انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة

ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-28-2011, 05:41 PM
ابوعمار الاثري ابوعمار الاثري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

 

الحمد الله و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم

السلام على الاخوة

اولا المظاهرات ليست تشبه بالكفار في اعتقادي

ذكر ابن الجوزي في المنتظم:( واجتمع في يوم الخميس رابع عشر المحرم خلق كثير مــــن الحربية ، والنصرية ، وشارع دار الرقيق ، وباب البصرة ، والقلائين ، ونهر طابق ، بعد أن أغلقوا دكاكينهم ، وقصـدوا دار الخلافة وبين أيديهم الدعاة والقراء وهم يلعنون أهل الكرخ – أي منكرين لبدعة إظهار شتم الصحابة التي وقعت من أهل الكرخ – واجتمعوا وازدحموا على باب الغربة ، وتكلموا من غير تحفظ في القول فراسلهم الخليفة ببعض الخدم أننا قد أنكرنا ما أنكرتم ، وتقدمنا بأن لا يقع معاودة , فانصرفوا) (المنتظم ) و ذكر الامام الخلال مثله في الامر بالمعروف و النهي عن المنكر
ثانيا ليس كل فعل يفعله الكافر يعد في حق المسلم تشبه

ثالثا وجود بعض المنكرات في بعض المظاهرات لا يسقطها بالكلية
فقد قال الإمام الشوكاني:( قوله: فصل ويجب إعانة الظالم على إقامة معروف أو إزالة منكر.
أقول: قد قررنا فيما سبق أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم الفرائض الإسلامية وأهم الواجبات الدينية والظالم إذا قام بذلك فقد قام بحق وإذا احتاج إلى من يعينه على ذلك كانت إعانته واجبة؛ لأنها إعانة على حق وقيام لأجل الحق لا لأجل الظالم نفسه.
ومن هذا القبيل إعانة الأقل ظلما من الفسقة على الأكثر ظلما إذا كان يندفع بهذه الإعانة ظلم الأكثر ظلما أو بعضه فإن هذا داخل تحت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ( السيل الجرار)


وهذا لانه يجب قياس المصالح مع المفاسد المترتبة

ثم ان الواقع في مصر ينطبق مع قول الامام بن حزم و القرطبي حيث قال القرطبي في المفهم موافقا لابن حزم

(فإن أمر بمعصية فلا تجوز طاعته في تلك المعصية قولاً واحدًا، ثم إن كانت تلك المعصية كفرًا: وَجَبَ خَلْعُه على المسلمين كلهم. وكذلك: لو ترك إقامة قاعدة من قواعد الدين؛ كإقام الصلاة، وصوم رمضان، وإقامة الحدود، ومَنَع من ذلك. وكذلك لو أباح شرب الخمر، والزنى، ولم يمنع منهما، لا يختلف في وجوب خَلْعِهِ).

و الحاكم لم يبيح الخمر فقط بل اقام مصانع الخمور (مثل النيل للمشروبات) مع اعطاء الرخصة من الدولة بيع الخمور و كذلك لم يعاقب القانون على الزنى و حدث ولا حرج !!!!!!!!!

و الله انها لاحدى الكبر
اثبت الحجر ثم انقش


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-05-2011, 04:27 PM
ابو جندل المصري ابو جندل المصري غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

