انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-12-2011, 02:29 AM
نقابي تميزي نقابي تميزي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




New اعترافات طالبة

 

السَّلامُ عَليكُم ورَحمَةُ اللهِ وبَركَاتُه


الحمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ والصَّلاةُ والسَّلامُ على محمَّدٍ عبدُ اللهِ ورسُولُه
وبعد
:

إنَّها اعترافاتٌ وشكوى، بثَّها قلبٌ جريحٌ وعقلٌ حائرٌ، ودُموعٌ سَلوى، بعد أنخَطفَتها يدُ الغفلةِ فألبسَتْها رداءَ التَّائهينَ، وعزَفتْ على أوتارِه شحبُالمُذنبين.. فعدَتْ إلى طريقِ المُهتَدين وسلكِ الهادين وندِمتْ على عمْرٍ وَلَّى في دُروبِالهالكين.

فهذه الرِّسالةُ.. أبعثُها لكلِّ فتاةٍ ولسانُ حالي يقولُ:



يا أختَنا توبي لرَبِّكِ ....... واذرِفي الدَّمْعَ الغزيرِ
صوني عفافَك ياعفيفة ....... واترُكي أهلَ السُّفورِ
لا تسمَعي قَوْلَ الخلاعةِ ....... والمُيوعةِ والفجورِ
فستذكُرين نصيحَتي ....... يومَ السَّماءُ غداً تمورُ
في يومٍ يصيحُ الظَّالمُ ....... ياويْلتَاه وياثبورَ

فاحذَري يا أخيَّة واعتبري قبل فواتِ الأوان.. فأنتِ الأمُّ والأختُ وأنتِالزَّوجةُ والابنةُ.. أنتِ أُمَّة.. فإنَّ صلاحَكِ صلاحٌ للأمَّةِ وفسادَكِ فسادٌ للأمَّةِ.

فهلاَّ أدرَكتِ معنى الخطر ؟؟

فيا أختي ، احذَري من هذا الدَّاءِ العُضالِ فأنا ناصحٌ لكِ فما جمعنا هذهالقَصَصَ والمآسيَ المؤلمةَ إلاَّ لتكونَ عظةً للمُعتبرِين ويقظةً للغافلين ونوراً يُضيءُطريقَ السَّالكين.. فأسألُ اللهَ أن يحفظَ لنا أمَّهاتِنا وزوجاتِنا وأخواتِناوبناتِنا وسائرَ نساءِ المُسلمين.


اعْتِرافاتُ طالبَةٍ !!!

أستاذتي الكريمة:
ها أنا سأودع أيام الدراسة، ولكنني لن ألوح مودعة إياك، بل سأمد يديإليكِ مستغيثة، راجية ألا تتركيني وحيدة، أتخبط في الظلمات، وتأكل قلبيالحسرات.
سأبوح لكِ بسري،وأشكو مأساتي، أحكي قصة عذابي وضياعي، وقصة صحوتي، سأحكيها صريحة، لأنني صادقة في التماس العون.
فاعذريني إن كنتُ جريئة في شكواي، إلى حد يخرجني عن دائرة الجرأة إلى شيء لا أحب أن أسميه.
ستقرئين صفحات سوداء شوهاء من صفحات عمري ما عدا الأسطر الأخيرة منها.. ستجدين كلماتها خُطت بدموع التوبة وحرقة الندم، عدت من دروب التائهين،صحوتُ من نومة الغافلين، ألم الصدمة صحاني وصوتك أعادني .
سأجيبك بصراحة، سأعرفك باسمي ورسمي، كما هو، وكما عرفه كل من حولي.
أنا (( رشا )) الآثمة.. أنا (( رشا )) المستهترة.. هذا ما قاله الناس عني، وعرفته حقيقة موحشة في ذاتي.
أنا الطالبة الكسولة الوقحة، أنا الطالبة الخمولة (( رشا )) أجلسدائماً في المقاعد الأخيرة منحنية الظهر مطأطئة الرأس، مختلية من
أحزاني،أو سارحة مع أحلامي، أحلق، أسرحُ مع أحلام الوهم، لكنني في حصتك الدرسية،كنتُ أسقط من عالم الأحلام إلى عالم الحقيقة، لأنكِ تداهمين خلوتي دائماً،وتخترقين عالم أحلامي، تلقين عليه بضع كلمات، فتتهاوى جُدُره اللامعقولةفوق رأسي، وتغدو سراباً، وأعود إليكِ، أبقى معكِ كل الدرس، وأنت تجوبينببصرك وبصيرتك بيننا، تنبهين كل طالبة شاردة، وتنشطين كل طالبة خمولة،تؤانسين كل طالبة منزوية بمداعبة لطيفة.
أما أنا فكنت كلما حط بصرك علي رفعت رأسي، وشددت ظهري، وخرجت من عالميالسحري. كنت معكِ معظم أوقاتي، بينما كنتُ منبوذة من معظم مدرساتي. منهن منتواصل تقريعي، ومنهن من تتحاشى الحديث معي، أو حتى النظر إلي، خوفاً منكلمة فظة أقولها، أو نظرة وقحة أرسلها، وحدك أنتِ عاملتِ ((رشا)) الوقحة،ذات العينين الساخطتين الحائرتين على أنها طالبة، فأحببتك رغم حزمك،وأكبرتُ فيك صفاتٍ أنكرتها على نفسي .
أحببتك، رغم أن قلبي القفر ما كان يعرف الحب لأحد، كان قلباً مقفراً منكل الأحاسيس، إلا أحاسيس الكراهية والحقد والسخط على كل الناس.
أنا أعرف قلبكِ الذي عودته حب الناس يفر من لقاء القلوب الحاقدة، لكن دعيني ألتقيك لقاء الحاجة، حاجة الأرض العطشى لقطرات ماء.
فاسمحي لي أن أفضفض لكِ، واستمعي لحكايتي :
قبل سنوات كنت إنسانة ككل الناس، فتاة خلوقة، طالبة مهذبة، أنعم بحضنالأب وحنان الأم، وجو الأسرة، أمضي إلى مدرستي، تلاحقني توجيهات أبي،وملاحظات أمي، أهتم بدروسي أحترم مدرساتي، أحب أهلي وصديقاتي إلى أن جاءاليوم المشؤوم، يوم سافر أبي إلى موسكو، ليتاجر، ليجمع المزيد من المال.
كم حسبتُ لهذا اليوم، كم تهيبت مجيئه، ولما أزفت ساعة السفر لجأت إلىفراشي، أغرقتُ وسادتي بالدموع، وأغرقتُ نفسي في بحر من الحزن، تصنعت النوم،وما بي نعسة.
ما أقساها من لحظات ما أقسى لحظات الوداع، ولاسيما عندما لا يقولالمودع إلى اللقاء في غدٍ أو بعد غد، أو في الأسبوع القادم، لم يقل أبيشيئاً من هذا القبيل، بل راح يبرر سفره في نقاش كان بينه وبين أمي.
-
قالت أمي بلهجة حزينة: لقد أتعبتني بكثرة أسفارك، في كل سفر أقول: أسبوع ويمضي، شهر ويمضي، عساه أن يكون آخر سفر.. لكن سفرك هذا طويل ستغيبعنا سنة كاملة، كم ستكون أيامها طويلة وصعبة!
-
قال أبي: بل ستكون أيامها أقسى وأطول عليّ، أنتِ هنا بين أولادك، أما أنا فسأكون هناك غريباً وحيداً.
وهبت أمي متشبثة بكلمات أبي، علها تثنيه عن عزمه، أو تقصر من طول غيبته:
-
ما دام السفر شاقاً عليك، ومرهقاً لك، لماذا اخترته؟
-
إنها متطلبات الحياة يا زوجتي، الحياة تطلب منا هذا، رغم كل هذا السعي لم ننل ما نريد!!
-
إذن سنظل نلهث وراء متطلبات حتى نموت، أنا لا أريد منها كل هذا، أريدك بقربنا، أريدك قرب أولادك.
-
لا تنسى أنك زوجة تاجر، وعليكِ أن تدفعي جزءاً من ثمن حياة الترف التي تعيشينها.
قالت أمي بحرقة ورقة:
-
هل ينبغي على زوجة التاجر أن تدفع ثمن زواجها منه بُعده وانشغاله عن بيته وأهله.
ارتفع صوت أبي قال بحدة:
-
ماذا تقولين..؟ وهل أسعى إلا من أجل بيتي ومن أجلكِ؟

