انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة

ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-20-2010, 04:19 PM
زنكى زنكى غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي السلسلة الشيّقة ( بين المنهجيّن ) للعلامة أبو قتادة الفلسطيني فك الله اسره

 

بسـم الله الرحمن الرحيــم




" السلسلة الشيّقة بين المنهجيّن "



للعلامة أبو قتادة الفلسطيني فك الله اسره


بيّــن المنهجيّن "الحلقة الأولى"

إن أي حركة انتقالية أو تغييرية تحتاج في الوصول إلى أهدافها إلى مجموعة من العوامل الذاتية، وكلما كان صاحب الحركة جامعا لهذه العوامل كلما كان أسرع وأقوى في الوصول إلى النتائج والأهداف، والعكس صحيح، وقد قفزت الحركة الإسلامية السلفية المجاهدة بفضل الله تعالى خطوة عظمى في إدراك قيمة العوامل الذاتية، والإكثار من التنبيه عليها على خلاف ما جرت عليه أخلاق المسلمين وحركاتهم في هذا العصر من الحديث عن كثرة العوائق من الأعداء والمخالفين، في الصد والدفع لأهداف هذه الحركات، والفرق بين حركة ترى أن نصرها وهزيمتها مردها إلى (ما بأنفسها) وبين حركة ترى أن العلة هو (ما بغيرها) يفرز كمية سلوك متباينة بين الفريقين نرى بعض صورها على أرضية الواقع عند الحركات الإسلامية ننبه إلى بعضها :

1 - الحركة السلفية المجاهدة لا تصبغ على الواقع الشرعية تحت حجة (ليس في الإمكان أبدع مما كان) بل هي تسعى لتغييره ليصبح في المستوى المطلوب في حكم الشرع، فهي تصارع وتدافع وتجاهد، ومن خلال هذه المدافعة والمجاهدة تسعى إلى الوصول إلى المرتبة التي تستحق بها النصر والتمكين، فهذه الجماعة المتمردة على واقعها، تسعى إلى هدم الباطل فيه وإعلاء شأن الحق، دون مواربة أو تقية، أما الأخرى : فهي تقر المسلمين على ما هم عليه، ولا تسعى إلى رفع شأنهم، وإذا كلفتهم فإنما تكلفهم مع حادي الشهوة، وتدفع لهم الأجور العظيمة مقابل : لا شيء.

ومن أوضح هذه الشعارات الدالة على حالة فقد الهدى والرشد عند هذه الجماعات وعدم الاهتمام برفع مستوى الحق عند المسلمين قولهم : (طريقك إلى الجنة عبر ورقة في صندوق الاقتراع)، فانظر حفظك الله إلى عظيم ما تطلب الحركة المجاهدة لتكون راشدا مقابل ما تطلب هذه الجماعة المنحرفة.

2 - الجماعة المنحرفة التي تقدم وصفها تسعى جاهدة إلى إرضاء الكفر واستعطافه في بلوغ المراد، فهي ترى أنها لا تستطيع أن تقدم أكثر مما هي عليه الآن، والمانع في الوصول حسب قولهم هو : الباطل، فالحل لذلك هو أخذ الإجازة والإشارة البيضاء من الكفر للوصول إلى الأهداف، فهي على حال واحد في طلب الترخيص من الباطل لتمارس عملها، وعلى هذا جرى أمر كثير من الحركات الإسلامية المنحرفة ؛ انظر إلى جماعة “الإخوان المسلمين” في مصر، وإلى طول المدة الزمنية التي مكثت ومازالت ملقية نفسها على أعتاب الطاغوت ليرضى عنها، ليعطيها الإذن بممارسة العمل السياسي هناك، وانظر كذلك إلى تلك الرحلات المكوكية التي يقوم بها زعماء هذه الجماعات إلى أمريكا وفرنسا وبريطانيا ليثبتوا أنهم ألين من الحمل، وأنهم ديمقراطيون أكثر من حكوماتهم ودولهم، وانظر في المقابل إلى هؤلاء الشباب (الفتية) في تصديهم للكفر وعدم الركون إليه، ومنابذته على كل الأصعدة، مع علمهم الأكيد بما هم عليه من الضعف والعجز، وقلة ذات اليد وغيرها من جدب الموارد وقلة الناصرين، إلا أنهم مع هذا أدركوا أن الباطل لاشيء، وما كان ولا صار إلا بغياب الحق أو ضعفه، فلا استرضاء للباطل ولا استعطاف له لبلوغ الهدف، ولكن بإزالة عوامل الضعف والعجز من داخلنا نبلغ أهدافنا.

