انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-11-2008, 05:02 PM
قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




New سُــوءُ الظَنِّ

 



سُــوءُ الظَنِّ .




الحمد لله رب العالمين ، مَنَّ على من شاء من عباده بهدايتهم للايمان وكرَّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، تفرد بالكمال والجلال والعظمة والسلطان ، وأشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث إلى كافة الإنس والجان ، فبلغ رسالة ربه وبين غاية البيان ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا في الله حق جهاده حتى نشروا العدل والأمن والإيمان . وسلم تسليما كثيرا ..

أما بعدُ
فهذه كلمات نيّرات اِقتظفتُها من محاضرة لشيخنا العلاّمة سفر الحَوالي شفاه الله وعافاه و للحق وفّقَهُ و هداه أحاط فيها بكلام موجزٍ متين داءً عضالا و مرضا متمكنّا في جسد الأمّة ينهش أواصل المحبّة و يمتص رحيق المودّة فوجب العلاج والله المستعان يقول الشيخ حفظه الله :


أمر يجب أن نحفظ منه قلوبنا،
وهو مما يظهر أيضاً أثره على جوارحنا،
وهو قرين وقريب من الحسد،
هو سوء الظن،
يقول الله تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12] ولا حظوا الآية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ
فلا بد أن تجتنب الكثير من الظن لكون البعض منه إثماً وليس العكس، والإنسان ينظر إلى بعض الأمور، ثم يتوسع الظن عنده حتى يسوء ظنه كثيراً من أجل احتمال قليل، وربما يكون هذا القول صدر أو بدر من أخيك وله احتمال من الحق واحتمال من الخطأ أو الباطل، فإذا وسَّعته أكثر مما يحتمل، فقد عكست مفهوم الآية ومضمونها تماماً.

فالواجب علينا أن نجتنب كثيراً من الظن لكون البعض منها إثماً، وحتى نحفظ قلوبنا ونحفظ جوارحنا من النيل والوقوع في أعراض إخواننا المسلمين،

ولذلك يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تناجشوا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا }.

وسوء الظن يولد في الإنسان عندما يترك هذه الفضائل، فتنقطع الأخوة والبغضاء ويقع الحسد والبغي، ويقع العدوان والفتنة، وأصل ذلك كله ناشئ من سوء الظن -والعياذ بالله-

وقال بعض السلف -وهو من الكلام المفيد-: [إنما يُسيء الظن بالله خبيث النفس، قالوا: كيف ذلك؟! قال: إنه تترشح صفاته فتخرج في غيره ]

أي: هو نفسه خبيثة والعياذ بالله، وأعماله وباطنه خبيث، فيترشح ذلك كما يترشح الأناء، ويخرج بشكل إساءة الظن بالناس.

فيأتيه -مثلاً- القول الصادق فيقول: لا، هذا القول كذب، وإذا قيل له: لماذا؟ يقول: ماذا لو كان صاحبه كاذباً؟! لأنه هو -نفسه- يقول القول وهو كاذب والعياذ بالله.

ويوصف له الإنسان بالتقوى فيقول: لا، هذا ليس بتقوى، لماذا؟ قال: هناك أشياء لا تدري أنت عنها ولا تعلمها، لماذا؟ قال: لأنه يظهر التقوى ويعمل في الباطن أعمالاً خفيه، فهو في الحقيقة يتكلم عن نفسه،

وأصدق الناس ظناً بإخوانه المسلمين هو أسلم الناس باطناً، وهذه قاعدة؛ لأنه لا يتصور أن أحداً يقول الحق ثم يفعل هذه الموبقات ولذا فإنه لا يتهم بها الناس؛ لكن الذي يفعلها -والعياذ بالله- يتهم الآخرين بلا دليل إلا دليل سوء الظن فقط.


