انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > عقيدة أهل السنة

عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-26-2008, 05:55 AM
الشافعى الصغير الشافعى الصغير غير متواجد حالياً
لا تهاجم الناجح وتمتدح الضعيف .. لا تنتقد المجتهد الذي يعمل وتربت علي كتف الكسول
 




Tamayoz الدرس الثاني عشر ـ شرح مقدمة ابن أبى زيد القيروانى

 

شرح مقدمة ابن أبى زيد القيروانى
ـ لفضيلة الشيخ أحمد النقيب ـ


الدرس الثانى عشر





الدرس الصوتى


للاستماع
الدرس مرئى
للمشاهدة


يوم القيامة وما فيه من حساب وشفاعة

كان الحديث قبل عن الجنة وعن النار وأنهما مخلوقتان، والحقيقة أن متن الإمام القيرواني يحتاج إلى نوع يسير من الترتيب، فقد ذكر -عليه رحمة الله- مجيء الرب -تبارك وتعالى- للفصل بين العباد, وذكر الحوض والصراط وغير ذلك مما هو موجود في ذلك اليوم الرهيب، ذكر ذلك كله بعد ذكر الجنة والنار، ومعلوم أن الجنة والنار إنما هي تلي هذا اليوم العظيم الذي ينزل فيه ربنا ويجيء ربنا -سبحانه وتعالى- للفصل بين العباد، فبإذن الله -سبحانه وتعالى- في هذا اللقاء سيكون حديثنا عن نزول أو عن مجيء الرب -سبحانه وتعالى- للفصل والحساب بين الناس، إلى نهاية هذا اليوم عندما يتجه الناس إما إلى الجنة وإما إلى النار. فنسأل الله –تعالى- أن يحسن بنا القرار، وأن يجعل خاتمتنا في طاعته فإنه -سبحانه وتعالى- القدير على كل شيء. تفضل أخي الحبيب.
قال المصنف -رحمه الله تعالى-: (وأن الله -تبارك وتعالى- يجيء يوم القيامة والملك صفاً صفاً، لعرض الأمم وحسابها وعقوبتها وثوابها، وتوضع الموازين لوزن أعمال العباد، قال الله –تعالى-: ﴿فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿102 ﴾ [المؤمنون: 102]، ويؤتون صحائفهم بأعمالهم فمن أوتي كتابه بيميه فسوف يحاسب حساباً يسيراً ومن أوتي كتابه وراء ظهره فأولئك يُصلون سعير)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال المصنف -عليه رحمة الله-: (وأن الله -تبارك وتعالى- يجيء يوم القيامة والمَلَك صفاً صفاً، لعرض الأمم وحسابها وعقوبتها وثوابه)، مجيء الرب -سبحانه وتعالى- للفصل بين العباد: لا يكون ذلك إلا بعد البعث والحشر، والبعث: هو القيام من القبور عند سماع النفخة، البعث قيام الناس من قبورهم عند سماع النفخة، قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الأجْدَاثِ ﴾ أي: القبور ﴿إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ ﴿51 ﴾ [يس: 51]، ينسلون أي: يسرعون، ﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَ ﴾ أي: من قبورنا ﴿هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ ﴾ هذا الجواب عليهم ﴿هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ﴿52 ﴾ [يس: 52]، وفي صحيح مسلم أن نبي الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- قال: (يُبعث كل عبد على ما مات عليه)، فهذا هو البعث، فعندما يسمع أهل القبور الصيحة فإنهم يقومون سراعاً لله رب العالمين, بعد أن يكون البعث يكون الحشر، والحشر جمع الخلائق بعد بعثها أحياءً في ساحة واحدة تدعى بعرصة يوم القيامة، فالعرصة في اللغة بمعنى: الساحة، ومنها عرصة الدار، أي باحته، وساحته، فكذلك عرصات يوم القيامة، هي الساحات العظيمة التي يُجمع فيها الناس للفصل فيما بينهم، قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿وَمَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ﴿97 ﴾ [الإسراء: 97]،
وبعض الصحابة عندما سمع هذه الآية تعجب من حشر الكافرعلى وجهه، ففي البخاري ومسلم من حديث أنس -رضي الله تعالى عنه-: (أن رجلاً قال: يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادراً على أن يُمَشيه على وجهه يوم القيامة؟!) قال قتادة- وهو راوي الحديث عن أنس -رضي الله تعالى عنه-: [بلى وعزة ربن]، أي: أن ربنا -سبحانه وتعالى- قادر على كل شيء، فكما أقدرنا على المشي على أرجلنا في الدنيا، وجعل أهل الدنيا يسيرون منتصبين أي: ناصبي أقدامهم، فكذلك الله -سبحانه وتعالى- قادر على أن يُمَشِيّ الكافر على وجهه في النار يوم القيامة- والعياذ بالله- إذن: فتمشية الكافر على وجهه يوم القيامة: هذا خبر حق ثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليصدق به ما أخبر به ربنا- سبحانه- في سورة الإسراء.
