كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
إذا كانت الهمة عالية تعبت في مرادها الأجسام
إذا كانت الهمة عالية تعبت في مرادها الأجسام من رُزِق همَّة عالية؛ يعذب بمقدار علوِّها، كما قال الشاعر: وإذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجسام وقال الآخر: ولكل جسم في النحول بلية وبلاء جسمي من تفاوت همتي وبيان هذا أنَّ من عَلَت همَّته؛ طلب العلوم كلها، ولم يقتصر على بعضها، وطلب من كل علم نهايته، وهذا لا يحتمله البدن. ثم يرى أنَّ المراد العمل، فيجتهد في قيام الليل وصيام النهار، والجمع بين ذلك وبين العلم صعب. ثم يرى ترك الدنيا ويحتاج إلى ما لا بُدَّ منه، ويحب الإيثار ولا يقدر على البخل، ويتقاضاه الكرم البذل، ويمنعه عزُّ النفس عن الكسب من وجوه التبذُّل[1]، فإن هو جرى على طبعه من الكرم؛ احتاج وافتقر وتأثَّر بدنه وعائلته، وإن أمسك؛ فطبعه يأبى ذلك. وفي الجملة يحتاج إلى معاناة وجمع بين أضداد، فهو أبدًا في نصب لا ينقضي، وتعب لا يفرغ. إن كان فقيهًا، فسُئِل عن حديث؛ قال: ما أعرفه! وإن كان محدِّثًا، فسُئِل عن مسألة فقهية؛ قال: ما أدري! ولا يبالي إن قِيل عنه: مقصر!! والعالي الهمة يرى التقصير في بعض العلوم فضيحة قد كشفت عيبه، وقد أرتِ الناس عورته. والقصير الهمة لا يبالي بِمِنَن الناس، ولا يستقبح سؤالهم، ولا يأنف من ردٍ، والعالي الهمة لا يحمل ذلك. ولكن تعب العالي الهمَّة راحة في المعنى، وراحة القصير الهمة تعب وَشَيْنٌ إن كان ثَمَّ فهمٌ. والدنيا دار سباق إلى أعالي المعالي، فينبغي لذي الهمَّة أن لا يقصِّر في شوطه، فإن سبق؛ فهو المقصود، وإن كَبا جواده مع اجتهاده؛ لم يُلَمْ.
|
#2
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا
|
#3
|
|||
|
|||
جزاكِ الله خيراً
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|