انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-10-2010, 06:46 PM
بشير الكسجي بشير الكسجي غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




Icon37 كتابي الى العالم

 

بسم الله الرحمن الرحيم
كتابي الى العالم
- رسالة مسلم من أرض العرب -
﴿ قل هذه سبيلي أدعوا الى الله على بَصيرة أنا ومن اتّبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين يوسف 108
الحمد لله والصلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
فان مشيئة الله اقتضت أن يعيش المسلم في هذا الزمان وقد امتلأت الأرض جورا وظلما وعمّ الفساد وطمّ البلاء أرجاء المعمورة وطغى الانكار والجحود لدين الله العظيم " الاسلام " في كافة أقطار الأرض ، مما دعاني كانسان مسلم ملتزم بدينه وعقيدته الى أن أصرّح بهذه الكلمات التي حملتها سطور وثنايا هذا الكتاب مستقبلا بها وجه الله الذي لا بدّ أنّي ملاقيه يوم لا ينفع مال ولا بنون الاّ من أتى الله بقلب سليم وأسأل الله العليّ القديرأن يكون ذلك اليوم قريبا 0 ان حقيقة مشكلة العالم اليوم تكمن في أمر واحد ليس له ثان البتّة الا وهي " الطاغوت " 0 ولعلّها تكون مشكلة العالم والبشرية في ايّ زمان ومكان مذ أن خلق الله آدم عليه السّلام الى أن يرث الله الأرض وما عليها ، ولعلّ قائل يقول : انني أعني بها – أي الطاغوت –" الشيطان " ، فأقول – وبالله التوفيق - أن الأمر فيه خلط بين مفهومين احدهما : " الشيطان الجنّي " وهو ما يُعرف في قاموس البشر " بالشيطان " 0 والآخر هو " الشيطان الانسي " الذي هو من جنس البشر و هو ما أريد أن أُعرِّفه بعبارة " الطاغوت " وعليه فان موضوع البحث في كتابي هذا الى العالم متعلق بهذا " الطاغوت " مما هو في موضع الخلاف والتأويل بين البشر، وليس هو ذلك الشيطان المعروف لدى البشر جميعا والمتفق عليه فيما بينهم دون أدنى خلاف أو تأويل0 ذلك أن الشيطان رمز للشّر في جميع أنحاء المعمورة أما " الطاغوت " فيختلف فيه البشر بين من يرى فيه رمزا للخير العميم وبين من يرى فيه رمزا للشّر الجسيم أو بين من يراه شريفا نبيلا ومن يراه مجرما خطيرا بل بين من يراه منقذا للبشرية ومكمن الدّواء ومن يراه أُسّ البلاء وأساس الدّاء 0 بناءا على ما تقدم وبمزيد من التفصيل فان الطاغوت الذي هو مشكلة البشرية جمعاء في أيّ زمان ومكان له قرنان - كقرنيّ الشيطان – يسير بهما بين البشر دون أن يستغني عن أيّ منهما بل هما معا في آن واحد يُشكّلانه هما الطاغوت الديني والطاغوت الوثني بل هما وجهان لعملة واحدة اسمها "الطاغوت " 0 ولعلّه في بعض الأزمان أُطلق على الأول منهما – عُرفا - " الاستبداد الديني " أو " الثيوقراطية " أو "الأوتوقراطية " 0 كما أُطلق على الآخر اسم أوثان أو أصنام أو أنصاب أو أزلام ، أمّا في زماننا هذا فانه لم يتغير على الشق الأول شيء يُذكر بينما اتّخذ الشق الثاني شكلا آخر أكثر رقيّا وتمدّنا وتحضّرا – كما يقولون – بما يتوافق مع ما وصل اليه العالم الآن من تقدّم معرفي وعلمي وتكنولوجي ألا وهو - أي الشكل الجديد - كلّ ما يدخل تحت مسمّى "التحرّر العلماني " 0 وهكذا غرقت البشرية منذ خمسة قرون تقريبا الى يومنا هذا في مستنقع قرنيّ الطاغوت هذا ما بين " الاستبداد الديني " من جهة و " التحرّرالعلماني " من الجهة الأُخرى ، أو على الأحرى والأصحّ بين الثيوقراطية الدينية والعلمانية الوثنية 0ان الطاغوت يعني بالنسبة لي هو كل ما يُعبد من دون الله أو معه في واقع حياة البشر فهو على النقيض تماما من دعوة الأنبياء جميعا عليهم الصلاة والسلام ، والتي هي - أي دعوتهم – الى عبادة الله وحده لا شريك له وبمعنى آخر الى كلمة التوحيد والاخلاص " لا اله الا الله " أي لا اله معبود في واقع حياة البشر الاّ الخالق الذي يقرّون بربوبيته وبتدبيره لهذا الكون وهو الله سبحانه وتعالى وبعيدا أو قريبا أو حتى في صُلب الموضوع