وبعد حشر الناس يوم القيامة، يأتي ربنا -عز وجل- إذن: يُبعث الناس من القبور, يَهرَعُ الناس إلى ساحة الموقف، ليحتشد الناس جميعاً في ساحة الموقف وهذه الساحة أرض أعدها الله -عز وجل- للفصل بين الناس, فليست الأرض كالأرض التي نعيش عليها، ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿48 ﴾ [الرعد: 48]، فالأرض غير الأرض والسماوات غير السماوات فعندما يبدل الله –تعالى- الأرض ويجعل أرضاً مخصوصة يجتمع عليها الناس للفصل فيما بينهم يأتي ربنا -سبحانه وتعالى- والملك صفاً صفاً، فقول المصنف: (وأن الله -تبارك وتعالى- يجيء يوم القيامة والملك صفاً صفاً، هذا مصداق قول ربنا -سبحانه وتعالى-: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّ ﴾ [الفجر: 22]، وهذا مجيء حقيقي وإثبات لصفة حقيقية لله -عز وجل- وهي صفة المجيء، وليس المقصود كما قال بعض الناس- سامحهم الله- أن المجيء هنا عائد على الأمر والتقدير وجاء أمر ربك، هذا كلام لا يصح؛ لأنه ورد في ذلك اليوم أن الله –تعالى- يخاطب الناس ويكلمهم ويحكم بينهم فياترى من ذا الذي سيحكم بين الناس ويحدثهم ويناقشهم أهو أمر الله أم الله؟!! -سبحان الله- إذن: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ ﴾ هذا على حقيقته لا تحتمل تأويلاً واللفظ ظاهر لا يحتاج أن نصرفه على غير وجهه، وأيضاً قال ربنا -سبحانه وتعالى-: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ ﴾ هل ينظر الكفار والمكذبون باليوم الآخر والمنكرون له ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلاَئِكَةُ وَقُضِيَ الأمْرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ ﴿210 ﴾ [البقرة: 210]، هنا تقدير لطيف ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ ﴾، الظلل كالسحاب، والغمام نحوه، والله -تبارك وتعالى- لا يأتي في السحاب، ولكن التقدير هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام، فظلل الغمام عائدة على من؟ على الملائكة، لا تعود على الله -عز وجل- وهذا التأويل ثابت عن أبي العالية التابعي الجليل -رضي الله تعالى عنه- إذن: التقدير أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام، إذن: في ظلل من الغمام عائدة على من؟ ومتعلقة بمن؟ بالملائكة ليست متعلقة الله -عز وجل- وهذا تفسير أبي العالية، هذا اليوم الجليل المهول يُسمى بيوم القيام لماذا سمي بيوم القيامة؟ سمي هذا اليوم بيوم القيام؛ لأن الناس يقومون فيه لله رب العالمين قال الله -عز وجل-: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [المطففين: 6]، يوم يقوم الناس يقومون من أي مكان؟ يقوم الناس من رقدتهم, من قبورهم يقومون لمن؟ لله رب العالمين، ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾، وهم في فزع شديد، وهلع وخوف، فزع وهلع وخوف، قال الله -تبارك وتعالى- في شأن الناس وهم يشخصون بأبصارهم إلى الله -عز وجل- خائفين مذعورين قال ربي- سبحانه-: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ ﴿42 ﴾ [الرعد: 42]، هذا هو يوم القيامة، ﴿مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ ﴾ رؤوسهم مطأطأة عليها ذلة وندامة ﴿لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ﴾، الطرف بمعنى: النظر، فنظرهم لا يستقر بل هو تائه مضطرب ثم قال- تعالى-: ﴿وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾، هذه الواو أجمل ما يقال فيها: أنها واو القطع, واو الاستئناف ﴿وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾، جملة جديدة، والأفئدة هي القلوب والهواء أي: ضعيفة غير مستقرة، ﴿وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾، قلوبهم ضعيفة غير ثابتة من شدة الخوف- والعياذ بالله- وقال- تعالى-: ﴿يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ﴾ من قبورهم ﴿يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ﴾ فالله -تبارك وتعالى- لا يشغله زيد عن عمر، ولا عمر عن زيد، ولا مسلم عن كافر، ولا كافر عن مسلم، ﴿لاَ يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ﴾ والألف واللام هنا للعهد أي في ذلك اليوم المعهود المعروف، وكما هو معلوم بأن العهد يقتضي التخصيص، فهذا اليوم ليس ككل يوم، بل هو يوم شأنه عظيم، مقداره خمسون ألف سنة، كما صح الخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (أرأيت أن الناس يقومون من قبورهم يقفون على أرجلهم خمسين ألف سنة حتى يفصل الله –تعالى- بينهم) فنسال الله –تعالى- أن يرحمنا برحمته، ﴿لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴿16 ﴾ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴿17 ﴾، [غافر: 16، 17]، فلا ظلم اليوم، ﴿وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدً ﴾ [الكهف: 49] فنسأل الله –تعالى- أن يعافينا.
في هذا اليوم تقترب الشمس من رؤوس الخلائق، حتى يعرق الناس عرقاً شديداً ويبلغ العرق من كل واحد قدر ما كان من عمله، وصح الخبر في ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ففي صحيح مسلم من حديث المقداد -رضي الله تعالى عنه- قال: (سمعت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- يقول: تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق، حتى تكون منهم كمقدار ميل)، والميل: إما أن يكون الميل المسافة وإما أن يكون ميل المكحلة، ومعلوم حاله، (فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه)، والكعبين أسفل القدمين (منهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون) أي: العرق (إلى ركبتيه، ومنهم من يلجمه العرق إلجام) وأشار النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى فيه
)، يعني: يأتي العرق إلى فيه -سبحان الله- هذا أمر مهول. فنسأل الله –تعالى- العافية.
