انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > القرآن الكريم

القرآن الكريم [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها] .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-13-2009, 06:35 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Icon41 آداب الحديث مع النبى صلى الله عليه وسلم

 

آداب الحديث مع النبى

الإمام المجدد الملهم الموهوب حسن البنا


بسم الله الرحمن الرحيم

"يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم * يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون * إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم". الحجرات : 1-3
فلنتدارس هذه الآية الكريمة معا اقرأها كما قرأتها بتدبر وإنعام وسل نفسك بعد ذلك هذه الأسئلة كما سألت نفسى من قبلك وسأجيبك عنها فإن طابقت إجابتى ما وصلت إليه فيها وإن فتح الله عليك بخير بما فتح به على فاحمد الله وإن شئت أن تفيدنى إياه فافعل وأنت فى حل إن تشأ ذلك وسأمدك فى هذه الإجابة بما عرفت من أسباب النزول والمأثور فى الآية الكريمة ، وأظنك بعد هذا عرفت أن ما اكتبه إلى مدارسة القرآن أقرب منه إلى التفسير ولم لا نتدارس القرآن على صفحات هذه الجريدة الغراء ؟ ولم لا تكون هذه المدارسة نوعا آخر من أنواع التفسير ومسلكا مبتكرا من مسالكه ؟ ولعد بك بعد ذلك إلى المدارسة.
معانى بعض المفردات :
الجهر : رفع الصوت وحبوط الأعمال : فسادها وضياع ثوابها
وغض البصر : خفضه والامتحان : الاختبار
وبعد أن عرفت معانى هذه الألفاظ سألت نفسى عدة أسئلة. هل هناك ارتباط بين هذه الآيات الكريمة وما قبلها ؟ وما سبب نزولها ؟ وما المقصود بها ؟ وكيف نستفيد منها ؟ وإليك الجواب
أ-ارتباط هذه الآيات بما قبلها :
يقول الله – تبارك وتعالى – فى آخر سورة الفتح : "محمد رسول الله الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم فى التوراة ومثلهم فى الإنجيل كزرع اخرج شطأة فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما". [الفتح : 29].
فها أنت ترى أن فى هذه الآية كلاما عن منصب الرسول صلى الله عليه وسلم ومهمته ون صفات المؤمنين ومظاهر الكمال فيهم فناسب بعد ذلك أن تحدد الصلة بين مقام الرسالة العظيم المحفوف بجلال الزعامة الدينية والدنيوية ويبرز غيره من المقامات مع بيان ما يجب لهذا المقام الكريم من تكريم وتعظيم وهو ارتباط قوى متين وصلة وثيقة تجعل الآية الثانية أولى ما يتبع الآية الأولى.
ب-سبب النزول :
أم سبب نزول هذه الآية الكريمة فقد قال قوم : إنها نزلت حين جادل أبو بكر عمر رضى الله عنهما فى شان تميم فارتفعت أصواتهما وحجة هؤلاء ما رواه البخارى وابن المنذر وابن مردوية عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما قال : قدم ركب بنى تميم على النبى صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر رضى الله عنه : أمر القعقاع بن معبد وقال عمر : رضى الله عنه : بل أمر الأقرع بن حابس فقال أبو بكر رضى الله عنه : ما أردت إلا خلافى فقال عمر : ما أردت خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فأنزل الله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله" [الحجرات : 1]
وقال قوم : إنها نزلت حين ذبح بعض المسلمين أضحيتهم قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم واستدل هؤلاء بما رواه عبد بن حمي وابن جرير وابن المنذر عن الحسن أن أناسا ذبحوا قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فأمرهم – عليه الصلاة والسلام- أن يعيدوا ذبحا فأنزل الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا" قالوا : ومن هؤلاء الذين ذبحوا أبو بردة بن نيار.
وقال غيرهم : إن أناسا كانوا يتعجلون فيقولون لو أنزل الله فى كذا لكان كذا فنهاهم الله عن هذا التمنى بهذه الآية وروى ابن جرير هذا عن قتادة وغيره وفى سبب النزول أقوال أخر لا تخرج عن مثل ما ذكرنا ولا تخرج عن القصد من هذه المدارسة بسردها وحسبك ما تقدم.
الرأى المختار :
