انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة

ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-05-2012, 02:47 PM
أبو مصعب الأزهري أبو مصعب الأزهري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




Icon42 ((الجامدخيليون قديانيون !! )) ،،،، الشيخ حسين بن محمود ـ حفظه الله ـ

 


الجامدخيليون قديانيون !!/ الشيخ حسين بن محمود

بسم الله الرحمن الرحيم

الآيات الدالة على الفئة الضالة



الحمد الله الذي تفضل على عباده بالهدى بعد الضلال ، ثم الصلاة والسلام على المتحلي بصفات الكمال من الرجال : محمد بن عبد الله المأمور في الورى بالقتال ، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم السؤال .. أما بعد ..

قال ربنا سبحانه وتعالى {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} ، قال السعدي رحمه الله في تفسير الآية :{قُلْ} يا أيها الرسول, لما تبين البرهان {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ} أي : الخبر الصادق المؤيد بالبراهين , الذي لا شك فيه بوجه من الوجوه , وهو واصل إليكم من ربكم الذي من أعظم تربيته لكم أن أنزل إليكم هذا القرآن الذي فيه تبيان لكل شيء وفيه من أنواع الأحكام والمطالب الإلهية والأخلاق المرضية ما فيه أعظم تربية لكم , وإحسان منه إليكم , فقد تبين الرشد من الغي ولم يبق لأحد شبهة. {فَمَنِ اهْتَدَى} بهدى الله بأن علم الحق وتفهمه وآثره على غيره {فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ} والله تعالى غني عن عباده , وإنما ثمرة أعمالهم راجعة إليهم. {وَمَنْ ضَلَّ} عن الهدى بأن أعرض عن العلم بالحق , أو عن العمل به {فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} ولا يضر الله شيئا , فلا يضر إلا لنفسه. {وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} فأحفظ أعمالكم وأحاسبكم عليها , وإنما أنا لكم نذير مبين , والله عليكم وكيل. فانظروا لأنفسكم , ما دمتم في مدة الإمهال. (انتهى) ..

لا زال بعضهم – رغم ما اتضح للناس – يصر على وضع الكلام في غير موضعه وتسمية الأمور بنقيض مسمياتها ، وترديد ذلك كثيرا في المحافل والمناسبات لترسخ هذه المصطلحات في الأذهان بفلسفة المثل الشعبي - الذي صار مبلغ علمهم وطريقة تعاملهم مع الناس - "كثرة التكرار تعلم الحمار" ، وهذا من الإستغفال والإستحمار لعقل الإنسان الذي لا يُلقي له هؤلاء وزنا برغم علمهم أن الله شرّف الإنسان بهذا العقل ..

لقد استخدم هؤلاء كلمات كثيرة في وصف المجاهدين ، منها : الخوارج ، والفئة الباغية ، والمفسدون ، والمخربون ، والأغرار ، والجهال ، والإرهابيون ، وأهل العنف ، والتكفيريون ، والمتنطعون ، والمتشددون ، والجهاديون (وهذه – لجهلهم - ظنوا أنها ذما!!) ، وأسماء ابتدعوها ما أنزل الله بها من سلطان ، ليصدوا الناس عن الجهاد وينفروهم من المجاهدين ، ولما لم تنطلي هذه المسميات على الناس : اجتمع أبو جهل وأبو لهب وأمية بن خلف في دار ندوتهم (القمة العربية) ليتآمروا على الجهاد والمجاهدين فكانوا على موعد مع "الشيخ النجدي" صاحب العباءة المذهبة ليستقر رأيهم على مسمى هزيل ضعيف ضعف كيد الشيطان ، فقالوا "الفئة الضالة" !!

لقد فنّد العلماء والعقلاء مزاعم هؤلاء ، وبينوا كذبهم وزيف ادعاءاتهم ورميهم المجاهدين وطعنهم فيهم ، ولكن قبل أن يستقر هؤلاء على هذا المسمى عمدوا إلى سجن وقتل كل عالم رباني اعتقدوا أو شكوا أنه يرد عليهم ، وها هم العلماء والدعاة الأخيار في سجونهم بلا تهمة ولا قضية ولا سبب إلا أن يقولوا {ربنا الله} !!

لو كان لهؤلاء المساكين عقل لكانوا أبعد الناس عن استخدام مصطلح "الفئة الضالة" ، فهذا المصطلح لا يليق إلا بهم ، ولا يحور إلا عليهم ، فهم أولى الناس به بنص كتاب الله ، وهذا ما سيراه القارئ في الكلمات التالية :

إن المعنى اللغوي لمصطلح "الفئة الضالة" واضح لا يحتاج إلى تفسير ، فالفئة هي : الجماعة أو الفرقة من الناس ، والضلالة : ضد الهدى والحق والرشاد ، ومعنى الكلمتين معاً (الفئة الضالة) لا يحتاج إلى بحث ، ولعلنا نقرب معنى كلمة "الضلال" بما ذكر الله لها من أضداد في كتابه "وبضدها تُعرف الأشياء" ، قال سبحانه {فَذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} (يونس : 32) ، فالحق ضد الضلال ، ولكن أكثر كلمة جاءت في القرآن نقيضة للضلال هي كلمة الهدى ، فقد جاءت في آيات كثيرة ، منها قوله تعالى {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (الإسراء : 15) ، وقال تعالى {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى} (طه : 79) ، وقال تعالى {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى} (طه : 123) ، وسيأتي ذكر آيات أخرى في ثنايا الكلام ..

إن كتاب ربنا سبحانه هو الفيصل بين الحق والباطل ، وما ترك الله سبحانه وتعالى باطلاً إلا ورد عليه في كتابه ، ولا حق إلا وبينه لنا ، قال تعالى {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} ، ولا بد للمسلم أن يرجع إلى كتاب الله عند التنازع حتى يعرف الحق ، فالحق هو ما قال ربنا لا ما استحسنته عقولنا أو عقول غيرنا {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} ، والله ربنا سبحانه ما كان ليترك الناس يضلون بدون إرشادهم وبيان ما يجب عليه فعلهم واعتقادهم ، قال تعالى {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (التوبة : 115) ، والذي يختار بعد البيان أن يكون في أهل الضلال فهو الظالم ، قال تعالى {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ} (إبراهيم : 27) ، ومثل هذا يجني على نفسه ولا يلوم غيرها ، قال تعالى {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} (سبأ : 50) ..

إن الباحث عن كلمة "الضلال" ومشتقاتها في كتاب الله يجد أن هذه الكلمة أتت في آيات كثيرة تصف أحوال أناس وفئات من الناس حادوا عن طريق الهدى ، فبين لنا ربنا سبحانه وتعالى حقيقة ما وقع فيه هؤلاء ووصفهم بما يليق بهم ..