3 - الجماعة المنحرفة تفرز من داخلها مجموعة من الفتاوى التي تلائم الحالة المزرية التي يعيشونها، فهم ضعفاء والطاغوت قوي لا يقاوم، فما هو الفقه الملائم لهذا الوضع ؟، فهم يشغلون أنفسهم بالتنقيب في طيات الكتب ليتصيدوا فتوى فيها الأخذ برخصة لتكون منهجا لهذه الجماعة.

الرخصة في الفقه الإسلامي هي حالة استثناء وليست أصلا، لكن هذه الجماعات تصنع من هذا الاستثناء قاعدة، وتجعله دينا يفرض على الأتباع التزامه، والخروج عليه شذوذ، فانظر إلى تلك الدراسات التي أفرزها هذا الاتجاه المجيزة لهم بالدخول في الوزارات الكافرة، ومع ما في هذه الأدلة من هشاشة إلا أنها أكثر ما تصلح أن يقال أنها استثناء من الأصل والقاعدة، لكن هذا الاستثناء هو المنهج عند هذه الجماعات، والقاعدة شذوذ.

وانظر كذلك إلى فقه الاستضعاف في مسألة كف الأيدي، فإن كتب الفقه مليئة بالقول أن الجهاد يشترط لوجوبه القدرة (وانتبه لكلمة الوجوب، وليس الجواز)، ففي حالة الاستضعاف وعدم القدرة ثم عدم القدرة على الإعداد، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها فقد صارت القاعدة (وهو وجوب الجهاد) عند هذه الجماعات انحرافا وشذوذا، وكف الأيدي مع الصبر الجميل هو الأصل والقاعدة.

أما الجماعات المجاهدة فهي أهدى سبيلا وأقوم قيلا، فإن منهجها التي تبني أفرادها عليه، وتجتمع من أجله وتنشره بين الناس هو الأصل، وهي مع ذلك لا تلغي الاستثناء ولا تتجاوزه، لأن الاستضعاف حالة استثناء، وفقهه هو فقه الاستثناء لا فقه الأصل والقاعدة. وهناك صور أخرى نتكلم عنها في مقالات أخرى، لكنها محتاجة قبل ذلك أن نفصل حقيقة الحق في نفسه، وحقيقة الباطل في نفسه، مع الأدلة على هذه القاعدة وهي بيان قيمة الأدلة الذاتية في النصر والهزيمة.

والله الموفق

ترقبوا الحلقة الثانية بإذن الله

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-01-2010, 02:45 AM
زنكى زنكى غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

بيّــن المنهجيّن "الحلقة الثانية"



