انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > التاريخ والسير والتراجم

التاريخ والسير والتراجم السيرة النبوية ، والتاريخ والحضارات ، وسير الأعلام وتراجمهم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-30-2013, 05:30 PM
نور الماجد نور الماجد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ( 11 ) : الشيخ زيد البحري

 

سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ( 11 )
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

أما بعد ، فيا عباد الله :
مازال الحديث يتواصل عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
وكان الحديث قد حطّ رحاله بنا في الجمعة الماضية عند غزوة بني المصطلق .
وقلنا في تلك الغزوة حصلت أمور عظام من المنافقين ، ومن بين هذه الأمور مما أسلفنا ذكره أنهم أمروا أن تُكفَّ النفقة عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى ينفض الناس من حوله .
هذه الغزوة – عباد الله – كما أسلفت وقعت في السنة الخامسة من الهجرة في شهر شوال .
وكان سببها – كما ذكرت – من أن الحارث بن ضرار وهو سيدهم جمَّع جموعا لقتال النبي صلى الله عليه وسلم .
فخرج عليه الصلاة والسلام خرج .
وغزواته عليه الصلاة والسلام ليست حبا للقتال ، وليست حبا لزهق الأرواح أو لإراقة الدماء كلا ، كما يزعمه البعض .
بل إن هذا الجهاد الذي يقوم به النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو من اجل أن يزيح تلك العقبات التي يضعها صناديد المشركين أمام الناس في الدخول إلى الإسلام .
وذلك لأن الإسلام لا يكره أحدا في الدخول فيه ، إذ قال الله عز وجل : ((لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ))ـــــــــــــــــ لم ؟
لأن هذا الدين الإسلامي له قوة عجيبة تنفذ في القلوب حتى يؤثر فيها ، وإلا لو كان المغزى من هذا القتال هي السيطرة والهيمنة أو حب قتل النفوس لما أقر الإسلام من رغب أن يبقى على دينه مع دفع الجزية لما أقره الإسلام على ذلك .
ولذا النبي صلى الله عليه وسلم – كما في صحيح مسلم من حديث بريدة رضي الله عنه - (( كان عليه الصلاة والسلام إذا أمَّر أميرا على جيش أو سرية أوصاه بمن معه بتقوى الله عز وجل ))
وكان يقول : (( اغزوافي سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ،اغز ولا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ))
إلى أن قال : ((فإذا لقيت عدوك فادعهم إلى ثلاث خلال : أولا ادعهم إلى الإسلام فإن أبوا فليدفعوا الجزية فإن أبوا فاستعن بالله على قتالهم ))
إذاً ذهب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهيَّأ أصحابه ، وكان من عادته عليه الصلاة والسلام في هذه الأسفار أن يقرع بين نسائه ، فمن خرج سهمها خرجت معه .
قالت عائشة رضي الله عنها فطار سهمي ( يعني خرج سهمي )
فخرجت رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة بعد ما نزلت آية الحجاب .
آية الحجاب كما قال ابن حجر: " الصحيح المعتمد أنها نزلت في السنة الرابعة من الهجرة "
فأسند النبي صلى الله عليه وسلم مهمة تبريك جمل عائشة لبعض الصحابة ، وجُعل لها على بعيرها جُعل لها هودج ( وهو مثل البناء الصغير الذي يُوضع على متن البعير ممن أجل أن تستتر به )
فسار عليه الصلاة والسلام فأتى إليهم ، ولم يلق قتالا ، فأخذ أموالهم وسبى نساءهم .
ومن بين هؤلاء النساء اللواتي سبين ، منهن " بنت الحارث وهي جويرية "
وقعت في سهم قيس بن ثابت فكاتبها .
لكن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يزيح عنها الألم ـــــــــ لم ؟
لأنها بنت سيد بني المصطلق .
فأراد أن يزيح الألم الذي بها ، فأدى النبي صلى الله عليه وسلم ما عليها وأعتقها وتزوجها عليه الصلاة والسلام .
قالت عائشة رضي الله عنها : " فأُعتق مئة أهل بيت من بني المصطلق ، إذ قالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنعتقهم "
قالت عائشة رضي الله عنها : " فما أعلم امرأة أعظم بركة منها على قومها "
الشاهد من هذا :
أن الغزوة انتهت ، وعاد الجيش ، ومن بينهم : المنافقون .
