأٌ له خبر ، ومبتدأٌ له مرفوع أغنى عن الخبر :
قال : مبتدأٌ زيدٌ وعاذرٌ خبر إن قلتَ زيدٌ عاذرٌ مَن إعتذر
فإذا كان المبتدأ إسماً جامداً كزيدٍ وعمروٍ وعلىٍّ وسعاد ...إلخ فهذا مبتدأ له خبر ، مبتدأٌ زيدٌ وخبره عاذرٌ
وقد يكون خبره جملة أو شبه جملة - كما سيأتى إن شاء الله -
المهم : ما دام المبتدأ ليس وصفاً فهو مبتدأ له خبر
مبتدأٌ زيدٌ وعاذرٌ خبر : فى قولك إن قلتَ زيدٌ عاذرٌ من اعتذر
وأولٌ مبتدأٌ والثاني فاعلٌ أغنى فى أسارٍ ذانِ
ذانِ : يعنى هذان
وجدنا أن المبتدأ إسم فاعل سارى ( سارى : من السُرى ليلاً ) والإسم المنقوص ( سارى ) تُحذف ياؤه إذا نُوِّن فى حالة الرفع ، ولاحظنا أن ( سارٍ ) الذى هو إسم فاعل إعتمد على استفهام ( أسارٍ ذانِ ؟ ) ، ولاحظنا أن الفاعل إسم الفاعل ( مثنى ) = ذانِ ، فنُعرب سارٍ : مبتدأ
ذانِ : فاعل سدَّ مسدَّ الخبر .. لماذا ؟
لأن المرفوع لم يُطابق الوصف فى العدد ، فالوصف مفرد ( اسارٍ ) والمرفوع مثنى ( ذانِ )
لكن لو طابقهُ كما قال :
والثاني مبتداً وذا الوصف خبر إن فى سوى الإفرادِ طبقاًَ إستقرّ
يعنى لو تطابقا فى التثنية أو الجمع نُعرب الوصف خبراً مقدماً ، يعنى لو قلت : أساريانِ ذانِ : تُعرب :
ساريانِ : خبر مقدم ، ذانِ : مبتدأ مؤخر
وإن شاء الله سنُبين ذلك فى البيت الرابع )
والثاننِ مبتداً وذا الوصف خبر ( يعنى خبر مقدم ) إن فى سوى الإفراد طِبقاً إستقرّ : يعنى إذا طابقا فى غير الإفراد
المهم يا أيها الكرام : إذا وجدنا إسم فاعل أو إسم مفعول إعتمد على نفىٍ أو استفهامٍ وبُدأت به الجُملة ووقع بعده مرفوع ، المرفوع بعد اسم الفاعل فاعل ، والمرفوع بعد إسم المفعول : نائب فاعل
يعنى لو قلتَ : أمظلومٌ ذانِ ، أمظلومٌ هذانِ ، أمظلومٌ الرجلانِ
مظلوم : مبتدأ
الرجلانِ : نائب فاعل سدّ مسدّ الخبر
أفاهمٌ الطالبانِ - أو أفاهمٌ الطُلابُ
فاهم : مبتدأ
الطالبان أو الطُلاب : فاعل سدّ مسدّ الخبر
اشترط النُحاة لكى يُعرب الوصف مبتدأً أن يعتمد على نفىٍ أو استفهامٍ :
وأولٌ مبتدأُ والثاني فاعلٌ أغنى فى أسارٍ ذانِ
وقِس وكاستفهام النفىُ وقد يجوزُ نحوُ فائزٌ أُولوا الرشد

وقِس : يعنى قِس على ( أسارٍ ذانِ ) كل وصفٍ إعتمد على استفهام ووقع بعده مرفوعه غير مُطابقٍ له فى العدد ، ومثل الإستفهام النفى ، قال : ( وكاستفهام النفى )
وقد يجوز نحو فائزٌ أُولوا الرشد : يعنى من النُحاة مَن لم يشترط أن يُسبق الوصف بنفىٍ ولا استفهام ، فيُعرب فائزٌ أولوا الرشد :
فائز : مبتدأ - مع أنه لم يعتمد لا على نفى ولا على استفهام
أولوا : فاعلٌ سدّ مسدّ الخبر
فائزٌ أولوا الرشد : جعلكم الله من أولوا الرشد ومنحكم الفوز والفلاح .. آمين ..

طالب يسأل (...)
الشيخ : إذا لم يتطابقا لا يصلُح أن تُعرب الوصف خبراً لأن من أحكام الخبر : التطابق ، ولذلك هو لمّا مثـّل قال : ( أسارٍ ذانِ ) و ( فائزٌ أولوا الرشد ) مثـّل لوصفٍ مفرد ومرفوع مثنى أو جمع ليقول إن فى مثل هذه الأمثلة يُعرب الوصف مبتدأ ، والمرفوع فاعلاً إن كان الوصفُ إسم فاعل .. أو نائب فاعل إذا كان الوصف إسم مفعول . . لأن من أحكام الخبر : التطابق
يعنى لو قلت : ( أفائزانِ هذانِ ) فائزانِ : خبر مقدم ، وهذانِ : مبتدأ مؤخر .. لأن التطابق من أحكام الخبر وليس من أحكام الفعل ، فالفعل يلزم الإفراد يعنى الوصف قائم مقام الفعل ، فالوصف ينبغى أن يبقى مفرداً - يعنى لو أن الوصف ثـُنى أو جـُمِع : لا يكون فيه إلا الخبر المقدم

والثاني مبتداً وذو الوصف خبر :
متىنُعرب الوصف خبر مقدم ؟ ومتى نُعرب الثاني المرفوع مبتدأ مؤخر ؟
قال : إن فى سوى الإفراد طِبقاً إستقرّ
يعنى : أناجحانِ الطالبانِ ؟ .. أناجحونَ الطُلابُ ؟
هنا تُعرب الوصف خبر مقدم لأنه مُطابق فى غير الإفراد
طيب : الذى طابق فى الإفراد ( أناجحٌ الطالبُ ) : يجوز فيه الوجهان .. لماذا ؟
لأنك لو جعلت الوصف مبتدأ والطالب فاعل سدّ مسدّ الخبر يجوز
ولو جعلت الوصف خبر مقدم والطالب مبتدأ مؤخر يجوز لأن فيه مُطابقة فى الإفراد ، والفعل يقعُ مفرداً ، يعنى : أناجحُ الطالبُ ؟ : كأنك قلتَ : نجح الطالب
فنجح الطالب تجوز أم لا تجوز ؟ .. تجوز
أيضاً ( الطالب ناجح ) تجوز أم لا تجوز ؟ .. تجوز
لكن ( أناجحُ الطالبانِ ) لا يصلح أن أقول ( الطالبانِ ) خبر ، لأنه لا يصلح أن أقول ( الطالبانِ ناجحٌ )
ولا يصلح فى ( أناجحانِ الطالبانِ ) أن أجعل ( ناجحانِ ) مبتدأ و (الطالبانِ ) فاعل ، لأننى بذلك سأكونُ ألحقتُ الإسم القائم مقام الفعل علامة التثنية ، والفعل لا تلحقه علامة تثنية إلا على اللغة الضعيفة :
لايصلح أن تقول : نجحا الطالبانِ
بل تقول : نجحَ الطالبانِ

