انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


القرآن الكريم [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها] .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 11-21-2015, 03:31 PM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

عالمية الرسالة

أهوال القيامة

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ - 1 يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ – 2 الحج

يخاطب الله الناس كافة، بأن يتقوا ربهم، الذي رباهم بالنعم الظاهرة والباطنة، فحقيق بهم أن يتقوه، بترك الشرك والفسوق والعصيان، ويمتثلوا أوامره، مهما استطاعوا.
لأن هول القيامة شئ عظيم ..وحين يأتي لا ينفع الندم

﴿
إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ لا يقدر قدره، ولا يبلغ كنهه، ذلك بأنها إذا وقعت الساعة، رجفت الأرض وارتجت، وزلزلت زلزالها، وتصدعت الجبال، واندكت، وكانت كثيبا مهيلا، ثم كانت هباء منبثا،

فهناك تنفطر السماء، وتكور الشمس والقمر، وتنتثر النجوم، ويكون من القلاقل والبلابل ما تنصدع له القلوب، وتجل منه الأفئدة، وتشيب منه الولدان...

ولهذا قال تعالى : ﴿
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ﴾ مع أنها مجبولة على شدة محبتها لولدها، خصوصا في هذه الحال، التي لا يعيش إلا بها.

﴿
وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ﴾ من شدة الفزع والهول،

﴿
وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى ﴾ أي : تحسبهم -أيها الرائي لهم- سكارى من الخمر، وليسوا سكارى.
﴿
وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ فلذلك أذهب عقولهم، وفرغ قلوبهم، وملأها من الفزع، وبلغت القلوب الحناجر، وشخصت الأبصار، وفي ذلك اليوم، لا يجزي والد عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.

ويومئذ ﴿
يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ -34 وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ -35 وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ – 36 لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ -37عبس

وهناك ﴿
ويوم يعض الظالم على يديه، يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا -27 الفرقان

وتسود حينئذ وجوه وتبيض وجوه، وتنصب الموازين، التي يوزن بها مثاقيل الذر، من الخير والشر، وتنشر صحائف الأعمال وما فيها من جميع الأعمال والأقوال والنيات، من صغير وكبير، وينصب الصراط على متن جهنم،
وتقترب الجنة للمتقين، وبرزت الجحيم للغاوين. ﴿
إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا -12 وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا – 13 الفرقان

ويقال لهم : ﴿
لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا -14 الفرقان

وإذا نادوا ربهم ليخرجهم منها، قال : ﴿
اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ – 108 المؤمنون ﴾ قد غضب عليهم الرب الرحيم، وحضرهم العذاب الأليم، وأيسوا من كل خير، ووجدوا أعمالهم كلها، لم يفقدوا منها نقيرا ولا قطميرا.

هذا، والمتقون في روضات الجنات يحبرون، وفي أنواع اللذات يتفكهون، وفيما اشتهت أنفسهم خالدون،
فحقيق بالعاقل الذي يعرف أن كل هذا أمامه، أن يعد له عدته، وأن لا يلهيه الأمل، فيترك العمل، وأن تكون تقوى الله شعاره، وخوفه دثاره، ومحبة الله، وذكره، روح أعماله. (تفسير السعدي)

******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 11-28-2015, 05:47 PM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة

دلائل البعث

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ - 5

ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ – 6

وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ – 7
(الحج)

نداء إلهي إلى الإنسانية المعذبة التي تترنح بين الأوهام والشك....