فكان الجيش كلما مضى مسافة استراح ، وفي مستراحه في أحد الأماكن نزلت عائشة رضي الله عنها لتقضي حاجتها ، فذهبت فقضت حاجتها ، فلما رجعت إذا بها رضي الله عنها تفقد لها عقدا من جزع أظفار.
فترددت وتحيرت :
هل تركته عند بعيرها ؟
أم تركته عند قضاء حاجتها ؟
فجعلت نفسها في حيرة من أمرها .
فاستقر بها الأمر إلى أن تعود رضي الله عنها ، فعادت ، وبعد بحث طويل وجدته.
ولكن عائشة رضي الله عنها لما رجعت ، وكانت تظن أنها ستجد الجيش، إذا بها تجد أن الجيش قد رحل ، وسار.
والعجب أن من كان قائما على بعيرها لم يسترب في وجودها من عدمه ؛ وذلك لأن النساء في ذلك الوقت كُنَّ خفيفات .
يقول ابن حجر رحمه الله في تفسير ما قيل " إنهن يأكلن العُلقة من الطعام ( يعني الجزء اليسير من الطعام ) "
وأضف إلى ذلك أن عائشة رضي الله عنها كانت مع خفتها لأن النبي عليه الصلاة والسلام في إحدى غزواته- كما جاء في سنن أبي داود – قالت " سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته ، فلما حملت اللحم وبدنت ( تعني في سفرة أخرى ) سابقته فسبقني ، فقال عليه الصلاة والسلام : (( هذه بتلك )) .
مع خفة وزنها كانت صغيرة رضي الله عنها
لأنه جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست أو سبع سنين وبنى بها ( يعني دخل بها ) وهي بنت تسع سنين .

فلما رجعت ، والعجب يقول ابن حجر رحمه الله : " أن من كان قائما على هودجها كان في قمة الأدب إذ لم ينقب عن هودجها ، وهذا يدل على أنهم كانوا أمناء "
فعادت رضي الله عنها وإذا بها ترى أن الأمر على خلاف ما أرادت ، فظلت في تلك الصحراء القاحلة ، نظرت يمنة ويسرة تنظر : هل هناك من أحد ؟
استطلعت المكان فلم تجد أحدا
وهو موقف رهيب عجيب ـــــــــــــ لم ؟
لأنها رضي الله عنها في صحراء قاحلة ، أضف إلى ذلك أنها امرأة ، وهي ضعيفة ، وأضف إلى ضعفها وضعف أنوثتها أنها مازالت حديثة السن .
فعادت رضي الله عنها إلى موضع بعيرها لعل النبي صلى الله عليه وسلم أن يخبره الوحي بحقيقة أمرها ، أو لعله أن يتساءل أو يسأل عنها ، لاسيما وأنه قائد الجيش .
فذهبت إلى مكانها فألقى الله عز وجل عليها النوم :
يقول ابن حجر رحمه الله في الفتح يقول : " لقد لطف الله بها عز وجل فألقى عليها النوم في تلك الصحراء القاحلة ، وهذا من تأنيس الله عز وجل لها "
فقامت رضي الله عنها فغطَّت وجهها بجلبابها ، فنامت رضي الله عنها .
وفي سكرات النوم إذا بالجلباب ينحسر عن وجهها ، فنامت رضي الله عنها ، وقد تركت أحب الناس إليها ، بل هي حبيبته عليه الصلاة والسلام.
في الصحيحين :
عمرو بن العاص لما سأل النبي عليه الصلاة والسلام : " من أحب الناس إليك ؟"
قال عليه الصلاة والسلام : عائشة
كانت رضي الله عنها تحب الموت ولا تفقد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ففي أحد أسفاره –كما جاء في صحيح مسلم – خرجت القرعة عليها وعلى حفصة .
فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاء في الليل يأتي إلى جمل عائشة ، وكانت يتحدث معها في الليل ، فقالت حفصة ذات يوم : " يا عائشة ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك " فوافقت عائشة رضي الله عنها على ذلك.
فلما جاء الليل وأرادت عائشة أن يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما لم يأتِ حزنت حزنا شديدا ، وذلك من غيرتها فوضعت رضي الله عنها رجلها في الإذخر وهو عشب ، فقالت : يا ربي سلطْ عليّ عقربا أو حية تلدغني لأنها في ظنها فرطت في النبي صلى اللهعليها وسلم.
