انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > القرآن الكريم

القرآن الكريم [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها] .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-06-2010, 05:05 PM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي هل يجوز استعمال قواعد من اختراعنا لضبط حفظ القرآن ؟

 

السؤال: معلمة القرآن تقرأ لنا الآيات ، ثم تفسر لنا الآيات تفسيراً صحيحاً ، ثم في حالة وجود صعوبة عندنا في استرسال الآيات تقول لنا المعلمة \" علامة ذهنية \" تيسر لنا الاسترسال في الآيات ، مثال ذلك في سورة الإسراء ( وكان الإنسان عجولاً ) بعدها ( وجعلنا الليل والنهار ) فتقول : إن الجيم فى ( عجولاً ) يمكن أن تذكرنا بالجيم في ( وجعلنا ) ، ومثال : تقول في سورة القصص ( وضل عنهم ما كانوا يفترون ) بعدها ( إن قارون ) فتقول كلمة يفترون يمكن أن تذكرنا بقارون ، ونحن على علم أن هذا ليس له علاقة بالتفسير وإنما هو علامة للاسترسال فقط ، فهل هذا بدعة أو لا يجوز ؟ . أرجو الرد للأهمية .

الجواب :
الحمد لله
نرى أن هذا الأمر وما يشبهه لا يدخل في البدعة ، بل هي قواعد يُبدِع فيها العلماء والحفَّاظ للوصول بالطلاب إلى الحفظ المتقن بأيسر طريق وأسهل سبيل .
ومن هذا الباب جاءت الوصية من الحفَّاظ المتقنين – من خلال التجربة – لطلابهم الالتزام برسم مصحف واحد لا يتغير ؛ حتى تنطبع الآيات في ذهن الحافظ ، فهذه علامة ذهنية لكنها كتابية لا سمعية .
قال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق – حفظه الله - :
القاعدة الخامسة : حافظ على رسم واحد لمصحف حفظك .
مما يعين تماماً على الحفظ : أن يجعل الحافظُ لنفسه مصحفاً خاصّاً لا يغيِّره مطلقاً ، وذلك أن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع ، وذلك أن صور الآيات ومواضعها في المصحف تنطبع في الذهن مع كثرة القراءة والنظر في المصحف ، فإذا غيَّر الحافظُ مصحفَه الذي يحفظ فيه أو حفظ من مصاحف شتى متغيرة مواضع الآيات : فإن حفظه يتشتت ، ويصعب عليه الحفظ جدّاً ، ولذلك : فالواجب أن يحافظ حافظ القرآن على رسم واحد للآيات لا يغيِّره .
" القواعد الذهبية في حفظ القرآن " .
وعدا عن رسم الصحف في ذهن الحافظ فإن المصحف الواحد قد يكون سبيلاً له لضبط الآيات المتشابهات .
مثال :
تكرر في كتاب الله تعالى في عدة آيات كلمتي " النفع " و " الضر " ، فما السبيل لضبط تلك الآيات من خلال اعتماد مصحف واحد ؟ .
قال بعض الحفَّاظ : في طبعة " مجمع الملك فهد " تتقدم دائماً كلمة ( نَفْعاً ) على ( ضرّاً ) في الوجه الأيمن ، و ( ضرّاً ) على ( نَفْعاً ) في الوجه الأيسر .
و " الوجه الأيمن " فيه حرف " النون " وهو كذلك في كلمة ( نـفعاً ) ، والوجه الأيسر فيه حرف " الراء " ، وهو كذلك في كلمة ( ضرّاً ) .
ولعل أجود مما ذكرته المدرِّسة الكريمة أن يتدرب الحافظ والمتعلم على ربط الآية بالتي قبلها والتي بعدها من خلال معاني الآيات ، وقد ألِّفت في ذلك مؤلفات مستقلة ، وأشهرها : كتاب " نظم الدرر في تناسب الآيات والسور " ، لمؤلفه : برهان الدين أبي الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي .
مثال :
قوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) النحل/ 90 ، فهي على علاقة بالتي قبلها وهي قوله تعالى ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ ) النحل/ 89 ، فإنها تفصيل لما أُجمل في الآية التي جاءت قبلها.
وهذا فرع من علم يطلق عليه " علم المناسبات " .
قال السيوطي – رحمه الله - :
وقال ابن العربي في " سراج المريدين " : ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة متسقة المعاني منتظمة المباني علم عظيم لم يتعرض له إلا عالم واحد عمل فيه " سورة البقرة " ، ثم فتح الله لنا فيه ، فلما لم نجد له حملة ، ورأينا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه ، وجعلناه بيننا وبين الله ، ورددناه إليه .
" الإتقان في علوم القرآن " ( 3 / 369 ) .