يقول تعالى: ﴿
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ ﴾ أي: شك واشتباه، وعدم علم بوقوعه، مع أن الواجب عليكم أن تصدقوا ربكم، وتصدقوا رسله في ذلك، ولكن إذا أبيتم إلا الريب، فهاكم دليلين عقليين تشاهدونهما، كل واحد منهما، يدل دلالة قطعية على ما شككتم فيه، ويزيل عن قلوبكم الريب.
أحدهما: الاستدلال بابتداء خلق الإنسان، وأن الذي ابتدأه سيعيده،

فقال فيه : ﴿
فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ﴾ وذلك بخلق أبي البشر آدم عليه السلام،

﴿
ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ﴾ أي: مني، وهذا ابتداء أول التخليق، ﴿ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ﴾ أي : تنقلب تلك النطفة، بإذن الله دما أحمر، ﴿ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ ﴾ أي: ينتقل الدم مضغة، أي: قطعة لحم، بقدر ما يمضغ، وتلك المضغة تارة تكون ﴿ مُخَلَّقَةٍ ﴾ أي: مصور منها خلق الآدمي، ﴿ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ﴾ تارة، بأن تقذفها الأرحام قبل تخليقها،

﴿
لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ﴾ أصل نشأتكم، مع قدرته تعالى، على تكميل خلقه في لحظة واحدة، ولكن ليبين لنا كمال حكمته، وعظيم قدرته، وسعة رحمته.

﴿
وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ أي : ونقر، أي : نبقي في الأرحام من الحمل، الذي لم تقذفه الأرحام، ما نشاء إبقاءه إلى أجل مسمى، وهو مدة الحمل.

﴿
ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ ﴾ من بطون أمهاتكم ﴿ طِفْلًا ﴾ لا تعلمون شيئا، وليس لكم قدرة، وسخرنا لكم الأمهات، وأجرينا لكم في ثديها الرزق، ثم تنتقلون طورا بعد طور، حتى تبلغوا أشدكم، وهو كمال القوة والعقل.

﴿
وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى ﴾ من قبل أن يبلغ سن الأشد، ومنكم من يتجاوزه فيرد إلى أرذل العمر، أي: أخسه وأرذله،..

﴿
لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ﴾ أي: لأجل أن لا يعلم هذا المعمر شيئا مما كان يعلمه قبل ذلك، وذلك لضعف عقله، فقوة الآدمي محفوفة بضعفين، ضعف الطفولية ونقصها، وضعف الهرم ونقصه،

كما قال تعالى: ﴿
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ – 54 الروم


والدليل الثاني، إحياء الأرض بعد موتها، فقال الله فيه : ﴿
وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً ﴾ أي: خاشعة مغبرة لا نبات فيها، ولا خضر،
﴿
فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ ﴾ أي : تحركت بالنبات ﴿ وَرَبَتْ ﴾ أي : ارتفعت بعد خشوعها وذلك لزيادة نباتها، ﴿ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ ﴾ أي : صنف من أصناف النبات ﴿ بَهِيجٍ ﴾ أي: يبهج الناظرين، ويسر المتأملين...

﴿
ذَلِكَ ﴾ الذي أنشأ الآدمي من ما وصف لكم، وأحيا الأرض بعد موتها، ﴿ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ ﴾ أي : الرب المعبود، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، وعبادته هي الحق، وعبادة غيره باطلة، ﴿ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى ﴾ كما ابتدأ الخلق، وكما أحيا الأرض بعد موتها،

﴿
وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ كما أشهدكم من بديع قدرته وعظيم صنعته ما أشهدكم.
﴿
وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا ﴾ فلا وجه لاستبعادها، ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ فيجازيكم بأعمالكم حسنها وسيئها. (تفسير السعدي)

******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12-01-2015, 11:44 PM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة

خطاب الرسول للناس كافة
(صلى الله عليه وسلم)

قال تعالى في سورة الحج:

قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ – 49
فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ – 50
وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ – 51


يأمر الله تعالى عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يخاطب الناس جميعا، بأنه رسول الله حقا، مبشرا للمؤمنين بثواب الله، منذرا للكافرين والظالمين من عقابه،