الشيطان هو رأس الفئة الضالة وحامل لواء ضلالها ، قال تعالى محدثا عن كليمه موسى {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ} (القصص : 15)

ولا نحتاج إلى دليل على كون الشيطان ضال مضل ، فقد اعترف بنفسه حيث قال (في ما أثبته عنه ربنا جل في علاه) {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا} (النساء : 119) ..

ومن اتخذ الشيطان ولياً يأتمر بأمره وينتهي بنهيه وترك القرآن وراء ظهره وهو يحسب أنه مهتد ، فهذا من الفئة الضالة ، قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} (الحج : 3-4) ، وقال تعالى {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} (الأعراف : 30) ، قال ابن كثير في تفسيره "قال ابن جرير: وهذا من أبين الدلالة على خطأ من زعم أن الله لا يعذب أحداً على معصية ركبها أو ضلالة اعتقدها , إلا أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها فيركبها عناداً منه لربه فيها , لأنه لو كان كذلك لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضل وهو يحسب أنه مهتد , وفريق الهدى فرق , وقد فرق الله تعالى بين أسمائهما وأحكامهما في هذه الاَية". (تفسير ابن كثير) ..

إن أول ما يتبادر في قلب المؤمن عن أهل الضلال والفئة الضالة أنهم أتباع إبليس من أهل الكفر والشرك الذين هم في صفوف الضلال الأولى ، وهذا حق ، وهو ما بيّنه الله في كتابه في مواضع كثيرة ، منها قوله تعالى {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} (إبراهيم : 18) ، وقال تعالى {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} (محمد : 8) ، وقال تعالى {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} (الأنعام : 74) ، {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا} (النساء : 116) ، وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلاَلاً بَعِيدًا} (النساء : 167) ، والآيات في كتاب الله كثيرة بهذا المعنى وبلفظ الضلال ، فأولى الناس بلقب "الفئة الضالة" هم الكفار والمشركين ..

ولكن مصطلح "الفئة الضالة" في القرآن وقع على النصارى خاصة (وبأل التعريف) ، قال تعالى في كتابه {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} (الفاتحة : 7) ، أخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان في صحيحه عن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن المغضوب عليهم هم اليهود ، وإن الضالين النصارى" ، قال ابن أبي حاتم: لا أعلم خلافاً بين المفسرين في تفسير المغضوب عليهم باليهود ، والضالين بالنصارى (انظر تفسير الشوكاني) ..

إذاً "الفئة الضالة" : هي فئة النصارى إجماعاً ، وهم اليوم : أوروبا والأمريكتين واستراليا وكثير من دول آسيا وأفريقيا ، وعلى رأس هؤلاء : الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وروسيا .. ومن يتبع النصارى فهو تابع للفرقة الضالة .. وقد أكد الله هذا المعنى في قوله تعالى {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (آل عمران : 69) ، فأهل الكتاب يريدون أن نتبعهم ليُضلونا ، قال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء : 44) ، فالمجاهدون – ولله الحمد – يقاتلون أهل الكتاب من اليهود والنصارى ولا يتقربون إليهم ولا يحاولون اتباعهم ويُرهبونهم ويغلظون عليهم ، أما الحكام وأذنابهم فهم يعلنون ولائهم للصليبيين ويتذللون لهم ويحنون لهم ظهورهم ويأخذون منهم تعاليمهم ويحاولون تقليدهم بشتى الطرق ، حتى أنهم الآن يغيرون البرامج التعليمية في جميع الدول العربية وفق المطالب الأمريكية اليهودية ، وقد علم الناس خبر السحاقية بنت "ديك تشيني" التي استقبلها أصحاب اللحى والشوارب من الأمراء والشيوخ في بلادنا لتعلن على الملأ سحاقيتها وتمر على وزارات التعليم في بلادنا لتُلغي آيات وأحاديث من مناهجنا الدينية فيطيعها القوم رغبة ورهبة !!

إن الذي يتبع النصارى الضالين لهو الضال ، ولكن ضلاله أعظم من ضلال المتبوع ، فهؤلاء الحكام وأتباعهم يعملون جاهدين للوصول إلى رتبة النصارى في الضلال ، ولم يصلوا بعد ، فهم لا زالوا في قعر الضلال بعيدين عن النصارى الذين هم فوقهم ، فالنصارى الضالين يعملون عن جهل لتطوير أنفسهم والوصول إلى بعض الهدى ، ولكن لجهلهم يبتعدون عن الهدى يوما بعد يوم ، أما هؤلاء التابعين فيتبعون ما يعرفون أنه ضلال ، فليس من يريد الوصول إلى الضلال مثل من يريد الوصول إلى بعض الهدى ..

وليس الضلال حكرا على النصارى فقط ، وإن كانوا المقصودين بقوله تعالى في سورة الفاتحة {الضالين} ، فهناك صفات ذكرها الله سبحانه في القرآن لأهل الضلال توسع هذه الدائرة ، وقد حرصت هنا أن آتي بآيات يكون فيها لفظ "الضلال" أو أحد مشتقاته لأن الكلام في مصطلح "الفئة الضالة" ، مع العلم بوجود آيات كثيرة تدل على معنى الضلال دون ذكر اللفظ ..

اليهود من الفئة الضالة ، قال تعالى {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (المائدة : 60) ، فالذين يريدون تطبيع العلاقات مع الفئة اليهود إنما يتقربون إلى الفئة الضالة ، وهم في نفس الوقت يقتلون المسلمين والمجاهدين ويجعلونهم قرابين لليهود الضالين ..

ومن الذي ذكرهم الله في "الفئة الضالة" ما جاء في قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا} (النساء : 60) ، فالذين لا يحكمون بما أنزل الله ويتحاكمون بغير شرعه هم من "الفئة الضالة" ..

ومن اتبعهم في حكمهم وأقرهم على ما هم عليه فهو من الفئة الضالة أيظا ، قال تعالى {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ قُلْ لاَ أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ * قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} (الأنعام : 56-57) ..

والذي علِم حكم الله واختار غيره أو رضي به أو اعتقد بأن له الإختيار : فهو من الفئة الضالة ، قال تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا} (الأحزاب : 36) ..

وبعض المساكين يرى أن الهدى كل الهدى في من يسميهم "ولاة الأمر" ، فبمجرد أن يحكم إنسان دولة أصبح في نظرهم هاديا مهديا واجب الطاعة والولاء !! وهذا من الحمق والجهل بمكان ، قال تعالى {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ} (يونس : 88) ففرعون كان ولي أمر المصريين وحاكم مصر ومع ذلك فهو ضال مضل ، ومن كان على شاكلة فرعون فإنه من الفئة الضالة وليس من ولاة الأمر الشرعيين ..