الشاهد من هذا :
أنها لما نامت وانحسر الجلباب عن وجهها يقول ابن حجر رحمه الله : " هذا من شؤم الحرص على المال ، يقول : " الحرص على المال له شؤم "
وذلك لأنها لو لم تطل في البحث عن هذا العقد لما افتقدت الجيش "
وقال رحمه الله : " حالها كحال ذلكم الرجلين – كما جاء في الصحيحين – لما تلاحا وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليعلم أصحابه بعلامة ليلة القدر فتلاحا حتى ارتفعت أصواتهما ، فقال عليه الصلاة والسلام : (( لقد رُفعت )) بسبب غضب وتخاصم هذين الرجلين .
فباتت رضي الله عنها نائمة في ذلك المكان ، وإذا بصوت يفجؤها ، ويوقظها من نومها .
هذا الصوت يقول : " إنا لله وإنا إليه راجعون "
فقامت رضي الله عنها من دوي الصوت ، فبادرت لجلبابها فغطت به وجهها .
لقد صدر هذا الصوت من رجل كان قد رآها قبل أن تنزل آية الحجاب ، فاستعظم هذا الأمر واسترجع ، وقال : " إنا لله وإنا إليه راجعون "
هذا الرجل هو:" صفوان بن معطل السلمي الذكواني "
قال ابن حجر رحمه الله : " إن سبب تأخر صفوان لغلبة النوم عليه (- كان ثقيل النوم رضي الله عنه – كما جاء في شكوى زوجته للنبي صلى الله عليه وسلم – كما في سنن أبي داود – إذ اشتكت من ثقل نومه رضي الله عنه )
فتقول عائشة رضي الله عنها : " والله ما صدرت منه إلا كلمة الاسترجاع " وما خرجت منه كلمة بعد ذلك "
قالت رضي الله عنها : " فوالله ما كلمني كلمة إلا أنه استرجع ، ولم يعد إلى ذلك "
وهذه قضية تستوجب الاسترجاع ــــــــــ لم ؟
لأنها حالة لم تُعهد في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ، أضف إلى ذلك أنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأي زوجة ؟! إنها عائشة رضي الله عنها بنت الصديق ، وأحب النساء إلى النبي عليه الصلاة والسلام .
الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها – كما في الصحيحين - : (( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ))
فما كان منه رضي الله عنه إلا أن تقدم فأناخ بعيره لتركب رضي الله عنها 0
فلما ركبت سار رضي الله عنه ، مشى على قدميه من أجل أن يرد لأهل الفضل فضلهم .
تجشم المصائب والمتاعب فمشى على قدميه من أجل أن ترتاح زوجة النبي صلى الله عليه وسلم .
بل إنه رضي الله عنه من كمال أدبه ما مشى خلفها إنما مشى أمامها ، وهذه آية في الأدب منه رضي الله عنه .
وحقيقة أن الأدب إنما تظهره المواقف .
فساروا حتى أدركوا الجيش في نحر الظهيرة .
فعادت رضي الله عنها محاطة برعاية الله عز وجل دون أن يحصل لها أذى، فلما وصلت جلست في بيتها .
ولعله من آثار الرعب والخوف والتعب حصل لها هذا المرض :
حصل لها مرض حبسها في بيتها ، وهي لا تعلم ماذا يجري في أوساط المدينة .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل عليها ، فكان يسلم ويسأل ثم ينصرف
وهي رضي الله عنها استرابت من هذا الأمر ــــــــــ لم ؟
لأن هذا شيء لم تعهده منه عليه الصلاة والسلام
سلام ـــــــــــــ ثم سؤال ـــــــــــــــــــــ ثم انصراف ، وكفى!
إن في الأمر أمرا
أين تلك الدعابة التي كان يلاطفها بها النبي عليه الصلاة والسلام ؟
أين تلك البسمة ؟
أين تلك المحادثة ؟
افتقدت هذا الشيء
فمضى أمرها على هذه الحال شهرا كاملا ، وكأن عافيتها بدأت تعود إليها .
وفي ذات ليلة أحبت أن تقضي حاجتها ، فطلبت من أممسطح ، وهي بنت أم مِسْطَح( بكسر الميم وفتح الطاء ) هي بنت خالة أبي بكر رضي الله عنه طلبت منها أن تذهب معها إلى مكان يسمى بـ " المناصح " خارج المدينة ، وكان هذا المكان يقضي فيه أهل المدينة حاجاتهم قبل أن يتخذوا الكنف – كما قال النووي رحمه الله – على خلاف العجم إذ لم يتخذوا الكنف في بيوتهم قبل ذلك .
