انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


أرشيف قسم التفريغ يُنقل في هذا القسم ما تم الإنتهاء من تفريغه من دروس ومحاضرات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-25-2009, 04:48 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي تفريغ العقيدة 6 للفرقة 3و4(تم والحمد لله)

 

تفريغ المحاضرة 6 عقيدة للفرقة 3و4 بفضل الله تعالى .

من أول المحاضرة إلى الدقيقة 30:08:5



... وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله واصحابه أجمعين .

تكلمنا في المحاضرة السابقة عن تقدمة عن الإيمان بالقضاء والقدر . وذكرنا مراتب الإيمان بالقضاء والقدر . وقلنا أنها أربع . وسنتعرض لها بشيء من التفصيل اليوم بإذن الله تعالى . ثم يلي ذلك المحاضرة الأخيرة في القضاء والقدر . تكون حول إشكالات حول القضاء والقدر والفِرَق التي ضلت في هذا الباب .
لكن اليوم بإذن الله تعالى نفتتح بمراتب القدر . وقبل أن نتكلم عنها نذكر كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ قال :
" وإذا علِم العبد من حيث الجملة أن لله فيما خلقه وما أمر به حكمة عظيمة ، كفاه هذا . ثم كلما ازدادا علما وإيمانا ظهر له من حكمة الله ورحمته ما يبهر عقله ويبين له تصديق ما أخبر الله به في كتابه حيث قال {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق } .
فإنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في الحديث الصحيح :
" الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها " .
وفي الصحيحين عنه أنه قال :
" إن الله خلق الرحمة . يوم خلقها مائة رحمة . أنزل منها رحمة واحدة . فبها يتراحم الخلق حتى إن الدابة لترفع حافرها عن ولدها من تلك الرحمة . واحتبس عنده تسعا وتسعين رحمة . فإذا كان يوم القيامة جمع هذه إلى تلك فرحم بها عباده ( أو كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ )
ثم هؤلاء الجمهور من المسلمين وغيرهم كأئمة المذاهب الأربعة وغيرهم من السلف والعلماء الذين يثبتون حكمته ، فلا ينفونها .
كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يتكلم فيه أن الله تبارك وتعالى إذا فعل شيئا فإن له حكمة . وهذه الحكمة في معتقدنا ، معتقد أهل السنة والجماعة أننا لا ننفيها . كما نفتها بعض الفِرَق . وقد أشرنا إلى ذلك حيث قلنا أن فرق الأشاعرة نفت الحكمة . ولم تعبر بلفظ الحكمة إنما كانت تعبِّر بلفظ "حاجة " حين الكلام على قول المؤلف ـ رحمه الله ـ " خالق بلا حاجة ورازق بلا مؤونة " .

ومراتب القدَر :
ـ أولا العلم ... ما معنى ذلك ؟ .. نقول أننا نؤمن أن الله تبارك وتعالى يعلم كل شيء جملة وتفصيلا . لا يعزب عن علمه شيء سبحانه وتعالى . يعلم ذلك قبل حدوث الشيء وبعد حدوثه وحصوله ، سواء ما يتعلق بأفعال الله تعالى أو ما يتعلق بأفعال عباده . فالله تبارك وتعالى بكل شيء عليم . وهذا أمر متَّفق عليه بين الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. لا ينازع في ذلك أحد . لكن خالف في ذلك القدرية الغُلاة . وقالوا أن الأمر أنُف وأن لا قدر .
قال الله تعالى { هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة} .. أي ما غاب وما شوهد وعُلِم .
فالمقصود : السر والعَلن . وأيضا ما كان وما سيكون . كل هذا يدخل .
وهنا الله تعالى قال : عالم الغيب والشهادة . قُدِّم الغيب على الشهادة . لأن الغيب يكون متقدما وجودا . كيف ذلك ؟ .. قبل أن تعرف الشيء ، فالله تعالى يعلمه في الغيب . ثم بعد ذلك يحصل . فعليه قُدِّمت الغيب قبل الشهادة .
وقال الله تعالى {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ}... هنا أضله على علم ، كما يقول ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ علم ما يكون قبل أن يخلقه . فبعلمه أنه سيختار طريق الضلالة أضله الله عز وجل .
وقال أيضا ـ رضي الله عنه ـ : على علم قد سبق عنده . وقال أيضا : يريد الأمر الذي سبق له في أم الكتاب .
ونقل هذه الأقوال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه " شفاء العليل " .

وجاء أيضا في الصحيح من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما سئل عن أولاد المشركين قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " الله أعلم بما كانوا عاملين .

يقول الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في شرح هذا الحديث : قال ابن قتيبة معنى قوله " الله أعلم بما كانوا عاملين أي لو أبقاهم فلا تحكموا عليهم بشيء . وقال غيره : أي علم أنهم لا يعملون شيئا ولا يرجعون فيعملون أو أخبر بعلم شيء لو وُجد كيف يكون ، مثل قوله {ولو ردوا لعادوا } .. معنى هذا الكلام أي : الله أعلم بما كانوا عاملين .
هؤلاء أطفال صغار . ماتوا في الصغر . فلما يُسأل عنهم ، فالمعنى أنهم لو كانوا أحياء ، وظلوا إلى أن بلغوا إلى سن الرشد الذي يُحاسب فيه المرء ، فإن الله أعلم بما سيكون من حالهم . ( الله أعلم بما كانوا عاملين ) .
وهذه مثل قوله تعالى { ولو ردوا لعادوا لما نُهوا عنه } .

ويقول الإمام ابن القيم حول هذه الآية {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }الأنعام28
يقول : فهذا إضلال ناشئ عن علم الله السابق في عبده . أنه لا يصلح للهدى . ولا يليق به .
وأن محِلَّه غير قابل له . هذا العبد لا يصلح ولا يُقبَل فيه أن يكون من المهتدين . وأن محله غير قابل له . فالله أعلم يحث يضع هداه وتوفيقه . كما هو أعلم حيث يجعل رسالاته .
فهنا الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ يبين في هذه الآية وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }الأنعام28
الله تبارك وتعالى لم يجبرهم أن يعودوا إلى ما كانوا عليه . ولكن الله تبارك وتعالى لسابق علمه ، علم أنهم لو ردوا إلى الدنيا لعادوا لما نُهوا عنه . فلذلك لم يُعد لهم الله تبارك وتعالى الفرصة حتى يرجعوا إلى الدنيا .

وقال علي ـ رضي الله عنه ـ كما في الصحيحين : كنا في جنازة في بقيع الغَرْقَد . فأتانا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقعد ، وقعدنا حوله . ومعه مِخْصَرة . فجعل ينكت بمخصرته ثم قال :
ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة و النار . وإلا قد كُتبت شقية أو سعيدة . قال رجل : يا رسول الله ، أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل . فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة . ومن كان من أهل الشقاوة فسيسير إلى عمل أهل الشقاوة . فقال عليه الصلاة والسلام : إعملوا ، فكل مُيَسر لما خُلق له . أما أهل السعادة فيُيَسرون لعمل أهل السعادة . وأما أهل الشقاوة فييسرون إلى عمل أهل الشقاوة . ثم تلى قوله تعالى :
فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى{5} وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى{6} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى{7} وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى{8} وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى{9} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى{10}

وفي رواية مسلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " ما منكم من نفس إلا وقد عُلم منزلها في الجنة والنار " .
في هذه الرواية " عُلم " . في الرواية الأخرى "كُتب " . فرواية "عُلِم " هذه تدل على المنزلة الأولى وهي منزلة العلم . وكتب تدل على المنزلة الثانية التي ستأتي بإذن الله تعالى ، وهي الكتابة .
فهنا في الرواية الأولى " ما من نفس منفوسة إلا وقد كُتب ... " . وهنا " ما من نفس إلا وقد عُلم .. " ..
خلاصة هذا الباب . وهو المرتبة الأولى ، مرتبة العلم . أن الله تبارك وتعالى بكل شيء عليم .
فلا تقل أن الله تبارك وتعالى علم الشيء بعد حصوله . بل قل إن الله تبارك وتعالى بكل شيء عليم . أليس الذي هو بكل شيء عليم يعلم الشيء قبل حصوله ؟ .. بل لو أن الله تبارك وتعالى لم يعلم الشيء قبل حصوله فهذا نقص تعالى الله عليه علوا كبيرا ، سبحانه وتعالى .