إذاً الوصفُ مع مرفوعه له ثلاثةُ أحوال :
1) حالةٌ يجوز فيها أن يُعرب مبتدأ والمرفوع فاعلاً سدّ مسدّ الخبر ، ويصلح أن يُعرب خبراً مقدماً والمرفوع مبتدأ مؤخر وذلك إذا تطابقا فى الإفراد
2) وحالة يجب إعراب الوصف مبتدأ والمرفوع فاعل سدّ مسدّ الخبر وذلك إذا لم يتطابقا ( إذا كان الوصفُ مفرداً والمرفوع مثنىً أو جمعاً )
3) وحالة يجب فيها إعرابُ الوصف خبراً وإعراب الإسم المرفوع بعده مبتدأ مؤخراً وذلك إذا تطابقا فى غير الإفراد
وهذامعنى البيت الأخير : والثاني مبتداً وذو الوصف خبر إن فى سوى الإفراد طبقاً إستقرّ

بعد أن حدثنا عن المبتدأ بنوعيه شرع يُحدثنا عن حُكم المبتدأ والخبر ، وما عامل الرفع فى المبتدأ وما عاملُ الرفع فى الخبر ، فقال :
ورفعوا مبتدأً بالابتدا كذاكَ رفعُ خبرٍ بالمبتدا
إذاً : المبتدأ مرفوع بالإبتداء يعنى بعامل معنوى ، والخبر مرفوع بالخبر والخبر مرفوع بالمبتدأ
وفى رأى : المبتدأ مرفوع بالإبتدا ، والخبر مرفوع بالإبتداء والمبتدأ
وأصح الأقوال والذى عليه المُعربونَ : أن المبتدأ مرفوعٌ بالإبتداء وأن الخبر مرفوعٌ بالمبتدأ

سيُحدثنا عن الخبر ، فهو عرّفنا المبتدأ بنوعيه وعرّفنا حُكم المبتدأ والخبر .. ثم سيُعرّفنا ما هو الخبر : قال :
والخبرُ الجُزء المُتم الفائدة كاللهُ برٌ والأيادي شاهدة :
والخبر الجزء المُتم الفائدة : يعنى ما تمت به الفائدةُ مع المبتدأ يكون هو الخبر ، فإذا قلنا مثلاً :
علىٌ العاقلُ الدارسُ للنحو : نحن إلى الآن لم نأتِ بالخبر
لكن لو قلنا : علىٌّ العاقلُ الدارسُ للنحو المُنتبه فى المحاضرةِ فاهمٌ أو مؤدبٌ أو حاضرٌ أو غائبٌ : فحاضر أو فاهم أو مؤذب أو غائب هذا هو الذى جاء بالفائدة
فالجملة الإسمية جزءان : جزء مبتدأ ، وجزء خبر
وقد يأتى بعد المبتدأ نعوت أو معططوفات ( مثلاً أقول : علىٌ وأخوه وأبوه ... ) ما جئت بالخبر بعد .. ما شأنهم ؟ ما حالهم ؟ ما خبرهم ؟

ولذلك الأعرابى لمّا سمع رجلاً يقول : أشهدُ أن محمداً رسولَ الله
قال له : ويحك !! يفعلُ ماذا ؟
أنت جعلت ( رسول ) نعت لمحمد ، والنعت والمنعوت شئ واحد ، إنما لو قلتَ : أشهدُ أن محمداً رسولُ : عندما ترفع ( رسولُ ) فإنك جئت بالخبر ( خبر إنَّ مرفوع ) يعنى حكمت على محمد بالرسالة
إنما ( رسولَ ) فالموصوف بأنه رسول الله ما شأنه ؟
فإذا قلتَ كلام غير الأذان والإقامة ، مثلاً تقول : أشهدُ أن محمداً رسولَ الله أدّى الأمانة وبلّغ الرسالة ونصح الأُمة ... فهذا كلام آخر
يعنى لو قلتَ : أشهدُ أن محمداً رسولَ الله : ما جئتَ بالخبر
فالخبر : الجزء المُتم الفائدة
كالله برٌ : لمّا تسمع ( اللهُ برٌ )
بر: قد يكون إسم فاعل حُذفت ألفُه تخفيفاً ، وأصله ( بآر ) وقد يكون ( مصدر )
اللهُ برٌ والأيادي شاهدة : فالأيادي : مبتدأ ، وشاهدة : خبر

ثم قسّم الخبر فقال :
ومفرداً يأتى ويأتى جُملة حاويةً معنى الذى سيقت له
وإن تكن إياهُ معنى إكتفى بها كنُطقي الله حسبى وكفى

يعنى يأتى الخبر :
1) مفرداً : كاللهُ برٌ والأيادي شاهدة ، زيدٌ عاذرٌ من اعتذر
2) ويأتى جملة : وإذا جاء جملة فلابد أن تحوى رابطاً ( حاويةً معنى الذى سيقت له ) يعنى مشتملةً على رابطٍ يربطها : ( الذى سيقت له : يعنى المبتدأ )
فجملة الخبر سيقت لمن ؟ .. للمبتدأ
إذاً جملة الخبر يُشترط فيها أن تشتمل أو أن تحوى رابطاً يربطها بالمبتدأ
  #2  
قديم 08-16-2009, 03:54 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

تكملة المحاضرة فى الغد بإذن الله تعالى
  #3  
قديم 08-16-2009, 07:24 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ثم قسّم الخبر فقال :
ومفرداً يأتى ويأتى جُملة حاويةً معنى الذى سيقت له
وإن تكن إياهُ معنى إكتفى بها كنُطقي الله حسبى وكفى