رن الجرس، كانت السيارة بانتظار أبي، وحمل أمتعته وقال كلمات الوداع على عجل:
-
اهتمي بالأولاد يا زوجتي، ولا سيما بـ (( رشا )) صارت صبية، الأولاد أمانة في عنقكِ، حافظي على الأمانة.
-
قالت أمي: لك ما تريد، لكن أرجوك ألا تترك أحداً يتدخل في شؤون بيتي، يكفينا منهم أن يوصلوا إلينا مواردنا المالية.
-
قال أبي: لكِ ما تريدين، سأفعل.. سأتصل بهم من موسكو، وداعا.. وداعاً.. وأغلقت أمي الباب وراءه.
خرج أبي، وخرجت معه فرحةُ بيتنا، وتداعت أسواره، ذهب أبي وترك الأمانةفي عنق أمي، أمانة خمسة أولاد أكبرهم أنا، ولم تكن
أمي أهلاً لحمل الأمانة،فقد ناءت بالحمل فأردته من فوق عاتقها، وارتمت متهالكة على فراش المرض،صارت في غيبوبة شبه دائمة عن الدنيا، تصحو بضع ساعات في يومها وليلها.
فقد دمرها أبي.. أبي الذي طاب له المقام في موسكو، انتظرناه عاماًوعامين، تقلصت علاقته بنا مع مرور الأيام، ما عاد يتصل بنا، إذا ما اتصلنابه تهرب من الحديث معنا.
سمعنا أنه تزوج من امرأة روسية، سمعنا أنه وهب حياته للهوى، الشائعات كثرت حوله، ما أهمني منها أن أبي صار لغيرنا.
هنا كانت نقطة الانعطاف في مساري، وفكرت أن أنتقم من أبي لكن كيف؟ أبيكان يقول عني (( رشا )) الشقية، فلأكن مثلما قال سأسلك سلوكاً لن يرتضيهلي، وإن ارتضاه لنفسه.
من سيمنعني من هذا؟ أبي غائب، أمي مريضة، الأقارب لا علاقة لهم بنا.
انحسر ثوبي، وضاقت ملابسي صرت ألبسها لكشف مفاتني لا لسترها، وصار هميالأكبر أن أرى نظرات الإعجاب تلاحقني، بادلت النظرة بنظرة، والابتسامةبأعرض منها، والكلمة بجملة، التف الشباب حولي، منحتهم كؤوس الغرام بلامقابل.
في بادئ الأمر راقت لي هذه الحياة، واستعذبتُ المسير في هذا الطريق، وحاولت أن أدل بعض صديقاتي عليه، نجحتُ أحياناً وفشلتُ كثيراً.
ثم ماذا بعد؟!
لا شيء سوى الخيبة، الشبان الذين منحتهم ودي رفضوني خطيبة، صديقاتيهربن مني على أنني جرثومة يخشين من فتكها، الأقارب جعلوا مني سيرة غوايةوضلال.
تجرعتُ ما استعذبته في الأمس ذلاً وهواناً، صغاراً وحيرة، خرجت منطريقي إلى اللاشيء، لا.. لا ليتني خرجت إلى اللاشيء.. خرجت بحمل كبير منالهوان..
والضياع.. والوحشة.. آهٍ ما أظلم دروب التائهين! آهٍ من مرارة سؤرالكأس التي يعب منها الغافلون.. آهٍ من ظلم أبي.. الظلام يغرقني، المرارةتحرق كبدي.
لكن كلماته كانت شعاع نور اخترق دياجير نفسي، كانت قطرات ماءٍ أشعرتني بشدة ظمئي، كانت يوم ميلادٍ جديد لحياتي.
ففي ليلة ذلك اليوم – يوم مولدي – كنت جالسة إلى الهاتف، أقطع الوقتبحديث مع أحد الشبان، بعد أن نام إخوتي، وراحت أمي في غيبوبة، بعد أنتناولت القرص المهدئ.
كنت ليلتها مسرورة، أتكلم بصوت مرتفع، أضحك أغني، لم يكن في حديثي معه ما يُكتم.
فإذا ضحكت قال لي: ضحكتك أشبه بقرع الطبول.
وإذا غنيت قال لي: غناؤك أشبه بصوت الطاحون.
وإذا تحدثت قال لي: أحب الكلام المعسول.كان ينال من كل شيء في، يسخرمني، وكنت أتقبل منه كلامه على أنه مزاح، وهكذا بقيت في أخذ ورد معه، حتىلفت
نظري دخان يتسرب من غرفة أمي، صرختُ، استنجدت: أمي تحترق أرجوك، أمي تحترق.
قال لي وربما كان مازحاً: إلى الجحيم، لا خير فيكِ ولا في أمك.
رميت السماعة، هرولتُ إلى غرفة أمي، رأيتها نائمة، وبقية سيجارة تحترق بين أصابعها، والنار تلتهم طرف فراشها.
فتحت النوافذ والأبواب، صرخت: أنقذونا يا ناس، أمي تحترق، صرختً حتى جفت لهاتي، لم أسمع سوى صدى صوتي، يتردد في الليل والظلام.
وهرع إلي أخوة صغار، هبوا من فراشهم مذعورين، وقد لاحت الصفرة فيوجوهم، ولوى الذل رؤوسهم، نظروا برعب إلى أمي، ثم جرتُ أقدامهم الصغيرة إلىالمطبخ، حملوا أوعية المياه، صبوها فوق فراش أمي.
عند هذا فتحت أمي عينيها، نظرت في وجوه أخوتي، وابتسمت، عاودني شعور لمأشعر به منذ زمن، شعور بالحاجة إلى أم تحميني، وتدفع عني الأقاويل،والشائعات، إلى أم ترشدني، فانكببت فوقها، وعانقتها، همست في أذنها: أحبكيا أمي أحبك، أحتاج إليكِ يا سر حياتي.

