انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-28-2010, 06:28 AM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




3agek13 غربة تطبيق السٌنة

 

غربة تطبيق السٌنة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فإنَّ من ظواهر الغربة التي فشت وانتشرت في الأمة ؛ فقدان تطبيق سنن النبي صلى الله عليه وسلم في الحياة اليومية ليس عند العامة ؛ بل حتى عند بعض طلاب العلم،
( وهذه الغربة قد تكون في مكانٍ دون مكان ، ووقت دون وقت، وبين أقوام دون قوم ) ،

وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ
( من صفات هؤلاء الغرباء الذين غبطهم النبي صلى الله عليه وسلم التمسك بالسنة ،
إذا رغب عنها الناس، وترك ما أحدثوه، وإن كان هو المعروف عندهم، وتجريد التوحيد، وإن أنكر ذلك أكثر الناس)
روى الترمذي من حديث كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مِلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
" إِنَّ الدِّينَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْحِجَازِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا وَلَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنْ الْحِجَازِ مَعْقِلَ الْأُرْوِيَّةِ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرْجِعُ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي"
وروى ابن وضاح في البدع والنهي عنها، عن بكر بن عمرو المعا فري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"طوبى للغرباء ، الذين يمسكون بكتاب الله حين يترك ، ويعلمون بالسنة حين تطفأ "
وقال أبو بكر بن عياش:
( السنة في الإسلام أعز من الإسلام في سائر الأديان )
ويقول يونس بن عبيد (رحمهُ الله تعالى):
(ليس شيء أغرب من السنة، وأغرب منها من يعرفها) .

أيها الأخوة في الله: لقد تكاثرت أقوال السلف في بيان هذه الغربة، في أزمانٍ تُعد من أفضل الأزمان، وقرونٍ هي من أفضل القرون بشهادة من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌّ يوحى.
يقول أبو الدر داء- رضي الله عنه-:
لو خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم؛ ما عرف شيئاً مما كان عليه هو وأصحابه إلا الصلاة ).

وقال الأوزاعي: فكيف لو كان اليوم ؟
وقال عيسى بن يونس:
فكيف لو أدرك الأوزاعي هذا الزمان ؟

ونحن نقول : كيف لو رأوا أزمنة تحولت فيها البدعة إلى سنة، والسنة إلى بدعة، والله المستعان .
وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: ما أعرف شيئاً اليوم مما كنا عليه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قلنا له: فأين الصلاة ؟
قال: أولم تصنعوا في الصلاة ما قد علمتم)

وعن ميمون بن مهران قال: لو أن رجلاً أُنشر فيكم من السلف؛ ما عرف غير هذه القبلة.
وعن سهل بن مالك عن أبيه قال: ما أعرف شيئاً مما أدركت عليه الناس إلاَّ النداء بالصلاة ).

وهذه حقيقة واقعة في هذا الزمن، ليس بين عوام الأمة، بل حتى بيّن طلاب العلم أحياناً، فإذا ما قام أحدهم بتطبيق سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ بنظرات الاستغراب تنهال من كلِّ حدبٍ وصوب ،
وكأنَّك فعلت أمراً منكراً، بل أشد من ذلك أحياناً- ولا حول ولا قوة إلا بالله- أن يكون المنكر أخف ،
فكم من الناس من يرتكبُ المعاصي، ومع ذلك لا تجد من ينكر عليهم، ويحتسب في مناصحتهم، أما لو طبق سنةً من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم فهذا إن سلم من العقوبة أحياناً فقد لا يسلم من السكوت عنه،
وأقل الأحوال أن توجه إليه الأنظار !!

وسأذكر لك أخي الكريم نماذج يسيرة من هذه الغربة فمن ذلك:
` إقامة الخطبة قبل صلاة الاستسقاء: كما في حديث عائشة- رضي الله عنها- الطويل ولفظه قالت:
( فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر فكبر وحمد الله عز وجل ثم قال:
" إنكم شكوتم جدب
دياركم، ونزل فصلى ركعتين .."
فتصور لو أنَّ أحد الخطباء خطب بالناس قبل الصلاة ماذا سيحدث له؟
وماذا سيقال عنه ؟

` ما يفعله الإنسان عند الغضب: روى الإمام أحمد في مسنده عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كَانَ يَسْقِي عَلَى حَوْضٍ لَهُ فَجَاءَ قَوْمٌ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يُورِدُ عَلَى أَبِي ذَرٍّ وَيَحْتَسِبُ شَعَرَاتٍ مِنْ رَأْسِهِ ؟
فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا، فَجَاءَ الرَّجُلُ فَأَوْرَدَ عَلَيْهِ الْحَوْضَ فَدَقَّهُ، وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ قَائِمًا فَجَلَسَ ثُمَّ اضْطَجَعَ !!
فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا ذَرٍّ لِمَ جَلَسْتَ ثُمَّ اضْطَجَعْتَ ؟! قَالَ : فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَنَا
" إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ "

فهذه سنةٌ من سنن النبي صلى الله عليه وسلم يغلب على ظني أنَّها قد هجرت من كثيرٍ من الناس حتى لو أردت أن تفعلها ذات يوم والغضب جبلة في الناس لأصبحت محل استغراب الناس ، وكأن حالهم يقول:
يأتي إليه رجلٌ فيغضبهُ ويتكلمُ عليه، أو يكسر له متاعاً ثم يجلس أو يضجع على جنبه ؟!!

