#1
|
|||
|
|||
الاخلاق في القرأن العظيم والجزء العشرون
مع الجزء العشرون , وموضوع الاخلاق في القرأن الكريم , وبعض أيات من سورة النمل , وبعض ايات من سورة القصص, وبعض أيات من سورة العنكبوت سورة النمل إن الاخلاق في الاسلام كما رأينا لايقتصر دورها في الحياة الدنيا بل هي سبب في النجاة يوم القيامة مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ -89 وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ -90 إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ -91 وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ -92 وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ -93 سورة القصص مع خلق القوة والأمانة , نعيش مع بعض أيات من سورة القصص , بعد أن قرر "نبي الله موسى" الفرار من مصر بعد أن علم بمؤامرة قتله , ذهب إلى مدين , ولما ورد الى بئر للمياه يتجمع حوله الرجال يسقون , لاحظ من بعيد امرأتان تنحي الماشية عن البئر وذلك لكي لايختلطوا بالرجال , موقف رائع من النساء , ولكنه غير ذلك من الرجال الذين يسقون دون أن يتقدم منهم أحد لمعاونة النساء او على الاقل إتاحة الفرصة لهما بالسقاية اولا ليعودا الي منزلهما , وهنا نرى "موسى" والاخلاق الفطرية الكريمة , يذهب إليهن ويسألهما عن سبب هذا الموقف , وتخبراه أنهما ينتظرنا حتى ينتهي الرجال من السقي , وأن سبب خروجهما عجز ابيهما الذي لايستطيع العمل لكبر سنه , وعلى الفور سقى لهما "موسى" , ولم يطلب أجرا , بل ذهب إلى الظل وأخذ يدعو ربه . وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ-23 فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ -24 ومن الاخلاق التي نلاحظها , خلق الحياء عند النساء , التي نتمنى أن تتحلى بها النساء في عصرنا , فحين جاءت الفتاة إلى "موسى" لتخبره أن أباها يريد أن يعطيه أجره , جاءت على إستحياء, وحين ذهب معها "موسى" جعلها تمشي وراءه وتحدد الاتجاه برمي الحصى على الارض يمينا او يسارا , ولذلك قالت لوالدها – لما رأت هذا الخلق الكريم الطاهر العفيف – يا أبت إستعمله عندنا لانه قوي أمين . فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ -25 قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ -26 ولما تبين لشعيب صدق "موسى" وامانته , عرض عليه الزواج من إحدى إبنتيه مقابل العمل عنده ثماني سنوات وإن أتمها عشرا فذلك تفضلا , وبالفعل أتمها "موسى" عشرا وهذا يدلك على مدى الاخلاق الرفيعة في المعاملات والكرم والسماحة في المعاملات , ففي الحديث " رحم الله رجلا سمحا إذا باع سمحا إذا إشترى" قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ -27 قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ -28 سورة العنكبوت إن الايمان والعمل الصالح من الاسباب التي يكفر الله بها الذنوب , إن الحسنات يذهبن السيئات وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ-7 وقد تكررت كثيرا الوصية بالوالدين مما يدل على أهمية ذلك الخلق الرفيع في الاسلام , مع التنبيه أن الاحسان اليهما لا يفرض عليك إعتقادهما إن كانا مشركين , فالانسان حر مختار , فالعقائد الفاسدة لاتورث , فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ-8 وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ-9 والانوار كثيرة وإلى الملتقى إن شاء الله |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|