انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > التاريخ والسير والتراجم

التاريخ والسير والتراجم السيرة النبوية ، والتاريخ والحضارات ، وسير الأعلام وتراجمهم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-20-2013, 04:49 PM
نور الماجد نور الماجد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ( 9 ) : الشيخ زيد البحري

 

سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ( 9 )

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

www.albahre .com

أما بعد ، فيا عباد الله :
نعود فنواصل الحديث عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم .
وكان الحديث قد حط رحاله في الجولة الأولى من " غزوة أحد "
كانت الجولة الأولى آية وانتصارا للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
لكن بمخالفة واحدة حصلت من بعض الصحابة انقلبت الأمور رأسا على عقب .
فما ظنكم في هذا العصر: والمخالفات الشرعية والمحاربة لله عز وجل ولدينه في هذا العصر تتوالى وتترى؟!
كيف يكون لهذه الأمة نصر في هذا الزمن مع كثرة هذه المخالفات التي لا يمكن أن تُحصر؟!
فبمخالفة واحدة وهي : مخالفة الرماة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالبقاء على ذلك التل المواجه لجبل أحد مهما كانت الظروف .
بتلك المخالفة التي حصلت من بعضهم ، ولم يوافقهم على ذلك أميرهم ، بل بقي ومعه ثلة امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم .
فنزل هؤلاء اجتهادا منهم رضي الله عنهم لظنهم أن المعركة قد انتهت ، لكن قادة كفار قريش ، وكان من بينهم من هو من أحنك الناس في الحروب ، وهو "خالد بن الوليد " و " عكرمة بن أبي جهل " لما رأيا أن الرماة قد هبطوا ، وكانت قريش قد تناثرت وتفرقت ، وهربت من ميدان القتال عادت مرة أخرى ، فقام خالد ومن معه فأحاطوا بالمسلمين ، وأحاطوا بقواتهم ، فأصبح المسلمون يقاتلون من غير تخطيط ، حتى إن بعضهم لم يعد يعرف بعضا ـــــــــــــ فما الذي جرى ؟
أصبح بعضهم لا يعرف بعضا ـــــــــــــــ فما الذي جرى ؟
الذي جرى أن هناك خبرا شيع في صفوف المسلمين ، وهو : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قُتل " فما كان من بعضهم إلا أن فرّ.
وكان بعضهم قد بقي ، وجلس من دون قتال
وكان بعضهم قد آثر القتال لحوقا بالنبي صلى الله عليه وسلم :
من بين ذلك " أنس بن النضر " – كما جاءت قصته في الصحيح وفي غيره أنه لما أتى عليهم وهم قعود ، فقال : ما الذي أقعدكم ؟
قالوا : إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قُتل.
فقال رضي الله عنه : وماذا تنتظرون في الحياة بعده قوموا ، فموتوا على ما مات عليه النبي صلى الله عليه وسلم .
وكان رضي الله عنه لم يدرك " بدرا " ، وكان قد ألزم نفسه لو أدرك أحدا أن يري اللهَ عز وجل منه خيرا .
فلما اقترب من جبل أحد ، قال : " واهاً إني لأجد ريح الجنة دون أحد "
فقُتل رضي الله عنه حتى رُئي في جسده بضع وثمانون ضربة ، ما بين طعنة بسيف ، وما بين ضربة برمح .
فأنزل الله عز وجل آيات تبين ذلك الهروب والفرار من بعض الصحابة في سورة : " آل عمران " .
وقد نزل في غزوة أحد في سورة " آل عمران " ثمان وخمسون آية
قال عز وجل : {إِذْ تُصْعِدُونَ – ( أي تهربون ) – وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ {
فلما هرب من هرب علم كعب بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حي ، فما كان منه إلا أن رفع صوته فرحا بهذا الأمر .
فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن أسكته حتى لا يتفطن المشركون به .
لكن المشركين تفطنوا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلموا أن معه تسعة من أصحابه .