كما اعتنى العلماء والحفَّاظ بالآيات المتشابهات وذكروا قواعد لضبطها وحفظها ، ومن أعظم تلك القواعد ما يتعلق بمعاني الآيات .
مثال :
التفريق بين قوله تعالى ( قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ) آل عمران/ 40 ، وقوله ( قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ) آل عمران/ 47 ، فإذا عرف الحافظ أن الآية الأولى في سياق قصة زكريا وله زوجة ، فرَّق بينها وبين الآية الثانية وهي في مريم وليس لها زوج ، فكانت الآية الأولى فيها ( يفعل ) والثانية ( يخلق ) .
كما أوصى بعض العلماء والحفَّاظ بطريقة النحت لمعرفة خواتيم آيات متشابهة .
مثال :
جاء في سورة آل عمران قوله تعالى ( وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) آل عمران/ 176 ، ثم بعدها قوله تعالى ( وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) آل عمران/ 177 ، ثم بعدها قوله تعالى ( وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) آل عمران/ 178 ، وكلها آيات متتالية ، فكيف ضبط بعضهم قاعدة لحفظ تلك الخواتيم ؟ لقد استعمل طريقة " النحت " فأخذ الحرف الأول من ( عظيم ) والأول من ( أليم ) والأول من ( مهين ) فصار معه كلمة " عام " ، فإذا جاءت التسميع للآيات علم أن الآية الأولى تختم بكلمة ( عظيم ) والثانية بكلمة ( أليم ) والثالثة ) بكلمة ( مهين ) .

ومنهم من ربط بين الآية واسم السورة لضبط المتشابهات .
مثال :
قال تعالى ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ) الإسراء/ 89 ، وقال تعالى ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ) الكهف/ 54 ، فكيف يمكن للحافظ أن يميِّز بين الآيتين ؟ يمكن ذلك من خلال قاعدة الربط بين الآية واسم سورتها ، فالأولى في " الإسراء " وفيها حرف السين فيقدم كلمة " الناس" ، والثانية في " الكهف " وفيها حرف الفاء فيقدم ( في هذا ) .

والخلاصة : أننا لا نرى حرجاً في استعمال قواعد لضبط الحفظ من خلال الضوابط اللفظية ، وأما الربط من خلال تناسب المعاني ، فالواجب فيه عدم تعريض معنى الآيات للتحريف ، وعدم التكلف في التماس المناسبات بين الآيات أو السور .
قال السيوطي – رحمه الله - :
وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام : المناسبة علم حسَنٌ ، لكن يشترط في حسن ارتباط الكلام : أن يقع في أمر متحد مرتبط أوله بآخره ، فإن وقع على أسباب مختلفة : لم يقع فيه ارتباط ، ومن ربط ذلك : فهو متكلف بما لا يقدر عليه إلا بربط ركيك يصان عن مثله حسَن الحديث فضلاً عن أحسنه ؛ فإن القرآن نزل في نيف وعشرين سنَة في أحكام مختلفة شرعت لأسباب مختلفة وما كان كذلك لا يتأتى ربط بعضه ببعض .
" الإتقان في علوم القرآن " ( 3 / 370 ) .

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-07-2010, 08:51 PM
*أم مريم* *أم مريم* غير متواجد حالياً
مهتمة بقسم القرآن الكريم وفروعه .
 




افتراضي

فعلاً كثيراً ما نستخدم هذا الأسلوب مع أنفسنا أو مع أطفالنا

وقد يتساءل بعضنا فعلاً عن مشروعية هذه الطريقة

جزاكم الله خيراً وبارك في شيخنا المنجد وحفظه ونفع به الإسلام والمسلمين
التوقيع



اللهم جاز معلمتنا الخير عنا خيرا واسكنها الفردوس الأعلى من الجنة يارب

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-31-2010, 05:27 AM
بنت خديجة بنت خديجة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا
ولكن هل الاشارات اليدوية من المعلمة للاطفال
اثناء التلاوة للمساعدة على الحفظ
كرفع اليد لأعلى فكلمة السماء
واشارة للأسفل فى كلمة الارض
تأخذ نفس الحكم وهو عدم التحريم
الرجاء الرد للأهمية البالغة مع ذكر الدليل
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
من, لضبط, القرآن, اختراعنا, استعمال, يجوز, حفظ, هل, ؟, قواعد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 10:36 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.