وقوله : ﴿
مُبِينٌ ﴾ أي : واضح الإنذار، وهو التخويف مع الإعلام بالمخوف، وذلك لأنه أقام البراهين الساطعة على صدق ما أنذرهم به،
ثم ذكر تفصيل النذارة والبشارة فقال : ﴿
فَالَّذِينَ آمَنُوا ﴾ بقلوبهم إيمانا صحيحا صادقا ﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ بجوارحهم ..
﴿
في جنات النعيم ﴾ أي : الجنات التي يتنعم بها بأنواع النعيم من المآكل والمشارب والصور والأصوات والتنعم برؤية الرب الكريم وسماع كلامه..(تفسير السعدي)

(
وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )

والذين اجتهدوا في الكيد لإبطال آيات القرآن بالتكذيب مشاقين مغالبين، أولئك هم أهل النار الموقدة، يدخلونها ويبقون فيها أبدًا.(التفسير الميسر)

******

وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 12-12-2015, 11:37 AM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة
التحدي الدائم لسائر البشر
إلى يوم القيامة


يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ – 73 مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ – 74 ( الحج )


نداء إلهي إلى كل البشر: أنهم لن يستطيعوا أن يخلقوا ذبابة ...أو إسترجاع ما تسلبهم الذبابة..

فالذبابة تمد فمها من أسفل رأسها إلى السطح المقابل له، مكونة بذالك انبوبا لامتصاص الطعام، وإذا نظرت بدقة إلى الأنبوب الماص لوجدت ان الطرف الملامس لسطح الطعام متسعا وكأنه مكنسة كهربائية. بعد ذلك تبدأ الذبابة بفرز انزيم ليمكنها من تحليل الطعام وتحويله إلى مادة سائلة لمساعدتها على امتصاصه خلال الأنبوب.
لذلك فالذبابة تبدأ بهضم الطعام قبل أن يدخل إلى جسمها. فالطعام الذي دخل في جوف الذبابة لم يعد نفسه الطعام الذي سلبته....(الموسوعة الحرة ويكيبيديا)

وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ...

*******

يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ – 73

﴿
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾ هذا خطاب لجميع البشر, للمؤمنين والكفار، المؤمنون يزدادون علما وبصيرة، والكافرون تقوم عليهم الحجة،
﴿
ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ﴾ أي : ألقوا إليه أسماعكم، وتفهموا ما احتوى عليه، ولا يصادف منكم قلوبا لاهية، وأسماعا معرضة، بل ألقوا إليه القلوب والأسماع،

﴿
إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ شمل كل ما يدعى من دون الله، ﴿ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا ﴾ الذي هو من أحقر المخلوقات وأخسها، فليس في قدرتهم خلق هذا المخلوق الضعيف، فما فوقه من باب أولى، ﴿ وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ﴾ ..

بل أبلغ من ذلك لو ﴿
يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ﴾ وهذا غاية ما يصير من العجز.

﴿
ضَعُفَ الطَّالِبُ ﴾ الذي هو المعبود من دون الله ﴿ وَالْمَطْلُوبُ ﴾ الذي هو الذباب، فكل منهما ضعيف، وأضعف منهما، من يتعلق بهذا الضعيف، وينزله منزلة رب العالمين.

﴿
ما قدروا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ حيث سوى الفقير العاجز من جميع الوجوه، بالغني القوي من جميع الوجوه، سوى من لا يملك لنفسه، ولا لغيره نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، بمن هو النافع الضار، المعطي المانع، مالك الملك، والمتصرف فيه بجميع أنواع التصريف.

﴿
إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ أي : كامل القوة، كامل العزة، من كمال قوته وعزته، أن نواصي الخلق بيديه، وأنه لا يتحرك متحرك، ولا يسكن ساكن، إلا بإرادته ومشيئته،

فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ومن كمال قوته، أنه يمسك السماوات والأرض أن تزولا، ومن كمال قوته، أنه يبعث الخلق كلهم، أولهم وآخرهم، بصيحة واحدة، ومن كمال قوته، أنه أهلك الجبابرة والأمم العاتية، بشيء يسير، وسوط من عذابه. ( تفسير السعيدي )

سبحان مالك الملك خالق الكون..
الله الرحمن الرحيم.


