سؤال حول نسبة ( المكان ) إلى الله .. أرجو الإفادة .

[أسد السنة]

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله.أما بعد.
فقد قرأت للعلامة الألباني في مختصر العلو - (ج 1 / ص 69-70) :
( إما أن يراد بالمكان أمر وجودي وهو الذي يتبادر لأذهان جماهير الناس اليوم ويتوهمون أنه المراد بإثباتنا لله تعالى صفة العلو . فالجواب : أن الله تعالى منزه عن أن يكون في مكان بهذا الاعتبار فهو تعالى لا تحوزه المخلوقات إذ هو أعظم وأكبر بل قد وسع كرسيه السموات والأرض وقد قال تعالى : { وما قدر الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ** وثبت في ( الصحيحين ) وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يقبض الله بالأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ )
وأما أن يراد بالمكان أمر عدمي وهو ما وراء العالم من العلو فالله تعالى فوق العالم وليس في مكان بالمعنى الوجودي كما كان قبل أن يخلق المخلوقات
فإذا سمعت أوقرأت عن أحد الأئمة والعلماء نسبة المكان إليه تعالى . فاعلم أن المراد به معناه العدمي يريدون به إثبات صفة العلو له تعالى والرد على الجهمية والمعطلة الذين نفو عنه سبحانه هذه الصفة ثم زعموا أنه في كل مكان بمعناه الوجودي قال العلامة ابن القيم في قصيدته ( النونية ) ( 2 / 446 - 447 - المطبوعة مع شرحها ( توضيح المقاصد ) طبع المكتب الإسلامي )
والله أكبر ظاهر ما فوقه شيء وشأن الله أعظم شان
والله أكبر عرشه وسع السماء والأرض والكرسي ذا الأركان
وكذلك الكرسي قد وسع الطبا ق السبع والأرضين بالبرهان
والله فوق العرش والكرسي لا تخفى عليه خواطر الإنسان
لا تحصروه في مكان إذ تقو لوا : ربنا حقا بكل مكان
نزهمتوه بجهلكم عن عرشه وحصرتموه في مكان ثان
لا تعدموه بقولكم : لا داخل فينا ولا هو خارج الأكوان
الله أكبر هتكت أستاركم وبدت لمن كانت له عينان
والله أكبر جل عن شبه وعن مثل وعن تعطيل ذي كفران ..)

لكن أهل الكلام يطعنون في هذا القول و في منهج أهل السنة و الجماعة.
فهم يقلون العلو المراد بكلام الألباني ، هل هو علو حسي أم علو معنوي .. إن كان علوا حسيا ، فهل يعني ذلك أن الله جسم ؟

و يقلون أن الألباني يقول أن الله في جهة عدمية ، فهل يوجد الموجود في العدم ؟ فإن كان لا فقد ناقضتم قولكم و إن كان نعم ، جعلت الله عدما و هو ما يجوز بحال "و يستحيل ضد هذه الصفات ... العدم الحدوث ذا للحادثات"
ثم يضيفون بهل أن الله فوق العرش بذاته ؟ إن كان نعم فهل بمماسة أم بغير مماسة ؟ و إن كان لا فقد ناقضنا قولنا !
و إن كان فوق العرش بذاته ، فبم تفسرون النزول ، ( تقولون أن النزول بذاته)
و إن جعلتم الله فوق العرش ، فأين كان الله قبل خلق العرش ؟ فإن لم يكن فوق العرش فقد حدث له التغير و الحدوث !!!!

يا إخواني أنا طالب علم..و لقد وجدت أجوبة لما يقلون لكني أريد الإفادة منكم.
و قلت لعلي أضع الموضوع هذا في المنتدى ليستنفع به الجميع

[هجرة إلى الله السلفية]

[gdwl]
لكن أهل الكلام يطعنون في هذا القول و في منهج أهل السنة و الجماعة.
[/gdwl]
بداية اقول ان الانسان يفهم مايقرأه علي وفق الاصول التي عنده فان كانت اصول باطلة فهم معني باطلا وان كانت اصول صحيحة فهم معاني صحيحة رغم ان الكلام المقروء واحد
مثال اذا قرأت (انه علي العبد ان يتخذ الوسائط والوسائل الموصلة الي الله عز وجل)
فتجد الصوفي يفهم هذا الكلام علي انه يجب الذهاب الي القبور والتمسح بها واقامة الموالد والحضرة وان يصير مريدا للشيخ و....و.....
ويفهمها اهل السنة علي ان المقصود الاسباب الموصلة لرضا الله بشرع الله من اتباع الرسول صلوات ربي وسلامه عليه والائتمار بأمره والزجر عن زواجره وعبادة الله كما امر علي ألسنة الرسل و....و.....
ولذا فهم اهل الضلال كلام الشيخ الالباني فهما خاطئا وفق اصولهم الخاطئة والا فالأمر بين وجلي فالشيخ استخدم ألفاظ - وان كانت ليست من استخدام السلف - ليبين للناس ويوضح لهم المعاني التي غمضت عليهم وايضا خشية تشبيه الخالق بالمخلوق.