في هذه الليلة – ليلة ميلادي الجديد – لم تنم أمي، بقيت معها حتىالصباح حدثتها وحدثتني.. حدثتها بأحاديث شتى، معظمها سمعتها مني كان الحديثنسمة ندية في بيت كاد أن يحترق.
وجاء النهار بعد تلك الليلة الداجية العاصفة لملمت جراحاتي وجئتالمدرسة، أنشد.. أنشد كلمة طيبة تطفئ أوار نفسي، وتشفي بعض ما فيَّ منآلام.

ابتدأ النهار بدرسكِ. في هذا الدرس استقبلت أول شعاع نور، سأذكرك بذلك،وما أظن أنكِ نسيت. لكني سأذكر ما جرى، استعذاباً لهذه الذكرى.
دخلتِ الفصل، وألقيت علينا التحية، ولأول مرة رددتها بأحسن منها، ثمساد الفصل سكون عميق وسألتكِ إحدى زميلاتي: آنسة ما عنوان موضوعنا اليوم؟
قلتِ لها: ما دمت متعجلة على طرح الموضوع، ابدئي واقترحي علينا أنتِوطرحت الطالبة عنوان موضوع وهو: (( رصد ظاهرة سلبية تفشت في المجتمع ))
ظهر لنا أن الموضوع راق لكِ، فألقيت أسئلة متنوعة علينا، وجاءت الإجابات متنوعة، بعضها سطحي، وبعضها وليد معاناة.
وجاءني صوتك ينادي، بلا استخفاف ولا امتهان (( رشا )) وقفت بسرعة ورفعت إليكِ رأسي المطرق.
-
حدثيني يا (( رشا )) عن بعض الظواهر السلبية التي تؤلمك.
قذفت الجواب بسرعة:
-
أنا كلي ظاهرة سلبية يا آنسة.
فسألتني وطيف ابتسامة على وجهك:
-
ماذا يؤلمك من نفسك يا رشا؟
-
أكره نفسي، أكره كآبتي، أكره انهزامي وانزوائي، أكره ضياعي، أكره سفر أبي، أكره أحلامي الكاذبة.
رأيت في عينك سحابتين توشكان أن تدمعا وأنتِ تقولين لي:
-
صه يا رشا، المؤمن لا يقول مثل هذا.
سرني أن أرى من يوشك أن يبكي لأجلي، ونزلت كلماتك ماء على النار الصاعدة، فأسكنتها، ورحت أستمع إلى حديثك بشغف.
الفتاة المؤمنة يا رشا لا تضيع، فالله سبحانه وتعالى، حدد لها طريق. الأمان والفوز، فمشت فيه واثقة الخطى، لأنها تعرف نهاية الطريق، الله خلقناوهو العارف بما يصلح لنا، فلا تغرنك دعوات الجاهلين.. المؤمن لا يستوحشولا ينزوي.
وهنا قالت لكِ إحدى طالبات الفصل:
-
كيف لا يستوحش المؤمن، ولا ينزوي، وهو يعيش مع أناس فسدت ذممهم وساء معشرهم!
أردفتِ أنتِ بنفس الهدوء والسكينة:
المؤمن يبدأ بإصلاح نفسه أولاً، فيكون قدوة لغيره في القول والسلوك،فإذا ما عاشر الناس، كان رحيماً بهم، مهتماً بشؤونهم، متسامحاً معهم، يدفعبالتي هي أحسن، فيغدو وعدوه ولياً حميماً، ولو فرضنا أنه عاش في وحشة منالخلطاء، فهو لا يستوحش لأنه يعيش بمعية الله.
المؤمن لا يكتئب ولا ييأس، فأمله موصول بالله، اقرعي باب الله، أدمني القرع عليه، باب الله لا يوصد في وجه من قصده.
المؤمن لا يندم على ما فات، ولا يترك آلام الماضي تهدد مستقبله، وتحول دونه ودون سبيل الفالحين أليس كذلك يا رشا؟؟
كانت كلماتك الهادئة الصادقة تنشر السكينة والرضى فوقنا جميعاً، تشيعفي أرواحنا الأنس والعطر، تتسرب إلى ظلمات نفسي شعاع نور، ووميض أمل.. تنزلق ماء سلسلاً، تروي ظمأ روحي، تبعث الأمل والحياة في هشيم عمري الضائع.
وها أنا أقف على نهاية المرحلة الثانوية، استعد لامتحان الشهادةالثانوية، بنفسية جديدة وأمل جديد وعزم جديد، بل بميلاد جديد، أمد إليكِيدي، فمدي يدك إلي ساعديني، ساعديني يا أستاذتي الكريمة، ولن أنسى لكِ جميلصنعكِ ما حييتُ.