******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 12-18-2015, 07:54 PM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة

الاستعداد ليوم القيامة
وحقيقة الدنيا وغرور الشيطان



يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ – 33 لقمان

يأمر الله تعالى الناس بتقواه، التي هي امتثال أوامره، وترك زواجره، ويستلفتهم لخشية يوم القيامة، اليوم الشديد، الذي فيه كل أحد لا يهمه إلا نفسه فـ ﴿
لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا ﴾ لا يزيد في حسناته ولا ينقص من سيئاته، قد تم على كل عبد عمله، وتحقق عليه جزاؤه.

هذا من رحمة اللّه بالبشرية، يأمرهم بتقواه التي فيها سعادتهم، ويعدهم عليها الثواب، ويحذرهم من العقاب، بالمواعظ والمخوفات، فلك الحمد يا رب العالمين.

﴿
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾ فلا تمتروا فيه، ولا تعملوا عمل غير المصدق،

فلهذا قال : ﴿
فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾ بزينتها وزخارفها وما فيها من الفتن والمحن.
﴿
وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ الذي هو الشيطان، الذي ما زال يخدع الإنسان ولا يغفل عنه في جميع الأوقات،

فإن للّه تعالى على عباده حقا، وقد وعدهم موعدا يجازيهم فيه بأعمالهم، وهل وفوا حقه أم قصروا فيه.
وهذا أمر يجب الاهتمام به، وأن يجعله الإنسان نصب عينيه، ورأس مال تجارته، التي يسعى إليها.

ومن أعظم العوائق عنه والقواطع دونه، الدنيا الفتانة، والشيطان الموسوس الْمُسَوِّل،
فنهى الله تعالى البشرية، أن تغرهم الدنيا، أو يغرهم باللّه الغرور..
﴿
يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا – 120 النساء(تفسير السعيدي)

******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 12-23-2015, 06:43 PM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة
التفكر في مصدر الخلق والرزق


يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ – 3 وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُور – 4 فاطر


سؤال لكافة الناس من هو مصدر الخلق والرزق ؟؟

يأمر تعالى، جميع الناس أن يذكروا نعمته عليهم، وهذا شامل لذكرها بالقلب اعترافا، وباللسان ثناء، وبالجوارح انقيادا،
فإن ذكر نعمه تعالى داع لشكره، ثم نبههم على أصول النعم، وهي الخلق والرزق،

فقال تعالى : ﴿
هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ

ولما كان من المعلوم أنه ليس أحد يخلق ويرزق إلا اللّه، نتج من ذلك، أن كان ذلك دليلا على ألوهيته وعبوديته،

ولهذا قال تعالى : ﴿
لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ أي : تصرفون عن عبادة الخالق الرازق لعبادة المخلوق المرزوق.

﴿
وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ ﴾ يا أيها الرسول، فلك أسوة بمن قبلك من المرسلين،

﴿
فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ فأهلك المكذبون، ونجى اللّه الرسل وأتباعهم. ﴿ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾..(تفسير السعدي)

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ – 3 وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُور – 4 فاطر


******

وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه.


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 12-25-2015, 11:32 AM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة

الوعد الحق



يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ - 5 إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ -6 الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ -7 فاطر

يقول الله تعالى : ﴿
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ ﴾ بالبعث والجزاء على الأعمال، ﴿ حَقٌّ ﴾ أي : لا شك فيه، ولا مرية، ولا تردد، قد دلت على ذلك الأدلة السمعية والبراهين العقلية،

فإذا كان وعده حقا، فتهيئوا له، وبادروا أوقاتكم الشريفة بالأعمال الصالحة، ولا يقطعكم عن ذلك قاطع،

﴿
فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾ بلذاتها وشهواتها ومطالبها النفسية، فتلهيكم عما خلقتم له،

﴿
وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ الذي هو ﴿ الشَّيْطَانُ ﴾ الذي هو عدوكم في الحقيقة ﴿ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ﴾ أي : لتكن منكم عداوته على بال، ولا تهملوا محاربته كل وقت، فإنه يراكم وأنتم لا ترونه، وهو دائما لكم بالمرصاد.