[gdwl]
فهم يقلون العلو المراد بكلام الألباني ، هل هو علو حسي أم علو معنوي .. إن كان علوا حسيا ، فهل يعني ذلك أن الله جسم ؟
[/gdwl]
انه ليس علو معنوي بل علو حقيقي ولكنه ليس حسي لان الحسي خلقي والخلقي له حيز متعلق بالجهات والله منزه عن الحيز والجهة ،والله عزوجل ليس جسم
وكما قال ابن تيمية الله خالق الجهات لا تحده جهة
فالجهات مخلوقة والمقاييس مخلوقة فمن اراد تنزيه الخالق اثبت له ماله من غير تحكيم النظم الخلقية فيه
فالفوقية لاتعني حدود ولامكان لان الفوقيةعلو مطلق لما هو اسفل
والفوقية لا تعني الحيز فالله فوق العرش ليس بمعني الحيز فالعرش لايحتويه واذا احتواه كان العرش اكبر منه وهذا محال
وليس معني انه فوق ان ماتحته محيط بما هوفوق ، لان الفوقية علو مطلق بالنسبة لماهو اسفل
وكل ماسوي الله اسفله وليس هذا الاسفل يحيط بالأعلي


[gdwl]
أن الله في جهة عدمية ، فهل يوجد الموجود في العدم ؟ فإن كان لا فقد ناقضتم قولكم و إن كان نعم ، جعلت الله عدما و هو ما يجوز بحال "و يستحيل ضد هذه الصفات ... العدم الحدوث ذا للحادثات"
[/gdwl]

من قال بالوجود العدمي فهو بالقياس علي الوجود الخلقي فالوجود الخلقي معلوم ومحدود وكيفيته معلومة اما وجود الله ليس وجود خلقي فهو بالنسبة للخلقي عدمي لكنه وجود حقيقي علي مايليق به وبالتالي من قال بالوجود العدمي لايقصد انعدام الوجود انما يقصد مقابلة الوجود الخلقي
ومن قال بالوجود العدمي لايعني انه عدم يحيث يقال العدم عكس الوجود انما هذ القول لاثبات معني في مقابلة الوجود الخلقي
وكما قلنا ان الوجود الخلقي مدرك ومعلوم وكيفيته معلومة فالفوقية وجود غير مدرك فسمي وجود عدمي من جهة الادراك حتي يباين الوجود الخلقي
الشاهد
ان الوجود العدمي مقابل الوجودالخلقي
الوجود الخلقي مدرك ومعلوم وكيفيته معلومة
والوجود العدمي غير مدرك وكيفيته غير معلومة
فالمعدوم هنا ليس معناه لاوجود له
بل معناه لا مثيل له غير مدرك
فهنا يريد ان يقول ان هذا الوجود غير خلقي ولا يماثل الوجود الخلقي
حيث ان الوجود الخلقي يتبادر للذهن عند سماعه وفي وجدان السامع علي المخلوقات وان له كيفية معلومة وحيز يشغله والله لا يحوزه جهةولا مكان ولايدرك ولا يعلم له كيفية فقالوا وجود عدمي
فوجود عدمي مصطلح بمعني (لامثيل له وغير مدرك ولا معلوم كيفيته )وليس معناه (لا وجود له )


[gdwl]بهل أن الله فوق العرش بذاته ؟ إن كان نعم فهل بمماسة أم بغير مماسة ؟ و إن كان لا فقد ناقضنا قولنا !
و إن كان فوق العرش بذاته ، فبم تفسرون النزول ، ( تقولون أن النزول بذاته)[/gdwl]

نعم ان الله فوق العرش بذاته بائن من خلقه فهو سبحانه فوق العرش ولايحيط به عرشه وهوفوق كل شئ ولايحيط به شئ ،لا يختلط بالوجود الخلقي
اما مسألةالتماس فهذه مسألة تتعلق بالكيفية (كيفيةالاستواء) والكيفية غير مدركة فالاستواء معلوم والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة ومن الله الرسالة وعلي الرسول البلاغ وعلينا التسليم

نفسر النزول بانه نزول حقيقي لايدرك ولا يشابه نزول المخلوقات بحيث اذا قلنا ينزل هل يخلو منه العرش ام لا
فالكيفيةغير مدركة ولا معلومة

[gdwl]
و إن جعلتم الله فوق العرش ، فأين كان الله قبل خلق العرش ؟ فإن لم يكن فوق العرش فقد حدث له التغير و الحدوث
[/gdwl]

كان علي ماهو عليه لان خلق العرش وفوقيته لم تغير مكانه وانه سبحانه هو الله بعرش او بغير عرش فهوغير محتاج للعرش ولما خلق الله العرش وكان فوقه لم يختلط الوجود الخلقي بالوجود الغير خلقي
والله لا يتغير سواء خلق عرش او اثنين او اكثر او لاعرش

والله اعلي واعلم

[درة الوادى]

ليس كمثله شىء
ويجب الا نشرد بخيالاتنا لابعد من ذلك

[هجرة إلى الله السلفية]

نعم فهذا هو الذي اذا فهمه العباد عرفوا انهم لايقيسوا شئ مما يجري عليهم علي الله

وان الخالق وصفاته غير المخلوق وصفاته

وايضا انصح بالا يتكلم في العقيدة الا بالالفاظ التي استخدمها السلف

حتي لايحدث ألتباس وعدم فهم خاصةمع عدم وجود اصول صحيحة او عدم وجودعلم شرعي

حتي لا نضل الناس ونحن نحسب اننا نحسن صنعا ونظن اننا نعلمهم و نهديهم

وجزاكم الله خيرا