واعتقد أنه ليس ما يمنع من إرادة هذه المعانى جميعا فكلها لا تخرج عن مقصد واحد هو الانتظار حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم البادئ بالكلام وبالسؤال وبإيراد الأحكام وبتأويلها وهكذا وعلى ذلك يكون معنى الآيات الكريمة –والله أعلم بمراده - : يا أيها الذين أمنتم وصدقتم بمحمد ورسالته واعتقدتم دينه وعقيدته أجلوا قدر هذه المهمة العظمى فى شخصه الكريم وتأدبوا معه بالدب السامى العالى فلا تكونوا بادئيه بشىء حتى يتقدم إليكم فيه بأمر ولا ترفعوا أصواتكم فى حضرته كما يرفع أحدكم صوته فى حضرة أخيه ولا تنادوه بما ينادى به بعضكم بعضا بل نادوه نداء يشعر بالتعظيم والتكريم والإجلال والاحترام حتى لا تكون غفلتكم عن تقديس هذه المنزلة سببا فى تقصيركم ومؤاخذتكم بما يزيد على طاعتكم فيبطل ثوابها ويربى على جزائها فتهلكون وأنتم لا تشعرون فإن امتثلتم وغضضتم أصواتكم وخفضتموها فى حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم كان ذلك دليلا على أن الله –تبارك وتعالى – قد اختبر قلوبكم وصفاها وطهرها وامتحنها فوجدها صالحة لأن تكون مهبطا لتقواه ومستقرا لرحمته وأهلا لمغفرته وثوابه.
فهم جديد للآيات الكريمة :
ويتردد فى نفسى معنى لهذا الاستفتاح سأقصه عليك وإن لم أره من قبل ذلك أن الحق – تبارك وتعالى – شرع للمسلمين فى أول الإسلام أنهم إذا أرادوا مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم والدخول عليه أن يقدموا بين يدى نجواهم صدقة رمزا إلى ان هذا مقام كريم لا يقربه بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الكرام المتطهرون بالصدقات ثم خفف ذلك عمن لا يستطيع رحمة به ورأفة فذلك قول الله –تبارك الله – فى سورة المجادلة "يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة ذلك خيرا لكم واطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم" [المجادلة :12]
حتى إذا استقر تمجيد الرسول صلى الله عليه وسلم فى نفوسهم واطمأنت إلى تعظيمه قلوبهم وصار ذلك دأبا لهم رفع الله عنهم هذا الحكم وأباح لهم المناجاة بغير صدقة قبلها فذلك قول الله – تبارك وتعالى –
"أأشققتم أن تقدموا بين يدى نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون"
[المجادلة : 13]
وأراد الحق – تبارك وتعالى – أن يقرر هذه المعنى فى نفوسهم بمناسبة ما تقدم من الحوادث فذكرهم برحمته إياه فى أنه خفف عنهم فى تقديم الصدقات وأخذ عليهم ان يطيعوا ويتقوا فعليهم ان يفوا بذلك ويعملوا عليه وأردف ذلك بما يتلوه من الآداب والتعاليم ويكون المعنى حينئذ : لا تقدموا بين يدى الله ورسوله أى لا تقدموا الصدقة التى أمرتم بها من قبل.
ومهما يكن فإن فى حذف المفعول هنا كثيرا من معانى الإعجاز والخلود والإبهام الذى يؤدى إلى أوضح من الوضوح مما امتاز القرآن الكريم.
لطائف فى الآيات الكريمة :
وفى الآية الكريمة بعد ذلك لطائف كثيرة يتذوقها من صفا قلبه وطهر لبه من ذلك قوله – تبارك وتعالى - : "بين يدى الله ورسوله" والمعروف أن الكلام فى حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده وأن التقديم لم يكن إلا بين يديه إشعارا للمؤمنين بأن قيامهم بهذه الحقوق للرسول صلى الله عليه وسلم إرضاء للحق – تبارك وتعالى – وكأنهم إنما يقومون به معه – جل شأنه – ذلك إلى ما فيها من الإشارة إلى صلة الرسول صلى الله عليه وسلم بربه وقربه منه وقد ورد كثير من هذا المجاز فى الكتاب الكريم وفى السنة.
من ذلك ما ورد من قول الرسول صلى الله عليه وسلم من آذى مسلما فقد آذانى ومن آذانى فقد آذى الله عز وجل لأن هذا الوصف فضلا عن انه يشعر بعظمته صلى الله عليه وسلم الذاتية أولا ثم بفضل الله – تبارك وتعالى – عليه ثانيا يشعر بعظيم الصلة وكبير القرب بينه وبين الحق – تبارك وتعالى – وبين أن صلته بالخلق إنما جاءت عن هذا الطريق الإلهى الكريم وفى ذلك ما فيه من تشريف تتذوق حلاوته نفوس الصادقين من المؤمنين.
ومنها نداء الحق – تبارك وتعالى – عبادة بوصف الإيمان تنبيها على أن أداء حق رسول الله صلى الله عليه وسلم من صميم الإيمان ولب الإيمان ومنها الأمر بالتقوى بعد هذا النداء كأن الذى يتنكب طريقة غير تقى وليس بينه وبين نقمه الله حاجز.
ج-ما الذى نستفيده من الآيات الكريمة ؟
أم الذى استخلصته من الآيات الكريمة من روائع الآداب ودقيق الأحكام هو :