ثم تلحظ حرص السلف- رحمهم الله تعالى- على التطبيق العملي للسنة، فأبو ذر قبل أن يعلم الناس، قام هو بفعل السنة ثم علَّمهم ، وهذا يعطينا
درساً في تعليم الناس ودعوتهم، أن نحرص على التطبيق العملي لأنَّ تأثر الناس به أكثر.

` السنة في المشي حافيا: روى أبو داود في سننه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَحَلَ إِلَى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَهُوَ بِمِصْر، فَقَدِمَ عَلَيْهِ فَقَالَ:
أَمَا إِنِّي لَمْ آتِكَ زَائِرًا، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ أَنَا وَأَنْتَ حَدِيثًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ، قَالَ وَمَا هُوَ ؟ قَالَ كَذَا وَكَذَا ،
قَالَ فَمَا لِي أَرَاكَ شَعِثًا وَأَنْتَ أَمِيرُ الْأَرْضِ ؟ قَالَ:
(( إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يَنْهَانَا عَنْ كَثِيرٍ مِنْ الْإِرْفَاهِ)) ،

قَالَ: فَمَا لِي لَا أَرَى عَلَيْكَ حِذَاءً؟
قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :
" يَأْمُرُنَا أَنْ نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا "

وهذه سنة مهجورة، ولو فعلها الإنسان أحياناً لقيل: ما هذا التخلف والرجعية ؟
فكيف لو فعلها مسؤول كبير،أو أمير أو وزير، كفضالة بن عبيد-رضي الله عنه-؟!

` إعفاء اللحية: من السنن الواجبة إعفاء اللحية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
" وفروا اللحى وأحفوا الشوارب "
وقوله صلى الله عليه وسلم :
" أنهكوا الشوارب وأعفوا اللحى " وغيرها من النصوص الشرعية الدالة على تركها وإعفاءها، ومع ذلك فبعضُ المجتمعات لا تكادُ تجد من يستطيع إعفاءها بسببِ ما يواجهُ من ضغطٍ وإكراه، فنسألُ اللهَ تعالى أن ينصر دينهُ وأن يخذلَ أعدائه.

` السنة في لباس الرجل:
روى مسلم في صحيحه عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ مَرَرْت ُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَفِي إِزَارِي اسْتِرْخَاءٌ فَقَالَ:
" يَا عَبْدَ اللَّهِ ارْفَعْ إِزَارَكَ ، فَرَفَعْتُهُ ثُمَّ قَالَ: زِدْ ؛ فَزِدْتُ، فَمَا زِلْتُ أَتَحَرَّاهَا بَعْدُ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِلَى أَيْنَ فَقَالَ:
" أَنْصَافِ السَّاقَيْنِ "
وروى ابن ماجه في سننه عَنْ الْعَلاء بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا فِي الْإِزَارِ؟
قَالَ : نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ لَا جُنَاحَ عَلَيْهِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ وَمَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ
فِي النَّارِ يَقُولُ ثَلَاثًا لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا "

ولعلك أخي الكريم تلحظُ عدم الاستنكارِ على من يسبل إزاره، أو على الأقل تبلد الإحساس لدى الناس، ولكن من رفعَ إزاره كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم
فانظر ما تجد من ملاحقة الأنظار، ومن العتب والتوبيخ والله المستعان .

` لعق الأصابع والصحفة بعد الانتهاء من الطعام ومسح اللقمة إذا وقعت على الأرض ثم أكلها :
روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال: "إنكم لا تدرون في أيهِ البركة "
وفي حديث جابر أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان .."
الحديث رواه مسلم وبعض الناس لو رأى رجلاً يلعق أصابعه بعد الطعام أو يلعق الصحفة لاستقذر ذلك منه، وعدها عادة سيئة، وطريقة رجعية !!