وعدنا أن نتكلم في المقال السابق عن الحق في نفسه، وكذلك الباطل في نفسه، وكيف صور القرآن الكريم معركة الحق مع الباطل، وعلى الرغم مما يعتري هذا البحث من تصورات ومفاهيم تحتاج إلى تجلية وبيان، إلا أنه ما يلزمنا هنا أن نستطلع الحق القرآني ليرشدنا في كشف (المنهزمين) أمام الباطل، وكيف دخل في روعهم روع الباطل فاستحكم تلبيسه عليهم فظنوه شيئاً يستحق الخوف والتقوى، فصار كل جهدهم قائم في ترضية الباطل وطلب الرخصة منه في مزاولة حقهم - إن كان لديهم حق -، وصاروا يرددون مع أهل الجاهلية أن كافة أوراق القضية في يد البيت الأبيض حينا، وفي أدراج قصر الإليزيه حينا آخر، وفي أروقة السياسة الإنجليزية حينا آخر، فهم على الدوام كرويبضة الأرض؛ لا يقر قرارها في السعي المكوكي عند هؤلاء الطواغيت وغيرهم ليشرحوا لهم صورة (إسلام) الاستسلام، وديمقراطية الإسلام، وسلامة الإسلام من أن يفكر بالعداء لهم، أو التحرش بهم، ولعل المراقب (ضعيف النظر) يستطيع أن يلاحظ هذا الكم من الندوات والمؤتمرات التي تعقد في بلاد الردّة، وفي بلاد الغرب تحت عنوان "علاقة الإسلام بالغرب". وهذه الندوات كلها تدور في فلك الفتوى العصرية التي يسعى من أجلها الغرب في ترويض الإسلام، وإزالة عوارض وموانع الغزو الحضاري الغربي بأبعاده الفكرية الكافرة، وبما تحمل من حِمل أخلاقي يدعو إلى الحرية والإباحية، وكذلك من حمل سياسي في ترويج الديمقراطية المزعومة، هذه الندوات واللقاءات والمؤتمرات شهد بعض الاخوة صورها في بريطانيا تحت عنوان "علاقة الإسلام بالغرب. علاقة تعاون أم تصادم؟". أو قريبا من هذا العنوان. كان شعار المؤتمر يحمل مضمونه، حين دمج الشعار صورة المئذنة (الإسلامية المزعومة) ودولاب حركة التقدم الفيزيائي (الغربي)، وهو شعار يثير في النفس مجموعة من التساؤلات والملاحظات المصاحبة للغضب، وأبرز هذه الملاحظات هي تلك الانحرافات التي نحن بصددها، هي حالة الانهزام الكبرى التي يعيشها تيار (الإسلام الغربي المنحرف)، فهم لا يرون في الإسلام إلا قيما روحية (بالمفهوم الكنسي) وهذا دوره فقط، وإلى هنا تنتهي حدوده، وأما عجلة الحياة فالذي يفرزها وهو صاحبها فهو الغرب (الحضاري!!) فحقّ الإسلام في عقول هؤلاء القوم هو المسجد، ولقيصر بعد ذلك كل شيء، وقد يستغرب بعض الاخوة من هذا الاتهام الذي نوجّهه لهذا التيار الإسلامي الضال، ولكن المنصف يستطيع أن يدرك هذا من رؤيته السقف الأعلى من المطالب التي يريدها هذا التيار المنحرف.

إن هذا التيار المنحرف، دوره في الإصلاح الاجتماعي فقط، فهو بما يحمل من مفاهيم (الكنيسة = إسلامية) قادر أن يمنع الجريمة في المجتمعات، وقادر أن يقضي على مظاهر الفساد فيها، وكل هذا حق، لكنه يطرح هذه البرامج من خلال مظلة الجاهلية الحاكمة، فقد سقطت من أذهان هذا التيار المقولة المكذوبة أننا نريد أن نصل إلى الحكم لنعيد الحق إلى صاحبه (اللـه) سبحانه وتعالى، وصار عامة ما يردد هذا التيار المنحرف هو طلبه من الجاهلية أن تأذن له ليقضي على ما يعيق التنمية تحت مظلة الجاهلية.

ومن نازعنا في هذه الأحكام فهو بلا شك ليس ضعيف النظر في المراقبة، بل أعمى البصيرة مع فقدان قوة الإدراك كذلك.

وأما المسألة الأخرى التي تستوقفنا في هذا المؤتمر، فهو ما قاله أحد رواد هذا التيار المنحرف راشد الغنوشي عند دعوته إلى انخراط الشباب المسلم في أوروبا في داخل المجتمعات، وعدم وضع الفواصل المعارضة لهذا الاندماج، بل ذهب أكثر من هذا، حين صور الغرب صورة حضارية إنسانية سامقة، وجعلها الحاملة لمشعل التفكير العلمي المتألق، وأما شبابنا الإسلامي هنا في أوروبا، فما زالت عالقة في ذهنه قيم الانحطاط التي يحملها، إرثا تاريخيا ضربة لازب.

