قال العلماء: لئلا يحركن الرجال بطيبهن، ويلحق بالطيب ما في معناه من المحركات لداعي الشهوة، كحسن الملبس والتحلي الذي يظهر أثره، والزينة الفاخرة.
فإذا كانت المرأة لا تأتي لبيت من بيوت الله بالطيب أو البَخور، مع أن الله أمر بأخذ الزينة للمساجد، فكيف تخرج به عند خروجها للسوق أو المدرسة؟
وقد ورد التشديد في الطيب للنساء، فقال عليه الصلاة والسلام: «أيما امرأة استعطرت فمرّت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية». رواه الإمام أحمد وغيره.
وسبب ذلك:
1 – إما أنها تتسبب في تلك الفاحشة بما تُحرّكه من شهوة برائحة ذلك الطيب
2 – أنها تتحمّل كإثم الزانية بذلك
3 - أو أن ذلك يجرّها للوقوع في الفاحشة
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعطّرت أن تغتسل حتى لو كانت تريد المسجد.
فقد لقيَ أبو هريرة رضي الله عنه امرأةً فوجد منها ريح الطيب ينفح ولذيلها إعصار، فقال: يا أمة الجبار! جئت من المسجد؟
قالت: نعم .
قال: وله تطيبت؟
قالت: نعم.
قال: إني سمعت حبي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تُقبل صلاةٌ لامرأة تطيبت لهذا المسجد حتى ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة». رواه الإمام أحمد وأبو داود، وحسنه الألباني.
" حتى ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة "
ليذهب أثر الطيب وتذهب رائحته.
وطيبُ المرأة ما ظهر لونه وخفي ريحُـه، كما قال عليه الصلاة والسلام.
وإذا خرجت المرأة بذلك الطيب وبتلك الزينة إلى الأسواق، فلا تـمـرّ برجل إلا حرّكت قلبه إلا من رحم الله.
بل منهن من تذهب بتلك العطورات إلى المستشفيات فلا تمرّ بمريض في طريقها إلا ازداد مرضاً وتأخر برؤه ، بل ربما مات بسبب أطيابها !
وهذه ظاهرة خطيرة مُضرّة
فالعطورات مما يضرّ بعض المرضى بل ربما قتل بعضهم.
وقد أحْدَثت بعضُ النساء زينة للسـوق فاخترعن ما يسمينه: مكياج السوق، بل ذكرت بعض الأخوات أنها رأت في دورات المياه الخاصة بالنساء رأت بعض الفتيات عندما تخلع النقاب يُرى أنها وضَعَتْ المكياج والزينة الكاملة للعينين ولما حول العينين، فَعَلى أي شيءً يدلُّ هذا؟
ولم يزل الشيطان يستجريهن ويستهويهن حتى أحدثن مكياج العزاء، وعش رجباً ترى عجباً!
هذه زينة باطنة بالطيب والأصباغ، وزينة ظاهرة باللباس الجالب لأنظار الناس.
فتلبس المرأة الضيّق سواء في اللباس من بنطال ونحوه، أو كان بعباءة ضيّقة مُخصّرة
تقول عنها إحدى الأخوات: فهي أضيق من قميصها الذي تلبسه في منـزلها، فهي مخصّرة جذابة جداً؛ تجعل النحيفة ممتلئة، وتجعل البدينة رشيقة، فتُخفي العيوب، وتُظهر المحاسن والمفاتن، تزيد على ذلك بعض العبارات التي كُتِبت على العباءة، أو الزركشة المُلفتة للنظر.
فما هذه سوى خطوات نزع الحجاب، فَـيَومٌ عباءة فرنسية، وآخر عمانية، وثالث مغربية، وهكذا... حتى يصدق على المرأة قول الشاعر:
تجيء إليك فاقدةُ الصوابِ *** مهتكـةُ العباءة والحجـابِ
وما يُلبس تحت تلك العباءات الفاضحة من ملابسَ ضيقة أو شفافة أشد في الفتنة .
في أحد الشوارع قابلتني بعضُ الفتيات فحرّك الهواء عباءاتَهن فظهرت الملابس الضيقة ( البناطيل ) فأخذن يُمسكن العباءات خوفاً من العتاب والإنكار.
وليس هذا هو الحجاب الذي يُريده الله عز وجل.
إن الحجاب سِترٌ ووقاء... وعِفّةٌ وحياء... وطُهرٌ ونقاء...
إن الحجاب الذي نبغيه مَكرُمةٌ *** لكلِّ حواء ما عابت ولم تَعِبِ
ووالله لا تخرج المرأة بذلك الطيب أو بتلك الملابس الفاتنة لضيق أو لِقصر إلا تحمّلت الإثم مُضاعفاً:
- إثمها هي يوم خرجت متبرّجة
- إثم من جرأتها من النساء على فعل مثل ذلك «ومن سنّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها»
- إثم من فتنته من الشباب.
{لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} [النحل: 25]
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم