انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > التاريخ والسير والتراجم

التاريخ والسير والتراجم السيرة النبوية ، والتاريخ والحضارات ، وسير الأعلام وتراجمهم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-29-2010, 07:47 PM
محااايد محااايد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




Islam سلسلة حفيدات صفية - أروع ستة قصص للمجاهدات في هذا الزمان

 

سلسلة حفيدات صفية - أروع ستة قصص للمجاهدات في هذا الزمان


سلسلة قصص حفيدات صفية



مقدمة



سلسلة قصص حفيدات صفية



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الواحد والصلاة والسلام على رسوله المجاهد أما بعد :
يا أخواتي الحبيبات في الله لقد ترددت في كتابة هذا الموضوع في بداية الأمر ولكن ما دفعني إليه أن المجاهدات في هذا الزمن أصبحن لا يهتمون إلا بسفاسف الأمور وأصبحت الواحدة منهن إلا ما رحم ربي تمنّ على أهلها واخوتها بأنها مجاهدة بل وحتى المتزوجات منهن تمنّ على زوجها بأنها مجاهدة بل إذا قاست معه جوع يوم واحد في سبيل الله أو تشرد لليلة واحدة قالت له من تصبر كصبري وأين ستجد مثلي ومن ........ ومن ....... ومن ....
وربما يحصل هذا لأننا نشأنا في بيئة توفر لنا كل ما نحتاجه فيها وهذا لا يتوفر في حياة المجاهدين وبالأخص المهاجرين وأظن أن من أهم العوامل التي ساعدت على هذا التردي في حال المجاهدات هي قلة القدوات الصالحات في هذا الزمن , ولذلك قررت مستعينة بالله أن أكتب لكم قصصا ً واقعية لأخوات أعرفهم بمثل أعمارنا , فمعظم من سأكتب قصصهم لا تتجاوز أعمارهن الثامنة عشرة , فأتمنى أن تكون هذه القصص عبرة لكل أخت مجاهدة , وأسأل الله أن يعينني على ذلك ويتقبل مني هذا العمل خالصا لوجهه الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين ....

أختكم في الله أريج الجهاد
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-29-2010, 07:48 PM
محااايد محااايد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

القصة الأولى


من هي حفيدة صفية؟ نعم من هي؟ إنها تلك المجاهدة الشجاعة ذات العزيمة الصادقة، المجاهدة التي لم يمضي الكثير على التزامها تزوجت من ذلك البطل المجاهد الذي ترك حياة الدعة والراحة والترف ليذهب ويقاتل مع إخوانه في أفغانستان وبعد شهرين من هذا الزواج المبارك في أحد الأيام خرج هذا المجاهد لبعض حوائجه وهو صائم وكانت زوجته تنتظره ليفطر معها ولكنه تأخر وبينما هي تنتظر وإذا بالباب يطرق وظنت هذه الأخت أن زوجها قد جاء ولكن المفاجأة قد كانت عندما صرخ من خلف الباب أحد كلاب المخابرات صارخا بها إن لم تفتحي الباب سنقتحم المنزل , ففتحت لهم الباب بعد أن علمت أنهم قد أسروا زوجها واقتادوه إلى السجن , وعلموا أن أحد الأخوة بينه وبين زوجها موعد في بيتها وسيأتي إليه الساعة السابعة مساءً وجاؤوا لانتظاره فوضعوه في أحد الغرف وأغلقوا عليها الباب ولكن هذه الأخت المجاهدة ذات العزيمة الصادقة أخذت تفكر بحل تنقذ به الأخ المجاهد فخرجت من شرفة منزلها في الطابق الثاني وهي حافية القدمين وذهبت إلى منزل ذاك الأخ وأخبرت أهله بالخبر وأخذت من عندهم حذاء فلبسته ثم ذهبت إلى بيت والدتها فوجدت الخبثاء في انتظارها هناك فلم يعرفوها لأنها كانت تلبس الخمار فأخذوا يتحدثون فيما بينهم على مسمع منها إن كانت هي أم لا بسبب أنها مرتدية حذاء ولكنهم علموا أنها هي فاقتادوها إلى السجن , فاستقبلها ذلك الضابط الخبيث بركلة على بطنها جعلها تسقط حملها وظنوا بما أنها امرأة أن يأخذوا منها ما شاؤوا من المعلومات ولكنهم لم يستطيعوا أن يأخذوا منها كلمة واحدة فلبثت في السجن ما يقارب السنة وبضعة أشهر، فخرجت بعدها من السجن !!!! ماذا تظنون بها ؟ هل غيرت عقيدتها ؟ أم هل أصبحت تعادي المجاهدين ؟ أم تتهمهم بأنهم هم من أوقعوها في غياهب السجون حيث الذل والهوان ؟ الجواب لا وألف لا !!!!! لقد خرجت وهي أشد حبا وتمسكا بهذا الطريق من بعض رجالات هذا الزمان , لقد خرجت وهي حافظة لكتاب الله كاملا , فبدل أن يكون السجن سببا في انحرافها كان مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم ..
فأين من يقتدي بحفيدة صفية؟ .....
فأين أنتم يا رجال هذا العصر عفوا يا نساءً بعمائم ولحى , افسحوا الطريق لأمثال حفيدة صفية .


فإن كانت النساء كما ذكرنا



لفضلت النساء على الرجال




فسلام منا لهذه الأخت الفاضلة التي أسأل الله أن يجمعني بها في الدنيا والآخرة ..


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-29-2010, 07:49 PM
محااايد محااايد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

القصة الثانية


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الواحد والصلاة والسلام على رسوله المجاهد أما بعد:
من هي حفيدة صفية ؟
إن هذه الحفيدة من حفيدات صفية تكبر الحفيدات الأخريات بعض الشيء، تبدأ قصتها عندما تزوجت ذلك البطل الهمام الذي كان سبباً في وصول كثير من شباب الأمة إلى بلاد الأفغان بعد الله عز وجل , تزوجت في بيت شبه خالي من الأثاث وفقر شديد , فقد كان هذا البيت الذي أسس على طاعة الله مدرسة لشباب المنطقة , يتخرجون منه ليباشروا العمل في بلاد الأفغان مع إخوانهم المجاهدين , فقد كان الزوج إماماً وخطيباً لأحد مساجد المنطقة , وكان حافظاً لكتاب الله , شديد الورع والتقى , يصدع بالحق ولا يداهن في دين الله لا يخشى في الله لومة لائم , ففي يوم من الأيام أتاه أحد عملاء السلطة قائلاً له لماذا لا تدعُ في خطبك لحاكم هذا البلد , فأجابه هذا الزوج إجابة الواثق بالله قائلاً (أنا لا أدعُ لطاغوت) , فحاول إغراءه بالمال فرفض الشيخ رفضاً قاطعاً , وقد كان هذا الشيخ قد اعتاد على سجون هذا البلد (حتى أن احد العملاء قال له ساخراً يا أبا فلان أظن أن مقاس قدمك قد عاد إلى حجمه الطبيعي يقصد بذلك أن بقاؤه خارج السجن قد طال).
هاجرت الزوجة مع زوجها قاصدين أفغانستان ولكن لم يكن هناك مجالاً لدخول النساء فبقيت الزوجة في باكستان , وكانت تصبر على غيابه الطويل عنها وتدفعه إلى الجهاد دفعاً , وكم كانت تخفف عنه الآلام والأحزان التي يتعرض لها من فقد إخوانه في الجهاد الأفغاني ,وخاصة عندما قتل الشيخ عبد الله عزام , وكانت مثلاً للزوجة الصالحة والأخت الناصحة فقد كانت بلسماً لجراح الأخوات , تصبرهن وتعظهن وتواسيهن , حتى قدر الله أن عادت الزوجة مع زوجها إلى بلدها , وكان بيتها مليئاً بالضيوف من المهاجرين , وكان أحد هؤلاء الضيوف هو الشيخ أبو مصعب الزرقاوي "تقبله الله" وهو في طريقه إلى أفغانستان , وكانت الزوجة الصالحة المجاهدة لا تملّ من إكرام ضيوف زوجها وخدمتهم والسهر على راحتهم , وقدر الله أن يؤسر عدد من الأخوة وهم في طريقهم إلى أفغانستان فاستدل كلاب المباحث إلى ذلك الأسد الضرغام فاعتقلوه وبقي في المعتقل حوالي ست سنوات , وهنا بدأت المعاناة والآلام تزداد على هذه المجاهدة الصابرة , فتعرضت للسب والشتم والإهانة من قبل الجهلة من أقارب المجاهدين الذين أخرجهم زوجها إلى الجهاد , وكانت تردد قوله تعالى (وإذاخاطبهمالجاهلون قالوا سلاماً) ,نعم لقد تعرضت هذه المجاهدة المحتسبة لما تعرض له الصالحون من الأذى , وازدادت حالتها المادية سوءاً على سوء فأخذت تعمل بالخياطة لتطعم أبناءها الصغار وتعفهم عن الذل والمسألة , لقد حفظت عائلتها وزوجها في حضوره وغيابه , ربت أولادها تربية مثالية قلما نجد مثلها في هذا الزمان , ربتهم على القرآن والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ومن أعجب ما سمعته من أحد أولادها الصغار الذي لم يتعلم الكلام جيداً عندما سأل أمه بلكنته الطفولية , أمي لماذا سجن أبي ؟ ! فأجابته الأم لأنه قال لا إله إلا الله , فرد عليها الصغير قائلاً "فإن قلت لا إله إلا الله هل سأُسجن؟" فقالت له , كل من قال لا إله إلا الله بحقها وعمل بمقتضاها يكرهه الطواغيت , فقال أنا سأقولها حتى وإن سجنوني !!!!
وحدثتني أحد الأخوات أنها رأت ابنة هذه الأخت تعظ أحد النساء النامصات وهي لم تتجاوز التاسعة من عمرها .
ومع عظم المصائب التي طرأت عليها لكني لم أرها يوماً تتأفف وتتسخط على قضاء الله وقدره , بل أراها مثالاً للصبر والرضى نحسبها والله حسيبها.
خرج زوجها من السجن وسُفّر إلى أحد البلدان ثم تبعته زوجته ..... ماذا تظنون من هذه الزوجة الصالحة أن تفعل بعد فراق زوجها ست سنوات ؟ هل ستطلب منه أن يستقر في بيته ويجلس معها ومع أولاده يدبر أمورهم ويرعاهم ويترك الجهاد في سبيل الله ؟ لا والله لقد طلبت منه ................... طلبت منه أن يسعى لها في تنفيذ عملية استشهادية !! فوعدها خيرا ً فنسأل الله أن يحقق لها مناها وأن يجمعنا وإياها في أعلى عليين .
وكم كنت أعجب في صغري عندما أسمع أحد أخوتي يقول لأمي عندما تضيق به نفسه أنه سيذهب إلى الطبيب النفساني يعني بذلك زوج الأخت الفاضلة , فعندما كبرتُ وتعرفت على هذه الأخت المجاهدة أيقنت معنى كلام أخي , فالله يعلم كم هي فرحتى بالتعرف عليها رغم فارق السن بيني وبينها , فقد كانت الصديقة والأخت التي لا أحب لقيا أحد في هذه الدنيا كما أحب لقياها , لقد كانت لي جائزة أنالها عندما كانت والدتي ترغب في مكافأتي , فكانت تصحبني لزيارتها وإذا أرادت معاقبتي حرمتني من زيارتها فكانت تلك العقوبة من أقسى العقوبات عليّ .
وأحب أن أذكر لكم هنا قصة حدثتني بها هذه الأخت المجاهدة كانت قد حدثت في أفغانستان عندما التقى زوجها بالشيخ أسامة بن لادن حفظه الله حيث سأله من أين أنت يا أبا فلان ؟ فقال من كردستان العراق , فقص عليه الشيخ أسامة رؤيا رآها وهي " أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل صرة على ظهره فقال له الشيخ أسامة إلى أين يا رسول الله؟ فأجابه إلى كردستان العراق ....
وبمناسبة الحديث عن كردستان أحب أن أذكر لكم رؤيا ذكرها الأخ أبو الغادية حيث رآها عبد الهادي دغلس تقبلهما الله في عداد الشهداء, أن الأخ عبد الهادي رأى في زمن الإمارة الإسلامية في أفغانستان "أن الأمريكان سيقاتلونهم في أفغانستان إلى أن يلجأ المسلمون إلى جبل وستسقط على الكفار النجوم كالصواريخ {أو قال صواريخ كالنجوم} تشتعل فيهم النيران وسينهزم فيها الأمريكان " وعندما بدأت الحرب على أفغانستان وخرج الأخوة من أفغانستان فكان الأخوة كلما مرّوا بجبل سألوا الأخ عبد الهادي هل هذا هو الجبل الذي رأيته في الرؤيا ؟ فيقول لهم لا, حتى وصلوا إلى كردستان ثم صعد عبد الهادي على الجبل وأخذ يكبر ويقول والله هذا هو الجبل الذي رأيته في الرؤيا " نسأل الله أن تكون هذه الرؤيا من المبشرات التي أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي الختام لا تنسوا هذه الأخت وزوجها وأولادها من صالح دعائكم، فهم الآن في ساحات الجهاد بأمس الحاجة إلى الدعاء في ظهر الغيب , في ظلمات الليل الدامس , ولا تنسوني مما قد طلبته منكم مسبقاً وهو عملية استشهادية على تجمع لأعداء الله وأن يتقبلني الله شهيدة ويسكنني الفردوس الأعلى من الجنة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-29-2010, 07:50 PM
محااايد محااايد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