1-إحاطة مرتبة الزعامة العادلة الصحية العاملة لخير الدنيا والآخرة بهالة من الاحترام والإجلال تحول بينهم وبين زراية الزارين وتهجم الغافلين وهى للرسول صلى الله عليه وسلم بالأصالة ولغيره من أئمة الأمة بالوراثة مع تفاوت المراتب وقد ألم بذلك أبو حيان فكرة رفع الصوت فى حضرة العالم ومن فى منزلته.
وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا قدم عليه الوفود أرسل إليهم من يعلمهم كيف كان يسلمون ويأمرهم بالسكينة والوقار بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك يا اخى تعلم ان القرآن الكريم عرض – فيما عرض له – لقواعد "البروتوكول" أو التشريفات وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل بذلك فيما عمل ولكن هناك أمرين أساسيين لا تنسهما أبدا ؛ أولهما : ان هذه الظاهرة التكريمية لا يصح أن تكون إلا لمن يستحقها من صالحى أئمة المسلمين ورؤسائهم وانه لا يصح ان يكون فيها محظور شرعى كالمبالغة فى التعظيم إلى حد يشبه العبادة وما عدا ذلك فجائز أرشد إليه كتاب الله وسنة رسوله.
2-هذا التعظيم والتكريم لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما يكون من حقه وهو فى هذه الحياة الدنيا فهو من حقه صلى الله عليه وسلم وهو فى الرفيق الأعلى ومن هنا استدل العلماء بالآية على وجوب خفض الصوت عند قبره الشريف وعند قراءة حديثه صلى الله عليه وسلم.
3-أن تعظيم الزعامة وإجلالها أن ينتظر الإنسان حتى تتقدم بأمرها وألا يدعوها بما يدعو به آحاد الناس وألا يرفع صوته فوق صوت الكبير وألا يجادل الناس أمامه ويماريهم وإجمالا يكون على حالة من الوقار فى حركاته وحديثه ونقاشه ومطالبه تتناسب مع مقام الكبير وحرمته.
4-أن الخروج على هذه الآداب مفسد للخطط مضيع للجهود يجعل الطريق ملتوية أمام الزعيم بعيدة على أتباعه ومريديه.
5-أن التخلق بهذه الآداب مقرب للغاية مستجلب لرضوان الله تبارك وتعالى.
إذا عرفت هذا فاعلم يا أخى أن من الواجب أن نتخلق بهذه الأخلاق وألا يكون فى القرآن ومدارسته مسلاة نقرأ ونسمع ولا نعمل ولا نتأدب فنكون بذلك ممن ينطبق عليهم الحديث الشريف "رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه".
أثر هذه الآيات فى نفوس المسلمين الأوائل :
1-اخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه من طريق أبى سلمه عن أبى هريرة أن أبا بكر رضى الله عنه قال بعد نزول هذه الآية : "والذى أنزل عليك الكتاب يا رسول الله لا أكلمك كأخى السرار حتى ألقى الله تعالى" يريد لا أكلمك إلا كما يكلم الإنسان شخصا يساره ويهمس فى أذنه بما لا يجب أن يسمعه غيره.
2-وفى صحيح البخارى وغيره عن ابن الزبير أن عمر رضى الله عنه "كان إذا تكلم عند النبى صلى الله عليه وسلم لم يسمع كلامه حتى يستفهمه".
3-وروى البخارى ومسلم وغيرهما من طرق عدة أنه لما نزلت هذه الآية الكريمة دخل ثابت بن قيس بن الشماس بيته وأغلقه عليه وطفق يبكى فافتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما شأن ثابت ؟ قالوا : يا رسول الله ما ندرى ما شأنه غير أنه أغلق باب بيته فهو يبكى فيه فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فسأله : ما شأنك ؟ فقال : يا رسول الله أنزل الله عليك هذه الآية وأنا شديد الصوت (وكان رضى الله عنه فى أذنه صمم) فأخاف أن أكون قد حبط عملى فقال صلى الله عليه وسلم : لست منهم بل تعيش بخير وتموت بخير وفى رواية أما يرضيك أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة ؟ فقال : رضيت ببشرى الله ورسوله لا أرفع صوتى أبدا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله – تبارك وتعالى - :
"إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله"
[الحجرات : 3]
تشمل ثابتا والشيخين وغيرهم من الأصحاب الكرام رضى الله عنهم جميعا.
أسمعت يا أخى ؟ وهل عرفت من كل هذا أن من واجب كتابنا وخطبائنا وشعرائنا ومؤلفينا أن يتأدبوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
اللهم ألهمنا حسن الأدب.

التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 10:31 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.