فابتسل سبعة من الأنصار، ودافعوا عن النبي صلى الله عليه وسلم لما أرادت قريش أن تجهز عليه ، فقُتل هؤلاء السبعة واحدا تلو الآخر.
وقاتل أمام النبي صلى الله عليه وسلم صامدا : " طلحة بن عبيد الله " كما جاء في صحيح البخاري حتى أُثخن بالجراح ، وشُلت يمينه رضي الله عنه.
ثم قام " سعد بن أبي وقاص " – كما في صحيح البخاري – ومعه النبل يذود عنه عليه الصلاة والسلام حتى كان عليه الصلاة والسلام يناوله النبل ، ويقول : (( ارمِ ، فداك أبي وأمي )) .
وكان ممن قاتل حيال النبي صلى الله عليه وسلم : " أبو طلحة الأنصاري "
وكان من أمهر الرماة رضي الله عنه ، فكان يرمي رضي الله عنه ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام عنه – كما في صحيح البخاري وفي مسند الإمام أحمد وغيرهما - : (( لصوت أبي طلحة في الجيش أشد على المشركين من فئة )).
مع هذا الدفاع ، مع هذا الاستبسال إلا أنه عليه الصلاة والسلام كُسرت سِنُّه الرباعية ، وشُجَّ وجهه عليه الصلاة والسلام ، فما كان منه إلا أن اخرج تلك الكلمات التي تنبئ عن حزن من موقف قومه ، فقال عليه الصلاة والسلام اجتهادا منه : (( كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم ، وهو يدعوهم إلى الإسلام ))
فأنزل الله عز وجل عتابا للنبي صلى الله عليه وسلم على هذه الكلمات : {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ }
فلما سمع النبي عليه الصلاة والسلام هذه الآيات قال طمعا في إسلامهم : (( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ))
وكان من جملة هذا الجيش الذي مع النبي عليه الصلاة والسلام كان من جملته – كما جاء في الصحيحين – كان من جملته بعض من النساء اللواتي كنَّ يسقين المقاتلين ، ويداوين الجرحى ، وكنَّ يقاتلن متى ما دعت الضرورة إلى القتال .
فانسحب النبي صلى الله عليه وسلم من ميدان المعركة ، ومن معه من أصحابه رضي الله عنهم إلى شِعب من الشعاب التي حول جبل أحد .
انسحبوا وهم في حالة من الألم ، والخوف والحزن على ما أصابهم .
لكن الله عز وجل بلطفه ،والله عز وجل ولي المؤمنين ، لكنه عز وجل بلطفه ألقى على الصحابة النعاس ، والنعاس يُعد أمنا ، ولذا من كان في محنة وأهمته هذه المحنة والبلية فألقى الله عز وجل عليه نومة أو نعاسا فهذا اطمئنان أو تطمين من الله عز وجل وتثبيت له .
ولذا في غزوة " بدر " ((إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ))
في غزوة " أحد " ((ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ ( وهم المنافقون كما أجمع المفسرون على أن هذه الطائفة هي المنافقون ) وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ))
ولذا عائشة رضي الله عنها في حادثة " الإفك " لما تركها النبي صلى الله عليه وسلم في تلك البرية وحيدة فريدة ألقى الله عز وجل عليها النعاس فنامت
يقول ابن حجر رحمه الله : " هذا من باب تثبيت الله عز وجل لها إذ ألقى عليها النعاس "
الشاهد من ذلك :
أن هذا النعاس أعطى المسلمين قوة .
فما كان من قريش إلا أن يئست من تحقيق نصر حاسم على النبي صلى الله عليه وسلم ـــــــــــــــــ لم ؟
لأنهم رأوا ذلك الصمود من الصحابة رضي الله عنهم لاسيما بعد تلك الرقدة اليسيرة التي حصلت لهم .
فما كان من أبي سفيان إلا أن أمر جيشه بالرحيل إلى مكة مهددا الصحابة رضي الله عنهم بموعد آخر في السنة القادمة .