القصة الثالثة

بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله الواحد والصلاة والسلام على رسوله المجاهد أما بعد:
من هي حفيدة صفية ؟ إنها تلك الفتاة الحديثة السن التي لم يمر على التزامها الوقت الطويل , إن رأيتها حمدت الله أن جعل من نساء عصرنا من تشبه الصحابيات رضوان الله عليهن , كل ما يشغل بالها هو نصرة دينها , فكانت هي المجاهدة الشديدة في الحق التي لا تخشى في الله لومة لائم , فكم كنت أحب فيها تلك الشدة العمرية , فقدر الله أن يجمعها مع زوج من مجاهدي هذه الأمة الذين شهدت لهم ساحات الوغى في أرض العزة والبطولة في أفغانستان.
وبعد شهرين من الزواج أسرت هذه الأخت مع زوجها!! نعم لقد أسرت حفيدة صفية , ولكن ليست المأساة في أسرها , فكم ضمت جدران السجن من أمثالها من التقيات العفيفات الطاهرات , ولكن المأساة تكمن في هذا السؤال : أين أسرت؟!!
لقد اقتيدت إلى غياهب ذلك السجن لتُفتح لها بوابة تلك الزنزانة......................
لقد كانت تظن أن خلف هذه البوابة سجن يجمع الكثير الكثير من النساء المجرمات و كان الأمل يحدوها ويقوي عزيمتها بأنها ستجد بينهم أخت سجنت لما سجنت هي له .
نعم تريد أن تجد أختاً مجاهدة دخلت في غياهب السجن لا لجرم اقترفته ولا لفحش أتته , ولكن دخلت السجن لأنها قالت ربي الله و والت من والى الله وعادت من عادى الله ولأنها اختارت زوجاً مجاهداَ , علها أن تواسيها وتسليها .
ولكن قُطعت الآمال والأماني عندما فُتح ذلك الباب وإذا بمكان مظلم لا تتجاوز مساحته المتر الواحد , إنها ما يسمونها (المنفردة) , صعقت الأخت مما رأت فقالت بعجب بالغ مازجه حزن عميق ما هذا؟ خزانة!! فأدخلوها إلى المنفردة وأغلقوا عليها الباب ! لقد سجنت هذه المجاهدة ذات الخمسة عشر عاماً في هذا المكان المظلم الموحش لا زوج يؤانسها ولا أخت تجالسها , ولكن كان معها شيء هو أهم من هذا كله إنه الإيمان و الرضا بقضاء الله واليقين بأن الله لن يضيعها ما دامت متمسكة بدينها , ولسان حالها يردد قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله واصفاَ هذا الحال ( ما يصنع أعدائي بي ؟أنا جنتي وبستاني في صدري أينما رحتلا تفارقني ،أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة ،وإخراجي من بلدي سياحة).
لقد كانت المرأة الوحيدة المسجونة في المنفردة بينما النساء الأخريات موجودات في سجن جماعي , ومن المعروف في هذه السجون أن المنفردات لا يسجن بها إلا الرجال , فعلم أحد أقربائها المأسور في منفردة مجاورة بوجودها , فأثار ضجة كبيرة فسمعه زوجها الموجود في زنزانة قريبة منهم فثار لها مما أجبر كلاب المباحث إلى نقلها إلى سجن النساء الجماعي , قضت في هذا السجن ما يقارب العام الواحد , وخرجت ولله الحمد وقد حفظت كتاب الله فازداد حبها للجهاد أضعاف أضعاف ما كان عليه قبل السجن , فلم يغير السجن من أخلاقها وسلوكياتها فقد عادت كما كانت آمرةً بالمعروف ناهية عن المنكر تصدع بالحق أينما كانت , وتكسرت هيبة السجن والتعذيب أمامها فلم تعد تترك الدعوة بسبب ذلك ,,
إنها حفيدة صفية رضي الله عنها ....
إنها ابنة الجهاد والاستشهاد ......
فإلى أشباه الرجال ممن يدّعون العلم ويبيعون دينهم بدولارات معدودة ويصدرون الفتاوى إرضاءً للطواغيت الكفرة في حق المجاهدين البررة أقول لكم والله إن كان لديكم القليل من إيمان وصدق هذه المجاهدة لما رضيتم بما أنتم عليه من نفاق وكذب على الله ورسوله , فلم تفتنوا بسجن أو ضربٍ و تعذيب وإنما فتنتم بمنصب رخيص وسمعة تافهة فعليكم من الله ما تستحقون , فأبشركم يا أحذية الطواغيت بأن طواغيتكم لهم يوم أسود بإذن الله الواحد القهار, حتى وإن خلت الساحة من الرجال فلدينا الكثير من حفيدات صفية اللواتي يعدون و يهيؤن أنفسهم وقلوبهم و ألسنتهم تلهج بالدعاء أن يجعلهم الله هم من يحتزوا رقاب طواغيتكم , فكما أقمتم سنة جدكم يا أحفاد بلعام بن باعوراء فإن من أخواتنا المجاهدات من سيقيمون سنة صفية رضية الله عنها فيكم فانتظروا فإنا إن شاء الله لفاعلون.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-29-2010, 07:51 PM
محااايد محااايد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

