الحذر ..الحذر من تلبيس ابليس

[أم حفصة السلفية]

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

عندما اقتنيت كتاب ( تلبيس ابليس ) ذكرت لي أخت فاضلة بأن استاذة
لهم في الجامعة ذكرت بأن ابليس يجعل هذا الكتاب مركونا لا يقرأه أحد

هذا الكتاب ( تلبيس ابليس ) للحافظ جمال الدين أبي فرج عبد الرحمن
ابن الجوزي

نقتطف من مقدمته ما يلي :
لما أنعم الله على هذا العالم الانسي بالعقل افتتحه الله بنبوة أبيهم آدم
عليه السلام فكان يعلمهم عن طريق وحي الله عز وجل فكانوا على الصواب الى أن انفرد هابيل بهواه فقتل أخاه ثم تشعبت الأهواء بالناس
فشردتهم في بيداء الضلال حتى عبدوا الأصنام واختلفوا في العقائد والافعال اختلافا خالفوا فيه الرسل والعقول اتباعا لأهوائهم , وميلا
الى عاداتهم , وتقليدا لكبرائهم , فصدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه
الا فريقا من المؤمنين .
واعلم أن الأنبياء جاءوا بالبيان الكافي , وتوافقوا على منهاج لا يختلف.
فأقبل الشيطان يخلط بالبيان شبها , وبالدواء سما , وبالسبيل الواضح
جردا مضلا , وما زال يلعب بالعقول الى أن فرق الجاهلية في مذاهب
سخيفة , وبدع قبيحة , فأصبحوا يعبدون الأصنام في البيت الحرام
ويحرمون السائبة والبحيرة والوصيلة والحام , ويرون وأد البنات ,
ويمنعونهن الميراث , فابتعث الله سبحانه وتعالى محمدا
فرفع المقابح وشرع المصالح فسار أصحابه معه وبعده في ضوء نوره ,
فلما انسلخ نهار وجودهم أقبلت أغباش الظلمات , فعادت الأهواء
تنشيء بدعا , ففرق الأكثرون دينهم وكانوا شيعا , ونهض ابليس يلبس
ويزخرف ويفرق ويؤلف .


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :

والله ما أ ظن على ظهر الارض اليوم
أحدا أحب الى الشيطان هلاكا مني فقيل : كيف ؟ فقال والله انه ليحدث
لبدعة في مشرق أو مغرب فيحملها الرجل اليً فاءذا انتهت اليً قمعتها
بالسنة فترد عليه كما أخرجها .


1- الأمر بلزوم السنة والجماعة :
عن جابر بن سمرة قال : خطب عمر الناس بالجابية فقال : ان رسول الله
قام في مثل مقامي هذا , فقال : " من أحب منكم
أن ينال بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة , فاءن الشيطان مع الواحد وهو
من الاثنين أبعد " .


عن معاذ بن جبل رضي الله عنه , أن رسول الله قال :" ان الشيطان ذئبالانسان كذئب الغنم , يأخذ الشاة القاصية والناحية ,فاءياكم والشعابوعليكم بالجماعة والعامة والمسجد " .


وروى أبو داود في سننه من حديث معاوية بن أبي سفيان , أنه قام فقال :
الا ان رسول الله قام فينا فقال : " ألا ان من قبلكم من أهل الكتابافترقوا على ثنتين وسبعين ملة , وان هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين , ثنتان وسبعون في النار , وواحدة في الجنة وهي
الجماعة . وانه سيخرج من أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه " .


- في ذم البدع والمبتدعين :

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله : " من أحدث
في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " .

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي , أنه قال : " من
رغب عن سنتي فليس مني " .


