ارجو الاجابة على هذة الاسئلة

[*الفقيرة الى الله*]

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

اخواتى ارجو الاجابة على هذة الاسئلة

س1
يقول الله تعالى فى سورة المدثر
ما سلككم فى سقر لماذا قال ما سلككم ولم يقل ما ادخلكم

س2
قال الله تعالى فى سورة المدثر
كلا انة تذكرة
وفى سورة عبس
قال كلا انها تذكرة
لماذا فى الاية الاولى قالى انة
والاية الثانية قال انها

وجزاكم الله خيرا

[*الفقيرة الى الله*]

اية يا جماعة انتوا فين؟؟؟؟؟؟

[بهجت فاضل]

أقول مستعينا بالله وحده...

سؤالك هذا مرتبط بالعربية والتي ستكون مدخلا لمعرفة الإعجاز في ألفاظ القرآن الكريم (كلام الله)

يقول ابن فارس في كتابه القيم (مقاييس اللغة):
السين واللام والكاف أصلٌ يدلُّ على نفوذ شيءٍ في شيء...

والطَّعْنَة السُّلْكَى، إذا طَعَنَه تِلقاءَ وجهِه. والمسلَكَة: طُرَّةٌ تُشَقُّ من ناحية الثوب. وإنّما سمّيت بذلك لامتدادها. وهي كالسِّكَك.انتهى

ومن هنا يتبين لنا أن السلوك هو الدخول في الشيء والسير فيه مسافة مسافة ممتدة،
أما الدخول فهو مجرد الولوج إلى الشيء كالدخول من الباب فقط أو الوقوف على أول الطريق فنقول دخل الطريق ولا نقول سلكه
فكأن المعنى والله أعلم أن الله تعالى يوبخ أهل النار ... لماذا تجرأتم على سلوك طريق أهل النار وتماديتم في معاصيكم أو كفركم؟

ثم أن السلوك في الشيء يكون بعد الدخول فيه ذلك بأن النار مراحل ودركات تنزل لأسفل عياذا بالله فأهلها يدخلون من عذاب إلى عذاب لا مجرد الدخول فقط

إذن السلوك هو النفاذ في الطريق كما قال تعالى:( فاسلكي سبل ربك ) سورة النحل

وهناك أمر آخر في اللغة :
وهو أن الفعل (سلك من الأفعال المتعدية بنفسها وبالحرف) فهي تحتاج إلى مفعول به
جاء في معجم الأفعال المتعدية:

( سلك ) الطريق وسلك فيها يسلك سلكا وسلوكا دخل فيه وسلك يده في جيبه أدخلها وأسلكه الطريق وأسلكه فيه وأسلكه عليه أدخله فيه وسلك الخيط في الإبرة وسلك السنان في المطعون ) ما سلككم في سقر ( وأسلك الشيء في الشيء أدخله فيه كما يسلك الخيط في الإبرة وأنسلك في الشيء دخل فيه... انتهى

وجاء في كتاب الكليات ـ لأبى البقاء الكفومى وهو معجم في المصطلحات والفروق اللغوية ،

قال: وسلك بمعنى { دخل } لازم وبمعنى { أدخل } متعد نحو { اسلك يدك في جيبك } { فاسلك فيها من كل زوجين اثنين } انتهى.

وعليه فإن من تمادى في الفعل المحرم عوقب عليه وأما من أتاه ثم تركه فلا يعاقب فليس فعلهم مجرد الدخول بل تعدوا ذلك بأن غرقوا في المحرمات،

لأنهم لما تجرأوا على المحرمات ودخلوها بأنفسهم أدخلوها رغما عنهم لأن الله لم يعصمهم من الشيطان فسهل عليهم الحرام

والسؤال الثانى أيضا متعلق باللغة ..
ذكر ابن كثير في قوله تعالى :{ كَلا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ } أي: حقا إن القرآن تذكرة،...
وقال القرطبي : قوله تعالى: (كلا إنه تذكرة) أي حقا إن القرآن عظة...

وقال في الآية الثانية :

" إنها " أي السورة أو آيات القرآن " تذكرة " أي موعظة وتبصرة للخلق (فمن شاء ذكره) أي اتعظ بالقرآن.

قال الجرجاني: " إنها " أي القرآن، والقرآن مذكر إلا أنه لما جعل القرآن تذكرة، أخرجه على لفظ التذكرة، ولو ذكره لجاز، كما قال تعالى في موضع آخر: " كلا إنه تذكرة ".
ويدل على أنه أراد القرآن قوله:
" فمن شاء ذكره " أي كان حافظا له غير ناس، وذكر الضمير، لان التذكرة في معنى الذكر والوعظ.

ولهذا قال صاحب كتاب[ أسرار التكرار في القرآن - الكرماني ]:

قوله (كلا إنه تذكرة) أي تذكير وعدل إليها للفاصلة وقوله إنه تذكرة فمن شاء ذكره وفي عبس إنها تذكرة لأن تقدير الآية في هذه السورة إن القرآن تذكرة وفي عبس إن آيات القرآن تذكرة وقيل حمل التذكرة على التذكير لأنها بمعناه .انتهى

قلت :إذن ضمير المذكر في الآية الأولى (كلا إنه تذكرة) يعود على لفظة القرآن ،
وضمير المؤنث في الآية الثانية (كلا إنها تذكرة)يعود على آيات القرآن...

والله أعلم

منقول