وإن شئت المزيد فانظر إلى بعض شباب هذا التيار المنحرف وعملهم في مؤسسة بريطانية أو مقرها بريطانيا شعارها " مؤسسة نشر الديمقراطية في العالم". أو قريبا من هذا العنوان، ترى القائمين عليه من الشباب من العالم الإسلامي هم شباب "الإخوان المسلمين" ومن هؤلاء بعض الشباب الذي تجرأ في الأردن في نقد حركة الإخوان المسلمين (وهو منها) بأنها مازالت معوقة في دخولها في الفهم الديمقراطي، واعتبر أن سبب هذه الإعاقة هو أنها مازالت متأثرة بفكر سيد قطب (المتكلس) أي (المتجمد)، فهذا التيار بما فيه من عوامل الانهزامية وصلت الدعوات فيه إلى تسمية القيود الشرعية : بالعوائق التي تمنع تقدم مسيرة الحركة بأن تصبح حزبا سياسيا كحزب الخضر (حزب يدعو فقط إلى الحفاظ على البيئة من التلوث والتخريب)، وذهب هذا الشباب إلى تبني إمامة حسن الترابي (إمام هذا التيار التخريبي - أو كما يحلو أن يسمي نفسه “ليبرالي حر”).

وصورة أخرى من ممارسات هذا التيار : هناك محاولة إسلامية!! قامت في أوروبا بإخراج مجلة تطرح التفكير الإسلامي الأصولي!! بثوب إنساني عصري متطور، وإذا أردت أن تعرف ما تحمل من أفكار انهزامية فانظر إلى عنوانها “الإنسان” ومن أبحاثها الأولى في عددها الأول : محاولة لقراءة تجربة محمد علي الألباني. الذي حكم مصر في بداية هذا القرن، والذي أجمع أهل العقول الإسلامية أنه رائد الكفر العصري في الدول الإسلامية، إذ أنه أول من دفع أهل الإسلام إلى حضن الجاهلية عن طريق الابتعاث، واستيراد النظم الدستورية الأوروبية (اقرأ ملزما : “رسالة في الطريق إلى ثقافتنا” لمحمود شاكر، وهي في صدر كتابه “المتنبي”)، هذا الكاتب في مجلة “الإنسان” يجعل تجربة محمد علي تجربة إسلامية حضارية لم تأخذ أبعادها.

والأمثلة في الجراب كثيرة، ولكن يكفيك من الشر بعضه.

هذه الصور وكثيرة غيرها تبين لك ابتعاد هؤلاء القوم عن فهم المنهج القرآني لطبيعة الباطل، وكذلك جهلهم لطبيعة الحق. هؤلاء القوم يرون للباطل شأنا يخاف منه ويرهب، ويرون الحق هزيلا ضعيفا ليس في داخله عوامل القوة والرقي.

لقد شغلنا ضرب الأمثلة عن وعدنا الذي قطعناه بكشف ستر الباطل، من خلال طرح القرآن له، فإلى عدد قادم إن شاء الله تعالى..





ترقبوا الحلقة الثالثة بإذن الله




__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-02-2010, 02:42 AM
أبو قتادة المصري أبو قتادة المصري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