عن عبد الرحمن ابن عمرو السلمي وحجر بن حجر , قالا : أتينا العرباض بن سارية
وهو ممن نزل فيه : ( ولا على الذين اذا ما أتوك لتحملهم , قُلت لا أجد ما أحملكم
عليه ) . فسلمنا وقلنا : أتيناك زائرين وعائدين ومُقتبسين فقال عرباض : صلى بنا
رسول اللهالصبح ذات يوم ثم أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة
بليغة ذرفت منها العيون , ووجلت منها القلوب , فقال قائل : يا رسول الله كأن هذه
موعظة مُودع فماذا تعهدالينا ؟ فقال : " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وانْ
عبدا حبشيا , فاءنه من يعيش بعدي فسيرى اختلافا كثيرا , فعليكم بسنتي وسنة
الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعُضو عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الأمور فاءن كل مُحدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " .

عن يحي بن اليمان قال : سمعت سُفيان الثوري قال : البدعة أحب الى ابليس من المعصية : المعصية يُثاب منها والبدعة لا يُثاب منها .
أثاب الرجل وثاب : رجع .


عن شُعيب بن حرب يقول : سمعت سُفيان الثوري يقول : من سمع من مُبتدع لم ينفعه
الله بما سمع ومن صافحه فقد نقض الاسلام عروة عروة .


ما السٌنة وما البدعة ؟
ان السنة في اللغة : الطريق , ولا ريب في أن أهل النقل والأثر المتبعين آثار رسول الله
وآثار أصحابه هم أهل السنة لأنهم على تلك الطريقة التي لم
يحدث فيها حادث .

والبدعة : عبارة عن فعل لم يكن فابتُدع والأغلب في المبتدعات أنها تصادم الشريعة
بالمخالفة وتوجب التعاطي عليها بزيادة أونقصان .


عن عبد الله ابن أبي سلمة , أن سعد بن مالك سمع رجلا يقول : لبيك ذا المعارج .
فقال : ما كنا نقول هذا على عهد رسول الله .


أخبر رجل عبد الله بن مسعُود أن قوما يجلسون في المسجد بعد المغرب فيهم رجل
يقول : كبروا الله كذا وكذا , وسبحوا الله كذا وكذا , واحمدوا الله كذا وكذا ,
قال عبد الله : فاءذا رأيتهم فعلوا ذلك فائتني فأخبرني بمجلسهم فأتاهم فجلس فلما
سمع ما يقولون قام فأتى ابن مسعُود فجاء - وكان رجلا حديدا - فقال : أنا عبد الله
بن مسعُود والله الذي لا اله غيره لقد جئتم ببدعة ظلما ولقد فضلتم أصحاب محمد
علما . فقال عمرو بن عتبه : أستغفر الله . فقال : عليكم بالطريق
فالزموه ولئن أخذتم يمينا وشمالا لتضلن ضلالا بعيدا .


عن ثوبان , قال : قال رسول الله : " لا تزال طائفة من أُمتي
ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " .


عن أنس بن مالك رضي الله عنه , أن رسول اللهقال : " ان بني
اسرائيل تفرقت احدى وسبعين فرقة فهلكت سبعون فرقة وخلصت فرقة واحدة ,
وان أُمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة يهلك احدى وسبعين وتخلص فرقة " قالوا :
يا رسول الله , ما تلك الفرقة ؟ قال : " الجماعة " .


قال الشيخ أبو الفرج ( اللهم ارحمه) : فاءن قيل : وهل هذه الفرق معروفة ؟
فالجواب , انا نعرف الافتراق و أصول الفرق وان كل طائفة من الفرق قد انقسمت
الى فرق وان لم نُحط بأسماء تلك الفرق ومذاهبها , وقد ظهر لنا من أُصول الفرق :
الحرُورية و القدرية و الجهمية و المُرجئة و الرافضة و الجبرية .

وقد قال بعض أهل العلم : أصل الفرق الضالة هذه الفرق الست , وقد انقسمت كل
فرقة منها على اثنتي عشرة فرقة , فصارت اثنتين وسبعين فرقة .