وكم هو قريب موقف فرعون من موقف كثير من الحكام اليوم ، فقد قتل فرعون أبناء المسلمين في زمانه – بعد أن علم أنهم على حق – وادعى فرعون بقتلهم أنه يحمي المجتمع من هذه الفئة التي تريد أن "تفسد" في الأرض ، قال تعالى {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ * وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ} (غافر : 25-26) ، فالدعوة الفرعونية تكمن في ادعاء حماية أمن المواطنين واستقرار البلاد وحفظها من "الفئة الضالة" ، وهذا ما يحدث الآن ، فالحكام يقتلون المجاهدين وأهليهم في الحل والحرم ثم يتهمون المجاهدين بالتنطع والغلو والإفساد والإخلال بالأمن ، وهذه الفلسفة الفرعونية تعلمها حكامنا من الصليبيين ، وإلا فإن هؤلاء الحكام كانوا يقتلون الصالحين - قبل بضع سنوات فقط - دون أن يبدوا أي مبررات أو حجج للناس ، فقد كانوا متفرعنين أكثر من فرعون ، فأصبحوا اليوم متصيلبين أكثر من الصليبيين ..

وبعض الناس يعتذر للحكام بأعذار واهية لا يستسيغها العقل ، فضلا عن الشرع ، فيقول بأن هؤلاء الحكام فيهم الطيبة وحب الوطن وحب الناس وفيهم العدل والحكمة وفيهم وفيهم ، ولكنهم (الحكام) غفلوا عن حكم الشرع أو جهلوا حكم التحاكم إلى الشريعة أو لا يستطيعون تحكيم الشرع ، أو هم متأولون ، وغيرها من الأعذار التي لا تنطلي على من له عقل ، وهذا ربنا جل في علاه يحذر نبي من أنبيائه إن هو عدل عن الحق ، قال تعالى {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} (ص : 26) ، وعلى المسلم أن يؤمن بأن كل ما خالف الشرع فهو باطل وإن أخبره عقله بأنه حق ، فلا حق في مخالفة الشرع ، فمن اتبع هواه وحكم غير الشرع فهو من الفئة الضالة ، لم يستثن ربنا - جل في علاه – في هذا أحد إلا المكره ..

لقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من اتباع الطواغيت ، فقال سبحانه {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلاَلَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} (النحل : 36) ، فالطواغيت موجودون في كل أمة وفي كل زمن ، ومن تبعهم ولم يجتنبهم ويبغضهم فهو من الفئة الضالة ، وموقف هذه الفئة الضالة التابعة للفئة المضلة يوم القيامة موقف تقشعر منه الأبدان ، قال تعالى {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} (الأحزاب : 67-68) ، فانظر كيف يتزلفون لهم في الدنيا ويبيعون دينهم لهم مقابل حضوة عندهم وبعض فتات المال ، ثم يلعنونهم في الآخرة ويدعون الله عليهم ، فسبحان مغير الأحوال ..

ومن الفئة الضالة من يتابعون آبائهم وأجدادهم على الخطأ بدون علم أو هدي من الله ، وإذا قيل لهم بأن ما يفعلون مجانب للصواب قالوا {هذا ما وجدنا عليه آبائنا} ، فهؤلاء قال الله فيهم {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاَءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لاَ تَعْلَمُونَ} (الأعراف : 38) ..
..

والمنافقين من الفئة الضالة ، قال تعالى ** فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً * وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلاَ تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} (الإسراء : 89) ، قال ابن كثير رحمه الله "عن زيد بن ثابت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد فرجع ناس خرجوا معه , فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين : فرقة تقول : نقتلهم , وفرقة تقول : لا , هم المؤمنون, فأنزل الله {فما لكم في المنافقين فئتين} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنها طيبة وإنها تنفي الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد" (أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة) " (انتهى) ، فهذا ابن سلول وأصحابه لما تركوا الجهاد المتعين عليهم وخذلوا المسلمين في أحد أخبرنا الله بأنهم ضلّال ، فالفئة الضالة هنا هي : الفئة المنافقة المتخلفة عن الجهاد المتعين ..

وهناك فرقة ضالة أخرى ذكرها الله في كتابه في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} (البقرة : 174-175) ، فهؤلاء لشدة غبائهم وضلالهم باعوا الهدى واشتروا الضلال عن علم ، فهؤلاء لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ، قال ابن كثير رحمه الله " يقول تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب} يعني اليهود الذين كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتبهم التي بأيديهم مما تشهد له بالرسالة والنبوة , فكتموا ذلك لئلا تذهب رياستهم وما كانوا يأخذونه من العرب من الهدايا والتحف على تعظيمهم إياهم , فخشوا - لعنهم الله - إن أظهروا ذلك أن يتبعه الناس ويتركوهم, فكتموا ذلك ابقاء على ما كان يحصل لهم من ذلك وهو نزر يسير , فباعوا أنفسهم بذلك واعتاضوا عن الهدى واتباع الحق وتصديق الرسول والإيمان بما جاء عن الله , بذلك النزر اليسير, فخابوا وخسروا في الدنيا والاَخرة" (انتهى) ، فهؤلاء العلماء الذين يلبسون على الناس ويخفون آيات الله وحكمه ليتقربوا إلى السلطان فيأخذوذ فتات ما يلقي لهم : باعوا دينهم بجاههم ومكانتهم عند السلطان ، ولما سلب قادة الجهاد قلوب الناس أكلت الغيرة قلوب هؤلاء العلماء وأخذوا يطعنون في المجاهدين ليرجع الناس إليهم ويحصل لهم ما كان بالأمس من إنحصار التعظيم والتوقير ..

ومن يتبع شياطين الإنس - من العلماء المضلين - في ضلالهم وزلاتهم وغيهم فيظلم نفسه ويدمر مستقبله متعذرا بمحبة هؤلاء العلماء ومكانتهم في قلبه أو في المجتمع فهو من الفئة الضالة ، قال تعالى {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً} (الفرقان : 27-29) ، وكم وجدنا من هؤلاء ممن لا عقول لهم : نُسمعهم كلام الله وكلام رسوله فيقولون : ولكن فلان من العلماء قال غير ما تقولون ، فحسبنا الله ونعم الوكيل ..