وفي الأخير أختم هذا الجواب بكلام نفيسٍ للإمام ابن القيِّم -رحمه الله- في معرض بيانه لشروط الإنكار حيث يقول ما نصُّه: «أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم شرع لأمَّته إيجاب إنكار المنكر ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبُّه الله ورسوله، فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله؛ فإنه لا يسوغ إنكاره وإن كان الله يُبغضه ويمقت أهله، وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم؛ فإنه أساس كلِّ شرٍّ وفتنةٍ إلى آخِر الدهر، وقد استأذن الصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قتال الأمراء الذين يؤخِّرون الصلاة عن وقتها، وقالوا: أفلا نقاتلهم ؟ فقال: «لاَ، مَا أَقَامُوا الصَّلاَةَ» (١١)، وقال: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ مَا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ وَلاَ يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَتِهِ» (١٢)، ومن تأمَّل ما جرى على الإسلام في الفتن الكبار والصغار رآها من إضاعة هذا الأصل وعدم الصبر على منكرٍ، فطلب إزالته فتولَّد منه ما هو أكبر منه؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرى بمكَّة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها، بل لَـمَّا فتح الله مكَّة وصارت دار إسلامٍ عزم على تغيير البيت وردِّه على قواعد إبراهيم، ومنعه من ذلك -مع قدرته عليه- خشيةُ وقـوع ما هو أعظم منه من عدم احتمال قريشٍ لذلك لقرب عهدهم بالإسلام وكونهم حديثي عهد بكفرٍ، ولهذا لم يأذن في الإنكار على الأمراء باليد؛ لما يترتَّب عليه من وقوع ما هو أعظم منه كما وُجد سواءً»(١٣).
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
«إعلام الموقّعين» (3/4).


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-05-2011, 04:33 PM
ابو جندل المصري ابو جندل المصري غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

وهذا كتاب
بعنوان
حكم الشريعة في الاحداث
((صرخة لامة ملئ حبها قلبى))
انما انا النذير العريان

لفضيلة الشيخ
محمد بن عبد الرءوف شاهين
(من تلامذة العلامة ابو اسحاق الحوينى)

رابط التحميل
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-05-2011, 07:14 PM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

هذا هزلٌ لا شك !

نقول تنقلها بعد نقول وُضعت ، فصارت نقول ، ونقول أخرى ، وليس ثمة نقاش ، أو تمحيص للنقول ، أو وضع للأمور في موضعها وربط للأدلة بمناطاتهـا ..

أقول : هل لديك الأهلية الشرعية لنناقش المسألة أم ليس كذلك ؟!

العلم ليس مجرد نقول تُكدس ، المناقشة تعني النظر في المنقولات ، بوزنها أولا على ميزاني الكتاب والسنة ، ثم التأمل في علاقتها بواقعنـا ، ونخرج بفائدة بعد هذا .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-06-2011, 12:44 AM
ابو جندل المصري ابو جندل المصري غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الملك بن عطية مشاهدة المشاركة
هذا هزلٌ لا شك !

نقول تنقلها بعد نقول وُضعت ، فصارت نقول ، ونقول أخرى ، وليس ثمة نقاش ، أو تمحيص للنقول ، أو وضع للأمور في موضعها وربط للأدلة بمناطاتهـا ..

أقول : هل لديك الأهلية الشرعية لنناقش المسألة أم ليس كذلك ؟!


العلم ليس مجرد نقول تُكدس ، المناقشة تعني النظر في المنقولات ، بوزنها أولا على ميزاني الكتاب والسنة ، ثم التأمل في علاقتها بواقعنـا ، ونخرج بفائدة بعد هذا .


ما شاء الله
يعنى ياخى انا لما انقل كلام علماء (مثل ما انت نقلت)
يكون هزل
كيف بالله عليك
هل لانى رفعت رابط لكتاب لشيخ يرد على الكتاب للشيخ ممدوح جابر
وعلى فكرة
الكتاب الذى نشرته انا الان له طبعا ثانية وهى انقح واوضح
ولكن انا لم ات به بعد
اظن ان حضرتك اصلا لم تستطع الرد على الادالة من اجل هذا تذهب بالموضوع لنقاش
وانا عموما مستعد لمناقشتك
ياخى اقولك شئ مهم جدا
ياريت نترك النقاش الان
اجعلها بعد هذا الشهر ليكون عندى وقت لمناقشة حضرتك
ولى رجاء عند حضرتك
اذا اردت ان تناقشنى ناقشنى ويبقى بيننا الود والاسلام وروحه
لاننا ولو احتلفنا في مسألة فنحن متفقون في اصول كتير طبعا

وليكون هذا شعارنا في المناقشة

قال يحي بنمعاذ
ليكن حظالمؤمن منك ثلاثة:إن لم تنفعه فلا تضره،وإن لم تفرحهفلا تغمه،وإن لم تمدحه فلا تذمهجامع العلوم والحكم 2 / 283

نقل ابن مفلح عن شيخ الإسلام :
( أن هجر المسلم العدل و مقاطعته و تحقيره من الكبائر ).

والله المستعان
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-05-2011, 08:02 PM
حفيد ابن تيمية حفيد ابن تيمية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكم الله خيراً أخي عبد الملك وكذلك الشكرُ موصولاً لجميع الإخوة على مشاركاتهم التي أثرت الموضوع , ولي عودةٌ إن شاء الله تعالى
أستودعُكُمُ اللـه . . .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-06-2011, 07:25 PM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

هذه مشكلة ، إذا كنتَ لا تدركُ الفرق بين الإنشاء والرد !

أنا أنشأتُ هذا الموضوع ، وقدمتُ فيه بحثًا ، وهذا لا مشكلة فيه ..

لكن من يأتي ليرد على بحث بنقل بحثٍ آخر ، من يريد مناقشة بحثٍ بنقل صفحات طوال - مجرد نقل - ، ولا يفهم معنى كلمة ( منتدى ) الذي تكون فيه الردود إثارية لنقاط تُناقش مع المحاور !

مرة أخيرة : هل لك أن تتركَ هذا الأسلوب الفوضوي المرفوض ، وتناقش ؟!

إن كنتَ تحب أن يكون هذا بعدَ رمضان فلا بأس ، لكن لا تستفزنـا بنقولات - مجرد نقولات - عند قياسها على الواقع نجد فروقا كبيرة مؤثرة ..

في انتظار جوابك النهائي ..
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-06-2011, 09:51 PM
ابو جندل المصري ابو جندل المصري غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الملك بن عطية مشاهدة المشاركة
هذه مشكلة ، إذا كنتَ لا تدركُ الفرق بين الإنشاء والرد !

أنا أنشأتُ هذا الموضوع ، وقدمتُ فيه بحثًا ، وهذا لا مشكلة فيه ..

لكن من يأتي ليرد على بحث بنقل بحثٍ آخر ، من يريد مناقشة بحثٍ بنقل صفحات طوال - مجرد نقل - ، ولا يفهم معنى كلمة ( منتدى ) الذي تكون فيه الردود إثارية لنقاط تُناقش مع المحاور !

مرة أخيرة : هل لك أن تتركَ هذا الأسلوب الفوضوي المرفوض ، وتناقش ؟!

إن كنتَ تحب أن يكون هذا بعدَ رمضان فلا بأس ، لكن لا تستفزنـا بنقولات - مجرد نقولات - عند قياسها على الواقع نجد فروقا كبيرة مؤثرة ..


في انتظار جوابك النهائي ..


طيب ياخى انا في حوارى مع حضرتك قلت لك لا تتهكم بالكلام (( فوضوى - واستفزاز -)) وان اختلفنا في مسألة فنحن متفقون في كثير
والان تقول واقع
طيب ياخى هنتظرك بعد رمضان
لكن
الحق احق ان يتبع
ولله الحمد
الشيخ نقل فتاوى عن الشيخ البراك حفظه الله لانه من تلاميذ العلامة ابن باز
ولم ينقل فتوى
الشيخ العلامة عبد المحسن العباد (من تلاميذ ابن باز)
الشيخ العلامة عبد العزيز الراجحى (من تلاميذ ابن باز )
الشيخ العلامة الفوزان (من تلاميذ ابن باز)
الشيخ العلامة اللحيدان (من تلاميذ ابن باز)
في المظاهرات وما حدث في مصر خاصة
وانا سانتظر انتهاء الشهر
وعموما بما انك اتهمتنى انى مستفز وفوضوى
مش هرد

قال الإمام مالك بن أنس - رحمه الله - :
أدركت بهذه البلدة - يعني المدينة - أقواماً لم تكن لهم عيوب ، فعابوا الناس ؛ فصارت لهم عيوب .
وأدركت بها أقواماً لهم عيوب ، فسكتوا عن عيوب الناس ؛ فنُسيت عيوبه
" .