وقلنا التوجيه لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " الله أعلم بما كانوا عاملين " بالنسبة لأولاد المشركين ، أي أن أولاد المشركين ، لو كانوا أحياء في سن التكليف ، الله أعلم بما كانوا عاملين . هل سيكونون مثل آبائهم أم سيتوبون ويكونون من أهل الجنة ومن المسلمين .
فلذلك في سورة الكهف في قصة موسى والخضر ، ذُكر منهم الولد الذي قتله الخضر . فهنا الله تبارك وتعالى بسابق علمه ، علم أن هذا الولد سيكون من أهل الشقاء . فبمقتضى ذلك قتله الخضر بأمر من الله تبارك وتعالى . فهذا لسابق علم الله تبارك وتعالى أنه سيكون من أهل الشقاء . فهنا كذلك بالنسبة لهذا الولد ، إن مات وهو على هذه الحالة هل سيكون في النار أم في الجنة ؟ .. أولاد المشركين إن ماتوا على هذه الحالة ، هل سيكونون من أهل الجنة أم من أهل النار ؟ . أما حالهم فالله أعلم بما كانوا عاملين أو بما كانوا سيعملون إن كانوا أحياء .

ومسألة أولاد المشركين مسألة خلافية بين أهل العلم . فيها أقوال كثيرة جدا . فبعضهم قال أنهم من أهل الجنة . وبعضهم قال أنهم من أهل النار . وبعضهم قال يُتَوقَّف فيهم . وبعضهم قال أنهم يكونون مثل أصحاب الأعراف ، يُختبرون ... أقوال كثيرة في هذه المسألة . ولكن الأصح في هذه الأقوال ، والعلم عند الله تعالى ، أنهم من أهل الجنة ، لما جاء في الصحيح من أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذكر إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أنه سيكون في الجنة يعلم أولاد المشركين . وهذا الحديث في باب التعبير في صحيح البخاري وهو الحديث المشهور من قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " من منكم رأى رؤيا ..... " وهو حديث طويل .

ثم بعد ذلك المرتبة الثانية وهي الكتابة .
فنحن نؤمن أن الله تبارك وتعالى كتب ما سبق به علمه من مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والأرض إلى يوم القيامة .

قال الله تبارك وتعالى {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }الحج70

وقال تعالى {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }يس12
والمقصود بالإمام هنا أي الكتاب . وهو اللوح والمحفوظ كما قال المفسرون .

وقال تعالى {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا }التوبة51

وقال الله تعالى في قصة موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى }طه51{قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى }طه52

وقال الله تبارك وتعالى :
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105

هذه الآيات كلها تدل على أن الله تبارك وتعالى كتب ما سبق به علمه من مقادير الخلائق إلى قيام الساعة .
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة " . قال " وعرشه على الماء " . وهذا الحديث في صحيح مسلم من حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص ـ رضي الله عنه وعن أبيه ـ

يقول الإمام النووي طيب الله ثراه :
قال العلماء المراد تحديد وقت الكتابة في اللوح المحفوظ أو غيره لا أصل التقدير . فإن ذلك أزلي لا أول له .
المعنى أن الله تبارك وتعالى كتب سبحانه ذلك قبل خلق السماوات والأرض . لكن متى علم ؟ ..هذا لا نعلمه . هذا أزلي . الله تبارك وتعالى يعلم الشيء قبل ما يحصل . ولا تتكلم في مثل هذه المسائل أصلا . فأنت لا تعلم عن الله تبارك وتعالى إلا ما جاء به النص .
فهو يقول : فإن ذلك أزلي لا أول له . ولا يُعبَّر عنه أصلا بمتى علم . لا تقل عن الله تبارك وتعالى متى علم ذلك ؟ . لكن يُقال : متى كتب ؟ . وطبعا هذا لا نعلمه . لكن هو كان قبل خلق السماوات والأرض ، كما جاء في الحديث .
فهذا هو الذي جاء في النص . لكن بالنسبة للعلم ، فالله تبارك وتعالى لا يقال عنه : متى علم ؟. فهذا أزلي لا أول له .

العبارة ، عبارة الإمام النووي ـ رحمه الله ـ قال : قال العلماء المراد تحديد وقت الكتابة . ( يقصد لا تحديد وقت العلم ) . المراد تحديد الكتابة في اللوح المحفوظ أو غيره لا أصل التقدير .فإن ذلك أزلي لا أول له .

ثم بعد ذلك المرتبة الثالثة وهي المشيئة .
فنحن نؤمن أن الله تبارك وتعالى ، مشيئته نافذة وشاملة سبحانه وتعالى .

قال الله تبارك وتعالى :
{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ }القصص68

وقال الله تعالى :
{وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ }الأنعام111

وقال تعالى :
وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }البقرة253

وقال الله تبارك وتعالى :
{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً }يونس99

ونستفيد من هذه الآية الأخيرة مع قوله تبارك وتعالى {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ }الزمر7
أن الله تعالى يحب منك أن تكون شاكرا . يحب منك أن تكون عابدا وأن تكون مؤمنا صادقا .
لكن يشاء الله تبارك وتعالى أن تكون غير ذلك . لكن بسابق اختيارك وإرادتك . {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }الصف5
إذن المشيئة ، مشيئة الله عز وجل وهي المشيئة الكونية في الإضلال تكون على غير ما يريده الله عز وجل شرعا . فهو سبحانه يريد شرعا منك أن تكون مؤمنا عابدا . ثم أراد تبارك وتعالى كونا من الكافر أن يكون كذلك .
إذن الإرادة الشرعية قد تختلف مع الإرادة الكونية . الله تبارك وتعالى يريد من كل عباده أن يكونوا مؤمنين صادقين . يعبدونه حق العبادة . ولا يرضى لعباده الكفر .{ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} . هذه هي الإرادة الشرعية .
أما المشيئة ، وهي الإرادة الكونية ، فقد تختلف عن ذلك . فإننا نجد أن الله تبارك وتعالى يقول هنا {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً }يونس99
وهل في الحقيقة كل أهل الأرض مؤمنون ؟ .. ليسوا كذلك . فحتى تجمع بين الحديثين ويتضح الأمر أردت أن أبين هذه المسألة . وهي أن الإرادة الكونية وهي المشيئة ، قد تختلف عن الإرادة الشرعية . واضح ؟ .