سوء الظن سبب اتباع الهوى


سوء الظن بداية لاتباع الهوى، وهذا من أخطر الأمور،

وإذا اتبع العبد الهوى حاد عن الطريق المستقيم، ولم يرتدع بأي رادع،

وهذه مشكلة وفتنة عظيمة يفتن بها العبد بعد الشرك بالله تبارك وتعالى، بل إن الشرك أحياناً عندما يقع، فهو يقع نتيجة لاتباع الهوى، كما أخبر الله تبارك وتعالى في أكثر من آية عن المشركين فيقع الشرك وتقع المحظورات كلها بسبب الهوى، فيخل بحق الله وبحق إخوانه المؤمنين، ويصبح متعصباً لرأيه ولهواه،

وذلك التعصب يعميه ويصمه عن قبول الحق وعن الانقياد والإذعان له. فيشبه حاله في هذا الحال حال اليهود والنصارى الذين تعصبوا بما عندهم من الباطل، ورفضوا دعوة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورفضوا قبول الحق، ولهذا يقول عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله وهو من العلماء الأجلاء، يقول: 'العلماء يكتبون ما لهم وما عليهم، وأما أهل الأهواء فيكتبون ما لهم ويذرون ما عليهم'

أي: أن العالم بالله تعالى حقيقة هو الذي يخشى الله، كما قال الله عنهم: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28] إذا بلغه شيء يخالف ما كان يظن أو ما كان يفتي به أو يقوله كتبه سواء كان له أو عليه، حتى لو كان رأيه في المسألة كذا، ثم بلغه حديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمل به، أو عن الصحابة، فإنه يكتبه ويتأمل ويبحث عنه، حتى لا يقول إلا الحق، ولا يفتي بالباطل، ولا يعتقده. أما أهل الأهواء لو أتيته بالآيات والأحاديث والبراهين من الواقع -إذا كانت القضية مما اختلف فيها الناس- وتقول: انظر الدليل الفلاني والدليل الفلاني؛ فإنه لا ينظر إليه، فإذا وجد رائحة شبهة، أو كلمة أو احتمال ينفعه، قال: نعم، ثم أخذه وكتبه وحفظه ونشره ووزعه واهتم به، وهذا دليل على أنه صاحب هوى، وليس من أهل العلم الذين يخشون الله، ويعلمون أنهم مسئولون عما يقولون ومحاسبون ومجزيون بهذا، وهذه هي صفة أهل الأهواء.

اتباع الهوى في الحكم


وأصل ذلك قول الله تبارك وتعالى عن المنافقين: وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ [النور:49]

إذا كان الحق لهم قالوا: لا نريد أن نحتكم إلا لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لماذا؟ قالوا: لأنه لا يحكم إلا بالحق، هذا إذا كان يعلم أن الحق له، أما إذا كان الحق لغيره قال: نذهب إلى فلان وفلان من الناس لأنه من أهل الخير والصلاح، وهذا هو الهوى والعياذ بالله، ونحن والحمد لله ممن نتبع منهج السلف الصالح في هذا، ونعتقد أن الإنسان يأخذ ما له وما عليه.

فإذا اجتنب سوء الظن، واتباع الهوى، وأخذ ما له وما عليه وفقه الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ثم بعد ذلك قد يكون اجتهاده بالحق مفضياً به إلى الصواب، وقد يفضي به إلى الخطأ، فليس منا أحد معصوم أبداً، بل كلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكن فضل الله أعظم من ذلك، كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إذا اجتهد الحاكم، فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر } والحاكم هنا أعم وليس المقصود من الحاكم مجرد الأمير أو الملك أو السلطان الحاكم؛ بل يعني كل من حكم في مسألة، حتى قال شَيْخ الإِسْلامِ رحمه الله: 'حتى الذي يقضي بين الصبيان في الخطوط' أي: في أيهم أحسن خطاً،