بينى وبينك الدليل والنقاش
وكل عام وانت الى الله اقرب وكل من في منتدانا الطيب
ورمضان مبارك عليكم
في معية الله
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-18-2011, 06:50 PM
أبو عبد الله محمد السيوطي أبو عبد الله محمد السيوطي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يا أخي الفاضل .... هب أن المظاهرات وسيلة مباحة في الأصل ...... فاذا استخدمت في منابذة الحاكم كان لها نفس حكم المنابذة

و اقرأ الاّتي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد و على اّله و صحبه أجمعين و بعد
يقول تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(59) " النساء
و يقول سبحانه : " فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(65) " النساء
و يقول جل شأنه : " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا(36) " الأحزاب
فرسولنا صلى الله عليه و سلم لم يترك خيرا الا و أمرنا به و لم يترك شرا الا و حذرنا منه قال أبو ذر رضي الله عنه: «ما ترك النبي صلى الله عليه وسلّم طائراً يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علماً» رواه أحمد
و يقول تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَبَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شيء} (النحل 89) ، فما من شيء يحتاج الناس إليه في معادهم ومعاشهم إلا بينه الله تعالى في كتابه إما نصّاً أو إيماء وإما منطوقاً وإما مفهوماً.
و يقول تعالى : {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَآ أَرْسَلْنَكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً} (النساء 80) ، {وَمَآءَاتَكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (الحشر 7)
يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله : " أيها الأخوة: إذا تقرر ذلك عندكم فهل النبي صلى الله عليه وسلّم توفي وقد بقي شيء من الدين المقرب إلى الله تعالى لم يبيّنه؟
أبداً فالنبي عليه الصلاة والسلام بين كل الدِّين إما بقوله، وإما بفعله، وإما بإقراره إما ابتداءاً أو جواباً عن سؤال، وأحياناً يبعث الله أعرابياً من أقصى البادية ليأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم يسأله عن شيء من أمور الدين لا يسأله عنه الصحابة الملازمون لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ولهذا كانوا يفرحون أن يأتي أعرابي يسأل النبي صلى الله عليه وسلّم عن بعض المسائل. ويدلك على أن النبي صلى الله عليه وسلّم ما ترك شيئاً مما يحتاجه الناس في عبادتهم ومعاملتهم وعيشهم إلا بينه يدلك على ذلك قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نعمتي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً} (المائدة 3) ." اه
و قد ورد بسند حسن لغيره قوله صلى الله عليه و سلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به "
و ليس العكس بأن يكيف الانسان قول رسول الله صلى الله عليه و سلم طبقا لهواه ..... فتنبه
و من حسن الأدب مع كلام رسول الله ألا نخصص عمومه و لا نقيد مطلقه الا بدليل معتبر عن الله أو رسوله
و قد ظهر علينا أخيرا من يقيد و يخصص قول رسول الله صلى الله عليه و سلم محتجا بكلام فلان و فلان و نقل فلان اجماع الفقهاء على كذا و كذا .. و لم يكلفوا أنفسهم هل هذا اجماع معتبر أم مضطرب ....و هل يوافق النصوص أم يخالفها

فالأدلة الشرعية المعتبرة هي الكتاب و السنة و القياس و الاجماع ....... و لا ينتقل من الكتاب و السنة الى القياس و الاجماع الا اذا عدم النص الصريح في المسألة كما في حديث معاذ المشهور أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: " كَيْفَ تَقْضِي؟" قَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ اللهِ. قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللهِ". قَالَ: فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ" ( رواه الترمذي و أحمد و أبو داود و غيرهم و حسنه شيخ الاسلام و الحافظ بن كثير و رد ابن القيم على من ضعفه .. و حسنه الشوكاني و ابن باز رحم الله الجميع )