فما كان من أبي سفيان قبل أن يغادر الميدان إلا أن يفرز شيئا مما في نفسه – كما جاء في صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد أنه نادى في القوم :
فقال : أفي القوم محمد ؟
فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : (( لا تجيبوه ))
: أفي القوم أبو بكر ؟
فسكت القوم
: أفي القوم عمر ؟
فسكت القوم
فقال أبو سفيان لقد هلك هؤلاء إذ لو كانوا أحياء لتكلموا
فلم يملك عمر نفسه رضي الله عنه إلا أن قال : " بل أبقى الله عز وجل لك ما يخزيك "
فقال : أعلُ هبل
يقول أبو سفيان : اعل هبل
فسكت الصحابة ، فقال عليه الصلاة والسلام : (( ألا تجيبوه ))
قالوا : بما نجيبه ، بما نجيبه يا رسول الله
قال عليه الصلاة والسلام : قولوا له : " الله مولانا ولا مولى لكم "
ثم قال أبو سفيان : يوم بيوم والحرب سجال
فقال عمر رضي الله عنه : لا سواء ، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار
انظروا :
فإن أبا سفيان لما أراد أن يفرز غضبه :
أفي القوم محمد ؟
أفي القوم أبو بكر ؟
أفي القوم عمر ؟
أراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يظهر شيئا مما في نفسه ، وفي صدره .
فلما علت نفسه إذ إنهم لم يجيبوه حصلت له نشوة وكبرياء وفخر.
فكان جواب عمر رضي الله عنه جوابا مناسبا من أجل أن يحقِّره وأن يصغره بعد أن كان عاليا يصبح صغيرا حقيرا ، فكانت الإجابة في محلها.
فلما ذهبت قريش، وغادرت أمر النبي صلى الله عليه وسلم بدفن الشهداء، وكان عددهم " سبعين " كما جاء في صحيح البخاري ، ولم يؤسر احد من الصحابة رضي الله عنهم .
وكان قتلى كفار قريش ما يقرب من " اثنين وعشرين قتيلا " وفي رواية عند بعض أهل التاريخ أنهم " ثلاثة وعشرون قتيلا "
وفي غزوة أحد – كما أسلفت لكم – أنزل الله عز وجل ثماني وخمسين آية أتت مُطَمْئِنة ومبينة لأطراف هذه الواقعة ابتداء من قول الله عز وجل : {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
وجاءت في بعض آياتها ما يمسح الجراحات والقتل : ((إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ))
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ{
((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ))
ثم في النهاية في الحديث عن هذه الغزوة في هذه السورة المباركة ذكر عز وجل الحكمة مما جرى من انتصار في بداية الأمر ثم هزيمة في نهاية الأمر.
قال عز وجل مبينا الحكمة : ((مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ))
فعاد النبي صلى الله عليه وسلم .
لما عاد واجه أعداء ــــــــــ من هم هؤلاء الأعداء ؟
واجه في المدينة اليهود الحاقدين ، وواجه المنافقين المرجفين الشامتين
وواجه في أطراف المدينة أولئك الأعراب الذين ينتهزون الفرصة لهزيمة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يستغلوا ثمار المدينة وخيراتها .
كل هذه الأحداث جرت في السنة الثالثة من الهجرة في شهر شوال في اليوم السابع .
فعاد النبي صلى الله عليه وسلم ، لما عاد إلى المدينة تذكر ان من أفضل أساليب الدفاع أن يقوم بحركة من أجل أن يبين للعدو أن قواه مازالت قائمة ، ومن أجل أن يواجه خطرا قد يدهمه أو يداهمه عليه الصلاة والسلام
فما كان منه في اليوم التالي إلا أن أمر من أتى من غزوة أحد أن يخرج معه مرة أخرى إلى حمراء الأسد .