القصة الرابعة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الواحد والصلاة والسلام على رسوله المجاهد
أما بعد:
من هي حفيدة صفية ؟
إنها تلك الأخت البسيطة التي لم تكن تعرف الكثير عن الالتزام أوالجهاد بل كانت تعيش في بيئة غير ملتزمة حتى قدّر الله وتزوجت ذلك القائد المجاهد ممن يعرف فضله الكبير والصغير في أرض العزة أرض الأبطال (أفغانستان) .
تزوجته وسافرت معه إلى أفغانستان وجلست معه في بيت جيد نسبياً, وكانت لا تراه إلا قليلاً فهو دائماً إما مشغول أو مسافر وكانت تصبر وتحتسب غيابه عند الله, ولقد حدثتني عنها أحد الأخوات اللواتي يعرفنها في أرض الجهاد عندما سألتها عن وضع زوجها فأجابت وهل كانت تراه!!.
ثم انتقلت مع زوجها إلى كهف من الكهوف في جبال أفغانستان وهي حامل , وعاشوا في هذا الكهف فترة من الزمن لم تجد خلالها أدنى مقومات الحياة حتى ماء الوضوء كان له معها قصة, فقد كانت تجمع الثلج من حول الكهف في إناء وتذيبه على النار لتتوضأ به, فتخيلوا يا أخواتي العزيزات كم تكون الحياة صعبة في كهف على جبل محاط بالثلوج لا كهرباء ولا تدفئة ولا ماء فبالله عليكم أليس من واجبنا أن نذكر المسلمات بقصص هؤلاء المجاهدات حتى يحذون حذوهن ويصبرن على ضنك العيش ومشقات الطريق, لقد صبرت وتحملت حتى كتب الله لجنينها أن يسقط من صعوبة الظروف فلا حول ولا قوة إلا بالله.
بعد ذلك انتقلت أختنا في الله إلى منزل جميل وواسع, لكنها لم تطق العيش فيه فطلبت من زوجها الرجوع إلى ذلك الكهف لأنها كانت تشعر فيه بحلاوة الجهاد والبعد عن متاع الدنيا الزائل, حتى قدر الله بدخول الأمريكان إلى أفغانستان فأسر زوجها بعد إصابة بالغة, وعادت هذه الأخت إلى بلدها وقد عُمّمَ اسمها في النقاط الحدودية, لكن الله أعمى أبصارهم عنها ودخلت بلدها بدون أي مضايقات, فأقامت في بيت أهلها المتواضع صابرة على أسر زوجها, وعلى الفقر الشديد الذي تعانيه, فلم يساعدها أحد من أقاربها فقد عاملوها معاملة المطلقة المذنبة فكانت تقتات هي وابنها على صدقات المحسنين فلا حول ولا قوة إلا بالله, وهنا استحضر حديثاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم أضعه أمامكم راجيةً من الله أن يكون دافعاً لمن يعرف أختاً في الله حالها كحال حفيدة صفية صاحبة هذه القصة فقد قال صلى الله عليه وسلم (من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا) رواه البخاري, فكم من عيد مر عليها دون أن تفرح هي وصغيرها بالعيد, فبعد سنتين من معاناتها ذهبت لسفارة بلد زوجها للسؤال عن أهل زوجها فطلبت السفارة منها وثائقاً من المخابرات العامة, فذهبت مع أمها للمخابرات فصعدت أمها لمبنى المخابرات وبقيت هي خارجه فطلبت منهم الأوراق المذكورة فسألوها لمن هذه الأوراق؟ فقالت لابنتي فلانة! فصرخ الضابط فقال هل ابنتك هنا؟!! متى دخلت للبلد؟!! وكيف ؟!!! فقالت نعم لقد دخلت من سنتين .. فأحضروها وتأكدوا من جواز سفرها واجلسوها في وسط الغرفة على كرسي وطلب منها المحقق أن ترفع عن وجهها الحجاب فرفضت, فسألها كيف دخلت البلد ؟! فقالت عن طريق المطار بأوراقي الرسمية, فصرخ قائلاً سأقتل من كان مسؤولاً عن مخابرات المطار في ذلك اليوم ولم يعلم بدخولك !! ثم أخذ يدور حولها وكلما وصل أمامها نظر إليها وقال وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون...
ثم أخذ يسألها عن زوجها وعن الأخوة فكانت تجيبه بأجوبة لا فائدة منها فلما وجد أنه لن يأخذ منها ما يسره هددها قائلاً لأحد الحرس الموجودين على باب غرفته أنزلها لأسفل كي يستخرجوا منها المعلومات, فاقتادها الحارس فبكت أمها وقالت للمحقق يا بُنَي دعني أقبّل يداك على ألا تسجنها فقالت لأمها لا يا أمي لا تقبلي يدي هذا الكلب, فصاح بها وشتمها وقال لأمها سنتركها الآن لأجلك يا حجّة مع أنها لا تستحق, فخرجت بحمد الله ولم يمسوها بسوء وحفظها الله من كيدهم, ولا زالت هذه الأخت المجاهدة ثابتة على الحق فادعوا لها يا أخواتي بأن يفك الله أسر زوجها ويجمعهما مرة أخرى في ساحات الجهاد والاستشهاد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-29-2010, 07:52 PM
محااايد محااايد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