والذين يوالون أعداء الله ويُظهرون ودهم لهم - وقد علموا أنهم كفار وأن الله يبغضهم - ولا يكتفون بهذا بل يأمرون المجاهدين بالتصالح مع الكفار الحربيين الصائلين من خلال نظرياتهم الخبيثة التي تسمى "بالمصالحة الوطنية" وهم يعلمون أن الله أمر المؤمنين بالجهاد وبالمفاصلة على أساس العقيدة ، فهؤلاء من الفئة الضالة ، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} (الممتحنة : 1) ، وها هي الأبواق المنافقة تنعق في العراق وأفغانستان وفلسطين تريد من المجاهدين إلقاء السلاح ومصالحة الأعداء ، فمن فعل ذلك أو دعى إليه فهو من "الفئة الضالة" بنص كتاب الله ..

والفئة المتذبذبة التي لا يستقر لها قرار وتجدها تلعب على جميع الحبال وتتزلف لجميع الفئات لتضمن لنفسها مكاسب موهومة على حساب العقيدة والمبدأ هي أيظا من "الفئة ضالة" ، قال تعالى {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً * إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاَءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاَءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} (النساء : 141-143)

والذين يدعون غير الله ويرتجون منهم الإجابة ، كالذين يدعون الأموات في القبور والذين يدعون الأصنام والكواكب ، فهؤلاء من الفئة الضالة ، قال تعالى {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لاَ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} (الأحقاف : 5) ، قال السعدي رحمه الله في تفسير الآية "لا أحد أضل وأجهل ممن يدعو من دون الله آلهة لا تستجيب دعاءه أبدا , لأنها من الأموات أو الأحجار والأشجار ونحوها , فهي غافلة عن دعاء من يعبدها , عاجزة عن نفعه أو ضره" (انتهى) ، وهؤلاء يشبهون من يطلب النصرة من جامعة الدول العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي أو غيرها من المنظمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، ولو أن هؤلاء لجؤوا إلى الله لكان خيرا لهم ..

والذين يحاربون الدين ويمنعون الناس من أداء شعائره وإتيان الواجبات المتحتمات عليهم فهؤلاء من الفئة الضالة ، فمن منع الناس الصلاة أو إتيان المساجد وأخذ يعد على الناس صلواتهم وارتيادهم لبيوت الله ويستجوبهم إذا كثر تردادهم ، ومن منع الناس الصوم المتعين أو الزكاة المتعينة أو الحج المتعين أو الجهاد المتعين أو صد الناس عن العقيدة الحقة أو منع المرأة من ارتداء الحجاب ، فهؤلاء من الفئة الضالة ، قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلاَلاً بَعِيدًا} (النساء : 167) ..

والذين قالوا بتساوي الرجال والنساء في الميراث واصدروا قوانين تلزم الناس بذلك (كما في تونس وغيرها من الدول العربية) هم أيظا من الفئة الضالة ، قال تعالى {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (النساء : 176) ..

ومن عبد الطاغوت واتخذه ندا لله يطيعه في معصية الله ويتبعه في كل شيء ويكل أمره إليه دون الله : فهو من الفئة الضالة ، قال تعالى {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (المائدة : 60) قال إبن القيم رحمه الله تعالى "الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع" ، وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالته في معنى الطاغوت "والطاغوت عام في كل ما عُبد من دون الله ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله فهو طاغوت. والطواغيت كثيرة ورؤوسهم خمسة [وذكرهم ، ويعنينا منهم هنا الثاني والثالث] الثاني : الحاكم الجائر المغير لأحكام الله ، والدليل قوله تعالى {ألم تر إلى الذين يزعمون أنّهم ءامنوا بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك يُريدون أنْ يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمِروا أنْ يكفروا به ويريد الشيطانُ أنْ يُضِلّهم ضلالاً بعيداً} ، الثالث : الذي يحكُم بغير ما أنزل الله ، والدليل قوله تعالى {ومَن لم يحكُم بما أنزل اللهُ فأولئك همُ الكافرون} (انتهى) .. فمن تجاوز حد اتباع هؤلاء الطواغيت في تغييرهم لحكم الله والتحاكم إلى غير شريعة الله فقد عبدهم ، وهو من "الفئة الضالة" ..

والذين يتبعون أقوال العلماء - وإن كانت تعارض كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم - فيغلون فيهم ، هؤلاء من الفئة الضالة ، قال تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (المائدة : 77) ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول للناس "اغزو في سبيل الله" والعلماء يقولون "لا تغزوا" والناس يتبعون كلام العلماء دون كلام النبي صلى الله عليه وسلم !!
الله يقول للناس {قاتلوا} ، وعلمائهم يقولون لهم "لا تقاتلوا" !!
الله يقول لهم {اقتلوهم} وعلمائهم يقولون لهم "لا تقتلوهم"
الله يقول لهم {جاهدوا} وعلمائهم يقولون لهم "لا تجاهدوا"
اللهم يقول لهم {اضربوا فوق الأعناق} وعلمائهم يقولون لهم "لا تضربوا فوق الأعناق"
الله يقول لهم {وما لكم لا تقاتلون} وعلمائهم يقولون "ما لكم تقاتلون" !!
الله يقول لهم {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر} وعلمائهم يقولون لهم "ليس عليكم نصرهم" ، الله يقول {وحرض المؤمنين} وهؤلاء يمنعون الخطباء والعلماء والمسلمين من التحرض على الجهاد !!
فمن اتبع هؤلاء العلماء وهو يقرأ كتاب الله ويعي معناه فقد غلا في دينه غير الحق واتبع أهواء قوم ضلوا ، فهو من الفئة الضالة ..

وبعضهم يرى أن الحق يعرف بالكثرة العددية ، وهذا من الجهل الذي لا ينبغي لمسلم أن يقع فيه ، فأكثر الناس اليوم غير مسلمين ، ولو كان الحق بالكثرة للزم أن نكون نصارى لأنهم الأكثرية في الأرض ، قال تعالى {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (الأنعام : 116-117) ، فدعوات مواكبة العصر والعولمة الثقافية وغيرها من الدعوات المشبوهة هي دعوات ضلال : دعاتها من الفئة الضالة ..

ومن تمسك بالدنيا وزينتها وغره بريقها وترك أمر الآخرة فهو من الفئة الضالة ، قال تعالى {قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ} (طه : 85) ، فالسامري جمع ما عند يهود من ذهب وحلي وصاغه عجلا له خوار فعبده اليهود من دون الله ، فهذه عبادة المال والإشتغال به وبالتجارة وسوق الأسهم والذهب وغيرها ، ونسيان الآخرة ، فمن عبد المال فهو من الفئة الضالة ..

