انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


التاريخ والسير والتراجم السيرة النبوية ، والتاريخ والحضارات ، وسير الأعلام وتراجمهم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2010, 09:44 PM
بنت الطاهرة بنت الطاهرة غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




New أول سفراء الاسلام _مصعب بن عمير

 

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه و سلم اكثر فتيان قريش شبابا و جمالا يقول المؤرخون بأنه كان اعطر اهل مكة ولد في النعمة و غذي بها و شب تحت خمائلها و لعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر من تدليل ابويه بمثل ماظفر به (مصعب بن عمير ) كان حديث حسان مكة ولؤلؤة ندواتها و مجالسها فرغم تمتعه و دلاله كان يتمتع بعقل راجح فمصعب بن عمير او ((مصعب الخير)) كما لقبه الرسول صلى الله عليه و سلم بعد اسلامه
عندما كانت قريش ليس لها حديث إلا رسول الله و دعوته الى عبادة إله واحد كان مصعب اكثر الناس استماعا لهذا الحديث فقد كان كما ذكرنا تحرص مجالس قريش و ندواتهم على ان يكون فيها مصعب رغم حداثة سنه كان ذلك لأناقة مظهره و رجاحة عقله لقد سمع فيما سمع ان الرسول صلى الله عليه وسلم و من آمن معه يجتمعون بعيدا عن فضول قريش و أذاها في دار الارقم ابن ابي الارقم فلم يطل به التدرد بل صحب نفسه ذات مساء الى دار الارقم بن ابي الارقم تسبقه أشواقه ورؤاه و ما لبث مصعب ان سمع الايات تنساب من قلب رسول الله متألقة على شفتيه اخذةً طريقها الى الاسماع و الافئدة حتى كان فؤاد مصعب هو الفؤاد الموعود و لقد كانت الغبطة تخلعه من مكانه فبسط الرسول الكريم يده المباركة الحانية حتى لامست الصدر المتوهج و الفؤاد المتوثب فكانت السكينة العميقة عمق المحيط و في لمح البصر كان الفتى الذي آمن معه من الحكمة ما يفوق ضعف سنه و معه من التصميم ما غير سير الزمان.
( خناس بنت مالك ) هي أم مصعب بن عمير كانت تتمتع بقوة فذه في شخصيتها و كانت تُهاب الى حد الرهبة و قد كان مصعب باراً بها برا لا يوصف و لم يكن يخشى شيء حين اسل إلا امه فلو ان كل ما على الارض من قوة و بأس و اصنام قامت عليه لستخف به أما خصومة امه فهذا هو الهول الذي لا يطاق فأخفى اسلامه عن امه حتى جاء اليها عثمان بن طلحه يزف اليها خبر اسلام مصعب و قد رأه يدخل الى دار الارقم و يتردد عليها فطار صوابها بسماعها ذلك الخبر و لكن مصعب ثبت امامها و وقف يتلو عليها و على عشيرته و اشراف مكة مجتمعين القرآن الكريم بثبات و يقين فهمت امه ان تسكته بلطمة قاسية و لكن اليد التي امتدت كالسهم ما لبثت ان استرخت امام النور الذي زاد وسامة وجهه و بهاءه جلالاً يفرض الاحترام و هدؤاً يفرض الاقناع لم تستطع ام مصعب ان تقوم بتعذيبه لكثرة ما تجد في نفسها من حبٍ لمصعب فآثرت ان تضغط عليه بوسيلة اخرى فقامت بحبسه فضل رهين محبسه ذاك حتى خرج بعض المؤمنين مهاجري الى ارض الحبشة فاحتال لنفسه و غافل امه و حراسه و مضى الى الحبشة مهاجرا فمكث بالحبشة مع اخوانه المؤمنين ثم عاد معهم الى مكة ثم هاجر الى الحبشة الهجرة الثانية لقد تغيرت حياة مصعب بعد اسلامه تغيرا كاملا أصبح يرتدي الثياب البالية المرقعة بعد كل هذا النعيم لقد كان يُبكي هذا المشهد صحابة رسول الله فقال فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لقد رأيت مصعباًُ هذا و ما بمكة فتى انعم عند ابويه منه لقد ترك ذلك كله حباً لله و رسوله )