س/... ؟
ج/ هنا لما يقول الله تعالى {وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ}البقرة253 أي : لو أراد الله إرادة كونية ألا يقتتلوا لحصل . ولكن الله يفعل ما يريد .
ولو شاء ربك ، التي هي الإرادة الكونية ، لآمن من في الأرض كلهم جميعا .
وكذلك {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رب العالمين}
وكذلك {مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ }الأنعام111

وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري عبد الله ابن قيس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ "إشفعوا تؤجروا " . ويقضي الله على لسان نبيه ما يشاء .
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته

  #2  
قديم 08-25-2009, 07:13 PM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي


مـــا شاء الله اللهم بارك
بارك الله في الجهد
ثقل الله به ميزانك حببيتي في الله.
  #3  
قديم 09-02-2009, 06:33 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

آمين يارب




بسم الله الرحمن الرحيم



تفريغ الجزء الأول من الجزء الثالث عقيدة 6 للفرقة 3و 4

من الدقيقة 01:00:50 إلى 01:15:43

ثم يقول : ثم إنه ليس من شرط الرضا ألا يحس العبد بالألم والمكاره . بل ألا يعترض على الحكم ولا يتسخط . يعني مثلا ، إنسان فقد ولده . فشعر بالتعب وأثر ذلك على نفسه . هذا لا إشكال فيه.
" إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون لمحزونون " .
وهل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذا الموضع لم يرض ؟ .. سيد الذين يرضون عن الله عز وجل ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فلا بأس أن يظهر عليه تألم أو ما إلى ذلك ، لكنه يحب قضاء الله عز وجل . فليس المقصود أنه يُبتلى فيضحك . ليس هذا هو المطلوب منك . المطلوب أن ترضى بقضاء الله عز وجل .
أما بالنسبة للصبر ، كما ذكرنا قبل ذلك وما نقل إجماع أهل العلم ـ رحمهم الله ـ أن الصبر واجب بإجماع المسلمين . فمن لم يصبر فهذا آثم عاص . أما الرضا فهذا فضل وزيادة . نسأل الله من فضله .

ج/ صور عدم الصبر مثلا أن يتسخط على قضاء الله عز وجل . يعني تجده يقول مثلا : لماذا يفعل فينا هكذا ؟ ( نسأل الله العافية ) .

بعد ذلك بالنسبة لعبارة يحيى ابن معاذ ، التي هي الأصول الأربعة قال :
إن أعطيتني قبلت . وإن منعتني رضيت . وإن تركتني عبدتك وإن دعوتني أجبتك .
ففي أحلك ظروفك وأنت تُبتلى ولا تجد نصيرا ولا معينا ، هل تترك عبادة الله عز وجل ؟ . فهنا: وإن تركتني عبدتك ... والإنسان دائما لو يستحضر أن الله عز وجل أنزل علي هذا البلاء وأنا أستحق أكثر من ذلك لذنبي وحالي مع الله عز وجل . فمهما يحصل عليك من بلاء " فالحمد لله . من لطف الله تبارك وتعالى لم ينزل علي أكثر من ذلك. فأنا أستحق أكثر من ذلك " .
هذه قمة الرضا . فيقول الحمد لله والشكر لله عز وجل .

وإن دعوتني أجبت .. إن طلب منك أي شيء ما عليك إلا أن تلبي {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36
الشاهد من هذا الأمر كله أنك عبد لله عز وجل . يعطيك شيئا . الحمد لله . لا يعطيك . الحمد لله . لا يكون هناك تسخط للإعطاء ولا في المنع .

ويتركك . هذا أيضا يعني أنك لابد أن تبقى على حالك . يتركك مثلا ، وهو في الحقيقة لا يتركك، {ولتُصنع على عيني } .لكن الظاهر لك أنك الآن لا معين ولا ناصر . الظاهر . ينزل عليك البلاء ، هذا الظاهر ، {ولو شاء ربك ما فعلوه } .
لكن الآن أنت تصنع على عين الله عز وجل .

ثم بعد ذلك نستدل ونستشهد بكلام ناصر الدين الدمشقي ـ رحمه الله ـ يقول :
إذا اشتدت البلوى تخفَّف بالرضا عن الله فقد فاز الرَّضِيُّ المراقِبُ
وكم نعمة مقرونة ببلية على الناس تخفى والبلايا مواهب

يعني ، يقول كم من النعم تكون مقرونة بالبلاء . أو كما تكون في عبارات بعض العلماء ـ رحمهم الله ـ يقولون : من المِحن تأتي المِنح .
فدائما بعض النعم تكون مقرونة بالبلية . وإن لم يكن في هذه البلايا إلا أنك تزداد شكرا لله عز وجل {لعلهم يتضرعون } . هذه من أعظم النعم التي يُتقرب بها إلى الله عز وجل .
وكم نعمة .. هذا للتكثير ... مقرونة ببلية على الناس تخفى .. لا تعرف هذه الحكمة . ربما لا تعرفها حتى بعد انقضاء البلاء . ولا تستشعر بها . لكن بعض الناس قد يراها عليك .وأنت لا تشعر بها ولا تعرفها .

ثم بعد ذلك النقطة التي تليها وهي الشكر .
فأنت تتعلم بإيمانك بالقضاء والقدر أنك تشكر الله تعالى على جميع الأحوال التي أنت فيها من الله عز وجل . وكما ذكرت لك ، أنت ابتليت بأمر ، فبلطف الله عز وجل أنه جعل عليك هذا البلاء فقط . وتقول الحمد لله ، لكني أنا أستحق أكثر من ذلك . لكن لا نتمنى البلاء . ليس هذا معناه أننا نتمنى البلاء .

والمؤمن يفرح بقضاء الله تبارك وتعالى . قال الله تعالى : {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }يونس58
فبفضل الله ابتليت . وعلى إثر هذا البلاء رُفعت . كما هو الحال في يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام . ابتلي ببلاء شديد . ونتج عن هذا البلاء الرفعة في النهاية . وهذا هو المآل .
{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }المجادلة21

ثم نقول : قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ " والفرح أعلى نعيم القلب ولذته وبهجته .فالفرح والسرور نعيمه . والهم والحزن عذابه ".
سنأتي في النهاية بعبارات لبعض من رأى من يؤمن بالقدر . هؤلاء بعض الناس ممن رأوا الناس
الذين يؤمنون بالقدر من عوام المسلمين . واستفادوا منهم هذا الأمر . فوجدوا أن في إيمانهم بالقدر سعادة وفرح وسرور لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى . وستجد عباراتهم واضحة جلية بإذن الله تعالى .

ثم نقول : قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ " والفرح أعلى نعيم القلب ولذته وبهجته .فالفرح والسرور نعيمه . والهم والحزن عذابه ".

.. قال : والفرح أعلى نعيم القلب .
أنت عندك الآن إنسان عنده صبر . قد لا يرضى بحاله ويتمنى أن يكون في حال أفضل من هذه. ولا ينظر إلى المآل. إنما ينظر إلى حاله . لكنه لا يعترض على قضاء الله عز وجل . هذا صادق .
الذي يرتقي بذلك تجده يرضى بقضاء الله تبارك وتعالى . ويحمد الله عز وجل بحصول هذا البلاء عليه . تجد الأعلى من ذلك وهو الذي يفرح بقضاء الله عز وجل . يعني ، تجد وقوع البلاء عليه ، وهو لم يتمناه طبعا ، لكن بمجرد حصول البلاء عليه تجد سرورا في قلبه وفرحا . كحال شيخ الإسلام ابن تيمية يوم يحكي عن نفسه : ماذا يصنع أعدائي بي .
هذه صورة واضحة جلية سنتكلم عنها بإذن الله تعالى . فإذن الآن هو أعلى نعيم القلب بعد الصبر والرضا ، هو يفرح الآن بقضاء الله عز وجل .

ج/ .. النبي عليه الصلاة والسلام ظهر عليه ذلك . وهو في قرارة نفسه فرح بقضاء الله عز وجل.
.. لا إشكال هذا هو الأمر الطبيعي الجِبِلي . نحن نتكلم الآن عن الحالة التي كان فيها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ صبر . ومما يدل على أنه راض وفرح بقضاء الله عز وجل أنه في وقت موت إبراهيم حصل كسوف للشمس . فالنبي عليه الصلاة والسلام ، هل توقف عن الدعوة إلى الله عز وجل في هذا الأمر ؟ .. قد يرضى الإنسان وتألمه يعوقه عن أداء وظيفته . لكن الني ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، حتى يشتبه على الناس أن موت إبراهيم كان السبب.
فقال " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله . لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته " . هذه علامة تدل
على رضا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقضاء الله عز وجل وفرحه بقضاء الله تعالى . وأن الألم الجبلي ، الذي ما ظهر إلا في عيني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يعُقْه عن أداء رسالته.