وأهل الجدال بالباطل الذين يجادلون بحجج واهية لا يقبلها العقل ولا تتوافق ونصوص الشرع في رد صريح للحق وتكبر أحمق ، هؤلاء أيظا من الفئة الضالة ، قال تعالى {وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ} (الأنعام : 119) ، وقال تعالى {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِرَاءً عَلَى اللهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} (الأنعام : 140) ، وقال تعالى **.... فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (الأنعام : 144) ، وقال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} (المجادلة : 8-9) ، قال السعدي رحمه الله " فأخبر أنه {يُجَادِلُ فِي اللَّهِ} أي : يجادل رسل الله وأتباعهم بالباطل ليدحض به الحق. {بِغَيْرِ عِلْمٍ} صحيح {وَلَا هُدًى} أي : غير متبع في جداله هذا من يهديه , لا عقل مرشد , ولا متبوع مهتد. {وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} أي: واضح بين , فلا له حجة عقلية ولا نقلية. (انتهى) ، وهذا حال كثير ممن يتركون كلام الله ورسوله ويتبعون كلام غير معصوم !!

وأصحاب الوجهين من الفئة الضالة ، وهم الذين يقولون للمسلمين كلاما ثم إذا كانوا بين الكفار قالوا كلاما آخر ، فتجدهم متمسلمين عند المسلمين يدّعون محبة الدين وأنهم حماة الإسلام وشريعته وأنهم يعملون لخير الممسلمين ويحملون هم الإسلام ، فإذا ذهبوا إلى الكفار قالوا : إنا معكم ، إنما نقول ما نقول للإستهلاك المحلي ولما تستلزمه السياسة .. إذا لقوا المسلمين قالوا نحن منكم وفيكم ، وإذا لقوا الكفار قالوا : نحن نواليكم وسيوفنا وجيوبنا رهن إشارتكم {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ } (البقرة : 14-16) ، وهذا شأن كل الحكام اليوم ، فتجدهم في خطبهم يذكرون الله ويعظمونه ويطبعون المصاحف ويكونون في الصفوف الأولى في صلوات الأعياد ، وعندما يذهبون إلى واشنطن تسمع هناك عن الليالي الحمراء والسوداء وشرب الخمر والزنا بعد أن يسلموا أمريكا أسرار المسلمين ويجددوا العهد معها بالوفاء لها في محاربة الإسلام وأهله !!

وأصحاب الأغاني والموسيقى والمعازف ، ومن ينشر هذا الفجور ، ومن يسمح بنشره ، ومن يمتلك الإذاعات واستيديوهات التسجيل والقنوات الفضائية التي تبث هذا المجون والخبث ليضلوا المسلمين ، هؤلاء أيظا من الفئة الضالة المضلة ، قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} (لقمان : 6) ..

والذين يتخذون من دون الله آلهة ، وإن اعتقدوا – كما اعتقد الكفار – بوجود الله ، فهؤلاء من الفئة الضالة قال تعالى {وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدًّا وَلاَ سُوَاعًا وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا * وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلاَلاً} (نوح : 23-24) ، والقوم اليوم استبدلوا "سواعاً" بالقومية ، ووداً بالديمقراطية ، ويغوثا بالوطنية ، ويعوقا بالصليبية ، ونسرا باليهودية ، تعددت الأسماء والكفر واحدُ ، فهذه كلها آلهة تُعبد من دون الله يريدون أن يُعبدوا المسلمين لها ليُضلوهم عن عبادة الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا يغفر أن يُشرك به !!

والفساق الذين يُعملون عقولهم في آيات الله ويردون ظاهرها بغير وجه شرعي معتبر ، فيزعمون أن العقل لا يستسيغ مثل هذه الآيات والنصوص ، فيردون صحيح الحديث وظاهر معنى القرآن ليوافق ما تستسيغه عقولهم ، فهؤلاء من الفئة الضالة ، قال تعالى ** إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ} (البقرة : 26) ..

والذين يستهزؤون بالدين من المغنيين والمغنيات والممثلين والممثلات والعلمانيين والعلمانيات ، من الذين يظهرون على الشاشات أو يكتبون في الجرائد والمجلات {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً * إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلاَ أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً} (الفرقان : 41-42) هؤلاء كلهم من الفئة الضالة المضلة التي يُكرمها الحكام ولا نراهم يعلنون الحرب عليهم كما يفعلون مع المجاهدين ، بل يقدمونهم ويمكنونهم من عقول الناس وقلوبهم على أمل أن يصغر الدين في نفوس المسلمين بعد احتقاره وكثرة استهزاء هؤلاء المرتدين به !!

والذي يتهم الصالحين بما ليس فيهم ويرميهم بدائه : كمن يرمي المجاهدين بالإرهاب والعنف وهو يقتل المسلمين وينتهك حرمات بيوتهم ، ومن يرمي المجاهدين بالإفساد في الأرض وهو يقتل الصالحين ويسجن العلماء الربانيين وينشر الإنحلال الخلقي في بلاد المسلمين ، فهذا من الفئة الضالة ، قال تعالى {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} (النساء : 113) ، انظر سبب نزول الآية ..

والذي يتخذ هواه وما يمليه عليه طمعه وكبره وعجبه وعصبيته هو أيظا من الفئة الضالة ، قال تعالى {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} (الجاثية : 23) ، وقال تعالى {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} (الفرقان : 43-44) ، فهؤلاء أضل من البقر والتيوس ، عرفوا الحق ورأوه رأي العين ثم يختارون ما يتوافق وأهوائهم ودنياهم ، فهؤلاء من الفئة الضالة ..

والذين يسمعون آيات الله تتلى عليهم فلا يتبعونها ويتبعون أهوائهم وأهواء أحبارهم ورهبانهم وحكامهم وهوى أنفسهم ، فهؤلاء من الفئة الضالة ، قال تعالى {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (القصص : 49-50) ، فكلما أتيتهم بآية أو حديث يحثهم ويحضهم على الجهاد وأتيت لهم بإجماع أهل العلم في مسائل الجهاد أتوك بأعذار من عندهم ما أنزل الله بها من سلطان ليبرروا لأنفسهم التثاقل وليخذلوا الناس عن الجهاد ..


وبعد ..

إن اتهام الصالحين بالضلال قديم قدم الرسالة ، فهذا ديدن من لا عقل له ولا منطق سليم ، وقد أتُّهم الأنبياء بالضلال مع علم أقوامهم بالحق الذي جاؤوا به ، قال تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ * قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأعراف : 59-61) ، وقد تقدم رمي فرعونُ موسى بالضلال ، فهذا ديدن الجبابرة والكفار الذين يردون الحق رغبة في الملك ، ويصدون الناس عن الحق بتنقص الحق وإنكاره ، كي لا ينقص أتباعهم لصالح أهل الحق ويبقى الناس عبيدا لهم ..