فيكون حشدكم ضد عدوكم الحقيقي الذي يريد هلاككم في الدنيا والأخرة..

﴿
إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ هذا غايته ومقصوده ممن تبعه، أن يهان غاية الإهانة بالعذاب الشديد.

فالشيطان يشيع الحقد والبغضاء بين البشر والتقاتل على أمور زائلة ..

ثم ذكر الله تعالى أن الناس انقسموا بحسب طاعة الشيطان وعدمها إلى قسمين، وذكر جزاء كل منهما،

فقال تعالى : ﴿
الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ أي : جحدوا ما جاءت به الرسل، ودلت عليه الكتب ﴿ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ﴾ في نار جهنم، شديد في ذاته ووصفه، وأنهم خالدون فيها أبدا.

وقال تعالى : ﴿
وَالَّذِينَ آمَنُوا ﴾ بقلوبهم، بما دعا اللّه إلى الإيمان به ﴿ وَعَمِلُوا ﴾ بمقتضى ذلك الإيمان، بجوارحهم، الأعمال ﴿ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ﴾ لذنوبهم، يزول بها عنهم الشر والمكروه ﴿ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ يحصل به السعادة في الدارين .
ففي الدنيا حياة طيبة مطمئنة..
وفي الأخرة الخلود الأبدي في جنات النعيم ..(تفسير السعدي)

******

وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه.


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 12-28-2015, 12:04 AM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة

المخلوقات على الأرض


يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ - 15 إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ - 16 وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ – 17 فاطر


أثبت العلم أن الإنسان هو آخر المخلوقات ظهوراً. حيث سبقه كثير من الأمم مثل النحل والنمل والحيوانات والنبات وغير ذلك مما سخره الله لخدمة الإنسان.

وقد مرت بالأرض فترات كانت الغلبة فيها لبعض مخلوقات الله مثل الديناصورات وغيرها من المخلوقات التي أفسدت في الأرض وطغت وسفكت الدماء، حتى أهلكها الله تعالى واستخلف من بعدها أمماً أخرى.
وفي بعض الروايات أنه قد صدر إفساد من الجن وكانت الملائكة ترى ما يحدث على الأرض، فقد رأت الفساد الذي أحدثته كثير من المخلوقات، فظنّت أن هذا المخلوق الجديد سيسفك الدماء ويفسد في الأرض مثل من سبقه من الأمم.

فيجب على الإنسان أن يدرك أنه مخلوق كغيره من المخلوقات وعليه أن يزعن للذي خلقه ولا يتكبر ولا يطغى ..فالذي خلقه قادر على إزالته والمجيئ بمخلوقات غيره..

فمن خلال الحفريات والآثار التي تركها مجتمع الديناصورات الذي عاش على الأرض وانقرض قبل 65 مليون سنة، فإن هذه المخلوقات "الشرسة" أفسدت في الأرض وسفكت دماء بعضها بشكل عنيف، وقد عثر العلماء على أدلة تؤكد أن الديناصورات كانت مخلوقات شرسة وعاثت فساداً في الأرض، ونرى ذلك من خلال الأفلام العلمية التي تصور حياة الديناصورات.