طالبتك المخلصة:
((رشا))

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-12-2011, 02:45 AM
نقابي تميزي نقابي تميزي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي





الفاجعة !!!

لم يكن انتقالنا مع بداية الإجازة إلى مسكن جديد أمراً عادياً.. بل كان حدثاً مؤثراً في عائلة مكونة من أبٍ وأمٍ وثلاثُ بنات.
لقد اتسع المكان.. وأصبح أبي، وأمي يُقيمان في جناح كامل.. وانفردتُ عن أُختي بغرفة مستقلة.
قالت والدتي محادثة أبي وهي فرحة مستبشرة: سندعو جميع معارفنا. الآنفقدت يا زوجي العزيز جميع الأعذار السابقة.. ها هو مجلس الضيوف كبير، وذاكمجلس النساء مؤثث بأجمل أنواع الأثاث.. وستقضي أنت وأصحابُك أسعد الأمسياتفي هذه الحديقة الواسعة.

ردد أبيبفرح عبارات الاستقبال وكأن الضيوف قادمون.. ثم أردف بسرعة وبدا أنه يتذكر شيئاً ما.
قال: الآن مع بداية تقاعدي عن العمل.. سنملأ منزلنا بهجة وسروراً.. وأنساً وحبوراً.

سيكون يا زوجتي مُلتقى الأحبة والأصحاب هنا.. ثم التفت إلى الجميع وهويقول – وابتسامة جميلة تزين محياه - : آن لي الآن أن أستريح بعد مشوارالعمل الطويل.. أربعون سنة خدمتُ فيها في مجال عملي..
قال وهو يحكي جُهده ويحصدُ زرعه: أحمد الله الذي أنعم علي بنعم كثيرة.. هذا أخوكم الأكبر مُدرس في الجامعة، والأصغر يواصل دراسته العليا فيالخارج، وأنتن على أبواب التخرج – الحمد لله – قرت عيني بكم جميعاً فقدجمعتم بين العلم والأدب.. واسترجع الذكريات.. والتي تُحثه على التذكر.

استند إلى كرسي وسط الحديقة ومد قدميه وقال: الحديث طويل.. إنه حديثأربعين سنة!! وارتسمت على محياه مُتعة ظاهرة وهو يسترجع الماضي ويُعددسنوات عمره.. سنة.. سنة!! وأين قضاها ومن هم زملاؤه في العمل.. ثم التفتإلى والدتي – بعينين ضاحكتين – وأعاد قصة زواجهما منذ بداية خطبتهما.. ونحننستمع ونضحك ووالدتي تعلق بكلمة أو سؤال.. ثم تتبعها ضحكة حيية!
سعادة لا حدود لها ترفرف على منزلنا.. يُجملها محبة والدي لحديثنا ولطفه معنا وتلبية حاجاتنا.
قضينا أشهر الصيف في المنزل الجديد وكأننا في عالم آخر.. وكانت الأيامتسير حلوة جميلة، خاصة مع الساعات الطوال التي كنا نجلس فيها سوياً نتجاذبأطراف الحديث.
مع بداية العام الدراسي ظهرت حاجتنا إلى خادمة. فالمنزل واسع ووالدتيتحتاج إلى من يعينها على أعمال المنزل الكثرة والمتتالية.. فكان أن لبىوالدي طلب الجميع لاستقدام خادمة بعد تردد وخوف.. واشترط استقدام زوجهامعها وقال: لا تهم زيادة التكاليف.. أنتن أهم عندي من أموال الدنيا كلها! بل أنتن زهرة الدنيا وجمالها!
كان المنزل يحوي ملحقاً صغيراً يقع في زاوية الحديقة الأمامية أجرينافيه بعض التعديلات وأصبح ملائماً لاستقبال السائق والخادمة.. ونبه والديعلى الجميع بعدم الذهاب مع السائق إلا عند الحاجة ومع زوجته حتى تكونمحرماً له.. وأعاد وكرر التنبيه ليُسمع الجميع.. وحرك أصبعه وكأنه يتهددويتوعد من يخالف الأمر أطرقنا الرؤوس استجابة وقبولاً.
أزفت بداية العام الدراسي.. وانتقلت أختي الكبرى إلى السنة الرابعةالجامعية، وأختي الوسطى إلى السنة الثالثة الجامعية.. وانتقلتُ أنا إلىالسنة الأولى الجامعية.
كان حُلماً يراودني، وكانت أمنية طالما هفت إليها نفسي.. ولا يعادلفرحتي بمنزلنا وغرفتي إلا اتساع المباني الجامعية وسعة قاعات المحاضراتوبهاء وجمال الحدائق وتنسيقها.
فرحتُ بالجو الجامعي الجديد، وكان أن واجهتني ثلاث عقبات مع بدايةالمرحلة الجامعية: الأولى: نظام الساعات وترتيب المحاضرات ومعرفة مكانها.. والأمر الثاني: التعود على الجو الدراسي الجامعي..

الفاجعة !!!

لم يكن انتقالنا مع بداية الإجازة إلى مسكن جديد أمراً عادياً.. بل كان حدثاً مؤثراً في عائلة مكونة من أبٍ وأمٍ وثلاثُ بنات.
لقد اتسع المكان.. وأصبح أبي، وأمي يُقيمان في جناح كامل.. وانفردتُ عن أُختي بغرفة مستقلة.
قالت والدتي محادثة أبي وهي فرحة مستبشرة: سندعو جميع معارفنا. الآنفقدت يا زوجي العزيز جميع الأعذار السابقة.. ها هو مجلس الضيوف كبير، وذاكمجلس النساء مؤثث بأجمل أنواع الأثاث.. وستقضي أنت وأصحابُك أسعد الأمسياتفي هذه الحديقة الواسعة.