I15

سبقتني يا اخ زنكي فوالله كنت انوي ان انشرها
لكن لا اظن ان الادارة ستترك الموضوع لحاله !!!!
ولو الادارة عم بتقرى رسالتي اقول لهم انصفو واعدلو مع هذا الشيخ الجليل
الذي قال كلمة الحق ولم يخاف في الله لومة لائم
وها هو قابع في سجن بلمراش ( غوانتنامو بريطانيا ) وسوف يرحل الى سجن طاغية الاردن حيث قرار الاعدام الغيابي ينتظره
اسال الله ان يخرجه من بين ايدي الطغاة الفجرة سالما شامخا عزيزا يارب العالمين
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-18-2010, 07:15 PM
ابوعمر بن عبدالبر ابوعمر بن عبدالبر غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المقالة رقم: 3
كنت قد جهزت قلمي، واستجمعت شتات فكري، لأكشف ستر الباطل من خلال النصوص الربانية المعصومة عن الخطأ والزلل، ولكن كل هذا لم يتم قدرا لدخول العوارض على المقاصد والإرادات، وقديما قال بعض السلف: (عرفت ربي بفسخ العزائم)، وكان العارض الذي فسخ العزيمة السابقة هو التعقيب الذي أورده بعض الاخوة على المقال الأول من سلسلة “بين منهجين”، حيث أورد الأخ تعقيبه على صيغة سؤال استنكاري لما أوردت من المقارنة بين منهج يرى أن التغيير يبدأ ما (بأنفسهم)، وبين منهج آخر يركض وراء (غيرهم) ليطلب سعده ونصره، وكنت قد أوردت قائلا:
3 - الجماعة المنحرفة تفرز من داخلها مجموعة من الفتاوى التي تلائم الحالة المزرية التي يعيشونها...
ثم قلت: فانظر إلى تلك الدراسات التي أفرزها هذا الاتجاه، المجيزة لهم بالدخول في الوزارات الكافرة، ومع ما في هذه الأدلة من هشاشة، إلا أنها أكثر ما تصلح أن يقال إنها استثناء من القاعدة والأصل، لكن هذا الاستثناء هو المنهج عند هذه الجماعات، والقاعدة شذوذ. ا. هـ. نقل المراد.
وعلق الأخ القارئ على هذا قائلا: والكلام يوحي لاشك أن ما تفعله الجماعات أمر جائز، لأنه مبني على رخصة... ثم قال: ونسأل الكاتب: ما هي هذه الرخص أو الاستثناءات التي تُجيز الدخول في البرلمانات أو الوزارات؟. ا. هـ.
ولاشك أن سؤال الأخ سؤال استنكاري لا استفهامي، حيث ذهب يذكر لنا بعض القواعد الأصولية في مسائل الاستثناء والرخصة. وقد استوقفني تعقيبه عند بعض النقاط المهمة قبل الإجابة على سؤاله:
النقطة الأولى : إن ما ذهب يذكره الأخ المعقب من قواعد الرخص والاستثناء هي التي نوهت بذكرها في تقييمي لمنهج الجماعات المنحرفة. فقد قال في تعقيبه: لأن الرخص والاستثناءات حالات طارئة يزول حكمها بزوال تلك الطوارئ، فلو أخذت جماعة معينة برخصة ثم قالت: هذا منهجي لكان ذلك باطلا...الخ كلام المعقب.
أقول: أليس كلام الأخ هو عين كلامي حين قلت: ومع ما في هذه الأدلة من هشاشة إلا أنها أكثر ما تصلح أن يقال أنها استثناء من الأصل والقاعدة، لكن هذا الاستثناء هو المنهج عند هذه الجماعات، والقاعدة شذوذ؟!.
النقطة الثانية : قال الأخ المعقب: وأما في مسألة الاستضعاف فنقول إن شرط التكليف القدرة على الامتثال... إلى قوله: وكذلك الجهاد إذا لم تقدر على مواجهة العدو انتقل إلى ما هو أخف وهو الإعداد لا أن يصير الإعداد هو الواجب المستمر. ا. هـ. المراد
وقول الأخ حق كله، ولكن على أي فقرة من مقالي يعقب الأخ، مع أني قلت في المقال: ففي حالة الاستضعاف وعدم القدرة، ثم عدم القدرة على الإعداد، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها. هذا الذي قلته في المقال هو الذي قاله شيخ الإسلام ابن تيمية حين قال: وأما حين لا يكون للمسلمين شوكة ولا منعة فيعمل بآيات الصفح...الخ كلامه رحمه الله تعالى.
النقطة الثالثة : قال الأخ المعقب: ونسأل الكاتب: ما هي هذه الرخص أو الاستثناءات التي تجيز الدخول في البرلمانات أو الوزارات؟.