يعنى يأتى الخبر :
1) مفرداً : كاللهُ برٌ والأيادي شاهدة ، زيدٌ عاذرٌ من اعتذر
2) ويأتى جملة : وإذا جاء جملة فلابد أن تحوى رابطاً ( حاويةً معنى الذى سيقت له ) يعنى مشتملةً على رابطٍ يربطها : ( الذى سيقت له : يعنى المبتدأ )
فجملة الخبر سيقت لمن ؟ .. للمبتدأ
إذاً جملة الخبر يُشترط فيها أن تشتمل أو أن تحوى رابطاً يربطها بالمبتدأ
والرابط :
إما ضمير
وإما إسم إشارة
وإما إعادة المبتدأ بلفظه
وإماعموم
الضمير : مثل : زيدٌ يدرسُ النحو - أو : زيدٌ أبوهُ عالمٌ ( يدرس فيها ضمير مستتر يرجع إلى زيد ، أبوه : الهاء ترجع إلى زيد )
إسم الإشارة : كما فى قوله تعالى { ولباسُ التقوى ذلكَ خيرٌ }
لباس : مبتدأ
التقوى : مضاف إليه مجرور بكسرة [[ إذا وقعت الجملة الخبر ( إسمية ) فمعكَ مبتدآن :
(1) مبتدأ أول و (2) مبتدأ ثاني]]
وجملة ذلك خير : جملة إسمية فى محل رفع خبر عن لباس التقوىذلك : مبتدأ ثاني
خيرٌ : خبر عن ذلك مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة
وذلك : إسم إشارة مبنى فى محل رفع يُشير إلى المبتدأ إلى ( لباس التقوى ) ، فما دام أشار إليه فيكون ربط هذه الجملة به
تقول مثلاً : الطالبُ هذا مؤدبٌ
الطالب : مبتدأ هذا : مبتدأ ثاني
مؤدبٌ : خبر المبتدأ الثاني
هذا مؤدب : ليس فيها ضمير يرجع إلى الطالب لكن فيها إسم إشارة يُشير إلى الطالب
الرابط هو الإشارة ، ذلك : تُشير إلى لباس التقوى ، وكقولك : محمدٌ هذا مؤدبٌ

النوع الثالث من الرابط : إعادة المبتدأ بلفظه فى جملة الخبر كما فى قوله تعالى { الحآقة ما الحآقة }
الحآقة : مبتدأ ما : مبتدأ ثاني الحآقة : خبر عن ( ما )
وجملة ( ما الحآقة ) جملة إسمية فى محل رفع خبر عن ( الحآقة ) الأولى
والرابط هو إعادة المبتدأ بلفظه


النوع الرابع من الرابط : العموم : أى أن يكون فى الخبر عمومٌ يشمل المبتدأ ، مثل :
زيدٌ نِعْم الرجلُ
يعنى إذا كان الخبر ( جملة المدح ) : نِعْم الرجل أو ( بئس الرجل )
فكلمة الرجل الواقعة فاعل لـ ( نِعْم َ ) فيها عموم يدخل تحته المخصوص ( زيد أو غيره من الذين تمدحهم أو تذمهم حسب ما يقتضيه المعنى )
زيدٌ نِعم الرجل : هل جملة ( نِعم الرجل ) فيها ضمير لزيد ؟ .. لا
هل فيها إشارة إلى زيد ؟ .. لا
هل فيها إعادة زيد بلفظه ؟ .. لا
إذاً ما الذى فيها ربطها بزيد ؟
العموم فى كلمة الرجل ، لأن فاعل نِعْمَ ينبغى أن يكون بأل أو مضاف إلى مافيه أل ( نِعم العبد ) ( نعم دار المتقين ) أو ضميراً مستتراً يُفسر بتمييز : نِعم رجلاً زيدٌ ..
فالمهم : عندما يكون بأل: فأل تفيد العموم ، تفيد الجنس كله ، وهذا هو معنى أنه أسلوب مدح .. كيف أنه أسلوب مدح ؟..
كأنكَ مدحت جنس الرجال ثم خصصتَ منهم زيداً .. فكأنك مدحت ( زيد ) مرتين : زيدٌ نِعم الرجل أو نعم الرجال زيدٌ ، فكأنك مدحت زيداً مرتين :
(1) مرة لأنه واحد من الرجال ، (2) ومرة أنك خصصته بإسمه .. فكان هذا الأُسلوب نصاً فى المدح
طبعاً ممكن أن تمدح بغير هذا الأسلوب - مدح غير قياسى - تقول مثلاً : أمدحُ زيداً - أحمدُ زيداً - أُوقِّـر زيداً - أُقدِّر زيداً - أُعنى بزيدٍ - أُجِلَّ زيداً .. كل هذا مدح
لكن الأسلوب الذى نقول عنه أنه ( أسلوب مدح ) : نِعم الرجل زيدٌ - نِعم الخُلُق الوفاءُ - نعم دار المتقين - .. أين المخصوص ؟
.. الجنة
فقد يُحذف المخصوص إذا فُهِمَ من الكلام
نِعم العابدُ : أيوب .. مفهوم من القصة فحُذف
إذاً عرفنا أربعة روابط

انظر ابن مالك ماذا يقول :
ومفرداً يأتي ويأتي جُملة حاويةٍ معنى الذى سيقت له
وإن تكن إياهُ معنىً اكتفى بها كنُطقى اللهُ حسبى وكفى
يعنى إذا كانت جملة الخبر نفس المبتدأ فى المعنى لم تحتج إلى رابط ، إذا كان الخبر نفس معنى المبتدأ حينما تقول : نُطقي الله حسبى : إذاً جملة ( اللهُ حسبى ) هى معنى نُطقي ، بمعنى هى نفس المعنى النُطقي
قراءتى سبح إسم ربك الأعلى
قراءتك هى ( سبح اسم ربك الأعلى ) أو السورة كلها : سبح اسم ربك الأعلى : جملة فعلية
( نُطقى اللهحسبى ) الله حسبى : جملة إسمية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفضلُ ما قُلتُهُ أنا والنبيون من قبلى ( كل هذا مبتدأ ) لا إله إلا الله وحده لا شريك له ..
فجملة ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ) : هى أفضل ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم والنبيون من قبله .. وهذه الجملة هى نفس المبتدأ فى المعنى ،وهذا معنى قول بن مالك ( وإن تكن ) أى : جملة الخبر
إياهُ : أى نفس المبتدأ
وإن تكن إيّاهُ معنىً اكتفى بها : يعنى إستغنت عن الرابط ، يعنى يكتفى بها ولا يحتاج إلى رابط ( كنُطقى اللهُ حسبى وكفى )
إذاً : متى لا تحتاج جملة الخبر إلى رابط ؟
إذا كانت جملة الخبر نفس المبتدأ فى المعنى
إذاً : حاويةٍ معنى الذى سيقت له : إن لم تكن نفس المبتدأ فى المعنى ، يعنى جملة الخبر تحتاجُ إلى رابط إذا لم تكن نفس المبتدأ فى المعنى
فإذا كانت نفس المبتدأ فى المعنى لم تحتج إلى رابط
إذاً : نُطقي : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع منها حركة المناسبة
ونُطق : مضاف وياء المتكلم مضاف إليه
اللهُ : مبتدأ ثاني
حسبى : خبر عن المبتدأ الثاني
وجملة (الله حسبى ) : جملة إسمية فى محل رفع خبر عن نُطقي ، وهى نفس نُطقى فى المعنى
يعنى الذى يقول ذلك يقول : أنا لا أنطق إلا بالله حسبى
متى يُقال هذا الكلام ؟
لمّا يظلمك أحد أو يعتدى عليك فإن قيل لك : خُذ حقك فتقول : ونُطقي الله حسبى ( يعنى لن أقول إلا حسبى الله ) فى هذا المقام فقط ..