و معلوم أن الكتاب و السنة لا تتعارض نصوص بعضهما البعض لأنها صادرة عن شارع حكيم لا يتعارض قوله و يتضارب
يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله : " ولا يمكن أن يصدر عن الصادق المصدوق قول يكذب له قولاً آخر، ولا يمكن أن يتناقض كلام رسول الله صلى الله عليه وسلّم أبداً، ولا يمكن أن يرد على معنى واحد مع التناقض أبداً، ومن ظن أن كلام الله تعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلّم متناقض فليعد النظر، فإن هذا الظن صادر إما عن قصور منه، وإما عن تقصير. ولا يمكن أن يوجد في كلام الله تعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلّم تناقض أبداً. " اه
و لكن ماذا اذا تعارض اجماع "الفقهاء" – مثلا – مع نص من النصوص؟ هل نجعل الاجماع حاكما على النص فنقيد به المطلق و نخصص به العام؟
و هناك من يتعللون بقولهم ... نعم نحن نؤمن بهذا النص و لكنه لا ينطبق على الواقع قلت و هل هذه النصوص موجهة الى زمان دون زمان أو أشخاص دون أشخاص؟!!!
يقول حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَقَدْ خَطَبَنَا النَبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً مَا تَرَكَ فِيهَا شَيْئًا إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلاَّ ذَكَرَهُ، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ؛ إِنْ كُنْتُ لأَرَى الشَّيْءَ قَدْ نَسِيتُ فَأَعْرِفُ مَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ إِذَا غَابَ عَنْهُ فَرَآهُ فَعَرَفَهُ ( متفق عليه )
و هناك دليل خاص يبطل ما قاموا به في مسألة التكييف الفقهي للثورات .......... يقول صلى الله عليه و سلم : " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعهاثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذاشاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذاشاء الله أن يرفعها، ثم تكون """ملكا جبريا""" فتكون ما شاء الله أن تكون، ثميرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت ". رواه أحمد و الطيالسي و حسنه الألباني و شعيب الأرناؤوط

و هذا من أعلام نبوته صلى الله عليه و سلم ...... و هناك من حمل الحديث من العلماء المتقدمين على عمر بن عبد العزيز و هذا لا وجه له .... يقول الألباني رحمه الله : " ومن البعيد عندي حمل الحديث على عمر بن عبد العزيز، لأن خلافته كانت قريبة العهد بالخلافة الراشدة ولم تكن بعد ملكين: ملك عاض وملك جبرية،والله أعلم."اه