فأنت مطالب أن تحكم بالحق والعدل، فأنت قاضٍ في هذه الحالة.أما معنى الاجتهاد فهو: استفراغ الجهد والطاقة والوسع في الوصول إلى الحق، فأنت تريد الحق فإن أصبته فلك أجران: أجر الجهد الذي بذلت، وأجر الصواب، وإن أخطأت لم يحرمك الله عز وجل، فلك أجر الاجتهاد، وأما أجر الصواب فيفوتك.والله تبارك وتعالى جعل ذلك في حق من هم خير منا ومن الخلفاء الأربعة، جعله في حق نبيين رسولين من عباده الصالحين وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ [الأنبياء:79] فهمها سليمان ولم يفهمها داود عليهما السلام، فهذا له أجران وهذا له أجر حتى تكون هذه القصة عبرة لنا. والصحابة رضوان الله تعالى عليهم، لمَّا قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة } بعضهم قال كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا أصلي العصر إلا في بني قريظة ولو غربت الشمس، ولا أبالي أنني لم أصلها في وقتها، لأن هذا أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما علي من حرج، فهذا اجتهاد، وقال الآخرون: إنما أراد منا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نتعجل فلنصل الصلاة في وقتها، ولنتعجل إلى بني قريظة، لأن المقصود هو أن نذهب إلى بني قريظة لنقاتلهم، وليس المقصود أداء الصلاة في بني قريظة أو في المدينة ، أو في مكان قريب منهم أو بعيد عنهم، ثم لما بلغه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك، ما عنف إحدى الطائفتين. وهذا من فضل الله عز وجل، أي: أن هذا مأجور على اجتهاده، وهذا مأجور على اجتهاده، وهؤلاء صلوا، وهؤلاء صلوا ولم يقل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهؤلاء أخرتم، ولم يقل لهؤلاء قدمتم، إذاً قد يستوي الأمران، وقد يكون أحدهما له أجران والآخر له أجر، والشاهد -وهو الذي يهمنا- أن كلاهما لا يستحق اللوم والذم والتعنيف والتشهير وإطلاق اللسان بالطعن والقذف والنيل منه، لأن الأمر في دائرة النظر والاجتهاد والفهم، فمن تعدى ذلك وتجاوز وبغى فقد أساء إلى نفسه وجمع وساء الظن بغيره،


وربما جمع إلى سوء الظن الحسد، فزاد على سوء الظن الحسد والبغي والعدوان.





و الحمد لله أولا و آخرا

التعديل الأخير تم بواسطة قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ ; 11-11-2008 الساعة 05:18 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-11-2008, 05:55 PM
أم عبد الرحمن السلفية أم عبد الرحمن السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


ما شاء الله .. تبارك الله .
جزاكم الله خيراً ونفع بكم .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-11-2008, 06:29 PM
قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الرحمن السلفية مشاهدة المشاركة

ما شاء الله .. تبارك الله .
جزاكم الله خيراً ونفع بكم .

و جــزاكُم خيرا منه و بِكُم نفع ربّي
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-11-2008, 06:44 PM
أم هارون السلفية أم هارون السلفية غير متواجد حالياً
مالي إلا أنت يا خالق الورى
 




افتراضي

نعوذ بالله من سوء الظن ومن اتباع الهوى ..
موضوع هام .. نفع الله بكم
وحفظ الله الشيخ العلامة ..
التوقيع

أما جاءكم عن ربكم: (وَتَزَوَّدُوْا) .. فما عُذر من وافاهُ غيرَ مُزَوِّدِ ..!!
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-11-2008, 07:27 PM
قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم هارون السلفية مشاهدة المشاركة
نعوذ بالله من سوء الظن ومن اتباع الهوى ..
موضوع هام .. نفع الله بكم
وحفظ الله الشيخ العلامة ..
و بِكم نفع الله

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-14-2008, 06:18 AM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي

باركَ اللهُ فيكَ يا حبيب ، وأسألُ اللهَ أن يُعافِيَ شيخنا ، وأن يلبسهُ رداءَ الصحةِ والعافية ، فهو لا يكادُ يستطيعُ يالوقوفَ على قدميهِ .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-26-2008, 03:51 AM
قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

و فيك بارَكَ اللهُ يا حبيبَ اخيكَ

نفع الله بك
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12-08-2008, 11:43 PM
رحمتك يارب رحمتك يارب غير متواجد حالياً
(رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
 




افتراضي

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12-12-2008, 11:31 PM
ام الحارث ام الحارث غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

بارك الله فيك واحسن اليك
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:14 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.