ولكن هذا الفساد لم يستمر طويلاً حتى أنزل الله عليها عقاباً فأهلكها (من الممكن أن يكون هذا العقاب عبارة عن صاعقة أو مجموعة نيازك نزلت من السماء على شكل أمطار نيزكية واخترقت الغلاف الجوي وأبادت هذه المخلوقات)،
وهذه عقوبة تعهد الله بها لكل من يفسد في الأرض، يقول تعالى: (
وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ) الإسراء: 58 (موقع أسرار الإعجاز القرأني)

******

يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ - 15 إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ - 16 وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ – 17
يخاطب تعالى جميع الناس، ويخبرهم بحالهم ووصفهم، وأنهم فقراء إلى اللّه من جميع الوجوه:
فقراء في إيجادهم، فلولا إيجاده إياهم، لم يوجدوا.

فقراء في إعدادهم بالقوى والأعضاء والجوارح، التي لولا إعداده إياهم بها ، لما استعدوا لأي عمل كان.
فقراء في إمدادهم بالأقوات والأرزاق والنعم الظاهرة والباطنة، فلولا فضله وإحسانه وتيسيره الأمور، لما حصل لهم من الرزق والنعم شيء.

فقراء في صرف النقم عنهم، ودفع المكاره، وإزالة الكروب والشدائد. فلولا دفعه عنهم، وتفريجه لكرباتهم، وإزالته لعسرهم، لاستمرت عليهم المكاره والشدائد.
فقراء إليه في تربيتهم بأنواع التربية، وأجناس التدبير.

فقراء إليه، في تألههم له، وحبهم له، وتعبدهم، وإخلاص العبادة له تعالى، فلو لم يوفقهم لذلك، لهلكوا، وفسدت أرواحهم، وقلوبهم وأحوالهم.

فقراء إليه، في تعليمهم ما لا يعلمون، وعملهم بما يصلحهم، فلولا تعليمه، لم يتعلموا، ولولا توفيقه، لم يصلحوا.

فهم فقراء بالذات إليه، بكل معنى، وبكل اعتبار، سواء شعروا ببعض أنواع الفقر أم لم يشعروا،
ولكن الموفق منهم، الذي لا يزال يشاهد فقره في كل حال من أمور دينه ودنياه، ويتضرع له، ويسأله أن لا يكله إلى نفسه طرفة عين، وأن يعينه على جميع أموره، ويستصحب هذا المعنى في كل وقت، فهذا أحرى بالإعانة التامة من ربه وإلهه، الذي هو أرحم به من الوالدة بولدها.

﴿
وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ أي : الذي له الغنى التام من جميع الوجوه، فلا يحتاج إلى ما يحتاج إليه خلقه، ولا يفتقر إلى شيء مما يفتقر إليه الخلق، وذلك لكمال صفاته، وكونها كلها، صفات كمال، ونعوت وجلال.
ومن غناه تعالى، أن أغنى الخلق في الدنيا والآخرة، الحميد في ذاته، وأسمائه، لأنها حسنى، وأوصافه، لكونها عليا، وأفعاله لأنها فضل وإحسان وعدل وحكمة ورحمة، وفي أوامره ونواهيه، فهو الحميد على ما فيه، وعلى ما منه، وهو الحميد في غناه الغني في حمده .

﴿
إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ يحتمل أن المراد : إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بغيركم من الناس، أطوع للّه منكم، ويكون في هذا تهديد لهم بالهلاك والإبادة، وأن مشيئته غير قاصرة عن ذلك.

ويحتمل أن المراد بذلك، إثبات البعث والنشور، وأن مشيئة اللّه تعالى نافذة في كل شيء، وفي إعادتكم بعد موتكم خلقا جديدا، ولكن لذلك الوقت أجل قدره اللّه، لا يتقدم عنه ولا يتأخر.

﴿
وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ﴾ أي: بممتنع، ولا معجز له. (تفسير السعدي)

******

وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 12-29-2015, 09:08 PM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة


يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
- 13الحجرات

يخبر تعالى أنه خلق بني آدم، من أصل واحد، وجنس واحد، وكلهم من ذكر وأنثى، ويرجعون جميعهم إلى آدم وحواء، ولكن الله تعالى بث منهما رجالاً كثيرا ونساء، وفرقهم، وجعلهم شعوبًا وقبائل أي: قبائل صغارًا وكبارًا، وذلك لأجل أن يتعارفوا، لا أن يعتدي بعضهم على بعض..