ردد أبيبفرح عبارات الاستقبال وكأن الضيوف قادمون.. ثم أردف بسرعة وبدا أنه يتذكر شيئاً ما.
قال: الآن مع بداية تقاعدي عن العمل.. سنملأ منزلنا بهجة وسروراً.. وأنساً وحبوراً.

سيكون يا زوجتي مُلتقى الأحبة والأصحاب هنا.. ثم التفت إلى الجميع وهويقول – وابتسامة جميلة تزين محياه - : آن لي الآن أن أستريح بعد مشوارالعمل الطويل.. أربعون سنة خدمتُ فيها في مجال عملي..
قال وهو يحكي جُهده ويحصدُ زرعه: أحمد الله الذي أنعم علي بنعم كثيرة.. هذا أخوكم الأكبر مُدرس في الجامعة، والأصغر يواصل دراسته العليا فيالخارج، وأنتن على أبواب التخرج – الحمد لله – قرت عيني بكم جميعاً فقدجمعتم بين العلم والأدب.. واسترجع الذكريات.. والتي تُحثه على التذكر.

استند إلى كرسي وسط الحديقة ومد قدميه وقال: الحديث طويل.. إنه حديثأربعين سنة!! وارتسمت على محياه مُتعة ظاهرة وهو يسترجع الماضي ويُعددسنوات عمره.. سنة.. سنة!! وأين قضاها ومن هم زملاؤه في العمل.. ثم التفتإلى والدتي – بعينين ضاحكتين – وأعاد قصة زواجهما منذ بداية خطبتهما.. ونحننستمع ونضحك ووالدتي تعلق بكلمة أو سؤال.. ثم تتبعها ضحكة حيية!
سعادة لا حدود لها ترفرف على منزلنا.. يُجملها محبة والدي لحديثنا ولطفه معنا وتلبية حاجاتنا.
قضينا أشهر الصيف في المنزل الجديد وكأننا في عالم آخر.. وكانت الأيامتسير حلوة جميلة، خاصة مع الساعات الطوال التي كنا نجلس فيها سوياً نتجاذبأطراف الحديث.
مع بداية العام الدراسي ظهرت حاجتنا إلى خادمة. فالمنزل واسع ووالدتيتحتاج إلى من يعينها على أعمال المنزل الكثرة والمتتالية.. فكان أن لبىوالدي طلب الجميع لاستقدام خادمة بعد تردد وخوف.. واشترط استقدام زوجهامعها وقال: لا تهم زيادة التكاليف.. أنتن أهم عندي من أموال الدنيا كلها! بل أنتن زهرة الدنيا وجمالها!
كان المنزل يحوي ملحقاً صغيراً يقع في زاوية الحديقة الأمامية أجرينافيه بعض التعديلات وأصبح ملائماً لاستقبال السائق والخادمة.. ونبه والديعلى الجميع بعدم الذهاب مع السائق إلا عند الحاجة ومع زوجته حتى تكونمحرماً له.. وأعاد وكرر التنبيه ليُسمع الجميع.. وحرك أصبعه وكأنه يتهددويتوعد من يخالف الأمر أطرقنا الرؤوس استجابة وقبولاً.
أزفت بداية العام الدراسي.. وانتقلت أختي الكبرى إلى السنة الرابعةالجامعية، وأختي الوسطى إلى السنة الثالثة الجامعية.. وانتقلتُ أنا إلىالسنة الأولى الجامعية.
كان حُلماً يراودني، وكانت أمنية طالما هفت إليها نفسي.. ولا يعادلفرحتي بمنزلنا وغرفتي إلا اتساع المباني الجامعية وسعة قاعات المحاضراتوبهاء وجمال الحدائق وتنسيقها.
فرحتُ بالجو الجامعي الجديد، وكان أن واجهتني ثلاث عقبات مع بدايةالمرحلة الجامعية: الأولى: نظام الساعات وترتيب المحاضرات ومعرفة مكانها.. والأمر الثاني: التعود على الجو الدراسي الجامعي..
أما الأمر الثالث: فهو تفرق رفيقات الصبا وزميلات المرحلة الثانوية التي أعتبرها من أجمل أيام حياتي وأكثرها سعادة ومرحاً.


