انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-10-2010, 01:13 AM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




New نُعَم الله عز وجل كرمٌ وعطاءٌ بلا حدود

 



الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله الا هو واليه المصير والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين


يقول الله عز وجل في محكم التنزيل :
{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }
النحل18


فكل ما نعيش فيه في كل حياتنا هو نعمة من الله سبحانه وهبنا إياها بكرمه وفضله وجوده فهو الجواد الكريم ..
فنعمه سبحانه لا تعد ولا تحصى وكفى بالاسلام أكبر النعم وأجلها ..
والصحة والخلق الحسن وتكفله برزقنا طوال حياتنا وغيرهم الكثير الكثير من النعم .

ومن أعظم نعمه سبحانه وأجلها تجاوزه عن معاصينا وآثامنا وخطايانا فهو سبحانه أهل الجود والكرم والرحمة والعفو وذو المغفرة وعفوه أوسع وأرحم من مغفرته سبحانه
قال الغزالي :
" والعفو صفة من صفات الله تعالى, وهو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي , وهو قريب من الغفور , ولكنه أبلغ منه, فإن الغفران ينبئ عن الستر والعفو ينبئ عن المحْوِ , والمحو أبلغ من الستر .
وحظ العبد من ذلك لا يخفى , وهو أن يعفو عن كل من ظلمه بل يحسن إليه , كما يُرى اللهُ تعالى محسنا في الدنيا إلى العصاة والكفرة غير معاجل لهم بالعقوبة , بل ربما يعفو عنهم بأن يتوب عليهم , وإذا تاب عليهم محا سيئاتهم , إذ التائب من الذنب كمن لا ذنب له , وهذا غاية المحو للجناية ."
( المقصد الأسنى/140)

وقال ابن القيم- رحمه الله تعالى-:
" ومن حكمة الله – عز وجل – تعريفه عبده أنه لا سبيل له إلى النجاة إلا بعفوه ومغفرته, وإلا فهو من الهالكين لا محالة فليس أحد من خلقه إلا وهو محتاج إلى فضله ورحمته."
( مفتاح دار السعادة/1: 313).


وهناك فرق بين العفو والمغفرة :


أن الغفران يقتضي إسقاط العقاب ونيل الثواب ولا يستحقه إلا المؤمن ولا يكون إلا في حق البارئ تعالى
أما العفو فإنه يقتضي إسقاط اللوم والذم ولا يقتضي نيل الثواب .
العفو قد يكون قبل العقوبة أو بعدها , أما الغفران ؛ فإنه لا يكون معه عقوبة البتة ولا يوصف بالعفو إلا القادر عليه .
في العفو إسقاط للعقاب , وفي المغفرة ستر للذنب وصون من عذاب الخزي والفضيحة
وهذا كله من فضله الله عز وجل ونعمه التي لا تعد ولا تحصى نسأله عفوه وستره .

ومن كرم الله عز وجل فرحه سبحانه بتوبة عبده فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لله أفرح بتوبة العبد من رجلٍ نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتدَّ عليه الحرُّوالعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثمَّ رفع رأسه، فإذاراحلته عنده"
رواه البخاري

وهو سبحانه الغني عن عباده لا حاجة له بهم فلقد قال سبحانه في الحديث القدسي :
" يا عبادي.. إنَّكم لن تبلغوا ضرِّي فتضرُّوني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي..
لو أنَّ أوَّلكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم، كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحدٍ منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي..
لو أنَّ أوَّلكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم،كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي..
لو أنَّ أوَّلكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم، قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني، فأعطيت كلَّ إنسانٍ مسألته ما نقص ذلك ممَّا عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخِل البحر"
رواه مسلم



ولقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة الله سبحانه بعباده بحادثة صغيرة عظيمة فلقد قدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تبتغى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟

قلنا : لا والله وهى تقدر على أن لا تطرحه .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لله أرحم بعباده من هذه بولدها .
رواه البخاري ومسلم .


ولقد وجه الله عز وجل خطابه الى المؤمنين من أمته فقال يعدهم بنعمة عظيمة منه فقال سبحانه:
" {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
التحريم8

جاء في تفسير ابن كثير :
" أي توبة صادقة جازمة تمحو ما قبلها من السيئات، وتلم شعث التائب وتجمعه وتكفه عما كان يتعاطاه من الدناءات " قال زر: فقلت لأُبي بن كعب:
فما التوبة النصوح؟ فقال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن ذلك فقال:
"هو الندم على الذنب حين يفرط منك فتستغفر اللّه بندامتك منه عند الحاضر ثم لا تعود إليه أبداً" (أخرجه ابن أبي حاتم).
كما ثبت في الصحيح:
"الإسلام يجب ما قبله، والتوبة تجب ما قبلها" ،
وهذا من نعم الله عز وجل وفضله

وجاء في تفسير السعدي : " قد أمر الله بالتوبة النصوح في هذه الآية ، ووعد عليها بتكفير السيئات ، ودخول الجنات ، والفوز والفلاح ،
حين يسعى المؤمنون يوم القيامة ، بنور إيمانهم ، ويمشون بضيائه ، ويتمتعون بروحه وراحته ، ويشفقون إذا طفئت الأنوار ، التي تعطى المنافقين ، ويسألون الله ، أن يتم لهم نورهم فيستجيب الله دعوتهم ،
ويوصلهم بما معهم من النور واليقين ، إلى جنات النعيم ، وجوار الرب الكريم ، وكل هذا ، من آثار التوبة النصوح . والمراد بها :
التوبة العامة الشاملة لجميع الذنوب ،
التي عقدها العبد لله ، لا يريد بها إلا وجه الله ، والقرب منه ، ويستمر عليها في جميع أحواله."