أقول: كأن الأخ فهم من كلامي أن هناك رخصا شرعية تجيز للمسلم أن يدخل في الوزارات الكافرة والنظم الجاهلية، وهذا لم يوجد في كلامي قط، لكن بعض الدارسين احتج بكلمات موهمة لشيخ الإسلام ابن تيمية، ولسلطان العلماء العز بن عبد السلام، وفيها أنه يجوز تولي الولايات الدينية في بعض الحكومات الكافرة التي تغلبت على بلاد الإسلام، لأن ترك هذا التولي يؤدي إلى مفاسد وهي عدم إقامة بعض الحق الذي يفوت بتركه، وإذا أراد الأخ أن يعلم هذه الحجج التي ساقها هؤلاء المشايخ فليرجع إلى دراسات الدكتور صلاح الصاوي في رده على جماعات الجهاد الإسلامية،(على الرغم أن دراسته لا تصلح لهذه الجماعات لأن هذه الجماعات المنحرفة لا ترى هذه الحكومات حكومات ردة وكفر، والدكتور الصاوي يراها كذلك، فالقاعدة مختلفة وليست على وفاق)، وكذلك دراسة الدكتور عمر الأشقر، والتي نشرت قبل كتابه كدراسة بين صفوف “الإخوان المسلمين” في الأردن تحت عنوان “بحث الدخول في الوزارات وممارسة المحاماة والقضاء”، (بحث أعده جماعة من علماء الشريعة) ثم أسفر الصبح فإذا هي دراسة للدكتور عمر الأشقر، وانظر كذلك إلى الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق - مرشد جمعية إحياء الميراث الإسلامي الكويتية - وأبحاث أخرى فيها الاحتجاجات بالكلمات الموهمة لمجموعة من الأئمة القدماء على صحة ما ذهبوا إليه. وكأن الأخ لم ينتبه إلى قولي: ومع ما في هذه الأدلة من هشاشة. فقد بينت رأيي وأن أدلة هؤلاء القوم هي أدلة ضعيفة لا تصلح لصحة ما ذهبوا إليه، وخاصة في أوضاعنا الحالية، ولبيان هشاشة هذه الأدلة مواطن أخرى عسى أن نفرغ لها قريبا.
النقطة الرابعة : لا أدري كيف أقحم الأخ المعقب لفظ (البرلمانات) في فهمه لكلامي، فإني لم أذكرها لا من قريب ولا من بعيد، وإنما اقتصرت على ذكر الوزارات لأن أدلتهم -أدلة الجماعات المنحرفة- إن صلحت فإنها لا تصلح إلا في جواز دخول الوزارة (السلطة التنفيذية)، ومع أني أعتبرها لا تصلح لها كذلك، وأما البرلمانات المعاصرة فالذي أدين لله به أنها عمل من أعمال الكفر الأكبر الذي إذا عمله المرء لم يبق له في الإسلام نصيب، لأن عملية البحث عن الحكم في ديننا هو دين، فالمسلم حين يريد حكم مسألة، يذهب إلى النص - الصادر عن الله تعالى - لأن الله هو المشرع في دينه وعقيدته، وأما العلماني فإنه يذهب إلى البرلمان، وهو عنده السلطة العليا المطلقة التي لها الحق في تقييم الأشياء والأفعال، فهل ترى أخي المعقب بعد معرفتي بحال البرلمان وبواقعه على الحقيقة أن أقول كما يقول الجاهلون: بجواز الكفر للمسلم من أجل أن يخدم الإسلام ؟. وهل مصالح الوجود كلها تعدل أن تقوم مقام أن يكفر المسلم ؟. حاشا وكلا، وأعوذ بالله من أن يطمس الله بصيرتي كما وقع لغيري، فإن البعض زعم أن الدخول في الوزارات الجاهلية لا يجوز، وأما الدخول في البرلمان - المشرع - فإنه يجوز بل قد يكون واجبا، وهذا القائل هو الدكتور محمد عبد القادر أبو فارس في دراسة له ضد دخول الإخوان المسلمين في الأردن في الوزارات، فانظر إلى هذه الخفة الفقهية، وانظر إلى البصر من أين أتي لئلا تقع موقعه، والله سبحانه وتعالى الحافظ والمعين.
وأخيرا: حفظ الله الأخ المعقب وجعله من أهل السعادة في الدارين، وحفظ الله نشرة “الأنصار” من أن يغزوها دعاة أنصاف الحلول، أو الباحثين عن موطئ قدم في عقول المجاهدين في جواز الدخول في هذه المزالق الجاهلية الشركية. وكان الاخوة في “الأنصار” قد عرضوا عليّ الرد فأشرت بنشره لما فيه من فائدة، ولما فيه من دافع لي في الإفصاح عن نفسي ومنهجي والله الموفق.
كانت هذه المقالة عارض عن متابعة “بين منهجين” فما زلنا على الوعد في الأعداد القادمة إن شاء الله تعالى.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(, ), للعلامة, أبو, الله, المنهجيّن, السلسلة, الشيّقة, الفلسطيني, اسره, بين, فك, قتادة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 11:47 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.