في التحذير من فتن ابليس ومكايده :
هذا العدو قد أبان عداوته من زمن آدم عليه الصلاة والسلام وقد بذل عمره ونفسه
في فساد أحوال بني آدم .


وقد أمر الله تعالى بالحذر منه فقال سبحانه وتعالى : ( لا تتبعوا خُطوات الشيطان انه
لكم عدوٌ مبين * انما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله مالا تعلمون(

وقال سبحانه وتعالى:

( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء)
وقال سبحانه وتعالى:

( ويريد الشيطان أن يُضلكم ضلالا بعيدا)
وقال سبحانه وتعالى:

( انما يريد الشيطان أن يُوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر
والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون .(



قال الشيخ أبو الفرج ( اللهم ارحمه ) : وينبغي أن تعلم أن ابليس الذي شغله التلبيس
أول ما التبس عليه الأمر فأعرض عن النص الصريح على السجود فأخذ يُفاضل بين
الأصول فقال : ( خلقتني من نارٍ وخلقته من طين ) ثم أردف ذلك بالاعتراض على
الملك الحكيم , فقال : ( أرأيتك هذا الذي كرًمْتَ عَلَيً ) والمعنى أخبرني لم كرمته عليً
غرض ذلك الاعتراض أن الذي فعلته ليس بحكمة ثم أتبع ذلك بالكبر فقال :
) أنا خيرٌ مِنْهُ ). ثم امتنع عن السجود فأهان نفسه التي أراد تعظيمها باللعنة والعقاب .



عن عياض بن حمار قال : قال رسول الله : " يا أيها الناس ان الله
تعالى أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني في يومي هذا أن كل مال نحلته عبدي فهو
حلال , واني خلقت عبادي حنفاء كلهم فأتتهم الشيطين فاجتالتهم عن دينهم , وأمرتهم
ألا يشركوا بي مالم أنزل به سلطانا , وان الله تعالى نظر الى أهل الأرض فمقتهم عربهم
وعجمهم الا بقايا من أهل الكتاب " .



عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله :
" ان ابليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة
يجييء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال : فيدنيه منه أو قال :
فيلتزمه ويقول : نعم أنت " .

وبه قال أحمد وحدثنا أبو نعيم , حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه
يرفعه قال : " ان ابليس قد يئس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينهم " قال
المصنف : انفرد به البخاري والذي قبله مُسلم وفي لفظ حديثه :
قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب .



عن ثابت البناني رضي الله عنه قال : بلغنا أن ابليس ظهر ليحي بن زكرياعليهما السلام فرأى عليه معاليق من كل شيء , فقال يحي : يا ابليس ما هذهالمعاليق التي
أرى عليك . قال : هذه الشهوات التي أصد بهن ابن آدم , قال : فهل لي فيهامن شيء ؟ قال : ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة وثقلناك عن الذكر , قال : فهلغير
ذلك . قال : لا والله . قال : لله عليً أن لا أملأ بطني من طعام أبدا , قال ابليس ,
ولله عليً أن لا أنصح مُسلما أبدا .


وعن الحارث بن قيس رضي الله عنه قال :

اذا أتاك الشيطان وأنت تُصلي فقال :
انك تُرائي فزدها طولا

[نسيم الفجر]

بارك الله فيك ...اللهم احفظنا وإياكم من مكائد الشيطان الرجيم

[أم حفصة السلفية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسيم الفجر

بارك الله فيك ...اللهم احفظنا وإياكم من مكائد الشيطان الرجيم

وفيك بـــــــــــــارك المولي
اللهم آآآآآآآآآآآآآآمين
جزاك الله خيرا حبيبتي نسيم الفجر

[مشتاقة للنقاب]

رائع جدا
جزاكِ الله خيرا اختي

[أم حفصة السلفية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزهراء المغربية

رائع جدا
جزاكِ الله خيرا اختي

وخيرا جزاك واحسن اليك