وكان النساء لا يخرجن إلا بالليل ، فخرجت رضي الله عنها وأرادت ألا تقع في الخطأ الذي وقعت فيه في أول أمرها لما ذهبت مع الجيش ذهبت لوحدها ، فأخرجت معها أم مسطح ، وهذا مصداق حديث النبي صلى الله عليهوسلم – كما جاء في الصحيحين - : (( لا يُلدَغ المؤمن من جحر مرتين ))
فخرجت رضي الله عنها مع أم مسطح ، فعثرت أم مسطح ، ومسطح هو ابن لها واسمه : " عوف "، ومسطح لقبه ، فعثرت ، فقالت : " تعس مسطح "
فقالت عائشة رضي الله عنها : " أتسبين ابنك ؟ "فمضت ، فعثرت الثانية ، فقالت أم مسطح : " تعس مسطح " ثم عثرت الثالثة فقالت مقولتها تلك فكأن الغضب ساور قلب عائشة رضي الله عنها ، فقالت : " أتسبين رجلا شهد بدرا ؟ "
فقالت : " والله ما أسبه إلا فيكِ ، أو ما علمتِ ماذا قال ؟
فقالت رضي الله عنها : " وماذا قال ؟ "
فأخبرتها أم مسطح بأمر جلل ما كان يخطر في قلب عائشة وفي نفس عائشة أن يُتحدث بمثل هذا الحديث .
أتدرون ما هو هذا الحديث الذي جرى عقيب غزوة بني المصطلق ؟
جرى من المنافقين ، عبد الله بن أُبي - وهذا هو الأمر الجلل الذي توقفت عنده في الجمعة الماضية - لما رآها قادمة مع صفوا في نحر الظهيرة قال كلمة
ماذا قال ؟
قال : " ما برئت عائشة من صفوان ولا برئ منها "
فأراد أن يتخذ طريقا للقدح والنيل من عرض النبي صلى الله عليه وسلم
" ما برئت عائشة من صفوان ولا برئ منها "
فقال ابن القيم رحمه الله مقولة عجيبة لطيفة حول هذا الموقف الذي صدر من عبد الله بن أبي بن سلول ، لعلنا نتحدث عن هذا الحديث من ابن القيم رحمه الله في الجمعة القادمة بإذن الله تعالى .
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إن ربي كان توابا رحيما .
الخطبة الثانية

أما بعد ، فيا عباد الله :
النبي صلى الله عليه وسلم – كما قال في صحيح البخاري – قال : (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ))
وضع تحت كلمة " الفراغ " أكثر من خط
وقال عليه الصلاة والسلام – كما في المسند – (( اغتنم خمسا قبل خمس ............ )) ذكر منها عليه الصلاة والسلام : (( فراغك قبل شغلك ))
حقيقة أيها الأحبة حقيقة أن هذه الإجازة الصيفية أكاد أن أقول : " أصبحت وبالا على المسلمين ، ولا سيما في مجتمعنا "
فراغ ثم فراغ ثم فراغ
ماذا يتخلل هذا الفراغ ؟
وماذا يسبقه ؟
وماذا يعقبه ؟
تسبقه أمور
ويتخلله أمور
وتعقبه أمور لا ترضي الله عز وجل
إليكم أوجه من المفاسد التي تحصل في هذه الإجازة
وهذه مسؤولية يتحملها كل أب ، وكل ولي أمر على أسرة من عم من أخ يتحملها ، من منطلق قول الله عز وجل : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً))
((قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً))
(( كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته ))
في هذه الإجازة حقيقة ، وفي الإجازات السابقة لكنها تتفشى في كل عام أكثر مما سبق : " قضية السهر " عند الشباب : سواء من الذكور أو من الإناث :
أما بالنسبة إلى الذكور فهذا شيء مشاهد نراهم يسهرون إما أن يسهر البعض إلى قبيل الفجر وتضيع صلاة الفجر، وإما "أن يسهر ما بعد صلاة الفجر ، وهذا شيء مشاهد ويمارسون الكرة الطائرة أو القدم إلى الساعة الثامنة أو إلى الساعة التاسعة صباحا ثم يأتي وينام ، تُركت صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ثم يستيقظ بعد صلاة العشاء ، وهذا ديدنه في اليوم .
أين الصلوات ؟
أين الخير ؟
هذه هي الحياة ؟!
كيف يرضى الأب أن يكون ابنه في هذه الصورة ؟
كيف يرضى أن ينام أبناؤه في بيته ، ويأكلون من رزقه الذي سهله الله عز وجل له وهو ساكت عن هذا الأمر ؟!