القصة الخامسة


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد والصلاة والسلام على رسوله المجاهد
أما بعد:
من هي حفيدة صفية ؟
إنها تلك الفتاة الصغيرة المحبوبة التي نشأت في بيئة يغلب عليها التحلل وعدم الالتزام بالأوامر الشرعية، بل كان ارتداء الحجاب الشرعي فيه شيء خارج عن المألوف، بل لا تراعى في هذا المجتمع التزام المحجبات، فإذا دخلت المحجبة بيتاً ما من بيوت أقاربها كخالتها أو عمتها يدخل عليها الزوج والأولاد بدون إذن، ومن يجلس معها من النساء يطلبون منها أن تكشف عن وجهها فيقولون لها هذا مثل أخيك وهذا مثل أبيك وما شابه ذلك من هذه العبارات.
ولكن كانت تلك الأخت الصابرة مع صغر سنها لا تقبل التنازل عن دينها بل لم تكن ترى أي منكر إلا وقامت بتغيير ما استطاعت منه، فكلما دخلت منزل قريب أو بعيد ورأت فيه تلفازً أو آلة لهوٍ إلا وأطفأتها ونزعت أسلاكها ولا تبالي بسخط من حولها، وتركت دراستها عندما طُلب منها خلع جلبابها مع أنها كانت من المتفوقين.
ولازالت تطلب العلم وليس لها أصدقاء سوى الأخوات المجاهدات مع أنها أصغر فتاةٍ بينهم وكانوا يثقون برأيها إن هم شاوروها عن أمر ما، وكانت هذه الأخت قد جمع الله فيها كل مواصفات الفتاة المثالية فكان لا يمر يومٌ عليها إلا ويطلبها اثنان أو ثلاثة شبان ممن تتمنى كل فتاة أن يخطبها واحد منهم، ولكنها كانت ترفضهم لأنها لا تريد زوجاً ثرياً ولا وسيماً ولا متعلماً إنما تريد زوجاً مجاهداً فحسب، حتى قدر الله وجمعها بذلك الأخ المجاهد البطل الذي ترك الدنيا بمتاعها ليلحق بركب الجهاد والمجاهدين، وبعد عودته من الجهاد من أفغانستان وبدأ التأسيس للجهاد في العراق تزوج بها ولم يكن لها شرط للموافقة عليه إلا أن يكون قد حمل السلاح في ساح الوغى، فلم تأبه تلك الأخت لمتاع الدنيا الذي خلفته وراءها بل على العكس كلما زاد الكرب عليها زاد فرحها وشكرها لله أن وفقها للهجرة في سبيل الله، وكان زوجها يقع على عاتقه الكثير من المهام على درب الجهاد فكانت لا تراه إلا قليلاً وربما يغيب عشرة أيام ولا تراه بعد هذا الغياب إلا ساعة واحدة، وربما قضى هذه الساعة وهو ساجد يبكي فلا تسأله هذه الأخت عن حق لها ولا تطلب منه أن يجالسها، ولا تزيد عن الجلوس بقربه وهو ساجد وتبكي لبكاه وعندما يفرغ من صلاته تقوم لتودعه وتلبسه حذاءه بيدها وليخبرها وهو خارج بأن أحد الأخوة قتل وآخر أسر وما أكثر هذا النوع من الأخبار، أو يقول لها أنه لن يعود لعدة أيام.
لقد عاشا في بيت يحوي على القليل القليل من المتاع كالأشياء الضرورية في الحياة اليومية مثل الفراش والحصيرة وحقيبة الملابس لا غير، أما المطبخ إن دخلت عليه ترى موقداً صغيراً للطبخ، وحلة واحدة وبضعة صحون والقليل من الملاعق والسكاكين، فعندما تهم أختنا بالطبخ تبدأ الطبخ في الحلة حتى تنضج وبعدها تفرغها في وعاء بلاستيكي حتى يتسنى لها استخدام الحلة مرة أخرى، وعندما تريد وضع الطعام لزوجها تفرش كيساً وتضع فوقه الطعام،
لقد أردت من هذه التفاصيل أن أجعلكم تعيشوا حياة المجاهدين وتعرفوا أن المجاهدين يعيشون الجهادين الأكبر والأصغر وهذا رداَ على بعض المخذلين حينما يستدلون بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن جهاد النفس أفضل من جهاد العدو حيث قال صلى الله عليه وسلم (أتينا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر)
فالمجاهدون يعيشون بحالة نفسية لا يعلمها إلا الله،
فهم مغتربون بكل ما تعنيه كلمة غربة من آلام وأشواق ..........
وهم منبوذون من المجتمعات التي سيطر عليها الإعلام الغربي وشغلهم حب الدنيا وكراهية الموت.........
وهم يواجهون أعتى قوى الأرض ويصبرون على فقدان إخوانهم وأحبابهم وربما يؤسرون فيصبرون أو يُجرحون فيحتسبوا أجرهم عند الله .... هذه هي حياتهم ..... والله قد رزقهم الزهد في الدنيا وحب الآخرة.