فخرج معه من قاتل في غزوة أحد ، ولم يخرج معه أحد غيرهم ما عدا جابرا ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أذن له بالخروج لأن أباه أمره أن يجلسه عند بناته في المدينة ، فمن باب تطييب النبي صلى الله عليه وسلم لخاطره لاسيما وأن أباه قد قُتل في غزوة أحد أخرجه عليه الصلاة والسلام معهم .
فاستجابوا للنبي صلى الله عليه وسلم مع ما فيهم من الجراح والقتال والضعف .
ولذا وصفهم الله عز وجل بوصف حميد ، وهو وصف الاستجابة :
قال عز وجل : {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }
فأقبل رجل يُدعى بــ" معبد بن أبي معبد الخزاعي " وكان كافرا فأسلم
فلما أسلم أمره عليه الصلاة والسلام أن يلحق بأبي سفيان وأن يخذله وأن يبين له عظمة جيش المسلمين ، وأن محمدا - من باب أن يُظْهِر لهم أنه مازال كافرا- ، وأن محمدا قد جهز لهم جيشا .
فوصل إليهم معبد ، فوصل إلى أبي سفيان ، وأخبره وقال : " انصحك بأن تغادر الآن إلى مكة ، فإن محمدا قد جهَّز جيشا عظيما ، وكان عدد من خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم كان العدد ستمائة وثلاثين مجاهدا.
لكن أبا سفيان عنده علم بأساليب الحرب ، فما كان منه إلا أن أرسل ركبا من عبد قيس يخذِّل النبي صلى الله عليه وسلم .
فلما أتى هذا الوفد واخبرالنبي صلى الله عليه وسلم ــــــــ ماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟
قال عليه الصلاة والسلام : (( حسبنا الله ونعم الوكيل )) فأنزل الله عز وجل قوله تعالى : ((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ{173} فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ{174} إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ))
فبقي النبي صلى الله عليه وسلم في حمراء الأسد ثلاثة أيام ينتظر لعل قريشا أن تأتي لكنها لم تأتِ فرجع عليه الصلاة والسلام ، وفي طريقه أُسِر كل من : " معاوية بن المغيرة " و " أبي عزة الجمحي "
فأراد أن يعتذر أبو عزة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أطلقه من غير فداء في غزوة بدر شريطة ألا يقاتل مع قريش على النبي صلى الله عليه وسلم .
فاعتذر له ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم حسم الموقف فأمر الزبير أن يجزَّ عنقه .
هذه الغزوة ، وهي غزوة " أحد " تدل على ماذا ؟
تدل على فوائد جمة ، والله لو خشية الإطالة لذكرت فوائد كثيرة حول هذه الغزوة .
في نهاية هذه الغزوة فيها لمحة من الانتصار:
فيها لمحة من الانتصار :
أنشد كعب بن مالك أبياتا من الشعر ، وكذلك حسان بن ثابت من باب إبراز فرحة المسلمين ، ومن باب خذلان المشركين .
في نهاية السنة الثالثة من الهجرة أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية :
وهي تدعى بــ " سرية أبي سلمة " لتأديب بني أسد الذين قادهم " طليحة الأسدي " من أجل أن يأتي إلى النبي عليه الصلاة والسلام ليباغته في المدينة من أجل استغلال ثمراتها ، ومن أجل أن يظاهر وان يعاون قريشا ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم باغته بسرية أبي سلمة هذا باغته بمائة وخمسين رجلا ، فأتوهم على ديارهم فهربوا من هول المباغتة ، وقد تركوا أموالهم وبهائمهم .
وأيضا أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية بـقيادة : " عبد الله بن أنيس الجهني " فإنه علم أن " خالد بن سفيان الهذلي " قد جمع له قوما من هذيل ومن تابعهم من أجل أن يستفيدوا من خيرات المدينة ، ومن اجل أن يتقربوا إلى قريش.
