انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > ( القسم الرمضاني )

( القسم الرمضاني ) { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-24-2013, 10:58 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




Icon41 كيف نهيء أنفسنا لرمضان

 


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا تفريغ نصي للشيح محمد مختار الشنقيطي فيه فائدة قيمة لمن أرادت أن تستعد لشهر رمضان الكريم ، أضعه بين أيديكن وأتمنى أن تستفدنَّ منه كما استفدت
جعلني الله و إياكنَّ ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

كيف نهيء أنفسنا لرمضان
الشيخ محمد مختار الشنقيطي.

الذي أوصي به نفسي و إخواني تقوى الله ، فمن اتَّقى الله وقاه، و من اتَّقى الله جعل له من كل همٍّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا و من كل بلاء عافية

و أسعدُ النَّاس في هذه الدنيا من عرف حق الله و أداه على الوجه الذيِّ يُرضي الله .

والصيام فريضة من فرائض الله
ولقد هيأ الله هذه الأمة لهذه الفريضة و يسر لها أحكام صومها.

و المسلم إذا وقف في شهر شعبان ينتظر أن يُبلِّغه الله شهر رمضان
لعلمه بعظيم الأجر و جليل الثواب و الذخر
إذا هو أطاع الله و اتقى الله جلَّ في عُلاه
وقام بفريضة الصِّيام، و أتَّم الصَّلاة و القيام
فإنَّه أسعدُ النَّاس برحمة ربِّه في الدُّنيا و الآخرة.


يقفُ المسلم اليوم وهو يسأل نفسه
كيف يهيئها لدخول هذا الشهر المبارك
شهر الرَّحمات والدرجات و الخيرات و الطاعات

يسأل نفسه كيف يهيئها للرَّحمات والباقيات الصالحات.

يقف المسلم اليوم و هو لا يدري هل يُدرك رمضانَ أم يُدركُه رمضان
يقف اليوم و كلُّه أمل في الله أن يَمد في عمره و أن يبارك له في أجله و أن يرزقه طاعة تُزاد في صفيحة عمله.


يقف المسلم اليوم و هو على أعتاب شهر الصوم
يهيئ النَّفس المطمئنة، الموقنة المؤمنة
لكي تخوض غمار الرحمات فتفوز بما عند الله من الحسنات و الدرجات.

فأول ما يُهيء به نفسه أن يلهج بالدعاء لله سبحانه و تعالى
أن يجعله من أهل هذه الرَّحمة العظيمة، وأن يُبارك له في شعبان و أن يبلِّغَه رمضان
كما صحَّ ذلك عن رسول الله صلَّى الله عليه و سلَّم
فمن الدُّعاء المأثور اللَّهم بارك لنا في رجب و شعبان و بلِّغنا رمضان .


و إذا أراد الإنسان أن يدخل عليه رمضان و هو سعيدٌ بربِّه
موفَق في قوله و عمله عليه أن يُهيء النَّفس لهذا الخير العظيم .

تتهيأ النّفس المؤمنة في ما بينها و بين الله حينما يكون العبد على علم و إلمام و ادراك و شعور بفضل هذه العبادة العظيمة

وماذا يريدُ الله من عبده الصائم القائم
أيُّ شهرٍ هذا الشهر ، إذا عرف المسلم ماذا يريد منه ربَّه

نعم إذا عرف حقيقة هذه العبادة العظيمة
التِّي اختصها الله جلَّ وعلا بمزية هي أعظم ما امتازت به عبادة
و أعظم ما تميَّز به عبد في عبوديته لله سبحانه.

[ كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنَّه لي و أنا أجزي له]


أيُّ عبدٍ يُحب الله صدق المحبة و يؤمن بالله و يوقن بلقائه

يقرأ هذه الكلمات الطيبات المباركات
التِّي زكى الله فيه هذه العبادة الجليلة و هذه العبادة العظيمة

كل عمل ابن آدم له وعدٌ من الله أن يجعل الحسنة بعشر أمثالها وهذا أقل ما يكون من المضاعفة.

إلَّا الصوم فإنَّه لي وأنا أجزي به

سياق الكلام في بيان المثوبة و الجزاء من الله عزَّ وجلَّ على العمل الصالح.

فهو يقول سبحانه في هذا الحديث القدسي
[ كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر]

أمثالها يؤديه جزاءً مضاعف

لكن

لمَّا جاء في الصوم قال إنَّ الصوم ما قال و أنا أجزي به
بل بدأ بشرفه و علو مقامه و درجته فقال إلا الصوم فإنَّه لي.


ما معنى أنَّه لي ؟

أي أنَّه أخلصُ العبادات
و أصدقُ ما يكون العبد عبودية لله حينما يكون صائما

لأنَّه لا يمسك عن الطعام و الشراب إلَّا من أخلص لربِّ الأرباب
يستطيع أن يتوارى عن أنظار النَّاس
يستطيع أن يُفطر و لا يعلم أحد بفطره

لكن

يأبى إلا طاعة الله، و يأبى إلَّا الإخلاص لله عزَّ وجلَّ

و لذلك ابتدأ قبل ثوابه ببيانِ شرفه و مكانته فقال :[إلّا الصوم فإنّه لي]


ثمَّ جاءت البِشارة العظيمة في قوله و أنا أجزي به.

قال بعض العلماء إنَّ العبدَ إذا وقف بين يدي الله عزَّ وجلَّ
وعَظُمت عليه مظالم النَّاس و حقوق النَّاس

يقول أحدهم يا رب هذا شتمني ، يا رب ضربني

يا رب أكل مالي،يا رب فعل بي، يا رب أغتابني

فتكثرُ عليه الخصومة
فيُكثِّر الله ثواب صيامه حتَّى يُخلِّصَه من ذنوب النَّاس و حقوقهم

و لذلك يصير الصوم جُنَّة ووقاية للعبد

وقايةً من النار ووقايةً من الخصومة
بين يدي الجبار ملك الملوك وجبَّار السموات و الأرض

نسأل الله برحمته و جلاله أن يتولانا وأن يرحم ذلَّ مقامِنا بين يديه.