أيها الأخوة في الله: وإذا تساءلنا عن الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة المأسوية مع سنن النبي صلى الله عليه وسلم ، فإننا نقول:

إنَّ هناك عدة أسباب أدت إلى غربة السنة فمن ذلك:::
أولاً : الجهل بالسنن: فكما قيل:
الإنسان عدو ما يجهل، فينشأ المسلم على شيءٍ ويظن أنه هو الصحيح ، فيتشبث بها على أنَّها سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فإذا جاء من يحي السنة قابله بالإنكار،
ورماه بالجهل والبوار، قال الشاطبي رحمه الله
( سبب الخروج عن السنة الجهل بها، والهوى المتبع الغالب على أهل الخلاف ، فإذا كان كذلك ؛ حمل على صاحب السنة أنه غير صاحبها ، ورجع بالتشنيع عليه والتقبيح لقوله وفعله )،

و يقول ابن القيم- رحمه الله- :
( قد غلب الشرك على أكثر النفوس لظهور الجهل ، وخفاء العلم ، فصار المعروف منكراً ، والمنكر معروفاً، والسنة بدعة، والبدعة سنة، ونشأ في ذلك الصغير وهرم عليه الكبير، وطُمست الأعلام، واشتدت غربة الإسلام،
وقلّ العلماء، وغلب السفهاء، ولكن مع هذا لا تزال طائفة من العصابة المحمدية بالحق قائمين،
ولأهل الشرك والبدع مجاهدين، إلى أن يرث اللهُ سبحانه الأرض ومن عليها، وهو خيرُ الوارثين).

وقال محمد بن الفضل البلخي:
( ذهاب الإسلام من أربعة: لا يعملون بما يعلمون، ويعملون بما لا يعلمون، ولا يتعلمون ما لا يعلمون ، ويمنعون الناس من التعلم )

ثانياً : التعصب المذهبي: قد يؤدي التعصب إلى المذهب إلى مخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم بل وصل الأمر ببعضهم أن يكون المذهب وقول الإمام هو الأصل، والقرآن والسنة هي الفرع، يقول أبو حسن الكرخي:
كل آية تخالف ما عليه أصحابنا فهي مؤولة أو منسوخة ، وكل حديث كذلك فهو مؤول أو منسوخ ونقل الرازي عن شيخه المجتهد رحمه الله أنه قال :
شاهدت جماعة من مقلدة الفقهاء ،قرأت عليهم آيات كثيرة من كتاب الله تعالى في بعض المسائل ، وكانت مذاهبهم بخلاف تلك الآيات ،
فلم يقبلوا تلك الآيات ولم يلتفتوا إليها ، وبقوا ينظرون إليّ كالمتعجب ، يعني كيف يمكن العمل بظاهر هذه الآيات ، مع أن الرواية عن سلفنا وردت على خلافها ؟

ولو تأملت حق التأمل وجدت هذا الداء ساريا في عروق الأكثرين من أهل الدنيا
ثالثاً : الانبهار بحضارة الغرب الكافر والهزيمة النفسية :
أدى هذا السبب إلى ترك بعض السنن النبوية ، خاصة في هذا الزمن الذي غزا الإعلام الغربي ديار الإسلام وهيمن عليها فأصبح يصور للناس
أن ما خالف حضارتهم فيعد تخلف ورجعية ، وتقهقر ووحشية ، ورجوع إلى العصور الحجرية ،
فإذا بفئام من الناس تستحي أن تطبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم خشية أن يوصموا بهذه الصفات ،ولذلك تلحظ عندما يذهب بعض المسلمين إلى ديار الكفر
تجد أن بعضهم يتخلى عن بعض معالم دينه ؛ فإذا بالمرأة مثلا تدع حجابها ، وإذا بالرجل أحيانا يتخلف عن أداء الصلوات ، ويستحي من رفع الأذان في المطارات أو في أماكن عامة كالحدائق والمنتزهات .
والله المستعان .

رابعاً : عدم تعظيم السنة في القلوب :
ولذلك يسأل كثير من الناس عن العمل الذي توجهه إليه هل هو سنة أم واجب ؟
فإذا قلت سنه ، قال الأمر يسير والدين يسر والله تعالى غفور رحيم ، وهكذا يتساهل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم حتى تنعدم بين الناس ويعد من يفعلها غريباً.ولذلك جاءت أقوال السلف في بيان عظمة السنة ووجوب
الأخذ بها والتشديد في من تهاون بها فمن ذلك ما قاله ابن عباس رضي الله عنهما : يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ؛ أقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتقولون : قال أبو بكر وعمر ؟
وقال الإمام أحمد : عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته ، ويذهبون إلى رأي سفيان .
والله تعالى يقول :
(( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))
[النور:63]
أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة : الشرك ؛ لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك .
وقال الشافعي : أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد

وقال الحميدي : كنت بمصر
فحدث محمد بن إدريس الشافعي بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رجل : يا أبا عبدالله تأخذ بها ؟ فقال : إن رأيتني خرجت من الكنسية أو ترى علىّ زنارا ؟! إذا ثبت عندي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قلت به وقولته إياه ولم أزل عنه ، وإن هو لم
يثبت عندي لم أقول إياه ، أترى على زناراً حتى لا أقول به . وقال الربيع بن سليمان سأل رجل الشافعي عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم فقال له الرجل :
فما تقول ؟ فارتعد وانتفض وقال : أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقلت بغيره . وقال الربيع أيضا سمعت الشافعي وذكر حديثا فقال له رجل : تأخذ بالحديث ؟ فقال لنا :
ونحن خلفه كثير أشهدوا أني إذا صح عندي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم آخذ به فإن عقلي قد ذهب

خامساً : خوف العجب والشهرة :
فبعض الناس قد يترك السنة في زمن الغربة خوفا من فساد نيته بما يدخل عليه من العجب والشهرة المنهي عنها !!

فكأنه يقول : اترك السنة في زمان الغربة خوف الشهرة ودخول العجب !!
وهذا لاشك خطأ فادح فلو قلنا به لترك كثير من الأحكام الشرعية بحجة خوف العجب والشهرة وكما قيل ترك العمل من أجل الناس شرك والعمل من أجل الناس رياء .
سادساً : عدم وجود من يعمل بها
فيخشى من يطبقها الإنكار عليه ، وقد أشار إلى هذا المعنى الإمام الشاطبي حينما قال :
" كان بعضهم تسرد عليه الأحاديث الصحيحة في خيار المجلس ونحوه من الأحكام ؛ فلا يجد له معتصما إلا أن يقول : هذا لم يقل به أحد من العلماء ..

سابعاً : كثرة البدع :
فالمجتمع الذي تنتشر فيه البدع تغيب فيه السنن حتى تصبح السنة غريبة وقد دل على هذا المعنى كلام جماعة من السلف رحمهم الله : وقال حسان بن عطية المحاربي :
" ما ابتدع قوم بدعة في دينهم ؛ إلا نزع الله من سنتهم مثلها ، ثم لا يعيدها عليهم إلى يوم القيامة

وقال ابن سيرين : ما أحدث رجل بدعةً فراجع سنة


لترك السنن أثاره الخطيرة فمن ذلك::::
أولاً : البعد عن الله تعالى : كما جاء في حديث أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ
قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَيْهِمْ فَقَالَ "أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي "
فظاهر من هذا الحديث أن مراد هؤلاء التقرب إلى الله تعالى بهذا الفعل ومع ذلك قاله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم : " من رغب عن سنتي فليس مني" .
يقول أيوب السختياني :ما ازداد صاحب بدعةٍ اجتهادا إلا ازداد من الله بُعداً "
ولا أدل على ذلك ما يفعله الخوارج فإنهم يمرقون من الدين مع ظنهم أنهم يتقربون إلى الله تعالى بفعلهم حتى قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم :
" يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ وَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ يَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا يَرَى شَيْئًا وَيَنْظُرُ فِي الْقِدْحِ فَلَا يَرَى شَيْئًا وَيَنْظُرُ فِي الرِّيشِ فَلَا يَرَى شَيْئًا وَيَتَمَارَى فِي الْفُوقِ "
ثانياً : الضلالة عن الهدي : يقول الله تعالى:
(( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ))
(طه:123-124) .
قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية :
تضمن الله لمن قرأ القرآن واتبع ما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة

وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما مسكتم بهما : كتاب الله وسنة نبيه " فمن أعرض عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم فإن الضلال طريقه والحيرة مصيره .
ففي حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ،وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة "
وفي رواية :
" وكل ضلالة في النار "
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : " يا معشر القراء خذوا طريق من كان قبلكم ، فو الله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا "
ثالثاً التفرق :
يقول الله تعالى :
(( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ )) (الأنعام:153).
ولقد صارت الفرقة قرينة البدعة والانحراف عن الحق والغلو في الدين كما أن السنة قرينة الجماعة فيقال : أهل السنة والجماعة .


منقول للفائدة
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-28-2010, 12:40 PM
جمال حمزة جمال حمزة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Ramadhan05

( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )
صدق الله العظيم
حفظكم الله وجزاكم الخير الكثير لنقلكم المفيد الهام لمن القى السمع ....
وتقبل منكم وجعله فى ميزانكم
آمين
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-28-2010, 02:40 PM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال حمزة مشاهدة المشاركة
( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )
صدق الله العظيم
حفظكم الله وجزاكم الخير الكثير لنقلكم المفيد الهام لمن القى السمع ....
وتقبل منكم وجعله فى ميزانكم
آمين
اللهم آآآآآآآآآآآآمين
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
السٌنة, تطبيق, عربة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 07:08 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.