أيضاً هذا اليوم يود الناس أن يفصل بينهم ولو إلى النار، فنسأل الله –تعالى- أن يحسن إلينا في ذلك اليوم. قال المصنف -عليه رحمة الله-: (وأن الله -تبارك وتعالى- يجيء يوم القيامة والملك صفاً صفاً، لعرض الأمم وحسابها، وعقوبتها وثوابه)، هذا الأمر يكون في ذلك اليوم( لعرض الأمم) العرض (وحسابه) الحساب، (وعقوبتها وثوابه)، فالناس يعرضون على الله -عز وجل- صفاً صفاً، كما قال: ﴿وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّ ﴾ [الكهف: 48]، ويحاسب الله -عز وجل- كل واحد بمفرده، ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ [الأنعام: 94]، إذن: الناس يعرضون على الله -عز وجل- صفوفاً صفوفاً صفوفاً، هناك نظام وترتيب صفوفاً صفوفاً، ثم إن الله –تعالى- يحاسب كل واحد بمفرده، ليست هناك لجنة حساب, يدخل فيها الجماعة ليحاسبهم الله مجموعة واحدة، بل يحاسبون فرداً فرداً، وفي هذا اليوم المهول هناك عدة أمور تحدث فيه، من هذه الأمور التي تحدث في هذا اليوم: الحساب، وقراءة الكتب ومناقشة بعض الناس أعمالهم، هذا أول شيء يحدث في ذلك اليوم، بعد أن يحشر الناس في أرض الموقف، ويأتي ربنا -سبحانه وتعالى- والملك صفاً صفاً للعرض على الله أي: الملائكة بين يدي الله -عز وجل- صفاً صفاً، لتأتمر بأمره في ذلك اليوم وكذلك أرض الموقف, الملك صفاً صفاً تحوطها. في هذا اليوم تحدث عدة أمور: الأمر الأول: الحساب وقراءة الكتب ومناقشة بعض الناس أعمالهم، قال الله -عز وجل-: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدً﴿49 ﴾ [الكهف: 49]، إذن: هناك حساب وهناك كتب تطير ليلتقفها الناس، فهناك من يقرأ كتابه بيمينه وهناك من يقرأ كتابه بشماله، قال الله- تعالى-: ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ ﴾ أي: تعرضون على الله -عز وجل- ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ ﴾ أي: على الله للحساب، ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ فالله -تبارك وتعالى- يعلم السر وأخفى، فلا أحد يُضمر شيئًا ولا يُخفي شيئًا إلا والله- تعالى- يعلمه، ﴿لاَ تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴿18 ﴾ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ ﴿19 ﴾ إِنِّي ظَنَنْتُ ﴿20 ﴾ أي: تأكدت واعتقدت ووثقت ﴿أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ ﴿20 ﴾ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ﴿21 ﴾ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ﴿22 ﴾ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ﴿23 ﴾ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴿24 ﴾ [الحاقة: 18، 24] إذن: الذين قضوا أعمارهم طاعةً لله -عز وجل- ونصرةً لسنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وحباً لهذا الدين، وبذلاً لهذا الدين, بذلوا من أموالهم لهذا الدين ومن أوقاتهم ومن دمائهم لهذا الدين يكافئهم ربنا -سبحانه وتعالى- بأن يأخذوا كتابهم بأيمانهم. ويجدون خيراً عظيماً في ذلك اليوم، فهم ﴿فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ﴿21 ﴾ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ﴿22 ﴾ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ﴿23 ﴾ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا ﴿24 ﴾ [الحاقة: 22- 24]، الباء هنا للسبب، ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴿24 ﴾ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ ﴿25 ﴾ [الحاقة: 24، 24]، هذا هو الصنف الثاني ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ﴿25 ﴾ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ﴿26 ﴾ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ﴿27 ﴾ [الحاقة: 25- 27]، يعني: يا ليتني عندما مت لم أبعث مرة ثانية، ﴿يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ﴿27 ﴾ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ ﴿28 ﴾ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ﴿29 ﴾ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ﴿30 ﴾ [الحاقة: 27- 30]، فأصحاب الدنيا الذين عبدوا الدنيا من دون الله وعبدوا السلطان من دون الله ولم يعبدوا الله رب العباد، فإن الله –تعالى- يخزيهم في ذلك اليوم الذي كان نبي الله –تعالى- إبراهيم يدعو ربه ويسأله ألا يخزيه في ذلك اليوم، والناس جميعاً يُعرضون على الله –تعالى- يوم الحساب، (فمن نوقش الحساب عُذِّب وأهلك)، ومناقشة الحساب أي: التدقيق في السؤال، والمقصود بإهلاك من نوقش العذاب أن الله –تعالى- لا يرحمه بعد المناقشة، إذن: هناك من يناقشه الله أي: يدقق في حسابه ويراجع أعماله يراجع سيئاته ويناقش سيئاته ويقرره بذنوبه، ثم يرحمه الله -عز وجل- برحمته وفضله، ويدخله الجنة، وهناك من يُعامله الله –تعالى- بعدله فلا يرحمه ربنا -عز وجل- فهذا هو الهالك لا محالة- فنسأل الله –تعالى- العافية- إذن: المناقشة هي الحساب المحاسبة فلو كانت المحاسبة مع المسامحة فهذه هي رحمة الله -عز وجل- أما المحاسبة مع ترك المسامحة فهذه هي الهلكة وهذا هو العذاب.