والمفرد الجامدُ فارغٌ وإن يُشتق فهو ذو ضميرٍ مُستكن
وأبرزنّه مُطلقاً حيثُ تلا ما ليس معناه له مُحصّلا
والمفرد الجامد فارغٌ : فارغٌ من الضمير - يعنى لو قلت : زيدٌ رجلٌ :
زيدٌ مبتدأ ، رجل : إسم جامد وليس مشتقاً فيكون فارغاً من الضمير
يعنى رجل ليس فيها ضمير مستتر يرجع لزيد ، لكن لو قلت : زيدٌ فاهمٌ : فاهمٌ فيها ضمير مستتر يرجع إلى زيد : فاهمٌ هو
أما الجامد المفرد ففارغ من الضمير : زيدٌ رجلٌ - زيدٌ صخرٌ - زيدٌ بحرٌ - فهذا فارغٌ من الضمير
والمفرد الجامدُ فارغٌ وإن يُشتق فهو ذو ضميرٍ مستكن
إذا كان المفرد إسماً مشتقاً ( إسم فاعل - اسم مفعول ) فهو ذو ضميرٍ متكن

لماذا يقول هذا الكلام ؟
لكى يقول متى نُبرز هذا الضمير
والمفرد الجامد ....
المشتق ( اسم فاعل - اسم المفعول - صيغة مبالغة - الصفة المشبهة - أفعل التفضيل ) يعنى لو قلت مثلاً : زيدٌ فاهمٌ : فهذا إسم مفعول ، زيدٌ مظلومٌ : هو ،، زيدٌ حسنٌ : صفة مُشبهة (هو) ، زيدٌ أفضلُ من أخيه : أفضل هو

يقول : وأبرزنّه مُطلقاً حيث تلا ما ليس معناهُ له مُحصّلا
لو قلتَ : زيدٌ هندٌ ضاربُها : الضرب واقع على مََن ؟
يقولون : زيدٌ هندٌ ضاربها هو .. نُبرز الضمير
زيدٌ هندٌ ضاربتهُ هى
الشاعر يقول : قومي ذُرى المجدِ بانوها
لم يقُل : بانوها هُم ، فبانوها ليست جارية على قومه ، فهى واقعة على ذُرى المجد - البناء واقع على ذُرى المجد ، يعنى مرتفعات أو أعالى المجد
فالبصريون يقولون : إذا كان الإسم المشتق غير جارٍ على المبتدأ الأول فأبرز الضمير : زيدٌ عمروٌ ضاربهُ هو
طبعاً لو قلت ( زيدٌ عمروٌ ضاربه ) بدون أن تقول ( هو ) لا تعرف هل الضارب زيد أم الضارب عمرو ؟ .. فهنا يقع اللبس ، فلابد أن تقول ( زيدٌ عمروٌ ضاربهُ هو ) يعنى زيد هو الضارب
لو قالوا : زيدٌ هندٌ ضاربها : الضارب زيد
فالكوفيون يقولون : إذا لم يقع اللبس فلا تُبرز الضمير - إذا كان المشتق ليس مُحصلاً للإسم الأول فى الإعراب يعنى أنتَ تقول : زيدٌ عمروٌ ضاربهُ
زيدٌ : مبتدأ عمروٌ : مبتدأ ثانى
ضارب : خبر عن عمرو
لكن الضرب واقع من زيد ..
إفهم البيت : وأبرزنهُ مُطلقاً حيث تلا ما ليس معناهُ له مُحصّلا
أنت تقول : زيدٌ ضاربٌ : فضارب مُحصّل لزيد الذى تلاه
زيدٌ عمروٌ ضاربه : يعنى زيد ضارب لعمرو
إذاً : زيدٌ عمروٌ ضاربهُ هو : ضاربه : الضرب لم يُحصّل لعمرو ، لم يُحصِّل للإسم الذى تلاه فلابد أن تُبرز الضمير حتى تعرف أنالضرب ليس مُحصلاً لعمرو إنما هو محصل لزيد ( المبتدأ الأول )
فزيدٌ عمروٌ ضاربهُ : الهاء غائب ، وزيدٌ غائب ، وعمرو غائب ، والكلام مُذكر
إنما لو قلت : زيدٌ هندٌ ضاربُها : عرفت أن الضرب مُحصّل من زيد والضمير عرّفك المعنى

وأبرزنـّهُ مُطلقاً : مُطلقاً : يعنى سواء ظهر المعنى أو لم يظهر - وهذا عند البصريين - يعنى بن مالك بيتكلم على مذهب البصريين
وأبرزنه مُطلقاً يعنى سواء أُمِنَ اللبس أو لم يؤمن
وأبرزنه مُطلقاً حيث تلا ما ليس معناهُ له مُحصّلا
يعنى إذا جاء الإسم المشتق بعد إسمٍ ، ومعنى الإسم المشتق ليس محصلاً للإسم الذى جاء قبله مباشرةً : يعنى لابد تُبرز الضمير وتقول : زيدٌ عمروٌ ضاربهُ هو - هو يعنى زيد
أما فى زيدٌ هندٌ ضاربها : عند البصريين تقول : ضاربها هو ، وعند الكوفيين يُكتفى بهذا
طالب يسأل (...)
الشيخ : مجرد ضمير منفصل فاعل لضارب ، يعنى زيدٌ عمروٌ ضاربهُ هو :
زيدٌ مبتدأ ، عمرو : مبتدأ ثاني ، ضارب : خبر لعمرو
هو : فاعل لضارب وأُبرز لأن الضرب لم يُحصّل لعمرو إنما حُصل لزيد
فى هذا الكلام الضمير يعود على صاحب الضرب - على الذى وقع منه الضرب : ( وأبرزنه مُطلقاً ) يعنى أبرز ضمير المشتق إذا لم يُحصّل للإسم الذى سبقه وإنما حُصّل للإسم الذى قبل الإسم الذى سبقه
فضاربه هو : هو يعنى تعود على الضارب ( زيد )