حاولت امه حبسه مرة اخرى لكنه عزم على قتل كل من يقف في و جهه هذه المرة و لأنها تعلم انه يصدق بكل بما يقول و تعلم عزمه آثرت ان تودعه و هي مستمرة على اصراه على الكفر و اصرار اكبر من الابن على الايمان فقالت له حين ودعته اذهب لشأنك لم اعد لك أم فقترب منها و قال " يا أمه اني لكي ناصح و عليك شفوق فاشهدي انه لا إله إلا الله و ان محمد رسول الله " فأجابته غاضبة " قسما بالثواقب لا أدخل في دينك فيزرى برأيي و يضعف عقلي " فخرج مصعب لا يرى إلا مرتدياً ثيابا باليه يشبع يوما و يجوع اياماً
إختاره الرسول صلى الله عليه و سلم ليكون سفيره الى المدينة يفقه الانصار الذين آمنوا و بايعوا الرسول عند العقبة يُعدو المدينة ليوم الهجرة فحمل مصعب الامانة بكل امانة و عمل بجد و عزم فأحبه الناس هناك فبدأو يدخلون في دين الله أفواجا لقد كان خير معلم فقد عرف الرسول من يختار لمثل هذه المهمة ذات يوم فاجأه و هو يعظ الناس ( أسيد بن حضير ) سيد بني الاشهل بالمدينة فجاأه شاهرا حربته يتوهج غضبا على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم و يحدثهم عن إله واحد لم يعرفوه من قبل و ما إن رأى المسلمون الذين كانوا يجالسون مصعباً مقدم أسيد بن حضير متوشحا غضبه المتلظي حتى وجلوا لكن مصعب الخير ظل ثابتا متهللاً وقف أسيد امامه غاضبا و قال له و لسعد بن زرارة فقد كان معه : " ما جاء بكما الى حيّنا تسفهان ضعفاءنا ؟ أعتزلانا إذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة " فقال له مصعب بكل هدوء : " أولا تجلس فتستمع فإن رضيت امرنا قبلته و ان كرهته كففنا عنك ما تكره " كان أسيد رجلا أريباً عاقلا و ها هو ذا يرى مصعباً يحتكم معه الى ضميره هناك أجابه أسيد قائلاً : " انصفت " و ألقى حربته الى الارض و جلس يصغي و لم يكد مصعب يقرأ القرآن و يفسر الدعوه التي جاء بها محمد بن عبد الله حتى أخذت أسارير ايسد تبرق تشرق و لم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به أسيد بن حضير و بمن معه قائلا : " ما أحسن هذا القول و ما أصدقه كيف يصنع من يريد ان يدخل في هذا الدين ؟" و أجابوه بتهليه رجت الارض رجاً ثم قال له مصعب : " يطهر ثوبه و بدنه و يشهد ان لا إله إلا الله "
فغاب أسيد عنهم غير قليل ثم عاد يقطر الماء من شعر رأسه و وقف يعلن أنه يشهد الا إله إلا الله و ان محمداً رسول الله فتتالى اسلام الاعلام في المدينة أمثال سعد بن معاذ و سعد بن عباده و عندما رأى أهل المدينة أن هؤلاء قد أسلموا قالوا لبعضهم و ما جلوسنا ها هنا قوموا فلنذهب الى مصعب فإنهم يقولون أن الحق يخرج من بين ثناياه و في موسم الحج التالي لبيعة العقبة أرسل المسلمون وفدا الى النبي في مكة يتكون من سبعين مؤمن و مؤمنة تحت قيادة معلمهم و مبعوث نبيهم مصعب بن عمير
و تمضي الايام و يهاجر الرسول و صحبه الى المدينة و تستمر قريش بعدائها للإسلام وتكون غزوة بدر فيتعلمون فيها درسا يفقدهم بقية صوابهم ويسعون للثأر فتجيء غزوة أحد فيقف النبي صلى الله عليه و سلم يتفرس الوجوه المؤمنة ليختار من يحمل الراية و يكون مصعب الخير من وقع عليه الاختيار و قد ابلى مصعب بن عمير بلاء عظيما في هذه الغزوة بعد ان تحول نصر المؤمنين الى هزيمة بمخالفة الرماة أمر الرسول و بدا المشركون يركزون على النبي بغية قتله اخذ مصعب يطلق التكبيرة كالزأير و بدأ يصول و يجول و يتواثب و كل همه ان يلفت اليه نظر الاعداء و يشغلهم عن الرسول فذهب يقاتل كأنه جيش وحده