يدل على ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها-: (أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك، فقالت عائشة: يا رسول الله ألم يقل الله -عز وجل-: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ﴿7 ﴾ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴿8 ﴾؟ [الانشقاق: 7، 8])، يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: من حوسب يوم القيامة هلك، فعائشة استشكل عليها ذلك الأمر فقالت: (يا رسول الله ألم يقل ربنا سبحانه: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ﴿7 ﴾ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴿8 ﴾ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنما ذلك العرض، من نوقش العذاب عُذِّب) وفي لفظ (هلك)، من نوقش الحساب عذب أو هلك، أي: من نوقش الحساب فلم يسامحه ربنا -عز وجل- لم يسامحه ربنا -عز وجل- إذن: مناقشة الحساب مع ترك المسامحة يؤدي ذلك إلى الهلكة لماذا؟ لأن الإنسان مهما صنع من الحسنات فإنه مقصر، ومهما أتى من أعمال البر فإنها ناقصة، بجناب نعم الله -عز وجل- وآلائه ومعروفه، فمن ناقشه ربنا -سبحانه وتعالى- حسابه فقرره بذنوبه ولم يسامحه ربنا -سبحانه وتعالى- ولم يحسن إليه ربنا- سبحانه- فهذا مرذول هالك- والعياذ بالله- يدل ذلك على أن مناقشة الحساب مع المسامحة تؤدي إلى النجاة ما أخرجه الإمام مسلم وقبله البخاري من حديث ابن عمر: (أن رجلاً قال له: كيف سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في النجوى؟ فقال ابن عمر -رضي الله تعالى عنه-: سمعته يقول: يُدنَى المؤمن يوم القيامة من ربه -عز وجل- حتى يضع عليه ربنا كَنَفَهُ)، والكَنَف بمعنى: الستر، أي: إن الله –تعالى- يستره يوم القيامة -نسأل الله تعالى أن يسترنا في الآخرة كما سترنا في الدنيا- (فيقرره بذنوبه)، الله –تعالى- يستر ذلك العبد ويقرره بذنوبه، (يقول الله -عز وجل-: هل تعرف؟) أي: هل تعرف ذلك الذنب؟ (فيقول: أي ربي أعرف)، أي أعرف هذا الذنب، (فيقول الله -عز وجل-: قد سترتها عليك -أي هذه الذنوب- في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم، فيعطى صحيفة حسناته بيمينه)، إذن: هذا رجل حاسبه ربنا وناقشه وقرره ذنوبه، ومع ذلك سامحه الرب، وأحسن إليه، وتجاوز عنه. فنسأل الله -عز وجل- أن يتجاوز عنا.
وكذلك العبد يسأل عن كل نِعم الله -عز وجل- في هذا اليوم يوم القيامة تسأل عن كل النعم التي أعطاها لك ربنا -سبحانه وتعالى- ما من نعمة أنعم بها الرب عليك إلا ستسأل عن هذه النعم، ومن جملة هذه النعم، أن تسأل عن شبابك وعن عمرك وعن مالك وعن علمك، كما صح الحديث بذلك عند الترمذي وغيره، وهو حديث أبي بردة الأسلمي -رضي الله تعالى عنه- فأبو بردة الأسلمي -رضي الله تعالى عنه- قال: (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما فعل فيه، وكذلك عن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه)، إذن: الجسم والمال والعمر والشباب هذا كله من جملة ما ستسأل عنه يوم القيامة، إذن: أول شيء سيحدث في ذلك اليوم، الحساب وقراءة الكتب ومناقشة بعض الناس أعمالهم.
الأمر الثاني: الوزن والميزان، الميزان: الذي توزن به الأعمال والوزن: هي العملية التي توزن بها الأعمال كما يوزن بها الناس وأعمالهم، قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ ﴿101 ﴾ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿102 ﴾ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴾ -والعياذ بالله- ﴿وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿103 ﴾ [المؤمنون: 101- 103]، إذن: هناك ميزان وهناك وزن، وهناك ناس تثقل موازينهم فيفلحون وناس تخف وتكون موازينهم خفيفة فيرذلون وينتكسون- والعياذ بالله- قال الله -عز وجل-: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴿47 ﴾ الأنبياء: 47]، وقال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴿7 ﴾ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ﴿8 ﴾ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴿8 ﴾ قال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴿8 ﴾ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴿9 ﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ﴿10 ﴾ نَارٌ حَامِيَةٌ ﴿11 ﴾ [القارعة: 7- 11]-والعياذ بالله- إذن: هذه نصوص تدل على أن هناك ميزاناً وأن هناك وزناً وفي الصحيح أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: عندما تعجب الصحابة من دقة ساقي عبد الله بن مسعود: (والذي نفسي بيده لهي أثقل عند الله من جبل أحد)، -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وهذا الحديث أخرجه الإمام أحمد بإسناد قوي.