فقال إلَّا الصوم فإنَّه لي و أنا أجزي به

قال بعض العلماء يُضاعف أجر الصوم أضعافًا كثيرة
حتَّى تُغطَّى المظالم، وتُغطَّى المآثم، و تُغطَّى الحقوق
و مصداقُ ذلك
في قوله تعالى :{ إنَّمَا يُوفَّى الصَّابرونَ أجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب} [الزمر10 ].

انظر كيف زكَّى الله الصبر و جعل جزاءه بغير حساب
و بغير حساب من الله ليست بالهِّينة

فهو سبحانه الذِّي أحصى كل شيء عددا

و هو سبحانه الذِّي يتفضلُ بما شاء وكيف شاء ومتى شاء

لا يُسأل عمَّا يفعل سبحانه و تعالى.


[ و أنا أجزي به]
ثمَّ لم يقف الأمر
كلُّ عملٍ ابن آدم من صلاة و زكاة و حج
وغير ذلك من الطاعات ذُكرت في هذا الإجمال

لكنَّ

الصوم يزكيه الله أولا ثم يذكر جزاءه و مثوبته ثانيا

ثم يبيِّن شرفه و مقامه و صورته و جلالته و مكانته

يدعُ طعامه و شرابَه من أجلي

يدع طعامه و شرابه و شهوته من أجلي

أيُّ مقامٍ هذا المقام حينما جاعت الأمعاء و عطِشت الأحشاء

كل ذلك طلبا لمرضاة الله سبحانه وتعالى

أي مقام هذا المقام حينما يصبح العبد في يومه أو يمسي في صومه

و زوجته أمامه و حِبُّه بين عينيه

و يستطيع أن يأتي من لذته و شهوته ما يريد

و لكنَّه يمتنع و يتذكر أنَّه صائم لله فيكبح الجماح

و يلتمس الفلاح و يرجو من الله عزَّ وجلَّ حُسْن العاقبة من حصول النجاح .

يَدَعُ طعامه ثم ما قال الطعام قال طعامه بين يديه مُلْكه

و يستطيع أن يأكله

وشرابه ملكه بين يديه يستطيع أن يشربه

وشهوته من أجلي.

هذه كلها كلمات ينبه الله بها عباده
و يرشِدهم إلى ما هم قادمون عليه و إلى ما هم موفقُون إليه

ولذلك

طوبى ثمَّ طوبى لمن جاع يوم كامل في وجه الله جل جلاله ،
وطوبى ثمَّ طوبى لمن أمسى و هو صائم لله

قد ظمئت أحشاؤه وجاعت أمعاؤه يلتمس المغفرة من الله .

فيا لـ الله كم من شمس يوم في شهر رمضان
غابت فغيَّبت ذنوب العمر و سيئاته


يقف المؤمن يستشعر هذه العبادة

وما فيها من الدروس و العبر

وما فيها من المقامات الجليلة

النَّاس تدع الطعام و الشراب حِمية

و تدع الطعام و الشراب و تتركه خوفا من الأسقام و الآلام

وتدعه بقول الاطباء

و تدعه طلبا للصحة لِما أخبر الحكماء

ولكن

يدع المؤمن كل ذلك طلبًا لمرضاة فاطر الأرض و السَّماء

يلتمس المؤمن من ربِّه

أن يبارك له في عمره علَّ الله أن يبلغه رمضان.

فهو يقف لكي يتضرع لله صادقا من قلبه

أن يبلغه شهررمضان حتى يُزاد في صحيفة العمل

ويعيش تلك الساعات الطيِّبات المباركات.

أدَّب الله عباده و ربَّاهم على الخير في هذا الشهر العظيم تربية إيمانية

ثلاثون أو تسع و عشرون يومًا تمر على المؤمن لكي يُعلَّم أفضلَ ما يعلَّمُه العبد و هو الإخلاص

إنَّ من ترك طعامه وشرابه و شهوته لله

يُعوَّدُ في أيام الصوم كلِّها كيف يكون مخلصًا لله جلَّ جلاله

هذا الإخلاص الذِّي هو أساس الفلاح و أساس الصلاح

و ما قامت السموات و الأرض إلا على الإخلاص

وما أنزل الله كتبه و لا بعث رسله إلا من أجل الإخلاص

{ألا لله الدِّينُ الخَالِص} [الزمر03]

هذه الأيام كلها تمر على الإنسان لكي يُعلَّم كيف يتكلم لله

وكيف يعمل لله و كيف يقدِّم و يؤخر من أجل مرضاة الله جلَّ جلاله

تصوَّر يومًا كاملًا و هو في كل ثانية و دقيقة و ساعة

يلتمس مرضاة الله عزَّ وجلَّ بكبح جماح النَّفس

لكن لوجه الله

و هو يستطيع كما ذكرنا أن يفطر

و أن يُصيب طعامه و شرابه وشهوته

و ينافق و يتظاهرُ بالصِّيام و هو مفطر ولكن يمتنع .أهـ
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-25-2013, 01:53 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

اللَّهم بارك لنا في رجب و شعبان و بلِّغنا رمضان .

جزاكِ الله خيرا يا نصرة
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-28-2013, 05:49 PM
(أم عبد الرحمن) (أم عبد الرحمن) غير متواجد حالياً
نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل
 




افتراضي

جزاك الله خيرا نصرة ونفع الله بك
التوقيع

[C

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 04:18 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.