فما إن يُطلَب من هذه الأخت ترك منزلها والخروج إلى منزل آخر ترينها لا تتردد ولا تتأفف من حياة التشرد التي تعيشها، فكم اضطرت لإخلاء المنزل الذي تسكنه لوصول خبرِ بأن المخابرات قد اكتشفوا مكانه، وتخرج هذه الأخت تاركتاً كل شيء إلا ما ترتديه من حجاب شرعي، فتقضي يومها مع أخوات أخريات إما في مكان مؤقت لا يصلح للسكن أو في الشارع ريثما يجد الأخوة مكاناً آمناً لهم فيبيتوا فيه.
إن أحوال المجاهدين تتباين بين سعةٍ وضيق، فإن ابتلاهم الله سبحانه وتعالى بالضيق صبروا وخفضوا من مصروفهم، وإن أكرمهم الله بتبرعات المسلمين لهم يأخذون منه ما يسد حاجياتهم بكل أمانة وورع، فأحياناً يأتيهم مبالغ ضخمة فلا يزيدون من مصروف عوائلهم، بل يبقى مصروفهم على ما هو عليه يكفي لما يسد حاجياتهم الضرورية،ومصروف الأمير كمصروف أي فرد في الجماعة، فلا تمييز بين المجاهدين فكلهم سواسية.
فأكرم الله هذه الأخت وزوجها في أحد الأيام بمنزلٍ راقٍ وبأجرةٍ توازي أجرة المنازل العادية، فحمدا الله على هذه النعمة، ولكن إذا أحب الله عبداً ابتلاه، فقد استقبل الأخوة أخاً جريحاً فلم يجدوا له مكاناً يؤووه فيه إلا منزلاً خرباً، مظلماً، متسخاً، وجاءه أهله ليبقوا إلى جانبه فترة علاجه، فكان زوج هذه الأخت مرتبكاً يبحث عن مكانٍ مناسبٍ ليضع فيه الأخ الجريح وأهله، فلاحظت زوجته الهم على وجهه، فسألته عن الأمر، فأخبرها بأنه لم يجد منزلاً مناسباً يضع فيه أخاً جريحاً بحاجةٍ إلى مكانٍ مريح ليقضي فيه فترة نقاهته، -فما كان من هذه الأخت الصالحة إلا وطلبت من زوجها أن يسكنا ذلك البيت الخرب ويسكن الأخ وأهله بيتهما الفاخر، الذي لم يمضِ على إقامتهما فيه الأيام القلائل، فوافق زوجها لطلبها وفعلاً سكنا ذلك البيت الخرب قرابة الأسبوعين، وكأنهم نجحوا في الاختبار ففرج الله عنهم، فاستأجر الأخوة لهما منزلاً متواضعاً أفضل من هذا المنزل، وعلمت بأنها عندما تخرج من البيت الخرب سيسكنه مجموعة من الأخوة العزب، فعملت الأخت بقول الله عز وجل (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) فرفضت الأخت أن تخرج من هذا المنزل وآثرت الأخوة على نفسها، تتذوق فيه حلاوة الإيمان لينسيها مرارة الخوف، فقد كان هذا المنزل بجانب مقر لجنود طاغوت ذلك البلد، وحراسة الجنود مشرفة على باب المنزل، وكان المنزل عبارة عن غرفة واحدة وأحد جدران المنزل عبارة عن واجهة معدنية لمحل تجاري مغلق، ويلعب الجنود كرة القدم بالقرب منه فتصطدم الكرة على هذه الواجهة المعدنية مما تصدر صوتاً مرعباً، لا يهدئ من روع هذه الأخت إلا حلاوة الجهاد والتضحية في سبيل الله، وحدثي ما شئتِ عن الأوساخ المتراكمة والمتصلبة على أثاثه وأرضيته، فأصبحت مرتعاً للفئران، وكانت الرطوبة شديدةً لدرجة أنهما قد تلثما في بداية الأمر حتى تعودا على رطوبته، وبقيت هذه الأخت طيلة فترة إقامتها فيه مرتديةً حجابها من القفازات إلى الخفين، ومع هذا كله كانت الإبتسامة لا تفارق وجهها، فكلما نظر إليها زوجها سرته وكان ذلك دافعاً له أن يخدم الدين أكثر وأكثر، وكان زوجها يذهب عنها من التاسعة صباحاً ولا يعود حتى الثانية عشرة مساءً، فتبقى هذه الأخت لوحدها تبتهل إلى الله وتتضرع إليه، فاللهُ نعم الأنيس في هذه الوحشة، حتى فرج الله عن هذه الأخت بالسكن مع أحد العوائل، ثم سافر زوجها إلى الخطوط الأمامية، وبقيت مع هذه العائلة تتشرد وتتنقل معهم.
لم أكتب لكم هذه القصة للتثبيط عن الجهاد، لا والله فهدفي من كتابتها هي تعريف الأخوات المسلمات بأن هناك من يقتدي بالصحابيات في هذا العصر، فتُحسن تبعلها لزوجها، وتصبر على ضنك العيش، فلا تتأفف أو تتسخط، فلا تقول قائلة إن زمن الصحابة ولّى، ولم يعد هناك من يصلح للإقتداء بهم.
هذه هي إحدى حفيدات صفية، ادعوا لها بالشهادة والقبول، ومازال لدي نماذج مشرفة أتشرف بكتابتها لكم في القصص القادمة إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-29-2010, 07:54 PM
محااايد محااايد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