وأخبروا بظرفٍ أو بحرف جرٍ ناوينَ معنى كائنٍ أو استقر
ولا يكونُ إسم زمانٍ خبرا عن جُثةٍ وإن يُفد فأخبرا

وأخبروا بظرفٍ أو بحرف جر : إذا وقع الخبر ( شبه جملة ) ظرفاً أو جار ومجرور فأعلم أن الظرف والجار والمجرور مُتعلقانِ لمحذوفٍ هو الخبر ، وهذا معنى ( ناوينَ معنى كائن أو استقرّ )
الطلاب فى المعهد : يعنى الطلاب كائنونَ فى المعهد
الطلاب أمام الشيخ : يعنى الطلاب كائنون أمام الشيخ
أو استقر : يعنى لو قلت ( كائن ) فهذا من قبيل الخبر للمفرد ، ولو قلت ( استقر ) فهذا من قبيل الخبر الجملة
يعنى لكَ أن تقول : زيدٌ فى المسجد
لو قلت : زيدٌ كائنٌ فى المسجد : فتكون قدرت الخبر مفرد
زيدٌ استقر فى المسجد : فتكون قدرت الخبر من قبيل الجملة الفعلية

طبعاً لماذا إختاروا ( كائن ) أو (استقر ) ؟
لأن هذاهو المعنى العام الذى يحصل فى كل ظرف و جار ومجرور
وطبعاً الظرف والجار والمجرور : الظرف يكون منصوباً فلابد من تقدير هذا المتعلق لأن هذا المتعلق سواء ( اسم فاعل - كائن - أو فعل ) عَمِل النصب فى المصدر ، وعمل النصب فى محل الجار والمجرو ، لأن الجار والمجرور محلهما النصب لأنهما فى موقع المفعول به ..
{ والركبُ اسفلَ منكم } :
الركبُ : مبتدأ ، أسفلَ : ظرف مكان منصوب على الظرفية
ما الذى نصبه ؟
المتعلق المحذوف : والركب كائنٌ أسفلُ منكم أو استقرّ أسفل منكم
طبعاً هذا المتعلق المحذوف حذفُهُ واجب
يعنى لا يُقال : زيدٌ كائنٌ فى المسجد - العرب لا يقولون هذا الكلام
ولايقولون : زيدٌ استقرّ فى المسجد ....وإنما يقولون : زيدٌ فى المسجد ، والمتعلق المحذوف يحذفونه حذفاً واجباً ،وهذا من إختصار الكلام والإيجاز الواقع فى اللغة العربية

وأخبروا بظرفٍ أو بحرف جر : يعنى الطلابُ فى المعهد - أو الطلابُ أمام الشيخ
الطلاب : مبتدأ ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر
أو الظرف ( أمام ) : متعلق بمحذوف خبر

ناوينَ معنى كائنٍ أو استقر
ولا يكونُ إسم زمانٍ خبراً عن جُثةٍ وإن يُفد فأخبرا
جُثة : يعنى الذات
وإن يُفد فأخبرا .. لماذا ؟
لأن الخبر باسم الزمان عن الجثة لا يُفيد ، أنت لو قلت مثلاً : الطلابُ .. ما معنى هذا ؟
معناه أنه هناك فى الوجود طُلاب ، فالذى يصلُح للإخبار عنهم هو المكان .. أين هُم ؟

أما الزمان فلا يُغـيِّر فى الوجود ، بل المكان هو الذى يُغيِّـر .. يعنى أنت ما دُمت خُلقتَ فالزمن لا يُفيد فى الإخبار عنك إنما المكان .. أنت أين الآن ؟
يعنى أنتَ لو قلت : الطلاب اليومَ - الطلاب غداً : هل هذا الكلام يُعطي معنى ؟
إنما ممكن تقول : الطلاب يحضرون اليومَ ويغيبون غداً
لكن ( الطلاب اليوم ) لا معنى لها
فالذات إذا وُجدت فالزمن لا دخل له فى وجودها .. إنما هناك المعاني .. المعانى التى ممكن تكون الآن وبعد الآن لا يتكون
الدرس الآن ، وبعد الآن ينتهى الدرس
الصوم اليوم ، وبعد اليوم لا
أو الصيام غداً ، الإمتحان غداً أو اليوم
أو السفر اليومَ ....
فالمعاني تكون فى زمن ولا تكون فى زمن ، لكن الذوات ما دام وُجدت : فالزمن كله واحد فى حقها ،ومن هُنا لا يفيد الإخبار باسم الزمان عن الذات أو الجثة كما عبّر بن مالك :
ولا يكون اسم زمانٍ خبراً عن جثةٍ وإن يُفد فأخبرا
إن يُفد فى ماذا ؟
هناك بعض الذوات يُفيد الإخبار عنها بالزمن لأنها تكون فى زمن ولا تكون فى زمن ، كقولنا مثلاً : الرُطبُ شهرى ربيع : فالرطب تظهر فى شهور ولا تظهر فى شهور أخرى
أو : يفيد على تقدير محذوف كقول العرب : الليلة الهلالُ
الهلالُ : ذات ، والليلة : إسم زمان خبر مقدم ، فقالوا : إما على تأويل الليلة رؤية الهلال أو طلوع الهلال
فالرؤية هى المخبر عنه ، الرؤية إسم معنى
فإذا وجدتَ فى كلام العرب أنهم أخبروا باسم زمان عن ذاتٍ فهذا مؤول بأمرين :
1) إما على حذف مضاف إسم معنى
2) وإما أن هذه الذات يُفيد الإخبار عنها بالزمن كقولنا : الطب شهرى ربيع ، والمشمش شهر مايو
وكان الشيخ محمد محى الدين - رحمه الله - يقول : والقطنُ شهر سبتمبر ( يعنى ظهوره أو جَنيه )
المهم : هناك ذوات تكونُ فى زمن ولا تكون فى زمن ، فهذا يُفيد عنها الإخبار بالزمن أو يُفيد فيها الإخبار بالزمن عنها