وقد تحْمل بعض الناس الغيرة والحسد على رمي الأخيار بالضلال ، فهؤلاء إخوة يوسف {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} (يوسف : 8) ، وهم يعلمون أن اباهم نبي ، ويؤمنون بالله ، ولكنها الغيرة والحسد ..

إن امرء حجيج نفسه ، ومسؤول عن اختياره واعتقاده وعمله ، والعاقل لا يلتفت للناس إذا علم الحق ، ولا يأبه بكثرة أهل الباطل ولا بدولتهم ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (المائدة : 105) .. فالذي يطلب الحق يجده أمامه ويراه رأي العين ، أما الذي يعاند ويكابر ويعطل عقله وينظر بهوى غيره فهذا لا يستحق الهداية لأنه لم يكرم عقله الذي أكرمه الله به {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلاَلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ} (النمل : 81) ، والآية في سورة المائدة تشير بأن المسلم لا ينبغي أن يكون إمعة يتبع الناس إن أحسنوا يحسن وإن أساؤوا قال : أنا مع الناس ، بل عليه أن يتبع الحق وإن خالفه أكثر الناس ، ويثبت على الحق وإن تحول عنه الناس !!

والقرآن خير دليل وأعظم نور يهتدي به الإنسان ، ومن قرأ آيات الله لزمه الإذعان لها وقبلولها واعتقادها والعمل بمقتضاها ، ومن ضل بعد أن رأى برهان ربه فلا يلومن إلا نفسه ، قال تعالى {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ} (النمل : 92) ، وقال تعالى {وَمَنْ لاَ يُجِبْ دَاعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} (الأحقاف : 32) ، قوال تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} (الزمر : 41) ، وقال تعالى {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} (يونس : 108) ، فمن لم يتبع ما في القرآن من البينات والبرهان فهو من الفئة الضالة ..

لقد نفى الله الضلالة عن نفسه في القرآن فقال سبحانه على لسان كليمه موسى حين سأله فرعون {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى *قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى * قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنْسَى} (طه : 49-51) ، ثم جاء نفي الضلالة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} (النجم : 1-2) ، ولم أجد – بعد البحث- في كتاب الله نفي الضلالة عن أحد باستخدام أحد مشتقات كلمة "الضلال" ، ولكن وجدت هذه الآية {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} (محمد : 4) ، قال السعدي رحمه الله " والذين قتلوا في سبيل الله من المؤمنين فلن يبطل الله ثواب أعمالهم" ، وهي أقرب ما وجدت ..

لقد تبين من كتاب الله بأن الهدى ضد الضلال ، ولا توجد آية في كتاب الله تصف المجاهدين بالضلال ، وقد علمنا من هم أهل الضلال والفئة الضالة ، أما المجاهدون فقد قال الله سبحانه وتعالى في شأنهم {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت : 69) ، قال السعدي رحمه الله "دل هذا على أن أحرى الناس بموافقة الصواب : أهل الجهاد" (انتهى) ، وجاء في أضواء البيان للشنقيطي رحمه الله "ذكر جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة أن الذين جاهدوا فيه ، أنه يهديهم إلى سبل الخير والرشاد، وأقسم على ذلك بدليل اللام في قوله : {لَنَهْدِيَنَّهُمْ}" (انتهى) ، فالله يخبرنا في كتابه بأنه يهدي المجاهدين إلى سُبله ، وهذا ينفي عن المجاهدين الضلال ، "قال سفيان بن عيينة لابن المبارك ‏:‏ إذا رأيت الناس قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهل الثغور فإن الله تعالى يقول‏{‏لنهدينهم‏}" (تفسير القرطبي) .. ‏

إن الذين سجدوا للعجل من بني إسرائيل أقروا بخطئهم وعرفوا ذنبهم ورجعوا إلى رشدهم ، وهذه هي قصتهم {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ * وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الأعراف : 148-149) ، فهل يرجع من رمى المجاهدين بهذه الفرية ، وهل يرجع من صدّقها ، وهل يرجع من روج لها !! أم يبقى هؤلاء على ضلالهم يعبدون عجل إعلامهم ويصدقون كذبهم فيكونون أضل ممن عبد العجل من بني إسرائيل !!

إن المجاهدين لا يضرهم قول قائل أو كذب متقول ، فهدايتهم موعودة وأجرهم مضمون وعملهم مأجور ما أخلصوا النية وتابعوا رسول رب البرية ، ولكن الذي يصدّق هذه الدعوى ويترك كلام الله ولا يلتفت إلى ما في القرآن من الآيات الدالة على الفئة الضالة هو الذي يخسر الحق ويبتعد عن الهدي الرباني فيكون تابع لكل ناعق ، مبطل لعقله ، مغيّب بصيرته ، حاجب فكره ، نافخ على الشمس يبتغي إطفاء لهيبها !!


والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه
حسين بن محمود
،،،
منقول للفائدة.
التوقيع

جرِّد الحجة من قائلها، ومن كثرة القائلين وقلّتهم بها، ومن ضغط الواقع وهوى النفس، واخلُ بها والله ثالثكما، تعرف الحق من الباطل .
ــــــــــــــــ
لن يُنصَف الحقُّ إلا إذا كان القلب خالياً عند الكتابة من كل أحدٍ إلا من خالقه سبحانه، وكم من الأشخاص يجتمعون في ذهن الكاتب والقائل عند تقييده للحق فيُصارعونه ليَفكوا قيده، فيضيع الحق، ويضيع معه العدل والإنصاف.
الشيخ الطريفي ـ وفقه الله ـ
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-16-2012, 10:45 PM
أبو عائشة السوري أبو عائشة السوري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

لو سلمنا بأن من تسميهم بالجامية على خطأ، فهل ترى أن من الصواب وضعهم بجانب القاديانية حتى يكون عنوان موضوعك:"الجامدخليون القاديانيون"!!!

لقد ادعى غلام ميرزا احمد النبوة، فهل رأيت واحداً ممن تسميهم بالجامية يدعي النبوة أو حتى يقرّ بنبوة أحد بعد محمد صلى الله عليه و سلم ؟؟؟

يقول ربنا تبارك و تعالى:{ ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}

و يقول أيضاً جل شأنه و تقدست أسماؤه:{والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}

أولاً ما الجامية أو على أي شيء جاء هذا الاسم؟
الجواب : هي كاسم ترجع للعلامة محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى وهذا رابط يبين من هو هذا العلامة وما منهجه.