القصة السادسة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد والصلاة والسلام على رسول الله المجاهد، أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته......
سأكتب لكم اليوم عن حفيدة جديدة من حفيدات صفية، إنها تلك الأخت المجاهد الفاضلة، تلك الأخت التي تحطّمت تحت قدميها كل مفاتن هذه الدنيا الخدّاعة، لقد علَت وارتفعت همّتها لتطاول قمم الجبال، بل لتعلو السحاب، بل لتعانق الشمس، لتزيدها إشراقاً وبهاءً.
تلك المجاهدة بدأت قصتها عندما تزوجت ذلك الأسد، ذلك البطل الهُمام، ومن هنا بدأت مسيرتها الجهادية، أسال الله أن يرينا وإياها النصر القريب للمجاهدين، لقد هاجرت مع زوجها إلى أرض العزّة، إلى أرض الإمارة الإسلامية، وعندما وصلت هناك فرحت فرحاً عظيماً ولسان حالها يقول هنا العزّ أو فلا، هنا السعد والعلا.
ونزلت ضيفة على أختين يقيمان في بيت واحد، وكان قد طال بهما البعد عن أهلهما وزاد الشوق إلى إلام والأب والأخ والأخت والأقارب والأصدقاء، فجاءت اختنا الفاضلة لتزيل عنهما الهموم، وتذكرهما بالنّعم التي هم فيها، والحال التي ينبغي أن يكونا عليها من فرح وسرور بما أنعم الله عليهما من الهجرة والابتلاء في سبيله والأجر العظيم الذي سينالاه في الآخرة، فبدل الله حالهما بفضله , ثم بطيب معاملتها وحسن خُلُقِها، ولازالت تثبّت الأخوات بكلمات عذبة وعبارات رقيقة، ولازالت على حالها مجاهدة صابرة وزوجة صالحة يقتدى بها.
وبعد الحرب على أفغانستان لم تعد مع زوجها إلى بلدها، لا! وأنّا لها أن تعود إلى حياة النعاج بعد أن ألِفت حياة الأسود، بل تابعت هجرتها مع زوجها إلى مقبرة الأمريكان، إلى العراق، قبل أن يدخلها عاشق الفجور، وقد كان زوجها من أقرب المقرّبين من الشيخ أبو مصعب الزرقاوي رحمه الله، وكان الشيخ يحبه كثيراً، وقام مع مجموعة من الأخوة يعدّون ويخطّطون لاستقبال أمريكا، استقبالاً يليق بتكبّرها وطغيانها، فلم يجدوا في جعبتهم ما يقدّمونه كواجب ضيافة سوى ما قَدِروا عليه من مفخخات وعبوات ناسفة ولسان حالهم يقول (ربّنا أنت أمرتنا أن نعدّ على قدر استطاعتنا، فلو كانت استطاعتنا أن نطعنهم بسكاكين المطبخ، لفعلنا ذلك! وإن كانت استطاعتنا أن نقنصهم واحداً واحداً لما تأخرنا عن ذلك، فاغفر لنا يا الله وتب علينا وأرنا فيهم عجائب قدرتك)، وبدأت الحرب.... وكان زوج هذه الأخت قد جعل بيته مضافة للمجاهدين المهاجرين منهم والأنصار، وكانت أختنا قائمة على خدمتهم ليلاً ونهاراً، فتعد الطعام، وتغسل الثياب، وتوفّر لهم الجوّ الملائم ليكملوا جهادهم على أفضل صورة، حتى كان ذلك اليوم الذي أُسر فيه زوجها عند الأمريكان، فعذّب أيما تعذيب، وضرب أيّما ضرب، ولم يستطيعوا بفضل الله أن يأخذوا منه معلومة واحدة، فأخرجوه من السجن وبه من البلاء ما الله به عليم، فجلست هذه الزوجة الصالحة تطبّبه وتواسيه وترفع من عزيمته وتثبّته، حتى شفاه الله وعافاه، وعاد لينكّل بأعداء الله ويغيظهم ويقعد لهم كل مرصد.
تقدّم إلى هذه العائلة الكريمة أحد الأخوة طالباً الزواج من ابنت هذه الاخت و التي لا يتجاوز عمرها اثنتي عشرة سنة، فرفض الأب بسبب صغر سنّ ابنته، فهمّت الأم بإقناعه وحثّه على تزويج ابنتها من مجاهد، وتذكّره بزواج سيدتنا عائشة رضي الله عنها، فاقتنع ووافق الأب، وتمّت الخطبة وتم الزواج، ثم بدأت معركة الفلّوجة الثانية، وكانت هذه العائلة مازالت داخل الفلّوجة، وشارك أفراد هذه العائلة في فصول المعركة بكل ما أوتيت من قوّة، فكلٌ حسب قدرته، منهم من قاتل بالسلاح ومنهم من طبّب الجرحى ومنهم من أعدّ الطعام، وبينما كان زوج ابنتها يُسعف أحد الأخوة الجرحى، وإذا بدبابة أمريكية تنقله إلى حياة السعداء إن شاء الله، فقد أطلقت عليه قذيفة كانت كفيلة باستشهاده على الفور، فقام والد زوجته (زوج صاحبة هذه القصة) بنقله ودفنه، وقد كان وقع الخبر على هذه الأسرة شديداً وأليماً، وقد أراد الله أن يختبرهم ويبتليهم بأشدّ من ذلك، فإذا أحبّ الله عبداً ابتلاه، قدّر الله عزّ وجلّ بعد أيام قليلة أن يُقتل زوج هذه المجاهدة الصابرة، فيا الله مصيبتان في أسبوع واحد، ما أعظمها من مصيبة، ووالله لو رأيتنّها يا أخواتي لتعجبتنّ من صبرها ورضاها وثباتها نسأل الله أن يجزيها خير الجزاء ويختم لها بشهادة، بل لتعجبتنّ من صبر ابنتها أيضاً، ولقلتنّ: (ما أحسنها من تربية)، فتاة في هذا العمر فقدت أباها وزوجها وتصبر وتحتسبهم عند الله، ولكن أنّا لمن تربت في ساحات الجهاد وكان لها والدين كهذين الوالدين أن تجزع أوتتسخط، أوصلنّ هذه القصة إلى كل الفتيات المسلمات في كل بقاع الأرض، بل أوصلوها إلى من يكبرنها في السن، علّهم يصبرنّ عند فقد الأخلاء والأقارب، فمن رأى مصاب غيره هان عليه مصابه.