ولا يجوز الإبتدا بالنكرة ما لم تُفد كعند زيدٍ نَمِـرة
عند زيدٍ نَمِرة ( يعنى كساء )
الأصل فى المبتدأ أن يكون معرفةً لأنه محكومٌ عليه ، والخبر حُكم ولا يُفيد الحكم على مجهول
ويجوز الإبتدا بالنكرة غذا أفادت ، وتكون الفائدة بمسوغٍ من مسوغات أوصلها النُحاة إلى نيف وثلاثين مسوغاً ، ترجع إلى العموم أو الخصوص
ولا يجوز الإبتدا بالنكرة ما لم تُفد كعند زيدٍ نمرة
إذا تقدم الخبر شبه الجملة على النكرة : جاز الإبتدا بالنكرة ، ولو قدمت النكرة لا يجوز .. يعنى لو قلت ( نمرةٌ عند زيد ) ستجد الكلام لم يتم ، لأننا سنعرب ( عند زيد ) نعت لنمرة ،ويبقى الكلام ناقصاً
وانظروا يا أيها الكرام إلى تركيب الجملة العربية ، مجرد تقديم وتأخير يُعطى فائدة ، وهذا يدل على أن نظم الجملة له دورٌ كبير فى إفادة المعنى
لو قلت لكَ مثلاً ( درهمٌ فى جيبى ) ستقول لى : ماشأنه ؟
لكن إذا قلت لك : فى جيبى : أنت فهمت أن جيبى مشغول ، فتريد أن تعرف ما يشغله : صغُر أو كبُر ، جلّ أو قلّ فيأتى أى محكوم عليه تتصور هذا الحُكم واقع عليه ، يعنى لو قلت : فى المعهد : فالسامع يريد أن يعرف ما الذى فى المعهد ؟
فهو يعرف أن المعهد مشغول ولكنه يريد أن يعرف مافيه فقط .. نكرة ، معرفة ، له قيمة ، ليس له قيمة .... مجرد حُب استطلاع
إنما لو قلت ( نمرةٌ ) بدأت بالنكرة فيتطلع الذهن إلى ما يُخصص هذه النكرة ، يريد أن يعرفها ويتصورها ثم يحكم عليها
فإذا تقدمت النكرة ووقع بعدها شبه جملة : يُعرب شبه الجملة نعت للنكرة ، والنعت والمنعوت شئ واحد ، ويبقى الكلام ناقصاً
إذاً : لو قلت : نمرةٌ عند زيدٍ : لا يفهم السامع شيئاً ويبقى متطلعاً إلى الحُكم الذى هو الخبر ، فلابد أن تأتى له بخر فتقول ( نمرةٌ عند زيدٍ يلبسها - نمرةٌ عند زيدٍ اشتراها - نمرةٌ عند زيدٍ مزركشة - نمرة عند زيدٍ غالية ... احكم بأى شئ
إنما ( عند زيدٍ نمرة ) أول ما قلت ( عند زيد ) فالسامع يريد أن يعرف ما الذى عند زيد ؟
فلمّا قدمت الحكم فَهِمَ الحُكم فأستعد أن يحكم به على أى محكوم عليه ولو كان نكرة .. إذاً النكرة هُنا أفادت
الإفادة من أين جاءت ؟
من تقديم الخبر ( عند زيدٍ نمرة )
فى الدار ضيفٌ - فى جيبى درهم - فى رأسك مُسكة من عقل ~...

إذا كان المبتدأ معرفة فتقديم شبه الجملة جائز وليس واجباً
لله الأمرُ .. يجوز أن تقول ( لله الأمر ) أو ( الأمرُ لله ) لكن التقديم فى القرآن الكريم جاء للتخصيص

إذا وقع شبه الجملة خبراً أو نعتاً أو حالاً : فهو متعلق بمحذوف ، يعنى لو قلت مثلاً : زيدٌ فى الدار : يعنى كأنه فى الدار
رجلٌ فى الدار مقيمٌ : فى الدار : متعلق بمحذوف ( نعت ) : رجلٌ كائنٌ فى الدار
يعنى شبه الجملة سواء كان خبراً أو نعتاً أو حالاً فمعه : ناوينَ معنى كائنٌ أو استقر

عند جهينة الخبر اليقين : يعنى الخبر اليقين عند جهينة فقط أو ما يحل محل جهينة ، فهذا مَثَل تضربه العرب للذى عنده الحقيقة ، فإذا قلنا أن فلان هو الذى يملك حقيقة الخبر فنُشبه الحال التى نحن فيها بالحال التى ضُرب فيها المثل ، يعنى لو أننا الآن نتحاور فى قضية وكلٌ منا يقول فيها رأى ولم نقطع برأى ، ثم جاء عالمٌ فى هذه القضية فنطق بالقول الفصل فى هذه القضية ، نقول : قطعت جهيزةُ قول كل خطيبٍ .. مع أن القائل عالم رجل ، فهذا مثل ضربه العرب أيضاً ، فالمَثَل لا يُغيَّر ويُضرب
المهم لمّا تقول ( عند جهينة الخبر اليقين ) فهذا تخصيص لأن المبتدأ معرفة

ولا يجوز الإبتدا بالنكرة ما لم تُفد كعند زيدٍ نمرة
وهل فتىً فيكم فما خِلٌ لنا ورجلٌ من الكرام عندنا
ورغبة فى الخير خيرٌ وعمل برٌ يزينُ وليُقس ما لم يُقل

ابن مالك - لاحظوا معي لنُعدد معه مسوغات الإبتداء بالنكرة التى ذكرها :
1) تقديم الخبر شبه الجملة على النكرة
2) وقوع النكرة فى سياق الإستفهام : هل فتىً فيكم ؟
3) وقوع النكرة فى سياق النفى : ما خلٌ لنا
وهذان الموضعان لإفادة العموم ، النكرة فى سياق النفى تعُم ، والنكرة فى سياق الإستفهام تعُم ، فكأن بيحكم على العموم كله .. ما الذى يجعل الإخبار عن النكرة لا يُفيد ؟
أنها شائعة .. لكن لو عمّت كل الجنس فلا مشكلة
يعنى ( هل فتىً فيكم ) يعنى كأنك قلت : هل جميع الفتيان فيكم ؟
لأن فتىً فى سياق الإستفهام تعُم ، وكذلك فى سياق النفى ( فما خِلٌ لنا )

ورجلٌ من الكرام : رجل : نكرة لكنه نُعت ، فالنعت يُخصص النكرة
رجل من الكرام عندنا : فيخرج كل الذين ليسوا من الكرام
كما قال الله عز وجل { ولعبدٌ مؤمنٌ خيرٌ من مشرك } عبد : نكرة وخُصص بالنعت ( عبدٌ مؤمنٌ خيرٌ ) ، { ولأمةٌ مؤمنةٌ خيرٌ }

ورغبةٌ فى الخير خير : النكرة هنا عملت فيما بعدها
رغبة فى الخير : فى الخير : جار ومجرور متعلق برغبة
وعمل بر : خُصصت النكرة بالإضافة ، عمل برٍ يزين ، لم يقل ( عملٌ يزين ) إنما قال ( عمل برٍ يزين ) : خُصصت بالإضافة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمس صلواتٍ كتبهن الله ...
فخمس صلوات نكرة ولكن لمّا أُضيفت إلى صلوات خُصصت بالإضافة فجاز الإخبار عنها بجملة ( كتبهن الله )
  #4  
قديم 08-17-2009, 03:55 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

