انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > ( القسم الرمضاني )

( القسم الرمضاني ) { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-06-2009, 08:09 PM
ابوعمار ابوعمار غير متواجد حالياً
متميز في أقسام المرئيات
 




New حال السلف فى رمضان

 

حال السلف فى رمضان
اعداد اسامه سليمان
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعدُ
فإن الله عز وجل فضل رمضان على سائر شهور العام بكثير من الخصائص والفضائل والتي منها
أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
أن الملائكة تستغفر للصائمين حتى يفطروا
تصفد فيه مردة الشياطين
تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران
فيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حرم الخير كله
يغفر الله للصائمين في آخر ليلة من لياليه المباركة
لله فيه عتقاء من النار وذلك في كل ليلة منه
ولأجل ذلك كان السلف الصالح يقدرون لرمضان قدره فيشمرون عن ساعد الجد باغتنام الأوقات في طاعة رب البريات، حيث إن الصوم هو طريق الإخلاص وعبادة الأخيار وشيم الأحرار، والإخلاص هو التعري عما دون الله، ونسيان رؤية الخلق، وهو محور دعوة الرسل، يقول جل شأنه «وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ»، وهو من أشق العبادات على النفس، لأجل ذلك قال سفيان الثوري رحمه الله «ما عالجت شيئًا عليَّ أشد من نيتي» وقال أيضًا «إن العبد يعمل العمل سرًا فلا يزال الشيطان به حتى يغلبه فيكتب في العلانية ثم لا يزال به الشيطان حتى يحب أن يحمد عليه فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء»
وشهر هذا فضله وتلك خصائصه كيف كان حال السلف فيه ؟ وكيف كانوا يستقبلونه؟
كانوا يستقبلونه بالتوبة الصادقة النصوح والحرص على اغتنام أوقاته وعمارتها بالأعمال الصالحة التي تتأكد فيه دون غيره والتي منها
إطعام الطعام
وهي عبادة ينشأ منها التودد والتحبب بين المؤمنين، ولذلك لا تعجب حينما تعلم أن ابن عمر رضي الله عنهما كان لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين، وإذا علم أن أهله ردوهم عنه لم يفطر في تلك الليلة، وقد قال بعضهم لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعامًا يشتهونه أحب إليَّ من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل، وقد كان رجال من بني عدي يصلون في المسجد، فما أنظر أحدهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه، وكان الحسن وابن المبارك يقدمان الطعام لإخوانهم ويقومان على خدمتهم وترويحهم لأنهم كانوا يوقنون بقول الله سبحانه «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا»
الصدقة

ولأن أفضل الصدقة صدقة رمضان لذا كان النبي أجود ما يكون في هذا الشهر الكريم حتى كان أجود من الريح المرسلة التي يعم خيرها ولا يميز بين أرض وأرض، ولذا كان السلف الصالح يتسابقون في التصدق والإنفاق، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمرنا رسول الله أن نتصدق، ووافق ذلك مال عندي، فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، قال فجئت بنصف مالي، فقال لي رسول الله «ما أبقيت لأهلك» قال فقلت مثله، وأتى أبو بكر بما عنده، فقال رسول الله «ما أبقيت لأهلك يا أبا بكر» قال أبقيت لهم الله ورسوله قلت لا أسابقك إلى شيء أبدًا
ودخلت جدة طلحة بن عبيد الله عليه يومًا وهو خائر النفس، فقالت ما لي أراك كالح الوجه، ما شأنك قال المال الذي عندي قد كثر وأكربني، قلت ما عليك المال اقسمه فقسمه طلحة، قال طلحة بن يحيى سألت الخازن كم كان المال ؟ قال أربعمائة ألف، وجهز عثمان رضي الله عنه ثلث جيش العسرة من ماله حتى قال رسول الله «ما ضر عثمان ما صنع بعد اليوم»
والصدقة تبرهن على صدق إيمان صاحبها، وفي هذا يقول النبي «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأ أو تملأن ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء» مسلم
القيام

الذي هو شعار الصالحين ودأب المتقين الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعًا، ومَن لهذه العبادة إن لم يكن لها السلف الأبرار، فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي من الليل ما شاء الله حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله ويتلو «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا»، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقرأ «أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا» قال ذاك عثمان رضي الله عنه حتى أنه ربما قرأ القرآن في ركعة واحدة، وفي حديث السائب بن يزيد كان القارئ يقرأ بالمئين يعني مئات الآيات حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، قال وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر ؛ مقتدين بقول النبي «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه»
قراءة القرآن

ولأن رمضان هو شهر القرآن كان السلف الصالح يقبلون على تلاوته ويكثرون من ختمه إلى حَدًّ يبهر العقول ؛ فهذا عثمان رضي الله عنه يختم القرآن في كل يوم مرة، أما قتادة رحمه الله فكان يختم في كل سبعٍ مرة، فإذا جاء رمضان ختم كل ثلاث، إلا العشر الأواخر، فكان يختم في كل ليلة، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالس العلم وأقبل على القرآن، وكذا كان الزهري يفعل، فإن سأل سائل ألم يَنْه رسول الله عن ختم القرآن في أقل من ثلاث ؟
يجيب عن ذلك ابن رجب بقوله إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كرمضان والأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن ؛ اغتنامًا لفضيلة الزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، ولم يكن هديهم قراءة القرآن دون تدبر أو تعقل، بل كانوا يحركون به القلوب ويبكون عند تلاوته، ففي صحيح البخاري أن رسول الله قال لعبد الله بن مسعود «اقرأ عليَّ القرآن ؟» فقلت اقرأ عليك وعليك أُنزل ؟ فقال «إني أحب أن أسمع القرآن من غيري» قال فقرأت سورة النساء حتى بلغت «فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا» قال «حسبك»، فالتفت فإذا عيناه تذرفان
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما نزلت «أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ»، فبكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم، فلما سمع رسول الله صوت بكائهم بكى معهم، وبكى ابن عمر وهو يقرأ قول الله تعالى «يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ»، وامتنع عن قراءة ما بعدها، وبكى سفيان الثوري حتى انقطعت قراءته عندما قرأ قوله تعالى «وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ»، وقرأ فضيل رحمه الله «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ»، فجعل يردد «وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ» ويبكي ويردد إن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا وعذبتنا
وكان بعض سلفنا الصالح يغتسلون ويتطيبون في ليالي العشر تحريًا لليلة القدر، كل ذلك مع إخفائهم لأعمالهم خوفًا على أنفسهم، فهذا محمد بن واسع يقول لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة وقد بل ما تحت خده من دموعه ولا تشعر به امرأته، وقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي بجواره
هذه وقفات مع عبادة السلف في هذا الشهر الكريم، فأين نحن من ذلك إخواني، فهيا بنا نسدد ونقارب
والله من وراء القصد
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
السلف, حال, رمضان, في


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:29 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.