والميزان له كفتان، ويدل على ذلك ما أخرجه الترمذي وغيره وهذا الحديث إسناده صحيح من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله تعالى عنه وعن أبيه- أحب أن أقول دائماً عندما أقول عبد الله بن عمرو بن العاص أن أقول: -رضي الله عنه وعن أبيه- من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله تعالى عنه وعن أبيه- أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله -عز وجل- يُخلِّص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجل) والسجل الكتاب والصحيفة، (كل سجل مَدُّ البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟) وفي بعض الألفاظ: (ليس فيها حسنة قط) ، في بعض الألفاظ؛ لأن هذا الحديث أخرجه الترمذي والحاكم وابن أبي عاصم وغير ذلك، (أتنكر شيئًا من هذا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ يقول: لا يا رب)، عندما أقرأ هذا العبد الخائف المذعور الموقوف بين يدي الله -عز وجل- والرب الجليل يقرره ويقول: (ألك شيء عندنا؟ هل ظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب)، تستشعر أن هذه الكلمة لها ظلال ومعاني (لا يا رب) لك أن تتصور، كيف يقول هذه الكلمة؟ (لا يا رب، فيقول الله -عز وجل-: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول الرب: بلى، إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم، فَتُخرج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فتطيش السجلات وتثقل لا إله إلا الله)، إذن: هذا يدل على أن الميزان حق، وأن الميزان له كفتان، وأن الحسنات والسيئات توزن، وأن الناس يوزنون كما ثبت من حديث عبد الله بن مسعود، فالأعمال توزن والناس يوزنون، ويوزن الناس بأعمالهم أيضاً، ودليل ذلك ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ ﴾ [الأنبياء: 47]، فكلمة الموازين قد تعني هذا الأمر، تعني: الناس وأعمالهم.
الأمر الثالث: نحن قلنا: الحساب وقراءة الكت، ومناقشة الحساب هذا أولاً، ثانيًا: قلنا: الميزان ثالثًا: هناك القصاص، الحساب عندما يحاسب الله –تعالى- الناس ليقررهم بهذه الذنوب والسيئات التي فعلوها في قِبَله -سبحانه- أما القصاص فهذا يكون أو هو القضاء والفصل بين العباد فيما حصل بينهم وبين بعضهم البعض، هذا قتل هذا هذا أخذ مال هذا فالله -سبحانه وتعالى- يقضي بينهم وهو -سبحانه وتعالى- خير القاضين، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: وهذا الحديث أخرجه مسلم وأحمد وغيره، من حديث أبي هريرة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (لتؤدنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء) الشاة الجلحاء: التي لا قرن لها، والشاة القرناء: التي لها قرون، فعندما تأتي الشاة القرناء تضرب الشاة الجلحاء بقرونها فالله -تبارك وتعالى- يؤدي هذه الشاة حقها، وفيه دليل على أن القصاص كما يكون بين الناس، فإنه يكون بين غير الآدميين، ويدل على ذلك قول الله -عز وجل-: ﴿وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ﴾ [التكوير: 5]، والقصاص على نوعين قصاص يكون بين المكلفين، وهو قصاص التكليف، والنوع الثاني: قصاص بين غير المكلفين، وهو قصاص المقابلة، إذن: هناك قصاص التكليف بين المكلفين وهناك قصاص المقابلة، كما ثبت في هذا الحديث والعدل يجمعها كقول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدً ﴾ [الكهف: 49]، وفي الصحيح من حديث عبد الله بن مسعود قال: (أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء)، إذن: هناك حساب وهناك قضاء، القضاء فيه معنى القصاص، إذن: أول ما يقضى بين الناس يقضى في الدماء وأول ما يحاسب عليه الناس يوم القيامة يحاسبون على الصلاة، ومن صور القصاص ما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال للصحابة: (أتدرون من المفلس؟ فقال الصحابة -رضي الله تعالى عنهم-: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته، حتى إذا فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم ثم طرحت عليه ثم طرح في النار) -والعياذ بالله- إذن: هذه صورة من صور القصاص.
أيضاً حديث عبد الله بن أنيس -رضي الله تعالى عنه- وهذا الحديث أخرجه البخاري تعليقاً، ووصله غير واحد، فهذا الحديث قال فيه عبد الله بن أنيس -رضي الله تعالى عنه- قال: (سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يحشر الناس يوم القيامة أو قال: يحشر العباد يوم القيامة، عراة غرلاً بهماً، ليس معهم شيء يناديهم الله -عز وجل- بصوت يسمعه من بَعُد كما يسمعه من قَرُبْ، فيقول الملك -سبحانه وتعالى-: أنا الملك أنا الديان ثم قال الله: لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق، حتى أقصَّه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وله حق عند أحد من أهل النار حتى أقصَّه منه حتى اللطمة)، فينبغي للعبد أن يتقي الله -عز وجل- وألا يظلم أحداً شيئًا حتى يكون حسابه عند ربه حساباً يسيراً. نسأل الله –تعالى- أن ييسر حسابنا وأن يهدينا أمورنا.
ثم نأتي بعد ذلك الأمر إلى أمر آخر وهو الحوض: إذن: ذكرنا ثلاثة أمور: الأمر الأول ماذا؟ الأمر الأول في ذلك اليوم؟ تفضل.
الحساب وقراءة الكتب ومناقشة بعض الناس أعمالهم
الأمر الثاني؟
الميزان، وكيفية الميزان حسي له كفتان، والأدلة حضرتك ذكرتها، وما يوزن الأعمال والأجسام
الأعمال والأجسام ولا بأس أن توزن الأجسام بأعمال أصحابها.