ج/ .. لم نقل أن الفرح هو الضحك .

بقية كلام ابن القيم نسرده سردا . قال : فإن الرضا طمأنينة وسكون وانشراح . والفحر لذة وبهجة وسرور .
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته


التعديل الأخير تم بواسطة نسيم الفجر ; 09-02-2009 الساعة 07:32 PM
  #4  
قديم 09-04-2009, 12:41 PM
راجية عفو العفو راجية عفو العفو غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

المحاضرة السادسة عقيدة للفرقة ال4 ، 3
20/1/2009
من الدقيقة 30حتى الساعة 1:00:50


إذن الانسان لما يحاول ان يشفع لأحد تقع عليه غرامة مثلا ،هو يشفع أن تخفف عنه أو تزال لكن الله تبارك وتعالى هو الذي يقضي بايقاعها أو إزالتها أو تخفيفها والانسان يسعى فقط ، ليس معنى أن الله تبارك وتعالى علم ما ستفعل وكتبه أنك مجبر على فعله ولكن الله يعلم أنك ستكون على هذه الحالة فكن على حالك ثم سيتضح لك فيما بعد ما الذي ستكونه أنت .
ثم بعد ذلك المرتبة الرابعة وهى الخلق والايجاد فنحن نؤمن أن الله تبارك وتعالى خلق كل شئ من عدم ، وجعل هذا الشئ كائنا بعد أن لم يكن ، لقوله تعالى : "الله خالق كل شئ" ، ولا نقول في التعبير بكل أنها يدخل فيها كلام الله فهو من الله عز وجل ، فالمقصود ما سوى الله تبارك وتعالى الله عز وجل خلقه ، والكلام كلام الله وصفات الله كلها من الله .
طيب ألا يعبر عنه بأنه شئ ؟ يرد عليهم بقوله تعالى : " تدمر كل شئ بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم " فهل في الحقيقة دمرت كل شئ ؟ بل وجدت المساكن فالمقصود هنا الله خالق كل شئ سوى نفسه وصفاته سبحانه وتعالى ، فقال تعالى " والله خلقكم وما تعملون " ، والمفسرون لهم في هذه الآية توجيهان ؛ التوجيه الأول أن "ما" موصولة بمعنى الذي أى والله خلقكم والذي تعملون أى خلقكم وعملكم ، والتوجيه الثاني المعنى فيه قريب أيضا لكنه توجيه في السياق والمعنى قالوا : والله خلقكم وخلق الذي تعملونه بأيديكم يخاطب أهل الشرك حيث أنهم كانوا يصنعون الأصنام فالمراد أن الله تبارك وتعالى خلقكم وخلق الأصنام التي تعبدونها من دونه فهو ربكم ورب كل شئ فلماذا تتركون عبادة الله سبحانه وتعالى وتعبدون ما سواه .
قلنا أن المرتبة الرابعة وهى الخلق والايجاد فنحن نؤمن أن الله تبارك وتعالى خلق كل شئ من عدم وقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث زيد بن أرقم في دعاء النبى صلى الله عليه وسلم " اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل الجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آتي نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها " ، هنا الدعاء يطلب النبي صلى الله عليه وسلم التقوى فالله تبارك وتعالى هو الذي يعطي ذلك ويوجده للعبد .
وقال الامام البخاري رحمه الله في كتابه " خلق أفعال العباد " في "باب أفعال العباد" : فأما أفعال العباد فقد حدثنا على بن عبد الله قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا أبو مالك عن ربعي عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يصنع كل صانع وصنعته " ، وتلى بعضهم عند ذلك " والله خلقكم وما تعملون " ، قال البخاري فأخبر أن الصناعات وأهلها مخلوقة ، وهنا حتى لا يحصل إشكال لأحد نقول أن الله تبارك وتعالى خلق الانسان وخلق صنعته لكن من الصانع ؟ الانسان طيب الذيحصل ونتج الله تبارك وتعالى الذي خلقه ، لما نقول مثلا النار ، الله تبارك وتعالى الذي خلق النار وخلق ما نتج من النار لكن من الذي يحرق ؟ النار ، نحن نثبت ذلك لها فالفاعل هو العبد والذي نتج من الذي خلقه؟ الله تبارك وتعالى . نعيد : مثلا انت حصل منك انك ضربت بيدك ، الله تبارك وتعالى خلقك وخلق الضرب لكن من الذي ضرب حقيقة ؟ أنت .
ثم بعد ذلك نقول في مفاد هذه المحاضرة -ويعتبر هذا دمج بين الشئ الدعوي في هذا الباب والشئ العلمي-وهو ما الذي نستقيده من باب القضاء والقدر ؟
طبعا نحن لا ندرس فقط أشياء ونذاكر لكى ننجح إنما نريد ان نتقرب من الله تبارك وتعالى .
بداية نقول ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر :
أولا - ثمرات اعتقادية تؤدي إلى زيادة إيمان العبد :
1. أداء عبادة الله سبحانه وتعالى : المؤمن بقضاء الله تبارك وتعالى يزداد في عبادة ربه ، وبعلمه أن الله تبارك وتعالى سبق علمه أنه يكون من أهل الطاعة وفهم من كلام النبي صلى الله عليه وسلم " اعملوا فكل ميسر لما خلق له فإنه يجتهد ويعمكل بأقصى جهده حتى يؤدي عبادة ربه تبارك وتعالى على أحسن حال لذلك فهو يرتفع ويزداد ، طيب البطال الذي لا يعمل نقول في سابق علم الله تعالى أنه يحتج بالقدر ولا يعمل ، قالوا أفلا نتكل وندع العمل لأنهم فهموا في البداية أن الله فرض عليك أنك تكون إما من أهل الجنة أو من أهل النار فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم "اعملوا فكل ميسر لما خلق له" المسألة أن الله تبارك وتعالى علم حالك الذي سيكون وكتب هذا في أم الكتاب ، وأنت لك إرادة اخترت شيئا فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم .
2. التخلص من الشرك : الذي يعلم أيضا أن الله تبارك وتعالى يطلب من العبد أنه يعمل وهو ميسر لما خلق له فهو يحاو ل أن يظهر من نفسه الخير ويعمل من أجل ان يتخلص من أى شرك ليكون له مكانا في الجنة مع النبي صلى الله عليه وسلم .

3.وهى مترتبة على ما سبق : الهداية وزيادة الإيمان
قال الله تبارك وتعالى " ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه " ، قال علقمة رحمه الله في هذه الآية هو الرجل تصيبه مصيبة فيعلم أنها من قبل الله تعالى فيسلم ويرضى فالآية فيها أمران الأول ، ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله فأصابته المصيبة لا يحزن بل يعلم أنها من عند الله تبارك وتعالى فيرضى ، والأمر الثاني ومن يؤمن بالله يهد قلبه فيسعى ويجتهد في الإيمان فالله ييسر له الطاعة لأنه أرادها والله لا يضيع أجر من احسن عملا .

4. الاخلاص ، ونقول المؤمن بقضاء الله يعلم أن الذي يعلم كل شئ وكتب كل شئ هو الله سبحانه وتعالى ، إذن لمن يتوجه الانسان بالعبادة ؟ يتوجه للذي يعلم كل شئ وكتب كل شئ والذي مشيئته نافذة فلا يرائي أحدا بعمله لأنه يعلم ان الله تعالى هو المطلع ولو أن الله اطلع على ريائه لأبطل عمله فهو علم ذلك فزاد من إخلاصه .