ثانياً متى أطلق هذا المسمى ولأي سبب ؟
الجواب:أطلق بعد الحرب الخليجية الثانية أي بعد غزو البعث العراقي على دولة الكويت
السبب هناك أسباب كثر ولكن لنقل السبب الرئيسي هو فتوى الشيخ الجامي رحمه الله بجواز الاستعانة بالقوات غير المسلمة لتحرير دولة الكويت
طبعاً الشيخ الجامي لم يكن هو المتصدر لهذه الفتوى بل كان مؤيدًا لفتوى العلامة بن باز في ذلك وأيضًا فتوى هيئة كبار العلماء التي أجازت ذلك.

الآن نقف قليلاً ونرجع للرابط السابق وأكيد تبين للكثير منكم أن الشيخ محمد أمان الجامي هو حارس من حراس العقيدة وصاحب منهج سلفي صافي
إذاً لماذا هذه التسمية ؟
هذه التسمية هي لأن الشيخ محمد أمان كان لا يحابي في دين الله وكان ملجما لأهل البدع شديد عليهم مع العلم انه حليم مع من يخالفه في الفقه
وهو كما ذكرت سابقاً حارسًا للعقيدة متمسكًا بها لدرجة كبيره والتسمية كما قال العلامة الفوزان حفظه الله مكيدة ودسيسة



وما الغرض منها ؟
عزل أهل الحق والمنهج السلفي الصافي وتصويرهم بأنهم فرقة مغالية من وجهة نظر المتميعة وأصحاب الفكر غير الممنهج
وفرقة تخدم السلطان من وجهة نظر الخوارج ومن يوافق فكرهم بقليل أو كثير
طبعاً ليس الاسم هو الجاميه فقط بل يتبعه اسم المدخلية أو المداخلة وهما في نفس القالب من حيث المعنى والمبنى

والآن قبل التفصيل هناك من يقول
هؤلاء المشايخ نحبهم أو يقول نحن لا نقصد الشيخ الجامي بل طلبته ومن يتبعهم فهم لم يجعلوا لنا شيخًا إلا بدّعوا به
وقد استلموا المشاهير من الدعاة حسدًا ( حسب قولهم) تجريحًا وتحذيرًا
فنقول لهم بما أنكم أسميتموهم بأسم الجامية فأنتم قصدتم الشيخ , فأنتم لم تسموهم بذلك إلا أنهم ينتهجون منهج الشيخ رحمه الله
الثاني أنتم تقولون إنهم يبدعون ويجرحون بالدعاة ولكن لم تنظروا إلى أنفسكم أنكم أنتم أيضا جرحتم وبدعتم
جرحتم أنكم نسبتم أشخاص لشخص آخر أنتم قلتم أنكم لا تقصدونه فجرحتم به
وبدعتم أنكم أظهرتم أن الشيخ مبتدع لهذا تسمون من يتبعه باسمه
أو بتدعتم الآخرين باسم الشيخ وأنتم من اخترع هذا الأسم وغيره والمصيبة بدون دليل


لا تنه عن خلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم

وإنصافَا نقول إن كل إنسان غير معصوم إلا رسول الله صل الله عليه وسلم فهو كما قال تعالى :
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} (3) {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (4) سورة النجم

لهذا فإن العلماء والمشايخ السلفيين يحصل منهم الخطأ ولكن ليس أخطاء عقائدية بل أخطاء فقهية
واختلافهم وارد وحتى الخصومة واردة فهم في النهاية بشر
وهناك اختلاف كما ذكرنا اختلاف رحمة وهذا يتجلى في مذاهبنا الأربعة فهم يتفقون في الأصول ويختلفون في الفروع
وفي عصرنا هذا هناك علماء اختلفوا على سبيل المثال
العلامة الألباني كان يرى جواز كشف المرأة وجهها وكان لديه من الأدلة مايستند عليها
وقد خالفه جمهور من العلماء في ذلك وبينوا السبب بالأدلة ومايستندون عليه ومنهم العلامة بن عثمين والعلامة بن باز وغيرهم
فالرد هنا يكون على المسألة ولا يكون على الشخص مع حفظ حق الشخص وعلمه
والحكم نأخذه أولًا بأكثر من اتفق عليه جمهور العلماء وما وافق الدليل الدامغ

هذا هو اختلاف السلفيين ربما هناك منهم من يتعدى ذلك وتظهر الخصومة وهذا قد ظهر
ولكن نحن نأخذ أمرًا مهمًا في مثل تلك المسائل وغيرها هو أننا لا نلتفت إلى تلك الخصومة وعباراتها
بل نلتفت إلى الدليل أي دليل كل منهم في المسألة التي تكون عليها تلك الخصومه أو الاختلاف
والمهم أننا لا نتحزب ولا نتعصب للشيخ على شيخ آخر خصوصًا إن كان الشيخان على منهج سلفي صافي
وهذا للأسف حصل بين طلبة العلم نسأل الله الهداية للجميع

ونقف عند نقطة أخرى ألا وهي علم الجرح والتعديل ولنأخذ فكرهة عنه من خلال هذا الرابط التالي ومن ثم نعود


الآن علمنا ماهو علم الجرح والتعديل ومعناه ولكن يهمنا حاليا هو الغرض منه
وغرضه: هو الذبُّ عن الشريعة، وصونها وحمايتها، ممَّن يطعن فيها، أو يشوِّه سمعتَها.
فهنا ظهر علماؤنا ومشايخنا في علم الجرح والتعديل وأولهم العلامة الالباني رحمه الله والعلامة مقبل الوادعي رحمه الله
وغيرهم ممن اتخذ هذا العلم ومنهم الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله والشيخ ربيع المدخلي حفظه الله وغيرهم
وعلم الجرح والتعديل ليس في الحديث فقط بل بالرجال ويقال له علم الرجال وهما علمان يتفقان ويختلفان
المقصد من ذلك أن من ذكرتهم إن وجدوا مايشوب من داعية سواء كان مشهوراً أو غير ذلك ربما ابتداع في مسألة
أو أخذ أحاديث من غير صحيحة وترويجها أو تبنى فكرا أو منهجا يخالف منهج السلف سواء كان في مسألة أو في عموم
فإنهم يحذرون ويبينون هذا الأمر فإن كانت مسأله يتم الرد عليها وتفنيدها وحتى لو كان الرد قاسياً
فهذا يساغ لهم فهم أشد الناس حرصاً على العقيدة وإلا لما تبنوا هذا العلم والأمانة الكبرى
أما إن كان في عموم الداعية فهنا يجب التحذير منه والداعية المشهور خطره يكون أكبر من الذي لا يعرف فخطره محدود
فهنا تجدون علماء السلف يعنفون على الداعية خصوصاً إذا انتهج منهجًا مخالفًا وفكرًا منحرفًا
فهم يحذرون منه وربما تجدهم يسمونهم بأسماء لا يقصد بها السب
بل يقصد بها منبع فكر ومنهج هذا الداعية أو تشبهه أو ميوله بها كأن يقال له: قطبي أو إخواني أو أشعري أو صوفي
ولو سألتهم مادليلكم. لوجدت الدليل من لسان الداعية أو كتبه أو تسجيلاته
ولكي نكون منصفين كما ذكرنا سابقا أن التحذير يكون فيه أخطاء تقع بين المشايخ
لهذا قال أهل العلم :إنْ صَدَر الجرح من غير عارِف بأسبابه، لم يُعتبر به