ونستمع إلى النداء الإلهي إلى الإنسانية المعذبة ..

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ .
فإنهم لو استقل كل واحد منهم بنفسه، لم يحصل بذلك، التعارف الذي يترتب عليه التناصر والتعاون، والتوارث، والقيام بحقوق الأقارب، ولكن الله جعلهم شعوبًا وقبائل، لأجل أن تحصل هذه الأمور وغيرها، مما يتوقف على التعارف، ولحوق الأنساب،

ولكن الكرم بالتقوى، فأكرمهم عند الله، أتقاهم، وهو أكثرهم طاعة وانكفافًا عن المعاصي، لا أكثرهم قرابة وقومًا، ولا أشرفهم نسبًا، ولكن الله تعالى عليم خبير، يعلم من يقوم منهم بتقوى الله، ظاهرًا وباطنًا، ممن يقوم بذلك، ظاهرًا لا باطنًا، فيجازي كلا، بما يستحق. (تفسير السعدي)

رأينا في هذه السلسلة كيف توجه الخطاب إلى كافة الناس..ليدل ذلك على عالمية رسالة الإسلام للعالمين..

فهي رسالة رب العالمين..
ويتبقي دور المسلمين في التبليغ لهذه الرسالة العالمية بالترجمة والشرح وقبل ذلك بالتخلق بأخلاق الرسالة..

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ..110 ال عمران

الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا – 39 الأحزاب

******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 12-30-2015, 09:36 PM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة


وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ * قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ - *الأنبياء

واستكمالا لموضوع عالمية الرسالة نواصل الحديث عن مخاطبة أهل الكتاب للإيمان بالرسالة الخاتمة لرسالات السماء, حيث كان من المفترض أن يكونوا أول المؤمنين ...

إن رسالات الله تعالى منذ أدم عليه السلام إلى خاتم الأنبياء نزلت لإنتشال البشرية من الضلال والظلمات إلى نور الإسلام لله تعالى الخالق البارئ المصور الرزاق المحي المميت مالك الملك الرحمن الرحيم .

قال تعالى في سورة ال عمران :

وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ - 81

يخبر تعالى أنه أخذ ميثاق النبيين وعهدهم المؤكد بسبب ما أعطاهم من كتاب الله المنزل، والحكمة الفاصلة بين الحق والباطل والهدى والضلال، إنه إن بعث الله رسولا مصدقا لما معهم أن يؤمنوا به ويصدقوه ويأخذوا ذلك على أممهم،

فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد أوجب الله عليهم أن يؤمن بعضهم ببعض، ويصدق بعضهم بعضا لأن جميع ما عندهم هو من عند الله،

وكل ما من عند الله يجب التصديق به والإيمان، فهم كالشيء الواحد، فعلى هذا قد علم أن الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتمهم، فكل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لو أدركوه لوجب عليهم الإيمان به واتباعه ونصرته، وكان هو إمامهم ومقدمهم ومتبوعهم، فهذه الآية الكريمة من أعظم الدلائل على علو مرتبته وجلالة قدره، وأنه أفضل الأنبياء وسيدهم صلى الله عليه وسلم ..(تفسير السعدي)

وبهذا الإقرار فهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله..

﴿ قالوا أقررنا أي : قبلنا ما أمرتنا به . ﴿ قال الله لهم: ﴿ فاشهدوا ﴾ على أنفسكم وعلى أممكم بذلك،

قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ..

وبهذا الإستهلال ندرك طبيعة عالمية رسالة الإسلام وأنها موجهة للعالمين وعلى رأسهم أهل الكتاب ..

******

وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 01:45 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.