5. التوكل على الله تبارك وتعالى وزيادته وصحته وتمامه ، يقول الامام بن القيم رحمه الله : يقول شيخنا ( شيخ الاسلام بن تيميه رحمه الله ) ولذلك لا يصح التوكل ولا يتصور من فيلسوف ولا من القدرية النفاة القائلين بأنه يكون في ملكه ما لا يشاء ولا يستقيم أيضا من الجهمية النفاة لصفات الرب جل جلاله ولا يستقيم التوكل إلا من أهل الإثبات (فالذي يقول أن الله يحصل في ملكه ما لا يشاء هل يجوز توكله على الله لكن الذي يعلم أنه لا يحصل شئ في كون الله إلا إذا أراده الله تعالى فهذا تجد عنده التوكل وصحته وتمامه و هو عبادة قلبية كما سبق ذكر ذلك ، وكذلك الجهمية ينفون عن الله تبارك وتعالى علمه فهل تتوكل على من لا يعلم ؟ هل تتوكل على من لا يخلق ؟ من لا يشاء ؟ سبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا ، لذلك لا يجوز التوكل إلا من اهل الإثبات كما يقول شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله ) .

6. الخوف من الله تعالى ، والذي قلناه في النقطة السابقة نقوله هنا أيضا فأنت تعلم أن الله قادر على كل شئ وسيجازي كل واحد بعمله فإنك تخاف منه سبحانه وتعالى وكذلك ترجو ما عنده سبحانه وتعالى إذن يزداد خوفك من الله وتزداد قوة رجائك وإحسانك الظن بالله تبارك وتعالى ، وأن الله تبارك وتعالى لا يظلم أحدا ، لو قلنا أن الله تبارك وتعالى يجبر إذن هذا ظلم إذن لا ترجو رحمة الله عز وجل إذن لا ترجو الجنة ، إذا قلنا ان الله تبارك وتعالى لا يعلم شيئا تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، و إن كانوا لا يصرحون بالعبارات لكن لازم قولهم ذلك ، إذا قلنا أن الله تبارك وتعالى لا يعلم بشئ إلا بعد حصوله إذن لا نخاف من الله تبارك وتعالى لأننا نفعل ما نريد لكن أهل الإثبات هم عندهم خوف من الله تبارك وتعالى ورجاء منه .

7.الرضا ، يقول الامام بن القيم رحمه الله " من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ملأ الله صدره غنى وأمنا وقناعة وفرغ قلبه لمحبته والإنابة إليه والتوكل عليه ومن فاته حظه من الرضا امتلأ قلبه بضد ذلك واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه "
هذه العبارة نفسرها بأقوال بعض السلف رضوان الله عليهم .
قيل ليحيى بن معاذ متى يبلغ العبد مقام الرضا ؟ قال إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به ربه فيقول إن أعطيتني قبلت وإن منعتني رضيت و إن تركتني عبدت وإن دعوتني أجبت
(س : ....)
ج : بعيدا عن كلامي أو غيره ، الآن أنت لاتُلزم الله تبارك وتعالى بشئ ، أنت مخلوق فإذا أعطاك قبلت ومن القبول طبعا الشكر والقبول أشمل ، و إذا تأخر عنك لا تقول تأخر الله عني ، فمثلا واحد يأخذ صدقة وأعطاه واحد جنيه فلا يقول لماذا لم تعطني اثنين فهو يستحي أن يقول ذلك -طبعا مع الفارق) يعني تقبل ولا تطلب زيادة .
وقال بعضهم : ارضى عن الله في جميع ما يفعله بك فإنه ما منعك إلا ليعطيك وما ابتلاك إلا ليعافيك ، ولا أمرضك إلا ليشفيك ، ولا أماتك إلا ليحييك فإياك أن تفارق الرضا عنه طرفة عين فتسقط من عينه ، هذا كله ذكره الامام بن القيم رحمه الله ، ( يجب على الانسان أن يعرف أن الله منعه الآن فهو سيعطيه ليكون للاعطاء حلاوته أما إذا كان الانسان يأخذ دائما ولا يمنع فبمجرد المنع يفتن هنا يكون مقام الابتلاء " أحسب الناس ان يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " .

  #5  
قديم 09-05-2009, 11:13 AM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي


من الدقيقة 75 إلى نهاية المحاضرة
،فكل فَرِحٍ راضٍ وليس كل راضٍ فرحاً،ولهذا كان الفرحُ ضد الحزن،والرضا ضد السخط،والحزن يؤلم صاحبه والسخط لا يؤلمه إلا ما كان مع العجز عن الإنتقام والله أعلم.
فمثلاً الإنسان الأن يُهاجمه عدو ويُحدث فيه بعض الالم وبعض الجُرح، فهو فقط تجد همه الذي يهمه هو أن يُحاول الكَر على عدوه،لكن هو لا يحزن أنه الأن مجروح ،ولكن همه الذي يعتليه هو أخذ السأر .
ثم بعد ذلك النقطة التي تليها:وهي العلم بحكمة الله تعالى
فالإيمان بالقضاء والقدر يجعلك فيما بعد تجد رحمات فتعلم إن الله-تبارك وتعالى- ابتلاك ليُعطيك.
ثم بعد ذلك تحرير العقول من الخرافات والأباطيل:
مما يعتقده بعض الفرق الضالة أن الإنسان مجبور أو أنه مثلاً يفعل ما يريد أو ما يشاء،فإيمانك بالقدر يجعلك تتحرر من كل هذه الخرافات ومن هذه الأباطيل ولا تَقُل كما قالوا:(سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما أشركنا) وهذه الكلمات في أي حال أنت تفعله يُصيب الإنسان وتصيبه بالحزن الدائم حتى وإن فتح عليه فيما بعد إنسان مثلاً كان سيحصل على مال معين ثم بعد ذلك تأخر وصول هذا المال وقيل له لن تحصل عليه فيبدأ بالحزن والألم والتألم وأنا فاتني ذلك لأنني لم أفعل كذا لأن فلان هذا فعل وأنا لم أفعل فهو حصل وأنا لم أحصل فيبدأ يتعب ولربما مرض ثم بعد ذلك إن اعطاه الله عز وجل فيما بعد لايشعر بلذة هذا الإعطاء ويبقى معه المرض والألم والحزن وهذه تسأل من جرد ذلك ثم بعد ذلك الثمرات فى الأخلاق وقد أشرنا إلى بعضها ومنها الصبر
الشئ الثاني وهو التواضع الأن إنسان دائماً يعلم أن الله -تبارك وتعالى- هو الذي بيده كل شئ وأن الله- تبارك وتعالى -يعلم كل شئ وأن الله- تبارك وتعالى-هو الذي يُعطي من يشاء ويمنع من يشاء إذن الأن لا كِبر لماذا أتكبر أنا ليس بيدي شئ بل من تواضعه وزيادة تواضعه أصلاً مع هذا الأمر أنه يعلم أنه إذا خفض جناحه للناس فإن الله- تبارك وتعالى- يجازيه الإحسان بالإحسان فإن الناس سيخفضون له الجناح ويتعاملون معه بالحسنى وكل هذا من الإيمان بالقضاء والقدر. كذلك الكرم هذه الصفة أيضاً يتحصل عليها الإنسان من القضاء والقدر ،الأن الإنسان إذا لا يؤمن بقضاء الله وقدره تجده بخيلاً لايُخرج من جيبه ولا مِليم واحد ،لماذا؟ لأنه لايؤمن بقضاء الله -عز وجل- وقدره فإذا كان مؤمناً بقضاء الله- تبارك وتعالى- إذن الذي يعطي هو الله والذي يرزق هو الله فا أنا الأن أعطي ليس معناه أن هذا المال قد ضاع لذلك النبي- صلَّ الله عليه وسلم- لما تصدقت أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- بالشاة وأبقت الكتف، فبين لها النبي- صلَّ الله عليه وسلم- أن الذي يعني مضى وذهب هو الكتف وأن الذي بقى هو بقية الشاة "ماعندكم ينفد وماعند الله باق"