فكيف -و هو صلى الله عليه و سلم الذي أخبرنا ذلك -..... لا ينبهنا أن الملك الجبري مستثنى من أحاديث النهي عن الخروج كما يزعم البعض بحجة أنه طالما لا بيعة اذن يجوز الخروج
و الملك الجبري ... يقول الملا القاري رحمه الله :(ثُمَّ تَكُونُ) أَيِ: الْحُكُومَةُ (مُلْكًا جَبْرِيَّةً) أَيْ: جَبْرُوتِيةٌ وَسُلْطَةٌ عَظَمُوتِيةٌ (فَيَكُونُ) أَيِ: الْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ (" مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا اللَّهُ تَعَالَى) أَيِ: الْجَبْرِيَّةَ، (" ثُمَّ تَكُونُ ") أَيْ: تَنْقَلِبُ وَتَصِيرُ (" خِلَافَةً ") وَفَى نُسْخَةٍ بِالرَّفْعِ، أَيْ: تَقَعُ وَتَحْدُثُ خِلَافَةٌ كَامِلَةٌ (" عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ ") أَيْ: مِنْ كَمَالِ عَدَالَةٍ، وَالْمُرَادُ بِهَا: زَمَنُ عِيسَى - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَالْمَهْدِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ. اه
و يقول الشيخ حسن أبو الأشبال : " (ثم يكون ملكاً جبرياً) وهو الذي تمر به الأمة اليوم، فالملك الجبري: أن يؤتي بهؤلاء السلاطين والحكام "بغير اختيار" من شعوبهم ولا اقتراع ولا انتخاب ولا رضا، وإنما جيء بهم فجثموا على صدور شعوبهم، وهم يعلمون أن الذي جاء بهم قادر على أن يذهب بهم مرة أخرى؛ ولذلك "يعقدون الولاء" لهم، فهم حكام في بلادهم لتنفيذ مصالح الغرب، وكنا من قبل نقول: لتنفيذ مصالح الغرب والشرق، وإن شاء الله غداً لا يكون هناك غرب بإذن الله تعالى، ولا يبقى إلا الإسلام عزيزاً منتصراً ما دام "الناس" ""يرجعون"" إلى دينهم، ويطيعون الله تعالى، ويطيعون النبي صلى الله عليه وسلم. " اه

و الأحاديث الناهية عن الخروج على الحكام لم تحدد هل المقصود هم حكام الخلافة فقط أم المقصود فترة الملك العاض فقط أم فترة الملك الجبري فقط ......... بل جاءت الألفاظ عامة و هو صلى الله عليه و سلم قد أوتي جوامع الكلم و لا يتكلم الا بوحي و لا ينطق عن الهوى ..... فكيف يكون صلى الله عليه و سلم عالم بهذه المراحل التي يمر بها الحكم و لا يخبرنا أن هذه النصوص لا تنطبق على الملك الجبري كما يزعمون ؟!!!
و ها هي النصوص :
1 – حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ جُنَادةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ، قُلْنَا: أَصْلَحَكَ اللهُ، حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهِ، سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ، فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا، أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأُثْرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ إِلاَّ أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ" ( متفق عليه )
فهل في هذا الحديث دليل على أن فترة الملك الجبري مستثناة من هذا الحكم؟
هل في هذا الحديث ما يدل على أنه خاص بفترة الصحابة فقط؟
و هنا مسألة ....... من هم أهل الأمر المذكورين في قوله "وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ إِلاَّ أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ" ؟
قولان :
أحدهما ... أهل الأمر أي مستحقيه الذين يؤدونه على أكمل وجه كما يقال .. أنت أهل لهذه الوظيفة
و هذا باطل لأنه جاء في نفس الحديث : " وَأُثْرَةٍ عَلَيْنَا " و الأثرة هي استئثار أولياء الأمور بالأموال و أعراض الدنيا لهم و لذويهم و خاصتهم .... فكيف مع ذلك يكونون أهلا للأمر بمعنى مستحقينه؟!!!
الثاني ... أهل الأمر أي أصحاب الأمر الذين يتولونه
كما يقال .. أهل البيت أي أصحاب البيت ... و هذا هو الصحيح
و في هذا الحديث أسلوب قصر واضح بالنهي عن المنازعة ثم استثاء الكفر البواح الذي عندنا من الله فيه برهان .... و الاستثناء هو اخراج بعض أفراد العام ب" إِلاَّ "
فقوله " وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ " ... حكم عام
و قوله " إِلاَّ أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ" ..... هذا مستثنى من الحكم العام