فيما عُرف لدى المسلمين " بعلم التوحيد " - توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات - فانّ هذا العلم ما هو الا تعبير لغويّ عن الوازع الفطري الذي جبل الله الانسان عليه وما أودعه فيه من ملَكة التديّن الفطري ، وهذا الوازع الفطري في الانسان هو بعينه دين الله الذي أرسل به رسله الى خلقه من البشر ليثيروا فيهم هذا الوازع الغريزي فتستجيب له الحواس وتتجاوب معه العقول وتطمئن به القلوب وتستقيم عليه الجوارح 0 يقول الله تعالى في قرآنه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد : ﴿ أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يُرجعون آل عمران 83 ﴿ فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيّم ولكن اكثر الناس لا يعلمون الروم 30 . هذا هو بالنسبة لي مفهوم العبادة الحقّة لله عزّ وجلّ أي أن يُعبد الله وحده لا شريك له فلا يُعبد الطاغوت من دونه او معه في واقع حياة البشر سواءا أكان في واقعهم المشاعري الوجداني أو في واقعهم العملي الحياتي اذ أنّه لا انفصال في واقع حياة الانسان بين واقعه المشاعري الوجداني الداخلي وواقعه العملي الحياتي الخارجي 0 اذ هو كلّ لا يتجزّأ اسمه انسان له ربّ واحد خلقه ورزقه وأحياه وأماته وأقبره ثم اذا شاء أنشره فكيف به يكون عبدا لسواه وقد أنعم عليه بكلّ هذه النّعم من المحيا الى الممات الى البعث والنشور الى ما شاء الله أن يكون امّا جنّة وامّا نار ، يقول الله تعالى في محكم تنزيله : ﴿ قُتل الانسان ما اكفَره ¤ من أيّ شيء خلَقه ¤ من نطفة خلقه فقدّره ¤ ثم السبيل يسّره ¤ ثم اماته فأقبَره ¤ ثم اذا شاء أنشَره ¤ كلاَّّ لمّا يقضِ ما امرَه عبَس 17 – 23 . أما أن يعبد الانسان طاغوتا من جنسه في االخلق أومن جنسه في البشرية فهذا ليس من دين الله في شيء وليس من الفطرة التي فطر الله الناس عليها في شيء ومما يجرّ على البشرية جمعاء ان هي ارتضت بذلك – كما هو حاصل الآن - التعاسة والشقاء والمعيشة الضّنكا وسخط الله أكبر في الحياة الدنيا وعقاب الله الأليم وعذابه الشديد في الآخرة فما أعظمها من مصيبة تحلّ على بني الانسان ان كان عبدا لغير الله في الحياة الدنيا أو كان عبدا لطاغوت ديني أو طاغوت وثني من دون الله أو معه في الحياة الدنيا 0 أمّا الطاغوت الديني فهو ما يمثّله احبار اليهود ورهبان النصارى وعلماء المسلمين - الا ما رحم ربي- وسدنة وكهنة العقائد الوثنية الأُخرى في العالم اليوم، وأمّا الطاغوت الوثني فهو ما يمثّله كافّة حكام الدول القائمة في العالم اليوم ، والتي فصلت الدين عن الحياة والمجتمع وشرَّعت للناس الأنظمة والقوانين التي هي من وضع عقول بشرية نتنة بعلمانيتها الوثنية البغيضة القائمة أصلا على أساس هدم دين الله - أيّا كان هذا الدين - في واقع حياة الناس واظهار العداء لله ولأنبياءه ورسله وأولياءه 0 وهكذا أصبح مطلوبا من الانسان المسكين الذي يولد في هذا الزمان أن يكون عبدا لغير الله بل عدوّا لله وصديقا بل أخا حميما للشيطان بمباركة طواغيت الأرض الدينيين والوثنيين 0 أمّا الدينيون فهم أحبار ورهبان وعلماء وكهنة وسدنة ومشايخ يحلّون له الحرام ويحرّمون عليه الحلال باسم الدين - أيّ دين – وما عليه الاّ اتّباعهم في شؤونه الدينية المفصولة عن الحياة - كما يريدون له أن يكون - وأمّا الوثنيون – فراعنة هذا الزمان – فهم يشرّعون له كافّة النُّظم والقوانين التي يتوجّب عليه ان يخضع لها في كافّة مجالات حياته العملية تحت قبضة سلطانهم القاهر وجيوشهم الجرّارة 0 مسكين أيها الطفل البريء يا من وُلدتَ في هذا الزمان على الفطرة ، لقد شوّهوا فطرتك بل انتزعوها منك انتزاعا وأودعوا مكانها ثيوقراطية قبيحة وعلمانية بغيضة ، فمن ينقذ الانسان من براثن الطاغوت؟؟؟!!! من ؟؟؟!!! من ؟؟؟!!!000000000000000000000
)ومن أحسَن قولا ممّن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انّني من المسلمين (