ثم بعد ذلك الشجاعة وعدم الجبن وهذه مهمه جداً قال علي -رضي الله تعالى عنه-: " أيُّ يوميَّ من الموت أفِر يوم لا يقدر أو يوم قدر، يوم ماقُدِّر ل أرهبه وإذا قُدِّر لا يُنجي الحذر"
الأن أنت دخلت عراكاً ومخاصمةً أو وقعت في بلاءٍ فالأن إذا كنت- أسأل الله العافيه -جباناً وتظن أن الشخص الأخر هذا سيهلكك ويقضي عليك، فأنت وإن كنت فى الحقيقه قوي فستهلك قبل أن يمسَّك بيده مثلاً ،لذلك مايحصل الأن تجد أن بعض أصحاب القوى الظاهره يعني يبُثُّون حرباً إعلامياً في رَوعك حتى إذا رأيت ذلك سقطت فتهزم هزيمة نفسية فإذا جائت المعركة تقول أنا لا أقوى عليهم أنا لا أستطيع أن أقوى على هؤلاء ،لكنه إذا وضع في قرارة نفسه" حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظنَّ أهْلُها أنهم قادرون عليها أتاها أمرُنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تَغن بالأمس"


وهذا لايعني أنك إذا رأيت أن عَتَادَكَ أقل وعتادُهُم أكثر أن تتنحى هذا لا إشكال فيه
--
ولا يُنافي ذلك. هذه من الفِطنة والحِكمة ،لكنك لا تخافهم ،فإن اضطررت وأنت على ضعفك تدخل،لكن إذا كانت الإماكنية تدخل أو لا تدخل؟يقول له أخِّر من باب الحِكمة حتى أُجمع قوتي ثم بعد ذلك أفعل..
وقال جرير:قُلْ للجبان إذا تأخر سُرجُهُ.هل أنت من شَرَكِ المنية ناجٍ
فهو الأن يحاول أن يبتعد ويقول هؤلاء أصحاب قوة وأنا لا أقوى عليهم،ولربما كان هو عدده كثير لكنه يخاف ،الفزَع والهلع ملأَ هذا الشخص ولهذا النبي-صلَّ الله عليه وسل- في حديث ثوبان الذي عند أحمد وغيره يقول:"بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غُثاء كغثاء السيل"
إذن المسألة ليست من قِلة ولكن من ضعف قلب ،وجرير يقول هذا البيت ،كان يمدح بالحجاج- هذه بالمناسبة-،وكان أوله يقول :هاج الهوى لفؤادك المحتاج
مدح فيها الحجاج وأنشدَ الحجاج،والحجاج كان فرحاً بهذه القصيدة إلى أن جاء إلى:قُلْ للجبان إذا تأخر سَرجُهُ.
فقال الحجاح:جَرُئت على الناس يا ابن الَّخْناء .قال: والله ما ألْقيت لها بالاً أيها الأمير إلا وقتي ،فهنا الأن أنت تُجرأ الناس -هذا معنى كلامه-يعني تجعل الناس لهم جرأة عليك
(قُلْ للجبان إذا تأخر سَرجُهُ.هل أنت من شَرَكِ المنية ناجٍ)
وطبعاً (ابن الَّخناء) مَسَبَّهْ يعني يقصد أنها لم تختتن
قال الله تعالى(قُلْ إن الموتَ الي تَفِرُونَ مِنْهُ فإنَّهُ مُلَاقِيكُم)ويروى أن علياً -رضي الله عنه -قال:إذا حلَّتْ المقادير حَلَّتْ التقادير.
فالأن الذي سيحسُن لأننا فرقنا ذلك في عبارات القدر والقضاء /قلنا القضاء هو سابق العلم ثم ما يُقدَّر على خلاف أهل العلم في ذلك ،فالمقادير هو العلم ،والتقدير هذا الذي حصل.
وقال هانئ بن مسعود الشيباني :إن الحَذَر لا يُنجي من القَدَر وإن الصبر من أسباب الظَفَر.
والمثل المضروب:إن الجبان حتَكُهُ من فوقه ،وقالوا: السلامةُ في الإقدام والحِمَامُ في الإحْجام،السلامة تكون في إقدامك وشجاعتك .
وأنشد في الحماسة:لا تركنن أبداً إلى الإحجام يوم الوغى متخوفاً لحِمَامِ.الذي هو الموت يعني
هو يقول السلامة في الإقدام والموتُ في الإحجام ،ولربما جاء جبان وتأخر فمات ،ولربما جاء شجاع وتقدم فنجى فالمسألة بيد الله عزوجل .
ومن كلام الحكماء :إذا كان القَدَر حقاً فالحرص باطل،وإذا كان الموت بكل أحد نازل فالطمئنينة إلى الدنيا حُمق.
وكان معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-كثير ما يُنشد في حروبه :كأن الجبان يَرى أنه .يُدافعُ عنه الفِرارُ الأَجَلْ .فقد تُدرك الحادِثاتُ الجبان. ويسلمُ منها الشجاع البطل .
قال ابن القيم -طيَّب الله ثراه- الذي يُحسم مادة الخوف هو التسليم لله ،فمن سلَّمَ لله واستسلم له وعَلِمَ أن ما أصابه لم يكن ليُخطئه وما أخطأه لم يكن ليُصيبه ،وعَلِمَ أنه لن يُصيبَهُ إلا ما كُتِبَ له لم يبقى لخوف المخلوقين في قلبه موضع ،فإن نفسه التي يخاف عليها قد سلَّمها إلى وليها ومولاها ،وعَلِمَ أنه لا يُصيبُها إلا ما كُتِب ،لكن ليس معنى ذلك أنه يُلقي بنفسه إلى المهلكة و التهلكة.
ويقول:وأن ما كُتِبَ لها أيضاً لابد أن يُصيبَها .
الأن أنت وجب عليك أن تبذل لنفسك ووقعتَ الأن في البلاء،ترجع ولَّا تُكمل؟ سواءكنت ضعيفاً أو قوياً ترجع ولَّأ تُكمل؟تفعل ما تستطيع. طبعاً يكون مع هذا الحَذَر أيضاً،لكن ليس معنى الحذر أنك تترك ،لذلك الله-عزوجل-يقول:(خُذُوا حِذْرَكُم فانفِروا)لم يَقُل:(خُذُوا حِذْرَكُم واجلسوا)خذوا الحِذر وهو الحكمة والفِطنة مع أنك لا تتوقف ،لكن إذا الأن عندك فرصة إنك تتأخر حتى تستعد فلا بأس ولا إشكال في ذلك .
قال-رحمه الله-:"وفي التسليم أيضاً فائدةٌ لطيفة وهي أنه إذا سلمها لله فقد أودعها عنده وأحرزها في حِرزه وجعلها تحت كَنَفِه،حيثُ لا تُنالها يدُ عدوٍ عادٍ ولا بغي باغٍ عاتٍ"رحمه الله
وأيضاً من الفائد التي نستفيدُها عُلُو الهمة ،فدائماً تجد المؤمن بقضاء الله وقدره عالي الهمة ،فلا يرضى أنه فقط يقتصر على الفرائض ،إنما يَطمَحُ في النوافل وزيادة كنفلٍ راتبٍ ونفلٍ مطلق فهو عالي الهمة ،وكذلك في طلبه للعلم وما إلى ذلك،لكنه إذا لم يكن مؤمناً بالقَدَر فستجده ذا همةٍ دنيَّة ،يقول:أنا أفعلُ هذا وأبقى عليه .
ثم بعد ذلك الحزم والجِد في الأمور ،قال -صلَّ الله عليه وسلم-كما في الصحيح من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-:"المؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير ،احرص على ما ينفعُك"
هذا هو مَحِلُّ الشاهد (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تَعجز)فهذا هو الأمر، الحرص والحزم والجِد في كل أمورك ،فتتهيأ لك المسألة التي تتقرب بها إلى الله ،تكون حازماً وجاداً في أن تتقرب إلى الله-عزوجل- ولا تترك هذه الفرصة تَخرُجُ من يديك.