بدأتُ الدراسة في القسم الذي اختارته وتحمست له أختي الكبرى، ولكنني معمرور الأسبوع الأول أحسست بعدم رغبتي في هذا التخصص.. بل وكرهي له.. عندهاقررت الانتقال إلى قسم آخر.. وكان هذا القرار نقطة تحول في حياتي أيضاً.
مع هذا التحول فقدت من تعرفت عليهن في القسم الأول وبدا من الصعوبةبقائي وحدي أثناء الفراغ بين المحاضرات.. فكنت أهرب لأسلم وأحادث زميلاتالقسم الأول.. ولكن لم تطل غربتي في هذا القسم الجديد سوى أيام قليلة.. حتىبدأت ضحكاتنا تتعالى ومعرفتنا ببعضنا تزداد.. وعندها بدأت أنسى زميلاتيالسابقات.. بل وزميلات المرحلة الثانوية حتى باعدت بيننا الأيام وطواهنالنسيان.
كان الجو العام مع الزميلات مرحاً دون ضابط وكنت أسمع النكاتوالتعليقات لأول مرة.. وبسرعة عجيبة تأقلمنا مع بعض، فأصبحنا نوآنس بعضنابل ونشكو لبعضنا البعض.
أما الشوق وحديث الهاتف وكشف خبايا النفس فإنه ديدن تلك الصحبة.. بل هو ملحها وجمالها.. وفجأة.. وقع ما لم يكن في الحسبان.
في هذا الجو الجميل والحلم الأبيض عثرت قدمي.. والتهبت عواطفي.. صداع لازم فكري منذ أن رأيت ذلك الشاب لأول مرة.
شاب يحمل صفات الأدب والخُلق.. فها هو منذ شهر وهو بصعوبة وحياء يرفععينيه نحوي.. بدأ قلبي يضطرب عند خروجي من الجامعة وأصبحت عيني تهفولرؤيته.. إنه فارس أحلامي!!
حيناً في سكون الليل أتأمل وأستشعر الموقف وأراجع نفسي.. وصوت فيأعماقي يُردد: لا تفعلي.. لا تتقدمي! يا بنية احذري.. انتبهي! إياك وهذاالطريق!!
ولكن أسرني بأدبه وملكني بحسن تصرفه! لازلت أتذكر المرة الأولى التيرأيته فيها وكانت سيارته بجانب سيارتنا.. ولكن للطفه وحسن أدبه انتحىجانباً وأفسح لنا الطريق.. لم يُصوب نحوي عيناً ولم يتفوه بكلمة مثل بعضالشباب.. ما أجمل خلقه وما أنبل فعله!!
بدأتُ أسارع بالخروج من نهاية المحاضرة الأخيرة، وأجري في الساحة وأناأحمل قلبي المضطرب لكي ألقي نظرة عليه.. ربما يمر يومان أو ثلاثة لا أراه.. فتتغير مشاعري ويسرح فكري.
ولكن أزال ذلك كله ما عطر سمعي من كلمة سمعته يلقيها إلي وهو بجوار سيارته ويفسح لي الطريق بقوله: تفضلي!!
بقيت نبرة صوته ترن في أذني حتى خالطت شغاف قلبي وسرت في دمي ((تفضلي )).. بتلك النبرات الحنونة فتح لي عالم السعادة وأبواب المحبة.. لازلت أتودد وأتقرب إلى عقلي بمحبته لحسن خلقه وأدبه فقط!!
وأخادع نفسي.. ماذا تؤثر نظرة؟ وإلى أين تؤدي كلمة؟! وهل أنا ضعيفة إلى هذه الدرجة؟! أين الثقة في النفس؟!
ثم تأخذني العزة والكبرياء التي ينفخ فيها الشيطان من روحه.. فأقول: وهل أنا قشة في مهب الريح ليعبث بي؟! وهل أنا ساذجة لأكون فريسة جاهزة؟ويُجيب الشيطان نيابة عني: أنا امرأة ناضجة.. أنا فتاة متعلمة.. أميز وأعرفمصلحتي.. لا خوف علي.
سارت الأيام سريعة حتى رأيتُ بأم عيني تبسمه عندما رآني.. فكان أنعاجلت عيني بالهروب من عينه.. ولكن قلبي زاد خفقانه وارتعشت مفاصلي وسرى فيدمي حديث النفس.. ما أجمل الابتسامة!! مع دخول فصل الشتاء. وفي يوم غائمبدأ رذاذ المطر يداعب المارة.. فهذا يهرب بسرعة وذاك يتقي قطرات المطربيده.
في ذلك اليوم الذي لن أنساه طول حياتي.. ألقى إلي بهمسة حانية وكلمةدافئة.. واقترب من نافذة السيارة ثم وضع ورقة صغيرة اخترقت المسافات بيننالتصل إلى يدي!!
سارعت لإخفائها.. بل والتلهف إلى ما فيها.. فإذا برقم هاتفه.. تسللت تلك الورقة مع أطرافي المرتعشة لتلامس مشاعري وأحاسيسي!!
وعندما هويت على سرير غرفتي.. تناولت الورقة وقرأت ما بها مرة وثانية وثالثة.

بكيت بحرقة وندم.. كيف أفعل هذا؟ وهل يُرضي الله عز وجل ذلك؟ وغداً كيفحُوسبت على كل خطرة وهفوة.. كيف إذا وسدت في القبر.. كيف أقود نفسي إلىالهاوية.. وأبي.. وأمي.. وعائلتي.. ومستقبلي.. عندها ضج الكون في أذني.

وسقطت دمعات إيمانية لتروي ظمأي وحاجتي إلى التوبة والعودة والرجوعوالأوبة، وحدثت نفسي وأنا أمسح آخر دمعة: إلى هذا الحد يكفي.. وتوبي قبل أنتندمي.