فجمع هذا الرجل هذا العدد فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أنيس فأتاه في عرفات ببطن عُرنة ، وهو يرعى بعض إبله ، فقال : " إني سمعت أنك تريد هذا الرجل ، وإني أريد أن أنضم إليك "
فقال : نعم
فلما سار معه وتمكن منه قتله .
وقد جاء حديث – حقيقة لم يتسع لي الوقت أن أراجعه في سنن أبي داود ، وفي مسند الإمام أحمد :
ففي سنن أبي داود فيه شيء من الضعف ، لكن لم يتسن لي أن أبحثه في مسند الإمام أحمد :
" فإن هذا الرجل – ولعل في الجمعة القادمة يستبين لي شيء من هذا – فلما اتى هذا الرجل هش النبي – لما أتى عبد الله بن أنيس الجهني رضي الله عنه ، ورآه النبي صلى الله عليه وسلم هشّ في وجهه حينما عاد ، فقال : (( أفلح الوجه يا عبد الله أفلح الوجه يا عبد الله ))
ثم دخل عليه الصلاة والسلام بيته ، وأعطاه عصا ليتكئ بها ، وقال : (( هذه علامة بيني وبينك يوم القيامة ))
وللحديث إن شاء الله تتمة عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في الجمعة القادمة بإذن الله تعالى .
أقول ما تسمع وأستغفر الله لي ولك ، فاستغفره وتب إليه إن ربي كان غفورا رحيما
الخطبة الثانية

أما بعد ، فيا عباد الله :
بما أننا في موسم الاختبارات هناك أمران يحصلان في أيام الاختبارات ، ويجب التنبيه والتأكيد على هذين الأمرين بالنسبة للطلاب وبالنسبة لأولياء أمورهم :
الأمر الأول : وهو أن جملة كبيرة من الطلاب يستخدمون البالونات ، ويضعون فيها المياه ، ويترامون فيما بينهم .
ولا شك أن في هذا من المفاسد ما الله به عليم لاسيما وأن مثل هذه المياه هي نعمة من الله عز وجل .
وبلادنا ليست غنية بالمياه حتى يُتلاعب بها ، لاسيما أيضا أن الدولة وفقها الله تصرف الأموال الطائلة من أجل تحلية مياه البحر لتصل إلينا محلاة
لاسيما أن هذه البالونات ينجم منها أن تُرمى ببعض المستضعفين من العمال
ولا شك أن مثل هذا الأمر من الخطورة بمكان .
فيجب على هؤلاء الطلاب إن كانوا مميزين أو فطنين ، وكذلك يجب على أولياء أمورهم أن يتنبهوا لهذا الأمر وأن يوعوا أبناءهم بخطورة هذا الأمر.
الأمر الثاني : وهو أعظم وأعظم ولا يقل أهمية عن الأمر الأول :
وهو أننا نرى ويُرى في الطرقات من الكتب التي تحتوي على الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ، وعلى أسماء الله عز وجل نراها مرمية في الطرقات، وفي القمامات وفي الزبالات ، وهذا ليس من تعظيم كتاب الله عز وجل ، وليس من تعظيم أسماء الله عز وجل ، ولا من تعظيم حرمات الله وشعائر الله.
وهنا يجب على أولياء أمور الطلاب أن ينبهوا أبناءهم إلى خطورة هذا الأمر :
إما أن تجمع هذه الكتب وتسلم للمدرسة حتى يستفاد منها في السنوات القادمة .
وإما توضع في الصناديق المعدة لذلك .
يعني أتوقع لا يخلو أي جامع إلا وأمامه صندوق لوضع الأوراق التي فيها اسم الله عز وجل ، فتوضع بها .
لأن هذا من باب تعظيم شعائر الله وحرمات الله عز وجل
أما أن ترى هذه الكتب مرمية في النفايات فهذا ينبئ عن خطر .
أسأل الله عز وجل أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-23-2013, 07:49 PM
مريم= مريم= غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Islam جزاك اللهُ خيرًا

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 10:17 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.