2-عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ» ، قَالُوا: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟ - و في لفظ : أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ - قَالَ: «لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ» و في اللفظ الاّخر فَقَالَ: «لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ» رواه مسلم و أحمد و الترمذي و ابن حبان و الطبراني
يقول الملا القاري : (قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ) أَيْ أَفَلَا "نَعْزِلُهُمْ" وَلَا نَطْرَحُ عَهْدَهُمْ وَلَا نُحَارِبُهُمْ (عِنْدَ ذَلِكَ) أَيْ إِذَا حَصَلَ مَا ذُكِرَ (قَالَ: لَا) أَيْ لَا تُنَابِذُوهُمْ (مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ) أَيْ مُدَّةَ إِقَامَتِهِمُ الصَّلَاةَ فِيمَا بَيْنَكُمْ ; لِأَنَّهَا عَلَامَةُ اجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ فِي الْأُمَّةِ، قَالَ الطِّيبِيٌّ: فِيهِ إِشْعَارٌ بِتَعْظِيمِ أَمْرِ الصَّلَاةِ وَأَنَّ تَرْكَهَا مُوجِبٌ لِنَزْعِ الْيَدِ عَنِ الطَّاعَةِ كَالْكُفْرِ عَلَى مَا سَبَقَ فِي حَدِيثِ عُبَادَةَ: إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا. الْحَدِيثَ وَلِذَلِكَ كَرَّرَهُ وَقَالَ: (أَلَا) لِلتَّنْبِيهِ (مَنْ وُلِّيَ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ مِنَ التَّوْلِيَةِ بِمَعْنَى التَّأْمِيرِ أَيْ أُمِّرَ (عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ) أَيِ الْمُوَلَّى عَلَيْهِ الْوَالِيَ (يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ) إِشَارَةٌ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} [الشعراء: 216] وَالْمَعْنَى فَلْيُنْكِرْهُ بِقَلْبِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ بِلِسَانِهِ (وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ) أَيْ بِالْخَلْعِ وَالْخُرُوجِ عَلَيْهِ. اه
فهل يقول عاقل أن المقصود بالحديث هم الصحابة فقط؟!!! أو أن الحديث لا ينطبق على فترة الملك الجبري التي أخبرنا بها صلى الله عليه و سلم؟!!! ....... كيف و هو صلى الله عليه و سلم قد أوتي الحكمة و جوامع الكلم
و قد زعم البعض أن الحديث يدل على أن المنابذة لا تكون الا بالسيف ....... مستدلين بسؤال الصحابة للنبي صلى الله عليه و سلم في أحد ألفاظ الحديث " أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ " .... و هذا استدلال بين الضعف لكل ذي عقل مفكر ... و لكن لنناقش المسألة من الناحية الأصولية .....
معلوم أنه من تمام البلاغة و الفصاحة و المنطق أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة و هذا مجمع عليه بين الأصوليين بل كل ذي عقل ...... أي لا يجوز – مثلا – أن اّمر كافرا بالصلاة الاّن ثم أوضح له كيفيتها لاحقا ... هذا لا يقبله العقل
فحينما سأل الصحابة رضوان الله عليهم الرسول صلى الله عليه و سلم " أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ " قال لهم " لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، " اذا سكت صلى الله عليه و سلم هنا لكنا الأمر مبهم .. هل النهي عن المنابذة ذاتها أم عن وسيلة المنابذة (السيف) .......... و لما كان صلى الله عليه و سلم قد أوتي الحكمة و فصل الخطاب لم يؤخر البيان عن وقت الحاجة فقال " وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ " .... فبين لهم صلى الله عليه و سلم أن النهي انما كان عن أصل المنابذة و ليس وسيلتها ( السيف )
و يشهد لهذا الوجه اللفظ الاّخر الذي قال فيه الصحابة رضي الله عنهم " أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟ " فهنا لم يذكر السيف و هذا دليل على أن المقصود هو النهي عن أصل المنابذة .... و بالتالي لو استخدمت وسيلة مباحة لمنابذة الحكام لكان ذلك محرما ..... فتأمل

و يقوي مسألة أن الأحاديث تنال عموم ولاة الأمور و ليس أشخاصا دون أشخاص قوله صلى الله عليه و سلم " أَلَا "مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ"، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ " ....... فها هنا العموم واضح .. " من ولي عليه وال " – نكرة بصيغة المجهول و هذا يدل على العموم - و لم يذكر له الشروط العديدة التي وضعتموها لولي الأمر لكي تطبقون عليه النصوص ... و هذا ما زينتموه باسم " تحرير محل النزاع "