مع تقلب الأيام وقلة المُعين وضعف الإيمان عصفت بي العواصف.. وتلا ذلك كله لحظات فرح وسكون.. وصراع نفسي قاتل.. وتردد في المحادثة.
عندها بقيت أياماً لا يقر لي قرار ولا يستقيم لي أمر.. ولا أهنأ بنوم.. بل صاحبت الدمعة.. ورافقت الشكوى.. ولم يفارقني الأنين والتوجع.
بعد أسبوع من العواطف الجياشة ولحظات الندم المتتالية.. بقيتُ ليلةاستعصى علي فيها النوم، ساهرة أتقلب من الفراغ القاتل على أحر من الجمر.. وكانت الخطوة الأولى في ليلتي تلك.
عبثت أصابعي برقم هاتفه.. حتى وصلت الرقم الأخير.. عندها سارعت إلىالتوقف وأعدت سماعة الهاتف مكانها.. مرت محاولة أولى وتبعتها ثانية وثالثةوأنا لا أكمل الرقم الأخير.. ثم تلى تلك الليلة محاولة جامحة لسماع صوتهفحسب.. وأقنعت نفسي بهذا الأمر.. فقط لسماع صوته.. وهل يُجيب بنفسه أم لا.. وهل يحب السهر أم لا؟ وكان عذراً مقنعاً لي.. فكان أن عبثت برقم هاتفهبسرعة وبقوة حتى سمعت صوته.. أعاد لقلبي نشوة اللحظات الأولى عندما سمعتصوته.. ( تفضلي )
بدأتُ في أيام أخرى أشتاق إلى صوته فلا أتردد في ذلك.. حتى لم أعد أطيقالصبر عن سماع صوته كل يوم.. وأصبح من سعادتي اليومية أن أحتفي بسماعنبراته الحنونة.
بدأ عواء الذئب يتسلل إلى قلبي، وتحول ذلك الصوت القبيح إلى صوت تطربله أُذني وتهتز لحضوره مشاعري.. نعم لقد كان صوت الذئب جميل ورخيم ويفيضعاطفة وسحراً.. وما علمت أن أصوات الذئاب كذلك حتى سمعته بأذني وهش لهقلبي.. عندها أسقطت حاجز الخوف من الله عز وجل ومن محادثة الرجال.. الأمرعادي وما وضعته كان هالة من خوف الماضي وقسوة التربية.
وحدثت نفسي.. انطلقي خارج القيود.. تحرري من الأوهام... إنه فارسأحلامك ونشوة حياتك.. تمتعي بالشباب والجمال.. أشبعي حاجاتك العاطفيةوالنفسية.. سنوات عمرك تمر ولم تسمعي كلمة حب مثل غيرك من الفتيات.. وصرخالشيطان في أذني: كل الفتيات لهن أصدقاء.. لماذا تخافين من خوض التجربة.. هل أنتِ ضعيفة إلى هذا الحد؟ ما الذي يؤخرك؟ وأين الحاجز الذي يمنعك؟. حطميه.. أسقطيه.. وانطلقي كما تُحبين.
تغير نمط حياتي وأصبح نهاري ليلاً.. وليلي نهاراً.. جرس الهاتف له رنينفي قلبي.. بل ربما تناولت سماعة الهاتف مرات عديدة لتوهمي أنني سمعترنينه.. حرصت على البقاء في المنزل وعدم الذهاب مع أسرتي للزيارات والأفراحخوفاً من أن يهاتفني فلا أسمع صوته.
نعم قسوت على نفسي.. حتى تركت أفراحاً أُحبها وأتمنى حضورها.. بل لمأعد أستمتع بحديقتي الصغيرة التي كنت أعتني بها من قبل وأتابع نمو شجرهاوتفتح وردها.. وأصبحت بسمة أبي الجميلة وفرحة أمي الحنونة سيفاً يؤرقمضجعي.. وصوتاً يؤنبني.
بل أهم من ذلك كله صلاتي التي أصبحت أؤديها بدون خشوع ولا خضوع ولاحضور قلب.. وأحياناً يصادف وقت محادثته صلاة المغرب ولا أقوم للصلاة إلابعد أذان العشاء.. وكأن الأمر لا يعني شيئاً.
لقد استبدلت تلك الضحكات الجميلة والنكات العذبة مع أهلي وأختي الوسطىخصوصاً.. بشرود دائم وتفكير مستمر.. وتساؤل يهز قلبي هل اتصل؟. وماذا قال؟. وماذا سأقول له؟. ويا ترى هل غضب مني؟. وكيف يفرح؟. وبماذا أتقرب إليه؟
همٌ متصل وتفكير دائم.. وقلق واضطراب.. أصبح هو الوحيد في قلبي وفكري ومشاعري.. فلم أعد أرى أحداً في الدنيا سواه!!
مرت الأيام تثقل كاهلي وفحيح صوته يتسلل إلى قلبي.. وسرت معه في طريق مُظلم ودرب متعرج.. محادثة ومهاتفة.. ورؤية ومشاهدة
حتى وقعت بسرعة عجيبة في أردان الفاحشة.. وما كنت أظن أنني سأكون كذلكأبداً.. في يوم أعدت حساباتي وأرقني سوء صنيعي فحاولت أن أبتعد عنه.. وقررتأن أنهي الأمر معه.. وأهرب من ظلام المعصية إلى نور الطاعة. ومن السعادةالزائفة إلى الفيء الجميل والظل الظليل.. حاولت أن أنهي كل شيء.

تعذرت بالدراسة وبمشاغلي داخل المنزل وبقرب أختي مني وخوفي من سماعها مكالمتي له.. حاولت واجتهدت في ذلك.
وقلت في نفسي: لا تهم مشاعري وعواطفي في سبيل أن أبتعد عن المزالق.. وعندما احتد النقاش وثارت ثائرتي.. كان لي بالمرصاد وقال بصوت حزين وهويسترجع الذكريات معي.. ويردد كلمات الحب والإعجاب وقاربت دموعه أن تتحدرعلى خده.
قال وهو يظهر أنه حريص: لا تتركيني.. كيف أصبر عنك؟ لا تكوني قاسية.. لا تكوني ظالمة.. وأظهر ألم الفراق، وقلة الصبر، والشوق إلي ولكني تجلدتوصبرت وقلت: لا أريد هذه العلاقة ولن أستمر فيها ولا يوماً واحداً.
ولما رأى عزمي وإصراري تبدلت اللهجة وتغيرت النبرة واختفت الدمعة، وكشرعن أنيابه وقال: ماذا تفعلين بماضيك الجميل معي.. وتلك الصور.. وشريطالتسجيل.. إلى أين تهربين.. ولمن تذهبين.. أنتِ خائنة.. لقد تعرفتِ على شابغيري.
احترت في أمري وتوالت لحظات الضعف على قلبي وانهمرت دموعي.. فعدت إلى طريقي مرغمة كارهة بعد أن كنت طائعة موافقة..
بدأ يقودني بلا رحمة إلى حيث يريد.. واستغل عواطفي ولعب على جراحي.
وأخيراً.. عدت إلى نقطة البداية والوعود الجميلة.. وسألته: أين وعدك ليبالزواج والسعادة والبيت الصغير والأحلام الوردية.. وأين ابننا الذي سوفنسميه كما اقترحت ( مطر) تيمناً بذلك اليوم الممطر الذي رأيتني فيه.
عندها بدأ الثعلب يراوغ.. ويتعذر كإنسان حقير نذل.. وقال وهو يبتسمابتسامة صفراء: تعرفين ظروفي.. ألا تزالين صغيرة حتى اليوم.. يكفي أنكالأجمل في عيني.. ألا يكفي أن روحي هي روحك.
عندها.. غرقت في دموع الكرامة المجروحة وأظلتني سحابة حزن قاتلة.. أصابتنا غاشية من عذاب الله.
فبنظرة من عيني.. وبعبث من أطراف أصابعي رسمت طريقي، وأزلت عفافي،وخلعت حيائي.. سقطتُ في الوحل وزللت في الهاوية وأصبحت ألعوبة في يده.. حتىكان ذلك اليوم الذي كنت بجواره فأمسك بنا رجال الأمن.. فإذا بي أستيقظ منسبات عميق وأزيل غشاوة على عيني وأردد بحرقة:
ندمٌ.. وحزن هز كياني
فانساب دمعي واستكان لساني
ألقيت كل ما في قلبي وتوالت الصرخات من فمي معلنة قدوم الفاجعة.