أعرف يا إخوتي في الله أنني ربما أدخلتكم في دوامة ولكني أردت أن أضع أبجديات حتى يفهم الموضوع من كل الجهات
ذكرنا سابقا أن السبب الرئيسي في تسميتنا بما يسمى الجامية هو فتوى الاستعانة بالكفار لتحرير دولة الكويت
وأن الفتوى كانت بالأصل هي من هيئة كبار العلماء والعلامة بن باز وكان المدافع عن هذا الراي ومؤيدا له العلامة الجامي رحمه الله

وهذه فتوى العلامة بن باز رحمه الله أو رده على من شكك في صحة الإستعانة بالكفار
(وللعلم العلامة لم يقصد في آخر قوله العلماء كالألباني الذي خالف هذه الفتوى بل قصد بعض الدعاة الذين طعنوا بالعلماء ومنهم من أقام مظاهرات في المملكة وندد بهذه الفتوى )



طبعا هذه الفتوى قوبلت بالاعتراض من قبل بعض الدعاة ومنهم من أقام المظاهرات ومنهم من كفر ومنهم من طعن في ذمة العلامة رحمه الله
وأنه من علماء السلاطين وغيرها مما يندى له الجبين وآخرها أنه تم الضغط عليه لكي يقول بتلك الفتوى بسبب الظروف أنذاك
ولم يعلم هؤلاء أن من سبقه في ذلك هو العلامة بن عثيمين وبدون أي ضغط أو ظروف حتى لا يشكك أحد بفتواه
وهو في شريط اللقاء المفتوح شريط رقم 46 الوجه الثاني والمقطع تجدونه في الدقيقة الحادية عشرة وخمس ثوان


وهذا تفريغ لما نريد ..
السؤال: فضيلة الشيخ! ما هو الفرق بين موالاة الكفار وتوليهم؟
الجواب: الموالاة معناها: المناصرة والمساعدة على أمورهم الكفرية، ومن ذلك أن يقاتل المسلمون مع الكفار؛ يعني:
مثلاً يقوم الكفار بغزو بلد من البلدان الإسلامية، فيتولاهم هذا المسلم، وينصرهم، ويساعدهم على هذه البلدة في القتال
سواءً بالسلاح،أو بإمدادهم بأي شيء يساعدهم على قتال المسلمين، هذا من موالاتهم، وهو -أيضاً- من توليهم،
فإن الموالاة والتولي يراد بها هنا المناصرة وأن يكون يدا معهم على المسلمين.
وأما الاستعانة بهم فهذا يرجع إلى المصلحة، وإن كان في ذلك مصلحة؛ فلا بأس، بشرط أن نخاف من شرهم وغائلتهم، وألا يخدعونا
وإن لم يكن في ذلك مصلحة؛ فلا يجوز الاستعانة بهم؛ لأنهم لا خير فيهم.



اما الاعتراض العلمي فكان من العلامة الألباني رحمه الله الذي اعترض على الفتوى

حكم الاستعانة بالمشركين والتحذير منها.. الألباني



وبعدها جاء رد العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله في ردٍ فيه من الأدب الجم وحفظ القدر بالإضافة إلى الرد العلمي المؤصل


تزكية الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله للشيخ محمد أمان الجامي في رسالة بخط يده




منقول للأمانة

سبحانك اللهم و بحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك





التوقيع

من عجائب الشمعة أنها تحترق لتضيء للآخرين ... ومن عجائب الإبرة أنها تكسو الناس وهي عارية ... ومن عجائب القلم أنه يشرب ظلمة ويلفظ نوراً
لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة ، خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة
الإيجابي : يفكر في غيره
السلبي : يفكر في نفسه
الإيجابي : يصنع الظروف
السلبي : تصنعه الظروف
لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كان منحنياً
قال ابن القيم رحمه الله :{ كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عقل منها ، كذلك فإنه ليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله }
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-02-2012, 02:25 AM
أبو عبد الله محمد السيوطي أبو عبد الله محمد السيوطي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بارك الله فيك أبا عائش و جزاك خيرا :)


و لا عليك فهم يفترون الكذب دائما و حينما يطالبون بالدليل على ما افتروه لا تكاد تجدهم يجيئون بشئ

فقد اتهموا العلماء سابقا بأنهم يعبدون و يؤلهون الحكام

و أنهم يكفّرون المسلمين بالعمل الجماعي !

انظر كم الافتراءات هنا مثلا
http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=103052


و الله المستعان
التوقيع

روى الامام مسلم و غيره عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُلِ اللهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ، بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ، سَدَادَ السَّهْمِ»

و في رواية : قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُلِ اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ» ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِهِ

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-22-2012, 11:03 AM
أبو عائشة السوري أبو عائشة السوري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله محمد السيوطي مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أبا عائش و جزاك خيرا :)


و لا عليك فهم يفترون الكذب دائما و حينما يطالبون بالدليل على ما افتروه لا تكاد تجدهم يجيئون بشئ

فقد اتهموا العلماء سابقا بأنهم يعبدون و يؤلهون الحكام

و أنهم يكفّرون المسلمين بالعمل الجماعي !

انظر كم الافتراءات هنا مثلا
http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=103052


و الله المستعان
تشرفت بمرورك أستاذي المحترم و أخي العزيز

و لا يسعنا إلا أن نسأل الله الهداية لنا و لهم

و أعتذر عن تغيبي نظراً لظروف بلدي

تحياتي للجميع
التوقيع

من عجائب الشمعة أنها تحترق لتضيء للآخرين ... ومن عجائب الإبرة أنها تكسو الناس وهي عارية ... ومن عجائب القلم أنه يشرب ظلمة ويلفظ نوراً
لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة ، خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة
الإيجابي : يفكر في غيره
السلبي : يفكر في نفسه
الإيجابي : يصنع الظروف
السلبي : تصنعه الظروف
لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كان منحنياً
قال ابن القيم رحمه الله :{ كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عقل منها ، كذلك فإنه ليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله }
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:16 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.