فصّلت 33
( أ
رسل " سعد بن أبي وقاص " قبل القادسية " ربعيّ بن عامر " رسولا الى " رستم " قائد الجيوش الفارسية وأميرهم ، فدخل عليه وقد زيَّنوا مجلسه بالنّمارق والزرابيّ الحرير ، وأظهر اليواقيت واللآلىء الثمينة العظيمة ، وعليه تاجه ، وغير ذلك من الأمتعة الثمينة ، وقد جلس على سرير من ذهب 0 ودخل " ربعيّ " بثياب صفيقة وترس وفرس قصيرة 0 ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط وربطها ببعض تلك الوسائد 0 وأقبل وعليه سلاحه وبيضته على رأسه 0 فقالوا له : ضع سلاحك فقال : اني لم آتكم ، وانما جئتكم حين دعوتموني ، فان تركتموني هكذا والاّ رجعت 0 فقال " رستم " : ائذنوا له 0 فأقبل يتوكّأ على رمحه فوق النّمارق لخرق عامتها 0 فقال له " رستم " : ما جاء بكم ؟ فقال " ربعي " : "الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد الى عبادة الله وحده ، ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة ، ومن جور الأديان الى عدل الاسلام " ) . فهاهو العالم اليوم يحتضر ، والبشرية على فوهة بركان ، والذي وصل بالعالم والبشرية اليوم الى هذا انما هم اثنان : الأول : أحبار اليهود ورهبان النصارى وعلماء المسلمين - الا ما رحم ربي- ثم سدَنة وكهَنة العقائد الوثنية في العالم اليوم ، وقد اتّخذهم الناس اليوم أربابا من دون الله وان لم يعبدوهم ، فقد حرّموا عليهم الحلال وأحلّوا لهم الحرام ، فاتّبعوهم فذلك عبادتهم ايّاهم 0
( أخرج الترمذي – باسناده – عن عدي بن حاتم – رضي الله عنه – أنه لمّا بلغته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرّ الى الشام ، وكان قد تنصّر في الجاهلية، فأُسرت أخته وجماعة من قومه ، ثم منّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أخته فأعطاها ، فرجعت الى أخيها فرغّبته في الاسلام ، وفي القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتحدّث الناس بقدومه ، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم – وفي عنقه – أي " عديّ " صليب من فضة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية : " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله " 0 قال : فقلت : انهم لم يعبدوهم ، فقال : " بلى ! انهم حرّموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام ، فاتّبعوهم ، فذلك عبادتهم ايّاهم " ) 0
والثاني : حكام كافة دول العالم اليوم بوصفها دولا علمانية ديمقراطية رأسمالية فصلت الدين عن الدولة والحياة والمجتمع ، فكان حكامها اليوم على الناس أشبه بـ" فرعون " _ المعروف _ في سالف الزمان ، القائل: " ما أُريكم الا ما أرى وما أهديكم الا سبيل الرشاد " و " ما علمتُ لكم من اله غيري " و " أنا ربكم الأعلى " وقد " استخفّ قومه فأطاعوه ، انهم كانوا قوماً فاسقين " . وبعد : فان المخلّص الوحيد للعالم والبشرية اليوم من جحيم الدنيا هذا قبل جحيم الآخرة ذاك ، انما هو أمر واحد فقط هو : ( أن يعبد الناس ربهم الذي خلقهم وحده لا شريك له ) ، فتلك هي عقيدة " لا اله الا الله " التي جاء بها " محمد رسول الله " _ خاتم الأنبياء والمرسلين _ قبل ما يزيد عن أربعة عشر قرن مضت من الزمان ، مُنقذا ومُخلّصا بها وحدها _ أي " لا اله الا الله " _ العالم والبشرية _ آنذاك _ مما هو أشبه بواقعكم وحالكم _ اليوم _ أيها الناس0 " فاعتبِروا يا أُولي الأبصار " يا مسلمين ويا نصارى ويا يهود ثم يا أهل العقائد الوثنية في العالم اليوم 0
* * *
هذا بلاغ للناس
وليُنذروا به وليعلموا أنما هو اله واحد وليذكّر أُولوا الألباب
والسّلام على من اتّبع الهُدى

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الى, العالم, كتابي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 08:53 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.