الأمر الثالث الذي قلناه: القصاص، القصاص نوعان:
قصاص مقابلة وقصاص تكليف
قصاص المقابلة يكون بين من؟
قصاص المقابلة يكون بين العباد
قصاص المقابلة يكون بين المكلفين أم غير المكلفين؟
المكلفين
لا.. قصاص المقابلة يكون بين غير المكلفين، طيب والقصاص الآخر؟
القصاص الآخر ما بين المكلفين
ما بين المكلفين، إذن:
قصاص المقابلة: يكون بين غير المكلفين من الحيوانات والعجماوات وغيرها.
قصاص التكليف: يكون بين المكلفين.
الأمر الرابع: الذي يحدث في ذلك اليوم وهو الصراط: تفضل يا أخي.
قال المصنف -رحمه الله تعالى-: (وأن الصراط حق, يجوزه العباد بقدر أعماله فناجون متفاوتون في سرعة النجاة عليه من نار جهنم، وقوم أوبقتهم فيها أعمالهم، والإيمان بحوض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترده أمته لا يظمأ من شرب منه، ويذاد عنه من بَدَّلَ وغير).
-جزاكم الله خيراً- الأمر الذي بعد ذلك هو الصراط: والصراط كما قال المصنف وسمعتم: أنه في اعتقاد أهل السنة والجماعة أنه حق، والصراط: هو الجسر المنصوب على جهنم يمر به المسلمون ليجتازوه للدخول إلى الجنة، إذن: لن يدخل المسلمون الجنة إلا بعد أن يجتازوا الصراط، والأحاديث فيه كثيرة وكلها صحيحة، من ذلك ما أخرجه الإمام مسلم -عليه رحمة الله- من حدث أبي هريرة وحذيفة -رضي الله تعالى عنهما-وفيه (وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي) -جنبتي أي: على جانبي- (الصراط يمينناً وشمال)، سبحان الله، الأمانة والرحم، كل واحدة منهم تكون واقفة على جنب من جوانب الصراط، هذه الأمانة وهذه هي الرحم، أو هذه هي الرحم وهذه هي الأمانة- سبحان الله- الرحم صلة الرحم، والأمانة، أقول: في هذه الأيام التي ضاعت فيها الحقوق وقلت فيها الأمانة، وانقطع الناس عن صلة أرحامهم، (تأتي الرحم وتأتي الأمانة فتقومان جنبتي الصراط يميناً وشمالاً ويمر أولكم) يمر الناس المسلمون ( كالبرق الخاطف) كخطفة البصر، (كالبرق، ثم كمر الريح، ثم كالطير كمر الطير، ثم كشد الرجال) شد الرجال: عندما يأتي الرجل ويجري جرياً شديد( تجري بهم أعمالهم) أي هؤلاء بقدر أعمالهم، (ونبيكم -صلى الله عليه وسلم- قائم على الصراط)، واللهِ كلما أقرأ الأحاديث شيئًا بعد شيء يزداد حبي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبحان الله يعني أتينا في شفاعة قال: (إن لكل نبي دعوة مستجابة وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي فهي نائلة أهل الكبائر من أمتي) انظر إلى ذلك الأمر، ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنَفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿128 ﴾ [التوبة: 128]، هذا في الدنيا، حتى في الآخرة شفاعته، حتى يقف على رأس الصراط، -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- (يقول: ربي) أي يا رب (سلم سلم)، يعني: يرى أمته يجتازون الصراط، إذن: هو يرى أمته يا رب الأمة كلها تجتاز الصراط من أول الصحابة إلى أن يرث الله –تعالى- الأرض ومن عليها كل أمة الإسلام تجتاز الصراط، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قائم على رأس الصراط، يرى اجتياز أمته لهذا الصراط ويقول: (ربي سلم سلم، وعلى جنبتي الصراط الأمانة والرحم، حتى تعجز أعمال العباد)، إذن: هناك الذي يمر مر البرق ثم الريح ثم الطير ثم بعد ذلك شد الرجال أو الرحال الشديدة، ثم بعد ذلك كل إنسان على حسب عمله، حتى تعجز أو( حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحف) نعم سيسير، هذا الصراط الذي هو أحد من السيف وأدق من الشعرة أدق من الشعرة وأحد من السيف يمشي عليه ويزحف، ولكنه يجتهد حتى يجتاز هذا الصراط، قال -صلى الله عليه وسلم-: (وعلى حافتي الصراط كلاليب معلقة -خطاطيف معلقة- مأمورة بأخذ من أمرت به فمخدوش ناج) الرجل الذي يزحف هذا هو ناج ولكن سينجى بعد ماذا؟ سينجى بعد أن يخدش تخديشاً شديداً (فمخدوش ناج ومكدوس في النار)- والعياذ بالله- الذي يُكدس في النار ويسقط في النار لك أن تتصور نار جهنم وفوقها جِسر فمن سقط من هذا الجسر سقط أين؟ في النار- والعياذ بالله- وهؤلاء العصاة من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- الذين يدخلون النار ويكون حالهم، ما حالهم, وقد تكلمنا عن أحوالم من قبل، إذن: هذا قول المصنف -عليه رحمة الله-: (وأن الصراط حق يجوزه العباد بقدر أعمالهم فناجون متفاوتون في سرعة النجاة عليه من نار جهنم) طبعاً الذي ينجو عليه هذا ناجٍ من نار جهنم، (وقوم أوبقتهم فيه) أي في هذه النيران، (أعمالهم)، فنسأل الله –تعالى- العافية، قال الله -عز وجل- ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ﴾ [فاطر: 32]، فالظالم لنفسه هذا هو المكدوس المعرض للعذاب والمقتصد: الذي يأتي المأمورات ويجتنب المنهيات، ثم هذا السابق الذي يأتي بجنس المحبوبات أي يأتي بجنس المأمورات كلها، ما استطاع إلى ذلك من سبيل، فجنس المأمورات كلها يشمل الواجب كما يشمل المستحب، وتجنب المنهيات سواء ذلك المنهي هو الحرام أو هو المكروه، هذا هو السابق بأمر الله -عز وجل- إذن: هذا رابعًا الصراط، الكتاب أولاً: الحساب، وقراءة الكتب، ومناقشة بعض الناس أعمالهم، ثانيًا: الميزان ثالثًا: القصاص، رابعًا: الصراط، خامسًا: الحوض، حوض النبي -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وأحاديث الحوض أحاديث ثابتة متواترة، جمع ابن كثير -رضي الله تعالى عنه- روايات الحوض عن أربع وثلاثين صحابياً يذكر الأحاديث ويأتي بالكتب الصحيحة وكتب الصحيحين والمسانيد والسنن التي روت هذه الأحاديث ويسند كل حديث إلى الكتاب الذي خُرِّجَ فيه. وحوض النبي -عليه الصلاة والسلام- غير الكوثر، قال الله -عز وجل-: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ [الكوثر: 1]، والكوثر فيه قولان:
القول الأول: معناه الخير الكثير العميم الذي لا حد له ولا وصف.