أنا أدرك أن التربية في هذا العصر شاقة، وفيها عناء وتعب ، لا أغمض عيني عن مشقة التربية في هذا العصر
ولكن لابد أن يكون لولي الأمر موقف تجاه هذه الأمور .
يعني هذه أشبه ما تكون بحياة البهائم ، بل إن حياة البهائم أفضل :
أكل
ونوم
وشرب
ولعب
وترك للصلاة
وترك للواجبات
وفعل للمحرمات
هذه من المصائب
أضف إلى ذلك أن البنات في البيوت يسهرن بهذه الطريقة وقد يسهرن على مواقع الانترنت ، وما يشوبها من الشوائب ، وما يحصل فيها من العلاقات التي لا ترضي الله عز وجل .
وهكذا دواليك
وأنت المسؤول أمام رب العالمين ، أمام ما يجري
قد لا تُطاع في أول الأمر ، ولكن مع التنبيه والتوجيه ، ومع الحزم في بعض الأحيان قد تتغير الأمور .
هذا وجه من أوجه الفساد .
إليكم وجها آخر :
وهذا مما يندى له الجبين :
النساء الآن في هذا الوقت ، ولا أُعمم ، لكن الظاهرة بدأت تتفشى وتظهر – يلبسن ما يسمى بالشورت إلى أنصاف الساقين ، ويلبسن البنطلون
يعني هذا تمهيد إلى أن تنزع المرأة هذا البنطال حتى يخرج منها أنصاف فخذيها .
وإذا بها تُظْهِر ظهرها والجزء الأعلى من بطنها ، وتظهر ثدييها ثم تخرج .
ليس هذا في البيت بل إنها تخرج إلى المناسبات : مناسبة الزواج أو المناسبات العائلية .
يعني على أقل الأحوال لو أن الزوج اخذ زوجته أو أخذ الأب بناته في هذه الصورة ثم حصل حادث في طريقه فتمزقت عباءة إحداهن ، واجتمع الناس : كيف يكون الحال؟
هذه من المصائب
الوجه الآخر وهي من أعظم المصائب :
أن بعض النساء يُرين قبيل الفجر يخرجن من قصور الأفراح مع من ؟
مع السائق ، ومع سائق الأجرة ، وقد تكون المرأة وحدها ، وفي هذا الوقت من الليل .
فاتقوا الله – عباد الله - :
أنتم في نعمة ، أنتم في خير
الله عز وجل يمهل ولا يهمل
(( إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ))
{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }
اتقوا الله - عباد الله :
لأن المجتمع حقيقة في هوة يتدحدر يعني ينحدر انحدارا عجيبا
وهذه مسئولية كل أب
لا يقل أحد : والله لا أستطيع
أين القوامة التي ملكك الله عز وجل إياها ؟
أنت قادر بإذن الله ، لكن البعض من الناس يقول : " أنا مالي ! أحافظ على صحتي ، أخشى أن تأتيني الأمراض "
ليس بصحيح .
ومن قال لك إذا نبَّهت أو وجهت : " اغضب أو أحرق أعصابك "
ما يقال بمثل هذا
التوجيه يكون بالرفق ، ثم يكون بالحزم أيضا ، قد تمنع عن هؤلاء المال ، لك سلطة ، لك قوة ، وإلا أين الرجولة؟ أهي آلية الذكورية فقط ؟
لا ، أنت رجل ، أنت مسلم .
وإني أقولها بكل اختصار : " إن الوضع الذي نعيش فيه ، والله لا يبشر بخير "
لا يقل أحد إني لدي نظرة تشاؤمية .
النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما في صحيح مسلم - : (( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ))
وهذا كما قال النووي رحمه الله ، قال :" إذا كان يقول ذلك تباهيا بحاله ، وبديانته ، أما إذا قال ذلك تأسفا على حال المسلمين أمام حرمات الله عز وجل فإنه لا يدخل ضمن هذا الحديث "
فإن الوضع وضع مزري ، ونخشى أن تصيبنا قارعة من الله عز وجل من حيث لا نحتسب .
النبي عليه الصلاة والسلام حذر قال : (( اتقوا الدنيا واتقوا النساء ))
قال : (( ما تركت بعدي فتنة هي أشد ضررا على الرجال من النساء ))
فاتقوا الله عباد الله
أسأل الله عز وجل أن يصلح أحوالنا ، وأن يصلح حال نسائنا وبناتنا ، وأبنائنا ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:02 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.