يدٌ تحمل الراية و يدٌ تضرب بالسيف و لكن الاعداء يتكاثرون عليه ليمرو من فوق جثته الى النبي يروي ابن سعد ويقول : " أخبرنا ابراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري عن ابيه قال حمل مصعب بن عمير اللواء يوم احد فلما جال المسلمون ثبت به مصعب قأقبل ابن قميئة و هو فارس فضربه على يده اليمنى فقطعها و مصعب يقول " و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " و أخذ اللواء بيده اليسرى و حنا عليه فضرب يده اليسرى فقطعها فحنا على اللواء و ضمه بعضديه الى صدره و هو يقول " و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه و اندق الرمح و وقع مصعب و سقط اللواء
كان يظن انه إذا سقط فسيصبح طريق القتلة الى رسول الله صلى الله عليه و سلم خاليا من المدافعين و لكنه كان يعزي نفسه في رسول الله من فرط حبه له و خوفه عليه حين مضى يقول مع كل ضربة سيف تقتلع منه ذراعا و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل هذه الاية التي سينزل بها الوحي يدرددها و يكملها و يجعلها قرآناً يتلى
وجاء الرسول و أصحابه يتفقدون ارض المعركة و عند مصعب سالت دموعٌُ و فيّة ٌ غزيرة يقول خباب بن الأرت : " هاجرنا مع رسول الله في سبيل الله نبتغي وجه الله فوجب أجرنا على الله فمنا من مضى و لم يأكل من أجره في دنياه شيء منهم مصعب بن عمير قتل يوم احد فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمرة فكنا إذا وضعناها على رأسه تعرت رجلاه و إذا و ضعناها على رجليه برزت رأسه فقال لنا رسول الله إجعلوها مما يلي رأسه و اجعلوا على رجليه من نبات الإذخر"
و بالرغم من كثرة شهداء هذه المعركة ومنهم حمزة عم النبي و التمثيل بجثمانه الطاهر إلا ان النبي تأثر جدا على مصعب و وقف عنده وقال و عيناه تلفانه بحنانهما " من المؤمنين رجالٌُ صدقوا ما عاهدوا الله عليه " ثم ألقى نظرة على بردته التي كفن بها و قال: " لقد رأيتك بمكة و ما بها أرق حلةً و لا أحسن لِمّةً منك ثم ها انت ذا شَعِثُ الرأس في بردةٍ " و هتف الرسول عليه السلام وقد وسعت نظراته الحانيه ارض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب و قال : " إن رسول الله يشهد انكم الشهداء عند الله يوم القيامة " ثم أقبل على اصحابه الاحياء حوله و قال : " أيها الناس زوروهم وأتوهم و سلموا عليهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم مسلم الى يوم القيامة إلا ردوا عليه السلام "
السلام عليك يا مصعب الخير السلام عليكم معشر الشهداء
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
للأمانه العلمية تم أقتباسه من كتاب رجال حول الرسول
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-24-2010, 08:18 PM
اسلامية عربية اسلامية عربية غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

اقتباس:
فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم مسلم الى يوم القيامة إلا ردوا عليه السلام "
السلام عليك يا مصعب الخير السلام عليكم معشر الشهداء

سلام عليك يا مصعب الخير
سلام على شهداء الامه كلهم
و الله يعطيكي العافية و يجزيك الجنة و يوفقك يا رب و يرضى عنك بنت الطاهرة
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أول, الاسلام, بن, سفراء, عمير, _مصعب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 10:54 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.