القول الثاني: أنه نهر في الجنة، وهذا النهر يُصَب في حوض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذن هذا النهر مصبه في حوض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذان قولان.
القول الأول: تحتمله اللغة. والقول الثاني: أتى به النص، وإذا أتى النص تفسيراً لكلمة في القرآن فينبغي أن يكون المُعَوَّل على النص، وثبت في مسند الإمام أحمد وإسناده حسن من حديث حذيفة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- قال: (إن ربي أعطاني الكوثر، وهو نهر في الجنة يسيل في حوضي) إذن: هذا حوض رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- ومن الأشياء التي ينبغي أن تعلم: أن لكل نبي حوضاً، وكل نبي يقف على حوضه، يعرف أمته، أي: يعرف الصالحين من أمته ليسقيهم من حوضه، فالصالحون من بني إسرائيل لا يشربون من حوض محمد -صلى الله عليه وسلم- وإنما يشربون من حوض موسى وعيسى، وهكذا، والصالحون من أمة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إنما تشرب من حوض النبي محمد -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وحوض النبي -عليه الصلاة والسلام- ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل وريحه أزكى من ريح المسك، وورد في ذلك الحديث الثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- ففي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنه وعن أبيه- أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- قال: (حوضي مسيرة شهر) إذن: الحجم والمساحة (حوضي مسيرة شهر) وأنا اخترت هذه الرواية وقدمتها على الروايات التي ذكرت فيها أسماء البلدان، (حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه) الكيزان هي: الكئوس التي لها عُرى، لَمَّا يكون الكوب له عُرى تُمسك منه، الذي نسميه عندنا في مصر: "له ودان"، الكوب الذي له عُرى هذا يُسمى كوزاً، وهذا في اللغة، إذن: كلمة "كوز" الموجودة عندنا في بعض قرى مصر هذه كلمة صحيحة لغة، "الكوز" الزير وفوقه الكوز، فهذه كلمة لها أصل في اللغة، (وكيزانه)، أي الأكواب التي يَشرب فيها الناس منه (وكيزانه كنجوم السماء) كثرة ولألأةً، إذن: هذه الأكواب ليست أكواباً من زجاج، ولكنها أكواب جميلة متلألئة لألأة النجوم، وهذه الأكواب كثيرة كثرة مفرطة، فلا أحد يستطيع أن يحصيها فمثالها في الكثرة مثل النجوم التي هي في السماء، (وكيزانه كنجوم السماء من شرب منه فلا يظمأ أبد) فنسأل الله –تعالى- أن نكون من أهل الحوض الذي يسيقينا منه رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- ويدل على أن لكل نبي حوضاً يعرف أمته الصالحين منهم ليسقهم منه، ما أخرجه ابن أبي الدنيا من حديث الحسن البصري وهو حديث مُرسل وهذا الحديث حسنه ابن كثير ونقل تحسينه عن يحيى والقطان والحافظ المِزِّيّ، وهذا الحديث جمع له الإمام الألباني طرقاً كثيرة وَجَوَّدَهُ بمجموع طرقه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن لكل نبي حوضاً، وهو قائم على حوضه بيده عصا يدعو من عرف من أمته) تقول: وكيف يعرف النبي -عليه الصلاة والسلام- أمته، يعرفهم بسيماهم، هناك سيما كثيرة فمن هذه السيما (تأتون يوم القيامة غُراً مُحجلين من آثار الوضوء) فمثلاً قد يعرفون من هذا الأثر، هناك آثار يعرف النبي بها قومه (ألا وإنهم يتباهون أيهم أكثر تبع) أي: الأنبياء يباهي بعضهم بعضاً أيهم أكثر تبعاً، أي موسى وعيسى وإبراهيم ونوح وزكريا كل هؤلاء الأنبياء كل واحد منهم يباهي الآخر أيهم أكثر تبعاً، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (والذي نفسي بيده إني لأرجو أن أكون أكثرهم تبع) -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وفي البخاري ومسلم أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- قال: (أنا فرطكم على الحوض)، ينتظرنا ويقف على الحوض (من ورد شرب) من ورد في هذا الحوض شرب منه، من ورد شرب، وعلى فكرة أن كلمة الورد في الأصل معناها: الإتيان إلى موارد أو مواطن الشرب، ثم سُمِيَّ بعد ذلك كل إتيان ورداً، من ورد شرب، (ومن شرب لم يظمأ أبداً وليردنَّ علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم) نسأل الله –تعالى- ألا يجعلنا منهم، ونسأله -سبحانه وتعالى- أن ييسر أمورنا وأن يخفف حسابنا، وألا يجعل حسابنا مناقشةً وأن يوفقنا إلى كل عمل صالح وأن يحسن خاتمتنا بالأعمال الطيبة وأن يرضى عنا ويُرضِّي علينا وصلي اللهم على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