(وإن أصابك شئٌ فلا تَقُل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ،ولكن قُل قَدَرُ اللهِ وما شاء فَعَل ،فإن لو تفتحُ عملَ الشيطان )
ثم النقطة التي تليها:وهي السلامةُ من الحسدِ والاعتراض
يعني أن تَسْلَم أنت من أن تَحسُدَ الناس ،فالذي يَحسُد الناس ما السبب أنه يَحسُد؟هو الأن عنده نعمه (الشخص الأخر)وأنا الشخص الأخر الثاني ليس عنده هذه النعمه ،فيتمنى أن تزول من هذا الشخص وكأنه يعترض على قضاء الله -عزوجل -وتأتي إليه فكأنه يقول:هذا قضاءٌ غير صحيح -نعوذ بالله من ذلك-فيحصل منه الحسد.
ثم بعد ذلك والأخيرة:وهي الثمرات النفسية
أولاً: محاربة اليأسِ
وهذا أشرنا إليه قبل ذلك ،فإذا مثلاً حاول أن يفعل شئ معين ولم يستطع مثلاً في شئ بسيط أن تقرأ كتاب ،كلما تُحاول أبسط شئ ظاهر عند كثير من الناس وخصوصاً الإخوة يبدأ يراجع القرءان ،يراجع سورة البقرة ثم يرجع فإذا كان مؤمناًبالقَدَر واصلَ حتى ختم القرءان وكذلك في الحفظ،أنا أضرب مثالاً ظاهر وإلا قِس على ذلك
فالذي يفعل الشئ ويقع فيه لابد أن يُحاول مرة أخرى، فالإنسان بقصوره وعجزه أنه سيسقط ،لكنه لا ييأس وأنه يُحاول حتى يموت.
الأمر الثاني:قوة الإحتمال
فتجد المؤمن بقضاء الله وقدره البلاء عليه شديد جداً،وتجده صابراً محتسباً وأكبر مثال أيوب -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام-
الأمر الثالث:القناعة وعزة النَّفسِ
يقول الثعالبيُّ-له كتاب اسمه(أحسن ما سمعت)-يعني في القناعة يذكر أحسن ما سَمِع ،وفي الرضا يذكر أحسن ما سمع
يقول:وأحسنُ ما سمعت في القناعة قول ابن طابه طابَ العَلَوِي :"كن بما أوتيتَه مقتنعاً..تستدِم عيش القنوع المكتَفي"
هي في الكتاب ليست هكذا ،لكن التصحيح البيت هكذا ،يعني في الكتاب (أحسن ما سمعت )البيت ليس على هذه الصورة ،يعني على ما أذكر(تستدِم عُسراً)
لكن هي:"كن بما أوتيتَه مقتنعاً..تستدم عيش القنوع المكتَفي..إن في نيل المُنى وَشْكَ الردى ..وقياس القَصَدِ عند الثرى"
(إن في نيل المُنى):يعني قُرب الموت ،يعني لا يحصل إن الإنسان يُدرك كل ما يتمناهُ ،وأفضلُ شئٍ أنك تقنع بما يأتي إليك ،ويحصل للإنسان الهلاك عندما يُسرفُ في خلاف ذلك .
ثم النقطة التي تليها :الإعتدال في حال السرَّاء والضرَّاء .
يعني مثلاً الإنسان الأن بعض الناس مثلاً يمدحونه ،يقولون له مثلاً:أنت صوتك جميل جداً،يأتي واحد أخر يقول له:أنت صوتك سئ جداً.
فتجدُ بعض الناس يفرح لمن قال له ذلك ويبأس ويحزن ممن قال له مثلاً أنت صوتك ردئ أو سئ.
لكن المؤمن بقضاء الله -عزوجل-تجده قرير النَّفْس في هذه وتلك ،هو الذي يقول له مثلاً أنت صوتك جميل يعلم أنه من عن الله -عزوجل-فيقول حمداً لله أن أعطاني هذا،وإذا قال له :مثلاً أنت صوتك سئ ،فيقول الحمد لله على قضاء الله-عزوجل- وهذا ليس معناه أني قريب أو بعيد من الله-عزوجل-فأنا أحزن فقط إن وجدت نفسي بعيد عن الله -عزوجل-هذا الذي يحزنني ويجعلني شديد الحزن.
الأمر الذي يليله:وهو سكون القلب وطمأنينة النفس وراحة البال:
قال عمر بن عبد العزيز : أصبحتُ ومالي سرور إلا في مواضع القضاء و القَدَر .
يقول شيخ الإسلام بن تيمية-رحمه الله-:إن في الدنيا جَنَّة من لم يدخلها لم يدخل جنة الأخرة .
طبعاً يقصد هنا بالجنة هذه الإيمان والسعادة والفرح وراحة البال ،هذه هي المقصودة
لذلك هو يقول -رحمه الله- لما زُجَّ به في السجن قال:ما يصنع أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري أين رُحتُ فهي معي لا تفارقني ،أنا حبسي خَلْوَة،وقتلي شهادة .إذن الأن يستثمر الوقت ، أنا حبست إذن الأنهذا يُعينني على ..لكنه لا يتمنى هذا ،لكن إن حصل فجيد ليختلي بذكر الله-عزوجل-
قال:وقتلي شهادة-نسأل الله ذلك-،وإخراجي من بيتي سياحة .
ويقول أيضاً-رحمه الله-:"فأما الذي أُتيَهُ علماء أهل الحديث وخواصهم من اليقين والمعرفة فأمر يَجلُّ عن الوصف، ولكن عند عوامهم-عوام أهل الحديث- من اليقين والعلم النافع ما لم يحصل منه شئٌ لأئمة المتفلسفة المتكلمين وهذا ظاهر مشهود بكل أسف"ذكر هذا الكلام في نقض المنطق
لذلك على إثر هذه العبارة سأذكر هذه القصة ونختم بها إن شاء الله تعالى
في كتاب اسمه(دع القلق)هو يحكي عن رجل اسمه(بودلي)يقول (بودلي )هذا هو راح في الصحراء وعاش فترة من الزمن مع بعض الأعراب،طبعاً هو يتكلم كأنه يتكلم عن العرب ،ونحن المفترض نستمع إلى القصة ونقول هم مسلمون،هو يقول إن العرب من صفاتهم كذا ،بل نحن نصحح له العبارة ،أنا سأذكر عباراته أنه يقول العرب لكن أنت تحملها على الإسلام.
يقول:في عام 1918 ولَّيتُ ظهري العلم-طبعاً بعد ما يئِس وتعب-الذي عرفته طيلة حياتي ،ويممتُ شطر إفرقيا الشمالية الغربية حيثُ عشت مع بعض الأعراب في الصحراء ،وقضيتُ هناك سبعة أعوام-إذن يظهر أنها قريبة من مورتنيا مثلاً-أتقنتُ خلاالها لغة البدو-لا يعنينا-وكنتُ أرتدي زيَّهُم وءاكل من طعامِهِم وأتخذُ مظاهرهم في الحياة.
طبعاً هذا الرجل بلغ القمة في مثلاً كثرة الأموال والمراكز إلى أخره لكنه تعب من كل هذا ،وغالباً ضيق النفس يكون في الأغنية -نسأل الله العافية- لكن إذا كان غناً مع إيمان هذا أمر عالي.
قال:وغدوت مثلهم أمتلكُ أغناماً،وأنام كما ينامون في الخيام ،وقد تعمقتُ في دراسة الإسلام حتى إنني ألَّفتُ كتاباً عن محمد وعنوانه(الرسول)عليه الصلاة والسلام ،وكانت تلك الأعوام السبعة التي قضيتها مع هؤلاء البدو الرُّحَّل من أمتع سني حياتي وأحفلها بالسلام والإطمئنان والرضا بالحياة ،وقد تعلمت من عرب الصحراء كيف أتغلب على القلق،فهم بوصفهم مسلمين يؤمنون بالقضاء والقدر وقد ساعدهم هذا العيش على العيش في أمان .
