كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
سلّم أمرك لمن بيده الأمر كلّه
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على حبيبنا محمد و على اّله و صحبه أجمعين و على جميع الأنبياء و المرسلين وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ و الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قال: يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ . خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ . يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ . سبحانك ربنا لا نحصي ثناءا عليك أنت كما أثنيت على نفسك اخواني في الله هل نحن راضين عن الله تعالى ؟!!! هل رضينا به سبحانه ربا مدبرا و الها معبودا مطاعا ؟!!! هل رضينا بما قدره لنا؟ هل علمنا أنه ان منع عنا الدنيا وزينتها فهذا لحكمة بالغة قد نعلمها و قد لا نعلمها؟ اذن فينبغي لنا أن نسلم له قدرا و شرعا...... قال تعالى:"مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)" التغابن......هذا تسليم و خضوع للقدر "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12)" التغابن......وهذا تسليم و قبول للشرع "اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13)" التغابن...... وهذا توكل على الله يتم بعد التسليم لقدره و لشرعه... فتأملوا وفقني الله و اياكم لما يحب و يرضى بفضل الله تعالى بدت هنا لطيفة مهمة وهي .... هل دعاء الانسان لكشف ضر أصابه يتنافى مع التسليم و الرضا بالله؟!!! لاشك أن التسليم لقدر الله مطلوب ... قال جل و علا:" مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)" الحديد و قال أيضا:"كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)" البقرة و قال صلى الله عليه و سلم:"عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ"... مسلم و قال صلى الله عليه و سلم:"أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر، حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة التي يحويها، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء"...الصحيحة رقم 145 و قال:"إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط "...الصحيحة رقم 146 و قال:" عجبا للمؤمن لا يقضي الله له شيئا إلا كان خيرا له "...الصحيحة رقم 148 قال ابن القيم :" قِيلَ لِيَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ: مَتَى يَبْلُغُ الْعَبْدُ إِلَى مَقَامِ الرِّضَا؟ فَقَالَ: إِذَا أَقَامَ نَفْسَهُ عَلَى أَرْبَعَةِ أُصُولٍ فِيمَا يُعَامِلُ بِهِ رَبَّهُ، فَيَقُولُ: إِنْ أَعْطَيْتَنِي قَبِلْتُ. وَإِنْ مَنَعْتَنِي رَضِيتُ. وَإِنْ تَرَكْتَنِي عَبَدْتُ. وَإِنْ دَعَوْتَنِي أَجَبْتُ."...المدارج و قال أيضا:" وَلَمَّا قَدِمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى مَكَّةَ - وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ - جَعَلَ النَّاسُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ لِيَدْعُوَ لَهُمْ. فَجَعَلَ يَدْعُو لَهُمْ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ: فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا غُلَامٌ. فَتَعَرَّفْتُ إِلَيْهِ. فَعَرَفَنِي. فَقُلْتُ: يَا عَمُّ، أَنْتَ تَدْعُو لِلنَّاسِ فَيُشْفَوْنَ. فَلَوْ دَعَوْتَ لِنَفْسِكَ لَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْكَ بَصَرَكَ. فَتَبَسَّمَ. ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ، قَضَاهُ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ بَصَرِي."... المدارج ........................................ و لكن – بفضل الله تعالى– الدعاء أيضا مطلوب بل هو عبادة عظيمة و لو كان هو الفائدة الوحيدة للبلاء لكفى والحمد لله يقول الله عز و جل:" قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29)" الأعراف و يقول سبحانه:" إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56) " الأعراف و يقول عز و جل:"مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (35) وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (36)" الرعد و يقول سبحانه:"هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (13) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14)" غافر و يقول سبحانه:"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)"غافر و يقول عز و جل:" هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65)"غافر عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ "، ثُمَّ قَرَأَ: " {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} صححه أحمد شاكر و الألباني والحاكم والذهبي فالحمد لله ولي النعم الذي جعل دعاءه عبادة نتقرب بها اليه فمن أراد-أحبائي في الله- أن يحقق المقامين معا أي التسليم لقدرالله و شرعه و هذا من تمام الرضى بالله...فعليه أن يرضى بقدره و يسلم له "وهذا تسليم لقضائه القدري" و مع ذلك فليدع الله تعالى دعاء عبادة لا دعاء مسألة و دعاء تذلل و خضوع و حب لا دعاء طلب "وهذا تسليم لقضائه الشرعي" فتأمل أخي وفقك الله كيف الجمع بين الرضا بربوبية الله تعالى بالتسليم للقدر و بين الرضا بألوهيته سبحانه بعبادته و دعائه لا لأنك تكره ما أصابك من مصائب و لكن لأنك تحبه و تحب أسماءه الحسنى و صفاته العليا و تحب طاعته فمثلا اذا دعوت الله أن يرزقك فاجعل هدفك ليس مجرد الحصول على الرزق بل اجعل هدفك عبادته –سبحانه- باسمه الرزاق لأنك تحب الله وتحب كونه رازقا متفضلا منانا و طاعته حيث أمرك بدعائه و اقتداء سنة نبيه عليه الصلاة والسلام قال تعالى:"بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (112) البقرة أسأل الله تعالى أن يجزي عنا نبينا خير الجزاء وجميع من بلّغ عنه و عَلَّمَ علمه
وأسأله تعالى ألا يكلنا الى أنفسنا طرفة عين و أن يجمعني و اياكم مع حبيبنا محمد-عليه الصلاة و السلام- بالرفيق الأعلى انه ولي ذلك و القادر عليه وصلي اللهم و سلم و بارك عليه و على اّله و صحبه أجمعين وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
|
#2
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا
|
#3
|
|||
|
|||
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. اللهم آمين...
نفع الله بك وأسكنك فسيح جناته. آمـين.. |
#4
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا
و اعلموا أن ما في هذا الكلام من حق فهو من الله وحده وما فيه من باطل فمن نفسي الجاهلة الفقيرة أستغفر الله لي و لكم و أسأله تعالى أن يجمعنا برحمته في جنات النعيم و أن ينضر وجوهنا بالنظر الى وجهه الكريم اللهم اّمين
|
#5
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم وأحسن إليكم
|
#6
|
|||
|
|||
و فيكم بارك الله و وفقكم لما يحب و يرضى
انه و لي ذلك و القادر عليه
|
#7
|
|||
|
|||
شكرا جزاك الله خير
اخي في لله محمد تقبل مروري
|
#8
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا و وفقكم لما يحب و يرضى
و تقبل منا و منكم صالح الأعمال
|
#9
|
|||
|
|||
بارك الله بك وجزاك خيرا
|
#10
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا و وفقكم لما يحب و يرضى
ورفع قدركم في الدنيا و الاّخرة
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أمرك, لمن, الأمر, تجده, سلّم, كلّه |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|