إجابات الحلقة الماضية:
وردتنا إجابات عدة على أسئلة الحلقة الماضية، كان السؤال الأول: تكلم عن الاعتقاد في الأولياء مَن هُم؟ وماذا أعد الله لهم في الآخرة؟
كانت إجابة السؤال الأول: الأولياء جمع ولي مفرد ولي على وزن فعيل والولي هو المطيع القريب النصير فولي الله هو العامل بطاعة الله -عز وجل- القريب من الله وإلى الله الذي ينصر ربه وينصر دينه، هذا هو ولي الله -سبحانه وتعالى- قال الله تعالى: ﴿أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿62 ﴾ [يونس: 62]، وأعد الله لهم في الآخرة بشرهم بالجنة فقال الله -عز وجل-: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ ﴾ [يونس: 64]، وذكر في القرآن في غير آية أن الجنة هي دار الخلد التي لا يخرج منها المؤمنون أبداً، فقال الله- تعالى-: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَّعُيُونٍ ﴿45 ﴾ [الحجر: 45]، وأفضل نِعمة ينعم بها الله -عز وجل- على أهل نعمته في الجنة أن ينظر إليهم فيرى المؤمنون وجه الله -سبحانه وتعالى- ففي الأثر الثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في البخاري ومسلم: (إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته)، انتهت إجابة السؤال الأول.
ما شاء الله.
السؤال الثاني: ناقش عبارة المصنف:( وهي التي أهبط منها آدم نبيه وخليفته في أرضه أو إلى أرضه) (وهي) أي الجنة، (التي أهبط منها آدم) آدم مفعول به، (نبيه) بدل (نبيه وخليفته إلى أرضه) النبي: من أوحى الله إليه -عز وجل- وآدم -عليه السلام- أمره الله –تعالى- ونهاه فهو نبي، الخليفة: هو الذي يخلف غيره فيقوم مقامه في شأنه وأمره إذا غاب، وبهذه الحيثية لا يمكن أن نجعل آدم خليفة لله -عز وجل- فالله- سبحانه- ليس بغائب حتى يحتاج إلى من يكون خليفته بعده، ليقوم بأمره في خلقه فالله لا يخلفه أحد من خلقه، بل هو الذي يخلف غيره من خلقه، ولذلك عندما تسافر تقول: اللهم أنت الصاحب في السفر والخلفية في المال والأهل والولد، فلو قال المصنف: (وهي التي أهبط منها آدم نبيه إلى أرضه وجعل ذريته خلائف في أرضه) لكان ذلك حسناً ويُخشى أن يكون ذلك من باب تصريف النساخ الذين ربما يتصرفون في بعض النصوص وإن كان ذلك من العبارة فهي وهلة لا تنقص ولا تجعل هذا المصنف خارجاً من نطاق أهل السنة والجماعة ولا تجعله منكوساً في إمامته بل هو إمام وجهبذ عَلَم تقبل عقيدته، هذا هو المعنى والله أعلم.
ما شاء الله، يعني: كأني أتكلم, ما شاء الله.
السؤال الثالث: اذكر اعتقادك في البرزخ؟
وكانت الإجابة: يكون هناك مرحلة وسطى بين الدنيا والدار الآخرة وهذه المرحلة هي مرحلة البرزخ، ويدل عليها قول الله –تعالى-: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿46 ﴾ [غافر: 46]، وما أخرجه الإمام أحمد من حديث البراء بن عازب الحديث الطويل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال موعظة من هذه الموعظة أن قال للمؤمن: (فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة) فهذا يدل على أن القبر كان روضة من رياض الجنة، حتى قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره)، أما الكافر فيقال له: (أفرشوه من النار وافتحوا له باباً من النار فيأتيه من حرِّها وسمومه) والله أعلم.
ما شاء الله جزاهم الله خيراً.
فضيلة الشيخ هلا تفضلتم بطرح أسئلة هذه المحاضرة لانتهاء الوقت؟
هي سؤال واحد هذا السؤال: تكلم عن اليوم الآخر من البعث إلى الجنة أو إلى النار؟

نسأل الله –تعالى- العافية وحسن القرار والحمد لله.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-26-2008, 02:45 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

اللهم نسأل العفو والعافية
في الدنيا والآخرة
امين
جزاك الله خيرا
اخي الكريم
علي
هذه الدروس الماتعة النافعة
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-26-2008, 03:52 PM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي


جزاكَ اللهُ خيراً يامولانا .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:53 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.