إذاً بن مالك أرجع مسوغات الإبتدا بالنكرة إلى العموم فى سياق الإستفهام أو النفى وإلى التخصيص ( بالنعت مثل : رجلٌ من الكرام - أو بالعمل : رغبةً فى الخير - أو بالإضافة : عملُ برٍ يزينُ )
إذا قرأتم المواضيع التى نيّفت على الثلاثين لمسوغات الابتدا بالنكرة ستجدونها ترجع إما إلى العموم وإما إلى الخصوص
ومثلاً : سلامٌ قومٌ مُنكرون :
سلامٌ : مبتدأ وخبرهُ محذوف جوازاً وتقديره سلامٌ عليكم ، سلام ( نكرة ) وجاز الإبتداء به .. لماذا ؟
لأنها دعاء .. فأنت حينما تدعو لأخيك بالسلام هل تدعوا له بسلام خاص أم بكل سلام ؟ : سلامٌ فى البدن ، سلامٌ فى الدين ، وسلامٌ فى الصحة ،وسلامٌ فى المال ، وسلامٌ فى الأهل ..
إذاً : إذا دلت النكرة على الدعاء جازَ الإبتداء بها

من مسوغات الإبتداء بالنكرة : التنويـــــع :
إذا دلت النكرة على التنويع ، نقول : عندى ثيابٌ ثوبٌ للجمعة وثوبٌ للعيدين وثوبٌ للمعهد وثوبٌ للعمل
ثوبٌ ، ثوبٌ ، ثوبٌ : هذا نكرة لكنها دلت على التنويع ،وهو نوع من التخصيص فكأنك قلت : نوع مخصوص من الثياب لكذا ، ونوع مخصوص لكذا ....
إن شاء الله إذا قرأتم فى أىٍ من الشروح الموسعة وعرفتم أن مسوغات الإبتداء بالنكرة نيّفت على الثلاثين مسوغاً فكلها يرجع إما إلى العموم وإما إلى الخصوص .
وقد ذكر بن مالك للعموم فى سياق النفى وفى سياق الإستفهام ، وذكر للخصوص : النعت - العمل - الإضافة إلى نكرة ( فالنكرة إذا أُضيفت إلى نكرة خُصصت - لكن إذا أُضيفت إلى معرفة صارت معرفة : يعنى ( عملُ برٍ يزينُ ) فهو لم يقُل : ( عمل البر ) وإنما قال قال ( عملُ برٍ ) نكرة مضافة إلى نكرة فخُصصت فجاز الإخبار بجملة (يزين )

وليُقس ما لم يُقل :
بن مالك كأنه قال : أنا لم احصُر لكم مواضع مسوغات الإبتداء بالنفى ، فهناك مواضع ترجع إما إلى العموم 0 يعنى تقيسوها على العموم ) أو الخصوص (تقيسوها على الخصوص )

والأصلُ فى الأخبار أن تُؤخرا وجوّزوا التقديم إذ لا ضررا
فأمنعه حين يستوى الجزءان عُرفاً ونُكراً عادِمَى بيانِ
كذا إذا ما الفعلُ كان الخبرا أو قُصد إستعماله مُنحصرا
أو كان مسنداً لذى لام ابتدا أو لازم الصدر كمن لي مُنجدا

ذكر لنا تقديم الخبر ( جوازاً ) وتأخير الخبر ( وجوباً ) فى هذه الأبيات التى قرأتها
والأصلُ فى الأخبارِ أن تؤخرا وجوّزوا التقديم إذ لا ضررا
لو قدّمت ( عند زيدٍ نمرة ) هل يضر المعنى أم لا يضر ؟
يضر ، فلا يجوز التقديم
إذا قلت ( نمرةٌ عند زيد ) لا يتم الكلام فيضر المعنى

وجوّزوا التقديم إذ لا ضررا
كما فى ( محمدٌ رسول الله - رسول الله محمدٌ )
إنما { وما محمدٌ إلا سول } لو قدمت الخبر يضُر بالمعنى لأنه سيؤدى إلى معنى لا يصلُح - فالخبر محصور ولو قُدِّم لحُصر المبتدأ ويكون المعنى أنه ليس هناك رسول إلا محمد وهذا معنى لا يليق ولا يصلُح

إذاً : إذا كان الخبرُ محصوراً لا يجوز تقديمه لأن تقديمه يضُر بالمعنى
إذاً : وجوّزوا التقديم إذ لا ضرر : كما فى زيدٌ فاهمٌ - و فاهمٌ زيدٌ ( فى زيدٌ فاهمٌ : فاهم خبر لأنه لم يعتمد على نفى ولا استفهام وارجع إلى الكلام الذى قُلناه فى أول الدرس )
طالب (...)
الشيخ : { وما محمدٌ إلا رسول } الله سبحانه وتعالى قصر محمداً صلى الله عليه وسلم على الرسالة فى هذا المقام الذى انزعج فيه الصحابة لمّا أُشيع أن محمداً صلى الله عليه وسلم مات ، فقال الله لهم { وما محمدٌ إلا رسول } يعنى هو مقصور على الرسالة أما بقية الأوصاف البشرية من لحوق الموت وغيره فهذا لا مانع من اللحوق به ، وهذا كان تمهيد للصحابة حتى إذا ما جاء أجل النبى صلى الله عليه وسلم لا ينصرفون عن الدين ، وكما قال أبو بكر : مَن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، ومَن كان يعبد الله فإن الله حىّ لا يموت ..
{ أفأين مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم } والآية دليلٌ على أن محمداً صلى الله عليه وسلم لن يلحقهُ قتلٌ بدليل أن الله قدّم الموت { أفأين مات أو قُتل } كما أُشيع فى غزوة أُحد { انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب عل عقبيه فلن يضر الله شيئاً }
ولمّا تلا أبو بكر هذه الآية قال عمر : كأنى لم أسمعها إلا اليوم