هذه نقطة هو استفادها .
وأَخْذ الحياة مأخذاً سهلاً هيناً فهم لا يتعجلون أمراً،ولا يُلقون بأنفسهم بين براسن الهمِّ قلقلاً على أمرٍ ،إنهم يؤمنون بأن ما قُدِّر يكون ،وأن الفرد منهم لن يُصيبه إلا ما كتبَ الله له ،وليس معنى هذا أنهم يتواكلون -يعني كلام..لكنه فَقُه فِقه حياه ولم يُسلم هو معجب لكنه تدبر بعقله وهكذا كل واحد لو تدبر بعقله لأخرج واستخرج كثير من الحِكَم -
قال:وليس معنى هذا أنهم يتواكلون أو يقفون في وجه الكارثة مكتوف الأيدي ،كلا .ثم أردف قائلاً :ودعني اضربُ لك مثلاً لما أعنيه :هبت ذات يوم عاصفة عاتية حملت رمال الصحراء وعبرت بها البحر الأبيض المتوسط ورمت بها وادي الرُّون في فرنسا وكانت العاصفة حارة شديدة الحرارة -هو يحكي قبل ما يأتي إلى الأعراب-حتى أحسستُ كأن شعر رأسي يتزعزع من منابته لفرط وطأة الحر،وأحسستُ من فرطِ القيظ(الحرارة الشديدة)كأنني مدفوعٌ إلى الحنون -هذه حاله قبل أن يَصِل إليهم-ولكن العرب لم يشكو إطلاقاً،الصورة حصلت عندهم مثلها فقد هزوا أكتافهم وقالوا كلمتهم المأثورة:قضاءٌ مكتوب .لكنهم ما إن مرت العاصفة حتى اندفعوا إلى العمل بنشاط كبير ،فذبحوا صغار الخِراف قبل أن يودي القيظ بحياتها .
قال:ثم ساقوا الماشية إلى الجنوب نحو الماء ،فعلوا هذا كُلَّه في صمتٍ وهدوء دون أن تبدوا من أحدهم شكوى ،قال رئيس القبيله(الشيخ):لم نفقد الشئ الكبير فقد كنا خَلِقِين بأن نفقد كل شئ ولكن حمداً لله وشكر .
فإن لدينا نحو 40% من ماشيتنا ،في استطاعتنا أن نبدأ عملنا من جديد.
ثم قال(بودلي):وثمَّة حادثة أخرى فقد كنا نقطع الصحراء بالسيارة يوماً فانفجر أحد الإطارات وكان السائق قد نسي استحضار إطار احتياط. حال بعض الناس يسب ويلعن أنت الأن مهمل أنت كذا أنت كذا
قال: وتولاَّني الغضب وانتابني القلق والهم ،وسألتُ صحبي من الأعراب ماذا عسى أن نفعل ؟فذكروني إلى أن الإندفاع إلى الغضب لن يُجدي شيئاً بل هو خلوقٌ أن يدفع الإنسان إلى الطيش والحمق،ومن ثَمَّ درجت بنا السيارة وهي تجري على ثلاث إطارات ليس إلا ،ولكنها ما لبثت أن كفت عن السير وعلمتُ أن البنزين قد نَفَذَ وهنالك أيضاً لم تَثُر ثائرة أحدٍ من رفاق الأعراب ولا رافقهم هدوئهم بل مضوا يزرعون الطريق سيراً على الأقدام.وبعد أن استعرض (بودلي)تجربته مع عرب الصحراء علَّق قائلاً:قد أقنعتني الأعوام السبعة التي قضيتها في الصحراء بين الأعراب الرُّحل أن الملتاثين عقلياً ومرضى النفوس والسِّكِرين الذي تحفل بهم أمريكا وأوربا ما هم إلا ضحايا المدَنِية التي تتخذ السرعة أساساً لها ،إنني لم أعاني شئ من القلق قط وأنا أعيشُ في الصحراء بل هناك في جنة الله وجدت السكينة والقناعة والرضا .ثم ختم كلامه بقوله: وخلاصة القول أنني بعد انقضاء سبعة عشر عاماً على مغادرة الصحراء ما زلت اتخذ موقف العرب حيال قضاء الله فأقبلُ الحوادث التي لا حيلة لي فيها بالهدوء والامتثال والسكينة ،ولقد أفلحت هذه الطباع التي اكتسبتها من العرب في تهدئة أعصابي أكثر مما تُفلح ألاف المسكنات والعقاقير الطبية .هذا موجز لكلامه وفيه تجربة عملية .
نختم بكلام شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله-يقول:وإذا ترك العبدُ ما أُمِرَ به مُتكلاً على الكتاب كان ذلك من المكتوب المقدَّر الذي يصير به شقياً،وكان قوله ذلك بمنزلة من يقول:أنا لا أكل ولا أشرب فإن كان الله قضى بالشبع والري حَصَل دون أن يأكل ودون أن يَشرب وإلا لم يحصُل،أو يقول :لا أُجامع امرأتي فإن كان الله قضى لي بولد فإنه يكون ،وكذلك من غلط فترك الدعاء أوترك الإستعانة والتوكل ظاناً أن هذا من المقامات الخاصة ،ناظراً إلى القَدَر ،فكل هؤلاء جاهلون ضالون ،ويشهدُ لهذا ما رواه مسلم في صحيحه عن النبي-صلَّ الله عليه وسلم-أنه قال:"احرص على ما ينفعُك ،واستعن بالله ولا تعجز،وإن أصابك شئٌ فلا تَقُل لو أني فعلتُ كذا لكان كذا وكذا،ولكن قُل قَدَرُ اللهِ وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان"
فأمره بالحرص على ما ينفعه والاستعانة بالله ،ونهاه عن العجز الذي هو الإتكال على القدر ،ثم أمره إذا أصابه شئٌ ألا ييأس على ما فاته ،بل ينظر إلى القدر ،ويُسلم الأمر لله فإنه هنا لا يقدر على غير ذلك ،كما قال بعض العُقلاء: الأمور أمران: أمرٌ فيه حيلة ،وأمرٌ لا حيلة فيه .فما فيه حِيلة فلا يعجز عنه ، وما لا حيلة فيه لا يجزع منه .هذه كانت نهاية هذا الدرس ،الدرس القادم بإذن الله تعالى على محورين :إشكالات حول القدر ،والفِرق التي ضلت في باب القدر
وقبل ما أختم مثال قرأ علي وأنا أصعد قلت أخره إلى أخر المحاضرة وهي يعني استحضرتُ فعل النبي-صلَّ الله عليه وسلم-كما جاء في الصحيح ،حيث أشار النبي-صلَّ الله عليه وسلم- إلى موضع القتلى من المشركين قبل بدأ المعركة،هذا النبي-صلَّ الله عليه وسلم- عَلِمَهُ قبل أن يَحْصُل،ثم يعد ذلك وُوجِدوا في المكان الذي أشار إليه النبي-صلَّ الله عليه وسلم-هل النبي-صلَّ الله عليه وسلم-هو الذي أجبرهم على الموت؟هو عَلِم فقط من علم الله -عزوجل-ولله المثل الأعلى ،فالله -عزوجل-لما عَلِمَ منك كذا وكتب هذا العلم ،هل هذا إجبارٌ لك؟هذه من الأمثلة التي يتضح بها هذه النقطة .
هناك أسئلة واردة من الطلبة والشيخ-حفظه الله- أجاب عنها في أخر دقائق من المحاضرة .والحمد لله.





 

الكلمات الدلالية (Tags)
3و4, 6, للفرقة, العقيدة, تفريغ


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 12:37 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.