ومن المواقف المشرّفة التي حدثت مع هذه الفتاة الصغيرة، عندما كانت القذائف والصواريخ تنهال كالمطر على أهل العراق وكان الناس يفرّون من الموت، كانت الأم وأولادها من بينهم هذه الفتاة في المنزل الذي يقيمون فيه ينتظرون الشهادة ويسألون الله أن يبلّغهم منازل الشهداء، فما هي إلاّ لحظات حتى استهدف منزلهم بالقصف، فتهدّم جزء منه ، وبقي الجزء الآخر قابل للسقوط بأي لحظة، ولكنّ الله لم يشأ أن يستشهدوا في هذه اللحظة، فلو اجتمعت صواريخ أمريكا على هذا المنزل فلن يموتوا إلا إذا قدّر الله ذلك، فخرجت الأم وخرج معها أولادها من تحت الركام سالمين آمنين إلاّ ابنتها، فتجمع الأخوة لإنقاذهم فتفقدّوا الفتاة فوجدوها مازالت بالداخل ولكنّها رفضت الخروج، وخشي الأخوة أن ينهار المكان بأكمله فوق رأسها، فأصرّوا عليها بالخروج فرفضت، فسألوها عن السبب، فما ظنكم؟ ماذا يكون السبب؟ فأجابت بأنها تبحث عن خمارها! يا الله انظروا يا أخوات على حرصها على غطاء وجهها، وبعض نساء المسلمين اليوم يجبرنّ اجباراً على ارتدائه، وبعضهم الآخر لا ترتدينه والبعض لا تغطي شعرها، وهم في راحة تامّة، وأمن وأمان، فما بالكم إن حصل زلزال على أحد البلاد وقد حصل والله المستعان، تجدن النّساء خرجوا من منازلهنّ ولا شيء يستر رؤوسهنّ، لكن الفتاة –كان عمرها آنذاك أحد عشر ربيعاً- رفضت أن تخرج من منزل سينهار سقفه في أي وقت لأنها لم تكن ترتدي حجابها، وأصرت مع أن الظلام كان دامساً، حتى أعطاها أحد الأخوة قميصه فغطّت به وجهها وخرجت، فنعم البنت ونعم الأم.
نعود إلى صاحبة هذه القصة، لقد مرت هذه الأخت بصعوبات ومحنٍ وآلامٍ في طريق الجهاد ولكنّي لم أرها يوماً تتسخط على قضاء الله وقدره، فلقد رأيتها وكأن الابتسامة من تقاسيم وجهها، فلا تغيب عنها أبداً ومهما جرى فإنها لا تغضب، عاملةً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم أوصني قال: (لا تغضب) فردد مراراًَ قال: (لا تغضب)، فقد زيّنها الله بالحلم والعقل، وكم كنت أفرح عندما أسألها عن زوجها، وكيف تصبر بعد مقتله، فتقول: هو الآن مع الحور العين فهنيئاً له ما هو فيه وأسأل الله أن يزيده من فضله، ولقد أطلق عليها الأخوات اسم (النبع) ووالله لهو قليلٌ في حقها، لما هي عليه من صبر وتصبّر، فأذكر أننا اجتمعنا أنا وهذه الأخت مع عدد من الأخوات أسر أزواجهنّ، وواحدة منهنّ قتل زوجها، فكانت تصبرهنّ وتواسيهنّ بكلمات أرق مما تتخيلنّ، وابتسامة مازجها الحبّ والرّحمة والإشفاق على حال تلك الأخوات اللاتي كانت أكبرهن لا تتجاوز الرابعة والعشرين وأصغرهن في السادسة عشرة، وكانوا في حال يرثى لها من مطاردة من أعداء الله وجوع وخوف ـ فإذا بالدموع تتبدل بالبسمات، والحزن يتبدل بالفرح والسرور، ولازالت اختنا نبعاً دفّاقاَ بالحنان والرحمة والشفقة على أخواتنا المجاهدات.
وبعد مدّة تزوّجت هذه الأخت بأحد المجاهدين الأشاوس ممن خاضوا معركة الفلّوجة. وبعد زواجها بفترة قصيرة ضاق الحال على المهاجرين فأخذوا يتنقلون من مكان لآخر وكنت في تلك الفترة مع هذه الأخت فيا الله، لله درّها على تربيتها لأبنائها، فلقد كنت أجلس بقرب ولديها الصغيرين وكنا في سيارة فكلما رؤوا صورةً لطاغوت ذلك البلد، قال أحدهما للآخر بلكنته الطفولية الجميلة، وبولاء وبراء رضعوه مع الحليب: (انظر انظر إلى الطاغوت الكلب) وبعد أن نبتعد عن الصورة يبدآن بالإنشاد لا أنشودة يا بابا سناني واوة، ولا أنشودة توت توت، بل ينشدان (للّهو رجالاً قد أسرت اصحي يا نخوة إسلامية) وهذه الأنشودة على حسب علمي من تأليف زوج أمهم، وبقينا عدة شهور نتنقل من مدينة لأخرى ومن بيت لآخر، وكانت هذه الأخت الفاضلة نعم الرفيقة لنا في أسفارنا، فكم واستنا إذا اشتدّ علينا الحصار، وكم أضحكتنا إذا زادت علينا الهموم والأحزان، لله درّها وعلى الله أجرها، كيف كانت تستطيع أن تبتسم بتلك المواقف؟ كيف كانت تأسر قلوب الأخوات؟ كيف كانت تصبر على ضنك العيش وصعوبته؟ فقد كنا مطاردين ثم نزلنا في احد المنازل بعد سفر وتعب، وليس في المنزل إلا حصير على الأرض ولا شيء آخر، وكان البرد شديداً، وكانت تأخذ بعض الملابس وتضعها تحت الأطفال ولا شيء يغطيهم، فكل ما معنا من ملابس وهي قليلة كنا نعطيها للأخوات اللاتي عندهنّ أطفال، ووالله لو رأيتنّ حال هذه الأخت لدمعت عيناكنّ، كان معها ستة أطفال ينامون على الأرض والبرد شديد، ووالله نحن كدنا نموت من التعب والجوع والبرد فكيف بالأطفال الصغار، بل كيف بقلب هذه الأم التي ترى أطفالها بهذه الحال، وإذا نظرتُ في وجهها أرى تلك الابتسامة التي حيّرتني وكأنها كانت تريد ألا يراها الله إلا راضية بقضائه، فرحةً شاكرةً، ثمّ تفرّقنا على أمل اللّقاء، وبعد أن فارقتها علمت أن زوجها الثاني قد استشهد في لبنان في مخيم نهر البارد، نسأل الله أن يتقبله في عداد الشهداء ويرزقها الصبر والسلوان وأن يجمعني بها في الدنيا والآخرة إنه وليّ ذلك والقادر عليه، وأسألكم بالله أن تدعوا لي ولأختنا الفاضلة ولجميع إخواننا المجاهدين وأخواتنا المجاهدات، وأن يفكّ أسر كل أسير مسلم سواء عند الكفّار أو المرتدّين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وسلم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختكم في الله أريج الجهاد
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03-29-2010, 07:57 PM
محااايد محااايد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

لتحميل القصص الستة بشكل ملف واحد

http://ia311325.us.archive.org/2/items/AboYahya_25/Hafeedat-Safyah-6-A-1-6/Hafeedat-Safyah-1-6-WORD.doc



منقول

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
-, للمجاهدات, أروع, الزمان, حفيدات, سلسلة, سبب, صفحة, في, هذا, قصص


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 04:48 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.