يجب تقديم المبتدأ وتأخير الخبر ( أى بقاء الجملة الأسمية على أصل ترتيبها )فى أربعة مواضع فقال :
فأمنعه حين يستوى الجُزءانِ عُرفاً ونُكراً عادِمَى بيانِ
فأمنعه : أى امنع تقديم الخبر
عرفا ونكرا عادمى بيان : أى إذا كان المبتدأ معرفة والخبر معرفة ولا يُعرف المبتدأ من الخبر إلا بتقديم المبتدأ وتأخير الخبر مثل : زيدٌ العالمُ ، والعالمُ زيدٌ أو زيدٌ الرجلُ والرجلُ زيدٌ
عادمى بيان : يعنى لا توجد عندك بينة تعرف بها الخبر ،
أما إذا وُجدت بينة : البينة كقولهم : أبو حنيفة أبو يوسف
أبو يوسف أبو حنيفة : هذا هو الأصل
يا أيها الكرام : أحياناً التشبيه يقع بالمبتدأ والخبر : ( زيدٌ أسدٌ ) ويُسمى تشبيهاً بليغاً حُذف منه الوجه والأداة : فهل الأصل أن يُقاس أبو يوسف بأبو حنيفة أم يُقاس أبو حنيفة بأبى يوسف ؟
الأصل أن يُقاس أبو يوسف بأبى حنيفة ، فلو قلنا ( أبو يوسف أبو حنيفة ) فنكون جئنا بالجملة على أصل ترتيبها ، ويجوز أن تقول ( أبو حنيفة أبو يوسف ) على تقديم الخبر وتأخير المبتدأ ( وأنتَ عندك بيّنة أن أبو يوسف تلميذٌ وأبو حنيفة شيخه ) فهنا عندنا بيان إنما إذا لم يوجد بيان فلابد أن تُقدم المبتدأ وتؤخر الخبر ،وهذا معنى ( فأمنعه حين يستوى الجزءان ) عُرفاً : أى فى التعريف كالرجل زيدٌ وزيدٌ الرجل
أما إذا وُجدت بيّنة تُعرفك الخبر من المبتدأ فيجوز تقديم الخبر

من البينة ايضاً قولهم : بنونا بنو ابنائنا ، وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعدِ :
يقولون هذا البيت شاهد فى النحو ، وشاهد فى البلاغة ، وشاهد فى الفرائض ( الميراث )
أما كونه شاهداً فى النحو : فلأنه لمّا عرفنا المبتدأ من الخبر جازَ تقديم الخبر ( بنونا بنو ابنائنا ) وأصل الكلام : بنو أبنائنا بنونا ، لأن أبناء الأبناء فرع والأبناء أصل ،والفرع يُقاس على الأصل ..
وكونه شاهد فى البلاغة : أنه من باب التشبيه المقلوب (يعنى جعل الأبناء يشبهون أبناء الأبناء ) كما تقول : البدر ليلى ، فكأنك جعلت المشبه به مُشبه ، كقول المرابين { إنما البيع مثل الربا } فجعلوا الربا هو الأصل فى الحِل وقاسوا عليه البيع ، فككانت عنايتهم بالربا وكأن المعاملات إن لم يكن فيها ربا فهى عندهم لا أصل لها - وقانا الله وإياكم شر الربا وغباره -
وهذا يُسمى تشبيه مقلوب : يرجع المعنى فيه الى المشبه لا إلى المشبه به ، يعنى كأنك بتُعلى من قدر المشبه فتجعله هو الأصل فى التشبيه وهو الأصل الذى يُقاس عليه ..
أما كونه فى الفراشض : فأبناء الأبناء يحلون محل الآبناء عند عمد وجود الأبناء فى الميراث ، فابن الإبن كالإبن ( مع عدم وجود الإبن طبعاً ) .. أما ابن ابنت فهو ابن رجل غريب ، فابن البنت من الرحم أما ابن الإبن فعَصَبة وله من الميراث ويحجُب غيره على ما يحجب الأبناء

فأمنعه حين يستوى الجزءان عُرفاً ونُكراً عادمى بيان
يعنى إذا كان المبتدأ معرفة والخبر معرفة ولا يُعرف الخبر من المبتدأ إلا بتأخير الخبر فقد وَجَبَ تأخير الخبر
وإذا كان المبتدأ نكرة لها مسوغ والخبر نكرة لها مسوغ ولا نعرف المبتدأ من الخبر إلا بتأخير الخبر : يجب تأخير الخبر ، مثلاً أقول لك : أفضلُ منك أفضلُ من علىِّ
أفضل ( نكرة ) لكنها سوغت بالعمل ، فالجار والمجرور ( منك ) متعلق بأفضل ، فأفضل منك أفضل من على ، أفضل من على أفضل منك ..
فالذى ستُقدمه سيكون المبتدأ ، وما تؤخره سيكون الخبر ، ولا يوجد عندك دليل تعرف به الخبر فيجب تأخير الخبر

فأمنعه حين يستوى الجزءان عُرفاً ونُكراً عادمى بيانِ
وطبعاً مع التنكير لابد أن يكون هناك مسوغ لجواز الابتدا

كذا إذا ما الفعلُ كان الخبرا :
لو قلت زيدٌ فَهِمَ : يجب تأخير الخبر ( فَهِمَ ) لأنك لو قدّمته لأُعرب زيد فاعل
كذا إذا ما الفعلُ كان الخبرا أو قُصد استعماله منحصراً
مثل : { وما محمدٌ إلا رسول }
أو كان مُسنداً لذى لام ابتدا : يعنى الخبر مُسند لمبتدأ مسبوق باللام ( لعمرُك ) أو ( لزيدٌ فاهمٌ ) لا يجوز أن تقدم فاهم .. لماذا ؟
لأن المبتدأ وقع بعد حرفٍ تجب صدارته أو يجب أن يكون معا لمبتدأ لأن اللام ( لام الابتدا ) لا تكون إلا مع المبتدأ ، ولا يتأخر المبتدأ الذى سُبق باللام
أو لازم الصدر :
إذا كان المبتدأ ( اسم استفهام ) يجوز أن نلحقها بالخبر إذا دخلت إنَّ على الجملة ، لكن إذا بقى المبتدأ مبتدأ لم تدخل عليه إنَّ : يجب أن تكون اللام مع المبتدأ أوي تقدم المبتدأ ( لزيدٌ فاهمٌ )
أما دخول اللام على الخبر فذلك شاذٌ كقول القائل :
أُم الحُليس لعجوزٌ شهربة ترضى من اللحم بعظم الرقبة
لعجوزٌ : دخول اللام على الخبر شاذٌ وعلى غير القاعدة النحوية - إلا على خبر إنَّ -

إذاً يجب تأخير الخبر فى خمسة مواضع :
1) إذا كان المبتدأ والخبر معرفتين أو نكرتين ولا يُعرف الخبر من المبتدأ
2) إذا كان الخبر جملة فعلية ( زيدٌ فَـهِمَ )
3) إذا كان المبتدأ مسبوق بلام الابتدا ( لزيدٌ فاهمٌ )
4) إذا كان المبتدأ ( اسم استفهام ) : مَن لى مُنجداً ؟
5) إذا كان الخبر محصوراً : { وما محمدٌ إلا رسول } لا يجوز أن تُقدم هذا الخبر وإلا فسد المعنى ...


اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 08:11 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.