وكانت بحق فاجعة! استبدلت فيها أسورة الذهب الجميلة التي أهداها إليوالدي، بسلاسل من حديد واستبدلت صوت أمي الحنون، بصوت السجانة الرهيب.. واستبدلت أزهاري المتفتحة، بوحشة المكان وضيقه!! حياة هانئة وسعيدة مع أبيوأمي وأختي غربت عنها السعادة وأصبحت لا أراهم.. بل والشمس التي في كبدالسماء لا أراها.. لقد تغيرت أيامي وتبدلت أحوالي.

في هذا اليوم سقطت الأقنعة وعادت المُسميات إلى مواقعها الصحيحة.. فيهذا اليوم أيقنت أنني كنت أسير في وهم وسراب.. وأن صديقي وفارس أحلاميوحبيبي كما كنت أقول.. لا يجوز أن يرى خصلة من شعري ولا جزءاً من أظفري.. وأما ما كنت أُجمله وأُحسنه من علاقة وصداقة.. فهو زنا وفاحشة.

في هذا اليوم.. ظهرت الحقيقة فإذا به: زان وأنا زانية.. وما كان بيننامن حب وعلاقة فهو: زنا وفاحشة.. يُجلد لها الظهر ويُغرب لها البكر.. ويرجملها المُحصن.. وتقطع لأجلها الرقاب.
تبدت لي معالم جديدة.. وكانت بحق فاجعة في المسمى والفعل..

وما أصدق الشاعر وهو يحكي واقعاً مريراً عشته بكل تفاصيله:




رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-12-2011, 02:51 AM
نقابي تميزي نقابي تميزي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

إنَّ المُعاكسَ ذئبُ .......... يغري الفتاةَ بحيلةِ
يقولُ هيَّا تعالي .......... إلى الحياةِ جميلةِ
قالتْ أخافُ العارَ والإغراقَ .......... في درب الرَّذيلةِ
والأهلَ والإخوانَ والجيرانَ .......... بل كلَّ القبيلةِ
قال الخبيثُ بمكرٍ .......... لا تقلَقي يا كحيلةَ
إنَّا إذا ما التَقيْنا .......... أمامنا ألفُ حيلةِ
إنَّما التَّشديدُ والتَّعقيدُ .......... أغلالُ ثقيلةُ
ألا تَريْن فُلانة؟ .......... ألا ترَيْن الزَّميلةَ؟
وإن أردْتِ سبيلاً .......... فالعرسُ خيرُ وسيلةِ
وانقادَتِ الشَّاةُ للذِّئبِ .......... على نفسٍ ذليلةِ
فيا للفُحش أتته .......... ويافعَّال وبيلةِ
حتَّى إذا الوغْدُ أرْوَى .......... من الفتاةِ غليلَهُ
قالَ اللَّئيمُ وداعاً .......... ففي البناتِ بديلةُ
نعم أيها الشاعر.. لقد كان الوداع مؤثراً وذو فاجعة!

أختي الحبيبة:

مع مرور الأيام.. فإن الإنسان بحاجة إلى أن يبسط تجربته في الحياةحلوها ومرها.. صفوها وكدرها من مبدأ النصيحة.. خاصة في مثل هذا الزمن الذيتتصارع فيه الفتن وتتكدر فيه المشارب.. إنه زمن الضعف وخداع المسلماتالغافلات.

هذه ليست قصتي وحدي.. بل قصة كل من سمعت عواء الذئب وانتظرت الحملالوديع وسارت إليه.. وقد يكون الله عز وجل أمهلها وأظلها بسترة وقد تؤخرلها العقوبة في الآخرة.

هذه قصتي بين يديك أبسطها.. كتبتها ذات مساء للزمن ولمن يقرأ في هذاالزمن.. ولا زلت أرفع صوتي كل صباح.. أين أنا.. وكيف أتيت إلى هنا.. أينغرفتي؟ وأين أختي؟ وأين تدليل أبي؟ وإلى متى سأمكث في هذا السجن المُظلم؟لقد عصيت الله عز وجل معصية واحدة فتتالت علي السيئات نعم [وَقُلْلِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ] سورة النور الآية: 31،فخالفتُ وعصيت وأطلقت بصري حتى سار مع المعصية وأيقظته الفاجعة.

وبعد أن زلت بي القدم وعثرت الرجل وتفرق أهلي وغادرت السعادة حياتيوماتت أزهاري وكرهتني أختي وتبرأ مني أبي الحنون.. وحُق لهم جميعاً ذلك.. بدأت خطوات التوبة بقلب صادق ونفس مقبلة على الله.


واللَّيْلُ من حولي هدوءٌ قاتلُ ........والذِّكرياتُ تمورُ في وِجداني
ويهدُني ألمي فأنشُد راحتي ........ في بضْعِ آياتٍ من القرآنِ
والنَّفسُ بين جَوانحي شفافة ........ دبَّ الخشوعُ بها فهزَّ كياني
قد عِشتُ أؤمنُ بالإلهِ ولم أذقْ ........ إلاَّ أخيرا لذَّةَ الإيمانِ

وصوت النداء الخالد يخالط شغاف قلبي [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَأَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّاللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [سورة الزمر الآية: 53

لعلكِ أيتها الحبيبة سرت في هذا الطريق.. اسمعي صوتي: توقفي.. توقفي.. حتى لا تتسلل معالم الفاجعة إلى قلبك.. وحتى لا تكوني بجواري غداً أو بعدغد.. نصيحة من كل قلبي لكل فتاة وامرأة.. توقفي.. توقفي.. ها أنا أرى معالمالفاجعة تسير نحوك فلا
تسقطي.. لا تسقطي

أختك المحبة لكِ
_________منقوووول_________________________________ _____________________

سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اعترافات, طالبة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 04:34 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.