و الأحاديث الناهية عن الخروج على الحاكم و الاّمرة بالصبر كثيرة جدا في الصحيحين و غيرهما



وأما الاستدلال بحديث «يَقُودُكُم بِكِتَابِ اللَّهِ» أو «مَا قَادَكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ» و قولكم أن الإمام إذا لم يكن يقودنا بكتاب الله فلا ولاية له فهذا منقوض لعدة أسباب منها أن الأخذ بمفهوم المخالفة من النصوص الشرعية ليس على إطلاقه؛
و لو افترضنا الأخذ بمفهوم المخالفة لكان تقدير الكلام : «لَوْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ لاَ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فلا َتَسْمَعُوا لَهُ وَلاَ تُطِيعُوا». فهل يفهم من ذلك سقوط الطاعة مطلقا فضلا عن سقوط الولاية؟!!! أم أن السمع و الطاعة تكون في ما ليس بمعصية و اذا أمر بغير كتاب الله لا تجب طاعته في ذلك
فان فهم منه لا سمع و لا طاعة مطلقا و أن ولايته تسقط لزم من ذلك أن يستدل بقوله: "فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ" على سقوط الولاية والطاعة مطلقًا لأي حاكم لمجرد أنه أمر بالمعصية

قال ابن بطال في "شرحه للبخاري" (5/ 126): «قال الرسول: { .. فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ} احتج بهذا الحديث الخوارج ورأوا الخروج على أئمة الجور والقيام عليهم عند ظهور جورهم» اهـ.

و يعضد هذا ما روي في الصحيحين : حديث حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللهُ بِهذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ
قَالَ: نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ قَالَ: قَوْمٌ يَهْدُونَ بَغَيْرِ هَدْيي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ: نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ صِفْهُمْ لَنَا فَقَالَ: هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي، إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ قَالَ: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذلِكَ

يقول الألباني في الصحيحة:"وفي طريق أخرى: يكون بعدي ""أئمة"" [يستنون بغير سنتي و] ، يهدون بغير هديي،
تعرف منهم وتنكر" اه ...

و قد سماهم صلى الله عليه و سلم "أئمة" و هم لا يهدون بهدي محمد و لا يستنون بسنته مع أن أول مقتضيات القيادة بكتاب الله هي الاستنان بسنة محمد و اتباع هديه صلى الله عليه و سلم ......... و سمى من في نصوص تحريم الخروج "أئمة" و " أولي الأمر- و معناها من ولي الأمر- " و "أهل الأمر" و "الأمير" و " السلطان- وهو من له سلطة-" فتأمل!!!!!

و قد بينت من قبل أنه لا تعارض بين أحاديث الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و بين أحاديث النهي عن الخروج فمقتضى انكار المنكر هو ازالة ما فعله الأمراء من المنكرات باليد أو اللسان أو الانكار بالقلب حسب الاستطاعة و المصالح و المفاسد ...... و ان ظن أحدكم أن مقتضاهما متعارض قلت له اذن فأحاديث النهي عن الخروج أخص مطلقا من أحاديث الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر كما قال ذلك الشوكاني رحمه الله




و نسأل الله تعالى أن يوفقنا الى ما يحب و يرضى و يهدنا الى صراطه المستقيم
التوقيع

روى الامام مسلم و غيره عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُلِ اللهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ، بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ، سَدَادَ السَّهْمِ»

و في رواية : قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُلِ اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ» ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِهِ

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-25-2011, 02:04 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

أخي " محمد مختار حق " ..

عرف لي الحاكم ، ومن هو الحاكم الشرعي الذي نطبق عليه هذه الأحكام ؟
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
., .., /, مأثورة, ممدوح, الأسرية, الشيخ, تأصيل, جابر, شرعي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 01:30 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.