الأربـعون النوويــة ( 4 )
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .. ثم أما بعد
·بيان حُسن خُلُق النبى صلى الله عليه وسلم ، وأنه يجلس إلى أصحابه ويستمعون إليه وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم ، وكلما تواضع الإنسان لله يزداد بذلك رفعة لأن من تواضع لله رفعه الله عز وجل
·جواز جلوس الأصحاب إلى شيخهم ومَن يفوقهم ، فهذا مشروع بما لم يُضيّع عليه الأوقات وإلا فلا .. فإنه يجب مراعاة الوقت المناسب لذلك وهل هو مُستعد أم لا .
·فيه منهجية التعلُم : فجبريل عليه السلام علّمنا فى هذا الحديث بعض طُرق العلم والتى منها السؤال والجواب : وقد قال الله عز وجل {فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} وكان الصحابة يسألون النبى صلى الله عليه وسلم حتى نزل قول الله تعالى { لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم } فكانوا يحبون أن يأتى الأعرابى أو مَن بالبادية ليسأل فيستفيدوا هُم من السؤال والجواب . .
فجبريل أراد أن يُعلم الأُمة كلها أن السؤال طريق من طرق العلم ، ولذلك جاء للنبى صلى الله عليه وسلم يسأله عن المهمات .
·على طالب العلم الحرص على حُسن الهيئة حيث ينبغى له عندما يجلس لتعلم القرآن أو الحديث أو أحكام الدين – أحكام الحلال والحرام – ينبغي أن يكون متهيئاً بالنظافة الظاهرة كما هو مُتهيئ بالنظافة الباطنية ، فكما نظّف قلبه وأستعد لطلب العلم وهيّأ ذهنه فكذلك ظاهره يتهيّـأ ، فجبريل عليه السلام جاء شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ولا يظهر عليه غُبار السفر ، وكذلك يجب على طالب العلم أن يُهيئ نفسه بنظافة ظاهره .
·فيه جلسة التعلم : ففى الحديث قال " فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه" وهذه الجلسة أقرها النبى صلى الله عليه وسلم لأنه لم يعترض عليها ، إذاً فهى سُنة ويؤجر عليها إن شاء الله .. وهذه ليست الجلسة الوحيدة المطلوبة ، بل كل جلسة فيها إحترام للمعلم فهى مطلوبة ..