ومن فضل الله ورحمته وكرمه أنه يبدل سيئات العبد الى حسنات فكلُ ما أذنب العبد به قبل توبته يتحول الى حسنات يقول سبحانه
{ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }
قال النحاس:
" من أحسن ما قيل فيه أنه يكتب موضع كافر مؤمن، وموضع عاص مطيع "
وجاء في تفسير القرطبي لهذه الآية :
" قلت: فلا يبعد في كرم الله تعالى إذا صحت توبة العبد أن يضع مكان كل سيئة حسنة؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ:
(اتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن).
وفي صحيح مسلم عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا منها رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها فتعرض عليه صغار ذنوبه فيقال عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق في كبار ذنوبه أن تعرض عليه فيقال له فإن لك مكان كل سيئة حسنة فيقول يا رب قد عملت أشياء لا أراها ها هنا)
فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه. وقال أبو طويل:
"يا رسول الله، أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئا، وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا اقتطعها فهل له من توبة؟ قال: (هل أسلمت)؟
قال: أنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنك عبد الله ورسوله. قال
(نعم. تفعل الخيرات وتترك السيئات يجعلهن الله كلهن خيرات).
قال: وغدراتي وفجراتي يا نبي الله؟ قال: (نعم). قال: الله أكبر! فما زال يكررها حتى توارى."

قال الحافظ ابن رجب في (جامع العلوم والحكم):
إنما التبديل في حق من ندم على سيئاتهوجعلها نصب عينيه، فكلما ذكرها ازداد خوفاً ووجلاً وحياء من الله ومسارعة إلىالأعمال الصالحة المكفرة؛
كما قال تعالى:
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا.
وما ذكرناه كله داخل في العمل الصالح، ومن كانت هذه حاله فإنه يتجرع من مرارة الندم والأسف على ذنوبه أضعاف ما ذاق من حلاوتها عند فعلها،
ويصيركل ذنب من ذنوبه سببا لأعمال صالحة ما حية له، فلا يستنكر بعد هذا تبديل هذه الذنوب حسنات "


ومن عظم نعمه علينا سبحانه أنه يغفر للعبد كلما عاد الى الذنب وعاد ليتوب له سبحانه فعن أبي هريرة رضي الله عنه
: أنه سمع رسول صلى الله عليه وسلم يقول
" إن عبداً أصاب ذنباً فقال : يارب إني أذنبت ذنباً فاغفره لي . فقال ربه: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له , ثم مكث ماشاء الله , ثم أصاب ذنباً آخر ,
وربما قال ثم أذنب ذنباً آخر فقال: يارب إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره لي : قال ربه :
علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له , ثم مكث ماشاء الله , ثم أصاب ذنباً آخر ,
وربما قال ثم أذنب ذنباً آخر , فقال: يارب إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره لي : قال ربه : علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فقال غفرت لعبدي فليعمل ما يشاء "
رواه البخاري ومسلم.
وجاء في الحديث القدسي :
" يابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي . يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك .
يابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة "


وقد هييء الله سبحانه وتعالى سبل مغفرة وعفو للعبد بكل طاعة يقوم بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظافره "
رواه مسلم

وقال عليه الصلاة والسلام :
" ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب، ولا سقم ولا حزن - حتى الهم يهمه - إلا كفر به من سيئاته "
رواه البخاري

وقال صلى الله عليه وسلم :
" إن سبحان والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها "

وقال عليه السلام:
" من تطهر في بيته ثم مشى الى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته احداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة "
رواه مسلم

وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم :
" ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط " الصيح الجامع

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إن المسلم يصلي وخطاياه مرفوعة على رأسه كلما سجد تحتات عنه فيفرغ من صلاته وقد تحتات عنه خطاياه "
رواه الطبراني وحسنه الألباني



وكثيرة هي مكفرات الذنوب التي دلنا عليها رسولنا الكريم عليه وآله الصلاة والسلام لهذا علينا أن ندرك ان الله عز وجل هيئ لنا أموراً نستجلب بها الحسنات رحمة منه بنا ورأفة بحال عباده المذنبين وهو الرحمن الرحيم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة ، كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض ، فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها ،
والوحش والطيربعضها على بعض ، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة " .
رواه البخاري ومسلم
.


وفي رواية :
" إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة ، فأمسك عنده تسعاوتسعين رحمة ، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة ، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة ، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار ."



فالحديث عن عفو الله عز وجل وكرمه ورحمته بعباده حديث ذو شجون لا ينتهي ..


فهل نقابل عطاء الله عز وجل بجفاء وانكار وهل نقابل رحمته وعفوه بالمعصية والذنوب ؟؟
كلنا ذو خطاء ولكن لا بد لنا من التوبة المستمرة ومحاسبة النفس حتى نستحق هذا الكرم الإهي العظيم وهذ الفضل الذي عمّ البشر بأكملهم .


رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ



التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, بما, حدود, عز, وجل, نُعَم, وعطاءٌ, كرمٌ


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 12:48 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.